د. محمد الطويرقي
2011-10-12, 07:39 PM
الكون يتسع ( يحوي) او يتوسع :
الآن وفي هذه الأيام من شهر اكتوبر عام 2001م قالت لجنة نوبل للفيزياء إن ثلاثة باحثين فازوا بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2011 لاكتشافهم تسارع التوسع الكوني عن طريق متابعة النجوم المنفجرة "السوبرنوفا". وقد برهن المفكرين الثلاثة على أن الكون يتسع باضطراد بفكر تخيلي وبدون مصدر يستندون اليه الا ( ما يسمى بالخيال العلمي) ، ولتكريس الفكره حصل باحث الفيزياء الكونية الأمريكي سول بيرلموتر على نصف الجائزة وقيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (مليون يورو) في حين حصل على النصف الآخر الأمريكي الاسترالي بريان شميت والباحث الأمريكي/ آدم ريس. ونال الباحثون الجائزة بناء على أبحاثهم عن ما يسمى توسع الكون الذي يعتقدونه عن الانفجارات التي تحدث في النجوم والمسماة بالسوبرنوفا وعلى ضوء تحليلهم لأطياف الضوء التي سنشرحها لاحقا وفقط.
وقالت لجنة نوبل "إن اكتشافات الباحثين الثلاثة هزت أركان علم الكون- الكوزمولوجيا". فقد استخدم الباحثون نوعا معينا من انفجارات النجوم البعيدة جدا لقياس الكون. وقام الباحثون بقياس ضوء نجوم منفجرة قديمة من الفئة الأولى أ ، وهي نجوم ثقيلة مثل الشمس لكن حجمها صغير مثل الأرض. ويكفي انفجار واحد في أحد هذه النجوم، لانبعاث ضوء منه يماثل الضوء المنبعث من مجرة بأكملها فيها ملايين الشموس (هم يعتقدون أن هناك ملايين المجرات والشموس رغم أن الله تعالى لم يذكر الا هذه الشمس التي نراها يومياً ) .
لكنهم رغم ذلك يعترفون بعجزهم عن معرفة ذلكBildunterschrift:من خلال مراقبة ضوء السوبرنوفا ولا يعرفون لماذا الكون يتمدد بسرعة مذهلة وتصوروا أن الضوء الذي وصل إلى الأرض من 50 من هذه النجوم كان خافتا جدا ، وكان ذلك على عكس توقعات راصدي الفضاء وحساباتهم. وقد احتار الباحثون في السبب ووقفوا أمام هذا اللغز إلى أن اهتدوا إلى السبب الخيالي لعدم وجود سبب ملموس وقالوا: الكون يتسع باستمرار وبشكل متسارع وباضطراد. وبناء عليه نشر راصدي الفضاء هذه النتيجة عام 1998م لتحدث ثورة في علم الكون والفلك كما يزعمون .
ويعتقد الخبراء أن السبب في هذا التوسع يعود إلى ما يسمى بالمادة المظلمة أو السوداء ، والتي تشكل حسب نظريتهم ، ثلاثة أرباع كتلة الكون وتصد الجاذبية. ومن خلال مراقبتهم نوعا معينا من السوبرنوفا اعتقد راصدي الفلك مرجعا لحركة الضوء. وأتت أعمالهم لتؤكد نظرية طرحها بداية ألبرت اينشتاين وأطلق عليها اسم الثابت الكوني (الكوزمولوجي).
وهذا النوع من السوبرنوفا كما يعتقدون يعتبر ضوءا مرجعيا في الكون في تصورهم ، وهو انفجار نجوم يعرفه الفيزيائيين بتحديد قوة إشراقها وتستخدم لقياس المسافات في الكون. وقالت لجنة نوبل "منذ أكثر من قرن ندرك أن الكون في توسع بعد الانفجار الكبير (بيع بانغ) الذي حصل قبل 14 مليار سنة تقريبا" ( خيالهم خصب). وتابعت لجنة نوبل لتقول "إلا أن هذا الاكتشاف أظهر أن هذا التوسع يتسارع بشكل مذهل. وفي حال استمرت سرعة التوسع بالارتفاع فان الكون سيتحول إلى جليد".
ونرد عليهم بقول الله تعالى :{ يوم نطوي السماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداًعلينا إنّا كنّا فاعلين} (الأنبياء : 104) ،
اذا كانت الآية السابقة تشير إلى توسع السماء عند بدايتها فقط فإن هذه الآية تشير إلى انكماشها عند نهايتها وفقط ، وسيعيد الله السماء إلى ما كانت علية عند بدايتها : {كما بدأنا أول خلق نعيده}؛ وهذا لايعني أن التوسع مستمراً بعد الإنتهاء من خلقها ، وليتأمل القارئ تشبيه القرآن للطريقة التي ستنكمش بها هذه السماء عند انتهاء أجلها ، فهي نفس الطريقة التي يتبعها الكاتب لـ (السجل) في لف (طي) الرسائل (للكتب) عند الانتهاء من كتابتها كما هي العادة في زمن نزول القرآن.
لقد أجمع أهل المعامل على حقيقة التوسع الكوني ( السماء الدنيا) كما شرحنا ذلك عند توزيعهم الجوائز وهذا باطل ، ولكنهم لم يتمكنوا إلى الآن من البت في الحالة التي سيؤول إليها الكون ( السماء الدنيا) ، حيث يقول بعضهم أن الكون سيبقى في حالة تمدد إلى الأبد بينما يقول آخرون أنه سيأتي يوم تتغلب فيه قوة الجذب بين مكوناته على قوة الاندفاع الناتجة عن الانفجار المزعوم فيعود الكون من حيث بدأ وينهار على نفسه .
أما نحن المسلمون فنؤمن إيماناً جازماً بوعد ربنا سبحانه وتعالى حول مصير هذه السماء ، وأنها ستعود من حيث بدأت كما قال سبحانه :{كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً عليناإنّا كنّا فاعلين} والقائل سبحانه {وما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعاً قبضته يومالقيامة والسموات مطويّات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون} (الزمر:67).
فرية توسع الكون :
منذ أن خلق الله الأرض والسماوات وحتى بداية القرن العشرين كان إعتقاد علماء الأرض بأن هذا الكون ثابت لا يتغيَّر ، خلقه الله تعالى هكذا وسيستمر إلى مالا نهاية على ما هو عليه حتى يوم القيامة ؛ فالشمس والقمر يطلعان كل يوم من المشرق ويغيبان في المغرب ، و لهما منازل محددة طيلة الشهر ، وفصول السنة من شتاء وصيف وربيع وخريف تتعاقب باستمرار حال ثبات الأرض ، والنجوم كما هي .في ظل هذه الرؤية ، لم يكن أحد أن يجرؤ أو يتخيَّل بأن حجم الكون ( السماء ) يكبر ويتوسع باستمرار ولم يمكن لعقل بشري أن يأتي أحد ويتصور بأن السماء كلها تتمدَّد وتتوسع ! ثم جاء النصف الأول من القرن العشرين وتم اختراع أجهزة دقيقة قادرة على تحليل الضوء القادم من النجوم البعيدة ، وقالوا بانحراف هذا الضوء نحو اللون الأحمر ، ووضعوا له ثلاثة احتمالات :
1- إذا كانت المسافة التي تفصل الرائي عن أي نجم ثابتة فيلاحظ الراصد أن ألوان الطيف الضوئي القادم منه كما هي. 2- إذا كان النجم يقترب من الراصد فإن الطيف الضوئي في هذه الحالة يعاني انحرافاً نحو اللون الأزرق باتجاه الأمواج القصيرة للضوء ، وكأن هذه الأمواج تنضغط. 3- إذا كان النجم يبتعد عن الراصد فإن طيفه الضوئي ينحرف نحو اللون الأحمر، باتجاه الأمواج الطويلة للضوء ، وكأن هذه الأمواج تتمدد. والنتيجة التي حصل عليها مشاهدي الفلك من خلال تلك الإحتمالات أن معظم النجوم البعيدة عنهم تهرب مبتعدة بسرعات كبيرة قد تبلغ آلاف الكيلومترات في الثانية الواحدة ! لذلك قالوا : نجد ضوءها منحرفاً نحو اللون الأحمر. ثم قاموا وطوروا أجهزة القياس والتحليل ، باستخدام برامج الكمبيوتر ثم تم تأكيد هذه الفكرة ، حتى إننا نجد اليوم أي بحث عن الفلك ينطلق من هذه الفكرة .لقد بدأ النظريون منذ أقل من مئة سنة يلاحظون أن الضوء القادم إلى الراصد من النجوم البعيدة ينحرف نحو اللون الأحمر ، وعندها قام النظريون بتحليل الضوء القادم من نجم ما ، وذلك من خلال جهاز خاص تبيَّن أن الطيف الضوئي ينزاح نحو اللون الأحمر.وقالوا أن الضوء يتألف من سبعة ألوان رئيسة ، أي أن ضوء الشمس وهو نجم ، عندما يخترق زجاجة مثلثة تسمى الموشور ، يتحلل إلى سبعة ألوان مرئية تبدأ بالأحمر وتنتهي بالبنفسجي. فاللون الأحمر هو ضوء موجته طويلة ، أما اللون البنفسجي فهو ضوء موجته قصيرة .وفي عالم الضوء كلما كان طول الموجة أقصر كلما كانت الأشعة أكثر خطراً ، لذلك فإن الأشعة الفوق بنفسجية وهي أشعة غير مرئية خطيرة لذلك هُيئ الغلاف الجوي من خالقه تعالى ليمتص كثير من هذه الأشعة القادمة من الشمس. أما الأشعة تحت الحمراء فهي أشعة غير مرئية أيضاً وقليلة الخطر لأن موجتها طويلة ، وهكذا نجد ألوان الطيف الضوئي تتدرج من حيث اللون والخطورة .
وعلى ذلك قال أهل المادة : عندما نحلل ضوء أي نجم يجب أن يبدو على هذه الصورة ، أي سبعة ألوان ؛ ولكن الذي حدث أن الطيف الضوئي للنجوم ظهر مختلفاً ، أي أن عرض اللون الأحمر أكبر مما هو عليه ، وهذه الظاهرة تتكرر مع معظم النجوم.ثم توصلوا إلى أن الطيف الضوئي للنجم لا ينحرف إلا في حالة واحدة وهي الحركة ، ثم قاموا بطرح السؤال المتكرر ؛ إلى أي اتجاه تسير النجوم : هل تتباعد عن الأرض أو تقترب منها ؟ ثم إجابوا بأن ضوء النجم ينحرف نحو الأحمر ، واللون الأحمر هذا كما قالوا : ذي موجة طويلة ، فهذا يعني أن الانحرافباتجاه الأمواج الطويلة ، أي أن النجوم تبتعد عن الأرض ، ولذلك رأووا طيفها منحرفاً نحو الأحمر. أي أن الحقيقة التي يؤكدها جميع النظريين هي حقيقة اتساع الكون على ضوء تلك الفكرة الساذجة . وعلى غرار ذلك يقوم باحثوا الفلك المسلمين ممن يتبعون تصورات الغرب حذو القذة بالقذة ويستشهدون بآيات الله ، كي يثبتوا صدق نظريات الغرب المادي ومن هؤلاء عبد الدائم الكحيل الذي قال : تحدثت الآية الكريمة : {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا} (الذاريات: 47) ، عن حقيقة البناء الكوني ثم أكد ذلك وقال : وقد ثبُت يقيناً ، أن الصورة الآتية تبين مجرة تسبح في الكون ، وهذه المجرة يجب أن تبدو في ألوانها الطبيعية.ولكن بسبب حركتها مبتعدة عنا أي قال : هي تهرب (ولاأدري من يطاردها حتى تهرب ) ثم قال : نرى طيفها الضوئي لدى تحليله منحرفاً باتجاه اللون الأحمر.
ثم قام بنقل سفسطة عبَّاد الطبيعة وقال : " يستخدمالنظريون اليوم مصطلح "اتساع الكون" أي أنهم يقررون حقيقة علمية وهي أن الكون يتوسع Universe Expanding ، وقال : لكن الحقيقة عكس ذلك ! فالكون لا يتوسع بأكمله ، بل الذي يتوسع هو المكان بين المجرات ، فالمجرات عندما تتباعد بسرعات مذهلة لا يتوسع حجمها ، ولا تكبر النجوم فيها ، بل هذه المجرات تسير موسِّعة المكان من حولها. وأستنتج بوجوب إستخدام مصطلحاً جديداً وهو "اتساع المكان "، وقال : ولكن لو استخدمنا هذا المصطلح لفترة من الزمن سوف تتطور معرفتنا بالكون ، وندرك أنه لا يوجد فضاء كما كان يُظن في الماضي ! بل إن كل جزء من أجزاء الكون مملوء بالمادة والطاقة ، وهذا ما كشفه النظريون حديثاً وقرروه بعد اكتشافهم "المادة المظلمة" وذلك منذ سنوات قليلة. والنتيجة في نظره : ما جاء في كتاب الله تعالى ووصفه بربّ الحقائق العلمية. وقال : هو "اتساع السماء"، فالسماء تعني المكان بين النجوم والمجرات وهي تحيط بها من كل جانب ، وقال: هذا المكان الذي سمَّاه القرآن "السماء" ليس فارغاً بل هو مملوء بالمادة والطاقة والمادة المظلمة والطاقة المظلمة ،وهذا المكان (أو السماء) هو الذي يتمدد ويتّسع باستمرار ، ثم قال: إن الذي دله على هذه الفكرة ونبهه إليها الباحث فراس نور الحق ، الذي سمعها عن الدكتور حسني حمدان أستاذ علوم الأرض في جامعة المنصورة بمصر، وملخصها أن الذي يتمدد هو السماء وليس الكون ، لأن الكون يتألف من مجرات ونجوم وغير ذلك ، وهذه لا تتمدد ، لذلك الكلمة القرآنية هي الأدق .(عبد الدائم الكحيل : اتساعالسماء : حقيقة قرآنية وعلمية). ونحن نقول في كتابنا : ثبات الأرض وجريان الشمس بشكل دقيق : لو تأملنا معاجم اللغة والتفاسير وجدنا أن كلمة{موسعون} تتضمن معاني كثيرة ، والعجيب أن جميع هذه المعاني صحيحة علمياً ، ولكن كيف ذلك ؟قال الفيروز آبادي في معجمه القاموس المحيط عن معنى كلمة (وسع) :
1- وسع : بمعنى أطاق ، والإطاق يعني الإحتواء ، وهذا يعني أن السماء ، وهو العلو تحوي كل ما خلقه الله فيها من مخلوقات وكواكب ونجوم وغير ذلك مما يعلمه الله. 2- وسع : بمعنى يتسع ، وهذا يعني أن السماء تتسع لكل ما فيها .
3- الواسع ضدّ الضيق : وهذا المعنى نلمسه في الكون. ) معجمالقاموس المحيط للفيروز آبادي ، ص 1398 ، دار المعرفة- بيروت 2005 م).ومعنى ذلك أن الحجم الكبير للسماء جعل لها الله تعالى القدرة على احتواء العدد الكبير للنجوم والمجرة والشمس والقمر والكواكب وأفلاكهن . وعلى ضوء ذلك قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى:{وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} أي قد وسَّعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتى استقلَّت كما هي .أ.هـ .(تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، ص 1509م ، دار المعرفة بيروت 2004م ) .
وفي هذا التفسير نلمس الرؤية الواسعة لدى السلف الصالح ، حيث استنتجوا من هذه الآية مدى سعة السماء واتساع أرجائها لكي تحوي الأجرام السماوية وأفلاكها ، وليس التوسع كما يدعيه أقلام هذا العصر ، ولكنه أشار إلى كلمة "وسَّعنا أرجاءها " لتشمل النجوم والمجرة والشمس والقمر والكواكب وأفلاكهن .إن مانقله الباحث / عبد الدائم الكحيل عنالمفكرRichard Ellis بأن الكون يتوسع وبسرعة أكبر مما يتوقع ، بدون دليل من الكتاب والسنه ولويه لأعناق الآيات وما تقوم به لجان توزيع جائزة نوبل فيه إفتراء على خلق الله ومن ذلك قولهم : وهذا التوسع سيستمر إلى مرحلة لن يعود الكون قادراً على التوسع بعدها ، لأن هذا التوسع يحتاج إلى طاقة محركة ، وطاقة الكون محدودة ، حسب قانون مصونية المادة والطاقة والذي يقضي بأن الطاقة لا تُخلق ولا تفنى إنما تتحول من شكل لآخر. وهذه النظرة المادية تدل على خواء الروح وعدم الإيمان بالخالق وإنما المادة هي التي تتحكم في المخلوقات ؛ وينبغي للمفكرين المسلمين أن لا ينساقوا وراءها حيث قال المفكر الغربي Richard Ellis ريتشارد اليس:" إن الكون سيتوسع حتى يصل إلى نقطة حرجة ثم يبدأ بالانطواء على نفسه ، ويعود من حيث بدأ.. ". أ.هـ. (Richard Ellis, An accelerating Universe . www.pparc.ac.uk (http://www.pparc.ac.uk/))
لذا يجب أن نتفكر في قول الحق تعالى عن القرآن: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوافِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}(النساء : 82) . مع تحياتي د. محمد بن عمر الغريَّاني الطويرقي .
الآن وفي هذه الأيام من شهر اكتوبر عام 2001م قالت لجنة نوبل للفيزياء إن ثلاثة باحثين فازوا بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2011 لاكتشافهم تسارع التوسع الكوني عن طريق متابعة النجوم المنفجرة "السوبرنوفا". وقد برهن المفكرين الثلاثة على أن الكون يتسع باضطراد بفكر تخيلي وبدون مصدر يستندون اليه الا ( ما يسمى بالخيال العلمي) ، ولتكريس الفكره حصل باحث الفيزياء الكونية الأمريكي سول بيرلموتر على نصف الجائزة وقيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (مليون يورو) في حين حصل على النصف الآخر الأمريكي الاسترالي بريان شميت والباحث الأمريكي/ آدم ريس. ونال الباحثون الجائزة بناء على أبحاثهم عن ما يسمى توسع الكون الذي يعتقدونه عن الانفجارات التي تحدث في النجوم والمسماة بالسوبرنوفا وعلى ضوء تحليلهم لأطياف الضوء التي سنشرحها لاحقا وفقط.
وقالت لجنة نوبل "إن اكتشافات الباحثين الثلاثة هزت أركان علم الكون- الكوزمولوجيا". فقد استخدم الباحثون نوعا معينا من انفجارات النجوم البعيدة جدا لقياس الكون. وقام الباحثون بقياس ضوء نجوم منفجرة قديمة من الفئة الأولى أ ، وهي نجوم ثقيلة مثل الشمس لكن حجمها صغير مثل الأرض. ويكفي انفجار واحد في أحد هذه النجوم، لانبعاث ضوء منه يماثل الضوء المنبعث من مجرة بأكملها فيها ملايين الشموس (هم يعتقدون أن هناك ملايين المجرات والشموس رغم أن الله تعالى لم يذكر الا هذه الشمس التي نراها يومياً ) .
لكنهم رغم ذلك يعترفون بعجزهم عن معرفة ذلكBildunterschrift:من خلال مراقبة ضوء السوبرنوفا ولا يعرفون لماذا الكون يتمدد بسرعة مذهلة وتصوروا أن الضوء الذي وصل إلى الأرض من 50 من هذه النجوم كان خافتا جدا ، وكان ذلك على عكس توقعات راصدي الفضاء وحساباتهم. وقد احتار الباحثون في السبب ووقفوا أمام هذا اللغز إلى أن اهتدوا إلى السبب الخيالي لعدم وجود سبب ملموس وقالوا: الكون يتسع باستمرار وبشكل متسارع وباضطراد. وبناء عليه نشر راصدي الفضاء هذه النتيجة عام 1998م لتحدث ثورة في علم الكون والفلك كما يزعمون .
ويعتقد الخبراء أن السبب في هذا التوسع يعود إلى ما يسمى بالمادة المظلمة أو السوداء ، والتي تشكل حسب نظريتهم ، ثلاثة أرباع كتلة الكون وتصد الجاذبية. ومن خلال مراقبتهم نوعا معينا من السوبرنوفا اعتقد راصدي الفلك مرجعا لحركة الضوء. وأتت أعمالهم لتؤكد نظرية طرحها بداية ألبرت اينشتاين وأطلق عليها اسم الثابت الكوني (الكوزمولوجي).
وهذا النوع من السوبرنوفا كما يعتقدون يعتبر ضوءا مرجعيا في الكون في تصورهم ، وهو انفجار نجوم يعرفه الفيزيائيين بتحديد قوة إشراقها وتستخدم لقياس المسافات في الكون. وقالت لجنة نوبل "منذ أكثر من قرن ندرك أن الكون في توسع بعد الانفجار الكبير (بيع بانغ) الذي حصل قبل 14 مليار سنة تقريبا" ( خيالهم خصب). وتابعت لجنة نوبل لتقول "إلا أن هذا الاكتشاف أظهر أن هذا التوسع يتسارع بشكل مذهل. وفي حال استمرت سرعة التوسع بالارتفاع فان الكون سيتحول إلى جليد".
ونرد عليهم بقول الله تعالى :{ يوم نطوي السماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداًعلينا إنّا كنّا فاعلين} (الأنبياء : 104) ،
اذا كانت الآية السابقة تشير إلى توسع السماء عند بدايتها فقط فإن هذه الآية تشير إلى انكماشها عند نهايتها وفقط ، وسيعيد الله السماء إلى ما كانت علية عند بدايتها : {كما بدأنا أول خلق نعيده}؛ وهذا لايعني أن التوسع مستمراً بعد الإنتهاء من خلقها ، وليتأمل القارئ تشبيه القرآن للطريقة التي ستنكمش بها هذه السماء عند انتهاء أجلها ، فهي نفس الطريقة التي يتبعها الكاتب لـ (السجل) في لف (طي) الرسائل (للكتب) عند الانتهاء من كتابتها كما هي العادة في زمن نزول القرآن.
لقد أجمع أهل المعامل على حقيقة التوسع الكوني ( السماء الدنيا) كما شرحنا ذلك عند توزيعهم الجوائز وهذا باطل ، ولكنهم لم يتمكنوا إلى الآن من البت في الحالة التي سيؤول إليها الكون ( السماء الدنيا) ، حيث يقول بعضهم أن الكون سيبقى في حالة تمدد إلى الأبد بينما يقول آخرون أنه سيأتي يوم تتغلب فيه قوة الجذب بين مكوناته على قوة الاندفاع الناتجة عن الانفجار المزعوم فيعود الكون من حيث بدأ وينهار على نفسه .
أما نحن المسلمون فنؤمن إيماناً جازماً بوعد ربنا سبحانه وتعالى حول مصير هذه السماء ، وأنها ستعود من حيث بدأت كما قال سبحانه :{كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً عليناإنّا كنّا فاعلين} والقائل سبحانه {وما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعاً قبضته يومالقيامة والسموات مطويّات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون} (الزمر:67).
فرية توسع الكون :
منذ أن خلق الله الأرض والسماوات وحتى بداية القرن العشرين كان إعتقاد علماء الأرض بأن هذا الكون ثابت لا يتغيَّر ، خلقه الله تعالى هكذا وسيستمر إلى مالا نهاية على ما هو عليه حتى يوم القيامة ؛ فالشمس والقمر يطلعان كل يوم من المشرق ويغيبان في المغرب ، و لهما منازل محددة طيلة الشهر ، وفصول السنة من شتاء وصيف وربيع وخريف تتعاقب باستمرار حال ثبات الأرض ، والنجوم كما هي .في ظل هذه الرؤية ، لم يكن أحد أن يجرؤ أو يتخيَّل بأن حجم الكون ( السماء ) يكبر ويتوسع باستمرار ولم يمكن لعقل بشري أن يأتي أحد ويتصور بأن السماء كلها تتمدَّد وتتوسع ! ثم جاء النصف الأول من القرن العشرين وتم اختراع أجهزة دقيقة قادرة على تحليل الضوء القادم من النجوم البعيدة ، وقالوا بانحراف هذا الضوء نحو اللون الأحمر ، ووضعوا له ثلاثة احتمالات :
1- إذا كانت المسافة التي تفصل الرائي عن أي نجم ثابتة فيلاحظ الراصد أن ألوان الطيف الضوئي القادم منه كما هي. 2- إذا كان النجم يقترب من الراصد فإن الطيف الضوئي في هذه الحالة يعاني انحرافاً نحو اللون الأزرق باتجاه الأمواج القصيرة للضوء ، وكأن هذه الأمواج تنضغط. 3- إذا كان النجم يبتعد عن الراصد فإن طيفه الضوئي ينحرف نحو اللون الأحمر، باتجاه الأمواج الطويلة للضوء ، وكأن هذه الأمواج تتمدد. والنتيجة التي حصل عليها مشاهدي الفلك من خلال تلك الإحتمالات أن معظم النجوم البعيدة عنهم تهرب مبتعدة بسرعات كبيرة قد تبلغ آلاف الكيلومترات في الثانية الواحدة ! لذلك قالوا : نجد ضوءها منحرفاً نحو اللون الأحمر. ثم قاموا وطوروا أجهزة القياس والتحليل ، باستخدام برامج الكمبيوتر ثم تم تأكيد هذه الفكرة ، حتى إننا نجد اليوم أي بحث عن الفلك ينطلق من هذه الفكرة .لقد بدأ النظريون منذ أقل من مئة سنة يلاحظون أن الضوء القادم إلى الراصد من النجوم البعيدة ينحرف نحو اللون الأحمر ، وعندها قام النظريون بتحليل الضوء القادم من نجم ما ، وذلك من خلال جهاز خاص تبيَّن أن الطيف الضوئي ينزاح نحو اللون الأحمر.وقالوا أن الضوء يتألف من سبعة ألوان رئيسة ، أي أن ضوء الشمس وهو نجم ، عندما يخترق زجاجة مثلثة تسمى الموشور ، يتحلل إلى سبعة ألوان مرئية تبدأ بالأحمر وتنتهي بالبنفسجي. فاللون الأحمر هو ضوء موجته طويلة ، أما اللون البنفسجي فهو ضوء موجته قصيرة .وفي عالم الضوء كلما كان طول الموجة أقصر كلما كانت الأشعة أكثر خطراً ، لذلك فإن الأشعة الفوق بنفسجية وهي أشعة غير مرئية خطيرة لذلك هُيئ الغلاف الجوي من خالقه تعالى ليمتص كثير من هذه الأشعة القادمة من الشمس. أما الأشعة تحت الحمراء فهي أشعة غير مرئية أيضاً وقليلة الخطر لأن موجتها طويلة ، وهكذا نجد ألوان الطيف الضوئي تتدرج من حيث اللون والخطورة .
وعلى ذلك قال أهل المادة : عندما نحلل ضوء أي نجم يجب أن يبدو على هذه الصورة ، أي سبعة ألوان ؛ ولكن الذي حدث أن الطيف الضوئي للنجوم ظهر مختلفاً ، أي أن عرض اللون الأحمر أكبر مما هو عليه ، وهذه الظاهرة تتكرر مع معظم النجوم.ثم توصلوا إلى أن الطيف الضوئي للنجم لا ينحرف إلا في حالة واحدة وهي الحركة ، ثم قاموا بطرح السؤال المتكرر ؛ إلى أي اتجاه تسير النجوم : هل تتباعد عن الأرض أو تقترب منها ؟ ثم إجابوا بأن ضوء النجم ينحرف نحو الأحمر ، واللون الأحمر هذا كما قالوا : ذي موجة طويلة ، فهذا يعني أن الانحرافباتجاه الأمواج الطويلة ، أي أن النجوم تبتعد عن الأرض ، ولذلك رأووا طيفها منحرفاً نحو الأحمر. أي أن الحقيقة التي يؤكدها جميع النظريين هي حقيقة اتساع الكون على ضوء تلك الفكرة الساذجة . وعلى غرار ذلك يقوم باحثوا الفلك المسلمين ممن يتبعون تصورات الغرب حذو القذة بالقذة ويستشهدون بآيات الله ، كي يثبتوا صدق نظريات الغرب المادي ومن هؤلاء عبد الدائم الكحيل الذي قال : تحدثت الآية الكريمة : {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا} (الذاريات: 47) ، عن حقيقة البناء الكوني ثم أكد ذلك وقال : وقد ثبُت يقيناً ، أن الصورة الآتية تبين مجرة تسبح في الكون ، وهذه المجرة يجب أن تبدو في ألوانها الطبيعية.ولكن بسبب حركتها مبتعدة عنا أي قال : هي تهرب (ولاأدري من يطاردها حتى تهرب ) ثم قال : نرى طيفها الضوئي لدى تحليله منحرفاً باتجاه اللون الأحمر.
ثم قام بنقل سفسطة عبَّاد الطبيعة وقال : " يستخدمالنظريون اليوم مصطلح "اتساع الكون" أي أنهم يقررون حقيقة علمية وهي أن الكون يتوسع Universe Expanding ، وقال : لكن الحقيقة عكس ذلك ! فالكون لا يتوسع بأكمله ، بل الذي يتوسع هو المكان بين المجرات ، فالمجرات عندما تتباعد بسرعات مذهلة لا يتوسع حجمها ، ولا تكبر النجوم فيها ، بل هذه المجرات تسير موسِّعة المكان من حولها. وأستنتج بوجوب إستخدام مصطلحاً جديداً وهو "اتساع المكان "، وقال : ولكن لو استخدمنا هذا المصطلح لفترة من الزمن سوف تتطور معرفتنا بالكون ، وندرك أنه لا يوجد فضاء كما كان يُظن في الماضي ! بل إن كل جزء من أجزاء الكون مملوء بالمادة والطاقة ، وهذا ما كشفه النظريون حديثاً وقرروه بعد اكتشافهم "المادة المظلمة" وذلك منذ سنوات قليلة. والنتيجة في نظره : ما جاء في كتاب الله تعالى ووصفه بربّ الحقائق العلمية. وقال : هو "اتساع السماء"، فالسماء تعني المكان بين النجوم والمجرات وهي تحيط بها من كل جانب ، وقال: هذا المكان الذي سمَّاه القرآن "السماء" ليس فارغاً بل هو مملوء بالمادة والطاقة والمادة المظلمة والطاقة المظلمة ،وهذا المكان (أو السماء) هو الذي يتمدد ويتّسع باستمرار ، ثم قال: إن الذي دله على هذه الفكرة ونبهه إليها الباحث فراس نور الحق ، الذي سمعها عن الدكتور حسني حمدان أستاذ علوم الأرض في جامعة المنصورة بمصر، وملخصها أن الذي يتمدد هو السماء وليس الكون ، لأن الكون يتألف من مجرات ونجوم وغير ذلك ، وهذه لا تتمدد ، لذلك الكلمة القرآنية هي الأدق .(عبد الدائم الكحيل : اتساعالسماء : حقيقة قرآنية وعلمية). ونحن نقول في كتابنا : ثبات الأرض وجريان الشمس بشكل دقيق : لو تأملنا معاجم اللغة والتفاسير وجدنا أن كلمة{موسعون} تتضمن معاني كثيرة ، والعجيب أن جميع هذه المعاني صحيحة علمياً ، ولكن كيف ذلك ؟قال الفيروز آبادي في معجمه القاموس المحيط عن معنى كلمة (وسع) :
1- وسع : بمعنى أطاق ، والإطاق يعني الإحتواء ، وهذا يعني أن السماء ، وهو العلو تحوي كل ما خلقه الله فيها من مخلوقات وكواكب ونجوم وغير ذلك مما يعلمه الله. 2- وسع : بمعنى يتسع ، وهذا يعني أن السماء تتسع لكل ما فيها .
3- الواسع ضدّ الضيق : وهذا المعنى نلمسه في الكون. ) معجمالقاموس المحيط للفيروز آبادي ، ص 1398 ، دار المعرفة- بيروت 2005 م).ومعنى ذلك أن الحجم الكبير للسماء جعل لها الله تعالى القدرة على احتواء العدد الكبير للنجوم والمجرة والشمس والقمر والكواكب وأفلاكهن . وعلى ضوء ذلك قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى:{وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} أي قد وسَّعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتى استقلَّت كما هي .أ.هـ .(تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، ص 1509م ، دار المعرفة بيروت 2004م ) .
وفي هذا التفسير نلمس الرؤية الواسعة لدى السلف الصالح ، حيث استنتجوا من هذه الآية مدى سعة السماء واتساع أرجائها لكي تحوي الأجرام السماوية وأفلاكها ، وليس التوسع كما يدعيه أقلام هذا العصر ، ولكنه أشار إلى كلمة "وسَّعنا أرجاءها " لتشمل النجوم والمجرة والشمس والقمر والكواكب وأفلاكهن .إن مانقله الباحث / عبد الدائم الكحيل عنالمفكرRichard Ellis بأن الكون يتوسع وبسرعة أكبر مما يتوقع ، بدون دليل من الكتاب والسنه ولويه لأعناق الآيات وما تقوم به لجان توزيع جائزة نوبل فيه إفتراء على خلق الله ومن ذلك قولهم : وهذا التوسع سيستمر إلى مرحلة لن يعود الكون قادراً على التوسع بعدها ، لأن هذا التوسع يحتاج إلى طاقة محركة ، وطاقة الكون محدودة ، حسب قانون مصونية المادة والطاقة والذي يقضي بأن الطاقة لا تُخلق ولا تفنى إنما تتحول من شكل لآخر. وهذه النظرة المادية تدل على خواء الروح وعدم الإيمان بالخالق وإنما المادة هي التي تتحكم في المخلوقات ؛ وينبغي للمفكرين المسلمين أن لا ينساقوا وراءها حيث قال المفكر الغربي Richard Ellis ريتشارد اليس:" إن الكون سيتوسع حتى يصل إلى نقطة حرجة ثم يبدأ بالانطواء على نفسه ، ويعود من حيث بدأ.. ". أ.هـ. (Richard Ellis, An accelerating Universe . www.pparc.ac.uk (http://www.pparc.ac.uk/))
لذا يجب أن نتفكر في قول الحق تعالى عن القرآن: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوافِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}(النساء : 82) . مع تحياتي د. محمد بن عمر الغريَّاني الطويرقي .