شبكة البراري

شبكة البراري (https://www.albrari.com/vb/index.php)
-   منتدى الموضوعات العامة (https://www.albrari.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   (( *** الحج *** )) - هنا توضع كل مواضيع الحج - وجزاكم الله خير (https://www.albrari.com/vb/showthread.php?t=3457)

الصلبوخي 2006-12-07 06:52 AM

(( *** الحج *** )) - هنا توضع كل مواضيع الحج - وجزاكم الله خير
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى

{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران97


اخوتي في الله

نظرا لقدوم شهر ذي الحجة المبارك وبه شعيرة من شعائر الدين الا وهو الحج وبه كذلك افضل ايام العام على الاطلاق

وهي العشر الاوائل من ذي الحجة

فاحببت ان اخص هذا المنسك العظيم الحج والعشر الاوئل من ذي الحجة بهذا المنبر الخاص

الذي توضع فيه جميع المواضيع الخاصة بالعشر الاوائل من ذي الحجة والحج

لما فيه من حاجة الناس اليه قبل قدومه وتنظيم منتدانا المبارك ان شاء الله

وبالله التوفيق


كل الشكروالتقدير


الصلبوخي 2006-12-07 06:57 AM

صفة الحج راجعها فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ( حفظه الله )

* حج بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }1 . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا )2. فالحج واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر . * الاستطاعة هي أن يكون المسلم صحيح البدن ، يملك من المواصلات ما يصل به إلى مكة حسب حاله ، ويملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً زائداً على نفقات من تلزمه نفقته . ويشترط للمرأة خاصة أن يكون معها محرم . * المسلم مخير بين أن يحج مفرداً أو قارناً أو متمتعاً . والإفراد هو أن يحرم بالحج وحده بلا عمرة . والقران هو أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً . والتمتع هو أن يحرم بالعمرة خلال أشهر الحج ( وهي شوال و ذو القعدة وذو الحجة ) ثم يحل منها ثم يحرم بالحج في نفس العام . ونحن في هذه المطوية سنبين صفة التمتع لأنه أفضل الأنساك الثلاثة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به أصحابه . إذا وصل المسلم إلى الميقات ( والمواقيت خمسة كما في صورة 1 ) يستحب له أن يغتسل ويُطيب بدنه ، لأنه صلى الله عليه وسلم اغتسل عند إحرامه 3 ، ولقول عائشة رضي الله عنها : ( كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم )4. ويستحب له أيضاً تقليم أظافره وحلق عانته وإبطيه . * المواقيت : 1- ذو الحليفة ، وتبعد عن مكة 428كم . . 2- الجحفة ، قرية بينها وبين البحر الأحمر 10كم ، وهي الآن خراب ، ويحرم الناس من رابغ التي تبعد عن مكة 186كم . 3- يلملم ، وادي على طريق اليمن يبعد 120كم عن مكة ، ويحرم الناس الآن من قرية السعدية . 4- قرن المنازل : واسمه الآن السيل الكبير يبعد حوالي 75كم عن مكة . 5- ذات عرق : ويسمى الضَريبة يبعد 100كم عن مكة ، وهو مهجور الآن لا يمر عليه طريق . تنبيه : هذه المواقيت لمن مر عليها من أهلها أو من غيرهم . ـ من لم يكن على طريقه ميقات أحرم عند محاذاته لأقرب ميقات . ـ من كان داخل حدود المواقيت كأهل جدة ومكة فإنه يحرم من مكانه .

https://www.saaid.net/rasael/alhaj/1.jpg

ثم يلبس الذكر لباس الإحرام ( وهو إزار ورداء ) ويستحب أن يلبس نعلين [ أنظر صورة 2 ] ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين )5 . * أما المرأة فتحرم في ما شاءت من اللباس الساتر الذي ليس فيه تبرج أو تشبه بالرجال ، دون أن تتقيد بلون محدد . ولكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين ) 6، ولكنها تستر وجهها عن الرجال الأجانب بغير النقاب ، لقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال في الإحرام ) 7. ثم بعد ذلك ينوي المسلم بقلبه الدخول في العمرة ، ويشرع له أن يتلفظ بما نوى ، فيقول : ( لبيك عمرة ) أو ( اللهم لبيك عمرة ) . والأفضل أن يكون التلفظ بذلك بعد استوائه على مركوبه ، كالسيارة ونحوها . * ليس للإحرام صلاة ركعتين تختصان به ، ولكن لو أحرم المسلم بعد صلاة فريضة فهذا أفضل ، لفعله صلى الله عليه وسلم 8. *من كان مسافراً بالطائرة فإنه يحرم إذا حاذى الميقات . * للمسلم أن يشترط في إحرامه إذا كان يخشى أن يعيقه أي ظرف طارئ عن إتمام عمرته وحجه . كالمرض أو الخوف أو غير ذلك ، فيقول بعد إحرامه : ( إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ) وفائدة هذا الاشتراط أنه لو عاقه شيء فإنه يحل من عمرته بلا فدية . * ثم بعد الإحرام يسن للمسلم أن يكثر من التلبية ، وهي قول : ( لبيك اللهم لبيك ن لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) يرفع بها الرجال أصواتهم ، أما النساء فيخفضن أصواتهن . * ثم إذا وصل الكعبة قطع التلبية واضطبع بإحرامه 9 [كما في صورة 3 ] ، ثم استلم الحجر الأسود بيمينه ( أي مسح عليه ) وقبله قائلاً : ( الله اكبر ) 10 ، فإن لم يتمكن من تقبيله بسبب الزحام فإنه يستلمه بيده ويقبل يده 11. فإن لم يستطع استلمه بشيء معه ( كالعصا ) وما شابهها وقبّل ذلك الشيء ، فإن لم يتمكن من استلامه استقبله بجسده وأشار إليه بيمينه – دون أن يُقبلها – قائلاً : ( الله أكبر ) 12 ، [ كما في صورة 4 ]، ثم يطوف على الكعبة 7 أشواط يبتدئ كل شوط بالحجر الأسود وينتهي به ، ويُقَبله ويستلمه مع التكبير كلما مر عليه ، فإن لم يتمكن أشار إليه بلا تقبيل مع التكبير – كما سبق – ، ويفعل هذا أيضا في نهاية الشوط السابع . أما الركن اليماني فإنه كلما مر عليه استلمه بيمينه دون تكبير 13،[ كما في صورة 4 ]، فإن لم يتمكن من استلامه بسبب الزحام فإنه لا يشير إليه ولا يكبر ، بل يواصل طوافه . ويستحب له أن يقول في المسافة التي بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) 14 [ كما في صورة 4 ].

https://www.saaid.net/rasael/alhaj/2.jpg

https://www.saaid.net/rasael/alhaj/3.jpg https://www.saaid.net/rasael/alhaj/4.jpg

ليس للطواف ذكر خاص به فلو قرأ المسلم القرآن أو ردد بعض الأدعية المأثورة أو ذكر الله فلا حرج . * يسن للرجل أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طوافه . والرَمَل هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطوات ، لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في طوافه 15. * ينبغي للمسلم أن يكون على طهارة عند طوافه ، لأنه صلى الله عليه وسلم توضأ قبل أن يطوف 16 . * إذا شك المسلم في عدد الأشواط التي طافها فإنه يبني على اليقين ، أي يرجح الأقل ، فإذا شك هل طاف 3 أشواط أم 4 فإنه يجعلها 3 احتياطاً ويكمل الباقي . * ثم إذا فرغ المسلم من طوافه اتجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام وهو يتلو قوله تعالى { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } 17، ثم صلى خلفه ركعتين بعد أن يزيل الاضطباع ويجعل رداءه على كتفيه [ كما في صورة 4 ]. * ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى سورة { قل يا أيها الكافرون } وفي الركعة الثانية سورة { قل هو الله أحد }18. * إذا لم يتمكن المسلم من الصلاة خلف المقام بسبب الزحام فإنه يصلي في أي مكان من المسجد ، ثم بعد صلاته عند المقام يستحب له أن يشرب من ماء زمزم ، ثم يتجه إلى الحجر الأسود ليستلمه بيمينه ، 19. فإذا لم يتمكن من ذلك فلا حرج عليه .

https://www.saaid.net/rasael/alhaj/5.jpg

ثم يتجه المسلم إلى الصفا ، ويستحب له أن يقرأ إذا قرب منه قوله تعالى : { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } 20. ويقول ( نبدأ بما بدأ الله به ) ثم يستحب له أن يرقى على الصفا فيستقبل القبلة ويرفع يديه [ كما في صورة 5 ] ، ويقول – جهراً - : ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ) ثم يدعو – سراً – بما شاء ، ثم يعيد الذكر السابق ، ثم يدعو ثانية ثم يعيد الذكر السابق مرة ثالثة ولا يدعو بعده 21. * ثم ينزل ويمشي إلى المروة ، ويسن له أن يسرع في مشيه فيما بين العلمين الأخضرين في المسعى ، فإذا وصل المروة استحب له أن يرقاها ويفعل كما فعل على الصفا من استقبال القبلة ورفع اليدين والذكر والدعاء السابق . وهكذا يفعل في كل شوط . أما في نهاية الشوط السابع من السعي فإنه لا يفعل ما سبق . * ليس للسعي ذكر خاص به . ولكن يشرع للمسلم أن يذكر الله ويدعوه بما شاء ، وإن قرأ القرآن فلا حرج . * يستحب أن يكون المسلم متطهراً أثناء سعيه . * إذا أقيمت الصلاة وهو يسعى فإنه يصلي مع الجماعة ثم يكمل سعيه . * ثم إذا فرغ المسلم من سعيه فإنه يحلق شعر رأسه أو يقصره ، والتقصير هنا أفضل من الحلق ، لكي يحلق شعر رأسه في الحج . * لابد أن يستوعب التقصير جميع أنحاء الرأس ، فلا يكفي أن يقصر شعر رأسه من جهة واحدة . * المرأة ليس عليها حلق ، وإنما تقصر شعر رأسها بقدر الأصبع من كل ظفيرة أو من كل جانب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير )22 . * ثم بعد الحلق أو التقصير تنتهي أعمال العمرة ، فيحل المسلم إحرامه إلى أن يحرم بالحج في يوم ( 8 ذي الحجة ) . إذا كان يوم ( 8 ذي الحجة ) وهو المسمى يوم التروية أحرم المسلم بالحج من مكانه الذي هو فيه وفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة من الاغتسال والتطيب و .... الخ ، ثم انطلق إلى منى فأقام بها وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، يصلي كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية منها ( أي يصلي الظهر والعصر والعشاء ركعتين ) . * فإذا طلعت شمس يوم ( 9 ذي الحجة وهو يوم عرفة ) توجه إلى عرفة ، ويسن له أن ينزل بنمرة ( وهي ملاصقة لعرفة ) [ كما في صورة 6 ]، ويبقى فيها إلى الزوال ثم يخطب الإمام أو من ينوب عنه الناسَ بخطبة تناسب حالهم يبين لهم فيها ما يشرع للحجاج في هذا اليوم وما بعده من أعمال ، ثم يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر ، ثم يقف الناس بعرفة ، وكلها يجوز الوقوف بها إلا بطن عُرَنة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( عرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عُرَنة )23 ، ولكن يستحب للحاج الوقوف خلف جبل عرفة مستقبلاً القبلة [ كما في صورة 7 ]، لأنه موقف النبي صلى الله عليه وسلم 24، إن تيسر ذلك . ويجتهد في الذكر والدعاء المناسب ، ومن ذلك ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ) 25 االتروية : سمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ، لأن منى لم يكن بها ماء ذلك الوقت بطن عُرَنة : وهو وادي بين عرفة ومزدلفة [ كما في صورة 6 ] جبل عرفة : ويسمى خطأ ( جبل الرحمة ) وليست له أي ميزة على غيره من أرض عرفة ، فينبغي عدم قصد صعوده أو التبرك بأحجاره كما يفعل الجهال . * يستحب للحاج أن يكون وقوفه بعرفة على دابته ، لأنه صلى الله عليه وسلم وقف على بعيره 26، وفي زماننا هذا حلت السيارات محل الدواب ، فيكون راكباً في سيارته ، إلا إذا كان نزوله منها أخشع لقلبه . * لا يجوز للحاج مغادرة عرفة إلى مزدلفة قبل غروب الشمس . * فإذا غربت الشمس سار الحجاج إلى مزدلفة بسكينة وهدوء وأكثروا من التلبية في طريقهم ، فإذا وصلوا مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين جمعاً ، بأذان واحد ويقيمون لكل صلاة ، وذلك عند وصولهم مباشرة دون تأخير ( وإذا لم يتمكنوا من وصول مزدلفة قبل منتصف الليل فإنهم يصلون المغرب والعشاء في طريقهم خشية خروج الوقت ) . ثم يبيت الحجاج في مزدلفة حتى يصلوا بها الفجر ، ثم يسن لهم بعد الصلاة أن يقفوا عند المشعر الحرام مستقبلين القبلة ، مكثرين من ذكر الله والدعاء مع رفع اليدين ، إلى أن يسفروا – أي إلى أن ينتشر النور – [ أنظر صورة 6 ] لفعله صلى الله عليه وسلم 27. * يجوز لمن كان معه نساء أو ضَعَفة أن يغادر مزدلفة إلى منى إذا مضى ثلثا الليل تقريباً ، لقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضَعَفة من جمع بليل ) 28 . * مزدلفة كلها موقف ، ولكن السنة أن يقف بالمشعر الحرام كما سبق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وقفت هاهنا ومزدلفة كلها موقف ) 29 . ثم ينصرف الحجاج إلى منى مكثرين من التلبية في طريقهم ، ويسرعون في المشي إذا وصلوا وادي مُحَسِّر ، ثم يتجهون إلى الجمرة الكبرى ( وهي جمرة العقبة ) ويرمونها بسبع حصيات ( يأخذونها من مزدلفة أو منى حسبما تيسر ) كل حصاة بحجم الحمص تقريباً [ كما في صورة 8

] https://www.saaid.net/rasael/alhaj/8.jpg

https://www.saaid.net/rasael/alhaj/6.jpg https://www.saaid.net/rasael/alhaj/7.jpg

المشعر الحرام : وهو الآن المسجد الموجود بمزدلفة ( كما في صورة 6 ) جمع : جمع هي مزدلفة ، سميت بذلك لأن الحجاج يجمعون فيها صلاتي المغرب والعشاء . وادي مُحَسِّر : وهو وادي بين منى ومزدلفة ( كما في صورة 6 ) وسمي بذلك لأن فيل أبرهة حَسَرَ فيه ، أي وقف ، فهو موضع عذاب يسن الإسراع فيه . يرفع الحاج يده عند رمي كل حصاة قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويستحب أن يرميها من بطن الوادي ويجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه [ كما في صورة 9] ، لفعله صلى الله عليه وسلم 30. ولا بد من وقوع الحصى في بطن الحوض – ولا حرج لو خرجت من الحوض بعد وقوعها فيه – أما إذا ضربت الشاخص المنصوب ولم تقع في الحوض لم يجزئ ذلك . * ثم بعد الرمي ينحر الحاج ( الذي من خارج الحرم ) هديه ، ويستحب له أن يأكل منه ويهدي ويتصدق . ويمتد وقت الذبح إلى غروب الشمس يوم ( 13 ذي الحجة ) مع جواز الذبح ليلاً ، ولكن الأفضل المبادرة بذبحه بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد ، لفعله صلى الله عليه وسلم . ( وإذا لم يجد الحاج الهدي صام 3 أيام في الحج ويستحب أن تكون يوم 11 و 12 و 13 و 7 أيام إذا رجع إلى بلده ) .

https://www.saaid.net/rasael/alhaj/9.jpg

ثم بعد ذبح الهدي يحلق الحاج رأسه أو يقصر منه ، والحلق أفضل من التقصير ، لأنه صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين بالمغفرة 3 مرات وللمقصرين مرة واحدة 31. * بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام إلا النساء ، ويسمى هذا التحلل ( التحلل الأول ) ، ثم يتجه الحاج – بعد أن يتطيب – إلى مكة ليطوف بالكعبة طواف الإفاضة المذكور في قوله تعالى : { ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليَطوّفوا بالبيت العتيق } 32. لقول عائشة رضي الله عنها : ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله قبل أن يطوف بالبيت ) 33 ، ثم يسعى بعد هذا الطواف سعي الحج . وبعد هذا الطواف يحل للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام حتى النساء ، ويسمى هذا التحلل ( التحلل التام ) . * الأفضل للحاج أن يرتب فعل هذه الأمور كما سبق ( الرمي ثم الحلق أو التقصير ثم الذبح ثم طواف الإفاضة ) ، لكن لو قدم بعضها على بعض فلا حرج . * ثم يرجع الحاج إلى منى ليقيم بها يوم ( 11 و 12 ذي الحجة بلياليهن ) إذا أراد التعجل ( بشرط أن يغادر منى قبل الغروب ) ، أو يوم ( 11 و 12 و 13 ذي الحجة بلياليهن ) إذا أراد التأخر ، وهو أفضل من التعجل ، لقوله تعالى { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى }34. ويرمي في كل يوم من هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد الزوال 35 مبتدئاً بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ، بسبع حصيات لكل جمرة ، مع التكبير عند رمي كل حصاة . ويسن له بعد أن يرمي الجمرة الصغرى أن يتقدم عليها في مكان لا يصيبه فيه الرمي ثم يستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعاً يديه [ كما في صورة 10 ] ، ويسن أيضاً بعد أن يرمي الجمرة الوسطى أن يتقدم عليها ويجعلها عن يمينه ويستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعاً يديه [ كما في صورة 10] أما الجمرة الكبرى ( جمرة العقبة ) فإنه يرميها ولا يقف يدعو ، لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك 36.

https://www.saaid.net/rasael/alhaj/10.jpg

بعد فراغ الحاج من حجه وعزمه على الرجوع إلى أهله فإنه يجب عليه أن يطوف ( طواف الوداع ) ثم يغادر مكة بعده مباشرة ، لقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( أمِر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ، إلا أنه خُفف عن المرأة الحائض ) 37 ، فالحائض ليس عليها طواف وداع . * مسائل متفرقة : * يصح حج الصغير الذي لم يبلغ ، لأن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبياً فقالت : يا رسول الله ألهذا حج ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( نعم ، ولك أجر ) 38، ولكن لا تجزئه هذه الحجة عن حجة الإسلام ، لأنه غير مكلف ، ويجب عليه أن يحج فرضه بعد البلوغ . * يفعل ولي الصغير ما يعجز عنه الصغير من أفعال الحج ، كالرمي ونحوه . * الحائض تأتي بجميع أعمال الحج غير أنها لا تطوف بالبيت إلا إذا انقطع حيضها و اغتسلت ، ومثلها النفساء . * يجوز للمرأة أن تأكل حبوب منع العادة لكي لا يأتيها الحيض أثناء الحج . * يجوز رمي الجمرات عن كبير السن وعن النساء إذا كان يشق عليهن ، ويبدأ الوكيل برمي الجمرة عن نفسه ثم عن موُكله . وهكذا يفعل في بقية الجمرات . * من مات ولم يحج وقد كان مستطيعاً للحج عند موته حُج عنه من تركته ، وإن تطوع أحد أقاربه بالحج عنه فلا حرج . * يجوز لكبير السن والمريض بمرض لا يرجى شفاؤه أن ينيب من يحج عنه ، بشرط أن يكون هذا النائب قد حج عن نفسه . * محظورات الإحرام : لا يجوز للمحرم أن يفعل هذه الأشياء : 1- أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظافره . 2- أن يتطيب في ثوبه أو بدنه . 3- أن يغطي رأسه بملاصق ، كالطاقية والغترة ونحوها . 4- أن يتزوج أو يُزَوج غيره ، أو يخطب . 5- أن يجامع . 6- أن يباشر ( أي يفعل مقدمات الجماع من اللمس والتقبيل ) بشهوة . 7- أن يلبس الذكر مخيطاً ، وهو ما فُصّل على مقدار البدن أو العضو ، كالثوب أو الفنيلة أو السروال ونحوه ، وهذا المحظور خاص بالرجال – كما سبق - . 8- أن يقتل صيداً برياً ، كالغزال والأرنب والجربوع ، ونحو ذلك . * من فعل شيئاً من هذه المحظورات جاهلاً أو ناسياً أو مُكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية . * أما من فعلها متعمداً – والعياذ بالله – أو محتاجاً لفعلها : فعليه أن يسأل العلماء ليبينوا له ما يلزمه من الفدية . * تنبيه : من ترك شيئاً من أعمال الحج الواردة في هذه المطوية فعليه أن يسأل العلماء ليبينوا له ما يترتب على ذلك . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . منقول للفائدة

الصلبوخي 2006-12-07 06:58 AM

https://dalil-alhaj.com/images/h_title.gif
هنـــــــا

aboanas 2006-12-07 12:48 PM

جزاك الله خيرا يااخي واعظم لك المثوبة والاجر

الصلبوخي 2006-12-12 09:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مواقع للحج والعمرة لأخينا الكريم ناس

الصلبوخي 2006-12-18 03:58 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابط فيه معلومات قيمة عن الحج
[من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا]

القاسم 2006-12-18 01:38 PM

وهذي الله يسلمكم ارقام حملات الحج والعمره

حملة ابن باز للحج
014273990 – 014500421 -012691963


حمله الاتقان للحج والعمره
014642566 - 014627989


حمله - الاجور للحج والعمرة
014322178 - 014330141


حملة - اجياد حج وعمرة
014024759


حملة - الاحسان - حج وعمرة
014270088 – 014500566 - 014566157

حمله-الاحسان - حج وعمرة
014784721 – 014500566 - 014503329


حمله - الاحسان للحج والعمره
014566157 – 014532168 - 014532268


حملة احمد بن حنبل للحج والعمرة
014133300 - 014244966


حملة - احمد الراجحي حج وعمرة
014747813


حملة الاخيار للحج والعمرة
012489536 – 012861445 - 012861446


حمله الاخيار للحج والعمره
014288065 - 014201315


حمله -الاسراء - حج وعمرة
014144191


حمله- الاسلام - حج وعمرة
014028438 - 014028438



حمله الاسواف - حج وعمرة
014044401 - 014044401


حملة - الاصالة حج وعمرة
014256545


حملة - اضواء الهدى حج وعمرة
014013585


حملة - اضواء يثرب حج وعمرة
014029922

حمله الاعتصام - حج وعمرة
014564249


حمله الافاضه للحج والعمره
053409712 – 057276340 - 054231150


حمله الافاضه للحج والعمره
014228256 - 014130842 - 012867615


حمله الافاضه للحج والعمره
014644852 - 014246382



حملة - الامام احمد بن حنبل للحج والعمرة
012863005 – 014244950 - 014246260


حملة الامام احمد بن حنبل للحج والعمره
012090574 – 014083701 - 012090572


حمله الامام - حج وعمرة
014262901 – 014013834 - 014241735

حملة - الامان حج وعمرة
014090390

حملة - الاندلس حج وعمرة
012765848


حملة - الانساك - حج وعمرة
012304412 – 012309044 - 012309654


حمله- انوار بدر - حج وعمرة
014****93


حمله انوار الحرم - حج وعمرة
012316932



حمله انوار الرياض - حج وعمرة
014200719


حملة - الايمان - حج وعمرة
014725117


حمله البراك - حج وعمرة
014763087


حملة - البركة حج وعمرة
012768059


حملة - البلد الامين حج وعمرة
012866610 - 014708555


حملة - بندر القرشي - حج وعمرة
014550406


حملة - البيان حج وعمرة
012870801 - 014090275


حمله بيان للحج والعمره
012865844 – 012865845 - 012131744


حملة بيت المشاعر حج وعمرة البرنامج البلاتيني للحج شخصيات هامة
012177771 – 014611116 - 012800176


حمله التاج السندي - حج وعمرة
014025077


حمله التعاون - حج وعمرة
014509224 - 012328069


حملة التقوى للحج
012278465


حملة - التمتع حج وعمرة
014241282


حملة - التوحيد حج وعمرة
014112182 - 014273677

حملة - التيسير حج وعمرة
014058408

حملة - الجريسى حج و عمرة
014021458 - 8001243388


حملة - الخرعان للحج والعمره
014110079


حملة - دار التقوي - حج وعمرة
014626777

حملة دار السلام للحج
055451085

حملة - دار القمة حج وعمرة
014094144


حملة - دار المهاجرين حج وعمرة
014029166


حمله دار الموتمن للحج والعمره
012760136 – 012760137 - 014540805


حمله دار الموتمن للحج والعمره
054202075 - 014550609

حمله -الدغيم - حج وعمرة
014252505 - 014270348


حمله الرابطه للحج والعمره
053496152 – 014023876 - 014041800


حملة - رباح حميدي الخطابي - حج وعمرة
014729016


حملة - الربيش - حج وعمرة
014961417 - 014964655

حملة - الرحاب حج وعمرة الاسم
014091711 رقم الهاتف


حملة - الرشودي حج وعمرة
014011208 - 014027615


حمله الرويلي - حج وعمرة
014110364


014069117


حمله السبيعي - حج وعمرة
014264507


حملة سعد القرشي حج وعمرة ومخيمات
014542566 – 014544624 - 014770857


حملة سعود الجميعة للحج والعمرة
014224213 - 014549403


حملة - السعودية حج وعمرة
014080653 رقم الهاتف


حمله السلام - حج وعمرة
014254237 – 014628000 - 014273500

حملة سيف الاسلام للحج
014700609

حملة - الشروق حج وعمرة
014090205


حمله الشريف - حج وعمرة
012352832


حمله الشلوي - حج وعمرة
012302940


حملة - الشوكانى حج عمره
014014741


حملة الصالحي حج وعمرة
012280811 - 012263130


حمله- الصحيحان - حج وعمرة
014118285 – 012308817 - 012314086

حملة - الصديق حج وعمرة
014026135


حمله - الصفا حج و عمرة حج و عمرة
014112714 – 014508049 - 014110204

حملة - ضيوف الرحمن حج عمرة
014117181 – 014034692 - 012132148


حملة ضيوف الرحمن للحج والعمرة
012766230 – 014059828 - 014022053


حملة - العاديات حج وعمرة
014066529


حملة عبداللة ناصر الدغيم للحج والعمرة
014252132 – 014284757 - 014034310

حملة - عبدالله الهويشل للحج والعمره
014915533


حمله - عبدالمجيد الجريسى للحج والعمره
014021458


حملة العتيق للحج
014696024


حمله العسيري - حج وعمرة
014801465


حملة - الفتح - حج وعمرة
014010431 – 014960406 - 014961367


حمله الفجر للحج والعمره
014020476 - 014030592


حملة الفرقان للحج والعمرة
014040663

حملة - الفريجي حج وعمرة
012413084 - 012421187

حملة الفضيلة للحج
014282880 – 014282890 - 014661546


حملة - الفلاح للخدمات العامة والحج
014058510

حملة - الفوزان حج وعمرة
014041755


حملة الفيصل للحج والعمرة
012130051 – 012130068 - 012767170

حملة الفيصل للحج والعمرة
014042706 - 014026440

حمله - الفيٌـلم (الفييلم ) للحج والعمره
014080653

حملة - القادسية حج وعمرة
014022230


حملة قافله الاول حج وعمرة
014112409 – 014122339 - 012670031

حملة قافلة الاول حج وعمرة
014328422 – 014222709 - 014132200

حملة قافلة الاول حج وعمرة
012130155 – 012130156 - 014021283


حملة قافلة الخير حج وعمرة
014287801 – 012335155 - 012392320

حملة - القبلتين حج وعمرة
014132200 - 012661316


حملة - القدس حج وعمرة
014037249


حمله القرشي -
014778469 – 014537842 - 014537849


حملة - قرطبة حج عمرة
014092766


حملة - الكوثر حج وعمرة
014091688


حملة - لبيـك - حج وعمرة
014500563


حملة - لواء الاخلاص حج وعمرة
014033699


حملة - لواء السلام حج وعمرة
012092522


حملة - المجد حج وعمرة
012866448


حمله المحسن - حج وعمرة
014065656


حملة - المحسنين حج وعمرة
014533361 - 014020185

حملة -محمد عبدالله القرشي حج وعمرة
014504090


حمله - محمد على القرشى للحج والعمره
014500387


حمله- المروه - حج وعمرة
014068868 – 014394768 - 014068868

حمله المسعري - حج وعمرة
014773259


حمله المشاعر المقدسه للحج والعمره
052460911 – 012870751 - 014112570


حملة - معالم الرشد - حج وعمرة
014722973


حمله - مكة حج وعمرة الاسم
014602484 - 014602585


حملة - المملكة حج و عمرة
014091000 رقم الهاتف


حملة - المنار حج و عمرة
014030820 – 014030820 - 014082031


حمله المنار للحج والعمره الاسم
012053000 - 014082073

حمله مواكب الاهلة للحج والعمرة
053409371 – 012635573 - 012254827


حملة - الموحدين - حج وعمرة
014043558 - 014054493


حملة - الميقات حج وعمرة
012867271


حملة - نور الاسلام حج وعمرة
0140153 - 06014050158


حملة - نور الايمان للحج والعمرة
014256004


حملة - نور الهدى حج وعمرة
014539700 - 014550523


حمله الهاجري - حج وعمرة
014114563


حملة - الهاشم - حج وعمرة
014793789 – 012674336 - 012674339


حمله الهاشم للحج والعمره
014780045 – 014556503 - 014556504


حمله الهاشم للحج والعمره
014793789 – 012335996 - 012356712


حملة الهجرة للحج والعمرة
012676838 - 014243316

حملة اليرموك للحج والعمرة
014243100 – 014243624 - 014267004

حملة اليرموك للحج والعمرة
014910526 – 012352000 - 014627277


حملة اليرموك للحج والعمرة
055230095 - 012395991

شركه بشائر الايمان حمله دار السلام للحج والعمره سابقا
056240906 – 014455911 - 014935653


شركه بشائر الايمان حمله دار السلام للحج والعمرة سابقا
055442716 - 055419096

nas 2006-12-19 09:27 AM

جوال زاد الحج
 
مرحبا :
جوال زاد الحج " خدمة تخصصية تقدم للحاج رسائل يومية عن أحكام وفوائد ومعاني هذا الركن العظيم عبر رسائل تتناول نسكه ( الإحرام ، الطواف ، السعي ، المبيت بمنى ، الوقوف بعرفة ، المبيت بمزدلفة ، الرمي ، الحلق ، الهدي ، طواف الإفاضة والوداع وغيرها ) يكتبها الشيخ محمد صالح المنجد

https://www.zad.ws/images/zadhajj.gif

تعد خدمة جوال زاد أحد المشاريع الدعوية لمجموعة زاد التي يشرف عليها فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد، والتي تزود المشتركين من الأخوة والأخوات برسائل أحكام وفوائد وأخبار ومواعظ يومية، مع مساهمة المشتركين في هذه الخدمة بنشر الخير والعلم النافع عبر العالم.

بداية ونهاية الخدمة :
تنطلق الخدمة يوم 28 ذي القعدة وتتوقف تلقائيا يوم 17 ذي الحجة ( دون الحاجة إلى إلغاء)
الرسوم :
رسوم الخدمة 40 هللة يوميا بغض النظر عن عدد الرسائل المرسلة وطولها

طريقة الاشتراك :
للاشتراك أرسل حج إلى الرقم 80600
الغاء الاشتراك :
طريقة إلغاء الإشتراك
عند الرغبة في إلغاء الاشتراك في
خدمة جوال زاد أرسل حرف غ إلى الرقم 80600
الموقع :
https://zad.ws/7j/

الصلبوخي 2006-12-19 09:57 AM

جزاك الله خير اخي الكريم ناس

الله لا يحرمك الأجر

واسمحلي بنقله للموضوع المخصص للحج

كل الشكروالتقدير

دمت في حفظ الله ورعايته

aboanas 2006-12-20 01:16 AM

آداب الحج وأحكامه للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
آداب الحج وأحكامه للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله
تجدها على الرابط التالي \\\\
https://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=BookTree&docid=5

aboanas 2006-12-20 01:55 AM

صفة الحج المبرور وضوابطه للشيخ عبد العزيز الراجحي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد \
فهذة صفة الحج المبرور وضوابطه لفضيلة الشيخ العلامه عبد العزيز ابن عبدالله الراجحي حفظه الله تعالى
تجدها على الرابط التالي \\\\\\\\
https://www.sh-rajhi.com/rajhi/?actio...=hajj00002.Htm

الصلبوخي 2006-12-20 09:02 AM


الله يجزاكم خير ولا يحرمكم الأجر


aboanas 2006-12-24 06:47 PM

شرح حديث جابر في الحج لفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الزامل
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين --

شرح حديث جابر في الحج لفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الزامل حفظه الله تعالى


تجدها على هذا ارابط \\\\\\


https://www.liveislam.net/browsearchi...?sid=&id=32335

aboanas 2006-12-24 08:05 PM

محاضرة بعنوان الأضحية فضلها وأحكامها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين --
محاضرة بعنوان الأضحية فضلها وأحكامها : لفضيلة الشيخ العلامة عبد الكريم بن عبد الله الخضير--حفظه الله--

تجدها على الرابط الآتي:====

https://www.liveislam.net/browsearchi...?sid=&id=32310

aboanas 2006-12-24 09:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين --


محاضرة بعنوان \\ الحج- فضله واحكامه لفضيلة الشيخ \\ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي --- حفظه الله تعالى ----

تجدها على الرابط الاتي \\\\

https://www.liveislam.net/browsearchi...?sid=&id=32249

aboanas 2006-12-24 09:38 PM

محاضرة بعنوان \\ فتاوى الحج \\ لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الغدي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين --

محاضرة بعنوان \\ فتاوى الحج \\ لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الغديان -- حفظه الله تعالى --

تجدها على الرابط الاتي \\\\\

https://www.liveislam.net/browsearchi...?sid=&id=32369

aboanas 2006-12-24 10:01 PM

محاضرة بعنوان \\\ القواعد الفقهيه ومقاصدها في الحج
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين --

محاضرة بعنوان \\\ القواعد الفقهيه ومقاصدها في الحج لفضيلة الشيخ \\ عبد المحسن بن عبد الله الزامل

تجدها على الرابط الاتي \\\\\\

https://www.liveislam.net/browsearchi...?sid=&id=32305

aboanas 2006-12-25 09:50 PM

(( التحذير من البدع والمنكرات في الحج )) لصاحب الفضيلة العلامة الفوزان
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[ التحذير من البدع والمنكرات في الحج ]
محاضرة
لصاحب الفضيلة شيخنا
العلامـة صـالح بن فوزان الفوزان
- حفظه الله ورعاه -
23-11-1427 هـ


رابط المحاضرة :
https://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32330

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ، وزادني وإياكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا ، وضاعف أجر الجميع .

أخوكم المحب
ابو انس

aboanas 2006-12-26 02:30 AM

فضل عشر من ذي الحجة وأحكام عيد الأضحى والأضحية
 
فضل أيام عشر ذي الحجة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

فإنه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح.. ومن أعظم هذه المواسم وأجلَّها.. أيام عشر ذي الحجة.


وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:

1- قول الله تعالى: وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1--2]، قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.

2- قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:28]، قال ابن عباس: أيام العشر.

3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { "ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" } [رواه البخاري].

4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } [رواه الطبراني في المعجم الكبير].

5- كان سعيد بن جبير رحمه الله ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق ) إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه [رواه الدارمي بإسناد حسن].

6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره.

7- قال المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.


مايستحب فعله في هذه الأيام

1- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. عن ثوبان قال سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئه } [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.

2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ، قالت: { كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر } [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: إنه مستحب استحباباً شديداً.

3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

فحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هُجرت في هذه الأيام، وتكاد تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.

4- صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه أنه قال عن صوم عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم].

5- فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه : { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر } ( يوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو يوم الحادي عشر ) وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب: القول الأول: لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.. وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجاً كان أم مقيماً على إدراك فضله، وانتهاز فرصته.


بماذا تستقبل مواسم الخير؟

حريٌّ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه. كما يستقبل مواسم الخير علمة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله - عز وجل - فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وقال تعلى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]. فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم. فإن الدنيا أيام قلائل ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب واجنة والنار، وكن من الذين عناهم الله عز وجل بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].


أحكام عيد الأضحى المبارك

أخي المسلم:

احمد الله عز وجل أن جعلك ممن أدرك هذا اليوم العظيم، ومدّ في عمرك لترى تتابع الأيام والشهور وتقدم لنفسك فيها من الأعمال والأقوال والأفعال ما تقربك إلى الله زلفى.

والعيد من خصائص هذه الأمة ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام فعليك بالعناية بها وتعظيمها. ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].


وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام العيد:

1- التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة قال تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ [البقرة:203]k وصفته أن تقول: ( الله أكبر، الله أكبر، لاإله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد ) ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلانا بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.

2- ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله : { من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح } [رواه البخاري ومسلم]. ووقت الذبح أربعة أيام العيد، ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي أنه قال: { كل أيام التشريق ذبح } [انظر السلسلة الصحيحة برقم 2467].

3- الإغتسال والتطيب للرجال: ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام - أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال.

4- الأكل من الأضحية: كان رسول الله لا يطعم حتى يرجع من المصلى قيأكل من أضحيته.

5- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر: والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد لفعل الرسول .

6- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]. ولا تسقط إلا بعذر شرعي والنساء يشهدن العيد مع المسلمين، حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى.

7- مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي .

8- التهنئة بالعيد: لا بأس مثل قول: تقبل الله منا ومنكم.

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها:

1- التكبير الجماعي: بصوت واحد أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.

2- اللهو أيام العيد بالمحرمات: كسماع الغناء، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات.

3- أخذ شيء من الشعر، أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي لنهي النبي عن ذلك.

4- الإسراف والتبذير: بما لا طائل تحته ولا مصلحة فية ولا فائدة منه لقول الله تعالى: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].


بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها

شرع الله الأضحية بقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] وقوله تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ [الحج:36]، وهي سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس الذي رواه البخاري ومسلم أن النبي ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر.


مم تكون الأضحية؟

الأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم لقول الله تعالى: لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ [الحج:34]. ومن شروط الأضحية السلامة من العيوب. قال رسول الله : { أربعة لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي } [رواه الترمذي].


وقت الذبح

بداية وقت الذبح بعد صلاة العيد لقول الرسول : { من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة } [متفق عليه].

ويسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عن فلان ( ويسمِّي نفسه أو من أوصاه ) فإن رسول الله ذبح كبشاً وقال: { بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعن من لم يُضح من أمتي } [رواه أبو داود والترمذي]، ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.


توزيع الأضحية

يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران ويتصدق منها على الفقراء قال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28] وقال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36] وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً: فيجعل ثلثاً لنفسه، وثلثاً هدية للأغنياء، وثلثاً صدقة للفقراء. ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر.


فيما يجتنبه من أراد الأضحية

إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال: { إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره }[رواه أحمد ومسلم]، وفي لفظ: { فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي } وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.

ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.

وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أ ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله - تعالى - ولا يعود ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية، وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وأن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه مثل: أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصة، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.

وختاماً: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.

نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



عبدالملك القاسم \\دار القاسم \\

aboanas 2006-12-26 06:05 AM

فضل أيام عشر ذي الحجة للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.. وبعد:

فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ومن هذه المواسم.


عشر ذي الحجة

وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:

1 - قال تعالى: وَالفَجرِ (1) وَلَيَالٍ عَشرٍ [الفجر:2،1]. قال ابن كثير رحمه الله: ( المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري ).

2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر } قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء }.

3 - وقال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:27] قال ابن عباس: ( أيام العشر ) [تفسير ابن كثير].

4 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } [رواه أحمد].

5 - وكان سعيد بن جبير رحمه الله - وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر عليه [رواه الدرامي].

6 - وقال ابن حجر في الفتح: ( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره ).


ما يستحب فعله في هذه الأيام

1 - الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. روى ثوبان قال: سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة } [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.

2 - الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ، قالت: ( كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر ) [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً.

3 - التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله: ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.


صيغة التكبير:

أ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيراً.

ب ) الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

جـ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

4 - صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه أنه قال عن صوم يوم عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم]. لكن من كان في عرفة - أي حاجّاً - فإنه لا يستحب له الصيام؛ لأن النبي وقف بعرفة مفطراً.

5 - فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجمّ الغفير من المؤمنين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه قال: { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القرِّ }. ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يُباهي ملائكته بأهل الموقف، والصّواب القول الأول؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.

وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجّاً كان أو مقيماً على إدراك فضله وانتهاز فرصته.


بماذا تُستقبل مواسم الخير؟

1 - حريٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه.

2 - كذلك تُستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصّادق الجادّ على اغتنامها بما يرضي الله عز وجل، فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهدِيَنَّهُمّ سُبُلَنَا [العنكبوت:69].

فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.

وفقني الله وإيّاك لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته.


بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها

الأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.

الثاني: أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها وأصل هذا قوله تعالى: فَمَن بَدَّلَهُ بَعدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيع عَلِيمٌ [البقرة:181].

الثالث: أن يُضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة. وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السنّة؛ لأن النبي لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة، وهو من أعزّ أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهنّ ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة، وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحداً منهم ضحى عن أحد من أمواته.

ونرى أيضاً من الخطأ ما يفعله بعض الناس، يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها ( أضحية الحفرة )، ويعتقدون أنه لا يجوز أن يشرك معه في ثوابها أحد، أَو يضحّون عن أمواتهم تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضحّون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.


فيما يجتنبه من أراد الأضحية

إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أضفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال: { إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره } [رواه أحمد ومسلم]، وفي لفظ: { فلا يمسَّ من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي } وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.

والحكمة في هذا النهي أنَّ المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.

وهذا الحكم خاص بمن يضحّي، أما المضحَّى عنه فلا يتعلق به؛ لأن النبي قال: { وأراد أحدكم أن يضحي... } ولم يقل: أو يضحّى عنه؛ ولأن النبي كان يضحّي عن أهل بيته، ولم يُنقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.

وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.

وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصّه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصّه لمداواة جرح ونحوه.


أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك

أخي الحبيب: نُحييك بتحية الإسلام ونقول لك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك: تقبل الله منا ومنك، ونرجو أن تقبل منا هذه الرسالة التي نسأل الله عز وجل أن تكون نافعة لك ولجميع المسلمين في كل مكان.

أخي المسلم: الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول في كل أمور حياتنا، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا ، لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحبّ فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي:

التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: وَاذكُرُواْ اللهَ فِي أَيَامٍ مَعدُودَاتٍ [البقرة:203]. وصفته أن تقول: ( الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.

ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله : { من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح } [رواه البخاري ومسلم]. ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي أنه قال: { كل أيام التشريق ذبح } [السلسلة الصحيحة:2476].

الاغتسال والتطيب للرجال، ولبس أحسن الثياب: بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أَمام الرجال.

الأكل من الأضحية: كان رسول الله لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته [زاد المعاد:1/441].

الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسّر.

والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلى في المسجد لفعل الرسول .

الصلاة على المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؛ لقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِكَ وَانحَر [الكوثر:2] ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيَّض والعواتق، ويعتزل الحُيَّض المصلى.

مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي .

التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله .

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأَخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:

التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.

اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللآتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.

أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضَحّى من أراد الأضحية لنهي النبي عن ذلك.

الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله تعالى: وَلا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفِينَ [الأنعام:141].

وختاماً: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.

نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام - أيام عشر ذي الحجة - عملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




\\\دار الوطن \\\

aboanas 2006-12-26 06:41 AM

نداء إلى حجاج بيت الله الحرام \\للشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
 
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى من يطلع عليه من حجاج بيت الله الحرام، وفقني الله وإياهم لصالح الأقوال والأعمال، وأعاذنا جميعاًً من مضلات الفتن ونزغات الشيطان آمين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الله سبحانه وتعالى أوجب على عباده المؤمنين التعاون على البر والتقوى، وحرم عليهم التعاون على الإثم والعدوان، فقال عز وجل في كتابه الكريم: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]. ومن التعاون على البر والتقوى: التناصح والتواصي بالحق والصبر عليه، كما قال عز وجل: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر]. أوضح - سبحانه - في هذه السورة العظيمة أن جنس الإنسان في خسران، وأقسم على ذلك وهو الحق - سبحانه - وإن لم يقسم، تأكيداً للمقام وتحريضاً على التخلق بهذه الصفات الأربعة التي هي أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: { الدين النصيحة، الدين النصيحة } قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: { لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم }. وفي الصحيحين عن جرير بن عبدالله البجلي قال: بايعنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.

وفي الصحيحين أيضاً عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }، ففي هذه الآيات الكريمات والآحاديث الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الدلالة على أن الواجب على جميع المسلمين من الحجاج وغيرهم أن يتقوا الله وأن يتناصحوا بينهم، وأن يتعاونوا على البر والتقوى أينما كانوا، وأن يحب كل واحد لأخيه الخير، ويكره له الشر، وأن يأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر، بالحكمه والموعظه الحسنه، والجدال بالتي هي أحسن عند الحاجه إليه، ولاشك أن هذا من أعظم مقاصد الحج ومنافعه التي أشار إليها المولي سبحانه بقوله: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ [الحج:28] وقال سبحانه: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل:125].

وأنتم معاشر حجاج بيت الله الحرام قدمتم إلى هذا البلد الأمين لغرض نبيل، وعمل صالح، وهو أداء مناسك الحج والعمرة، فالواجب عليكم أن تتأدبوا بالآداب الشرعية، وأن تتخلقوا بالآخلاق التي يرتضيها الله لكم، وأوصاكم بها في الآيات السابقات وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في الآحاديث المذكورة وفي قوله عزوجل: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة:197]. وقال النبي : { العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } [متفق على صحته].

والحج المبرور هو الذي لارفث فيه ولافسوق كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: { من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه }. والرفث هو الجماع قبل التحلل من الإحرام، ويلحق بذلك كل كلام مستفحش مما يتعلق بالنساء، أماالفسوق فهو العصيان، ويدخل في ذلك جميع المعاصي من الظلم، والسب، وإيذاء المسلمين بغير حق، والسخريه، والكذب، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وأكل الربا، والظلم للناس في دمائهم وأعراضهم وأموالهم، وسائر ما نهى الله عنه ورسوله، ويدخل في الفسوق أيضاً: إيذاء المسلمين بالقول أو بالعمل في المشاعر والطرقات، وفي الطواف والسعي وحين رمي الجمار، وفي غيرذلك من الأماكن. كما يدخل في ذلك أيضاً التظاهرات، والهتافات بالدعاء لقوم، والدعاء على آخرين، فيصبح موسم الحج موضع فوضى وإختلافات وتظاهرات، ويخرج بذلك عما شرع الله فيه من إقامة ذكره والدعوة إلى سبيله والتناصح بين المسلمين وتعاونهم على البر والتقوى، وأداء المناسك في غاية الإخلاص والهدوء والطمأنينة، والرغبة فيما عندالله، والحذرمن عقابه، وقد قال الله سبحانه في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11].

نهى سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات في هذه الآية الكريمة عن أمور ثلاثة، السخرية: وهي الإستهزاء، واللمز: وهوعيب بعضهم بعض، والتنابز بالألقاب: يعني الألقاب التي يكرهونها ولايرضون أن يدعوا بها، مثل: يا فاجر، يا خبيث، يا عدوالله، وما ذاك إلا لأن إستعمال هذه الأمور فيما بين المسلمين مما يسبب الشحناء والعداوة وإثارة الفتن بينهم، وذلك مالا تحمد عقباه. ثم ختم الآية سبحانه بالحكم على وجوب التوبة من سائرالمعاصي، وأن الإصرار عليها ظلم لاتحمد عاقبته وقال عزوجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً [الأحزاب:58]. وقال النبي : { المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولايكذبه، ولايحقره، ولايخذله، التقوى هاهنا وأشار إلى صدره ثلاث مرات، بحسب إمرىء من الشرأن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه }، وثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم، أنه خطب الناس يوم عرفة فقال في خطبته يوم النحر في حجة الوداع: { إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت }، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: { من ضار مسلماً ضاره الله، ومن شقَّ على مسلم شقَّ الله عليه }.

والآيات والأحاديث في حث الحجاج وغيرهم على التمسك بدينهم والإستقامة عليه والإعتصام بالقرآن الكريم وتحكيمه والتحاكم إليه مع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتراحم والتعاطف بينهم، والإحسان من بعضهم إلى بعض كثيرة جداً.

فيا معشر حجاج بيت الله الحرام، إتقوا الله وأطيعوه وعظموا أمره ولا تعصوه، وإعتصوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واجتهدوا في أداء المناسك كما شرعها الله، وسابقوا إلى الطاعات والأعمال الصالحات، وأكثروا من الصلوات في المسجد الحرام، ومن الطواف حيث تيسر ذلك، ومن قراءة القرآن، ومن التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، ومن الدعاء والإستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتفقهوا في دينكم، وإستفيدوا من الحلقات العلمية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، واسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قا ل: { من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين }. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: { من سلك طريقاُ يلتمس فيه علماُ سلك الله به طريقاُ إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده }. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: { إقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة }. يعني بذلك الذين عملوا به واستقاموا على تعاليمه.

وعلى كل واحد منكم أن يُرشد أخاه بما لديه من العلم، ويوجهه إلى الخير، ويعينه عليه عملاً بالآيات والأحاديث السابقات، وأبشروا بالأجر الجزيل، والثواب العظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: { من دل على خير فله مثل أجرفاعـله }. وثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأمير المؤمنين علي لما بعثه إلى اليهود في خيبر: { ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من الحق فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُر النَّعَم }. وقال عليه الصلاة والسلام: { والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه }.

والله المسؤول أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه، وأن يسلك بنا وبكم صراطه المستقيم، وأن يعينكم على أداء المناسك على الوجه الذي يرضيه، وأن يتقبل منا ومنكم جميعاً، وأن يردّكم إلى بلادكم سالمين غانمين إنه سبحانه جواد كريم.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



\\\دار ابن خزيمة\\\

aboanas 2006-12-26 06:47 AM

حال السلف في الحج
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد:

فإن الحديث عن أحوال السلف في الحج حديث عن علم قد درس مناره، ومُحِيت آثاره، فلم يبق منه إلا بقايا من الرسوم والألفاظ، وأطلال من الجمل والعبارات، والتي ما فتئ الناصحون يرددونها حثاً للناس على التمسك بما كان عليه السلف، وترغيباً لهم في سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم. وإلا فأين نحن من القوم؟ كم بين اليقظة والنوم؟!

لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب، لما فيه من معاني العبودية، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه، فأثمرت في واقع السلف قلوباً تقية، وأفئدةً زكية، وأبداناً طاهرةً نقية. فكانوا مع إحسانهم العمل يخشون الردّ وعدم القبول، أما نحن - إلا من رحم الله - فلا إحسان ولا خشية، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه، وكأنه حاز النعيم، وضمن من الجنة فردوسها الأعلى!!

ولئن ورد عن بعض السلف أنه قال: ( الركب كثير والحاجّ قليل، فما عسانا أن نقول؟! نسأل الله ألا يمقتنا ).

فما أحرانا - نحن المسلمين - أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح؛ عقيدةً ومنهاجاً، عبادة وسلوكاً، حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين؛ العز في الدنيا والنعيم في الآخرة.


من أخلاق السلف في السفر والحج

كان السلف - رحمهم الله - يعلمون حق رفيق السفر، فيحسنون صحبته، ويواسونه بما تيسّر لديهم من طعام وشراب، وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله، لا يمنعه من ذلك نسبٌ ولا شرفٌ ولا مكانة عالية.

قال مجاهد رحمه الله: ( صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمُني!! ).

وكانوا رحمهم الله يبذلون أموالهم للرفقة، ويصبرون على الأذى، ويطيعون الله تعالى فيمن يعصيه فيهم.

يروى أن يُهَيْماً العجلي ترافق مع رجل تاجر موسر في الحج، فلما كان يوم خروجهم للسفر، بكى بُهَيْم حتى قطرت دموعه على صدره، وقال: ذكرت بهذه الرحلةِ الرحلةَ إلى الله، ثم علا صوته بالنحيب.

فكره رفيقه التاجر منه ذلك، وخشي أن يتنغّص عليه سفره معه بكثرة بكائه، فلما قدما من الحج، جاء الرجل الذي رافق بينهما إليهما ليسلِّم عليهما، فبدأ بالتاجر فسلّم عليه، وسأله عن حاله مع بُهَيْم.

فقال له: والله ما ظننت أن في هذا الخق مثله؛ كان والله يتفضّل عليّ في النفقة، وهو معسّر وأنا موسر!! ويتفضل عليّ في الخدمة، وهو شيخ ضعيف وأنا شاب!! ويطبخ لي وهو صائم وأنا مفطر!!

ثم خرج من عنده فدخل على بُهَيم، فسلّم عليه، وقال له: كيف رأيت صاحبك؟ قال: خير صاحب، كثير الذكر لله، طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة، متحمّل لهفوات الرفيق، فجزاك الله عني خيراً.

وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك، منهم عامر بن عبد قيس، وعمر بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة.

وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم، وكان إذا أراد الحج من بلده ( مرو ) جمع أصحابه وقال: من يريد منكم الحج؟ فيأخذ منهم نفقاتهم، فيضعها في صندوق ويغلقه، ثم يحملهم، وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً، ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردّ إلى كل واحد نفقته!!


إلهي !!


إليك قصدي ربّ البيت والأثر *** وفيك تطوافي بأركان كذا حجر


صفا دمعي إلى حين أعبره *** وزمزمي دمعة تجري من البصر


وفيك سَعْيي وتعميري ومزدلفي*** والهدي جسمي الذي يغني عن الجُزر


عرفانه عرفاتي إذ منى منتي *** وموقفي وقفة في الخوف والحذر


وجَمْرُ قلبي جمار نبذة شرر *** والحرم تحريمي الدنيا عن الفكر


ومسجد الخيف خوفي من تباعدكم *** ومشعري ومقامي دونكم خطري


زادي رجائي له والشوق راحلتي *** والماء من عبراتي والهوى سفري


حال السلف عند الاحرام والتلبية

أخي الحبيب كان السلف يستشعرون معنى الإحرام، فهو يعني عندهم الإنخلاع من جميع الشهوات الأرضية، والتوجه بالروح والبدن إلى خالق السماوات والأرض. لذلك فقد كانوا يضطربون عند الإحرام، فتتغير ألوانهم، وترتعد فرائصهم خوفاً من عدم القبول.

فكان أنس بن مالك إذا أحرم لم يتكلم في شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه.

وهذا عليُّ بن الحسين لما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: ما لك؟ فقال: أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك!

ولما حجّ جعفر الصادق، فأراد أن يلبي، تغيّر وجهه، فقيل له: ما لك يا ابن رسول الله ؟ فقال: ( أريد أن ألبي وأخاف أن أسمع غير الجواب!! ).

وكان شريح رحمه الله إذا أحرم كأنه حيّة صماء من كثرة الصمت والتأمل والإطراق لله عز وجل.

ولئن كان كثير من حجاج هذا الزمان لا يلبون، وأغلب الذين يلبون لا يجهرون بالتلبية، ولا يرفعون بها أصواتهم، فقد كان السلف على خلاف ذلك.

قال أبو حازم: ( كان أصحاب النبي إذا أحرموا لم يبلغوا الرّوْجاء حتى تُبَحُّ أصواتهم ). لأنهم يعلمون أن ذلك مما يحبه الله عز وجل، لقوله : { أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية } [رواه أصحاب السنن وصححه الألباني]. وقوله : { أفضل الحج والعجّ والثجّ } [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. والعجّ: رفع الصوت بالتلبية. والثجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي.


عبادة السلف في الحج

ذكر الإمام ابن رجب رحمه الله أن من أعظم خصال البرّ في الحج: إقام الصلاة، فمن حج من غير إقام الصلاة - لا سيما إن كان حجه تطوعاً - كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيّع رأس ماله وهو ألوفٌ كثيرة. وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وكان النبي يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلّها ويوتر عليها.

فعن عامر بن ربيعة أنه رأى رسول الله يُصَلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت [متفق عليه] والسبحة: النافلة.

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ( كان رسول الله يُسَبّحُ على الراحلة قِبَل أيّ وجه توجّه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة ) [متفق عليه].

وكان محمد بن واسع يصلي في طريق مكة ليله أجمع في محمله، يومئ إيماء، ويأمر حاديه أن يرفع صوته خلفه حتى يُشغل عنه الناس بسماع صوت الحادي، فلا يُتَفَطّن له.

وحجّ مسروق فما نام إلا ساجداً.

وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني يحجّ من اليمن ماشياً، وكان له ورد بالليل يقرأ فيه كل ليلةٍ ثلث القرآن، فيقف فيصلي حتى يفرغ من ورده، ثم يلحق بالركب متى لَحِقَ، فربما لم يلحقهم إلا في آخر النهار!!

قال ابن رجب بعد أن ساق هذه الأخبار: ( فنحن ما نأمر إلا بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، ولو بالجمع بين الصلاتين المجموعتين في وقت إحداهما بالأرض، فإنه لا يرخّص لأحد أن يصلي صلاة الليل في النهار، ولا صلاة النهار في الليل، ولا أن يصلي على ظهر راحلته المكتوبة ).


حذر السلف من الرياء والمباهاة

ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتمُّ برُّ حجِّه أن لا يقصد بحجه رياءً ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه.

وقد كان السلف رحمهم الله شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس؛ لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه صواباً على سنة نبيه . كما قال سبحانه في الحديث القدسي: { من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه } [رواه مسلم]، ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ( ما أكثر الحاج! ) قال له ابن عمر: ( ما أقلّهم! ) وقال شريح القاضي: ( الحاجّ قليل، والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقلّ الذين يريدون وجهه ).


خليلي قطاع الفيافي الى الحمى *** كثيرٌ وأما الواصلون قليلُ


وجوه عليها للقبول علامةٌ *** وليس على كل الوجوه قبولُ

قال عمر بن الخطاب يوماً وهو بطريق مكة: ( تشعثون وتغيرون، وتتلون، وتضحون، لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيراً من هذا )، يعني الحجّ!!

إخواني: سبحان من جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمناً، يترددون إليه ولا يرون أنهم قَضَوْا منه وطراً.

لمّا أضاف الله عز وجل ذلك البيت الى نفسه، ونسبه إليه بقوله عز وجل لخليله وطهّر بيتي للطائفين [الحج:26]، تعلقت قلوب المحبين ببيت محبوبهم، فكلما ذُكر لهم ذلك البيت الحرام حنّوا، وكلما تذكروا بُعدهم عنه أنّوا.

رأى بعض الصالحين الحاجّ في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: واضعفاه! ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع من الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟!

يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق، ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن.


ألا قل لزوّار دارِ الحبيب *** هنيئاً لكم في الجنان الخلود


أفيضوا علينا من الماء فيضاً *** فنحن عطاش وأنتم ورودُ


حال السلف في عرفات

أخي الحبيب: كانت أحوال السلف في عرفات تتنوع، فمنهم من كان يغلب عليه الخوف والحياء، ومنهم من كان يتعلق بأذيال الرجاء، ومنهم من كان يغلب عليه الشوق والقلق، ولكنهم كانوا يتساوون جميعاً في الذكر والدعاء والإقبال على الله ومناجاته والانطراح بين يديه.

وقف مطرّف وبكر ابنا عبدالله بن الشخير رضي الله عنهما في الموقف، فقال مطرّف: ( اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي!! ) وقال بكر: ( ما أشرفه من مقام وأرجاه لأهله، لولا أني فيهم!! ).

وقال الفضيل لشعيب بن حرب بالموسم: ( إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرّ مني ومنك فبئس ما ظننت! ).

وكان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: ( واشوقاه إلى من يراني ولا أراه )، وكان بعدما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا رب، قد كَبرتُ فأعتقني، وكان ينشد وهو واقف بعرفة:


سبحان من لو سجدنا بالعيون له *** على شبا الشوك والمحمى من الإبر


لم نبلغ العشر من معشار نعمته *** ولا العشير ولا عشراً من العشر


هو الرفيع فلا الأبصار تدركه *** سبحانه من مليك نافذ القدر

وكان سفيان الثوري ممن يقدم الرجاء في هذا اليوم، فقد قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إليّ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: ( الذي يظن أن الله لا يفغر لهم! ).

وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال: ( أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً - يعني سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: والله للمغفرة عند الله، أهون من إجابة رجل لهم بدانق!! ).


وإني لأدعو الله أسأل عفوه *** وأعلم أن الله يعفو ويغفر


حال السلف في الطواف

قال عبدالمجيد بن أبي روّاد: ( كانوا يطوفون بالبيت خاشعين ذاكرين، كأن على رؤوسهم الطير وقع، يستبين لمن رآهم أنهم في نسك وعبادة ).

وكان طاوس رحمه الله ممن يُرى فيه ذلك النعت.

ومن العبادات التي تُطلب في حال الطواف: غضّ البصر لوجود النساء مع الرجال أثناء الطواف. قال ابن الجوزي: ( اعلم أن غضّ البصر عن الحرام واجب، ولكم جلب إطلاقه من آفة، وخصوصاً في زمن الإحرام وكشف النساء وجوههن، فينبغي لمن يتقي الله عز وجل أن يزجر هواه في مثل ذلك المقام، تعظيماً للمقصود، وقد فسد خلق كثير بإطلاق أبصارهم هنالك ).

وينبغي على النساء ألا يكشفن وجوههن أثناء الطواف وإن كنّ محرمات، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه ).

وينبغي على النساء كذلك ترك مزاحمة الرجال في الطواف، واختيار الأوقات التي يخفّ فيها الزحام، كما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفعل، فقد كانت تطوف في ناحية منفردة من البيت بعيدة عن الرجال، وكانت لا تقبل الحجر الأسود ولا تستلمه ولا تستلم الركن اليماني إن كان ثمة زحام.

ولما قالت لها مولاتها: يا أم المؤمنين! طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً. قالت عائشة: ( لا آجركِ الله.. لا آجرك الله.. تدافعين الرجال؟! ألا كبّرت ومررتِ! ).

قال ابن المحب الطبري: ( ومن المنكر الفاحش ما تفعله الآن نسوان مكة وغيرهن في تلك البقعة ليالي الجُمع وغيرها من الاختلاط بالرجال، ومزاحمتهن لهنّ في تلك الحال، مع تزيّنهن لذلك بأنواع الزينة، واشتغالهن عند إتيانه بما يوجب الروائح العطرة، فيشوّشن بذلك على متورّعي الطائفين، ويجتلبن بسببه استدعاء نظر الناظرين، وربما طافت إحداهن بل أكثرهن بغير جوربين، ويشقّ على الناس الاحتراز من ملامستهنّ في بعض الأحايين، وهذه مفسدة عظيمة عمّت بها البلوى، وتواطأ الناس على عدم إنكارها ).

فينبغي للعبد أن ينزّه طوافه عن كل ما يوجب شيئاً من ذلك، ولا يأمن عقوبة سوء الأدب وفحش المخالفة هنالك.

قيل إن إسافاً ونائلة، الصنمين المعروفين كانا رجلاً وامراة من جُرهم، دخلا الكعبة، فقبّل أحدهما الآخر فمُسخا حجرين مكانهما.


مشهدُ الحجيج

قال ابن القيم رحمه الله:


أما والذي حج المحبون بيته *** ولبّوا له عند المهل وأحرموا


وقد كشفوا تلك الرؤس تواضعاً *** لعزة من تعنوا الوجوه وتُسلمُ


يُهلّون بالبيداء لبيك ربنا *** لك الملك والحمد الذي أنت تعلمُ


دعاهم فلبوه رضاً ومحبة *** فلما دعوه كان أقرب منهم


تراهم على الأنضاء شُعثاً رءوسهم *** وغُبراً وهم فيها أسر وأنعم


وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة *** ولم تُثْنهم لذاتهم والتنعّم


يسيرون كم أقطارها وفجاجها *** رجالاً وركباناً ولله أسلموا


ولما رأت أبصارهم بيته الذي *** قلوب الورى شوقاً إليه تضرّمُ


كأنهم لم يَنْصبوا قطّ قبله *** لأن شقاهم قد ترحّل عنهمُ


فلله كم من عَبرةٍ مهراقةٍ *** وأخرى على آثارها لا تَقدمُ


وقد شرقت عين المحب بدمعها *** فينظر من بين الدموع ويُسجمُ


وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة *** ومغفعرة ممن يجود ويكرم


فلله ذاك الموقفُ الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ


ويدنو به الجبّار جلّ جلاله *** يُباهي بهم أملاكه فهو أكرم


يقول عبادي قد أتوني محبةً *** وإني بهم برّ أجودُ وأكرم


فأُشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتُهم ما أمّلوه وأنعمُ


فبشراكمُ يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفرُ الله الذنوب ويرحم


فكم من عتيقٍ فيه كُمل عتقه *** وآخر يَسْتسعي وربُك أكرمُ


وما رُئي الشيطان أغيظ في الورى *** وأحقر منه عندها وهو ألأمُ


وذاك لأمر قد رآه فغاظة *** فأقبل يحثو التُرب غيظاً ويلطمُ


لما عاينت عيناه من رحمة أتت *** ومغفرة من عند ذي العرش تُقْسَمُ


بنى ما بنى حتى إذا ظن أنه *** تمكن من بنيانه فهو مُحْكمُ


أتى الله بُنياناً له من أساسه *** فخرّ عليه ساقطاً يتهدمُ


وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي *** إذا كان يبنيه وذو العرش يهدمُ

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




\\\ دار الوطن \\\

aboanas 2006-12-26 06:53 AM

رسالة إلى أهل عرفة ومزدلفة ومنى \عبدالملك القاسم
 
الحمد لله الذي أعان على العبادة ويسّر، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

فإن نعم الله عز وجل كثيرة لا تعد ولا تحصى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا وأعظم النعم وأجلها نعمة الإسلام التي أكرمنا الله بها فله الحمد والشكر على منّه وفضله يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فكم على وجه الأرض من كافر حرم نعمة الإسلام؟ وكم من حسيب ووجيه؟ وكم من تاجر ورئيس أغلق دونه الباب؟ فلك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

ثم من نعمة الله عليك أيها الحاج أن أظلك برحمته ويسّر لك سبل الحج، فلم يمنعك مرض، أو قلة مال، أو خوف طريق أو غيرها من التأخير عن أداء الركن الخامس من أركان الإسلام الذي بشر النبي من أداه بقوله: { من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه } [متفق عليه].

وقال : { والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } [رواه مسلم]. فالحج ركن من أركان الإسلام، والحج أعظم الأعمال بعد الإيمان والجهاد، وهو من أفضل القربات ويهدم ما قبله.

وأبشر بيوم تقال فيه العثرة، وتغفر فيه الزلة، فقد قال : { ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة } [رواه مسلم].

فهنيئاً لك هذا الخير العظيم، وهذه النفحات الإيمانية التي تغسل أدران المعاصي والذنوب. وأوصيك بتقوى الله والإخلاص في العمل، والبعد عن الرياء والعجب، وعليك بالإنابة والإخبات والذل لربك عز وجل، واحمده على نعمة أداء هذا الركن العظيم.


وإليك وقفات يسيرة لا تغيب عن بالك:

أولأ: تذكر أنك في أيام عظيمة وهي أيام عشرة ذي الحجة، قال : { ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر } قالوا: ولا الجهاد؟ قال: { ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء } [رواه البخاري].

وسئل ابن تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟

فأجاب: ( أيام عشر ي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ).

قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: ( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره ).

ثانياً: أنت في بلد الله الحرام مكة. وهو بلد تضاعف فيه الحسنات وكذلك السيئات يعظم إثمها، وقد توعّد الله عز وجل من يرد فيه الفساد بعذاب أليم، وقال تعالى: وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ قال ابن كثير رحمه الله: ( أي يهم بأمر فظيع من المعاصي الكبار ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال: { أبغض الناس إلى الله ثلاثة } وذكر منهم: { ملحد في الحرم } [رواه البخاري]. قال في فتح الباري: ( وظاهر سياق الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشد من فعل الكبيرة في غيره ).

وعن ابن مسعود مرفوعاً: ( لو أن رجلاً همّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين، لأذاقه الله عذاباً أليماً )، هذا فيمن همّ فكيف بمن عمل!

واحرص أيها المسلم على تعظيم شعائر الله فإنه جل وعلا يقول: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ .

ثالثاً: في هذا الموسم والمكان فرصة للتوبة إلى الله عز وجل، ومحاسبة النفس على تقصيرها، وخطمها بخطام العودة والإكثار من دموع الندم والتوبة، ويكفي ما امتلأت به الصحائف من الذنوب والآثام، ويكفي ما مضى من العمر، وفيه ما فيه من تفريط وغفلة.. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ).

قال مالك بن دينار رحمه الله: ( رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله، تعالى فكان لها قائداً ).

رابعاً: لقد تركت أهلك وديارك وأموالك وأولادك راغباً فيما عند الله عز وجل، فلا تضيع هذه الأوقات الثمينة، وفرّغ نفسك من لقاء الناس وكثرة الحديث، وتفرغ لأمر آخرتك، واستشعر هول المطلع وعظمة الجبار.

خامساً: لا بد أن يكون الصبر لك شعاراً ودثاراً فتجمّل به واحرص عليه، فأنت في عبادة عظيمة تصاحبها مشقة السفر ووعثائه، وقلة الزاد وضيق المركب، وكثرة الزحام وطول الطريق، فلا تتأفف ولا تتذمر، ولا تدافع من حولك، وعليك بالرفق والسكينة.

عن جابر بن عبدالله أن النبي سمع زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإبل فقال: { أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع - يعني الإسراع } [متفق عليه]. وكان يقول: { أيها الناس السكينة السكينة } [رواه مسلم]. ومن خطبة لعمر بن عبدالعزيز رحمه الله بعرفات أنه قال: { ليس السابق من سبق بعيره وفرسه، ولكن السابق من غفر له }.

سادساً: تذكر أيها الأخ المسلم أن الله عز وجل حرّم الظلم على نفسه وجعله محرماً، وحرّم إيذاء المؤمنين والمؤمنات فاحذر أن يزل لسانك بكلمة جارحه أو يدك بدفع أحدة الحجاج، أو بالاستعلاء والتكبر عليهم وإدرائهم، وابتعد عن الرفث والفسوق في الحج. قال تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ قال ابن سعدي رحمه الله:

( الرفث: هو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، خصوصاً عند النساء بحضرتهن. والفسوق: وهو جميع المعاصي ومنها محظورات الإحرام. والجدال: وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة، لكونها تثير الشر، وتوقع العداوة، والمقصود من الحج: الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكن من القربات، والتنزه عن مفارقة السيئات، فإنه بذلك يكون مبروراً، والمبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء، وإن كانت ممنوعة في كل زمان ومكان، فإنه يغلظ المنع عنها في الحج ).

سابعاً: وأنت في هذه الأيام المباركة.. استشعر أن الوقت محدود سريع الانقضاء، فانزع إلى خير الصحب وأفضل المرافقين، وابحث عن أحرصهم على تكبيرة الإحرام وأداء النوافل وقراءة القرآن، واجعله لك معيناً ومساعداً، وليكن هو رفيق الرحلة الذي يعينك ويشد من إزرك على الطاعة والعبادة.

ثامناً: الدعاء.. الدعاء، قال : { الدعاء هو العبادة } [رواه أبو داود]. فاحرص أخي الكريم على الدعاء وأكثر منه بقلب حاضر ورجاء في الإجابة، فإن الله جواد كريم، وقد اجتمع لك المكان الطاهر والزمان الفاضل وأنت حاج مسافر.. فتحرّ فتح الأبواب وأكثر من الدعاء لخاصة نفسك ولوالديك وذريتك وادع الله عز وجل أن يجعلك من المقبولين، واجعل لأمة محمد نصيباً من الدعاء.. بأن يصلح أحوالهم، وأن يهديهم سواء السبيل.

تاسعاً: في هذا التجمع يكثر اختلاط الرجال بالنساء وعلى كل مسلم ومسلمة أن يحرص على البعد عن المزاحمة مع غضّ البصر. قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ وقال تعالى: وقل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .

قال ابن كثير رحمه الله: ( وهذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم لما حُرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرّم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً ).

والنبي يُذكّر علي ابن أبي طالب وهو من هو في الورع والتقى، فيقول : { يا علي، إن لك كنزاً في الجنة فلا تُتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة } [رواه أحمد]، وهذا ابن سيرين رحمه الله يقول: ( إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.. ) فاستحضر يا من أنت في بلد الله الحرام.. عظم الذنب وقرب الرحيل، وتذكر يوماً تتطاير فيه الصحف، وتشيب فيه الولدان.

هذا وقد فتح الله لك أبواباً كثيرة للخير ومنها:

1 - الحرص على أداء الصلاة في وقتها، وعوّد نفسك أن تأتي مع الآذان فأنت في إجازة تامة من أعمال الدنيا، ومتفرّغ للطاعة والعبادة، وأعظمها بعد الشهادتين أداء الصلاة. قال : { لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لا يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه } [متفق عليه].

2 - للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلة عظيمة في الإسلام، وعدّه بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدّمه الله عز وجل على الإيمان في قوله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [آل عمران:110] وقدّمه الله عز وجل في سورة التوبة على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71] وفي هذا التقديم بيان لشان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعظم منزلته وخطر تركه. ودرجات تغيير المنكر ذكرها النبي بقوله: { من رأى منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان } [رواه مسلم].

ومجالات الأمر بالمعروف كثيرة في موسم الحج منها: إقامة الصفوف حال الصلاة، وتنبيه الغافل، وتعليم الجاهل، وإبعاد النساء عن الرجال، والأمر بالحجاب والتحذير من السفور. والمسلمة تعلّم النساء كيفية الصلاة الصححية وأحكام الطهارة، وتحذّرهنّ من البدع والشرك، وتأمرهنّ بالحجاب، وغير ذلك.

3 - الدعوة إلى الله عز وجل باب عظيم من أبواب الخير قال : { من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً } [رواه مسلم]. ويتم ذلك بتعليم الجاهل، والغافل، وتوزيع الكتب الشرعية والأشرطة الإسلامية، والدلالة على مكان الدروس والمحاضرات وغيرها كثير.

وأهيب بالإخوة الذين لديهم علم شرعي، أو ملكات أدبية المشاركة في أنشطة المخيمات، فكم اهتدى في هذه الرحلة من شخص، كما أن المشاركة تجعل الحجاج أكثر قرباً وترابطاً، وإبعاداً لهم عن القيل والقال.

4 - من أعمال الحج التي كانت معروفة قديماً إطعام الطعام خاصة في أوقات الزحام، وفي الإطعام أجر عظيم. قال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان:8] وكان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح قال : { أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة.. } [رواه الترمذي].

5 - استثمر الوقت في أنواع العبادة والطاعة، وأيام الحج قلائل فلا تضيّعها في القيل والقال والغمز واللمز ومراقبة الناس، وانتقاد الأكل والشرب والمخيم والمكيفات، بل اسمو بنفسك عن أمور الدنيا.

6 - بادر بإعانة المسنين ومساعدتهم: فإن في ذلك إحترام وتوقير لذي الشيبة ومن الرحمة بهم.

7 - توزيع الماء البارد: ( السقيا ) حيث كثرة الزحام والعطش قال : {.. ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم } [رواه الترمذي بسند جيد].

8 - الصدقة بالمال: فإن الإنفاق من أعظم القربات وأجلّ الطاعات، والآيات والأحاديث في فضل الصدقة كثيرة جداً، ومن بين هذا الجمع المبارك الفقير وأصحاب الحاجات، ففي إعطائهم سدّ لجوعتهم وتفريج لكربتهم وإغنائهم عن السؤال، حتى وإن كانت بالقليل من المال، قال : { اتقوا النار ولو بشق تمرة }، فأقرض الله عز وجل وهو غني عنك ليضاعف لك الأجر والمثوبة مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً [البقرة:245].

قال ابن القيّم رحمه الله: ( فإن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ولو كانت من فاجر، أو ظالم، بل من كافر، فإن الله يدفع بها أنواعاً من البلاء ).

9 - إشاعة السلام: في هذا التجمع الكبير وفي وسط الزحام المتتابع والحر الشديد، تكون الابتسامة طريق مودة ورحمة، ورفع للمعاناة وإظهار للترابط والتواد قال : { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم } [رواه مسلم].

10 - البشاشة والتبسم: قال : { لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق } [رواه مسلم]. وقال عبدالله بن الحارث: ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله ) [رواه أحمد]. ولا تكثر الضحك والمزاح فإنها أيام عبادة وجد لا هزل وضحك.

11 - تفريج الكرب: في السفر يحصل بعض المتاعب والمصاعب وفي إعانة المسلمين وتفريج كربهم خير عظيم قال : { ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها كربة من كرب يوم القيامة } [متفق عليه]. ومن صور تفريج الكرب إرشاد التائهين، وإيصال المنقطعين، وإعانة المحتاجين.

13 - التضحية والإيثار: لقد كان من سمات صحابة رسول الله التضحية والإيثار وتقديم إخوانهم المسلمين على أنفسهم في المأكل والمشرب، وتحمل الجهد والعناء عنهم.

13 - حسن الصحبة: للصحبة آداب يحسن بك معرفتها، فأنت في سفر، والسفر يسفر عن أخلاق الرجال. واحذر كثرة السؤال والتدقيق والتحدث في كل شيء، قال : { من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه } [رواه الترمذي].

14 - الإستئذان عند الدخول والخروج: عند الرغبة في الذهاب للحرم، أو رمي الجمرات أوغيرها، لا بد من إعلام المسؤول ليعرف وجهة كل فرد حتى يسهل ترتيب العمل، كما وأن ذلك أدعى لعدم التفرق والضياع.

15 - اجعل لك في هذه الأيام المباركة جدولاً لحفظ سور من كتاب الله عز وجل ولتكن: سورة البقرة، أو سورة الكهف، أو سورة النور مثلاً، واستعن بالله.. وسوف يفتح الله على قلبك.

16 - حافظ قدر المستطاع على نظافة المكان الذي تنزل فيه، والطريق الذي تسير فيه، ومن أوجه الصدقة إزالة الأذى عن الطريق.

17 - من آداب السفر الشرعية اتخاذ أمير في السفر قال : { إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم } [رواه أبو داود]. وهذا أدعى للاتفاق والبعد عن كثرة الآراء وتعددها.


أخي الكريم:

احذر العُجب والمباهاة بعملك، فإن الله عز وجل هو الذي وفقك وأعانك، وهو الذي هداك، فلا تعجب بعملك فإنه قليل في جنب الله عز وجل، بل استشعر عظمة خالقك وسعة مغفرته، وادعه عز وجل أن لا يكلك إلى عملك، ولا إلى نفسك طرفة عين.

احذر الرياء والسمعة عند العودة والتفاخر وإعلام الناس ليعظموك.

تجنّب أن تسوّد عملك الصالح بالمنّ والأذى، ولا تردد أقوال بعض الجهلة ( تعبنا )، ( الزحام كثير )، ( والحر شديد ) ( خسرت كذا ).. واصبر واحتسب، فالعبادة فيها مشقة وطول طريق واجتماع كبير، تحدث خلاله أمور على غير ما اعتدت عليه في بلدك.

تأمّل غربتك في مكة وهنّ أيام قلائل، ووسائل الاتصال متاحة! فكيف هي حالك في غربة القبر ووحشته؟! واعلم.. أنك تموت وحدك وتحاسب وحدك وتبعث وحدك، فاستعد لهذا اليوم وما بعده.

أكثر من الدعاء أن يتقبل الله حجك وأن يكتب أجرك وأن يثبتك على دينه حتى تلقاه.


الحال بعد العودة:

ها أنت قد حججت إلى بيت الله الحرام، وأكرمك الله عز وجل بأداء هذه الشعيرة العظيمة، وادعو الله عز وجل أن تكون قد خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، وابشّرك بحديث الصادق الذي لا ينطق عن الهوى: { ما أهلّ ـ يعني لبّى ـ مهلّ ولا كبّر مكبّر قط إلا بشّر بالجنة } [صحيح الجامع الصغير:5445].

وقال : { ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يداً إلا كتب الله بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع له درجة } [صحيح الجامع الصغير:5472].

ها قد عادت صحائفك بيضاً، فماذا الحال بعد هذا العفو والعتق؟! وهل تعيد السيرة الأولى من كثرة الذنوب والآثام؟ أم تسارع إلى ملئ الصحف بالطاعات وكثرة العبادة؟!

تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلها صواباً خالصةً لوجهه الكريم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



\\دار القاسم \\

aboanas 2006-12-26 07:39 AM

سلسلة صفة الحج والعمرةللشيخ محمد الشنقيطي
 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد \\\


فهذة سلسلة صفة الحج والعمرةللشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي تجدها على الرابط الاتي \\\\


https://www.islamway.com/?Islamway&iw...63&group_id=19

aboanas 2006-12-26 01:16 PM

مخالفات تقع في الحج يجب الحذر منها
 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فلما كان الحج من أفضل العبادات، وأجلّ الطاعات، وأعظم شرائع الإسلام، ولما كانت مناسك الحج والعمرة من أكثر العبادات التي تقع فيها المخالفات والأخطاء نظراً لطول زمنها وكثرة أحكامها، أحببنا أن نفرد هذه الرسالة في بيان المخالفات التي يقع فيها كثير من الحجاج والمعتمرين؛ وذلك بهدف تجنبها وعدم الوقوع فيها، فعلى المسلم أن يحرص أن يكون حجه موافقاً لحج النبي .


مخالفات تقع في الإحرام من الميقات

1 - ترك الإحرام من الميقات: فإن بعض الحجاج ولا سيما القادمون بطريق الجو - يتركون الإحرام من الميقات حتى ينزلوا في مطار جدة مع أنهم يمرون به، وقد وقّت النبي المواقيت وقال: { هُن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن } [رواه البخاري ومسلم].

2 - أن بعض الناس يعتقد أنه لا بد أن يحرم بالنعلين، وأنه إذا لم يكن النعلان عليه حين الإحرام فإنه لا يجوز لبسهما، وهذا خطأ، فإن الإحرام في النعلين ليس بواجب ولا شرط.

3 - أن بعض الحجاج يعتقد أن لباس الإحرام الذي لبسه عند الميقات لا يجوز تغييره ولو اتسخ، وهذا خطأ، فإن الإنسان المحرم يجوز له أن يغير ثياب الإحرام لسبب أو لغير سبب إذا غيّرها إلى شيء يجوز لبسه في الإحرام، ولا فرق بين الرجال والنساء في ذلك.

4 - أن بعض الناس يضطبعون بالإحرام من حين عقد نية الإحرام، وهذا خطأ؛ لأن الاضطباع إنما يكون في طواف القدوم فقط، ولا يكون في السعي ولا فيما قبل الطواف.

5 - اعتقاد بعض الناس أنه يجب أن يصلي ركعتين عند الإحرام، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن الراجح أنه لا يسن للإحرام صلاة خاصة.

6 - اعتقاد بعض النساء أن لثوب الإحرام لوناً خاصاً كالأخضر مثلاً، وهذا خطأ؛ لأنه لا يتعين لون خاص للثوب الذي تلبسه المرأة في الإحرام، وإنما تحرم في ثيابها العادية إلا ثياب الزينة أو الثياب الضيقة أو الشفافة.

7 - أن بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رءوسهن ما يشيه العمائم أو الرافعات لأجل غطاء الوجه، وهذا خطأ وتكلف لا داعي له ولا دليل عليه.

8 - أن بعض النساء إذا مرّت بالميقات تريد الحج أو العمرة وكانت حائضاً أو أصابها الحيض لا تحرم ظناً منها أن الإحرام تشترط له الطهارة، فتتجاوز الميقات بدون إحرام، وهذا خطأ واضح لأن الحيض لا يمنع الإحرام، فالحائض تحرم وتفعل ما يفعله الحاج غير الطواف بالبيت فإنها تؤخره إلى أن تطهر.

9 - ظن كثير من الحجاج والمعتمرين أن الإحرام هو لبس الإزار والرداء بعد خلع الملابس، والصواب أن هذا استعداد للإحرام وليس إحراماً؛ لأن الإحرام هو نية الدخول في النسك.


مخالفات تقع في الإحرام بالحج يوم التروية

1 - أن بعض الناس يعتقد أنه يجب أن يحرم بالحج من المسجد الحرام، فتجده يتكلف ويذهب إلى المسجد الحرام ليحرم منه، وهذا اعتقاد خاطئ، فإن الإحرام من المسجد الحرام لا يجب، بل السنة أن يحرم بالحج من مكانه الذي هو نازل فيه سواء كان في مكة أو في منى.

2 - أن بعض الحجاج يظن أنه لا يصح أن يحرم بثياب الإحرام التي أحرم بها في عمرته إلا أن يغسلها، وهذا ظن خاطئ أيضاً؛ لأن ثياب الإحرام لا يشترط أن تكون جديدة أو نظيفة، وإن كان الأولى أن تكون نظيفة.


مخالفات تقع في التلبية

1 - عدم رفع الصوت بالتلبية، والمشروع في التلبية أن يرفع الإنسان صوته بها؛ ولا شك أن في عدم رفع الصوت بالتلبية إخفاء لمظهر من مظاهر ذكر الله في الحج.

2 - أن بعض الحجاج يلبون بصوت جماعي، وهذا لم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم، بل قال أنس بن مالك: ( كنا مع النبي - يعني في حجة الوداع - فمنا المكبر، ومنا المهلل، ومنا الملبي ). وهذا هو المشروع للمسلمين، أن يلبي كل واحد بنفسه، وألا يكون له تعلق بغيره.

3 - يرفع بعض الحجاج صوته بالدعاء والصلاة على الرسول بعد التلبية. وهذا لا دليل عليه، والخير لا يعرف إلا بما جاء به الشرع.


مخالفات تقع عند دخول الحرم

1 - أن بعض الناس يظن أنه لا بد أن يدخل الحاج أو المعتمر من باب معيّن من المسجد الحرام، وأن هذا أمر لا بد منه، وأن الدخول من غيره يكون إثماً أو مكروهاً، وهذا لا أصل له، فللحاج والمعتمر أن يدخل من أي باب كان.

2 - أن بعض الناس يبتدع أدعية معينة عند دخول المسجد ورؤية البيت، أدعية لم ترد عن النبي ، وهذا من البدع؛ لأن التعبد لله تعالى بقول أو فعل أو اعتقاد لم يكن عليه النبي وأصحابه بدعة وضلالة، حذّر منه رسول الله .

3 - يخطئ بعض الناس حيث يعتقدون أن تحية المسجد الحرام الطواف، بمعنى أنه يسن لكل من دخل المسجد الحرام أن يطوف، والواقع أن الأمر ليس كذلك، فالمسجد الحرام كغيره من المساجد؛ ولكن إذا دخلت المسجد الحرام بقصد الطواف، فإن ذلك يجزئ عن صلاة ركعتين، وإذا دخلت المسجد الحرام بغير نية الطواف فإن المسجد الحرام كغيره من المساجد، يسنّ أن تصلي ركعتين قبل أن تجلس لأمر النبي بذلك.


مخالفات تقع في الطواف

1 - النطق بالنية عند إرادة الطواف، فنجد الحاج يقف مستقبلاً الحجر ويقول: اللهم إني نويت أن أطوف سبعة أشواط للعمرة أو للحج أو تقرباً إليك، والتلفظ بالنية عند الطواف خطأ وبدعة، لأن الرسول لم يفعله، ولم يأمر أمته به.

2 - أن بعض الناس يلتزم أدعية خاصة في الطواف، ويخصص كل شوط بدعاء معين، وبعضهم يحمل معهم كتيباً كُتب فيه لكل شوط دعاء، وهذا كله من البدع التي لم ترد عن رسول الله وأصحابه.

3 - رفع الصوت بالدعاء، فإن بعض الطائفين يرفع صوته بالدعاء رفعاً مزعجاً، ويزداد الأمر سوءاً عندما يجتمع جماعة على قائد يطوف بهم ويلقنهم الدعاء بصوت مرتفع فيتبعه الجماعة بصوت واحد، فتعلو الأصوات، وتحصل الفوضى، وفي هذا ذهاب للخشوع، وإيذاء لعباد الله، وسقوط لهيبة البيت.

4 - أن بعض الناس يزاحم مزاحمة شديدة عند استلام الحجر الأسود والركن اليماني، وهذا غير مشروع، لأن الزحام فيه مشقة شديدة وخطر على الإنسان وغيره، وفيه فتنة بمزاحمة الرجال للنساء. والمشروع تقبيل الحجر الأسود واستلامه إن أمكن ذلك، وإلا أشار إليه بدون مزاحمة وافتتان.

5 - تقبيل الركن اليماني، وهذا خطأ؛ لأن الركن اليماني يستلم باليد فقط - لا يقبل - إن أمكن ذلك، ولا يُشار إليه عند الزحام.

6 - أن بعض الناس يظن أن الطواف لا يصح بدون تقبيل الحجر الأسود، وأن تقبيل الحجر الأسود شرط لصحة الطواف ولصحة الحج أو العمرة أيضاً، وهذا ظن خاطئ؛ لأن تقبيل الحجر الأسود سنة للطائف، وليس بواجب ولا شرط.

7 - أن بعض الناس يظنون أن إستلام الحجر والركن اليماني للتبرك لا للتعبد، فيتمسحون تبركاً، وهذا لا شك خلاف المقصود باستلام الحجر وتقبيله تعظيم لله عز وجل.

8 - الرمل في جميع الأشواط، والمشروع أن يكون الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط؛ لأن هذا هو فعل الرسول . والرمل لا يكون إلا للرجال وفي الطواف أول ما يقدم إلى مكة سواء كان طواف قدوم أو طواف عمرة.

9 - أن بعض الناس لا يلتزم بجعل الكعبة عن يساره، فتجده يطوف والكعبة خلف ظهره أو أمامه أو عن يمينه عكس الطواف، وهذا خطأ عظيم، لأن من شروط صحة الطواف أن يجعل الكعبة عن يساره، فإذا خالف ذلك لا يصح طوافه.

10 - أن بعض الطائفين يستلم جميع أركان الكعبة الأربعة، وهذا أيضاً خطأ، لأن المشروع استلام الحجر الأسود وتقبيله إن أمكن وإلا فالإشارة إليه. أما الركن اليماني فالمشروع استلامه بدون تقبيل إن تيسر، فإن لم يتيسر فلا يشير إليه.

11 - أن بعض الناس يدخل في الطواف من باب الحجر وخرج من الباب الثاني في أيام الزحام، وهذا خطأ عظيم، لأن الذي يفعل ذلك لا يعتبر طائفاً بالبيت، فلايصح طوافه، وهذه مسألة خطيرة لا سيما إذا كان الطواف ركناً كطواف العمرة وطواف الإفاضة.

12 - أن بعض الناس يبتدئ بالطواف من عند باب الكعبة، ولا يبتدئ من الحجر الأسود، والذي يفعل هذا لا يعتبر متماً للطواف، لأن الشوط الأول يكون ملغى، وهذا عليه أن يأتي بشوط بدله، وإلا فليعد الطواف من أوله.


مخالفات تقع في ركعتي الطواف

1 - أن بعض الناس يظنون أن هاتين الركعتين لا بد أن تكونا خلف المقام وقريباً منه، ولهذا تجدهم يزاحمون زحاماً شديداً، ولا شك أن هذا الفعل حرام، فالركعتان تجزئان في أي مكان في المسجد.

2 - أن بعض الناس يطيل ركعتي الطواف، وهذا مخالف للسنة؛ لأن النبي كان يخفف هاتين الركعتين، وينصرف من حين أن يسلم.

3 - أن بعض الناس إذا أتم الركعتين جعل يرفع يديه ويدعو دعاءً طويلاً، والدعاء بعد الركعتين هنا ليس بمشروع؛ لأن الرسول لم يفعله، ولا أرشد أمته إليه.

4 - أن بعض الناس يقوم عند المقام ويدعو دعاءً طويلاً يسمى دعاء المقام، وهذا الدعاء لا أصل له في سنة الرسول ، فهو من البدع التي ينهى عنها.


مخالفات تقع في السعي بين الصفا والمروة

1 - النطق بالنية وتخصيص السعي بأدعية لكل شوط، والاعتماد على كتب فيها أدعية مبتدعة، وهذا كله من البدع، فالنبي لم يكن يخصص كل شوط بدعاء معين، لا في الطواف ولا في السعي، ولم يكن يجهر بالنية.

2 - أن بعض الحجاج يمشي بين الصفا والمروة مشياً واحداً، ولا يتلفت إلى السعي الشديد بين العلمين الأخضرين، وهذا خلاف السنة.

3 - الرمل في جميع أشواط السعي، وهذا مخالف للسنة، وفيه مشقة على النفس، وفيه إيذاء للساعين بين الصفا والمروة.

4 - أن بعض النساء يرملن بين العلمين الأخضرين كما يفعل الرجال، وهذا خطأ، فالمرأة لا تسعى، وإنما تمشي المشية المعتادة.

5- أن بعض الناس يتلو قوله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ [البقرة:158] في كل شوط كلما أقبل على الصفا أو على المروة، وهذا خلاف السنة، فالمشروع تلاوتها عند ابتداء السعي عند الصفا فحسب.

6 - بدء السعي بالمروة، والواجب أن يبدأ بالصفا لقول النبي : { ابدأ بما بدأ الله به } [رواه مسلم]. وعليه فإذا بدأ الساعي بالمروة وانتهى من سعيه فلا يصح من أشواطه السبعة إلا ستة، لأن الشوط الأول يكون ملغى.

7 - اعتبار الذهاب من الصفا إلى المروة ومن المروة إلى الصفا شوطاً واحداً، فيكون سعيه أربعة عشر شوطاً، وهذا خطأ عظيم؛ لأن النبي سعى بينهما سبعة أشواط، ابتدأ بالصفا واختتم بالمروة، وجعل الذهاب من الصفا إلى المروة شوطاً، والرجوع شوطاً آخر.

8 - السعي راكباً بدون عذر، فإن بعض الناس يتهاون بالسعي فيسعى على العربة بدون عذر، مع أن كثيراً من أهل العلم قالوا: إن السعي راكباً لا يصح إلا لعذر.

9 - السعي بين الصفا والمروة في غير حج أو عمرة، حيث يظن بعض الناس أن التطوع بالسعي مشروع كالتطوع بالطواف، وهذا خطأ لا أصل له، بل هو بدعة.

10 - اعتقاد أنه لا بد من الوضوء للسعي، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن الطهارة ليست شرطاً في السعي وإنما هي مستحبة، فلو سعى على غير طهارة أجزأه ذلك، وكذلك لو حاضت المرأة أو نفست بعد الطواف سعت وأجزأها ذلك.


مخالفات تقع في الحلق والتقصير

1 - حلق بعض الرأس وترك بعضه، وهذا جهل وضلال لم يقل به أحد من أهل العلم، والواجب حلق الرأس كله.

2 - التقصير من جهة واحدة من الرأس، وهذا خلاف ظاهر قوله تعالى: مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ [الفتح:27]. فالواجب أن يكون التقصير من جميع جهات الرأس، وأن يكون له أثر ظاهر على الرأس.

3 - أن بعض الناس إذا فرغ من السعي ذهب إلى بيته فتحلل ولبس ثيابه ثم حلق أو قصر بعد ذلك، وهذا خطأ عظيم؛ لأن الإنسان لا يحل من العمرة إلا بالحلق أو التقصير؛ لقول النبي : { فليقصر ثم ليحلل } [رواه البخاري ومسلم].


مخالفات تقع في منى

1 - ترك بعض الحجاج الجهر بالتلبية مع مشروعية الجهر بها، وهذا خلاف السنة، وخلاف ما أمر الرسول به.

2 - ترك المبيت بمنى ليلة عرفة بدون عذر، فيذهب بعض الحجاج رأساً إلى عرفة ولا يبيت في منى، وهذا وإن كان جائزاً - لأن المبيت بمنى ليس بواجب - لكن الأفضل للإنسان أن يتبع السنة التي جاءت عن النبي .

3 - جمع الصلوات في منى، وهذا خلاف السنة؛ لأن المشروع للناس في منى أن يقصروا الصلاة بدون جمع.


مخالفات تقع في الذهاب إلى عرفة وفي عرفة

1 - ترك بعض الحجاج الجهر بالتلبية أثناء سيرهم من منى إلى عرفة، والثابت عنه انه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم العيد.

2- أن بعض الحجاج ينزلون خارج حدود عرفة، ويبقون في منازلهم حتى تغرب الشمس ثم ينصرفون منها الى مزدلفة، وهؤلاء ليس لهم حج؛ لأن الوقوف بعرفة ركن لا يصح الحج إلا به.

3- اتجاه بعض الحجاج الى الجبل أثناء الدعاء وجعل القبلة خلف ظهورهم أو عن أيمانهم أو عن شمائلهم، وهذا جهل وخطأ، فالمشروع حال الدعاء ان يكون الإنسان مستقبل القبلة لا الجبل.

4- اعتقاد بعض الحجاج أنه لا بد من رؤية الجبل والصعود عليه، فكيلفون أنفسهم مشقة وعناء، وهذا اعتقاد خاطئ، والصواب أنه لا يشرع صعود الجبل ولا الصلاة عليه.

5- أن بعض الحجاج ينصرفون من عرفة الى مزدلفة قبل غروب الشمس، وهذا لا يجوز لهم؛ لأنه خلاف سنة النبي .

6- إضاعة الوقت في غير فائدة، والأولى للحاج أن يشغل وقته بالدعاء والذكر وقراءة القرآن.

7- الإسراع وقت الدفع من عرفة الى مزدلفة، والسنة أن يكون السير بسكينة وهدوء وخشوع.


مخالفات تقع في مزدلفة

1 - أن بعض الناس يصلي المغرب والعشاء في الطريق قبل أن يصل إلى مزدلفة مع سعة الوقت، وهذا خلاف السنة، لأن السنة أن يصليهما بمزدلفة إلا إذا خاف خروج وقت العشاء، فإن الواجب في هذه الحالة أن يصلي وإن لم يصل إلى مزدلفة.

2 - نزول بعض الحجاج في مكان ليس من مزدلفة وبقاؤهم فيه إلى أن ينصرفوا، ومن فعل هذا فقد فاته المبيت بمزدلفة، وهذا أمر خطير؛ لأن المبيت بها واجب عند الجمهور.

3 - أن بعض الحجاج يُصلون الفجر قبل وقته، والصلاة قبل وقتها محرمة.

4 - أن بعض الحجاج يدفعون من مزدلفة قبل أن يمكثوا فيها أدنى مكث، وهذا خطأ عظيم، والسنة أن يبقى في مزدلفة حتى يُصلي الفجر.

5 - بقاء بعض الحجاج في مزدلفة حتى تطلع الشمس، وهذا خطأ؛ فإن النبي دفع من مزدلفة قبل أن تطلع الشمس.

6 - إحياء ليلة مزدلفة بالقيام والذكر والقراءة، وهذا خلاف السنة؛ لأن النبي صلى العشاء ثم اضطجع حتى طلع الفجر.


مخالفات تقع عند رمي الجمرات

1 - ظن بعض الناس أنه لا يصح الرمي إلا إذا كانت الحصى من مزدلفة، وهذا ظن خاطئ، فالحصى يؤخذ من أي مكان من مزدلفة أو منى أو غير ذلك.

2 - غسل الحصى بعد التقاطه، وهذا بدعة؛ لأن الرسول لم يفعله.

3 - ظن بعض الناس أن هذه الجمرات شياطين يرمونها، وهذا ظن خاطئ، فإنما نرمي هذه الجمرات إقامةً لذكر الله واتباعاً لرسوله .

4 - عدم تحقق بعض الناس من رمي الجمرات، والواجب وقوع الحصى في الحوض.

5 - أن بعض الناس يظن أنه لابد أن تصيب الحصاة الشاخص - أي العامود - وليس هذا بشرط لصحة الرمي؛ لأن العامود جُعل علامة على المرمى، وليس له علاقة بالرمي.

6 - تهاون بعض الناس في الرمي، فيوكل من يرمي عنه مع قدرته عليه؛ وهذا خطأ عظيم، لأن رمي الجمرات من شعائر الحج ومناسكه.

7 - رمي بعض الناس قبل الزوال، وهذا خطأ كبير؛ لأن الرمي قبل الزوال لا يصح.

8 - أن بعض الناس يرمي الحصى جميعاً بكف واحدة، وهذا خطأ فاحش، لأنه إذا فعل ذلك لا يحتسب له سوى حصاة واحدة.

9 - الرمي بأقل من سبع حصيات أو أكثر، وهذا خلاف السنة، والواجب أن يرمي بسبع حصيات كما رمى الرسول دون نقص أو زيادة.

10 - ترك الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى في أيام التشريق، وهذا خلاف الثابت عن الرسول حيث كان يقف بعد الأولى والوسطى ويرفع يديه ويدعو دعاءً طويلاً.


مخالفات تقع في المبيت بمنى أيام التشريق

1 - ترك المبيت بمنى ليلتي الحادي عشر والثاني عشر من غير عذر، وهذا جهل وضلال، ومخالفة لسنة الرسول .

2 - عدم التثبت من حدود منى، فتجد بعض الحجاج يجلسون خارجها في وادي محسر أو في العزيزية وهم يظنون أنهم بمنى، وهذا خطأ؛ لأن البقاء في منى واجب.

3 - أن بعض الناس يبيت في منى، فإذا جاء النهار نزل إلى مكة ليسلم من حر الشمس، وهذا وإن كان جائزاً إلا أنه خلاف السنة.


مخالفات تقع في الهدي

1 - ذبح هدي لا يجزئ، كأن يذبح هدياً صغيراً لم يبلغ السن المعتبر شرعاً.

2 - أن بعض الحجاج يذبح هدياً معيباً بعيب من الإجزاء.

3 - أن بعض الحجاج يذبح الهدي ثم يرمي به ولا يوزعه، وهو بهذا مخالف لأمر الله تعال في قوله: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28].

4 - ذبح الهدي قبل يوم العيد، وهذا لا يصح ولا يجزئ.


مخالفات تقع في طواف الوادع

1 - طواف الوداع قبل رمي الجمرات، وهذا خطأ، لأنه لم يجعل آخر عهده بالبيت الطواف، وإنما جعل الرمي آخر عهده، ولا يجزئ طواف الوداع، والواجب أن يعود إلى بلده بعد طواف الوادع مباشرة.

2 - البقاء في مكة بعد طواف الوداع، والواجب أن يعود إلى بلده بعد طواف الوداع مباشرة.

3 - رجوع بعض الحجاج القهقرى إذا أرادوا الخروج من المسجد بعد طواف الوداع مُدّعين أن هذا من تعظيم البيت. وهذا الفعل بدعة، لم يفعله النبي ، وهو خير من عظّم البيت.


مخالفات تقع في زيارة المسجد النبوي

1 - اعتقاد بعض الحجاج أن زيارة المسجد النبوي من متعلقات الحج، وهذا اعتقاد باطل؛ فلا علاقة بين الحج وزيارة المسجد النبوي.

2 - أن بعض الزائرين يطوفون بقبر النبي ويتمسحون بحجرته وربما قبّلوها، وكل هذا من البدع المحرمة.

3 - أن بعض الزائرين يدعو النبي لكشف الكربات أو حصول الرغبات، وهذا شرك أكبر مخرج من الملة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



\\\ دار الوطن \\\

aboanas 2006-12-26 02:25 PM

حجوا قبل أن لا تحجوا \\عبدالملك القاسم
 
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..أما بعد:

فاحمد الله عز وجل – أخي المسلم – أن مد في عمرك لترى تتابع الأيام الشهور، فأمامك الآن موسم الحج الذي قد أشرق،وهاهم وفود الحجيج بدأوا يملأون الفضاء ملبين مكبرين أتوا من أقصى الأرض شرقاً وغرباً وبعضهم له سنوات وهو يجمع درهماً على درهم يقتطعها من قوته حتى جمع ما يعينه على أداء هذه الفريضة العظيمة.

وأنت هنا - أخي الحبيب – قد تيسرت لك الأسباب وتهيأت لك السبل فلماذا تؤخر وإلى متى تؤجل؟ أما سمعت قول الله عز وجل: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97].

وقوله تعالى: وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ [البقرة:196] وقوله جلا وعلا: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج:27].

أخي المسلم: الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، قال رسول الله : { بني الإسلام على خمس: شهادة أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان،وحج بيت الله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً } [متفق عليه].

ويجب على المسلم المستطيع المبادرة إلى الحج حتى لا يأثم، قال رسول الله : { تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له } [رواه أحمد].

وعن عبد الرحمن بن سابط يرفعه: (من مات ولم يحج حجة الإسلام، لم يمنعه مرض حابس، أو سلطان جائر، أو حاجة ظاهرة، فليمت على أي حال، يهودياً أو نصرانياً).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: { لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من كان له جدةٌ ولم يحج، فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين } [رواه البيهقي].

فيجب عليك أخي المسلم المبادرة والإسراع إلى أداء هذه الفريضة العظيمة فإن الأمور ميسرة ولله الحمد، فلا يقعدنك الشيطان ولايأخذنك التسويف ولا تلهينك الأماني.. واسأل نفسك.. إلى متى وأنت تؤخر الحج إلى العام القادم؟ ومن يعلم أين أنت العام القادم؟ ! وتأمل في حال الأجداد كيف كانوا يحجون على أقدامهم وهم يسيرون شهوراً وليالي ليصلوا إلى البيت العتيق؟!

أخي المسلم: إن فضل الحج عظيم وأجره جزيل، فهو يجمع بين عبادة بدنية ومادية، فالأولى بالمشقة والتعب والنصب والحل والترحال والثانية بالنفقة التي ينفقها الحاج في ذلك.

قال : { العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة }، وقال : { من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه } [متفق عليه].

وسئل النبي : { أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "جهاد في سبيل الله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" } [رواه البخاري].

وحث الرسول على { التزود من الطاعات والمتابعة بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة } [رواه الترمذي].

وقال في حديث يحرك المشاعر ويستحث الخطى: { العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } [رواه مسلم].

ومع هذا الأجر العظيم فإن أيام الحج قليلة لا تتجاوز أسبوعاً لمن هم في هذه البلاد ولله الحمد وأربعة أيام لأهل مكة وما حولها !! أليست أخي المسلم نعمة عظيمة؟ ! فلا تتردد ولا تتهاون فالدروب ميسرة والطرق معبدة والأمن ضارب أطنابه ورغد العيش لا حد له.. نعم تحتاج إلى شكر، وحياة خلقت فيها للعبادة فلا تسوف ولا تؤخر وأبشر فأنت من وفد الرحمن، وفد الله، دعاهم فأجابوا وسألوه فأعطاهم.

وأبشر بيوم عظيم تقال فيه العثرة وتغفر فيه الزلة فقد قال : { ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة } [رواه مسلم].

فلتهنأ نفسك ولتقر عينك واستعد للقاء الله عز وجل واستثمر أوقاتك فيما يعود عليك نفعها في الآخرة فإنها ستفرحك يوم لا ينفع مال ولا بنون.. يوم تتطاير الصحف، وترتجف القلوب، وتتقلب الأفئدة، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.. ولكن عذاب الله شديد.

أخي الحبيب: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها وللآخرة بقدر بقائك فيها، ولا تسوف فالموت أمامك والمرض يطرقك والأشغال تتابعك ولكن هرباً من كل ذلك استعن بالله وتوكل عليه وكن من الملبين المكبرين هذا العام.

أخي المسلم: أما وقد انشرح صدرك وأردت الحج وقصدت وجه الله عز وجل والدار الآخرة أذكرك بأمور:

1- الاستخارة والاستشارة: فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار، فاستخر الله في الوقت والراحلة والرفيق، وصفة الاستخارة أن تصلي ركعتين ثم تدعو دعاء الاستخارة المعروف.

2- إخلاص النية لله عز وجل: يجب على الحاج أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله والدار الآخرة لتكون أعماله وأقواله ونفقاته مقربة إلى الله عز وجل، قال : { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى } [متفق عليه].

3- تعلم أحكام الحج والعمرة وما يتعلق بهما: وتعلم شروط الحج وواجباته وأركانه وسننه حتى تعبد الله على بصيرة وعلم، وحتى لا تقع في الأخطاء التي قد تفسد عليك حجك. وكتب الأحكام ولله الحمد متوفرة بكثرة.

4- توفير المؤنة لأهلك والوصية لهم بالتقوى: فينبغي لمن عزم على الحج أن يوفر لمن تجب عليه نفقتهم ما يحتاجون إليه من المال والطعام والشراب وأن يطمئن على حفظهم وصيانتهم وبعدهم عن الفتن والأخطار.

5- التوبة إلى الله عز وجل من جميع الذنوب والمعاصي: قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].

وحقيقة التوبة: الإقلاع عن جميع الذنوب والمعاصي وتركها ، والندم على فعل ما مضى والعزيمة على عدم العودة إليها، وإن كان عنده مظالم للناس ردها وتحللهم منها سواء كانت عرضا أو مالا أو غير ذلك.

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله تعالى: من حج وهو تارك للصلاة فإن كان عن جحد لوجوبها كفر إجمتاعاً ولا يصح حجه، أما إن كان تركها تساهلاً وتهاوناً فهذا فيه خلاف بين أهل العلم: منهم من يرى صحة حجه، ومنهم من لا يرى صحتة حجه، والصواب أنه لا يصح حجه أيضاً لقول النبي : { العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر }. وقوله : { بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة } وهذا يعم من جحد وجوبها، ويعم من تركها تهاوناً والله ولي التوفيق.

6- اختيار النفقة الحلال: التي تكون من الكسب الطيب حتى لا يكون في حجك شيء من الإثم. فإن الذي يحج وكسبه مشتبه فيه لا يقبل حجه، وقد يكون مقبولا ولكنه آثم من جهة أخرى. ففي الحديث عن الرسول أنه قال: { إذا خرج الحاج بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، حجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الحرام الخبيثة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك. ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك. زادك حرام، وراحلتك حرام، وحجك مأزور غير مبرور } [رواه الطبراني].


إذا حججت بمال أصلُه سحتٌ *** فما حججتَ ولكن حجَّتِ العيرُ


لا يقبــلُ الله إلا كلَّ صالحة *** مـا كلُّ من حجَّ بيت الله مبرور

7- اختيار الرفقة الصالحة: فإنهم خير معين لك في هذا السفر؛ يذكرونك إذا نسيت ويعلمونك إذا جهلت ويحوطونك بالرعاية والمحبة. وهم يحتسبون كل ذلك عبادة وقربة إلى الله عز وجل.

8- الالتزام بآداب السفر وأدعيته المعروفة ومنها: دعاء السفر والتكبير إذا صعدت مرتفعا والتسبيح إذا نزلت وادياًَ، ودعاء نزول منازل الطريق وغيرها.

9- توطين النفس على تحمل مشقة السفر ووعثائه وصعوبته: فإن بعض الناس يتأفف من حر أو قلة طعام أو طول طريق. فأنت لم تذهب لنزهة أو ترفيه، اعلم أن أعلى أنواع الصبر وأعظمها أجرا هو الصبر على الطاعة.. ومع توفر المواصلات وتمهيد السبل إلا أنه يبقى هناك مشقة وتعب.. فلا تبطل أعمالك أيها الحاج بالمن والأذى وضيق الصدر ومدافعة المسلمين بيدك أو بلسانك بل عليك بالرفق والسكينة.

10- غض البصر عما حرم الله: واتق محارم الله عز وجل فأنت في أماكن ومشاعر عظيمة، واحفظ لسانك وجوارحك ولا يكن حجك ذنوبا وأوزارا تحملها على ظهرك يوم القيامة.

تقبل الله طاعاتنا وتجاوز عن تقصيرنا وجعلنا ووالدينا من المغفور لهم الملبين هذا العام والأعوام القادمة.




\\ دار القاسم \\

الصلبوخي 2006-12-27 01:55 PM

خدمة الخط المباشر لفتاوى الحج والعمرة
 
بسم الله الرجمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يســـر موقع المســـلم أن يقدم لكم
خدمة الخط المباشر لفتاوى الحج والعمرة
يجيب على أسئلتكم أعضاء المكتب العلمي بالموقع
ابتداءً من 7 ذي الحجة إلى 12 ذي الحجة
وذلك من الساعة 6 صباحاً وحتى الساعة 12 ليلاً عبر الإتصال او رسائل الجوال
على الأرقام التالية
02 550 7771
02 550 7772
02 550 7773
0551177791
0551177792
0551177793
0551177794

0551177795
https://www.almoslim.net/Ftawahaj.cfm


الساعة الآن 07:06 PM

Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010