شبكة البراري

شبكة البراري (https://www.albrari.com/vb/index.php)
-   منتدى الأحوال الجوية والفلكية (https://www.albrari.com/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   المطر زينة الاغنياء ومشكلة الفقراء في المدينة (https://www.albrari.com/vb/showthread.php?t=39262)

أبو عبدالله 2010-04-04 06:03 PM

المطر زينة الاغنياء ومشكلة الفقراء في المدينة
 
المطر زينة الاغنياء ومشكلة الفقراء في المدينة





فثمة علاقة حميمة ما بين السماء والأرض.. ما بين الانسان والطبيعة تصل الى حد العشق.. والدموع التي رأيتها تبرق في عينيّ ذلك الفلاح الذي كان ينظر الى السماء وهي تمطر، نظرة حب وشكر وامتنان، كانت دليلاً على حاجة الانسان الى علاقة طيبة مع ربه ومع العالم الكبير الذي ينتمي اليه..
دموع الفرح.. وقطرات المطر
كان منظر السماء وهي تمطر منظراً جميلاً، لكن مشهداً آخر غير هذا المشهد الطبيعي الذي شدنا اليه بقوة، كان ثمة رجل بدشداشة وكوفية وعقال يمشي على مهل غير مكترث بنزول المطر الذي بلل ملابسه ثم فجأة توقف الرجل في وسط الكراج كاشفاً عن رأسه ثم غسل وجهه بماء المطر ثم رفع كفيه الى السماء وهو يتمتم بكلام لم نفهمه ومن المصادفة الجميلة أن تجمعني واياه سيارة واحدة حين جلسنا الى جانبه لنسأله عن السبب الذي دفعه للاحتفال بالمطر بتلك الصورة التي رأيناه فيها؟!
و قال: هذه نعمة كبيرة لا يعرفها سوى الذين ذاق مرارة الحرمان منها.. أنتم في المدينة قد لا تفرحون بالمطر مثلما نفرح به نحن في القرية، ويسترسل محدثي الحاج أبو مهدي الذي قدم من إحدى المحافظات الجنوبية فقال: لقد فرحت بنزول المطر ودمعت عيناي من شدة الفرح لأني لم أنس ما عانيناه من اثر الجفاف في العام الماضي، اذ جف الزرع وأشرفت الحيوانات على الهلاك فاضطررنا الى بيع أكثرها ولم نبق الا القليل منها.. من أكبر نعم الله على عباده هي نعمة نزول المطر، نسأل الله تعالى أن يجعل هذه السنة سنة خير وبركة وأمن وسلام على العراقيين أجمعين.
الجفاف شر والمطر خير
سعيد حسن صاحب بسطة على الشارع جمعتنا واياه مظلة كان يحتمي بها من حر الصيف وهو اليوم يحتمي بها من المطر، سألناه عن مشاعره وهو يستقبل موسم الشتاء فقال ان المطر بالنسبة للأغنياء زينة وبالنسبة للفقراء من أمثالي عطلة غير رسمية من دون راتب، فنحن أول المتضررين من الأيام الممطرة لأن عملنا يعتمد على كثرة الناس في الشارع والمطر يحد من خروجهم الى الاعمال الضرورية، واستدرك قائلاً: ولكني لست حزينا لنزول المطر لأن الجفاف شر، والمطر خير يعم الناس جميعاً.
سقف منزلي (جينكو)
أبو علي (عامل بناء) يسكن في مجمع عشوائي يقع في أطراف بغداد يقول بأنه يصاب بالذعر كلما رأى السماء وهي ملبدة بالغيوم وحينما سألناه عن السبب أخبرنا بأن سقف منزله مصنوع من (الجينكو) ومليء بالثقوب والفجوات وسوف يغرق عند أول زخة مطر.وأضاف.. كنت أتوقع تسلم منحة العاطلين عن العمل لكي أدبر أمور الشتاء ولكني لم أعثر على اسمي في أي قائمة من القوائم المنشورة، ومازلت أنتظر حتى الآن.

المسؤول عن انحراف المشاعر والأحاسيس!!
أما نجم محسن (مهندس حاسبات) فهو لا يستطيع أن يوضع مشاعره جيداً ازاء هطول المطر أساخطاً كان أم راضياً، شقياً كان أم سعيداً فهو حينما ينظر الى السماء وهي تمطر يشعر بالسعادة لذلك المنظر، وحينما ينزل ببصره الى الأرض المليئة بالوحل والبرك الآسنة، يشعر بالسخط، وهو يحمل ازدواجية مشاعره هذه الى الأجهزة الخدمية في النظام السابق. فهو يقول:
لا أتصور وجود انسان يكره المطر فهو مصدر الخير الذي يعم الأرض كلها، وان وجدت اناساً لا يحبونه فعليك البحث عن الأسباب التي جعلتهم ينحرفون بمشاعرهم الى حد كراهية المطر.. أنا على يقين بأن سياسات النظام السابق هي المسؤولة عن كراهية الناس للمطر بسبب الحروب التي دمرت البنى التحتية للمدن العراقية حتى أصبح موسم الأمطار موسم عذاب لسكان المدن المحرومة ومن حق هؤلاء الناس أن يكرهوا المطر حينما يتحول الى فيضانات لمياه المجاري الثقيلة والتي تبقى أمام بيوتهم فترة طويلة.. ومازال الناس حتى هذه اللحظة يكرهون المطر بسبب انعكاساته السلبية على حياتهم، فهل يلتفت المتنافسون على كراسي الحكم الى مأساة مدن لا تغسل الأمطار شوارعها بل تحولها الى مناطق موبوءة بالأمراض؟
رسالة حب
في منطقة (زيونة) أحد أحياء بغداد الراقية وجدنا في أحد المنازل الحديثة حديقة واسعة غنية بالأشجار ومزينة بالورود فالتقينا مع صاحب المنزل المواطن أبو جمال ضابط سابق فعبر لنا عن مشاعره إزاء المطر فقال:
أنا أعتبر المطر قصيدة جميلة تكتبها الطبيعة لمغازلة الأرض، علينا أن نتصور كيف تكون الأرض لو انقطعت هذه العلاقة الحميمة ما بين الأرض والسماء.. لو انقطع المطر؟!.. والمطر ليس قصيدة جميلة فحسب، بل هو ينبوع الحياة، والمطر حينما ينزل ينظف كل شيء على وجه الأرض بما في ذلك بيوتنا وحدائقنا وشوارعنا، حتى النباتات تشارك الانسان فرحته عند نزول المطر وأضاف.. أنا أفرح كثيراً حينما يسقط المطر لذلك تراني أراقب المطر الذي ينزل على البيوت وعلى الأشجار وعلى اسفلت الشارع الذي يبدو نظيفاً ولامعاً انه فعلاً مشهد جميل أن تراقب الأشياء من حولك وهي تحتفي بالمطر.
وتساءل أبو جمال قائلاً: ولكن أين المطر؟!
شتاؤنا أصبح امتداداً لصيفنا الذي تمدد على كل الفصول الأخرى، لقد أصبح الجفاف سمة سنواتنا الماضية وشحة المياه مشكلة العالم في هذه الزمن مثلما قامت حروب على النفط ربما سوف تقوم حروب على المياه أيضاً والسبب هو عدم نزول المطر. فما الفائدة من شتاء بلا مطر وصيف بلا حرارة.. أنا أعتبر المطر رسالة حب من السماء الى الأرض.
الحذاء الخفيف لاينفع
المواطن سلام جعفر -موظف- وهو يسكن في محلة في أطراف بغداد الشمالية قال لنا وهو يعبر عن مشاعره ازاء المطر: سوف لن أرسم لك صورة جميلة عن المطر ولكني سأحكي لك عن معاناتي في ذلك اليوم الممطر، المطر بلل ملابسي حتى التصق قميصي على جلدي، لكن المكوث لفترة طويلة في السيارة الذاهبة الى مكان سكني كان كافياً لتجفيف ما خف من ملابسي، لكن المشكلة التي واجهتني هي عند النزول الى الشارع العام اذ كان لزاماً عليّ أن أقطع مسافة عدة كيلومترات في طريق ترابي قبل الوصول الى البيت وقد تحول ذلك الطريق الى وحل و طين لزج، نظرت الى حذائي المصبوغ حديثاً باشفاق وضحكت على نفسي فالطريق الذي سوف أسلكه يتطلب (جزمة) وليس حذاءً خفيفاً من الجلد، وبقيت حائراً لا أدري ماذا أفعل..
حيرة سلام جعفر ذكرتني باصرار الرجل القروي على ان المطر نعمة على جميع الناس، لو كان ابن الريف شاهداً على معاناة ابن المدينة لوافقني الرأي على أن المطر قد يكون مصدر عذاب للكثير من الناس في المدينة
.

خالد عبدالله 2010-04-04 10:46 PM

بكل تاكيد المطر على السهول والسفوح ليس كالمدينة

رائع جدا اخي الاسيف

تقبل تواجدي

متحري الخير 2010-04-04 11:04 PM

الله يعطيك العافيه
كان الله في عون الجميع

هتان القصيد 2010-04-05 12:29 PM

سبحان الله على هالأختلاف .

أنا أقول أن المطر على بطون الأودية هو الخييييير كلة .

شكرا أخي على الموضوع .


الساعة الآن 12:01 PM

Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010