المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين تهمة نبش القبور وهواية (الصيادين الجدد)


بدر القاسم
2007-12-15, 11:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم اخواني في قسم الحياة الفطرية

هذا موضوع بقلم الكاتب محمد اليوسفي

يتكلم عن حماية الذئب

http://www.alganasah.com/test/up/v/1djtjvv.jpg

http://www.alganasah.com/test/up/v/2djtjvv.jpg


بين تهمة نبش القبور وهواية (الصيادين الجدد): أبوسِلءعامة لم يعد (طويل الهامَة)
خرافات تجاه الذئب تبدلت ممارسات تضرب في عمق الحياة البرية في المملكة



يكتبها ويصورها - محمد اليوسفي
بعض الشباب ممن قاربت أعمارهم - حاليا- الثلاثينات ربما هم آخر الذين سمعوا في طفولتهم من الجدات حكاية العنزة التي تحذر صغارها في أوقات غيابها من أن يهجم عليهم (أبو سِلءعامَة). والتحذير من أبي سلعامة - في استخدام أمهاتنا- كان يطال الأطفال لتخويفهم من مغبة مغادرة المنازل في الليل و(القايلة). وكانت عبارة (اقعد لا يجيك أبو سلعامة طويل الهامة) تستقر في نفوس الأطفال قديما ومعها الخوف من كائن يتربص بهم. وعندما تطلق بعض الأمهات التحذير لا يعرفن ماهية السلعامة فيورثن لأطفالهن الخوف (والعداء) تجاه ذلك الكائن.
وأبو سلعامة هو الذئب الذي يتميز عن الأنواع الأخرى من الفصيلة الكلبية بطول خطمه (مقدمة الأنف). وجاء في لسان العرب والقاموس المحيط أن الهامَة رأس كل شيء. وأبا سلعامة هي كنية الذئب، وإذا قلت رجل سِلءعام أي طويل ودقيق الأنف.

في تراثنا هناك الكثير من الحكايات والخرافات التي نسجت حول الذئب فقديما قال الشاعر:

ينام بإحدى مقلتيه ويتقي

بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع

ونوم الذئب بهذه الهيئة (يغمض عين ويفتح الأخرى) معلومة غير دقيقة أعطيت مع مرور الزمن صفة الحقيقة لكن ليس لها أي سند في المصادر العلمية الحديثة. وإذا فتشنا في الذاكرة الشعبية سنجد مزاعم ألصقت بالذئب ومازال هناك من يرى أنها حقائق لا تقبل الاعتراض فيما هي استنتاجات البسطاء الذين التقطوها من قصص تدور حول مصداقيتها علامات استفهام كبيرة. ومن أبرز تلك المزاعم التي نتوارثها ولن تجد لها أساسا علميا أو عقليا ما يلي:

@ لا يشرب الذئب الماء، وإذا لم يجد فريسة وبلغ الجوع عنده مبلغه فإنه يأكل الجن ويشفط الهواء، وأن له القدرة على مشاهدة الجن الذين لا يستطيعون الهرب من أمامه، ولهذا يضع بعض الدجالين جلد وفرو الذئب في المكان الذي يمارسون فيه طقوس إخراج الجن من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية والواهمين بتلبس الجن بهم.

@ إذا أصيب الإنسان بجرح وخرج منه الدم وصادف وجود ذئب فإنه يشل فيقع فريسة تحت مخالبه وأنيابه.

@ إذا كحل الإنسان عينيه من الرماد الناتج عن حرق عين الذئب يصبح حاد البصر.

@ إذا أكل الإنسان قطعة من قلب الذئب أو شرب من دمه فإنه يصبح جسوراً لا يعرف الخوف.

وبصرف النظر عن درجة تصديق البسطاء بالمزاعم المحكاة التي تبالغ فتعطي (مكر الذئب و غدره) أكبر من القدر الحقيقي، وبصرف النظر أيضا عن التفسير المنطقي لتداول هذه المزاعم في أحاديث المجالس والسمر عند المهووسين بترديدها في الوقت الذي نجد في ثقافتنا الشعبية أن وصف الرجل بالذئب (مدح) إذا أريد إعطاؤه صفات الشجاعة والدهاء والفطنة، فبصرف النظر عن ذلك، فإن هناك متخصصين فسروا المزاعم بأنها خيال نُسج ليبقى شاهدا على أن ابن الصحراء يصر على الاحتفاظ بتصور مضطرب تجاه الذئب، وهو تصور قائم على مزيج من الخوف من هذا الحيوان الشرس (إذا عضه الجوع) مع الإعجاب بسلوكه وطباعه، ويعيد آخرون الإعجاب إلى تشابه حياة ابن الصحراء قديماً مع حياة الذئب في كون الاثنين يتحملان قسوة العيش في الصحراء ويكسبان لقمة البقاء أحيانا بواسطة المخاتلة والمباغتة والسلب.

في قصة موثقة في كتاب أبطال من الصحراء لمحمد الأحمد السديري عن واحد من رجال قبيلة قحطان هو شالح بن هدلان(توفي عام 1340ه)، ذُكر أن رفاق ابنه واسمه ذيب عادوا من غزوة ليخبروه أنه قتل وتركوا جثته في أحد الكهوف، فرثى الأب ابنه بقصيدة منها قوله:

خليتوا النادر بدار الاجانيب

وضاقت بي الافاق عقب اتساعه

يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب

كم ليلة عشاك عقب المجاعة

كم ليلة عشاك حرشا عراقيب

وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه

من هذه القصة وقصص غيرها، حدثت في عصر سادت فيه الفوضى، تدل على أن الصورة غير واضحة المعالم لكيفية ترك جثث القتلى في ظروف معارك السلب والدفاع عن النفس خاصة إذا هربت فلول الجماعة المهزومة وبقيت جثث قتلاهم مكشوفة أو لم تدفن جيدا، ومن البدهي أنها تصبح طعاما للسباع ومنها الذئب. أليس إشباع السباع والجوارح بعد تقتيل الأعداء من الأدبيات الشائعة قديما في لغة الحماسة والفخر عند الشعراء! مثل قول الشاعر دندن الفهيم (توفي عام 1230ه) في مدح أحد شيوخ الجربا لما توسع في نطاق السيطرة على المناطق المحيطة به:

عاش من طوع مصاعيب العيال

بضرب مهند يروي شباه

عاش من تاكل بجرته السباع

والذيابة والحصاني مع حداه

ومن طبع الذئب أنه لا يأكل إلا لحما طريا بعد تمكنه من افتراس طريدة حية، وإذا لم يجد فقد يلجأ إلى الجيف لكنه لا يحفر الأرض كما تفعل بعض آكلات اللحوم في بحثها عن الغذاء، ولهذا فإن تهمة نبشه للقبور مبالغة أتت من أولئك الذين عاشوا في حالة مضطربة غلب عليها الجهل والظنون المتوارثة في تسيير معظم شؤون حياتهم وفي تعايشهم مع الحيوانات التي لا يتعاملون معها بشكل مباشر. مثل قول شاعرة اسمها بنّا مسعود العتيبي - فيما وثّقه عبدالله بن رداس في كتاب شاعرات من البادية- ترثي أخاها:


وا خوي في قبر طويل حفرناه

سبع الخلا يكثر عليه الردودي

كما أنه لا يوجد مبرر واقعي للمبالغة في تصور غدر الذئب بالإنسان سوى جرأته على اختطاف شاة إذا لم يجد طريدة تعيش بحالتها الفطرية مثل الغزلان والأرانب التي قضي عليها بدافع من الجور و(فروسية الصياد المزيفة) في عمليات غدر بمكونات البيئة من الحيوانات الفطرية. أما افتراس الذئب للإنسان فيما مضى فهو حقيقي لكنه نادر ولا يلجأ إليه إلا إذا جاع ولم يعثر على فرائسه التقليدية ووجد إنسانا وحيدا ضعيفا في مكان معزول.

ولك أن تندهش أو تسخر من المفارقة بعد المقارنة بين قصة قديمة حدثت في عصر الجهل وبين هواية جديدة ظهرت أخيرا عند فئة من هواة الصيد (المتعلمين). فالقصة موثقة فيما تناقله الرواة عن رجل اسمه مكازي بن دغيم الشمري لُقب ب(معشي الذيب) لأنه سأل ذات ليلة عن سر عواء حزين مصدره غير بعيد عن الحي فأخبره خادمه أنه استخدم الكلاب لطرد ذئب من المكان خشية أن يهجم على أغنامه، فما كان من الشمري إلا أن أمر بربط خروف في مكان قريب من الذئب ليتمكن من أكله منبها الخادم إلى أن الذئب ضيف مادام لم يعتدِ على الأغنام. أما الهواية التي يتبعها حاليا فئة من (الصيادين الجدد) فهي البحث عن الذئاب في أماكن تواجدها المعزولة عن السكان والماشية، فيقتلونها ثم يعلقونها على الأشجار أو لوحات الطرق ويلتقطون لها صورا تذكارية، ومنهم من ينشرها مدعيا الفروسية في احتفالية على شبكة الإنترنت عبر مواقع ومنتديات خاصة بهواة الصيد، أو ينقلها مراسلون في الصحف ويمررونها كأخبار تحت غطاء أنها ذئاب اعتدت على الماشية. وهذا غطاء يضاف إلى التهم التي ألصقت بالذئب وهو بريء مثلما هو بريء من دم ابن يعقوب. لكن تلك الحالات ينبغي ألا تُعطى حكما يعمم على الكل، فصاحب الماشية معذور في قتل الذئب إذا تبين أنه سيعتدي عليه أو على أغنامه. إن خطورة تناقص الذئاب- وغيرها من المفترسات- تكمن في التسبب بخلل في التوازن بين أنواع الحيوانات الفطرية، ولقد دلت مؤشرات الدراسات العلمية أن مناطق في المملكة قد تقع - جراء هذا الخلل- في كوارث لا تحمد عواقبها. فمن الدراسات الحديثة تلك التي أجراها فريق علمي ياباني لمدة سبعة أعوام ابتداء من عام 1998م على قرود البابون في مناطق متفرقة من العالم. وأمضى الفريق عدة أشهر في مراقبة القرود بين الطائف والباحة وأبها وبيشة. وتوصل بعد تحليل المعلومات بجامعتي كيوتو وميازاكي لما قد يعد إنذاراً ببوادر كارثة بيئية في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، إذ أكدت نتائج الدراسة على أن القرود في هذه المناطق تتكاثر بأعداد كبيرة جداً، وخطيرة إذا ما أخذ في الاعتبار أنها وراء انتقال أمراض وبائية إلى الإنسان، فضلا عن أن مركز أبحاث الحياة الفطرية في الطائف اكتشف مؤخراً إصابة أفراد من القرود بمرض السل الذي قد ينتقل إلى الإنسان خلال اختلاطها ببيئة البشر. ولن يحد من تكاثر القرود في الجبال الشاهقة أو تكاثر الجرذان الصحراوية في البراري الشاسعة غير المفترسات لكن الأخيرة مسجلة في المملكة حالياً ضمن الحيوانات المحدودة الانتشار أو المهددة بالانقراض ومنها الذئب العربي. يبرز ختاماً السؤال ماذا عملت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها تجاه حماية الذئب العربي من الانقراض؟ وكيف ستواجه هواية صيد أو (قتل) الذئاب؟ أقول: لا عزاء لأبي سلعامة طويل الهامة. وفي الأسبوع المقبل لنا لقاء من قلب الصحراء.

http://www.alganasah.com/test/up/v/3djtjvv.jpg

http://www.alganasah.com/test/up/v/4djtjvv.jpg

http://www.alganasah.com/test/up/v/5djtjvv.jpg

فجزاك الله خير اخوي الغالي محمد اليوسفي وإنشاء الله ان الرسالة تصل الى المتعبثين في الحياة الفطرية .. ..

المصدر جريدة الرياض
http://www.alzoa.com/docView.php?con=15&docID=181065

ولد نجد
2007-12-15, 11:41 AM
منذ اكثر اربعين سنة نواجه اختلال كبير في الحياة الفطرية
ولوقف هذا يلزمنا عقاب قاسي لمن يتسبب في هذا الخلل
شكرا لاخي منقاص الصفاري والشكر موصول لابو سليمان

دندشه
2007-12-15, 01:17 PM
الله يبارك فيك

فعلاً كثرة ظاهرة صيد الذئاب

والتفاخر بصيدها

وعساك دايم على القوه

دندشه

خبرة السنين
2007-12-15, 02:25 PM
الله يكفينا شرهم بس
مشكور اخوي

الغربي
2007-12-15, 11:32 PM
ماعاد به للذيب حيله ولاحيل
الا القنيب اللي على راس مرقاب

مشكور اخوي

والذيب طاح بين نار وغار
الجوع
والصيادين

نتمنى ان يجد مقال الاخ اليوسفي اذان صاغيه

مشكور اخوي على النقل

عبدالهادي المفرج التميمي
2007-12-16, 11:36 AM
يقول الشاعر
اقنب قنيب الذيب في راس مرقااااب
الذيب جايع والعرب راحلينا

وينك ياذيب تشوقني بعواك
اسمعك ويحن لك قلبي
مشكوووووووووور



سلام

ولد الحفنه
2007-12-19, 12:23 PM
الله يعافيك
ويجزاك خير
ما قصرت

ذهول العاصفة
2007-12-21, 08:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اخي الكريم
الله يعطيك العافية بارك الله فيكـــ وجزاكـــ الله كل خير
في انتظار جديدكـــ الممتع لامحاله
لك مني خالص
الاحترام والتقدير
!!!اخـــــــــوكـــــــــــ ذهـــــــــــول العاصفة ــــــــ!!!

النايف
2007-12-25, 10:58 PM
نعم كثرت في الأونة الأخيرة صيد الذئاب

ليس انها تهاجم حلالهم وتأكل منه بل

للتباهي بين الناس انه صاد ذئبا والتصوير مع الذئب فقط لاغير

راعي المجمعة
2008-03-14, 04:27 PM
الله يعطيك العافية

ولد الحصون
2008-03-15, 05:38 AM
والله حرام قتل الذيب
والله يا صوته بالليل اذا قام يعوي انه يهيض المشاعر
ولا نقول الا حسبي الله ونعم الوكيل لكل متسبب

فهودي البدوي
2008-03-15, 05:41 PM
الله يعطيك العافيه وما قصرت

عنابي سدير
2008-03-19, 06:47 AM
الله يعطيك العافيه

أخوي مقناص الصفاري على النقل وإن شاء الله كل من يقراء الموضوع أنه يدرك

خطورة صيد الذئاب وأنه بالتالي يسبب خلل في الحياة الفطرية

ابونواف التميمي
2008-03-20, 01:03 AM
شبيت ضوي بالظلام في صحصح ذيبه عوى
(الله يكفينا شرهن)