المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ


الاذفر
2013-02-10, 10:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ و صحبه وَ سَلَّمَ ليلةَ كادتْه الشياطين؟

الحمد لله ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خاتم رسل الله

و على آله و صحبه و من والاه :

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=4&cp=-1&attdepth=4&imgsrc=cid%3a1CAE079941F84073B60A7D7C75136C4F%40HP PC&cid=d672de5e91304658&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_2ca2823124c61ece6aca8819339e76b619f9e0b8 c8d7283470a206170792d8e8&oneredir=1

كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ ليلةَ كادتْه الشياطين؟

ولنا فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنة:

فماذا تَقول إذا فَزِعْتَ مِن شيء؟

وإذا أرِقتَ مِن الليلِ؛ فماذا تدعو به؟

أو إذا خِفْتَ رَجُلاً أو قومًا؟

وعمومًا: إذا أردتَ دَفْعَ كَيْدِ الشياطينِ وتَمَرُّدِهم؟

قال أبي -رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحته" (6/ ق1/ 534):

"وِرْدُ الفزع بالليل"

ثم أورد حديث الحافظ الطبراني رَحِمَهُ اللهُ

في "الأوسط" (2/ 31/ 5547)-:

عَنْ خَالِدِ بن الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:



( كُنْتُ أَفْزَعُ بِالليلِ فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلتُ:

إنِّي أَفْزَعُ بِالليلِ فَآخُذُ سَيْفِي، فَلا أَلْقَىٰ شَيئًا إلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي !

فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِي الرُّوحُ الأَمِينُ؟

فَقُلْتُ: بَلَىٰ.

فَقَالَ: قُلْ:

أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ

مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا

وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

وَمِنْ كُلِّ طَارِقٍ، إِلاَّ طَارِقٍ يَطْرُقُ بِخَيْرٍيَا رَحْمَـٰنُ )

خلاصة حكم المحدث:

فيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير المدائني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات‏‏

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=5&cp=-1&attdepth=5&imgsrc=cid%3aE6F6CFBC07414DFEB9059CFDE0200B49%40HP PC&cid=d672de5e91304658&blob=NHxhdHRiYzVlNC5naWZ8aW1hZ2UvZ2lm&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_0949573cd90a1987f7235c2596dc9fc8684cc058 b8c1a734798bee4b9a763277&oneredir=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

وقد بيّن حديثٌ آخَرُ تعليمَ الروحِ الأمينِ -جبريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ-

نبيَّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ هٰذا الدعاء؛

فأورد الوالدُ -رَحِمَهُ اللهُ-

في "صحيحته" (2995) حديثَ عبد الرحمٰن بن خنبش رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،

والذي رواه الإمام أحمد (3/ 419) وغيرُه رَحِمَهُمُ اللهُ:



( جَاءَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَوْدِيَةِ،

وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْجِبَالِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ، يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ

بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَرُعِبَ

قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ-.

قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! قُلْ.

قَالَ: مَا أَقُولُ؟

قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ

وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا

وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا

وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ، إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ

يَا رَحْمَـٰنُ!

فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ).

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=6&cp=-1&attdepth=6&imgsrc=cid%3aD2657A1A38AD4C1DA57AFA1B8DB5F86A%40HP PC&cid=d672de5e91304658&blob=NXxhdHRiYzVlNS5naWZ8aW1hZ2UvZ2lm&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_86c3466162ae4ddd4618f222bb3cf9f97d0ba7d9 9357ea40fb09daac769082d1&oneredir=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

طَرَفٌ مِنَ الشرح:

«أَعُوذُ» أَلْجَأُ وأَعْتَصِمُ.

« بِكَلِمَاتِ اللهِ » المرادُ بها هنا: الكلمات الكَونية،

وهي الكلمات التي يُكَوِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بها الكائنات.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ :



[ فَالْكَلِمَاتُ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ لَيْسَتْ هِيَ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ الشَّرْعِيَّيْنِ؛

فَإِنَّ الْفُجَّارَ عَصَوْا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، بَلْ هِيَ الَّتِي بِهَا يَكُونُ الْكَائِنَاتُ ]

اﻫ مِن "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (8/ 60).



قال العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ:



واللهُ رَبِّـي لـم يَـزَلْ مُتَكَلِّـمًـا وكَـلامُـه المسـمـوعُ بــالآذانِ

صِدقًـا وعَـدْلاً أُحْكِمَـتْ كَلماتُـه طَلَبًـا وإخـبـارًا بــلا نُقـصـانِ

ورَسولُه قد عَاذ بِالكلماتِ مِن لَدْغٍ ومِن عينٍ ومِن شيطانِ

أيُعاذُ بِالمخلوق؟! حاشاهُ مِنَ الإشراكِ وهو مُعَلِّمُ الإيمانِ

بل عَاذ بالكلماتِ وهي صفاتُه سبحانه ليست مِن الأكْوانِ

مِن"الكافية الشافية" (الأبيات: 556 – 560).

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=7&cp=-1&attdepth=7&imgsrc=cid%3a46C60B6BD7364ED1BE072583A100DBF2%40HP PC&cid=d672de5e91304658&blob=NnxhdHRiYzVlNi5naWZ8aW1hZ2UvZ2lm&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_7090b1b353f4867109ca5b51e402a4804c484ed9 f0c4c27ab139d6057682388a&oneredir=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

« التَّامَّةِ » الْمُرَاد بِالتَّامَّةِ: الْكَامِلَة. وَقِيلَ: النَّافِعَة.

وَقِيلَ: الشَّافِيَة وَقِيلَ: الْمُبَارَكَة.

وَقِيلَ: الْقَاضِيَة الَّتِي تَمْضِي وَتَسْتَمِرّ وَلا يَرُدّهَا شَيْء،

وَلا يَدْخُلهَا نَقْص وَلا عَيْب

وقال ابن الأثير في "النهاية" (1/ 179):



[ إِنَّمَا وَصَفَهَا بِالتَّمَامِ؛ لأَنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلامِهِ نَقْصٌ

أَوْ عَيْبٌ كَمَا يَكُونُ فِي كَلامِ النَّاسِ. وَقِيلَ: مَعْنَى التَّمَامِ هَـٰهُنَا أَنَّهَا تَنْفَعُ

الْمَقُولَةُ لَهُ، وَتَحْفَظُهُ مِنَ الآفَاتِ وَتَكْفِيهِ ]

اﻫ.



« الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ » لا يَتَعَدَّاهُنّ.

« بَرٌّ » تَقِيٌّ مُحْسِن.

« وَلَا فَاجِر ٌ» مَائِلٌ عنِ الحقِّ

« مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ »

قال العلامة ابن القيم في قوله تَعَالى:



{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) }

[ وقد دخل في قوله تَعالىٰ:{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ }الاستعاذةُ مِن كُلِّ شَرٍّ في

أيِّ مخلوقٍ قام به الشَّرُّ مِن حيوانٍ أو غيرِه، إنسيًّا كان أو جِنِّيًّا،

أو هَامّةً أو دابَّةً، أو رِيحًا أو صاعِقةً، أيَّ نوعٍ كان مِن أنواعِ البلاء.

فإنْ قُلتَ: فهل في { مَا } هٰهنا عموم؟

قلتُ: فيها عمومٌ تَقْيِيديٌّ وَصْفِيٌّ لا عمومٌ إطلاقِيٌّ.

والمعنى: مِن شَرِّ كُلِّ مخلوقٍ فيه شَرٌّ، فعُمومُها مِن هٰذا الوجه.

وليس المرادُ الاستعاذةَ مِن شَرِّ كُلِّ ما خَلَقَه اللهُ تَعالىٰ؛ فإنَّ الجنةَ وما فيها

ليس فيها شَرٌّ، وكذٰلك الملائكة، والأنبياء؛ فإنهم خيرٌ مَحْضٌ،

والخيرُ كُلُّه حَصَل على أيديهم، فالاستعاذة { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } تَعُمُّ:

شَرَّ كُلِّ مخلوقٍ فيه شَرٌّ - وكُلَّ شَرٍّ في الدنيا والآخرة.

وشَرَّ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ - وشَرَّ السِّبَاعِ والهَوامِ.

وشَرَّ النارِ والهواءِ - وغيرَ ذٰلك ]

اﻫ مِن "بدائع الفوائد" (2/ 215).

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=8&cp=-1&attdepth=8&imgsrc=cid%3a0259F2F65BD148E28D7878F57B63E8A0%40HP PC&cid=d672de5e91304658&blob=N3xhdHRiYzVlNy5naWZ8aW1hZ2UvZ2lm&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_95a0d0e95e1c238c85ba05cf2a967c44e366ca55 2261277ec5d0a42ef0cb0c9c&oneredir=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

« وَذَرَأَ » "ذَرأ اللّهُ الخلقَ يذْرَؤُهم ذَرْءاً إذا خلقهم وكأنَّ الذَّرْءَ

مُختصٌّ بخلْق الذُّرّيَّة .



« وَبَرَأَ » في أسماء اللّه تعالى ( البارئ ) هو الذي خَلَق الخلْق لا عَنْ مِثال.

ولهٰذه اللفظةِ مِنَ الاختصاصِ بِخَلْقِ الحيوان ما ليس لها بغيره مِن

المخلوقات، وقلَّما تُستَعمل في غير الحيوان،

فيُقال: بَرأ اللّه النسَمَة، وخلَق السمواتِ والأرضَ .



« وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ » مِن العُقُوبات، كالصَّواعِقِ.

« وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا » مما يوجب العقوبةَ، وهُو الأعمال السَّيِّئة.

« وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ » أي خَلَقَ على ظَهْرِها.

« وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا » ممّا خَلَقَه في بَطْنِها.

« وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ » الواقعةِ فيهما، وهو مِن الإضافة

إلى الظَّرْف .

« وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ » وكلُّ آتٍ باللَّيل: طَارِق.

وقيل: أصْلُ الطُّرُوق: مِن الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسُمِّي الآتِي بالليل طارقًا؛

لحَاجته إلى دَقِّ الباب .

« إِلَّا طَارِقًا » نُصِب؛ لأنه استثناءٌ متَّصلٌ مِن كلام موجب، فهو منصوب.

وفي نسخة: بالجرِّ بَدلاً مِن (طَارِقٍ)؛ لأنه نَفْيُ مَعنًى، أي فلا يصيبني

شيءٌ مِن طوارقِ الليلِ إلا طارقٍ « يَطْرُقُ » أي يأتي « بِخَيْر ٍ».

« يَا رَحْمَـٰنُ! » خَتَم بِنداءِ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُهُ بِاسمٍ عظيمٍ مِن أسمائه الحسنىٰ.

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=9&cp=-1&attdepth=9&imgsrc=cid%3a7ACF55C394544F8DAE15275850B07664%40HP PC&cid=d672de5e91304658&blob=OHxhdHRiYzVlOC5naWZ8aW1hZ2UvZ2lm&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_35f0e16092c6be44285a39e9def4c465dee2b976 e8b6e2bd150c1d6638c5719a&oneredir=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال العلامةُ السعديّ -رَحِمَهُ اللهُ- في تفسير قولِه تَعالىٰ:



{ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ }

(البقرة: 163)

[ يخبر تعالى -وهو أصدق القائلين- أنه{ إِلَهٌ وَاحِدٌ }

أي: مُتوحِّد مُنفردٌ في : ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فليس له شريكٌ

في ذاته، ولا سَمِيَّ له، ولا كُفُوَ له، ولا مِثْلَ، ولا نَظِير ولا خالقَ

ولا مُدَبِّرَغيره فإذا كان كذٰلك؛ فهو المستَحِقُّ لأَنْ:

يُؤْلَهَ ويُعْبَدَ بجميعِ أنواع العبادة ولا يُشْرَكَ به أَحَدٌ مِن خَلْقِه.

لأنه{ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ }المتَّصِفُ بالرَّحْمَةِ العظيمة، التي لا يُماثِلُها

رحمةُ أحدٍ، فقد وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ، وعَمَّتْ كُلَّ حَيٍّ.

فبِرَحْمَتِه:وُجِدَتِ المخلوقات.

وبِرَحْمَتِهِ:حَصَلَت لها أنواعُ الكَمالات.

وبِرَحْمَتِهِ:اندفع عنها كُلُّ نِقْمة.

وبِرَحْمَتِهِ:عَرَّفَ عِبادَه نَفْسَه بصِفاته وآلائه، وبيَّن لهم كُلَّ ما يَحْتاجُون

إليه مِن مصالِحِ دِينهم ودنياهم، بإرسالِ الرُّسُل، وإنزالِ الكُتُب.

فإذا عُلِمَ أنّ ما بِالعباد مِن نِعمَةٍ؛ فمِنَ اللهِ، وأنّ أحدًا مِن المخلُوقين

لا يَنفع أحدًا

عُلِم: أنّ اللهَ هو المستحقُّ لِجميعِ أنواعِ العبادة، وأن يُفْرَدَ بالْمَحَبَّةِ،

والخوفِ، والرَّجاءِ، والتَّعظيمِ، والتَّوكُّلِ، وغيرِ ذٰلك مِن أنواع الطاعات.

وأنّ مِنْ أَظْلَمِ الظُّلْم، وأقْبَحِ القَبيح: أن يُعْدَل عن عِبادتِه إلى عِبادة العبيدِ،

وأن يُشْرَكَ المخلوقُ مِن تُرابٍ، بِرَبِّ الأرباب، أو يُعبَد المخلوقُ المدَبَّرُ

العاجزُ مِن جميع الوُجوه، مع الخالقِ المدَبِّرِ القادِر القويِّ،

الذي قد قَهَرَ كُلَّ شيءٍ، ودَان له كُلُّ شيءٍ.

ففي هٰذه الآية: إثباتُ وحدانيّةِ الباري وإلٰهِيَّتِه، وتقريرُها بِنَفْيِها عن غيرِه

مِن المخلوقين، وبيانِ أصلِ الدليلِ علىٰ ذٰلك،

وهو: إثباتُ رحمتِه التي مِن آثارِها: وُجودُ جميعِ النِّعَم، واندِفاعُ جميعِ النِّقَم.

فهٰذا دليلٌ إجماليٌّ علىٰ وحدانيَّتِه تَعالىٰ ]

اﻫ مِن "تيسير الكريم الرحمٰن" (ص77 و78).

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=10&cp=-1&attdepth=10&imgsrc=cid%3a09E22C8A4D634CA1ACA334DDD07AECAD%40HP PC&cid=d672de5e91304658&blob=OXxhdHRiYzVlOS5naWZ8aW1hZ2UvZ2lm&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_0f6641fd4a71d1b0c48b23821c0ebd20693ed704 c80a9d1aac1b44aa741a522e&oneredir=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

قال العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في "الكافية الشافية"

(الأبيات: 4824 – 4833):

يـا مَـن يريـد وِلايةَ الرَّحـمٰن دُونَ وِلايـةِ الشيطانِ والأوثــانِ

فَارِقْ جميعَ النَّاس في إشراكـ هم حـــتى تَنـالَ وِلايـة الرحـمٰنِ

يكفيكَ مَن وَسِعَ الخلائقَ رحمةً وكفايةً ذو الفضل والإحسانِ

يكفيكَ مَن لم تَخْلُ مِن إحسانه فـي طَرْفـة بِتَقَلُّـبِ الأجفـانِ

يكفيـكَ رَبٌّ لـم تــزل ألطـافُـه تـأتـي إلـيـكَ برحـمـةٍ وحَـنـانِ

يكفيكَ رَبٌّ لم تزل في سِتْـرِهِ ويَـراكَ حيـنَ تَجـيءُ بالعَصيـانِ

يكفيكَ رَبٌّ لم تـزل فـي حِفْظِـهِ وَوقَايـةٍ منـه مَـدَى الأزمـانِ

يكفيكَ رَبٌّ لم تـزل فـي فَضْلِـهِ متَقَلِّبًـا فـي السِّـرِ والإِعــــلانِ

يَدعُوه أهلُ الأرضِ مَعْ أهل السمـاءِ فكُلَّ يومٍ رَبُنَا فـي شـانِ

وهو الكفيـلُ بكُـلِّ مـا يَدْعُونَـهُ لا يَعْتَـرِي جَـدْوَاهُ مِـن نُقْصَـانِ

http://157.56.19.81/att/GetInline.aspx?messageid=eab46b76-7392-11e2-ad2b-00215ad6e25c&attindex=11&cp=-1&attdepth=11&imgsrc=cid%3aE03CDF0372E84CAE9208FDEADCE10832%40HP PC&cid=d672de5e91304658&blob=MTB82KfZhNi12YTYp9ipINi52YTZiSDYp9mE2YbYqNmJI DA4LmpwZ3xpbWFnZS9qcGVn&hm__login=a-7n&hm__domain=hotmail.com&ip=10.112.100.8&d=d4297&mf=0&hm__ts=Sun%2c%2010%20Feb%202013%2019%3a06%3a19%20G MT&st=a-7n&hm__ha=01_b89aed31290643ffb4051a3f3ee4b7bbb285a5a6 69f93dc1ce08b32d090bd275&oneredir=1

محمد المقاطي
2013-02-10, 10:31 PM
جزاك الله خير أخي الاذفر على نشر الخير والنفع لإخوانك
موضوع جميل منسّق ومرتّب ، شكراً لك.
تحيتي

سراب
2013-02-11, 01:48 AM
جزاك الله خير الجزاء اخي الاذفر
بارك الله بعطائك

مقطع العروق
2013-02-11, 11:55 AM
بارك الله فيك اخي الكريم

على هالموضوع الجميل ذا الفائدة

اسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتك

وتقبل مروووووري

ابو طلال الفيفي
2013-02-13, 12:28 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك اخي الكريم

رذاذ
2013-02-13, 03:50 PM
معلومات قيمّه وأحاديث وشرح وافي لما فعلهُ سيّـد الأنام .. عليه أفضل الصلاة والســلام

بارك الله فيك أخينا الأذفر .. زادك الله علماً ورفعةً بما كتبتَ ونفعـت .. وحفظك المولى

من كل ذي شر ..

اللهم آميـــن


رذاذ