![]() |
***** (فَََرَضِيَاتُ عَوّدَةِ أَرْضِ العَرَبِ مُرُوْجَاً وَأَنْهَارَاً) (2) *****
https://www5.0zz0.com/2008/02/22/15/494533247.jpg الجزء الثاني من ( فرضيات عودة أرض العرب مروجاً وأنهارا ) لمتابعه الجزء الأول إنقر هنــا د. عبدالله المسند* الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد: في الحلقة الأولى تطرقنا إلى أن شرح الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة...حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً " سيكون من خلال نافذتين النافذة الأولى: (الماضي) ملخص التاريخ المناخي لأرض العرب. والنافذة الثانية: (المستقبل) فرضيات تغير المناخ في أرض العرب. ملخص التاريخ المناخي لأرض العرب قدر الله سبحانه وتعالى أن يكون الموقع الفلكي والجغرافي لأرض العرب في نطاق ما يُسمى بشبه المداري الجاف الصحراوي، والذي يتصف بارتفاع درجة الحرارة معظم السنة وقلة الرطوبة الجوية وجفاف الرياح السائدة وبالتالي قلة الأمطار الهاطلة؛ كل هذا رسم بإذن الله تعالى بيئة صحراوية قاحلة ومتطرفة في أرض العرب. https://www.al-aqidah.com/userfiles/Image/a-8-2.jpg توضح الصورة الفضائية وقوع الجزيرة العربية في النطاق الصحراوي المناخ الجاف المسيطر على أرض العرب ليس وليد العصر الحديث بل هو قديم، ومن خلال استقراء أدبيات العرب وتاريخهم القديم قبل 1400 سنة، نجد أن الظروف المناخية السائدة آنذاك لا تختلف كثيراً عن الحاضر، فلقد قرأنا كثيراً عن تلكم المصطلحات: قحط، جوع، جفاف، استسقاء، بئر، مورد ماء، عام الرمادة، فقر، حر شديد ... الخ والتي تعكس بوضوح الظروف المناخية آنذاك. بالمقابل لم ترد في تاريخ العرب هذه المصطلحات: بحيرة، نهر، شلال، ثلج، جليد، غابة... الخ. هذا من جهة، ومن جهة أخرى ومن خلال الاستقراء العلمي التاريخي الطبيعي للجزيرة العربية يوحي كذلك أن الظروف المناخية قبل 1400 سنة لم تكن تختلف كثيراً عن اليوم. وعندما نتوغل أكثر في تاريخ الجزيرة العربية المناخي لا نجد أيضاً إشارة إلى أن الأمم السابقة من العرب العاربة والمستعربة أو حتى العرب البائدة يتقلبون في أجواء رطبة غنية بأمطارها وأنهارها وأشجارها وأزهارها بخلاف الحال في قارة أوروبا اليوم. والاستقراء التاريخي أيضاً يشير إلى أنه قبل 2500 سنة تقريباً لم تكن الظروف المناخية في أرض العرب مروجاً وأنهاراً بل صحراءً وجفافاً وآباراً متواضعة يزدحمون عليها قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}. وعندما نتوغل أكثر في القدم نجد الظروف المناخية السائدة ـ على الأقل في غرب الجزيرة العربية ـ كما وصفها إبراهيم عليه السلام {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}. وقبل نبي الله إبراهيم صالح عليهما السلام إذ قال: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ}. وفي الأحقاف جنوب الجزيرة العربية قوم عاد كانوا يتطلعون إلى المطر والغيث قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}، وقال عز وجل: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} والأَحْقافُ: "رمال بظاهر بلاد اليمن كانت عاد تنزل بها والحِقْفُ أَصْلُ الرَّمْلِ" (لسان العرب)، وهذا يعكس واقع الظروف المناخية الجافة والصحراوية في أرض العرب قبل حوالي 4500 سنة والله أعلم. ولم يذكر التاريخ القديم ـ حسب علمي المتواضع ـ أن سكان الجزيرة العربية من العرب البائدة ومن قبلهم أنهم كانوا ينعمون بالمروج والأنهار. والسؤال هنا ... أي فترة تاريخية كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يقصد ويشير في معرض الحديث السابق؟ أحسِب أن الظروف المناخية الجافة والقاحلة والحارة للجزيرة العربية كانت هي السائدة ـ والله أعلم ـ منذ نزول آدم عليه السلام. والفترة الزمنية التي كانت حافلة بالرطوبة والأمطار والأنهار في أرض العرب قديمة جداً قبل أن يستخلف الله الإنسان على الأرض والله أعلم. لذا تكمن عظمة النبوءة في الحديث السابق والتي نحن بصددها (تعود) أن النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم كشف للصحابة وللعالم من بعدهم سراً من أسرار تاريخ الأرض الطبيعي والمناخي قبل أن يأتي الإنسان ويستعمر الأرض، فالنبي عليه الصلاة والسلام لم ينقل لنا خبر المروج والأنهار من كتب سماوية سابقة، ولا حتى من أساطير الأولين الغابرة، ولكنه وحي من خالق الأرض والسماء السابعة {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}. والمسلم يُصدق نبوءة نبيه عليه الصلاة والسلام الواردة بالنقل الصحيح سواءً شهد لها الحس والعقل أم لا. وفي الوقت نفسه المسلم مأمور بالتفكر في خلق الله قال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} السير والتفكر بكل وسائله، عبر الميدان الجغرافي بعمق تاريخي، والنظر من خلال العين والعينة، والصورة والخريطة، والمقياس والميزان، والمعمل والحاسب، والتحليل والتصنيف، كل هذا للجواب عن السؤال الكبير {كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ؟}. والعلم الحديث كشف لنا في آخر القرن الماضي ما يُصدق حديث الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام عن الظروف المناخية السائدة في جزيرة العرب وغيرها قبل آلاف السنيين فماذا قال؟. العصور الجليدية Ice Age: قال تعالى: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، وقال سبحانه وتعالى {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} وقال عز وجل: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، و علماء الجغرافيا والجيولوجيا والجيومورفلوجيا ساروا ونظروا وتفكروا ودرسوا وحللوا وقدروا عمر كوكب الأرض بحوالي 4.6 بليون سنة والله أعلم. وقسّم علماء الجيولوجيا هذه السنوات الطويلة إلى عصور متمايزة، يهمنا منها العصر الحديث (الرابع) وهو الأخير، والذي يقدر العلماء أنه بدأ منذ 1.6 مليون سنة حتى الوقت الحاضر. في هذا العصر اكتشف العالم السويسري لويس أجاسيز ما يُسمى بالعصور الجليدية Ice Age التي بدأت منذ 1.6 مليون سنة وأنتهى آخرها قبل 10000 سنة تقريباً والله أعلم. وتعريف العصور الجليدية: أنها حالة جوية دورية تتصف بالبرد القارس، هذه الحالة تسود في شمال الكرة الأرضية وجنوبها، مما يؤدي إلى تجمدها وانتشار الغطاءات الجليدية وزحفها إلى أماكن شاسعة وجديدة تفوق مساحتها الحالية بثلاثة أضعاف، (مساحة الجليد الحالي 10% من مساحة اليابس، بينما في العصر الجليدي 30%). في النصف الكرة الشمالي مثلاً تتسع الغطاءات أو القلانس الجليدية لتزحف باتجاه الجنوب، لتغطي شمال أوروبا وروسيا وأمريكا الشمالية، لتصبح أراضٍ متجمدة، وبالمقابل تصبح المناطق الجنوبية منها مناطق معتدلة ورطبة وهي العروض شبه المدارية والصحراوية مثل الجزيرة العربية وشمال أفريقيا. https://www.al-aqidah.com/userfiles/Image/a-8-3.jpg اللون الأبيض يمثل الغطاءات الجليدية فترة العصر الجليدي والذي يكسو كل من: كندا وشمال الولايات المتحدة وبريطانيا وشمال أوروبا وروسيا. هذه العصور الجليدية المتكررة وفق سنن إلاهية عندما تحدث بإذن الله تعالى تكون أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وعندما تنحسر تكون أرض العرب صحراءً وأحقافاً ... وأثبت العلماء أننا نعيش اليوم في عصر دفيء يقع بين عصرين جليديين بمعنى أن الأرض مقبلة على عصر جليدي جديد امتداداً للعصور الماضية، فإن سألت عن وقتها؟ فهذا {مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}. وآخر عصر مطير في أرض العرب حدث قبل 10000سنة تقريباً ((وقد)) يكون هو المعني بالحديث الشريف! فمن علم النبي الأمي محمداً صلى الله عليه وسلم بغيب طوله 10000 سنة؟ علمه الذي {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}. ما سلف كان شرحاً للحديث عبر النافذة الزمنية التاريخية، أما عن المستقبل وكيف ومتى ستعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً؟ هذا ما سنقرأه في الحلقات التالية إن شاء الله تعالى في موضوع فرضيات عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وعلى دروب البراري نلتقي فنستقي ونرتقي. *عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم _ السعودية صفر1429هـ |
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات
وأهلاً بك في هذا المنتدى الرائع تفيد وتستفيد |
أخي الدكتور/ عبدالله المسند حفظك الله ،،،
أشكرك جزيل الشكر على التكرم بإعطائنا جزء من وقتكم وطرح الحلقة الثانية من هذا المقال الرائع بأسلوب شيق مبسط وسهل يزيد القارئ شوقاً لمتابعة بقية حلقات الموضوع ،،، استفدت كثيراً مما سطرت فشكراً لك وجزاك الله خيرا أخوك |
درس ممتع ومجهود مميز بارك الله فيك.
|
موضوع جميل وخصوصا من دكتور عزيز علينا
كلنا شكر يا دكتورنا المحترم |
جزاك الله خير يادكتور عبدالله على هذه المعلومات القيمة والممتعه
وننتظر باقي الدروس الله يحفظك |
مشاء الله تبارك الله الله لايضرك د . عبد الله معلومات قيمة وأستشهاد جميل من أيات القران الكريم والحديث النبوي . استفدت أنا من معلومات العصور الجليدية د. عبد الله ضاهرت أنقسامات الأرض وتشكلتها الجديدة,أقصد انشطار اليابسة وتباعدها عن بعض هل هي بسبب الزلازل وهل ذكرت في القران أو الحديث ام لا ؟ وتقبل تحياتي : اخوك |
.
.. ... .... ..... مشكوووووووووووووووووووور ..... .... ... .. . |
الله يعطيك العافية أخوي موضوع قيم ومفيد تسلم أخوك أبو فهد 2008 |
مجهود رائع يا دكتور عبد الله تـشـكر عـليه أســـأل الله أن يجـعـل ذلك في موازينِ حســناتك الهـم زدهُ عـلماً وحـلماً وتوفـيقاً وتســـديداً وبارك لهُ في علمهِ وأنفع به |
زادك الله علما على علمك يادكتور عبدالله
موضوع ممتاز ومتابعين |
مجهود رائع يا دكتور عبد الله تـشـكر عـليه أســـأل الله أن يجـعـل ذلك في موازينِ حســناتك
الهـم زدهُ عـلماً وحـلماً وتوفـيقاً وتســـديداً وبارك لهُ في علمهِ وأنفع به |
جزاك الله خير د 0 عبدالله على إثراء المنتدى بهذه الحلقات العلمية الشيقة
وأسأل الله لك الأجر والتوفيق والسداد 0 |
أخي النايف 333 تحية وتقدير لشخصك الكريم ...
زحزحة القارات Continental drift حقيقة علمية فهي تتحرك في اتجاهات مختلفة وببطء شديد جداً. والزلازل والله أعلم (من) أسبابها ظاهرة زحزحة القارات. ومسألة الزحزحة هل ذكرت في القرآن أو السنة لا أعلم. |
اقتباس:
د. عبد الله ألف شكر لك على الأجابة تقبل تحياتي وبأنتضار جديك اخوك |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ألف شكر يا دكتور وجزاك الله خير |
الله يبارك فيك ويعطيك العافية
|
بارك الله فيك اخي الدكتور
ونفع الله بما تعلمته من علم وجعل الله عملك هذا خالصا لوجه الله تعالى مشكووووووووووور سلام |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اخي الكريم د. عبد الله المسند الله يعطيك العافية جزاك الله كل خير في انتظاركــ جديدكـــ القيم المفيد الرائع اتمنى لكــ التوفيق ولكــ مني اطيب الاحترام والتقدير !!!اخـــــــــوكـــــــــــ ذهـــــــــــول العاصفة ــــــــ!!! لا اله الاانت سبحانك اني كنت من الظالمين |
الساعة الآن 02:40 AM |
Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010