المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجلالي: الله ييسر رجالاً لخدمة دينه والأمة الإسلامية


أحمد الحربي
2012-09-10, 05:17 PM
دوحة - العرب | 2012-09-08

اختار الشيخ د.عبدالله بن حمد الجلالي من علماء المملكة العربية السعودية أمس في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب تفسير آيات كريمة من سورة النور انطلاقا من قوله تعالى: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ».
وقال الخطيب الذي كان مدرسا للتفسير في جامعة الإمام: إننا نقرأ هذه الآيات ونتساءل عن معانيها، موضحا أن النور هو الإيمان في قلب المؤمن, إن المشكاة قوة والزجاجة تقوي النور، لافتا إلى أن القرآن خاطب العباد بأعلى ما وصلوا إليه في عالم الضوء أو الإضاءة في ذلك العصر.
وزاد: قلب المؤمن مضيء لقوله صلى الله عليه وسلم عنه كأنه السراج يزهر، موضحا أن ذلك النور، هو الذي جعل الصحابة رضوان الله عليهم ومن سار على نهجهم ممن نذروا حياتهم وأموالهم ووقتهم في سبيل دين الله عز وجل ونصرة أمة الإسلام.
وأضاف الخطيب: أن الإنسان يتساءل أين يوجد ذلك النور وأين ينمو ويولد، هل في المسارح والمراقص أم في أماكن اللهو واللعب وقتل الوقت؟ مؤكداً أن النور يولد في بيوت قال الله تعالى فيها «بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ» أي المساجد « يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ». وبين أن هؤلاء الرجال يخافون الله تعالى ويعملون حسابا ليوم القيامة ومشاهده، وهو خوف يعطيهم الأمان لأنهم عرفوا قدر المال وقيمته وكيف يجب أن يصرف, وفيما يجب أن ينفق ويصرف في عمارة بيوت الله حتى يسبح له في الغدو والآصال.
ونبه إلى أن الرجولة لا يقصد فيها بالضرورة الذكورة وأن الرجولة درجة عالية من الذكورية، مشيراً إلى أن كلمة رجال لم تأت في القرآن أو السنة إلا في الحديث عن العظماء.
وأكد الخطيب أن الرجولة تظهر في الأحداث الكبيرة والصعبة، لافتا إلى أنه لم يمر على الأمة الإسلامية وقت عصيب كالذي تمر به اليوم، حيث تنكر للإسلام جزء كبير من أبنائه يتكلمون بلغتنا وألسنتنا وهم حرب على الإسلام من مواقع مختلفة.
لكن الله -يضيف الدكتور الجلالي- يسر لدينه رجالا جعلهم في خدمة دين الله والأمة الإسلامية ونصرة المسلمين, على عكس ما فعله من وصفه بطاغوت الشام من حيث استمرار القتل في بلد استهلكت 25 ألف صحابي قتلوا واستشهدوا في سبيلها لتكون الأرض المباركة التي بارك الله حولها.
وفيما تأسف الخطيب أن يأتي للسلطة في الشام من لم يقدر تلك التضحيات وضربها عرض الحائط ونهج أسلوب الظلم والعدوان، وعبر عن تفاؤله بوجود رجال في هذه الأمة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخدمون دين الله ويحرصون على الأمة الإسلامية، مستشهدا بسيرة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ومواقفهما في محاربة الظلم والحرص على العدل ورعاية مصالح المسلمين والشجاعة في الدفاع عن الدين والعزة به، وما حصل لقتيبة بن مسلم بالصين، وعقبة بن نافع بالمغرب وتونس حيث بنى مدينة القيروان، وكذا حادثة المعتصم الخليفة العباسي الذي استجاب لصرخة امرأة بالعمورية التي نادت بعدما أسرت وظلمت «وامعتصماه»، فيما لا استجابة اليوم لنداءات الآلاف يقتلون ببلاد الشام وفي فلسطين وبورما وغيرها من المناطق التي يعاني فيها المسلمون, ووجود المعتقلات والمظلومين.
ونبه الشيخ الجلالي لضرورة استحضار القادة الذين استرعاهم الله عز وجل على المسلمين لمقولة عمر بن الخطاب المشهورة «لو أن بغلة تعثرت في العراق لسئل عنها عمر لما لم تمهد لها الطريق» ومواقف أخرى لرجال آخرين.
وزاد الخطيب أننا مطالبون بالانتباه لقوله تعالى «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ» وأن نعرف المسؤولية التي جعلها في أعناقنا لئلا يؤذى مسلم في الشام أو بورما أو غيرها.
وقال الخطيب نحن متفائلون بالقيادات الإسلامية التي تستحضر خشية الله وتناصر المسلمين، متوجها بالشكر للقيادة القطرية والسعودية على مواقفها الرصينة والعظيمة التي جسدت مفهوم الرجولة المشار إليها سلفا بالآيات المذكورة، في إشارة منه للموقف مما يحصل بسوريا، داعيا الله أن تنجح في إنقاذ الأمة الإسلامية من ورطتها والخروج منها.
إلى ذلك قال الجلالي: إن الجهاد فريضة على المسلمين من أجل دين الله تعالى وعزته والدعوة على منهج السلف الصالح، مشيراً لاختلاط الجهاد عند طائفة من الناس بالإرهاب والتكفير والتفجير، مع أن الفرق بينهما أبعد مما بين المشرق والمغرب.
وشكر الخطيب سمو الأمير على هذا الإنجاز العظيم ببناء مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب، لأنه سيكون منارة لإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وجعل الدعوة إلى الله على منهج قويم وتربية الرجال واستعادة حضارة الأمة الإسلامية وتاريخها ومجدها، خاصة وأنه يحمل اسما مهما عاليا وعلما من إعلام السنة كان له دور كبير بالمنطقة والعالم الإسلامي.
وشدد المتحدث في ختام خطبته على أن من يحاربون الدين نوعان، الأول يتظاهرون بالإسلام نفاقا وهم ألد أعدائه يفسدون وهم يعتقدون أنهم يصلحون، والثاني من الكفار الطغاة يفسدون وهم يعلمون أنهم يفسدون، موضحا أن النوعين معا يواجههم رجال «لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ».

سراب
2012-09-10, 06:19 PM
جزاك الله خير اخي احمد
وجعل ما نفعتنا به في موازين اعمالك

أبا محمد
2012-09-10, 06:26 PM
شكر أخي أحمد
على الخطبة المفيدة
جزاك الله خيرا

مقطع العروق
2012-09-10, 07:34 PM
بارك الله فيك اخي الكريم ونفع بما قدمت

تقبل مروووووري

ابو طلال الفيفي
2012-09-12, 02:34 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك اخي الكريم