التميمي
2007-10-23, 02:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في جريدة الرياض اليوم الثلاثاء 12 شوال 1428هــ
أكد أن تحليل المعلومات المتوافرة أهم عوامل تحليل الطقس.. د. سمير بخاري ل "الرياض":
ظروف المملكة المناخية تساعد على التنبه للطقس والكوارث المناخية
http://www.alriyadh.com/2007/10/23/img/231625.jpg
حوار - محمد الحيدر
تطالعنا النشرات الجوية في القنوات الفضائية والأرضية أو المحطات الإذاعية يوميا، بأحوال الطقس في كل أنحاء العالم ورصد التغيرات اليومية في الطقس، عن طريق معلومات يتم بثها ومزودة بخرائط دون أن يعرف الكثير من المتابعين مصدر هذه المعلومات اليومية المتغيرة، وكيف يتم رصد الأحوال الجوية؟، وما التقنيات المستخدمة في الرصد؟... إلى غيرها من الأسئلة التي تدور في مخيلة البعض.
"الرياض" التقت الدكتور سمير بن عبدالإله بخاري الوكيل المساعد لشئون الأرصاد في هيئة الارصاد وحماية البيئة والحاصل على الدكتوراه في الهندسة الفضائية ليجيب عن هذه الأسئلة من خلال تعريف مبسط لاستخدام الأقمار الاصطناعية في مجال الأرصاد الجوية، وليعطي القارئ الكريم معلومات شاملة ووافية عن واقع الطقس والأرصاد الجوية. إلى نص الحوار:
@ على ماذا تعتمد دقة وصحة توقعات الأرصاد الجوية؟
- تعتمد دقه وصحة التوقعات الجوية على المعلومات الآنية المجمعة على رأس كل ساعة للعناصر الأساسية للطقس (درجة الحرارة، اتجاه الرياح، الضغط الجوي، نسبة الرطوبة،... ألخ) والمرسلة من مواقع محطات الأرصاد، وكلما كثر وتقاربت مواقع هذه المحطات كلما زادت وفرة ودقة معلومات الرصد الجوي الأمر الذي ينعكس إيجاباً على دقة وصحة التوقعات للظواهر الجوية الآنية وقصيرة المدى للمنطقة المغطاة بتلك المحطات.
@ ألا ترى أن هذه الطريقة سهلة وبسيطة؟
- هذا الأمر يبدو منطقياً ويعتبر سهلاً عند التخطيط ولكن قد يعترضه عند العمل على تنفيذه عمليا عدد من المشاكل الفنية والتقنية تجعله في بعض الظروف الجغرافية والمناخية صعب التنفيذ. ومن أهم هذه العوامل: وعورة وقسوة بعض المناطق المطلوب تواجد هذه المحطات فيها سواءً كانت مأهولة أو أوتوماتيكية (ذاتية) مثل الصحاري الشاسعة وقمم الجبال والمسطحات المائية كالبحار والمحيطات.. هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى صعوبة استمرارية توفير الإسناد الإداري والدعم الفني من صيانة تصحيحيه ودورية لهذه المحطات في تلك المواقع.
@ إذا كيف يمكن سد الفجوة أو الفراغ في توفير المعلومات المناخية؟
- لقد اتجه علماء الأرصاد الجوية إلى الفضاء لمحاولة تغطية الفراغ والنقص الحاد في المعلومات الأرصادية للمناطق المشار إليها أو المناطق الأخرى الواقعة في الدول التي لا تملك الإمكانات المالية أو القدرات التقنية لإنشاء محطات أرصاد أو استقبال وبث وتبادل تلك المعلومات مع الدول المجاورة لها و مراكز الأرصاد العالمي.
وبدأت الفكرة في بداية السبعينيات الميلادية بوضع كاميرات تصوير مثبته على أقمار الاتصالات الاصطناعية تنظر من أعلى إلى سطح الأرض وترسل صور(Images) عن ما تراه لمركز متخصص لاستقبالها.
ولقد بدأت الوكالة الوطنية لعلوم الجو والمحيطات الأمريكية(NOAA) هذا المجال بالقمر الاصطناعي TIROS-N الذي يرسل معلومات إلى مركز NESDIS بولاية ميرلاند الأمريكية الذي يقوم بدوره باستقبال ومعالجة تلك الصور ومن ثم إعادة بثها إلى الجهات المستفيدة وعلى رأسها إدارة الأرصاد الجوية الأمريكية. وخطى الأوربيون نفس الخطوة وقاموا بإنشاء (ESA) وكالة الفضاء الأوربية التي بدأت في أواخر السبعينيات بإطلاق القمر الصناعي METEOSAT 1وبإنشاء مركز استقبال ومعالجة صور الأقمار في ألمانيا.
@ وماذا عن تحليل المعلومات المرئية؟
- كما ذكرت لك تطور وتوسع استخدام الأقمار الاصطناعية في مجال الأرصاد الجوية كثيراً منذ ذلك التاريخ، حيث ادخل عدد كبير من التحسينات الفنية على فكرة التقاط وإرسال الصورة، ووضعت مجسات(Sensors) فائقة الدقة والحساسية ضمن أجهزه القمر الاصطناعي لأخذ مختلف المعلومات التي يستفاد منها. مما مكن العلماء من الانتقال من فكره مبسطه من النظر إلى صورة مرسلة من الفضاء إلى بعد أخر هو تحليل معلومات دقيقة ضمن تلك الصورة ينظر لها على عدد مختلف من القنوات(Channels) وضمن ترددات (Band Width) يتيح لها تحليل المعلومات المرئية (Visible) وغير المرئية تحت الحمراء أو قريبة من الحمراء الحرارية (IRNIR THERMAL).
@ وهل وقفت الاكتشافات عند ذلك؟
- طبعا هذه التحسينات والنقلة النوعية في تقنية الصور أدت إلى ظهور سلسة متقدمة متخصصة لاستخدامات الأرصاد من أجيال لاحقة لها مثل القمر GOES المنتهي حالياً بالجيل 12والقمر NOAA (2-17) والقمر الأوربي METEOSAT-8. وهذه الأقمار فنياً تأخذ وضعين في الفضاء: الأقمار الثابتة وهذا تعبير مجازي، فالقمر في حقيقة الأمر ليس ثابتاً بل يدور حول الكرة الأرضية ولكن دورته متزامنة مع دورتها، فهو يعتبر ثابتاً بالنسبة للأرض والجزء الجغرافي الذي تراه الكاميرا المثبتة عليه. وهذا النوع من الأقمار يكون عادة على ارتفاعات عالية في حدود 35ألف كلم عن سطح الأرض، ويتيح مراقبة الجزء الذي تراه الكاميرا على مدار الساعة خلال اليوم، وهو ما يعتبر ذا فائدة كبيرة حيث يمكن من خلال هذه الخاصية متابعة أحوال الطقس بدقة على المنطقة الجغرافية التي تغطيها عدسة القمر الاصطناعي.
والأقمار القطبية الدوارة (Polar Orbiter) وهي عبارة عن أقمار اصطناعية مداراتها من القطب الشمالي إلى الجنوبي، وهي على ارتفاعات تعتبر منخفضة مقارنة بالنوع الأول في حدود 800كلم عن سطح الأرض، وتأخذ كل دورة لها حول الكرة الأرضية حوالي (102) دقيقة، وبالتالي عند انتهاء الدورة الأولى تكون الكرة الأرضية قد تحركت إلى وضع آخر، ويعاود القمر مروره في نفس مداره مرة أخرى تكون كاميرا القمر، أثناء دوران الأرض قد أخذت صوراً لماوقع أخرى على سطح الأرض غير الذي أخذته في الدورة السابقة. ويكون القمر قد مر على نفس الموقع الجغرافي في الأرض مرتين، مرة في النهار ومرة في الليل. ومن أهم مميزات هذا النوع من الأقمار: وضوح ودقة الصورة المرسلة لقربه من سطح الأرض.
@ وهل استفاد الإنسان من هذه الأقمار؟
- إن هذه الأقمار لها استخدامات شتى في محاولة لتقليل المخاطر عن الإنسان وممتلكاته وبيئته المحيطة به.. ففي مجال الأرصاد من أهم هذه الاستخدامات: هو رصد تكونّ ومتابعة حركة الحالات الجوية الحادة مثل العواصف الرملية / الترابية، العواصف الرعدية الشديدة، العواصف المدارية الاستوائية وكذلك لها استخدامات في مجالات البيئة منها: متابعة حوادث التلوث البحري الناجمة عن انسكاب الزيت ومتابعة الرعي والقطع الجائر للمناطق الزراعية والغابات، انتشار الدخان الناتج عن حرائق الغابات وأبار النفط، مراقبة الغطاء النباتي للمناطق المزروعة والقائمة طويلة لاستخداماتها في مجالي الأرصاد والبيئة. وكما للأرصاد الجوية أقمار اصطناعية متخصصة لهذا الغرض، فإن هناك عدداً من الأقمار المتخصصة لأغراض البيئة ومن أهمها: القمر الفرنسيSpot الذي وصل الجيل الثالث منه.
@ وكيف استفادت المملكة من تقنيات استقبال صور الأقمار الاصطناعية؟
- بدأت المملكة العربية السعودية، ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في استخدام تقنية استقبال وتحليل صورة الأقمار الاصطناعية في بداية الثمانينيات الميلادية، في محاولة لتغطية الفراغ الناتج عن عدم وجود محطات أرصاد كافية في منطقة الربع الخالي وقمم الجبال بسبب وعورة وقسوة الظروف المناخية في هذه المناطق، وكذلك في سد الفراغ لمعلومات الأرصاد الواقعة في غرب المملكة حيث العوامل الجوية التي تؤثر على المملكة تتحرك من الغرب إلى الشرق، وهذا يعطي المملكة الوقت الكافي للتنبّه لهذه الظروف وعمل التوقعات والتحذيرات واخذ الحيطة اللازمة لها.
@ وكيف تستفيد رئاسة الأرصاد من الثورة المعلوماتية في مجال الأرصاد؟
- إن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لديها القدرة حالياً على تحليل معلومات صور الأقمار الاصطناعية المستقبلة من الأقمار الأمريكية والأوربية بنوعيها. ومع التقدم و الثورة المعلوماتية التي نعيشها حاليا فإن معظم المراكز المشار إليها والإدارات والشركات ومراكز الأبحاث المتخصصة في استخدامات الأقمار الاصطناعية لديها مواقع إليكترونية موجودة على شبكة الإنترنت تظهر صوراً ملتقطة من هذه الأقمار مرفقة بمعلومات بسيطة عن الصورة، ويمكن الرجوع إليها للمعرفة العامة.
ويعد موقع www.fourmilab.ch/earthview/satellite.html من المواقع المفضلة حيث يتيح للمستخدم خيارات جيدة لصور آنية لمجموعة كبيرة من الأقمار الاصطناعية بنوعيها الثابت والدوار.
كما يعد معهد أبحاث الفضاء السعودي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من المراكز العلمية البحثية المتخصصة في مجال استخدامات الأقمار الاصطناعية بصفة عامة على المستوى الوطني والإقليمي في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
في جريدة الرياض اليوم الثلاثاء 12 شوال 1428هــ
أكد أن تحليل المعلومات المتوافرة أهم عوامل تحليل الطقس.. د. سمير بخاري ل "الرياض":
ظروف المملكة المناخية تساعد على التنبه للطقس والكوارث المناخية
http://www.alriyadh.com/2007/10/23/img/231625.jpg
حوار - محمد الحيدر
تطالعنا النشرات الجوية في القنوات الفضائية والأرضية أو المحطات الإذاعية يوميا، بأحوال الطقس في كل أنحاء العالم ورصد التغيرات اليومية في الطقس، عن طريق معلومات يتم بثها ومزودة بخرائط دون أن يعرف الكثير من المتابعين مصدر هذه المعلومات اليومية المتغيرة، وكيف يتم رصد الأحوال الجوية؟، وما التقنيات المستخدمة في الرصد؟... إلى غيرها من الأسئلة التي تدور في مخيلة البعض.
"الرياض" التقت الدكتور سمير بن عبدالإله بخاري الوكيل المساعد لشئون الأرصاد في هيئة الارصاد وحماية البيئة والحاصل على الدكتوراه في الهندسة الفضائية ليجيب عن هذه الأسئلة من خلال تعريف مبسط لاستخدام الأقمار الاصطناعية في مجال الأرصاد الجوية، وليعطي القارئ الكريم معلومات شاملة ووافية عن واقع الطقس والأرصاد الجوية. إلى نص الحوار:
@ على ماذا تعتمد دقة وصحة توقعات الأرصاد الجوية؟
- تعتمد دقه وصحة التوقعات الجوية على المعلومات الآنية المجمعة على رأس كل ساعة للعناصر الأساسية للطقس (درجة الحرارة، اتجاه الرياح، الضغط الجوي، نسبة الرطوبة،... ألخ) والمرسلة من مواقع محطات الأرصاد، وكلما كثر وتقاربت مواقع هذه المحطات كلما زادت وفرة ودقة معلومات الرصد الجوي الأمر الذي ينعكس إيجاباً على دقة وصحة التوقعات للظواهر الجوية الآنية وقصيرة المدى للمنطقة المغطاة بتلك المحطات.
@ ألا ترى أن هذه الطريقة سهلة وبسيطة؟
- هذا الأمر يبدو منطقياً ويعتبر سهلاً عند التخطيط ولكن قد يعترضه عند العمل على تنفيذه عمليا عدد من المشاكل الفنية والتقنية تجعله في بعض الظروف الجغرافية والمناخية صعب التنفيذ. ومن أهم هذه العوامل: وعورة وقسوة بعض المناطق المطلوب تواجد هذه المحطات فيها سواءً كانت مأهولة أو أوتوماتيكية (ذاتية) مثل الصحاري الشاسعة وقمم الجبال والمسطحات المائية كالبحار والمحيطات.. هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى صعوبة استمرارية توفير الإسناد الإداري والدعم الفني من صيانة تصحيحيه ودورية لهذه المحطات في تلك المواقع.
@ إذا كيف يمكن سد الفجوة أو الفراغ في توفير المعلومات المناخية؟
- لقد اتجه علماء الأرصاد الجوية إلى الفضاء لمحاولة تغطية الفراغ والنقص الحاد في المعلومات الأرصادية للمناطق المشار إليها أو المناطق الأخرى الواقعة في الدول التي لا تملك الإمكانات المالية أو القدرات التقنية لإنشاء محطات أرصاد أو استقبال وبث وتبادل تلك المعلومات مع الدول المجاورة لها و مراكز الأرصاد العالمي.
وبدأت الفكرة في بداية السبعينيات الميلادية بوضع كاميرات تصوير مثبته على أقمار الاتصالات الاصطناعية تنظر من أعلى إلى سطح الأرض وترسل صور(Images) عن ما تراه لمركز متخصص لاستقبالها.
ولقد بدأت الوكالة الوطنية لعلوم الجو والمحيطات الأمريكية(NOAA) هذا المجال بالقمر الاصطناعي TIROS-N الذي يرسل معلومات إلى مركز NESDIS بولاية ميرلاند الأمريكية الذي يقوم بدوره باستقبال ومعالجة تلك الصور ومن ثم إعادة بثها إلى الجهات المستفيدة وعلى رأسها إدارة الأرصاد الجوية الأمريكية. وخطى الأوربيون نفس الخطوة وقاموا بإنشاء (ESA) وكالة الفضاء الأوربية التي بدأت في أواخر السبعينيات بإطلاق القمر الصناعي METEOSAT 1وبإنشاء مركز استقبال ومعالجة صور الأقمار في ألمانيا.
@ وماذا عن تحليل المعلومات المرئية؟
- كما ذكرت لك تطور وتوسع استخدام الأقمار الاصطناعية في مجال الأرصاد الجوية كثيراً منذ ذلك التاريخ، حيث ادخل عدد كبير من التحسينات الفنية على فكرة التقاط وإرسال الصورة، ووضعت مجسات(Sensors) فائقة الدقة والحساسية ضمن أجهزه القمر الاصطناعي لأخذ مختلف المعلومات التي يستفاد منها. مما مكن العلماء من الانتقال من فكره مبسطه من النظر إلى صورة مرسلة من الفضاء إلى بعد أخر هو تحليل معلومات دقيقة ضمن تلك الصورة ينظر لها على عدد مختلف من القنوات(Channels) وضمن ترددات (Band Width) يتيح لها تحليل المعلومات المرئية (Visible) وغير المرئية تحت الحمراء أو قريبة من الحمراء الحرارية (IRNIR THERMAL).
@ وهل وقفت الاكتشافات عند ذلك؟
- طبعا هذه التحسينات والنقلة النوعية في تقنية الصور أدت إلى ظهور سلسة متقدمة متخصصة لاستخدامات الأرصاد من أجيال لاحقة لها مثل القمر GOES المنتهي حالياً بالجيل 12والقمر NOAA (2-17) والقمر الأوربي METEOSAT-8. وهذه الأقمار فنياً تأخذ وضعين في الفضاء: الأقمار الثابتة وهذا تعبير مجازي، فالقمر في حقيقة الأمر ليس ثابتاً بل يدور حول الكرة الأرضية ولكن دورته متزامنة مع دورتها، فهو يعتبر ثابتاً بالنسبة للأرض والجزء الجغرافي الذي تراه الكاميرا المثبتة عليه. وهذا النوع من الأقمار يكون عادة على ارتفاعات عالية في حدود 35ألف كلم عن سطح الأرض، ويتيح مراقبة الجزء الذي تراه الكاميرا على مدار الساعة خلال اليوم، وهو ما يعتبر ذا فائدة كبيرة حيث يمكن من خلال هذه الخاصية متابعة أحوال الطقس بدقة على المنطقة الجغرافية التي تغطيها عدسة القمر الاصطناعي.
والأقمار القطبية الدوارة (Polar Orbiter) وهي عبارة عن أقمار اصطناعية مداراتها من القطب الشمالي إلى الجنوبي، وهي على ارتفاعات تعتبر منخفضة مقارنة بالنوع الأول في حدود 800كلم عن سطح الأرض، وتأخذ كل دورة لها حول الكرة الأرضية حوالي (102) دقيقة، وبالتالي عند انتهاء الدورة الأولى تكون الكرة الأرضية قد تحركت إلى وضع آخر، ويعاود القمر مروره في نفس مداره مرة أخرى تكون كاميرا القمر، أثناء دوران الأرض قد أخذت صوراً لماوقع أخرى على سطح الأرض غير الذي أخذته في الدورة السابقة. ويكون القمر قد مر على نفس الموقع الجغرافي في الأرض مرتين، مرة في النهار ومرة في الليل. ومن أهم مميزات هذا النوع من الأقمار: وضوح ودقة الصورة المرسلة لقربه من سطح الأرض.
@ وهل استفاد الإنسان من هذه الأقمار؟
- إن هذه الأقمار لها استخدامات شتى في محاولة لتقليل المخاطر عن الإنسان وممتلكاته وبيئته المحيطة به.. ففي مجال الأرصاد من أهم هذه الاستخدامات: هو رصد تكونّ ومتابعة حركة الحالات الجوية الحادة مثل العواصف الرملية / الترابية، العواصف الرعدية الشديدة، العواصف المدارية الاستوائية وكذلك لها استخدامات في مجالات البيئة منها: متابعة حوادث التلوث البحري الناجمة عن انسكاب الزيت ومتابعة الرعي والقطع الجائر للمناطق الزراعية والغابات، انتشار الدخان الناتج عن حرائق الغابات وأبار النفط، مراقبة الغطاء النباتي للمناطق المزروعة والقائمة طويلة لاستخداماتها في مجالي الأرصاد والبيئة. وكما للأرصاد الجوية أقمار اصطناعية متخصصة لهذا الغرض، فإن هناك عدداً من الأقمار المتخصصة لأغراض البيئة ومن أهمها: القمر الفرنسيSpot الذي وصل الجيل الثالث منه.
@ وكيف استفادت المملكة من تقنيات استقبال صور الأقمار الاصطناعية؟
- بدأت المملكة العربية السعودية، ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في استخدام تقنية استقبال وتحليل صورة الأقمار الاصطناعية في بداية الثمانينيات الميلادية، في محاولة لتغطية الفراغ الناتج عن عدم وجود محطات أرصاد كافية في منطقة الربع الخالي وقمم الجبال بسبب وعورة وقسوة الظروف المناخية في هذه المناطق، وكذلك في سد الفراغ لمعلومات الأرصاد الواقعة في غرب المملكة حيث العوامل الجوية التي تؤثر على المملكة تتحرك من الغرب إلى الشرق، وهذا يعطي المملكة الوقت الكافي للتنبّه لهذه الظروف وعمل التوقعات والتحذيرات واخذ الحيطة اللازمة لها.
@ وكيف تستفيد رئاسة الأرصاد من الثورة المعلوماتية في مجال الأرصاد؟
- إن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لديها القدرة حالياً على تحليل معلومات صور الأقمار الاصطناعية المستقبلة من الأقمار الأمريكية والأوربية بنوعيها. ومع التقدم و الثورة المعلوماتية التي نعيشها حاليا فإن معظم المراكز المشار إليها والإدارات والشركات ومراكز الأبحاث المتخصصة في استخدامات الأقمار الاصطناعية لديها مواقع إليكترونية موجودة على شبكة الإنترنت تظهر صوراً ملتقطة من هذه الأقمار مرفقة بمعلومات بسيطة عن الصورة، ويمكن الرجوع إليها للمعرفة العامة.
ويعد موقع www.fourmilab.ch/earthview/satellite.html من المواقع المفضلة حيث يتيح للمستخدم خيارات جيدة لصور آنية لمجموعة كبيرة من الأقمار الاصطناعية بنوعيها الثابت والدوار.
كما يعد معهد أبحاث الفضاء السعودي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من المراكز العلمية البحثية المتخصصة في مجال استخدامات الأقمار الاصطناعية بصفة عامة على المستوى الوطني والإقليمي في منطقة الخليج والشرق الأوسط.