![]() |
أرض خصبة للاستثمار السياحي
الأحمري: الآلات دمرت طبيعة وآثار «البرة العليا» .. والأمل في الهيئة العليا للسياحة
https://www.alriyadh.com:81/2006/07/14/img/147027.jpg د. عبدالله الأحمري الرياض - هيام المفلح: بغضبة مواطن غيور وجه الدكتور عبدالله بن عازب الأحمري الأستاذ المساعد لعلم الإنسان بجامعة الإمام، نداءه عبر «الرياض» إلى الهيئة العليا للسياحة راجياً أن ينقذوا «البرة العليا» من بطش الآليات الثقيلة الجاهلة التي تدمر الآن ثقافة عريقة تزخر بها المنطقة، تلك الثقافة التي يجب الحفاظ عليها، واستغلالها سياحياً، لأنها بيئة خصبة للاستثمار السياحي، بآثارها الباقية، وبموقعها المتميز، مما يجعلها فرصة استثمارية مناسبة جداً لربط القديم مع الحديث. في هذا اللقاء يكشف الأحمري، عن مكنونات قرية «البرة» بما تحمله من ثقافة وتاريخ وآثار. تاريخ البرة يقول الأحمري: البرة قرية صغيرة تقع شمال غرب مدينة الرياض بحوالي 115 كيلاً، وقريبة جداً من طريق الرياض - الطائف القديم، وبالرغم من صغر مساحتها وقلة سكانها إلا أن لها عمقاً في التاريخ حيث تمتد جذور هذا التاريخ إلى أن تتصل بشاعر البرة الكبير يحيى الحنفي، حيث أوردت بعض كتب التاريخ أن هذا الشاعر عاصر زمن هارون الرشيد في نهايات القرن الثاني وبدايات القرن الثالث الهجري، كان المكان في ذلك الوقت الرسمي - بالبرة العليا - ويقع قصر الشاعر الحنفي في قمة الجبل المطل على وادي الثرماني من جهته الغربية، وقد وردت روايات متواترة حول الكرم الذي يتصف به الشاعر والذي كان سبباً قوياً في أن يترك الشاعر البرة العليا هرباً من الديون لكثرة ما ينفقه على ضيوفه القائمين من وإلى القرِى المجاورة، وهناك دليل آخر على كرمه هو موقع قصره الذي اختاره بعناية فائقة وبناه على قمة الجبل حتى يتمكن المسافرون من رؤيته فيقصدونه للراحة والطعام، مساحات القصر والغرف التي يتكون منها تدل على مكانة هذا الشاعر بين قومه، في الجهة الشمالية الشرقية من القصر توجد غرف مساندة للقصر وبين الغرف والقصر يوجد ساحة كبيرة فيها حجران عظيمان حفر فيها قرابة خمس من الحفر الكبيرة؛ يقال إن الشاعر الكريم كان يملؤها بالقرى (التمر والماء وبعض الطعام المتوفر لديه) حتى لا يعرض الضيف للحرج إذا وصل إلى المكان في ساعة متأخرة من الليل أو إذا صادف وصول الضيف غياب الشاعر عن المكان في سفر خارج القرية، لم تبق الحال كما سبق وإن ذكرنا للشاعر الكريم حيث تبدلت الأحوال وأرغم الشاعر في أن يغادر قريته وبيئته التي أحبها وأحب أهلها وسماءها وأحب ليلها ونهارها وأحب ترابها وهواءها وأحب صيفها وشتاءها وأحب خريفها وربيعها، وأحب كل شيء يربطه بموطنه. البرة العليا كما تسمى سابقاً أو البرة الثرماني كما تسمى في وقتنا الحاضر عاشت فترة من الزمن تتشكل فيها ثقافات إنسانية كثيرة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، وما زال في قرية البرة ما يشهد على هذه الثقافات حتى يومنا هذا. ثقافة مجتمع البرة ويذكر الأحمري مكونات ثقافة مجتمع البرة فيقول انها مكونة من عناصر أربعة اجتمعت في زمن شاعرها يحيى بن طالب الحنفي، وهي: البيئة - مجتمع البرة في ذلك الوقت، والإنسان - أي مجموعة الأسر والعوائل أو القبائل التي استوطنت المكان في أزمان متعاقبة، والتفاعل - وهو المحرك الأساسي أو العنصر الأساسي في نشأة الثقافات، ويظهر التفاعل الإيجابي من خلال الإبداع في استغلال الموارد المتاحة في البيئة بما يحقق سعادة الإنسان في هذا المجتمع، أما العنصر الرابع هو الزمن - ونحن نعلم أهمية الزمن في تكوين أي ثقافة وتحديد مسارتها وخصوصيتها. هذه العناصر الأربعة تلعب دوراً مهماً في تكوين أي ثقافة من الثقافات ويضاف إليها عنصر خامس يحدد انتشارها وهو (الاحتكاك بالعالم الخارجي) أو العلاقات مع المجتمعات المجاورة وهذا العنصر له دور في الإضافة والتطوير في الثقافة المحلية. https://www.alriyadh.com/2006/07/14/img/147024.jpg وإذا عدنا لمجتمع البرة مرة أخرى، لوجدنا أن بيئة البرة كانت بيئة مناسبة لقيام الثقافة الخاصة بهذا المجتمع حيث أنها تمتلك موارد طبيعية وبشرية قادرة على أن تقيم ثقافة خاصة، ومن أهم الموارد الطبيعية (الماء)، والذي يعتبر مصدر الحياة لمثل هذه المجتمعات الصغيرة في تلك الأزمان، والعامل الآخر هو (خصوبة التربة) لتكون مصدراً مهماً في إنتاج ما يحتاج إليه الإنسان من طعام لضمان بقاء هذا الإنسان كعنصر مهم لإنتاج الثقافة. آثار البرة ويشير الأحمري إلِى آثار البرة المادية المتميزة فيقول: تتمثل ثقافة البرة المادية في بناء القصور، الأبراج، المنازل، وحفر الآبار وشق قنوات الري، وصناعة الأدوات المساعدة للتعامل مع البيئة، وقد أبدع سكان البرة على اختلاف الأزمنة في هذا الجانب، وانتقل الإبداع في هذا الجانب من جيل إلى جيل عبر الزمان كما أشرنا إلى أهميته كعنصر الاتصال والربط بين ثقافة جيل الخلف بجيل السلف. أما الثقافة المعنوية، والتي تتمثل في القيم والعادات والمعايير والأعراف، والتي تلعب دوراً مهماً في ضبط العلاقات بين أفراد المجتمع حتى يكون مجتمعاً مستقراً متوازناً، هذه الثقافة المعنوية كانت تتشكل في أشكال مختلفة كالشعر الذي يعتبر قناة اتصال فعالة بين أفراد المجتمع وينتقل مشافهة بين أفراد المجتمع في زمن معين أو بين الأجيال، ويلعب دوراً مهماً في حل الكثير من الخلافات وأيضاً في ترسيخ الكثير من العادات والقيم ويكون المعايير التي يحتكم إليها المتنازعين من أفراد المجتمع لنشر العدالة بين أفراده، القصة القصيرة والأمثال حيث يعتبر أن أشكالاً أخرى من أشكال الثقافة المعنوية والتي تنتشر بين أفراد المجتمع لتوطيد العلاقات وتقويتها، يضاف إلى الثقافة المعنوية العلاقات التجارية، الاقتصادية، والسياسية مع مجتمعات الجوار، كل هذه الأشكال من الثقافات ظهرت في مجتمع البرة عبر الزمن حتى وصلنا بعض من أشكالها المادية تتمثل في ما تبقى من القصور والأبراج والتي تستخدم في المراقبة وتحصين المجتمع أمنياً من الاعتداء الخارجي، كذلك تتمثل في الآبار والتي حُفرت بطريقة فنية مبدعة ما زالت شاهداً حتى اليوم على براعة وقوة ذلك الجيل وأيضاً قوة ومتانة تلك الثقافة والتي تفاعلت كل عناصرها بانسجام وتوازن. ما يحدث الآن.. مأساة! https://www.alriyadh.com/2006/07/14/img/147025.jpg ويشير الأحمري إلى الإهمال لثقافة البرة تلك الثقافة التي وصلت إلينا عبر هذه الأزمان، تعبره جيلاً بعد جيل، تأخذ قوتها من أصالة مادتها الثقافية في المجتمع، وإخلاص ذلك الإنسان بالرغم من قلة إمكانياته، وارتباطه القوي بمجتمعه ورسوخ أقدامه في تربته التي قدمت له حياة اجتماعية شريفة. وأضاف لم نكن أوفياء لتلك الثقافة، وعلى رأسها ذلك الشاعر المبدع الكريم، بل أصبحت نظرتنا نظرة مادية بحتة، ففي هذه الأيام تطوق (البرة العليا) عشرات من الآلات الثقيلة، يبحث أصحابها عن الثراء في القضاء على ثقافات عصور لطالما أبدع ذلك الإنسان فيها، ثقافة نبعت ونبتت في أرض خصبة فتكونت ثقافة كالنخلة، وهي رمز تلك المجتمع، أصلها ثابت وفرعها في السماء. وتسابق الباحثون عن الثراء والمال، لتدمير مكونات تلك الثقافة المادية - من أبراج وقصور ومخطوطات صخرية - في البرة العليا، لأهداف مادية بحتة، تقوم على طحن كل شيء تحت جنازير «البلدوزر». وطالب الأحمري صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة بالاستفادة من بيئة البرة هي بيئة خصبة للاستثمار السياحي، وخاصة أنها ذات موقع متميز وقريبة جداً من طريق الرياض - الطائف القديم، وأيضاً ما زال الكثير من الآبار تحتفظ بأشكالها القديمة في حالة ممتازة، انها فرصة استثمارية مناسبة جداً لربط القديم مع الحديث وخاصة إذا أعيد للكثير من الأبراج بناؤها، وكذلك أعيد بناء ما تهدم من قصر الشاعر يحيى بن طالب الحنفي وروعي فيه اللمسات الفنية الجميلة فأنا أتوقع لهذا الموقع بإذن الله مستقبلاً سياحياً هاماً، ولكن لا بد أن يتم توقيف تلك الآلات قبل فوات الأوان. ويستطرد الأحمري ذاكراً بعض الوقائع عن أهمية موقع البرة كمنطقة سياحية فيقول: حدثني أحد سكان البرة أن عدداً لا بأس به من الأجانب يقصدون المكان نهاية كل أسبوع ويقضون فيها نهاية الأسبوع، فلماذا لا يستغل المكان ويهيأ بشكل أفضل؟ كإعادة بناء البيوت القديمة بشكل جيد، وتأجيرها بمبالغ رمزية؟ أعتقد أن هذه الفكرة ستكون ناجحة وسيكون لها مردود مالي يستفاد منه للمحافظة على ثقافة البرة المادية والمعنوية. المصدر : جريدة الرياض |
شكرا على هذا الموضوع
بارك الله فيك وكثير من الاثارت راحت بسبب الاهمال |
يعطيك الف عافيه
وماقصرت اخوي ربي يجزاك كل خير |
راااااااااااااحت الاثاار وبيوت الطين
وراح معها كل الذكريااات الحلوه مشكوووووووووووووور سلام |
الله يعافيك اخوي على نقلك لمثل هذه الموضوعات المهمة جدا
بارك الله فيك |
اخي الفاضل
موضوع قوي جدا ومهم الله يعطيك العافيه وعلى طريق الخير نعمل ونسير اخوك أحمد الشايقي صـ نجد ـقر |
بلاه والله ماشاف الشركات اللي تلعب بالاثار في الثرماني
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الف شكر على هذا الموضوع يعطيك الف عافيه وماقصرت اخوي ربي يجزاك كل خير اخوك الجارح 2000 |
ياسلام على الموضوع وياليتهم يهتمون بالاثار
|
جزيت خيرا على ما قدمته اخي من معلومات قيمه
اثابك الله |
الاثار يا ناس قيمة جدا حرام هدمها فيها اشياء عجيبه مره لا يمكن تصلحها
مشكور اخوي اتيكا وما قصرت على الموضوع الطيب وصاحب المقال |
بارك الله فيك اخي الكريم
موضوع جميل ومهم جدا لك كل شكر وتقدير |
السلام عليكم
مشاركة رائعه يعطيك العافية اخي اتيكا ليونارد دافنشي |
الله يوفقكم إلى ماتحبونه وترضونه
امل ان يكون هناك اهتمام من الهيئة العليا للسياحة بهذة الاثار وبالتوفيق إن شاء الله |
اقتباس:
راح كل شي الله يخلف علينا من عنده وهل بقي شي الان من هذه الاثار شكرا لك اخي اتيكا على هذا الموضوع المفيد تحياتي ابوسامي |
أظن العمل هناك متوقف من قبل مصانع الصخور
|
جزاك الله خير
ولاتحرمنا جديدك |
الساعة الآن 11:18 PM |
Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010