![]() |
مبحث النجوم بين الاعتقاد الصحيح والباطل
مبحث النجوم بين الاعتقاد الصحيح والباطل
من كتاب الخبير / سامي بن سليمان الحربي ( محب الغيث ) الثقافة المناخية بين الضرورة الحتمية والأحكام الشرعية والدراسة التطبيقية إن هذا الكون الفسيح بكل ما فيه من مخلوقات سواء المخلوقات العملاقة كالنجوم والأجرام السماوية الضخمة والنيازك والمذنبات العابرة والتي تشكل جزء من السماء الدنيا حيث لاتمثل الأرض ومن عليها قياسا بالسماء وما فيها إلا نسبة ضئيلة جدا وهل يعقل أن يكون التفكر في مخلوقات الأرض مقدم على ماهو أوسع وأشمل ؟ وهي تلك المخلوقات الهائلة في السماء . وقد أشار الله إليها وأمر بالتدبر فيها قال تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) الغاشية : 17 والسماء لايقصد بها هذا الفضاء الواسع فقط بل ما فيها من مجرات ونجوم واجرام قال تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصبيح وجعلنها رجوما للشيطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ) الملك : 5 فهل يليق أن يغفل الإنسان عن هذه المصابيح التي فوق رأسه والتي لا يمضي يوم وليلة إلا وقد تعاقبت عليه مع ما فيها من جمال وإبداع وكثرة وتفاوت في الاحجام والمسافات والقوة والضوء وغير ذلك من العجائب . أضف إلى ذلك ما فيها من هداية زمانية أهم من الهداية المكانية يعرف بها أوقات الصلاة ويعرف أجزاء اليوم . وبالقمر تعرف الشهور والسنوات وبباقي النجوم تعرف الفصول المناخية وما يوافقها من تغيرات مناخية وهجرات وزرع . وهذه الاية العظيمة من النجوم والأجرام السماوية آية دالة على وحدانية الله وعظمته . فهل خوفنا من الاعتقاد الباطل في النجوم الذي يعتقده بعض الجهلة يكون سبب في تعطيل المنفعة من هذه الآية ! وهي الأستدلال بها على الزمان والمكان وتعطيل التدبر فيها . ومنع الناس من الإستفادة مما جعله الله من خصائصها ، ومن أبرزها الحساب ومعرفة الموافقات البيئية والمناخية وهي أهم من الهداية المكانية يتبع بمشيئة الله تعالى |
هل الإعتقاد الباطل المحرم ، وهو إعتقاد معرفة الغيب المطلق بالأبراج والنجوم أو نسبة الأمطار إلى هذه النجوم يجعلنا نعطل أمور هامة خشية الوقوع في الاعتقاد الباطل ، أو أن الواجب علينا أن نبين هذا الأعتقاد الباطل فقط .
لأن هذا الاعتقاد نشأ بالجهل وعلاجة يكون بالعلم الذي نرد به شبه الباطل ، ونبقي كل الأمور الأخرى لتظل تلك الآيات العظيمة آيات كونية شاهدة على عظم الله ، والتي لن تنتهي عجائبها لاسيما في الاكتشافات الحديثة ، وما وصل إليه الإنسان من تقدم كبير في الرصد والمراصد الفلكية التي تكتشف ، وجوانب بسيطة من عظم هذه الأجرام التي تجعل الإنسان يحقر نفسه ويخضع لخالقه عندما يرى كل هذا الإتقان في إيجاد هذه الأجرام السماوية . فلا يمكن أن نترك النار لأن هناك من أناس يعبدونها ، والعمل بمواقيت الصلاة المرتبطة بالشمس لأن هناك أناس يعظمون الشمس . ولايمكن أن نترك الانتفاع بماء الأنهار لأن هناك من يقدسها ، كما لايجوز أن نترك محبة ولي من الأولياء لأن البعض عظموه فعبدوه من دون الله . فكذلك لا نترك الحساب بالنجوم فوق رؤؤسهم والجهل في عقولهم فإن لم نعلمهم الصواب فسوف يحل محله الخطأ . فواجبنا أن نقول أن النجوم للحساب ومعرفة الفصول والموافقات وليست لها أثر محسوس إلا الشمس والقمر، ولذلك لا ينسب المطر لتلك النجوم . فبالعلم تذهب الشبه ويزول الجهل لا بإقصاء العلم . فالواجب علينا أن نعلم الناس أن النجوم لا زالت قديما وحديثا يعمل بها في التحديد الزمني للمواسم ، فتكون ساعة زمنية إلهية يعرف بها الأوقات لتحديد المواسم المناخية ومايوافقها . يتبع ...... |
ولقد كان الأباء منذ القدم يحسبون بتلك النجوم ، فحددوا الفصول بها وقسموا تلك الفصول إلى فترات زمانية مثل المربعانية والوسم والحميم ، وحددوا خصائص كل فترة من حيث درجات الحرارة وأنواع الأمطار والسحب التي تحدث عليها ، ومدى نسبة حدوث تلك الأمطار بإذن الله . وجاء الحساب الحجازي البحري ليحددوا الرياح والحالات الجوية بكل دقة وبين خصائصها وحددوا الأوقات تارة بالمطالع ، وتارة بالغيوب ، وتارة بهما جميعا . وسميت الحالات بأسماء تلك النجوم لكي يفرق بعضها عن بعض ، وهذا لا يدل على انهم يعتقدون أن النجوم مدبرة أو أن لها سبب أبدا . ولكن جاء البعض وبالغ في المسألة ، وجعل هذا الأمر محرما ، مع أن النصوص واضحة وهي تنفي الأعتقاد الباطل فقط . وإليك الأدلة الشرعية وأقوال أهل العلم في دلالة النجوم على دخول اوقات مواسم الأمطار ، ودخول وقت التقلبات ، وتغير الرياح ودرجات الحرارة ، وهذا ثابت في الكتاب والسنة أما في القرآن الكريم قوله تعالى : ( وعلمت وبالنجم هم يهتدون ) النحل : 16 وهذه إشارة إلى علامة ، هي نعمة من أكبر النعم على العباد . فعند الرجوع إلى الواقع نجد أن العرب يستدلون ويهتدون بالنجوم ، سواء من حيث الوقت فيحددون بها المواسم أو المكان . ويشمل ذلك الشمس والقمر والكواكب والنجوم جميعها تسمى نجوما . وبمجموعها يستدل الإنسان على الأوقات والأماكن وهي تسير في البروج . قال الله تعالى في مطلع سورة البروج : ( والسماء ذات البروج ) قال تعالى ( وعلمت وبالنجم هم يهتدون ) . أما دلالة الوقت فقدر الشارع بها دخول الليل والنهار ، ومعرفة الصلوات ، ومعرفة الفصول الأربعة وتدرجات كل فصل ، وأنماط كل فصل ، وما يوافقه من أنماط سلوكية في المخلوقات سواء النباتات أو الكائنات الحية الأخرى . فتكون النجوم ومنها الشمس وتشمل الكواكب والقمر علامة على كل زمن . وما فيه من الخصائص المختلفة عن الزمن الذي قبله أو الذي بعده . يتبع ......... |
اما دلالة النجوم على المكان فهذا معروف للجميع لمعرفة الاتجاهات من الشمال والجنوب والشرق والغرب والجهات الفرعيه لها
والجهات الشرعية مثل استقبال القبله في الصلاة والذبح وغير ذالك فهذا ثابت ولم ينكره الشرع تماما بل سار عليه الناس قبل الاسلام وبعد الاسلام ولم ينكرة سوى الاعتقاد بالنجم انه سبب في المطر وانه مؤثر بذاته وهذا الذي نفاه الشرع فنسبة انزال المطر الى غير الله من الكواكب والانواء من كفر النعم اذ مالم يكن سببا لايجوز ان يعتقد بانه سبب جعله الله لحول هذا الشيء بامره سبحانه وتعالى فقد ذكر البخاري ومسلم الحديث الذي رواه بن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف اقبل على الناس فقال (هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذالك مؤمن بي وكافر بالكواكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذالك كافر بي ومؤمن بالكواكب) يتبع ..... |
ماشاء الله تبارك الله
مبحث قيم وجميل جعلة الله في ميزان حسناتك بارك الله فيك اخي خالد العماني |
بارك الله فيك اخوي خالد
على نشر العلم والبحث الجميل والمميز |
جعل الله للقمر منازل مقدرة فقال سبحانه وتعالى
(والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) يس 39 وهذه المنازل ينزل فيها خلال السنة كلها وهي ثمانية وعشرون منزلة فينزل في كل ثلاث عشرة ليلة - تقريبا- منزلة منها فاذا نزل منزلة من هذه المنازل يوافقه سقوط وغروب نجم في المغرب وطلع مايقابله في المشرق وهذا السقوط والطلوع هو ما اطلق عليه الحديث الانواء وتنتهي المنازل الثمانيه والعشرون بانتهاء السنة وكان من العرب في الجاهلية اذا نزل مطر نسبوا نزوله الى هذه الانواء والمنازل والنجوم والكواكب فيقولون مطرنا بنوء كذا كذا فجاء الاسلام وابطل هذا المعتقد وجعله من الكفر بالله وامر ان تنسب هذه النعمة الى مسديها وهو الله عز وجل فهذا المطر انما انزل بفضل الله ورحمته وليس بسبب سقوط النجم الفلاني وانما النجوم للحساب ومعرفة الموافقات الزمنيه وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم . في صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) وفي حديث آخر عند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس : النياحة ، والطعن في الأنساب ، والعدوى أجرب بعير مائة بعير ، من أجرب البعير الأول ؟ والأنواء مطرنا بنوء كذا وكذا ) . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه أحمد وصححه الألباني : ( أخاف على أمتي ثلاثا : استسقاء بالنجوم ، وحيف السلطان ، وتكذيبا بالقدر ) . وأطلق في الحديث لفظ الكفر على من نسب المطر إلى النجوم والأنواء ، وذلك في قوله : ( وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ) والحكم بذلك يختلف بحسب قصد القائل واعتقاده ، فإن كان يعتقد أن النجوم هي الفاعلة والمنزلة للمطر من دون الله عز وجل ، أو دعاها من دون الله طلبا للسقيا ، فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة ، والأول شرك في الربوبية والثاني شرك في العبادة والألوهية . وإن كان يعتقد ويقر بأن الذي خلق المطر ، وأنزله هو الله عز وجل ، ولكنه جعل هذه الأنواء سببا في نزوله ، فهذا من باب الكفر الأصغر الذي لايخرج من الملة ومن كفر النعمة وعدم شكرها . وإن كان القائل يريد الوقت فيكون قوله : ( مطرنا بنوء كذا وكذا ) بمعنى ( جاءنا المطر في وقت هذا النوء ) فهذا جائز وليس من الكفر ، إلا أن الأولى تجنب الألفاظ الموهمة والمحتملة للمعاني الفاسدة ، ولذا قال الشافعي رحمة الله : ( من قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت كذا فلا يكون كفرا ، وغيره من الكلام أحب إلى منه ) . وفي معنى الشارع من إطلاق هذه الألفاظ حماية جناب التوحيد ، وسد كل الطرق والذرائع التي تؤدي إلى الشرك ، وهذا ما أقره علماؤنا ومنهم الشيخ محمد ابن عثيمين رحمة الله . يتبع ........ |
كلام رائع جداً للخبير محب الغيث ومشكور أخوي خالد على هذا النفل لكن عندي سؤال وهو ماهو الفرق بين من يعتقد بأنا النجوم أنها سبب في نزول الامطار وبين من يعتقد أن المنخفضات سبب نزول الامطار ؟ تحياتي لكم |
اقتباس:
واشكرك على مرورك الكريم وحصل الشرف لنا وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ) والحكم بذلك يختلف بحسب قصد القائل واعتقاده ، فإن كان يعتقد أن النجوم هي الفاعلة والمنزلة للمطر من دون الله عز وجل ، أو دعاها من دون الله طلبا للسقيا ، فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة ، والأول شرك في الربوبية والثاني شرك في العبادة والألوهية . وإن كان يعتقد ويقر بأن الذي خلق المطر ، وأنزله هو الله عز وجل ، ولكنه جعل هذه الأنواء سببا في نزوله ، فهذا من باب الكفر الأصغر الذي لايخرج من الملة ومن كفر النعمة وعدم شكرها . |
ألف ألف شكر لك أخي خالد
موضوع جميل جداً |
الساعة الآن 11:37 PM |
Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010