نزيه الحيزان
2015-02-23, 11:57 PM
السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبي الهُدى داعي الأمة إلى الخير والرضى
أما بعد ...
تحية طيبة لكم أحبتي أعضاء وزوار شبكة البراري
ومتابعي حسابي على تويتر
بفضل الله ومن خلال بحث مُطول أخذ مني الجهد والوقت
من حيث الجمع والفرز والتنقيح
لكي اخرج لكم بهذه الخُلاصة
المُتعلقة بالتغيرات الملاحظة في التطرف المناخي
أو التحول في ديناميكية الطقس بوجه خاص والمناخ بوجه عام
آمل أن يلاقي هذا البحث استحسانكم
وأن تجدوا فيه المادة الجيدة التي قد تُفيد الباحثين عن بعض المعلومات في هذا المجال
من خلال نظرة إلى أحوال طقس الجزيرة العربية خلال الثلاثون سنة الماضية ، ومن متابعة لأرشفة مواقع الطقس المختلفة
سنقفُ حتماً عند تغير مناخي أو تطرف مناخي كما تسميه هيئات الأرصاد الجوية العالمية
هذا التطرف كان محل إهتمام ومتابعة دقيقة جداً ، حيثُ يُمثل تغيراً في نمط المناخ في جانبين
أولهما جفاف يُصاحبه بردٌ قارس
والأخر رطب يُصاحبه أمطار غزيرة وفيضانات
لم يتم تسجيلها في تلك المناطق التي تُصيبها أو أصابتها من قبل
هذا الأمر استدعى إهتماماً عالمياً تجاهه ، حيثُ عقدت المؤتمرات وأقيمت الندوات
وكان أول إهتمام بهذا الجانب عام 1992 م تحت مُسمى قمة الأرض ، في ريو دي جانيروا في البرازيل
وقد نوقش فيه الكثير من القضايا التي تهم البشرية في شتى المناحي ومن ضمنها موضوع التغير المناخي ودور الإنسان فيه
وما يجب فعله حتى نحافظ على بيئتنا فوق الأرض من الخراب والدمار الناتج عن مختلف الصناعات
وما تُخلفه من تلوث ونفايات ومواد سامة تؤثر على طبيعة وهيئة البيئة على وجه الأرض
وخلص ذلك المؤتمر إلى وضع أليات محددة لتلك المسببات بالإضافة إلى كيفية معالجة أمور الجفاف وتناقص المساحات الخضراء في الغابات
ثم أنشئت هيئات حكومية وغير حكومية تهتم بالبيئة عموماً وصحة الإنسان خصوصاً
كان همها التنبيه والتحذير من تلك الملوثات التي بدأت تشعر بها البشرية
سواءاً بحرية كانت أو برية
في هذا البحث وبعد هذه المقدمة سأتناول جانب التغير المناخي في شبه الجزيرة العربية
من حيث التطرف في جانبيه السلبي والإيجابي
حيثُ عشنا وعلى أمتداد الثلاثون سنة الماضية في شبه الجزيرة العربية تغيرات شتى في الطقس والمناخ بشكل عام
فمن أمطار في مواسمها إلى جفاف في نفس الفترة
ومن برودة قارسة في فصل الشتاء إلى ميلٌ للإعتدال في نفس التوقيت
ومن خلال بحثي تبين لي أننا مررنا بسنوات كانت مطيرة جداً
لم تكد تنقطع الأمطار فيها بأمر الله إلآ لفترات قليلة في الموسم الواحد
ولعلني أسميها أيام ( التقاط الأنفاس ) ثم معاودة الأمطار من جديد
حيثُ كان يستمر هطولها في بعض المناطق أو البقع الجغرافية من المملكة لأيام دون توقف
وينتج عنها حالات أشبه ما تكون بالفياضانات
قال تعالى : (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا )
وفي المقابل كانت هناك سنوات جفاف متوالية لم تحضى الكثير من مناطق المملكة فيها بأمر الله تعالى بالأمطار
وقد أطلقت مسميات محلية في بعض المناطق على تلك السنوات الطويلة من الجفاف
أو حتى تلك التي كانت فيها الأمطار متواصلة
وعلى سبيل المثال لا الحصر كـ سنة (الغرقة أو الهدام ) في الوسطى 1376هـ
وسنة ( قشاطة ) في منطقة الجوف 1336هـ
كذلك مرت شبه الجزيرة العربية بمواسم شتاء باردة جداً وصلت فيها درجات الحرارة إلى مستويات متدنية بشكل كبير
حيثُ بلغت ( 15) درجة تحت الصفر خارج النطاق العمراني
في المناطق الشمالية من المملكة
يقابله إرتفاع حاد في درجات الحرارة في مواسم الصيف في مناطق لم تعهد تسجيل مثل تلك الدراجات العالية جداً
كما حصل في المناطق الشمالية الشرقية من المملكة حيثُ سجلت 52 درجة مئوية
ومن هنا كان بحثي ورصدي لتلك السنوات بين الجفاف و وفرة الأمطار
وبين العلو والإنخفاض في درجات الحرارة
كان سكان أهل الجزيرة العربية ومن خلال متابعتهم لحركة النجوم ومواسم الأمطار
والتي توارثوها أباً عن جد
كانوا يطلبون مواسم الزراعة والتي كانت تقوم على الأمطار عوضاً عن حفر الأبار
التي كانوا يسقون محاصيلهم منها فيما كان يُعرف بعملية ( السني )
فكان ترقبهم لتلك المواسم نابعٌ من أهميتها لهم في مأكلهم ومرعاً لهم ولأنعامهم
حيثُ كانوا يستبشرون بدخول فصل الشتاء
حيثُ كانت تأتيهم رحمة الله أمطاراً تنهمرُ مدرارا ، أو على شكل ( ديم )
تستمرُ لأيام عدة تروى به الأرض و يسقى به الزرع ويدر به الضرع
بأمر الله سبحانه وتعالى
وتطول بهم الأجواء الرطبة الشتوية بأشعة شمس ضعيفة وضباب وندى ( طل )
يحافظ على رطوبة الأرض ويبعد عنها الجفاف
ففي السنوات العشرون إلى الثلاثون الأخيرة إلآ مواسم محددة كانت مطيرة
عدا ذلك كان السائدُ هو الجفاف والغبار الناتج عن شح الأمطار
وتحول ذرات التراب المتماسكة إلى ذرات خفيفة مُتطايرة يُحركها ويهيجها أقل نشاط في الرياح السطحية
كذلك حل البرد القارس الجاف في فصل الشتاء شحيح الأمطار وقليل الضباب
وعديم الطل أو الندى
نسأل الله تعالى أن يبدل الحال وتنعم بلادنا بالخيرات والأمطار
وهنا إحصائية للسنوات المطيرة والجافة والباردة والعالية الحرارة
من خلال بحثي في هذا الصدد دون تقيد بفترة محددة
ففي سنة 1336هـ سنة ( قشاطة ) في منطقة الجوف
أمطار غزيرة شمال سكاكا محلية ومنقولة من الحماد أخذت في طريقها الناس والحلال لذا سُميت بهذا الإسم
في سنة 1376هـ
سنة الغرقة أو الهدام 30 يوماً من الأمطار المتواصلة
على المنطقة الوسطى من المملكة وحفر الباطن
في سنة 1387هـ
عشرة أيام من الأمطار الشبه متواصلة على الوسطى
في سنة 1392هـ
أربعة عشر يوماً من الأمطار المتواصلة على الوسطى تهدأ تارة وتشتد تارة أخرى
في سنة 1405هـ
خمسة أيام متواصلة من الأمطار جنوب حائل وعلى الوسطى
في سنة 1408هـ
موسم مطير على منطقة الجوف
في سنة 1413هـ
ثمانية عشر يوماً تقريباً كانت شبه متواصلة من الأمطار على الوسطى والقطاع الشرقي من المملكة
في سنة 1414هـ
ثلاثة أيام متواصلة من الأمطار على القصيم
في سنة 1416هـ
أيام عدة والأمطار متواصلة الرياض والقصيم
في سنة 1418هـ
موسم مطير على أغلبية قطاعات المملكة
حيثُ سالت الشعبان والأودية وارتوت الأرض وكانت سنه خير
وفي الجوف تحديداً حيثُ تسنى لي متابعة ذلك
لم تكد تخلوا السماء من السحب تقريباً طيلة فترة الوسم والشتاء
في سنة 1428هـ
موسم مطير على منطقة الجوف حيث وكان موسماً ربيعياً جيداً جداً
سنة 1435هـ
موسم مطير على منطقة الجوف خاصة والشمالية عامة
فمنذ بداية الوسم والأمطار تتساقط هنا وهناك على إمتداد القطاع الشمالي من المملكة
فكانت سنة من السنوات الماطرة المميزة جداً من حيث معدلات الهطول
ومن حيث إنبات العشب واتساع رقعة الغطاء النباتي
هذه السنة 1436هـ
تساقطت الثلوج على نطاق واسع من القطاع الشمالي للمملكة
وخاصة منطقة الجوف
حيثُ غطى مساحات جغرافية كبيرة بعد إنقطاع طويل جداً
كان يُحدثنا فيه الأجداد ولم نراه بأم أعيننا إلآ هذا العام
سنة 1409هـ
بلغت مستويات الحرارة درجات متدنية جداً خاصة على شمال المملكة
حيثُ بلغت 15 درجة مئوية تحت الصفر على مناطق شمال المملكة
سنة 1428هـ
بلغت أيضاً درجات الحرارة الصغرى 17 درجة تحت الصفر على شمال المملكة
وفي تلك السنة ماتت أشجار الحمضيات والزيتون والنخيل والمواشي
وتكسرت مواسير المياه من شدة البرد في ذلك العام
في منطقة الجوف
سنة 1435هـ
تعتبر سنة من أشد السنوات حرارة على شبه الجزيرة العربية عامة
حيثُ سجلت مستويات عالية جداً
ففي الكويت وحفر الباطن تعدت حاجز 50 درجة مئوية
كذلك في شمال المملكة وتحديداً منطقة الجوف سجلت درجات تعتبر عالية جداً
قياساً بسنوات ماضية
حيثُ بلغت درجات الحرارة مستويات عالية
ببلوغها مستويات 47 درجة مئوية
وتعتبر هذه من المفارقات والمتغيرات الملاحظة
التي سجلت فيها درجات حرارة عالية جداًعلى مناطق شمال المملكة
والتي عادة لا تصل فيها أو لا تتعدى حاجز منتصف الثلاثينات إلى أوائل الأربعين
كذلك مناطق عدة في المملكة كانت واحات غناء في فصل الربيع والصيف
أصبحت الآن جافة لا حياة فيها لقلة الأمطار والمواسم الرطبة
ومن الأمثلة على ذلك مدينة الطائف ( أم المصائف ) في المملكة العربية السعودية
كان الجميعُ يتغنى بها وبأجوائها الآسرة
هاهي تمر السنوات والمواسم دون أن تحضى بنفس القدر من الهطولات السابقة
من الأمطار
ذلك الضباب الذي يلفك أينما اتجهت في ربوعها
وتلك الأمطار الرذاذية التي تنعش أجوائها قد اختفت
واقتصرت على فترات محددة في الموسم الواحد
كذلك القطاع الغربي من المملكة أصبحت تغزوه الموجات الباردة
وخاصة السواحل منه
والتي لم تعهد في مواسم طويلة تلك البرودة في الطقس
خلاصة هذا البحث
أننا كُنا نستبشر بطلوع نجم سهيل في الرابع والعشرون من آب أغسطس
حيثُ بداية إنكسار أشعة الشمس ودخولنا في موسم الأمطار
وهو المُتعارف عليه والموروث ( لا طلع سهيل لا تامن السيل )
هذه المقولة لم تعد كذلك في وقتنا الحاضر
فأصبحنا نرى تطرفاً مناخياً بين السالب والإيجاب
فمرة قحط وجدب ( وهو السمة الغالبة )
ومرات قليلة أو مواسم معدودة خلال الثلاثون سنة الماضية
كانت أرجاء شبه الجزيرة العربية تنعمُ بالأمطار
أوليس هذا تطرفاً مناخياً ..؟
قد يكون للإنسان يداً فيه من حيثُ يعلم ومن حيثُ لا يعلم ..!
وهذا الأمر يستوجب وقفة ومراجعة وأخذ الحيطة والحذر
وإنشاء منظمات حكومية أو أهلية تعنى بالمحافظة على البيئة
وسن القوانين من أجل ذلك
بحيث يكون هدفنا هو المحافظة على البراري من العبث والتخريب
وخاصة ما يتعلق بالغطاء النباتي ومُحاربة التصحر
والذي بدروه ينعكسُ على حياتنا وحياة أجيالنا
ويهدد أمننا البيئي ..!
فهل من مُدّكر ..؟
نزيه الحيزان
nazeeh_alhaizan@
الجوف
المملكة العربية السعودية
والصلاة والسلام على نبي الهُدى داعي الأمة إلى الخير والرضى
أما بعد ...
تحية طيبة لكم أحبتي أعضاء وزوار شبكة البراري
ومتابعي حسابي على تويتر
بفضل الله ومن خلال بحث مُطول أخذ مني الجهد والوقت
من حيث الجمع والفرز والتنقيح
لكي اخرج لكم بهذه الخُلاصة
المُتعلقة بالتغيرات الملاحظة في التطرف المناخي
أو التحول في ديناميكية الطقس بوجه خاص والمناخ بوجه عام
آمل أن يلاقي هذا البحث استحسانكم
وأن تجدوا فيه المادة الجيدة التي قد تُفيد الباحثين عن بعض المعلومات في هذا المجال
من خلال نظرة إلى أحوال طقس الجزيرة العربية خلال الثلاثون سنة الماضية ، ومن متابعة لأرشفة مواقع الطقس المختلفة
سنقفُ حتماً عند تغير مناخي أو تطرف مناخي كما تسميه هيئات الأرصاد الجوية العالمية
هذا التطرف كان محل إهتمام ومتابعة دقيقة جداً ، حيثُ يُمثل تغيراً في نمط المناخ في جانبين
أولهما جفاف يُصاحبه بردٌ قارس
والأخر رطب يُصاحبه أمطار غزيرة وفيضانات
لم يتم تسجيلها في تلك المناطق التي تُصيبها أو أصابتها من قبل
هذا الأمر استدعى إهتماماً عالمياً تجاهه ، حيثُ عقدت المؤتمرات وأقيمت الندوات
وكان أول إهتمام بهذا الجانب عام 1992 م تحت مُسمى قمة الأرض ، في ريو دي جانيروا في البرازيل
وقد نوقش فيه الكثير من القضايا التي تهم البشرية في شتى المناحي ومن ضمنها موضوع التغير المناخي ودور الإنسان فيه
وما يجب فعله حتى نحافظ على بيئتنا فوق الأرض من الخراب والدمار الناتج عن مختلف الصناعات
وما تُخلفه من تلوث ونفايات ومواد سامة تؤثر على طبيعة وهيئة البيئة على وجه الأرض
وخلص ذلك المؤتمر إلى وضع أليات محددة لتلك المسببات بالإضافة إلى كيفية معالجة أمور الجفاف وتناقص المساحات الخضراء في الغابات
ثم أنشئت هيئات حكومية وغير حكومية تهتم بالبيئة عموماً وصحة الإنسان خصوصاً
كان همها التنبيه والتحذير من تلك الملوثات التي بدأت تشعر بها البشرية
سواءاً بحرية كانت أو برية
في هذا البحث وبعد هذه المقدمة سأتناول جانب التغير المناخي في شبه الجزيرة العربية
من حيث التطرف في جانبيه السلبي والإيجابي
حيثُ عشنا وعلى أمتداد الثلاثون سنة الماضية في شبه الجزيرة العربية تغيرات شتى في الطقس والمناخ بشكل عام
فمن أمطار في مواسمها إلى جفاف في نفس الفترة
ومن برودة قارسة في فصل الشتاء إلى ميلٌ للإعتدال في نفس التوقيت
ومن خلال بحثي تبين لي أننا مررنا بسنوات كانت مطيرة جداً
لم تكد تنقطع الأمطار فيها بأمر الله إلآ لفترات قليلة في الموسم الواحد
ولعلني أسميها أيام ( التقاط الأنفاس ) ثم معاودة الأمطار من جديد
حيثُ كان يستمر هطولها في بعض المناطق أو البقع الجغرافية من المملكة لأيام دون توقف
وينتج عنها حالات أشبه ما تكون بالفياضانات
قال تعالى : (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا )
وفي المقابل كانت هناك سنوات جفاف متوالية لم تحضى الكثير من مناطق المملكة فيها بأمر الله تعالى بالأمطار
وقد أطلقت مسميات محلية في بعض المناطق على تلك السنوات الطويلة من الجفاف
أو حتى تلك التي كانت فيها الأمطار متواصلة
وعلى سبيل المثال لا الحصر كـ سنة (الغرقة أو الهدام ) في الوسطى 1376هـ
وسنة ( قشاطة ) في منطقة الجوف 1336هـ
كذلك مرت شبه الجزيرة العربية بمواسم شتاء باردة جداً وصلت فيها درجات الحرارة إلى مستويات متدنية بشكل كبير
حيثُ بلغت ( 15) درجة تحت الصفر خارج النطاق العمراني
في المناطق الشمالية من المملكة
يقابله إرتفاع حاد في درجات الحرارة في مواسم الصيف في مناطق لم تعهد تسجيل مثل تلك الدراجات العالية جداً
كما حصل في المناطق الشمالية الشرقية من المملكة حيثُ سجلت 52 درجة مئوية
ومن هنا كان بحثي ورصدي لتلك السنوات بين الجفاف و وفرة الأمطار
وبين العلو والإنخفاض في درجات الحرارة
كان سكان أهل الجزيرة العربية ومن خلال متابعتهم لحركة النجوم ومواسم الأمطار
والتي توارثوها أباً عن جد
كانوا يطلبون مواسم الزراعة والتي كانت تقوم على الأمطار عوضاً عن حفر الأبار
التي كانوا يسقون محاصيلهم منها فيما كان يُعرف بعملية ( السني )
فكان ترقبهم لتلك المواسم نابعٌ من أهميتها لهم في مأكلهم ومرعاً لهم ولأنعامهم
حيثُ كانوا يستبشرون بدخول فصل الشتاء
حيثُ كانت تأتيهم رحمة الله أمطاراً تنهمرُ مدرارا ، أو على شكل ( ديم )
تستمرُ لأيام عدة تروى به الأرض و يسقى به الزرع ويدر به الضرع
بأمر الله سبحانه وتعالى
وتطول بهم الأجواء الرطبة الشتوية بأشعة شمس ضعيفة وضباب وندى ( طل )
يحافظ على رطوبة الأرض ويبعد عنها الجفاف
ففي السنوات العشرون إلى الثلاثون الأخيرة إلآ مواسم محددة كانت مطيرة
عدا ذلك كان السائدُ هو الجفاف والغبار الناتج عن شح الأمطار
وتحول ذرات التراب المتماسكة إلى ذرات خفيفة مُتطايرة يُحركها ويهيجها أقل نشاط في الرياح السطحية
كذلك حل البرد القارس الجاف في فصل الشتاء شحيح الأمطار وقليل الضباب
وعديم الطل أو الندى
نسأل الله تعالى أن يبدل الحال وتنعم بلادنا بالخيرات والأمطار
وهنا إحصائية للسنوات المطيرة والجافة والباردة والعالية الحرارة
من خلال بحثي في هذا الصدد دون تقيد بفترة محددة
ففي سنة 1336هـ سنة ( قشاطة ) في منطقة الجوف
أمطار غزيرة شمال سكاكا محلية ومنقولة من الحماد أخذت في طريقها الناس والحلال لذا سُميت بهذا الإسم
في سنة 1376هـ
سنة الغرقة أو الهدام 30 يوماً من الأمطار المتواصلة
على المنطقة الوسطى من المملكة وحفر الباطن
في سنة 1387هـ
عشرة أيام من الأمطار الشبه متواصلة على الوسطى
في سنة 1392هـ
أربعة عشر يوماً من الأمطار المتواصلة على الوسطى تهدأ تارة وتشتد تارة أخرى
في سنة 1405هـ
خمسة أيام متواصلة من الأمطار جنوب حائل وعلى الوسطى
في سنة 1408هـ
موسم مطير على منطقة الجوف
في سنة 1413هـ
ثمانية عشر يوماً تقريباً كانت شبه متواصلة من الأمطار على الوسطى والقطاع الشرقي من المملكة
في سنة 1414هـ
ثلاثة أيام متواصلة من الأمطار على القصيم
في سنة 1416هـ
أيام عدة والأمطار متواصلة الرياض والقصيم
في سنة 1418هـ
موسم مطير على أغلبية قطاعات المملكة
حيثُ سالت الشعبان والأودية وارتوت الأرض وكانت سنه خير
وفي الجوف تحديداً حيثُ تسنى لي متابعة ذلك
لم تكد تخلوا السماء من السحب تقريباً طيلة فترة الوسم والشتاء
في سنة 1428هـ
موسم مطير على منطقة الجوف حيث وكان موسماً ربيعياً جيداً جداً
سنة 1435هـ
موسم مطير على منطقة الجوف خاصة والشمالية عامة
فمنذ بداية الوسم والأمطار تتساقط هنا وهناك على إمتداد القطاع الشمالي من المملكة
فكانت سنة من السنوات الماطرة المميزة جداً من حيث معدلات الهطول
ومن حيث إنبات العشب واتساع رقعة الغطاء النباتي
هذه السنة 1436هـ
تساقطت الثلوج على نطاق واسع من القطاع الشمالي للمملكة
وخاصة منطقة الجوف
حيثُ غطى مساحات جغرافية كبيرة بعد إنقطاع طويل جداً
كان يُحدثنا فيه الأجداد ولم نراه بأم أعيننا إلآ هذا العام
سنة 1409هـ
بلغت مستويات الحرارة درجات متدنية جداً خاصة على شمال المملكة
حيثُ بلغت 15 درجة مئوية تحت الصفر على مناطق شمال المملكة
سنة 1428هـ
بلغت أيضاً درجات الحرارة الصغرى 17 درجة تحت الصفر على شمال المملكة
وفي تلك السنة ماتت أشجار الحمضيات والزيتون والنخيل والمواشي
وتكسرت مواسير المياه من شدة البرد في ذلك العام
في منطقة الجوف
سنة 1435هـ
تعتبر سنة من أشد السنوات حرارة على شبه الجزيرة العربية عامة
حيثُ سجلت مستويات عالية جداً
ففي الكويت وحفر الباطن تعدت حاجز 50 درجة مئوية
كذلك في شمال المملكة وتحديداً منطقة الجوف سجلت درجات تعتبر عالية جداً
قياساً بسنوات ماضية
حيثُ بلغت درجات الحرارة مستويات عالية
ببلوغها مستويات 47 درجة مئوية
وتعتبر هذه من المفارقات والمتغيرات الملاحظة
التي سجلت فيها درجات حرارة عالية جداًعلى مناطق شمال المملكة
والتي عادة لا تصل فيها أو لا تتعدى حاجز منتصف الثلاثينات إلى أوائل الأربعين
كذلك مناطق عدة في المملكة كانت واحات غناء في فصل الربيع والصيف
أصبحت الآن جافة لا حياة فيها لقلة الأمطار والمواسم الرطبة
ومن الأمثلة على ذلك مدينة الطائف ( أم المصائف ) في المملكة العربية السعودية
كان الجميعُ يتغنى بها وبأجوائها الآسرة
هاهي تمر السنوات والمواسم دون أن تحضى بنفس القدر من الهطولات السابقة
من الأمطار
ذلك الضباب الذي يلفك أينما اتجهت في ربوعها
وتلك الأمطار الرذاذية التي تنعش أجوائها قد اختفت
واقتصرت على فترات محددة في الموسم الواحد
كذلك القطاع الغربي من المملكة أصبحت تغزوه الموجات الباردة
وخاصة السواحل منه
والتي لم تعهد في مواسم طويلة تلك البرودة في الطقس
خلاصة هذا البحث
أننا كُنا نستبشر بطلوع نجم سهيل في الرابع والعشرون من آب أغسطس
حيثُ بداية إنكسار أشعة الشمس ودخولنا في موسم الأمطار
وهو المُتعارف عليه والموروث ( لا طلع سهيل لا تامن السيل )
هذه المقولة لم تعد كذلك في وقتنا الحاضر
فأصبحنا نرى تطرفاً مناخياً بين السالب والإيجاب
فمرة قحط وجدب ( وهو السمة الغالبة )
ومرات قليلة أو مواسم معدودة خلال الثلاثون سنة الماضية
كانت أرجاء شبه الجزيرة العربية تنعمُ بالأمطار
أوليس هذا تطرفاً مناخياً ..؟
قد يكون للإنسان يداً فيه من حيثُ يعلم ومن حيثُ لا يعلم ..!
وهذا الأمر يستوجب وقفة ومراجعة وأخذ الحيطة والحذر
وإنشاء منظمات حكومية أو أهلية تعنى بالمحافظة على البيئة
وسن القوانين من أجل ذلك
بحيث يكون هدفنا هو المحافظة على البراري من العبث والتخريب
وخاصة ما يتعلق بالغطاء النباتي ومُحاربة التصحر
والذي بدروه ينعكسُ على حياتنا وحياة أجيالنا
ويهدد أمننا البيئي ..!
فهل من مُدّكر ..؟
نزيه الحيزان
nazeeh_alhaizan@
الجوف
المملكة العربية السعودية