الشريف زيد
2014-03-08, 06:31 AM
س/هل تعتقد أن تــغير الطقس في أحد الفصول الأربــعــة له دور على حالتك النــفسية أو المزاج ؟
جـ/
لاحظ الانسان ارتباط حالة الطقس في فصول السنة مع حالة المزاج منذ القدم . فنسمات الربيع تريح النفس وتبعث العواطف الانسانية الرقيقة . بينما حرارة الصيف وبردالشتاء ترتبط بالانفعالات النفسية الحادة ، والخريف مرتبط في الأذهان بالذبول والهدوء والسكون . وجاء العلم الحديث ليؤكد وجود علاقة بين حالة النفس من حيث الاتزان الانفعالي والمزاج في اعتداله واضطرابه وسلوك الانسان ، وبين التغيرات الجوية من خلال تأثيرات كهربائية ومغناطيسية كونية يتفاعل معها عقل الانسان والجهازالعصبي. ويتضح ذلك من الآتي :-
الصيف :-
من أقدم العهود والإنسان يدرك مدى ارتباط العلاقة بين ارتفاع حرارة الطقس والمزاج ، لذلك اتخذ كافة السبل للوقاية من حرارة الطقس ومنها اللجوء إلى مياه البحار أو الأنهار أو السباحة أو الاستحمام بالماء البارد . فهذه السلوكيات ليست إلا آليات لشعور الانسان بالارتياح النفسي للقيام بنشاطاته الاعتيادية. ولولا ذلك لما تطورت وسائل التكنولوجيا الحديثة في تصنيع المكيفات بأنواعها المختلفة .. وأثبت صحيا أن الأجواء المشمسة المعتدلة تقدم الكثير من الفوائد للصحة والحياة البشرية . إذ يساعد ضوء الشمس المعتدل في تنظيم معظم العمليات الحيوية في الجسم ..
*المواسم الحارة و ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف : -
تشير الدراسات الى ان للحرارة المرتفعة تأثيرا على المزاج وطريقة التفكير ،والقدرة على التعلم والاستيعاب ، واتزان السلوك وبالتالي على القدرة الإنتاجية والسلوكية. ففي دراسات أندرسون منذ عام 1987 ولغاية 2002 ودراسات العالمين بوران وريتشاردسون تبين ان للحرارة تأثير على المزاج ومن ثم على الأفكار والسلوك مؤدية الى اضطراب المزاج والشعور بعدم الارتياح ، وصعوبة التحمل او الصبر، وقلة التركيز والاستيعاب مما يؤدي الى زيادة حدة المزاج والاندفاعية والعصبية الفائضة ومن ثم العنف لأي مثير حتى لو كان بسيطا .
وفي دراسة لمدة (10) أعوام على الجرائم في الولايات المتحدة الأمريكية تبين ان معظم الجرائم كانت تقع في المواسم الحارة ،وان الجرائم العنيفة كانت أكثر في المناطق التي تمتاز بدرجات حرارة أعلى مثل( القتل والاغتصاب) اما الجرائم الأقل عنفا كحوادث السير والاحتيال والسرقة فتكون في المناطق والمواسم الأقل حرارة. أي ان هناك علاقة طردية بين العنف من حيث النوعية و الكمية وبين درجة الحرارة من حيث الشدة والفترة الزمنية...
وفي الدراسات التي اجريت على المساجين ، تبين ان المشاحنات والعنف لدى المساجين حين وضعهم في طقس معتدل اقل بكثير منها عند وضعهم في طقس حار ، وكذلك الحال بالنسبة لطلاب المدارس ..
وفي دراسات على الطلاب الذين يدرسون في صفوف حارة وجد ان نسبة الشجار بينهم من ركل بعضهم ،او العض ، او شد الشعر ، او الشتم ، او مشاكسة المعلمين والعنف الشديد تجاه بعضهم بعضا او تجاه المعلمين عالية ، وكذلك الحال بالنسبة إلى تدني التركيز والاستيعاب ، والتحصيل العلمي مقارنة مع المدارس التي تحظى بدرجات حرارة معتدلة .
ومع علمنا ان السلوك العنفي لا يعتمد فقط على عامل واحد ، فهناك عوامل متعددة اخرى نفسية ،وشخصية ، واجتماعية ، واقتصادية ،وثقافية تلعب دورا في ذلك، الا انه وما دامت الدراسات العلمية تثبت بشكل صارخ مدى ارتباط ارتفاع درجة الحرارة بالمزاج والفكر والسلوك ، ومدى تأثيرها السلبي على المجتمع ....
الشتاء والخريف : -
من الممكن أن يشعر الانسان خلال هذين الفصلين بالإكتئاب بسبب حدوث تغيرات في المناخ في فصل الخريف أو الشتاء بسبب قصر ساعات النهارأو بسبب الظواهر المخيفة كالبرق والرعد والرياح والأمطار ، ومنها ما يشل حركة الحياة ويصيبها بالتجمد مثل الثلوج والسيول لكن يمكن التخلص من هذا الاكتئاب بممارسة بعض النشاطات وتناول بعض الفيتامينات ...
الربيع : -
إن جو الربيع الذي تتفتح فيه الأزهار وتكتسي الطبيعة بلونها الأخضر هو جو يبعث الراحة في النفس ويشجع على النشاط حيث تزداد ساعات النهار ولكن البعض يشعر بحساسية من هذا الفصل مثل احمرار العينين وغيرها وذلك بسبب تغيرات عميقة تحصل في نظام النوم وايقاعات العمليات الحيوية في الجسم أثناء فصل الشتاء وهي ما يصعب على الجسم التخلص منها بسهولة والتأقلم مع حلول فصل الربيع . فحينما تبدأ درجات حرارة الجو بالارتفاع يحدث توسع في الأوعية الدموية . الأمر الذي يؤدي إلى هبوط ضغط الدم وبالتالي الشعور بالوهن والهبوط ، وهناك عامل الضوء فمن الصعب على الجسم التأقلم بسهولة وبسرعة لتغير نظامه الداخلي تبعاً لزيادة الضوء في الربيع لذا ينصح بممارسة الرياضة والحرص على تناول السوائل والفواكه والخضراوات الطازجة للتخفيف من حدة الوهن في الربيع . ويعتبر فصل الربيع من أفضل الفصول من الناحية النفسية ...
-----------------------------------------------------------------------------------------
موضوع بعنوان : الخبراء ينصحون بفهمها للتأقلم معها ( بقلم سارة ربيع – القاهرة )
أكدت الدكتورة منى أبو طيرة ، أستاذ علم نفس بكلية الآداب جامعة عين شمس أن المرأة أكثر استعدادا من الرجل للإصابة بالاكتئاب الموسمي الناتج عن تغير الفصول ، ويأتي هذا الاستعداد من التغيرات الهرمـونـيـة التـي تـصـيـبها ومـا يـصـاحبهـا مـن نـقـص هرمون الأستروجين . وتشير منى إلى دراسات حديثة أثبتت صحة هذا الأمر، مع اختلافه من فصل إلى آخر.
وتؤكد الدكتورة منى إن الأعراض الموسمية تظهر في تغير طريقة حياة المرأة مثل : اضطراب نظام النوم (الأرق) متأثرا بتغير مادة الميلاتونين المنظمة لدورة النوم واليقظة، فضلا عن تذبذب الحالة الانفعالية، مما يدفعها أحيانا إلى الغضب والثورة لأقل الأسباب ، وكذلك يبدو تفكيرها مشوشا غير منظم ، ينعكس في أخذ قرارات غير منطقية في بعض الأوقات.
وتتابع أبو طيرة: «هذه الأعراض تظهر في بداية تغير الفصل، وتصيب في الأغلب الشخصية الاكتئابية الهوسية، وقد يحتاج الأمر إلى التدخل الطبي للمساعدة العلاجية بالعقاقير الطبية، في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها في أثناء تغير الفصول. لكن نسبة كبيرة من السيدات لا يعين ما يحدث لهن ويتعاملن مع الموقف بجهل قد يؤدي إلى تدهور الحالة إلى ما هو أبعد من أعراض موسمية».
وتنصح أبو طيرة بمتابعة الأمر وبث الوعي بتأثير الظواهر الكونية في تكويننا النفسي، لأن للجغرافيا تأثيرا واضحا في حياتنا اليومية.
المصدر
https://sites.google.com/site/privatepsychology20132/
جـ/
لاحظ الانسان ارتباط حالة الطقس في فصول السنة مع حالة المزاج منذ القدم . فنسمات الربيع تريح النفس وتبعث العواطف الانسانية الرقيقة . بينما حرارة الصيف وبردالشتاء ترتبط بالانفعالات النفسية الحادة ، والخريف مرتبط في الأذهان بالذبول والهدوء والسكون . وجاء العلم الحديث ليؤكد وجود علاقة بين حالة النفس من حيث الاتزان الانفعالي والمزاج في اعتداله واضطرابه وسلوك الانسان ، وبين التغيرات الجوية من خلال تأثيرات كهربائية ومغناطيسية كونية يتفاعل معها عقل الانسان والجهازالعصبي. ويتضح ذلك من الآتي :-
الصيف :-
من أقدم العهود والإنسان يدرك مدى ارتباط العلاقة بين ارتفاع حرارة الطقس والمزاج ، لذلك اتخذ كافة السبل للوقاية من حرارة الطقس ومنها اللجوء إلى مياه البحار أو الأنهار أو السباحة أو الاستحمام بالماء البارد . فهذه السلوكيات ليست إلا آليات لشعور الانسان بالارتياح النفسي للقيام بنشاطاته الاعتيادية. ولولا ذلك لما تطورت وسائل التكنولوجيا الحديثة في تصنيع المكيفات بأنواعها المختلفة .. وأثبت صحيا أن الأجواء المشمسة المعتدلة تقدم الكثير من الفوائد للصحة والحياة البشرية . إذ يساعد ضوء الشمس المعتدل في تنظيم معظم العمليات الحيوية في الجسم ..
*المواسم الحارة و ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف : -
تشير الدراسات الى ان للحرارة المرتفعة تأثيرا على المزاج وطريقة التفكير ،والقدرة على التعلم والاستيعاب ، واتزان السلوك وبالتالي على القدرة الإنتاجية والسلوكية. ففي دراسات أندرسون منذ عام 1987 ولغاية 2002 ودراسات العالمين بوران وريتشاردسون تبين ان للحرارة تأثير على المزاج ومن ثم على الأفكار والسلوك مؤدية الى اضطراب المزاج والشعور بعدم الارتياح ، وصعوبة التحمل او الصبر، وقلة التركيز والاستيعاب مما يؤدي الى زيادة حدة المزاج والاندفاعية والعصبية الفائضة ومن ثم العنف لأي مثير حتى لو كان بسيطا .
وفي دراسة لمدة (10) أعوام على الجرائم في الولايات المتحدة الأمريكية تبين ان معظم الجرائم كانت تقع في المواسم الحارة ،وان الجرائم العنيفة كانت أكثر في المناطق التي تمتاز بدرجات حرارة أعلى مثل( القتل والاغتصاب) اما الجرائم الأقل عنفا كحوادث السير والاحتيال والسرقة فتكون في المناطق والمواسم الأقل حرارة. أي ان هناك علاقة طردية بين العنف من حيث النوعية و الكمية وبين درجة الحرارة من حيث الشدة والفترة الزمنية...
وفي الدراسات التي اجريت على المساجين ، تبين ان المشاحنات والعنف لدى المساجين حين وضعهم في طقس معتدل اقل بكثير منها عند وضعهم في طقس حار ، وكذلك الحال بالنسبة لطلاب المدارس ..
وفي دراسات على الطلاب الذين يدرسون في صفوف حارة وجد ان نسبة الشجار بينهم من ركل بعضهم ،او العض ، او شد الشعر ، او الشتم ، او مشاكسة المعلمين والعنف الشديد تجاه بعضهم بعضا او تجاه المعلمين عالية ، وكذلك الحال بالنسبة إلى تدني التركيز والاستيعاب ، والتحصيل العلمي مقارنة مع المدارس التي تحظى بدرجات حرارة معتدلة .
ومع علمنا ان السلوك العنفي لا يعتمد فقط على عامل واحد ، فهناك عوامل متعددة اخرى نفسية ،وشخصية ، واجتماعية ، واقتصادية ،وثقافية تلعب دورا في ذلك، الا انه وما دامت الدراسات العلمية تثبت بشكل صارخ مدى ارتباط ارتفاع درجة الحرارة بالمزاج والفكر والسلوك ، ومدى تأثيرها السلبي على المجتمع ....
الشتاء والخريف : -
من الممكن أن يشعر الانسان خلال هذين الفصلين بالإكتئاب بسبب حدوث تغيرات في المناخ في فصل الخريف أو الشتاء بسبب قصر ساعات النهارأو بسبب الظواهر المخيفة كالبرق والرعد والرياح والأمطار ، ومنها ما يشل حركة الحياة ويصيبها بالتجمد مثل الثلوج والسيول لكن يمكن التخلص من هذا الاكتئاب بممارسة بعض النشاطات وتناول بعض الفيتامينات ...
الربيع : -
إن جو الربيع الذي تتفتح فيه الأزهار وتكتسي الطبيعة بلونها الأخضر هو جو يبعث الراحة في النفس ويشجع على النشاط حيث تزداد ساعات النهار ولكن البعض يشعر بحساسية من هذا الفصل مثل احمرار العينين وغيرها وذلك بسبب تغيرات عميقة تحصل في نظام النوم وايقاعات العمليات الحيوية في الجسم أثناء فصل الشتاء وهي ما يصعب على الجسم التخلص منها بسهولة والتأقلم مع حلول فصل الربيع . فحينما تبدأ درجات حرارة الجو بالارتفاع يحدث توسع في الأوعية الدموية . الأمر الذي يؤدي إلى هبوط ضغط الدم وبالتالي الشعور بالوهن والهبوط ، وهناك عامل الضوء فمن الصعب على الجسم التأقلم بسهولة وبسرعة لتغير نظامه الداخلي تبعاً لزيادة الضوء في الربيع لذا ينصح بممارسة الرياضة والحرص على تناول السوائل والفواكه والخضراوات الطازجة للتخفيف من حدة الوهن في الربيع . ويعتبر فصل الربيع من أفضل الفصول من الناحية النفسية ...
-----------------------------------------------------------------------------------------
موضوع بعنوان : الخبراء ينصحون بفهمها للتأقلم معها ( بقلم سارة ربيع – القاهرة )
أكدت الدكتورة منى أبو طيرة ، أستاذ علم نفس بكلية الآداب جامعة عين شمس أن المرأة أكثر استعدادا من الرجل للإصابة بالاكتئاب الموسمي الناتج عن تغير الفصول ، ويأتي هذا الاستعداد من التغيرات الهرمـونـيـة التـي تـصـيـبها ومـا يـصـاحبهـا مـن نـقـص هرمون الأستروجين . وتشير منى إلى دراسات حديثة أثبتت صحة هذا الأمر، مع اختلافه من فصل إلى آخر.
وتؤكد الدكتورة منى إن الأعراض الموسمية تظهر في تغير طريقة حياة المرأة مثل : اضطراب نظام النوم (الأرق) متأثرا بتغير مادة الميلاتونين المنظمة لدورة النوم واليقظة، فضلا عن تذبذب الحالة الانفعالية، مما يدفعها أحيانا إلى الغضب والثورة لأقل الأسباب ، وكذلك يبدو تفكيرها مشوشا غير منظم ، ينعكس في أخذ قرارات غير منطقية في بعض الأوقات.
وتتابع أبو طيرة: «هذه الأعراض تظهر في بداية تغير الفصل، وتصيب في الأغلب الشخصية الاكتئابية الهوسية، وقد يحتاج الأمر إلى التدخل الطبي للمساعدة العلاجية بالعقاقير الطبية، في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها في أثناء تغير الفصول. لكن نسبة كبيرة من السيدات لا يعين ما يحدث لهن ويتعاملن مع الموقف بجهل قد يؤدي إلى تدهور الحالة إلى ما هو أبعد من أعراض موسمية».
وتنصح أبو طيرة بمتابعة الأمر وبث الوعي بتأثير الظواهر الكونية في تكويننا النفسي، لأن للجغرافيا تأثيرا واضحا في حياتنا اليومية.
المصدر
https://sites.google.com/site/privatepsychology20132/