المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضايا البيئة ومشكلاتها


zayed all najjar
2007-05-12, 08:08 PM
قضايا البيئة ومشكلاتها

--------------------------------------------------------------------------------
المقدمة
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "صدق الله العظيم __"أنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فآبين أن يحملنها وأشفقت منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوم جهول "صدق الله العظيم__ حظي موضوع البيئة والدراسات البيئية باهتمام المتخصصين والرأي العام في العقدين الآخرين وكثرت الموضوعان والدراسات التي تناولت قضايا البيئة ومشكلاتها وبخاصة بعد أن أخذت الموارد الطبيعية في النضوب والاستنزاف وباتت التربة والهواء والماء والموارد الغذائية ملوثة بأنواع شتي من المواد الكيمائية والسموم وهو أمر أسهم بدور كبير في زيادة الأمراض وفي بحثنا هذا يسرنا أن نتناول تلوث الهواء حيث يعد من أهم وأخطر المشكلات التي تواجه الإنسان وماهية هذا التلوث وأسبابه وأضراره وأثاره علي البيئة المحيطة بنا ونتائجه المترتبة عليه والحلول المقترحة ونرجو من الله أن يوفقنا في هذا العمل المتواضع فان وفقنا فمن عند الله إن أخفقنا فمن أنفسنا ….

مفهوم التلوث في اللغة
التلوث في اللغة صنفان

تلوث مادي : وهو اختلاط أي شئ وغريب عن مكونات المادة يقال لوف التبن باللفت إي خلطة بالأعشاب الكلية ولون الماء بالطين أي كدرة والتاث بالدم تلطخ به
تلوث معنوي : كان تقول تلوث بفلان رجاء منفق أي لإذابة والتأثت عليه الأمور أي التثبيت وفلان به لونه أي جنون
ويمكن القول أن التلوث بشقيه المادي والمعنوي فساد الشيء أو تغير خواصه وهو معني يقترب من المفهوم العلمي الحديث للتلوث الذي ينص علي انه إفساد مكونات البيئة حيث تتحول هذه المكونات من عناصر مفيدة إلى عناصر ضارة (ملوثات) يفقدها دورها في صنع الحياة وبصيغة أخري يمكن تعريف التلوث بأنة اختلاف في توزيع نسبة وطبيعة مكونات الهواء والماء والتربة .ويمكن القول أن التلوث صورة من صور الفساد والذي أشار إلية القران الكريم ورغم أن التلوث يمكن أن ينتج من أشياء عادية مثل الغازات والنفايات والكيماويات ألا أنة يمكن أن ينتج أيضا من أشياء غير عادية مثل الحرارة العالية أو الضوضاء الزائدة علي الحد . والتلوث ينتج أساسا عن تدخل الإنسان في قوانين البيئة التي منها الخالق عز وجل وإخلاله بتوازن عناصرها ومكوناتها وكانت للثورة الصناعية والعملية والطفرة الحضارية الكبيرة التي يعيشها العالم في هذا العصر آثار مدمرة علي البيئة

مفهوم التلوث
يعرف العالم البيئي "أديم " التلوث البيئي بأنة أي تغير فيزيائي أو كيميائي أو بيولوجي مميز ويؤدى إلى تأثير ضار علي الهواء أو الماء أو الأرض أو ما يضر بصحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى ويؤدى إلى الإضرار بالعملية الإنتاجية كنتيجة للتأثير علي حالة الموارد المتجددة ويعرف بعض العلماء تلوث الهواء بأنة وجود شوائب غازية أو صلبة أو سائلة في الهواء ويعتبر الهواء ملوثا عندما توجد تلك الشوائب بتركيزات تبقي به لفترات زمنية كافية لإحداث ضرر بصحة الإنسان أن البيئة شئ نسبي لأنة يختلف في محتواة ومكوناته باختلاف المستوى التجميعي الذي ننظر منة إلي النظام ألد تحدد بيئته وكذلك باختلاف بعدة الزمني. ومعني التلوث هو كل تغير كمي أو كيفي في مكونات البيئة الحية وغير الحية ولا تقدر الأنظمة البيئية على استيعابه دون أن يختل توازنها ولقد طغي تأثير التلوث علي كل مجالات الحياة البشرية والمادية والصحية والنفسية والاجتماعية فالحديث عن التلوث لا يخلو من صعوبة لتعدد الأسباب وتشابك أثارها وأهميتها وعدم القدرة علي تحديد ماهيتها

أسباب التلوث البيئي
علي مر التاريخ والعصور نجد أن الإنسان يسعى باستمرار ليطور أساليب معيشته من خلال تحسين نوعية الأدوات التي يستخدمها وهو يطور الاختراعات والعمليات الجديدة من أجل تحسين أنماط حياته وتسمي هذه التطورات " التقدم التقني وهذا التقدم التقني يساعدنا بلا شك إلا أن معظمه يجلب الإضرار للبيئة بل وللإنسان نفسه ويمكننا تقسيم أسباب التلوث البيئي إلي ثلاثة أسباب رئيسية وهي

الأسباب الاقتصادية
الأسباب التقنية
الأسباب الاجتماعية
الأسباب الاقتصادية
لقد ظهر الكثير من مشكلات التلوث لان طرق الحد من التلوث باهظة التكلفة وهناك بعض مواد النفايات التي يمكن إعادة استخدامها بطريقة ما ولكن نادرا ما اتبعت مثل هذه الممارسات ويرجع ذلك جزئيا للتكلفة الباهظة التي تتطلبها إعادة تصنيع مواد النفايات .وبعد استخدام طرق التربية المكثفة للماشية مثالا يكشف ما تسببه طرق الزراعة الاقتصادية من تلوث للبيئة فحينما ترعي الماشية علي مساحات كبيرة من الأرض فان مواد فضلاتها تصبح جزءا من الدورات الطبيعية التي تخصب الأرض وتجعلها تربة خصبة ولكن الكثير من الأراضي الزراعية أصبحت أثمن بكثير من أن تستخدم لرعي الماشية فالمزارعون يمكنهم أن يحصلوا أموالا أكثر عن طريق استخدام الأرض لزراعة المحاصيل وفي الوقت نفسه يحتفظون بتربية الماشية في الحظائر وينتج التلوث عن طريق إدارة المزارع بأسلوب خاطئ لان الحيوانات في الحظائر ترسب كميات كبيرة من الفضلات علي مساحات صغيرة ولايمكن للتربة في الحظائر أن تمتص كل الفضلات والكثير منها يتسرب من الحظائر ويلوث مستودعات المياه القريبة الأسباب التقنية: يأتي الكثير من مشكلات تلوث البيئة ناتجا عن التقدم التقني السريع الذي تحقق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تقريبا عام 1945 م ويمكن القول بان التقني في الزراعة والصناعة والمواصلات أدى إلي تحسين أنماط حياتنا بدرجة كبيرة ولكن هذا التقدم التقني في المجالات تحقق دون الأخذ في الاعتبار التأثيرات السلبية التي يمكن أن تتعرض لها البيئة أو الإنسان نفسه والأمثلة علي ذلك كثيرة ومتعددة فنجد أن محرك السيارة مثل للتطور التقني الذي يفيد الإنسان إلي درجة كبيرة ألا انه يضر بالبيئة وبمرور السنين تتطور صناعة السيارات وتتزايد أعدادها وقوتها أكثر فأكثر وتملك السيارات التي تصنع اليوم قوة تبلغ ضعفي أو ثلاثة أضعاف قوة السيارات التي كانت تصنع في الأربعينات من القرن العشرين ولهذا السبب تنتج السيارات الحديثة عوادم ملوثة أكثر مما كانت تنتجه السيارات من قبل ولكي يصبح المحرك أكثر قوة لجأ صانعي السيارات إلي زيادة نسب الانضغاط والمقصود بذلك زيادة الضغط الذي يزيد بدوره درجة الحرارة التي يحدث عندها الاحتراق في اسطوانات المحرك ويسبب ارتفاع الحرارة عند الاحتراق تفاعلات كيميائية تنتج كميات كبيرة من غازات اكاسيد النيتروجين في عوادم المحركات كذلك تعد محطات معالجة مياه الصرف الصحي مثلا للتطور التقني الذي صمم لحماية البيئة إلا أنه مع ذلك يسبب التلوث وتستخدم محطات المعالجة البكتريا والأكسجين لتحليل النفايات العضوية وتحويلها إلي مغذيات غير عضوية وعندما تصل هذه المغذيات إلي الماء فأنها تحدث الأضرار في الدورات الطبيعية عن طريق الزيادة في نمو الطحالب ويعمل العلماء والمهندسين الآن علي تطوير محطات معالجة مياه الصرف الصحي التى سوف تزيل أيضا المغذيات غير العضوية من مياه الصرف الصحي .وتسهم بعض منتجات التقنية المتقدمة في تلوث البيئة بأكثر من طريقة وعلى سبيل المثال تعد المواد البلاستيكية نفايات صلبة مزعجة لأنها لا تتحلل ولا تمتصها التربة كما تسبب هذه المواد أيضا التلوث بطريقة غير مباشرة عدد إنتاجها

الأسباب الاجتماعية
تشكل رغبة الإنسان في الراحة والاستجمام سببا من أسباب التلوث فنجد أن الإنسان طور الكثير من المواد المصنعة التي تلوث البيئة من اجل توفير وقته وجهده وماله وببذل المزيد من الجهد يمكن التخلص من التلوث الناتج عن هذه المواد ولكن بالنظر إلي أن الوقاية من التلوث تعد غالبا باهظة التكلفة فأنها كثيرا ما تعد مسالة غير عملية ويعطي استخدام مواد التعبئة التي ترمي مباشرة بعد استخدامها مثالا يوضح كيف أن رغبتنا في الراحة تسبب وتساعد في تلوث البيئة ويمكن الاحتفاظ بتلك العبوات مثل علب الألومنيوم والصلب والقوارير الزجاجية والبلاستيكية وإعادة استخدامها أو يمكن طحنها حيث تستخدم كمادة أساسية مرة أخرى لكن الكثير من الناس يفضلون إلقاء هذه الأوعية مباشرة

تلوث الهواء
يعد تلوث الهواء من اكبر المشاكل التي تواجه المجتمعات المعاصرة وبخاصة في الدول الصناعية وتزداد مأساة هذا النوع من التلوث عاما بعد عام نتيجة للزيادة التراكمية في حجم الملوثات التي ينفيها الإنسان في الأجواء والماء والتربة ومن المعروف أن ثمة علاقة بين تلوث الهواء وتلوث كل من الماء والتربة حيث يؤثر كل نوع من هذه الأنواع من التلوث في النوع الآخر

ملوثات الهواء
يتلوث الهواء عندما توجد فيه مادة أو أكثر : غازية أو سائلة أو صلبة أو عندما يحدث تغيير ملحوظ في نسب الغازات المكونة له وتؤدي هذه المواد أو التغييرات إلي تأثيرات ضارة مباشرة أو غير مباشرة في الكائنات الحية أو المواد غير الحية المكونة للنظام البيئي أو تجعل الظروف التي تعيش فيها الكائنات الحية غير ملائمة لحياتها أو تسبب خسائر مادية . وتتلخص ملوثات الهواء في

الملوثات الناتجة عن احتراق الوقود العضوي كالبترول والفحم ومنتجاتهما
الملوثات الناجمة عن المخلفات الصناعية
الملوثات الناتجة عن إعادة استخدام النفايات
ويتلوث الهواء عادة بالمواد الصلبة التي تعلق فيه (كالدخان وعوادم السيارات والأتربة وحبوب اللقاح وغبار القطن وأتربة المبيدات الحشرية ) أو الغازات السامة (كأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين والأوزون ) أو بالأبخرة الخانقة (كأبخرة الهيدروكربونات النفطية المتطايرة ) كما يتلوث الهواء بالإشعاعات الذرية الناجمة عن مصادر طبيعية (كالرادون) أو مصادر صناعية (كما حدث في انفجار مفاعل تشير نوبل الروسي ) وقد يتلوث الهواء أيضا بالبكتيريا والجراثيم والعفن الناتج من تحليل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات التي يخلفها الإنسان وهناك ستة ملوثات أساسية هي

أول أكسيد الكربون
ثاني أكسيد الكربون
الهيدروكربونات
أكاسيد النيتروجين
مركبات الكبريت
الجزيئات (الهباء)
حماية الهواء من التلوث
إن خير وسيلة لحماية الهواء من التلوث هي ضبط مصادر الملوثات الهوائية والوصول بها إلي الحد الآمن وذلك باستعمال أجهزة تقنية وتجميع الغازات والجسيمات التي تخرج من المداخن ومحاولة الاستفادة منها ومعالجتها وإعادة استخدامها والعمل علي تطوير مصادر الطاقة النظيفة وتطوير تقنية صناعة السيارات واستخدام بدائل أقل تلويثا من الجازولين ( بنزين السيارات ) المستعمل كوقود فيها للمحركات وغير ذلك التي تحافظ علي مكونات الهواء وفقا للمقادير التي قدرها الخالق عز وجل وليس ثمة شك أن حماية الهواء من الملوثات من وجهة النظر الإسلامية يعد فرض عين علي كل مسلم ومسامة من منطق أن التلوث صورة من صور الإفساد والضرر والتبديل لأنعم الله. قال تعالي ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) ( ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة)

أثر تلوث الهواء على الانسان
حيث يسبب تلوث الهواء (في كثير من الحالات ) مرض الإنسان أو وفاته فهناك دراسات تشير إلي العلاقة بين زيادة نسبة السناج في الهواء وعدد المرضي كما قد يحدث أحيانا تهيج للعينين والحد من الرؤية وطعم حامضي في الفم واضطرا بات الجهاز التنفسي كما تشير الدراسات التي أجريت في عدة أماكن من العالم إلي وجود علاقة إيجابية بين كمية التلوث في الجو ونسبة الوفيات والمرضي بأمراض معينة ومن الجدير بالذكر أن الأبحاث أثبتت أن مدينة القاهرة هي أعلي مدن العالم في التلوث بالمواد العالقة في الهواء ويعد التلوث بها عشر أضعاف نفس المستوي بأمريكا أعلنت ذلك إدارة البيئة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالقاهرة والتي أجريت هذه الأبحاث وأكدت أن هذه العوالق التي تملأ الهواء وتتفاعل مع بعض الكيماويات مخترقة الرئة وتسبب العديد من الأمراض كما أكدت الدراسات أن البنزين المستخدم في محركات السيارات يحتوي علي 8 جرام من الرصاص في اللتر الواحد وأن مداخن المصانع تنشر من 250 ـ350 طنا من الرصاص في الهواء وأن حجم الرصاص المنبعث في القاهرة يقدر ب 1350 طنا سنويا ولا ينتقل الرصاص إلي الإنسان عبر الهواء فقط . ولكنه ينتقل أيضا عبر الغذاء بسبب امتصاص المحاصيل الزراعية في الأراضي الموجودة بجوار الطرق العامة للرصاص من التربة والهواء . وتأتي خطورة استنشاق الرصاص (أو انتقاله ألي الدم بطريق الغذاء ) من تأثيره البالغ علي الجهاز العصبي الجسم المختلفة . وقد بلغت نسبة وجوده الدم في لدي سكان القاهرة 30 ميكروجراما بينما لا تزيد عن10 ميكروجراما بالهند و22 ميكروجراما بينما لا بالمكسيك كما يؤدي استنشاق الرصاص إلي التأثير علي تطور المخ ويؤدي إلي نقص الذكاء بمعدل 4 درجات عن المعدل الطبيعي

أثر تلوث الهواء على الحيوان و النبات
تتأثر الكائنات الحية بتلوث الهواء فألا بقار تتأثر بالمواد المترسبة علي النباتات التي تتغذى عليها (مثل مركبات الفلور التي تسبب هزال الحيوان ونقص إدرار اللبن ) كما أن تلوث الهواء يؤدي إلي قصور في نمو النباتات ونقص في كمية المحصول ويمكن ملاحظة ذلك عند فحص النباتات المزروعة علي جوانب الطرق السريعة أو الحقول المجاورة لتلك الطرق عنها بحوالي 16 ضعفا كما يشير أحد التقارير العلمية إلي أن مشاكل التلوث الرئيسية التي تهدد كوكب الأرض هو زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من احتراق الوقود العادي التقليدي ( من احتراق السولار أو غيره من أنواع الوقود للسيارات والموتوسيكلات وغيرها ) كما ينتج من احتراق الأشياء الأخرى (مثل الفحم والأقمشة والورق ومن قمائن الطوب الأحمر ). ويبلغ الآن عدد السيارات في مصر نحو 000/ 650 سيارة تستهلك نحو 1.25 مليون طن بنزين وسولار يوميا وتنتج نحو 100 ألف طن نواتج احتراق من أهمها غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو (يسبب حالات دوار وإغماء للإنسان وتسمم للدم)

الحلول المقترحة
نشر الوعي بالبيئة بين القطاعات الشعبية والعمالية والعلمية لتعميق الإحساس بخطورة المشكلة
إلزام المصانع القائمة علي تنقية عوادم المداخن بأجهزة فصل الأتربة وامتصاص الغازات
مراعاة النسب الصحيحة بين المباني والمساحات الخضراء وهي مطبقة في أوروبا بنسبة 1 : 3
تشجيع الدراسات القائمة حاليا ومدها بالأجهزة العلمية والدوريات المتخصصة
وضع خطة قومية للاستفادة العلمية بمخلفات المدن وغلق قلب هذه المدن أمام مرور السيارات ووضع الضوابط الصحية والقانونية حيال السيارات القديمة والمستهلكة
دور الإعلام في حماية البيئة من التلوث (الثقافة البيئية )
منذ كان الإنسان يعيش في الكهوف استعمل هذا الإنسان وسائل الإعلام لاطلاع الآخرين علي ما يحدث في بيئته حيث كان يوصل المعلومة من شخص إلي أخر ثم عندما تعلم اللغة والكتابة أصبحت وسائل الإعلام هي الصوت والكتابة وبصفة عامة فإن الجهاز الثقافي والإعلامي في مصر عليه القيام بما يلي

تشكيل بنك أو أرشيف للمعلومات يجمع كل ما يخص قضايا البيئة في جميع المجالات ويقدم لكل من يهمه زيادة العلم والمعرفة في هذا المجال
يجب تنظيم دورات إعلامية للتعمق في قضايا البيئة ومشاكلها وتعريف المواطن لدوره في بيئته صالحة
يجب أن تكون مادة البيئة إجبارية في المناهج الدراسية في المستويات المختلفة في جميع مراحل التعليم بحيث يتسع بذلك مفهوم الطالبة عن البيئة ويتعدى شعار " أغسل يديك قبل الآكل وبعده "
تشجيع وتدعيم اتجاه الجامعات المصرية بمنح الدرجات العلمية (ماجستير ـ دكتوراه ) في موضوعات البيئة والعمل علي نشر الأبحاث المتعلقة بالبيئة
ترجمة بعض كتب للأطفال عن البيئة
يرجي من كاتبي السيناريو والمخرجين تطعيم الأفلام والتمثيليات بمعلومات خفيفة عن البيئة
تنفيذ وإخراج بعض الحلقات التلفزيونية القصيرة التي تبصر المواطن بدوره ومسئولياته تجاه مشكلات البيئة
يجب أن نفكر علي مستوى عالمي لبحث مشاكل البيئة وأن نعمل علي مستوى محلى لحماية البيئة الخاصة بنا

zayed all najjar
2007-05-12, 08:09 PM
سلامة البيئة هي العنصر الاساسى في حماية ثروات الدول ومواردها البشرية وتنعكس السلامة البيئية سلبا وإيجابا على هذه الثروات بمختلف صورها فالبيئة هى الإطار الذي يعيش فيه الإنسان من تربة وماء وهواء وبما يحتويه هذا الإطار الذي يعيش من مكونات جما دية أو كائنات تنبض بالحياة وما يسوده من شتى المظاهر من طقس ومناخ ورياح ولان الانسان هو الغاية من كل تنمية وتطوير ومن حقوقه الطبيعية ان يعيش فى بيئة سليمة ونظيفة بجوها ومياهها وجماليتها فان قياس مدى نجاح الانسان فى الحفاظ على هذه الغاية انما يتوقف مدى تحكمه وتسخيره للامكانات المتاحة للحصول على المنفعة الكاملة من بيئته والحيولة دون انتشار الملوثات التى تسبب الامراض وتزهق الارواح ويقاس نجاح الامم وتقدم الشعوب وصونها لحضارتنا بمقدرتها على الحفاظ على بيئة سليمة نظيفة نقية وكما يقول عالم البيئة زمرمان أن مصادر الثروة لاتكون ولكن تتكون كنتاج للتفاعل بين الانسان وعناصر من البيئة التى يعيش فيها فالمحاصيل الزراعية هى نتاج التفاعل بين الانسان وبين التربة واصبحت قضايا ومشاكل البيئة هى الشغل الشاغل لكل دول العالم واضحى الاهتمام بالبيئة غير مقصور على الجهد الرسمى منفردا بل اصبح اهتماما يكاد يشغل كل إنسان على هذه الارض وظهرت مصطلحات جديدة ودعنا نلقى عليها بعض الضوء تشمل علوم البيئة للعديد من المصطلحات العلمية للتعريف بها دون تحديد لمعنى كل مصطلح حيث تتداخل المفاهيم فيما بينها وبالنسبة للتلوث سنتحدث اولا عن الغلاف الجوى وهو الغلاف الذي يحيط بالكرة الارضية وقد اختلف الباحثون حتى الآن في تحديد سمك هذا الغلاف تحديدا دقيقا ويمكن تقسيم الغلاف الجوى الى اربع طبــقات

أنواع ومصادر التلوث الهوائي
نواتج حرق الوقود من دخان وثاني أكسيد الكربون لاشك أن حرق الوقود خاصة الفحم والبترول يؤدى الى تكوين كميات كبيرة من الدقائق ذات الإحجام المختلفة والتى من بينها

جسيمات كبيرة: تشبه التراب أهمها دقائق الكربون
جسيمات دقيقه :تكون الدخان أهمها دقائق الكربون وأتربه المعادن , والقار ,والراتنجات والايروسات , والاكاسيد الصلبة والكبريت والنترات
وسنتحدث بالتفصيل عن هذه المواد الضارة التى يخرجها عادم السيارات وهى الملوثات الغازية وتشمل العديد من الغازات مثل

ثاني أكسيد الكربون
ورغم انه غاز عديم اللون وغير سام إلا ان زيادة تركيزه في الجو بسبب ارتفاع درجة الحرارة عموما وبسبب ظاهرة الصوبة

أول أكسيد الكربون
غاز عديم اللون والرائحة غير نفاذ مصادر تكونه عديدة منها المنليه مثل التسرب من خطوط غاز الاستصباح اوعدم الاشتعال التام لموقد الكيروسين , عدم الاحتراق التام للفحم او المقطرات البترولية كما ينطلق مع عادم السيارات عند ترك موتور السيارة يعمل لفترة طويلة في مكان محدود, كما يتصاعد الغاز من النواتج الثانوية لصناعة الحديد والصلب وغاز أول أكسيد الكربون غاز سام يتحد بمادة هيموجلوبين الدم مكونا كروبوكس هيموجلوبين وله تاثير على خلايا الجسم والخلايا العصبية بالمخ

ثاني اكسيد الكربون
بسبب هذا الغاز اثارة للخلايا الطلائية المبطنة للقناة التنفسية مؤديا الى احتقان في الأنف, سعال شديد ,التهابات الحنجرة, تهيج الغدد الدموية,الصداع التلوث الشديد الذي قد يؤدي الى الوفاة وتمكن خطورة الغاز في تحوله الى حامض الكبريتوز في وجود نسبة من الماء, حيث يسبب تقرحات في الأعضاء المكشوفة من الجسم مع حدوث التهابات في العين والأنف,ويعمل على تآكل الغشاء المخاطي المبطن لها وتتآكل الشعيرات التنفسية ,وفي حالة حدوث إمطار تصبح مياه الأمطار حمضية,حيث تسبب أضرار كبيرة للنباتات بانواعها والتربة وهو ما يتعكس على الانسان وصحته

اكاسيد النيتروجين وظاهرة (( الضباب الكيموضوئي ))
من أهم المركبات النيتروجينية الموجودة في المجال الجوي او اكسيد النيتروجين في وجود حرارة الضوء والأشعة فوق البنفسجية ينتج عن اكسيد نيتروجين وأكسوجين حيث يتحد مع جزيئات الأكسوجين في الهواء مكونا أوزون او يتحد مع نواتج بعض المواد الهيدروكربونية ( ميثان وايثان ) مكونا مجموعة ملوثات سامة مثل الفور مالدهيد والالدهيد والبيرواوكس الذي يؤدي الى تلف المحاصيل الزراعية والواقع ان اكاسيد النيتروجين المختلفة تسبب تهيج العين والأنف, واضطرابات رئوية وصعوبة في التنفس , يذوب في الأغشية المخاطية للقناة التنفسية مكونا حامض النيتروز ثم النيتريك الذي يدمر الأنسجة ويستعمل في القنابل المسيلة للدموع

الملوثات الثانوية ((غاز الاوزون))
يوجد الأوزون بصورة طبيعية في طبقات الجو العليا,ويحمي الكرة الارضية من الأشعة فوق البنفسجية ويتركز في ساعات النهار لوجود أشعة الشمس ويكاد يختفي ليلا للتفاعل مع التربة والنباتات,لكن استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية يؤدي الى التلوث بالأوزون في بيئة العمل وزيادته يؤدي الى تهيج الأغشية المخاطية لصدر الانسان

اكاسيد الرصاص وأملاحه
مركبات هذا العنصر تمس كل فرد في المجتمع ويمثل احتراق بنزين السيارات المصدر الرئيسي لملوثات الرصاص في الهواء الجوي, حيث يمثل هذا المصدر بمفرده حوالي 94%من نسبة الرصاص المنبعثة في الهواء الجوي وجدير بالقول ان مركبات الرصاص اضيفت الى البنزين لاول مرة عام 1923 على شكل مركبات الالكيل الرصاصية واهمها رابع ميثيل ورابع ايثيل الرصاص لمنع الخبط او الفرقعة الناتجة عن احتراق الوجود داخل محرك السيارة, ولزيادة كفاءة اشتعال الجازولين لتمنع تسرب اكسيد الرصاص من حجرة الاشتعال في الموتور ( ثنائي كلوريد الايثلين,ثنائي بروميد الايثيلين, ويكفي ان نشير الى كل سيارة تستهلك كمية من الاوكسوجين تعادل ما يستهلكه 350 شخص تقريبا) وهذا ما يشير الى خطورة هذا الملوث مع زيادة اعداد السيارات سنويا

الأضرار البيولوجية الناجمة عن ملوثات الرصاص
وجد أن نسبة 30-50% من الرصاص المستنشق تصل إلى الدم مباشرة عن طريق الرئتين مسببا ما يسمى التسمم بالرصاص وبعض مركباته العضوية تمتص بسرعة فائقة خلال سطح الجلد العادي حيث انها تعمل على اذابة المادة الدهنية الموجودة بسطح الجلد وتنفذ بسرعة الى تيار الدم الهضمي اما المركبات غير العضوية التي تصل عن طريق الجهاز الهضمي لاتذوب كلها في سوائل المعدة , ويتم التخلص منها مع الفضلات , بينما يمتص جزء منها ويصل الى الكبد , كما يتحول جزء منها الى الدم والانسجة الاخرى وفي مقدمتها العظام ,حيث يتسرب الرصاص بها بمساعدة العوامل التي تساعد على ترسيب الكالسيوم بالعظام , وعند ارتفاع نسبة الرصاص الى 8 ,0 جزء في المليون فان ذلك يكون مصحوبا باضرابات بالغة لدى الانسان منها تكسير الكرات الدموية الحمراء, وقلة نسبة الهيموجلوبين بالدم, وحدوث انيميا ومغص حاد يسبقه قيء, ومغص كلوي, واضطرابات عصبية قد تؤدي الى الصرع والدخول في غيبوبة, وقد يؤدي الى انخفاض مستوى الذكاء فضلا عن تاثيره الضار على جهاز التكاثر ولنا ان نتصور مدى الضرر الذي يصيب الاطفال اذا علمنا ان نسبة 6, 0 جزء من المليون من الرصاص في الدم تؤدي الى التسمم والموت ووجود الرصاص بنسبة 7- 8 ميكروجرام \ 100 مليمتر في الدم يؤدي الى نقص وزن الجنين, واعاقة نمو خلايا المخ وسائر الخلايا العصبية لديه والتي هي في طور النمو كما ان تدخين 30 سيجارة في اليوم يؤدي الى رقع كمية الرصاص الممتص بجسم الفرد الى 9.6 مليجرام , علما بان اعلى نسبة مسموح بها هي 3 مليجرام والواقع ان التعرض المستمر الى مادة الرصاص يؤدي الى اتلاف المادة الوراثية مسببة أضرار كبير لا يمكن في الغالب معالجتها مثل إنجاب أطفال مشوهين او متخلفين عقليا, كما انها تسبب الاصابة بالسرطان الحد من تلوث الناجم من عادم السيارات هناك محاولات عديدة بذلت وتبذل وينصح بها في مجال مواجهة تلوث الهواء الناجم عن عادم السيارات, __يمكن ان نشير الى اهمها ما يلي__

تحريم استخدام الجازولين المضاف اليه مركبات الرصاص
الغاء السيارات التي تعمل بمحركات الديزل الغاءا تاما
عدم السماح ببيع السيارات التي لم تزود بالمرشحات المساعدة على تنقية غازات العادم, مع الغاء
الضريبة ومنح حوافز مادية للتشجيع على شراء هذا النوع من السيارات المزودة بالمرشحات

الكشف الدوري الدقيق على السيارات عند اجراء التجديد السنوي لها بما يضمن سلامة المحرك
ومحدودية العوادم الناجمة عن احتراق الوقود به

اضرار تلوث الهواء
يسبب تلوث الهواء أضراراً عديدة منها

اتلاف المباني ومواد البناء والمعادن والمنشات الأثرية
الحاق الضرر بالاشية والحيوانات المنزلية الأليفة
إتلاف الغطاء الأخضر للأرض
حوادث الطائرات
اثر تلوث الهواء على المناخ
التأثير الصوبي (الاحتباس الحراري )
وهي تسمح بنفاذ الإشعاعات فوق البنفسجية القادمة من الشمس إلى الأرض, ولكنها لا تسمح بنفاذ الاشعاعات الحرارية تحت الحمراء المنعكسة من سطح الأرض , وتعكسها مرة ثانية الى سطح الارض , مما يؤدي الى ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة , الامر الذي قد يؤدي إلى ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي والجليد المتكون على قمم الجبال مما يتتبع ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات من متر إلى ثلاث ,حيث تفيض المياه وتغمر الأرض حولها واختفاء بلاد بأكملها , كما ان ارتفاع الحرارة وذوبان الثلوج سيؤدي إلى زيادة نسبة البخر , وما يصاحب ذلك من زيادة في الأمطار والفيضانات , والتي تزيد الضغط على القشرة الأرضية مما قد يهدد بزيادة حدوث الزلزال

التنبؤ بظهور عصر جليدي كالذي مرت به الأرض منذ زمن بعيد مرت الكرة الأرضية في الزمن القديم بعصر جليدي ويرى بعض العلماء ان الزيادة المستمرة للملوثات الغازية والعوالق الدقيقة الترابية خاصة في الاقطار الصناعية ستؤدي الى تكوين طبقة المجال الحيوي , وستقلل هذه الطبقة من نفاذ أشعة الشمس الى الارض ومع زيادة الملوثات يزداد سمك الطبقة العازلة لاشعة الشمس , وهذا بدوره سيؤدي الى انخفاض درجة الحرارة,حيث قد تتجمد مياه البحار والمحيطات , وقد يظهر عصر جليدي جديد
تأكــل طبقـة الأوزون
تركز طبقة الأوزون في طبقة التروبوبوز من الغلاف الجوي على ارتفاع 24 كم تقريبا وتقوم بالحد من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية وبعض الأشعة الكونية القادمة من الشمس والأجرام الكونية إلى سطح الأرض لما لها من تأثيرات سيئة على الكائنات الحية, وقد لاحظ الباحثون منذ عام 1957 وحتى 1987 أن طبقة الأوزون في نضوب مستمر, وظهرت ثقوب بها حتى وصلت نسبة النضوب النضوب من 2 0 %إلى 8%ذلك نتيجة إلى تزايد المركبات الكلوروفلورو كربونية من جهة وتزايد كمية المواد العضوية المكلورة في الطبقة العليا من جهة أخرى

الآثار السيئة لتأكل طبقة الأوزون
يسبب تأكل طبقة الأوزون عدة مخاطر وهي

تلف كثير من المحاصيل وخاصة الحبوب
إلحاق الضرر بالكائنات الحية مؤدية الى اضطراب في التوازن البيئي
ارتفاع حالات الإصابة بسرطان الجلد
إصابة العيون بمرض المياه البيضاء
خلل في الجهاز المناعي
تغير الطقس عما هو معتاد, مع تغير دورة فصول السنة
طـــرق المعــالجــة
التخلص من النفايات بالأساليب التقليدية
عدم القاء القمامة في مصب أو مقلب مكشوف
الدفن
الحرق
الحرق ثم الدفن
ردم الأماكن المنخفضة
تزويد المنشآت المختلفة بأحزمة أو مناطق خضراء من الأشجار و المزروعات حولها أو مساحات خالية
التوعية بالصناعة و الجماهير و المسئولين فيما يختص بالتلوث و الوقاية منه0
التأكيد علي عدم انبعاث الدخان أو الملوثات بنسب عالية من السيارات
الحصول علي ترخيص قبل إنشاء الصناعات و المنشآت التي قد ينتج عنها التلوث
تحديد أنواع الوقود التي تستعمل في بعض الأجهزة
الاهتمام بقياس الملوثات
التحكم في عمليات التخلص من القمامة و عمليات الاحتراق في المنازل
التحكم في الملوثات الناتجة عن السارات بأنواعها
استعمال وسائل لمنع التلوث الناتج عن الصناعة و ذلك باستخدام الوسائل و الأجهزة المنظفة للهواء
استبدال أنواع الوقود التي ينتج عنها تلوث كبير كالفحم بأنواع أخرى أفضل منه
التقليل من الغازات والجسيمات الصادرة من مداخن المصانع كمخلفات كيميائية بإيجاد طرق إنتاج محكمة الغلق،كما ينصح باستخدام وسائل عديدة لتجميع الجسيمات والغازان مثل استخدام المرسبات الكيميائية ومعدات الاحتراق الخاصة والأبراج واستخدام المرشحات

zayed all najjar
2007-05-12, 08:11 PM
أصبحت مشكلة تلوث البيئة خطرا يهدد الجنس البشري بالزوال . . . بل يهدد حياة كل الكائنــــــات الحية والنباتات . . . ولقد برزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجــي والصنــاعي والحضــاري للإنسان . . .

ففي كل يوم تقذف آلاف المداخن آلاف الأطنان من الغازات والأتربة التي تفسد الهواء وتجعله غير صالح للتنفس ، كما تصب المصانع المختلفة يوميا مقادير هائلة من المخلفات والنفايات في ميــــاه النهار والمحيطات مما يجعلها غير صالة للاستعمال الآدمي أو لنمو الكائنـــات الحيـة (كالأسماك وغيرها ) ، وذلك بالإضافة إلي ما تلقيه السفن المختلفة أثناء سيرها في البحار والمحيطـــــات من نفاياتها ومخلفاتها ( مثل الزيوت والشحوم وغيرها ) مما يؤثر علي نم الكائنات الحـــية بالتالي . . . فضلا عما يسببه من تفاقم لمشكلة التلوث البيئي ، والتي تكمن وراء التوسع في إنشـــــاء المصانــع المختلفة واستخدام المبيدات الكيماوية( التي تستخدم في مكافحة الآفات والحشرات المـنزلية أو التي تصيب المحاصيل المختلفة ) علي نطق واسع , مما يؤدي إلى آثار ضارة خطيرة بالجو المحيــــط بها وبالتربة وبالنباتات التي يتغذى عليها الإنسان وبالتالي يعود الضرر علي الإنســــان نفسه نتيجة للتلوث بتلك المبيدات . . .

ويشمل تلوث البيئة كلا من البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها وهو مما أشــار إليه القرآن الكريم في قوله تعالي : " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقـــهم بعض الذي عمــلوا لعلهم يرجعون " , فأصبحت الكرة الأرضية اليوم مشـغولة بهمومـــنا . . . وأصبح كوكبنا مشوها فالدفء ألهب ظهورنا . . . وتغـيرات المناخ تهدد جوها , والمبيدات أفسدت أرضها , والصناعات مزقت أوزونها , والقطع الجائر للأشجار نحر غاباتها , وهدد حيواناتها والسكان لوثوا مياهها . . .

وهكذا بات كوكبنا محتاجا إلي كوكب آخر لكي نبدأ فيه حياتنا وننشئ حضارة جديدة في بيئة نظيفة وفي هذا البحث نتناول نوع من أنواع التــلوث البيئي ألا وهو تلوث الهواء كما نتنــاول جانبـــا من الطرق المختلفة لحمايته من التلوث

وأرجو أن أوفق في معالجة هذا الموضوع وما توفيقي إلا بالله

الهواء الذي نتنفسه
حيث أننا لا نري الهواء الذي نتنفسه ، فمن الصعب إن نفكر أنه يكون من الأسباب الخطرة علي صحتنا إذا كان ملوثا . وعلي الرغم من الكميات الرهيبة من الهواء التي تدخل وتخرج من وإلي رئتينا فإن الكميات الصغيرة الملوثة منه تسبب مشاكل صحية ضخمة وتعمل الأنف والقصبة الهوائية علي تنقية الهواء الداخل غلي الرئتين من حبيبات التراب والدخان ، وذلك بكفاءة عالية ، ولكن مواد التلوث تتلف الأنف والقصبة الهوائية وتجعلهما غير قادرين علي أداء هذا العمل بنفس الكفاءة ، وبذلك تصل هذه الملوثات إلي الرئتين

وفي أنحاء العالم نجد أن أمراض الرئة والشعب الهوائية تنتشر كثيرا حيثما وجدت المصانع ومحطات توليد القوي حيث ينبعث الدخان في الجو ، وإذا لم يتم التخلص من هذا الدخان فإن الهواء سيصبح ملوثا وتزيد مخاطره علي الصحة

وعلي الرغم من أن تلوث الهواء ينتج أساسا من عادم المنشآت الصناعية إلا أن هناك التلوث الطبيعي الذي يحدث بسبب انتشار حبوب اللقاح بكميات كبيرة خاصة في فصلي الربيع والصيف ،واستنشاق هذه الحبوب يؤدي إلي أمراض الحساسية عند بعض الناس في الأنف والرئتين

مصادر تلوث الهواء
هناك عدة أنواع من الملوثات

الملوثات الناتجة عن احتراق الوقود العضوي كالبترول والفحم :وهي من أكثر الملوثات تأثيرا في مكونات نظم البيئة
الملوثات الناتجة عن المخلفات الصناعية
الملوثات الناتجة عن حرق أو إعادة استخدام المخلفات الصناعية
البكتريا والجراثيم الناتجة من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والفضلات
المواد الصلبة العالقة بالهواء مثل : الدخان وعادم السيارات , والأتربة ، وغبار القطن وحبوب اللقاح , أتربة الأسمنت ومواد البناء ، وأتربة المبيدات الحشرية
الإشعاعات الذرية
من مصادر طبيعية ( كالرادون ) من مصادر صناعية ( المفاعلات النووية )

الغازات السامة مثل
أول أكسيد الكربون ، ثاني أكسيد الكبريت ، كبريتيد الهيدروجين ، والأوزون
وتحتل هذه الملوثات النصيب الأكبر في تلوث الهواء ولذلك نتناولها بإيجاز

أول أكسيد الكربون ينتج هذا الغاز بسبب الاحتراق غير الكامل لمواد الوقود العضوية مثل الفحم والبترول ومنتجاتهما كما ينتج أيضا من الاحتراق غير الكامل لبنزين السيارات وبذلك فهو يشكل النسبة الكبرى من غازات العوادم كما ينتج أيضا من احتراق السجائر وتكمن خطورة هذا الغاز حيث أنه يتحد مع هيموجلوبين الدم وهي المادة المسئولة عن حمل الأكسجين إلي جميع أنسجة الجسم مكونة مادة تسمي ( كربو كسي هيموجلوبين ) التي تمنع وصول الأكسجين إلي الأنسجة ، وبالتالي تقل نسبته في الجسم خاصة في الجهاز العصبي فيصاب الشخص بخمول وتضعف قدرته علي التركيز ، ويحدث أيضا فقر الدم واضطراب في وظيفة العقل ، وكذلك أيضا حدوث اضطراب في كرات الدم البيضاء . ويؤدي الغاز أيضا إلي فقدان الوعي وضعف في الفعل الانعكاسي لدي الجهاز العصبي المركزي ، ويعتقد الأطباء أن هذا الغاز يؤدي الي عدم تركيز سائقي السيارات مما يجعلهم ينامون علي عجلة القيادة أو يخرجون عن الطريق دون سبب واضح مما يسبب وقوع الحوادث , وقد أظهرت دراسة حوادث الطرق أن حدوث الإغماء لدي قائدي السيارات مما يجعله عاجزا عن القيادة بصورة سليمة تحدث بنسبة مرتفعة وقت الازدحام المروري بسبب ارتفاع نسبة الكاربوكسي هيموجلوبين في دم السائقين
وتعزي حالات التسمم بأول أكسيد الكربون إلي وجود عيوب في جهاز عادم السيارة مما يؤدي إلي تسرب الأبخرة داخل السيارة بدلا من دفعها إلي نهاية أنبوبة العادم إلي الخارج

ثاني أكسيد الكربون
ارتفعت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء بسبب التوسع الكبير في حرق الوقود الناتج من المواد العضوية كالبترول والفحم والخشب للحصول علي الطاقة اللازمة لمحطات القوي والمحركات وتسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء تأخير النمو عند الكائنات الحية بوجه عام ، ويذوب هذا الغاز في مياه الأمطار مكونا حمض الكربونيك الذي يتسبب في تلف المباني والمنشآت الحجرية والمعدنية ومما هو جدير بالذكر أن النباتات الخضراء تقوم بامتصاص هذا الغاز من الجو للاستفادة به في عمليات التمثيل الضوئي لتكوين الغذاء . وهكذا يقوم النبات الأخضر بتنقية الهواء من الكميات الزائدة من ثاني أكسد الكربون ولكن عندما يقوم الإنسان بإزالة هذه المساحات الخضراء فيكون قد قضي بذلك علي أفضل وسيلة لتنقية الهواء من الغازات السامة

أكاسيد النيتروجين وتحتوي أكاسيد النيتروجين علي أنواع عديدة أهمها ثاني أكسيد النيتروجين وهو غاز أصفر اللون ويميل إلي البني أو الأحمر , ويعد هذا الغاز من اخطر الملوثات علي البيئة وينتج بسبب احتراق المركبات النيتروجينية الموجودة في البترول ومنتجاته ، كما ينتج أيضا بسب احتراق وقود السيارات
ويؤثر هذا الغاز علي الإنسان تأثيرا سيئا حيث يسبب تهيجا في غشاء ملتحمة العين والغشاء المخاطي المبطن للأنف والحلق , كما يزيد من احتمالات إصابة الرئة بالفيروسات كالأنفلونزا كما يقلل مقاومة الجهاز التنفسي ويصيبه بالحساسية , ويسبب الضباب الدخاني في الجو والغاز يمنع نمو النبات كما يتلف أنسجة أوراقه . وعندما تتحول هذه الأكاسيد إلي نترات في الهواء الجوي فإنها تحجب الرؤية ولكن عندما تترسب هذه الأملاح في التربة فإنها تساعد علي خصوبتها وتغذية النباتات

ثاني أكسيد الكبريت
هو غاز عديم اللون والرائحة يوجد بصورة طبيعية علي سطح الأرض بتركيز قليل . وينتج هذا الغاز من احتراق الوقود الخشبي أو الزيت وهو يخرج أيضا مع غازات العادم وعندما يختلط غاز ثاني أكسيد الكبريت بالرطوبة فإنه يكون حامضا مهيجا للأغشية المخاطية والعيون ويسبب حساسية للأجزاء الرطبة من الجلد , وهذا الحامض ذو تأثير ناحر في الصدور ومثير للسعال والربو الحاد والمزمن بالصدر , ويتلف أنسجة الرئة ويسبب حامض الكبريتيك تآكل المركبات المعدنية والبويات كما أن له تأثيرا قاتلا علي الحيوانات والنباتات وللغاز دورا هام في تكوين الأمطار الحمضية أيضا مثل غازات أكاسيد النيتروجين

كبريتيد الهيدروجين
ينتج هذا الغاز من تحلل النفايات وحرق الوقود المحتوي علي الكبريت , وهو غاز ذو رائحة نفاذة تشبه رائحة البيض الفاسد يؤثر الغاز علي الجهاز العصبي المركزي للإنسان وكذلك يؤثر أيضا علي القدرة علي التفكير وأغشية التنفس وملتحمة العين كما يسبب شللا في أعصاب الشم , وزيادة تركيزه قد تؤدي الي الوفاة وللغازات تأثيرات ضارة علي الفلزات والمعادن ومواد البناء نتيجة تكون حمض الكبريتيك والكبرتوز , وذلك أيضا بالإضافة إلي تأثيراته السيئة علي النباتات

فلوريد الهيدروجين
ينتج هذا الغاز من احتراق المواد الفحمية ، وهو غاز شديد السمية وله تأثيرات ضارة بالإنسان والنبات حتى في تركيزا ته البسيطة

الهيدروكربونات
هي مركبات عضوية تحتوي علي الكربون والهيدروجين , وتحتوي علي المزيد من الغازات مثل الميثان, والبيوتان, والبروبان ولهذه المركبات تأثيرات ضارة وسامة عديدة بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات ، وتنتج عوادم السيارات 80 % من كمية الغازات الموجودة في الهواء الجوي ، كما تنتشر الغازات أيضا في الجو عندما يتبخر الجازولين من تنكات السيارات . أما مركب البنزوبيرين فهو أكثر المركبات الهيدروكربونية ضررا والذي ينتج من احتراق الوقود ومن القار المستخدم في سفلتة الطرق , كما يوجد أيضا في دخان السجائر والتبغ وهو من أخطر الملوثات المسببة للسرطان

المبيدات الحشرية للنبات
وهي مواد كيماوية سامة جدا ، لذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة للتأكد من عدم نفاذها الي الهواء الجوي , وقد ظهر تأثير هذه المبيدات وتبخرت إلي الجو ووصل تأثيرها السام حتى مسافة 64 كيلومتر في قرية بوبال الهندية وقتل أكثر من ألفي شخص في فترة أقل من ساعة زمنية , وأصيب خمسة عشر ألفا آخرون بإصابات خطيرة في العين والأنف والحلق والرئة , واستنشاق الغاز يسبب كحة شديدة ونزيفا وارتشاحا في الرئة مما يسبب الموت


وقد أوضحت هذه الكارثة أنه لا يجوز تخزين كميات كبيرة من الغازات السامة بجوار تجمعات سكنية حيث أنه من الممكن أن يتسبب ذلك في قتل الناس

الجزيئات
وتشمل هذه الجزيئات الأجسام الصغيرة سواء كانت صلبة أو سائلة الناتجة من مختلف الأنشطة وتشمل الضباب والغبار والأدخنة وأتربة الأسمنت ويكمن تأثير هذه الجزيئات في دخولها إلي الرئة مؤدية إلى حدوث أضرار مزمنة بها كما يحدث في حالة استنشاق الاسبستوس ، وكذلك غبار الأتربة الناتج من عمليات البناء والموجود في الطرق حيث يتدخل في عملية تبادل الغازات في الرئة فيمنع دخول الأكسجين أو خروج ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وانتشار الجزيئات في الجو يعمل علي تقليل كمية أشعة الشمس التي تصل إلي سطح الأرض فيؤثر ذلك علي نمو النباتات بسبب انخفاض عملية البناء الضوئي

أضرار تلوث الهواء
يسبب تلوث الهواء أضرارا عديدة منها

إتلاف المباني ومواد البناء المعادن والمنشآت الأثرية
حينما تكثر الأكاسيد الكبريتية والكربونية والنيتروجينية في الهواء في وجود نسبة الرطوبة تكون أحماضا مختلفة التركيز تسبب تآكلا لأحجار المباني

الحق الضرر بالماشية والحيوانات المنزلية الأليفة
تتسلل مركبات الفلور وحمض الهيدروفلوريك من مصانع الأسمدة الفوسفاتية والألمونيوم وتمتص النباتات القريبة هذه الملوثات , وعندما تتغذى عليها الحيوانات تصاب بمرض الفيلوروز وهو مرض قاتل

إتلاف الغطاء الأخضر للأرض
يؤدي الضباب الممتزج بالدخان وتلوث الهواء إلي إتلاف الغابات , وأشجار الحدائق ، أشجار الموالح ، ونباتات الحاصلات الزراعية مثل البرسيم والذرة , البصل وكثير من الخضر وات , ويؤدي الإصابة بغاز الأوزون إلي تلف نباتات الدخان وكل الخضر وات الورقية والمحاصيل الحقلية والمزروعات التي تستخدم كطعام للماشية

حوادث الطائرات
يرجع ذلك إلي الضباب الأرضي المتزايد وتلوث الهواء الكثيف , والذي يتسبب في قلة الرؤية لدي الطيارين ، مما يؤدي إلي وقوع الحوادث

مقاومة تلوث الهواء
طرق مقاومة تلوث الهواء

بالنسبة للسيارات ووسائل النقل المختلفة
استيراد أو تصنيع سعة محرك السيارة بما يتفق والظروف البيئية للقطر
التشجيع علي استيراد أو تصنيع محركات تعمل بالجازولين تضاف إليه نسبة طفيفة من مركبات الرصاص
نقل ورش سمكرة السيارات ودهانها والورش المماثلة إلى أماكن بعيدة عن الكتلة السكنية حفاظا علي صحة الأفراد
ضبط السيارات والدراجات النارية المخالفة التي تصدر عادما بنسبة كبيرة عن النسبة المسموحة
الفحص الفني الدقيق علي جميع أنواع السيارات عند تجديد الرخص
فك الإختناقات المرورية في الشوارع المزدحمة وأثناء ساعة الذروة
الاهتمام بوسائل النقل العام المختلفة من صيانة ونظافة وضبط المواعيد
التخطيط العمراني السليم
في حالة إقامة مدن جديدة يجب مراعاة : نوع التربة التي سيقام عليها البناء , ارتفاع البناء , وابعاد النوافذ واتساع الشوارع ونسبة الحدائق العامة والمساحات الخضراء , ونوعية المشروعات الصناعية

المصانع
يجب علي المصانع معالجة مخلفاتها بدقة قبل التخلص منها
الرقابة المستمرة علي المصانع المختلفة لتحديد نسبة الملوثات بما يتفق والمعايير العالمية
عقاب كل مخالفات لقوانين البيئة
تطوير المصانع القديمة , والتخلص التام من الآلات ذات التلوث المرتفع
نقل المصانع التي أصبحت محاطة بنسبة عالية من المباني السكنية
تزويد مداخن المصانع بمرشحات ومصافي , وأن تكون علي ارتفاع شاهق
تحويل المركبات الغازية إلي مركبات ذات قيمة اقتصادية
عدم الترخيص لأي مشروع صناعي إلا بعد دراسة علي البيئة من كافة النواحي
تخصيص مدينة صناعية تضم جميع المصانع بأنواعها المختلفة
تنظيم تداول المواد الخطرة والسامة عند النقل أو التخزين أو التصدير
الاهتمام بنتائج الأبحاث العلمية التي تجري في مجال البيئة وتطبيقها مع زيادة الرقعة الخضراء
تعديل مكونات الهواء

تعتبر الأشجار والمساحات الخضراء رئات المدينة حيث تنتج نهارا كميات كبيرة من الأكسجين تساهم في تعدين مكونات الهواء لصالح الإنسان

تنقية الهواء من الغبار والرمال وصد العواصف الترابية والرملية

ولقد ثبت أن مختلف أنواع الأشجار والنباتات يمكنها صد وترسيب كميات متفاوتة من الأتربة والرمال والغبار التي تحملها الرياح

تنقية الهواء من المركبات الضارة

بعض النباتات تقوم بتنقية الهواء من المركبات الضارة التي تنفثها العوادم الصناعية وعوادم السيارات ومن الثابت أن التشجير يعمل علي إنقاص نسبة التلوث في الهواء

تثبيت حبيبات التربة وحمايتها من التعرية والتلف
يؤثر التشجير في عملية تثبيت التربة ومنع التعرية وصد الريح , وكذا الغطاء النباتي يحافظ علي التربة من التعرية بفعل الرياح القوية

الحاجة إلي دور إعلامي نشط
ويتمثل في

توعية الأفراد بمخاطر الملوثات المختلفة . وذلك عن طريق اللقاءات والندوات ووسائل الإعلام المختلفة
توعية الجمهور بقيمة الأشجار والرقعة الخضراء وما تلعبه من دور كبير في مقاومة التلوث
تخصيص جانبا للبيئة في المقررات الدراسية في جميع مراحل التعليم بما يتفق وعمر الدارسين
خاتمة
إن تنقية الهواء والمحافظة عليه من التلوث يرفع من معنويــات الشـعب والــناس ويدفعهم إلي العمل والإنتاج ويجذب رؤوس الأمــوال نحو الاستثمــار ويجـــعلهم يشعرون بأن ما يدفعون من ضرائب يعود عليهم وعلي صحتهم ومجتمعهم بالخير والسعادة

zayed all najjar
2007-05-12, 08:12 PM
يقول الله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم مالا تعلمون "البقرة (30) لقد خلق الله آدم واستخلفه في الأرض ليعمرها ولكن اولاده علي مر العصور لم يجعلوا هذه البيئة نظيفة خاليه من التلوث كما كانت ولكن لوثوها بالتطور الصناعي والمدنية الحديثة . فالله سبحانه وتعالي خلق البيئة وأحكم صنعها بدقة بالغة من حيث الكم والنوع والخصائص والوظيفة فيقول المولي تعالي "صنع الله الذي أتقن كل شئ "النمل فكل شئ عند الله له مقدار معلوم فلكل عنصر من عناصر البيئة قدرا محدودا كما حدده الله تعالي حيث قال "و خلق كل شئ فقدره تقديرا"الفرقان (2) ولكن بتدخل الإنسان في البيئة سواء متعمدا أو جاهلا أحدث فيها تغيرات كبيرة فاختل توازن النظام البيئي واصبحت العناصر ضارة مسببة الكثير من المخاطر التي تهدد الحياه حيث قال الله تعالي "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" الروم (4) وللتلوث مظاهر عديدة فشملت الماء الذي يشربه الإنسان فأصبح ملوثا من مخلفاته والكيماويات الثي تلقي في مصارف المياه في الأنهار والبحاروالمحيطات وشملت ايضا الهواء الذي يتنفسه

تلوث الهواء
تعريفه
هو وجود مواد في الهواء بتركيزات مختلفة تكون ضارة بصحة الإنسان والحيوان والنبات ومن آيات الله تعالي أن الهواء الجوي النقي الغير ملوث يتكون من خليط من الغازات بنسب معينة تناسب طبيعة الحياة علي سطح الأرض هذه الغازات هي الأكسجين بنسية 21 %، والهيدروجين و الأرجون ومجموعة أخري من الغازات تمثل حوالي 97, % من حجم الهواء ، والنيتروجين بنسبه 78 % وثاني أكسيد الكربون بنسبة 03 ,% والنيتروجين غاز خامل غير مساعد علي الأشتعال فهذه النسبة تضبط الأكسجين الغازالقابل للأشتعال فبذلك يصبح الأكسجين مؤديا لوظيفته فلو كانت نسبة النيتروجين أقل من هذه النسبة لكانت جميع عمليات الأحتراق سريعة جدا بحيث لا يمكن التحكم فيها . أما نسبة ثاني أكسيد الكربون فهو بهذه النسبة يمتص الموجات الحرارية الأرضية ( الأشعة تحت الحمراء ) ويحتفظ بها في الغلاف الجوي بما يعطي لهذا الغلاف هذه الدرجة المناسبة من الحرارة التي تسمح بوجود الحياة علي سطح الأرض فإذا زادت هذه النسبة أو نقصت فهذا يعني زيادة أو نقص في درجة حرارة الغلاف الجوي والهواء الجوي يحتفظ بمكوناته في الظروف الطبيعية وحسب دورة الحياه فإن النبات يأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو ويحتفظ بالكربون ويطلق الأكسجين وتتنفس الكائنات الحية الأكسجين فإذا زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو فإن الفائض يذوب في البحار والمحيطات ويتفاعل مع أملاح الكالسيوم مكونا كربونات الكالسيوم وبذلك تحتفظ الطبيعة بذاتها ولقد أثبتت الدراسات ان الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يضم مجموعة من الطبقات ولكل طبقة وظيفة وهذه الطبقات هي

التربوسفير وهي أقرب الطبقات إلي سطح الأرض وهي تمتد إلي ارتفاع يتراوح بين 10 كيلومترات عند القطبين و16 كيلو متر عند خط الإستواء وهي الطبقة التي تحدث فيها جميع الظواهر الجوية المتعلقة بالطقس
الستراتوسفير وهي الطبقة التي تعلو التربوسفير و وتمتد إلي ارتفاع حوالي 50 كيلو متر فوق سطح الأرض وهي التي تحتوي علي طبقة الأزون التي تمتص نسية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية فتمنع وصول معظمها إلي الأرض وبذلك تقي الإنسان وباقي الكائنات الحية من خطرها
والأوزون غاز لونه أزرق شاحب يتكون من ثلاث ذرات أكسجين

الميزوسفير وهي تمتد حتي ارتفاع 80 كيلومتر فوق سطح الأرضوتمتاز بإنها مضطربة عنيفة الرياح ولا تحتوي علي بخار ماء بدرجة كافية تسمح بتكوين السحب وهذه الطبقة تقي البيئه من خطر الشهب والنيازك إذ تحترق في هذه الطبقة وتتحول إلي رماد يتساقط بخفة فوق سطح الأرض
الأيونوسفير وهي تقع علي ارتفاع يتراوح من 80 وحتي 120 كيلو متروهذه الطبقة درجه حرارتها مرتفعة جدا كما أنها طبقة مشحونة
مصادر تلوث الهواء
مصادر طبيعية
وهي لا دخل للإنسان فيها مثل الغازات الناتجة من البراكين وحرائق الغابات وهذه المصادر والحمد لله لم تتواجد في محيط البيئة التي أعيش فيها

مصادر غير طبيعية
وهي التي يتسبب في حدوثها الإنسان وهي أخطر من المصادر الطبيعية لأن مكوناتها أحدثت خلل في التوازن البيئي مثل

استخدام الوقود في الصناعة
وسائل النقل البري والبحري والجوي
أضرار تلوث الهواء
الدخان

يتكون الدخان من جسيمات رقيقة من الكربون أو القطران الذي يأتي من أحتراق الفحم في محطات القوي الكهربائية أو في المصانع أو في المنازل وحرق القمامة في الشارع وعندما تتسرب جسيمات الكربون فإنها تحجب جانبا من أشعة الشمس فلا تصل إلي الأرض ويكون الدخان نوع من الضباب الدخاني عند استنشاقه يسبب التهاب في الشعب الهوائية

غاز أول أكسيد الكربون



وهو غاز ليس له لون ولا رائحة ومصدره عوادم احتراق الوقود في السيارات والشاحنات وهو أخطر أنواع التلوث وأشدها سمية فعندما يستنشقه الإنسان يؤدي إلي شعور بالتعب وصعوبة في التنفس وإذا زاد تركيزه أدي ضعف في القوة وفي السمع ونقص في الرؤية وغثيان وقئ وانخفاض ضغط الدم وانخفاض في الحرارة واخيرا الأغماء والوفاه خلال ساعتين
وغاز أول أكسيد الكربون يستنشقه المدخنون مع دخان سجائرهم فيدمر صحتهم ويدمر صحة غير المدخنين الذين يستنشقون دخان سجائر الآخرين

غازثاني أكسيد الكريون يتكون من احتراق المواد العضوية ويعتبرغاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من الوقود من أهم الملوثات التي أدخلها الإنسان علي الهواء فالإسراف في الوقود والتقليل من المساحات الخضراء ساهم في ارتفاع نسبته في الجو فيؤدي إلي ارتفاع درجة حرارة الأرض فيمتصها غاز ثاني أكسيد الكربون ويصبح أكثر سخونة ويبث بالتالي يعض الإشعاعات الحرارية نحو الأرض ويعتقد عديد من العلماء أن هذا التأثير سوف يزداد مع زيادة نسية غاز ثاني أكسيد الكربون قد يؤدي إلي تغيير الطقس خلال المائة السنة القادمة وهذا التأثير يتمثل في انصهار طبقات الجليد علي القطبين مما يؤدي لارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات فيعرض للغرق الشواطئ المأهولة بالسكان
ولقد تبين ان نسبة تزايد ثاني أكسد الكربون لا ترجع إلي تزايد استهلاك مصادر الطاقة فقط وانما ايضا ترجع الى التدهور الذي أصاب الغطاء النباتي المستهلك الرئيسي لغاز ثاني أكسد الكربون والرسم البياني السابق يوضح
زيادة نسية ثاني أكسيد الكربون من عام 1950 إلي عام 1980 وتشير سجلات المد والجذر في مناطق كثيرة من العالم ان منسوب المياه في البحار يرتفع و يوضح ا لرسم البياني التالي مدي الزيادة في ارتفاع منسوب المياه في الفترة من1890إلي الوقت الحالي



غاز ثاني أكسيدالكبريت يتكون من احتراق الفحم والبترول في المصانع وتصاعده في الهواء الجوي

ويذوب في مياه الأمطار فيتأكسد إلي ثالث أكسيد الكبريت مكون الأمطار الحامضية التي تلوث التربة والبحار وتسبب باخلال التوازن البيئي وايضا يؤثر علي الجهاز التنفسي للإنسان فتصاب القصبات الهوائية بالإلتهاب وضيق في التنفس

غاز ثاني أكسيد النيتروجين يتكون من احتراق الوقود في محطات القوي الكهربائية ووسائل النقل المختلفة وهو يكون مع بخار الماء في الجو حمضا قويا وهو حمض النتريك ويسبب الأمطار الحامضية التي تؤثر في التربة وفي البحار وعند وصوله لطبقات الجو العليا يحدث ضرر بطبقة الأوزون ومن أضراره أيضا أنه يؤدي إلي تهيج الأغشية المخاطية للمجاري التنفسية وللعين



مركبات الرصاص تضاف مركبات الرصاص للبنزين للزيادة من معدل الأداء لمحركات السيارات فتخرج مركبات الرصاص مع عوادم السيارات للهواء محدثا تلوثا فهو يؤدي إلي الصداع والضعف العام وتشنجات قد تؤدي إلي الوفاة


ويؤدي لإفراز حمض البوليك وتراكمه في المفاصل والكلي ويقلل من تكوين الهيموجلوبين في الجسم ويحل محل الكالسيوم وأنسجة العظام ويسبب تدمير مخ الأطفال وتراكمه في الأجنة يؤدي إلي تشوه الجنين وإجهاض الحوامل

مركبات الكلوروفلوركربون تنتج هذه المركبات من صناعات عديدة أهمها الأيروسولات التي يستخدمها الإنسان بدون حساب وكذلك الفريون المستخدم في أجهزة التكييف والتبريد
فعند وصول هذه المركبات لطبقة الأوزون تتحلل بفعل الأشعة الفوق بنفسجية إلي ذرات الكلور و الفلورالتي تحول الأوزون إلي أكسجين فكل ذرة كلور قادرة علي تحليل 100000 جزئ أوزون وبذلك تتآكل طبقة الأوزون وينتج عن ذلك انتشار سرطان الجلد وتلف بالحامض النووي الذي يؤدي انقسام الخليا وحدوث الأورام وحدوث المياه البيضاء في العين وقد يؤدي إلي زيادة نسبة الأشخاص المصابون بالعمي وحدوث اختلال في جهاز المناعة في جسم الإنسان

وزيادة الأشعة الفوق البنفسجية يهدد الثروة السمكية حيث يؤدي إلي قلة الطحالب والنباتات ذات الخلية الواحدة التي يتغذي عليها الأسماك كما يهلك يرقات الأسماك التي تعيش قريبة من سطح الماء

بعض الشوائب والمواد العالقة تنتج هذه الشوائب من المصانع علي هيئة مركبات شديدة السمية مثل مركبات الزرنيخ والفوسفور والكبريت كما يحمل معها بعض المعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص وتبقي هذه المواد عالقة في الهواء علي هيئة رذاذ
الكائنات الدقيقة أو الميكروبات تنتشر في الهواء أنواع عديدة من البكتريا والفطريات في حالة ساكنة وتصيب الإنسان إذا توافرت لها الظروف المناسبة فمثلا فيروس الأنفلونزا هو أخطر الفيروسات انتشارا وتستخدم الميكروبات في الحروب الجرثومية لسهولة انتشارها في الهواء وتسبب أمراضا تفتك بالإنسان ومن أشهر هذه الميكروبات الجمرة الخبيثة
ملحوظة

يوجد نوعا آخرا من تلوث الهواء وهو تلوث الهواء الداخلي أي الهواء داخل المنازل ومن أهم مصادر هذا التلوث تدخين السجائر والأبخرة الناتجة من المفروشات أو الدهانات
وهناك ايضا ميكروبات وكائنات دقيقة تلوث الهواء الداخلي

الحلول المقترحة
يقول الله عز وجل " هو الذي جعلكم خلائف في الأرض "فاطر (39)


فيقتضي واجب الخلافة أن نحافظ علي البيئة دون تدمير أو استنزاف لنورثها للأجيال القادمة بيئة نظيفة سليمة قادرة علي العطاء بدون تلوث ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم"ان الأرض حلوة خضرة والله تعالي مستخلفكم فيها" ( رواه مسلم والنسائي) فلابد من:-

حسن استغلال البيئة فذلك عبادة والمحافظه عليها وصيانتها لتستمر إلي ما شاء الله تنتفع بها البشرية كافة حتي يرث الله الأرض وما عليها
عدم استخدام المبيدات الحشرية بدرجة كثافة عالية
الدعوة إلي الزراعة وحماية البيئة الحيوية وذلك بزراعة الحدائق والأشجار التي تنقي الهواء مما يعلق به من شوائب
ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم"إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"

تأصيل وتعميق التربية البيئية الإسلامية في كل ما يخص البيئة ومشكلاتها وكيفية المحافظة عليها علي مستوي المناهج الدراسية في المدارس والجامعات وايضا تقوم بعض المدارس بعمل جماعة للبيئة ضمن جماعات النشاط المتواجده وايضا علي مستوي وسائل الإعلام وكل ذلك لخلق جيل قادر علي التعامل مع البيئة
حظر استخدام مركبات الكلوروفلوركربون ويستخدم بدلا منها مواد نافعة أخري مثل خليط من البيوتان والماء ويطلق عليه أسم أكواصول ولا تحتوي علي الكلور والفلور
استخدام مصادر الطاقة بشكل متوازن معتدل
استخدام بنزين خالي من الرصاص
اصدار قانون للعقوبات لحماية البيئة من التلوث

zayed all najjar
2007-05-12, 08:12 PM
التلوث خطر داهم يواجه الإنسانية كلها ويهدد بقائها واستمرارها , والعجيب في الأمر أنه من صنع الإنسان , فالإنسان الذي أساء استخدام الطبيعة وخيراتها , وكنوزها التي وهبها له الله سبحانه وتعالى .
فقد خلق الله الأرض بيئة نقية .. وسخر كل ما فيها من أجل الإنسان يأكل من ثمارها , ويرتوي بمائها الصافي ويحيا حياة هادئة آمنة , لا يشوبها شائبة ولا يعكر صفوها شئ ما دام يسير وفق الفطرة السليمة التي خلقه الله عليها .
وعندما أوغل الإنسان في رحله مدنيه وراح يبحث من كل وسيلة يرتقي بها سلم المدنية والحضارة , وهو يجهل أنه لن يستطيع فيما بعد أن يتحمل الآثار السيئة التي تحدث من جراء الإستخدام غير السليم للطبيعة وخيراتها وكنوزها , عندما فعل الإنسان ذلك وجد نفسه يدفع ثمناً باهظاً نتيجة تلويثه للبيئة النقية وإفساده للطبيعة الصافية التي كانت مسخرة له وطوع بنانه قبل أن يلوثها ...


الهواء هو

مكونات الهواء
كل المخلوط الغازي الذي يملأ جو الأرض بما في ذلك بخار الماء ، ويتكون أساساً من غازي النتروجين نسبته 78,08% والأكسوجين 20,946% ويوجد إلى جانب ذلك غاز ثاني أكسيد الكربون نسبته 0,033% والأرجون نسبته 0.093% وبخار الماء وبعض الغازات الخاملة وتأتي أهمية الأكسجين من دورة العظيم في تنفس الكائنات الحية التي لا يمكن أن تعيش بدونه وهو يدخل في تكوين الخلايا الحية بنسبة تعادل ربع مجموع الذرات الداخلة في تركيبها.

ولكي يتم التوازن في البيئة ولا يستمر تناقص الأكسجين شاءت حكمة الله سبحانه أن تقوم النباتات بتعويض هذا الفاقد من خلال عملية البناء الضوئي ، حيث يتفاعل الماء مع غاز ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الضوئية التي يمتصها النبات بواسطة مادة الكلوروفيل الخضراء ولذلك كانت حكمة الله ذات اثر عظيم رائع فلولا النباتات لما استطعنا أن نعيش بعد أن ينفد الأكسيجين في عمليات التنفس واحتراق ، ولا تواجد أي كائن حي في البر أو في البحر ، إذا أن النباتات المائية أيضاً تقوم بعملية البناء الضوئي ، وتمد المياه بالأكسجين الذي يذوب فيها واللازم لتنفس كل الكائنات البحرية .

" هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين " ( لقمان – ايه 11) .

لكن انسان العصر الحديث قد جاء ودمر الغابات ، وطعن بالعمران على المساحات الخضراء وراحت مصانعه تلقي كميات هائلة من الأدخنة في السماء ، ولهذا كله أسوأ الآثار عى الهواء وعلى توازن البيئة ، واذا لجأنا إلى الأرقام لنستدل بها ، فسوف نفزع من تضخم التلوث ، فثاني أكسيد الكربون كانت النسبه المئوية الحجمية له حوالي 0,029% في نهاية القرن الماضي ، وقد ارتفعت الى 0,033% في عام 1970 وينتظر أن تصل الى أكثر من 0,038% في عام 2000، ولهذه الزيادة أثار سيئة جدا على التوازن البيئي .

تعريف تلوث الهواء :

تلوث الهواء
هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالانسان والحيوان والنباتات والالات والمعدات ، او تؤثر في طبيعة الاشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي 5000 مليون دولار ، بسبب تأثير الهواء ، على المحاصيل والنباتات الزراعية .

ويعتبر تلوث الهواء من أسوأ الملوثات بالجو ، وكلما ازداد عدد السكان في المنطقة الملوثة .

وعلى مدار التاريخ وتعاقب العصور لم يسلم الهواء من التلوث بدخول مواد غريبة عليه كالغازات والأبخرة التي كانت تتصاعد من فوهات البراكين ، أو تنتج من احتراق الغابات ، وكالاتربة والكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض ، الا أن ذلك لم يكن بالكم الذي لا تحمد عقباه ، بل كان في وسع الانسان أن يتفاداه أو حتى يتحمله ، لكن المشكلة قد برزت مع التصنيع وانتشار الثورة الصناعية في العالم ، ثم مع هذه الزيادة الرهيبة في عدد السكان ، وازدياد عدد وسائل المواصلات وتطورها ، واعتمادها على المركبات الناتجة من تقطير البترول كوقود ، ولعل السيارات هي أسوأ أسباب تلوث الهواء بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة ، فهي تنفث كميات كبيرة من الغازات التي تلوث الجو ، كغاز أول أكسيد الكربون السام ، وثاني أكسيد الكبريت والأوزون .

طرق تلوث الهواء :
أولاً : بمواد صلبة معلقة

كالدخان ، وعوادم السيارات ، والأتربة ، وحبوب اللقاح ، وغبار القطن ، وأتربة الاسمنت ، وأتربــــــــــة المبيدات الحشــــــــــــرية .

ثانياً : بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة
مثل الكلور ، أول أكسيد الكربون ، أكسيد النتروجين ، ثاني أكسيد الكبريت ، الأوزون .

ثالثاً : بالبكتيريا والجراثيم، والعفن
الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات الادمية .

رابعاً : بالإشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية

اظهر هذا التلوث مع بداية استخدام الذرة في مجالات الحياة المختلفة ، وخاصة في المجالين : العسكري والصناعي ، ولعلنا جميعا ما زلنا نذكر الضجة الهائلة التي حدثت بسبب الفقاعة الشهيرة في أحد المفاعلات الذرية بولاية ( بنسلفانيا ) بالولايات المتحدة الامريكية ، وما حادث انفجار القنبلتين الذريتين على ( ناجازاكي وهيروشيما ) إبان الحرب العالمية الثانية ببعيد ، فما تزال أثار التلوث قائمة إلى اليوم ، ومازالت صورة المشوهين والمصابين عالقة بالأذهان ، وكائنة بالابدان ، وقد ظهرت بعد ذلك أنواع وأنواع من الملوثات فمثلاً عنصر الاسترنشيوم 90 الذي ينتج عن الانفجارات النووية يتواجد في كل مكان تقريباً ، وتتزايد كميته مع الازدياد في إجراء التجارب النووية ، وهو يتساقط على الأشجار والمراعي ، فينتقل إلى الأغنام والماشية ومنها إلى الانسان وهو يؤثر في إنتاجية اللبن من الأبقار والمواشي ، ويتلف العظام ، ويسبب العديد من الأمراض وخطورة التفجيرات النووية تكمن في الغبار الذري الذي ينبعث من مواقع التفجير الذري حيث يتساقط بفعل الجاذبية الأرضية ، أو بواسطة الأمطار فيلوث كل شئ ، ويتلف كل شئ .

وفي ضوء ذلك يمكن أن نقرر أو أن نفسر العذاب الذي قد حل بقوم سيدنا لوط عليه السلام بأنه ، كان مطراً ملوثاً بمواد مشعة ، وليس ذلك ببعيد فالأرض تحتوي على بعض الصخور المشعة مثل البتشبلند وهذه الصخور تتواجد منذ الاف السنين .

خامسا : التلوث الأكتروني

وهو أحدث صيحة في مجال التلوث ، وهو ينتج عن المجالات التي تنتج حول الأجهزة الالكترونية إبتداء من الجرس الكهربي والمذياع والتليفزيون ، وانتهاء إلى الأقمار الصناعية ، حيث يحفل الفضاء حولنا بالموجات الراديوية والموجات الكهرومغناطيسية وغيرها ، وهذه المجالات تؤثر على الخلايا العصبية للمخ البشري ، وربما كانت مصدراً لبعض حالات عدم الاتزان ، حالات الصداع المزمن الذي تفشل الوسائل الطبية الاكلينيكية في تشخيصه ، ولعل التغييرات التي تحدث في المناخ هذه الايام ، حيث نرى أياما شديدة الحرارة في الشتاء ، وأياما شديدة البرودة في الصيف ، لعل ذلك كله مرده إلى التلوث الإلكتروني في الهواء حولنا ، وخاصة بعد انتشار آلاف الأقمار الصناعية حول الأرض .

تأثير تلوث الهواء على البر والبحر
تتجلى عظمة الله ولطفه بعباده في هذا التصميم الرائع للكون ، وهذا التوازن الموجود فيه ، لكن الإنسان بتدخله الأحمق يفسد من هذا التوازن ، في المجال الذي يعيش فيه ، وكأن هذا ما كانت تراه الملائكة حينما خلق الله آدم – قال تعالى :

"هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم . وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لاتعلمون " (سورة البقرة الايتان 29، 30 ).

وجد أن للتلوث آثاراً ضارة على النباتات والحيونات والانسان والتربة ، وسوف نناقش هذا الأثر الناتج عن تلوث الهواء :
أ- صحياً :

تؤدي زيادة الغازات السامة إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون ، كما أن زيادة تركيز بعض المركبات الكيمائية كأبخرة الأمينات العضوية يسبب بعض أنواع السرطان ، والبعض الغازات مثل أكاسيد غاز النتروجين آثار ضارة على الجهاز العصبي ، كذلك فإن الإشعاع الذري يحدث تشوهات خلقية تتوارثها إن لم يسبب الموت .

ب- مادياً : يؤدي إلى الآتي:

يؤدي وجود التراب والضباب إلى عدم إمكانية الرؤية بالطرق الأرضية والجوية .
حدوث صدأ وتأكل للمعدات والمباني ، مما يؤثر على عمرها المفيد ، وفي ذلك خسارة كبيرة .
التلوث بمواد صلبة يحجز جزءاً كبيراً من اشعة الشمس ، مما يؤدي إلى زيادة الإضاءة الصناعية .
على الحيوانات : تسبب الفلوريدات عرجاً وكساحاً في هياكل المواشي العظمية في المناطق التي تسقط فيها الفلوريدات ، أو تمتص بواسطة النباتات الخضراء ن كما أن أملاح الرصاص التي تخرج مع غازات العادم تسبب تسماً للمواشي والأغنام والخيول ، وكذلك فإن ثاني اكسيد الكبريت شريك في نفق الماشية .
أما الحشرات الطائرة فإنها لا تستطيع العيش في هواء المدن الملوث ، ولعلك تتصور أيضاً ما هو المصير المحتوم للطيور التي تعتمد في غذائها على هذه الحشرات ، وعلى سبيل المثال انقرض نوع من الطيور كان يعيش في سماء مدينة لندن منذ حوالي 80 عاماً ، لأن تلوث الهواء قد قضى على الحشرات الطائرة التي كان يتغذى عليها .
كيف نواجه التلوث :
فلمواجهة ذلك الخطر المحدق .. على البشرية كلها أن تتكاتف فيما بينها , لمواجهة التلوث , وإصدار وثائق تدعو بكل حزم وصرامة إلى أن يفيق الإنسان من غفلته وللتقليل من آثاره الضارة إلى أقصى مدى ممكن , ولن يحدث ذلك إلا عن طريق ترشيد استخدام الطاقة , وتقليل مقدار ما ينطلق من السيارات ومحطات توليد القوى الكهربائية من عوادم وأبخرة وغازات ضارة , كما يمكن لسكان المدن والقرى أن يقوموا بالحفاظ على نقاوة البيئة , بالتخلص من النفايات والمخلفات بأسلوب علمي سليم , والإنتقال بوسائل لا تلوث البيئة كالدراجات , وإنشاء المصانع بعيداً عن المناطق الآهلة بالسكان , والتوسع في إنشاء الحدائق وزراعة الأشجار , دون تلوث .. كما خلقها الله .

المراجع المستخدمة
www.airpolution.com
www.mmsec.com
www.feedo.net
www.eeaa.gov.eg

عبدالهادي المفرج التميمي
2007-05-27, 03:31 PM
جزاك الله خير على هذي المعلومات

وشكرا على النقل





سلام