المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة .. غربا، وشرقا .. بين التحرش، والاغتصاب


ابو فراس
2010-12-01, 05:01 AM
المرأة .. غربا، وشرقا .. بين التحرش، والاغتصاب

سواء كان التحرش بالنساء، وتعرضهن للاغتصاب،جاء نتيجة خروجهن للعمل،أو لم يكن سببا في ذلك، فإن الذي لا شك فيه، أن خروجهن للعمل، وبشكل أدق عملهن المختلط مع الرجال، لعبا الدور الأكبر في تقديم المرأة، لقمة سائغة للمتحرشين، وقد تحول التحرش بهن إلى ظاهرة (عالمية)، أو داء غير قابل للعلاج،فالمرأة تتعرض للتحرش في الدول الغربية، المتحررة، والتي لا يعاني الرجل فيها من الكبت،ولم تسلم المرأة الشرقية – اليابانية- من التحرش : ( إن حالات التحرش الجنسي أصبحت ظاهرة كثيرة التكرار في الدوائر الرسمية اليابانية إذ أن موظفة من كل ست موظفات تقول بأن رئيسها طلب منها إقامة علاقة خاصة معه){جريدة المدينة العدد 12746 في 15 / 11 / 1415هـ.}. ومن المفارقات التي لا تنتهي، أنه في الوقت الذي نجد بيننا من يتذمر – على أقل تقدير – من الفصل بين الرجال والنساء في مختلف الميادين، نجد أن دولة ( غير مسلمة)، هي اليابان قررت أن تخصص عربات خاصة للنساء في القطارات، بسبب كثرة التحرش بهن.نترك الشرق،ونعود للحديث عن الغرب،فنجد في فرنسا أنه تم :
( إصدار قانون يجرم المضايقات التي يتعرض لها الجنس اللطيف في أماكن العمل، والعقوبات المقترحة كما صرحت السيدة ميشيل أندريه وزير الدولة لحقوق المرأة قد تصل إلى السجن لمدة عامين أو دفع غرامة قدرها 2000 فرنك){جريدة الشرق الأوسط العدد 4190 في 24 / 10 / 1410هـ.}. لاشك أن اقتراح عقاب المتحرش، بالسجن لمدة عامين، يدل على تفشي الأمر،وخطورة الوضع.
ولعلنا نشير هنا إلى مفارقة تبين الخلل الذي ينتج عن( استنساخ) التجربة الغربية، في الخبر السابق، جاءت عبارة (السيدة ميشيل وزير الدولة)، دون دخول تاء التأنيث على المنصب الذي تقلدته السيدة، ومعلومة تلك الضجة التي يثيرها مثقفونا حول التاء التأنيث، وقصائد نزار التي تسخر من ( تاء التأنيث البلهاء)، و تكمن المفارقة في أن لجنة شكلت في فرنسا،بلاد النور : ( وأطلق عليها لجنة المصطلحات لتأنيث أسماء المهن، وهدفها إضافة تاء التأنيث إلى المهن التي تكتب بصيغة المذكر فقط، ومن هذه الأسماء مثلا، الطبيب، المحامي، الوزير، النائب، الفنان ... إلخ، فالوزيرة كلمة غير موجودة في اللغة الفرنسية ويقال ( السيدة الوزير) و ( السيدة الطبيب) ..){ مجلة ( هي) العدد 28 / نوفمبر 1994م. }. هكذا نجد المرأة الفرنسية، تبكي على تاء التأنيث، والمرأة العربية تبكي من تاء التأنيث ... البلهاء!!! أو يبكي المثقف نيابة عنها!!!!!
أما في أمريكا فإن التحرش بالمرأة يأتي من قمة الهرم،أي من كبار المسؤولين، قبل صغارهم، علما أن هؤلاء يفترض أنهم يخافون على مستقبلهم السياسي، فكيف الحال بصغار الموظفين؟! نبدأ بمجلس الشيوخ، نعم مجلس الشيوخ!!!!! :
( لجنة الأخلاق في مجلس الشيوخ ما زالت تحقق مع السيناتور باكود(..) لأن ( 22 ){!!} امرأة رفعن قضية مشتركة ضده، أنه كان يعاكسهن، ومرات كثيرة هجم عليهن، وقبلهن بالقوة (..) وقبله كان هناك السيناتور آدمز(..) الذي اضطر لترك العمل السياسي والكونجرس بعد قضية مشتركة رفعتها ضده 8 من سكرتيراته ومساعداته ومستشاراته{!!}){مجلة المجلة العدد 789 في 25 / 10 / 1415هـ }. ولم تسلم المرأة في القطاع العسكري من التحرش :
( وجهت السلطات الأمريكية الاتهام إلى مدرب في الجيش الأمريكي بارتكاب ثمانية عشر{لا يتحرشون بالقطاعي أبدا؟!!!} اغتصابا في قاعدة عسكرية (..) ويذكر أن فضيحة الاغتصاب التي ارتكبها هذا الشخص أدت إلى توجيه الاتهام الجنائي إلى أحد عشر مدربا آخرين بالاغتصاب فضلا عن إنشاء إدارة خاصة لمتابعة قضايا الاعتداء الجنسي ضد المجندات){جريدة الجزيرة العدد 8981 في 24 / 12 / 1417هـ.}.هل لاحظتم أن (3 ) رجال – في أمريكا- قد تحرشوا بــ(48) امرأة؟!!!!!!!!!!
وفي دولة الصهاينة، إسرائيل، تفجرت فضيحة قبل عدة سنوات، مفادها أن ترقية المجندات تمر عبر( أسرّة الضباط)!!،
وقد كشف تحقيق عن معاناة المجندات الأمريكيات، في العراق، وخشيتهن من الاغتصاب،ونشرت جريدة ( البلاد) الخبر، تحت عنوان : (يخشين مغادرة ثكناتهن ليلا : المجندات الأمريكية يمتن عطشا خشية الاغتصاب). هذا وهن العسكريات المدربات، القويات، شديدات الشكيمة!!! فكيف يكون حال بقية النساء؟! وقد جاء في صلب الخبر : ( أفادت تقارير بثتها مواقع على الإنترنت بوفاة الكثير من المجندات الأمريكيات بسبب الجفاف، وذلك لخشيتهن الخروج ليلا للشرب أو دخول الخلاء بسبب استهداف الجنود لهن واغتصابهن، مما دفع من لا يرغبن في ممارسة الرذيلة منهن إلى الموت جفافا أثناء نومهن، وذلك في أشهر الصيف في صحراء العراق القاحلة، وهو ما تكتم عليه أطباء الجيش الأمريكي بناء على أوامر قادتهم. ولأن مرحاض السيدات في معسكر فيكتوريا مقاما بالقرب من ثكناتهم العسكرية، فإنه يتوجب عليهن الذهاب للخارج إذا أردن استخدام الحمام. ولا توجد بالطبع إنارة قرب أي من منشآتهن لذا فإن السيدات كن أهدافا سهلة على نحو مضاعف في ظلام الليل، وكان الجنود يغتصبون المجندات هناك أو يعتدون عليهن، لذا جعلت السيدات الأمور في أيدهن، فكانوا {هكذا} لا يشربن في وقت متأخر من اليوم حتى لا يضطررن للتبول في الليل){جريدة البلاد العدد 18386 في 20 / 2 / 1428هـ = 10 / 3 / 2007م.}. وفي بريطانيا : (نشرت صحيفة الصنداي تايمز تقريرا يوضح أن نصف السيدات العاملات في بريطانيا يتعرضن لاعتداءات لفظية أو جسدية(..) والدراسة التي نشرتها الصحيفة قام بها أحد المجالس الصناعية المختصة بشؤون المرأة على 700 شركة بريطانية وأمريكية، وتقول الدراسة :
" تتعرض المرأة في بريطانيا وأمريكا إلى اعتداءات لفظية وجسدية، وقد تكون الاعتداءات اللفظية أكثر شيوعا وهي تأثر على المرأة العاملة إلى درجة تعوقها عن العمل وممارسة حياتها بطريقة طبيعية (..) وهناك واحدة من كل عشر سيدات – كما تقول الدراسة – تتعرض للإيذاء الجسدي وواحدة من كل خمس تتعرض للاعتداء اللفظي وواحدة من كل عشرين تتعرض لممارسة الجنس غصبا عنها" ..){جريدة الشرق الأوسط العدد 5464 في 29 / 5/ 1414هـ.}.
وحتى المرأة العربية( الطيبة)، حين تذهب إلى الغرب لتتلقى العلم، تتعرض للتحرش هي الأخرى فالدكتورة رنا قباني : (في مؤلفاتها تنتقد (..) النفاق الغربي في موضوع المرأة العربية والمسلمة. وكشفت رنا قباني في مقدمة كتابها الصادر بالإنكليزية (الروايات الإمبريالية) اعتداءات وقعت عليها عند التحاقها بأول دفعة فتيات في جامعة كامبردج{ حتى أنت يا كامبردج؟!!} التي كانت مغلقة أمام النساء حتى عام 1980.{الآن عرفنا لماذا تم فتحها،أمام الفتيات!!} وذكرت أنها تعرضت إلى موقف في هذه الجامعة التي تعتبر أرقى مؤسسة أكاديمية غربية، تبين حجم النفاق في الغرب في اتهام العرب بعدم احترام المرأة، وذكرت كيف عرض عليها المشرف على أطروحتها للدكتوراه أن تكون عشيقته وأوصى بطردها من الجامعة عندما رفضت ذلك){ جريدة الحياة العدد 12079 في 2 / 11 / 1416هـ.}. ونحن نحمد الله على سلامة شاعرتنا الدكتورة ثريا العريض، والتي لا نستطيع أن نزعم أنها تعرضت للتحرش، ولكننا ننقل تجربتها كما كتبتها، وقد كتبت مقالة، في حلقتين،ومما جاء في الحلقة الأولى:
( كانت لي ضفائر طويلة وكانت المدرسة تؤكد مازحة أن ضفائري هي سر إجاباتي الخارقة (..) المرأة عبر التاريخ والجغرافيا والتخطيط، وجدتها فوق السياج أو وراءه! إذا اتصفت بالذكاء اتهمت بالخطيئة والخديعة والإغواء : حواء وآدم ودليلة وشمشون، و زليخة امرأة العزيز (..) حين أرى الواقع بكل تفاصيله تضرب مساميره في بؤبؤ عيني وخلايا الحزن الرمادي في رأسي، أرفض رفضا باتا أن أقبله{ هذا الكلام ( الشعري) وإغماض العينين، لن يغير شيئا من الواقع! فهي تعلم أن المرأة لو أغمضت عينيها، وقالت:لا أحد يتحرش بي. فإن ذلك لن(يرد يد لامس)!} أصر على أن ما يجب أن يكون شيء آخر، شيء نظيف و مباشر وصريح مثل إجابات الطفولة عن قوس قزح){ جريدة الحياة العدد 12500 في 21 / 5 / 1997م.}. طبعا نحتفظ بحقنا في التعجب،من وضع أبينا آدم، وأمنا حواء، عليهما السلام، مع شمشون ودليلة، أو دليلة وشمشون! ومعلوم أن الحديث عن إغواء حواء لآدم،وأنها هي التي دفعته للأكل من الشجرة، لم يترشح عبر ثقافتنا الإسلامية. أما الحديث عن اتصاف زليخة بالذكاء! فلم نستطع فهمه، إلا في إطار تمجيد المرأة(المبادرة)، والتي لا تجلس منتظرة أن يقوم الرجل بكل شيء!!
هذا النوع من التفكير متوفر في الحركة النسوية الغربية، وقد دعمته السينما بشكل لافت. في أحد البرامج التي تقدمها القناة الرياضية السعودية،تم عرض احتفال يقام في أحدى الدول الآسيوية، وهو عبارة عن مصارعة بين جوادين، ويتم تحريض الجوادين، بإدخال مهرة صغيرة، تكون سببا في نشوب الصراع،ثم تسحب ليستمر العراك بين الجوادين. والاحتفال المذكور يحضره الكثير من الغربيين، وقد علقت إحدى الغربيات على المصارعة بأنها جميلة، ولكنها تأسف لأن المهرة بدت ( سلبية، ولا مبالية)، كأن الأمر لا يعنيها!!!
نعود إلى الحلقة الثانية من مقالة الدكتورة(ثرية)،والتي جاء فيها :
( أستاذي العجوز، رئيس اللجنة التي امتحنتني في الجانب الشفهي من امتحانات الدكتوراه قال لي وهو يهنئني : بإمكانك أن تعطي دروسا متميزة للمتقدمين للامتحان، في كيفية النجاح في أصعب الامتحانات. قدرتك على إيجاد أجوبة مقنعة لأسئلة لا إجابات لها، لا تكاد تصدق ...! انتشيت جدا وكدت أصدق أستاذي العجوز . يومها كنت أؤمن بحقيقة واحدة لها وجه واحد هي أن الصدق دائما هو الجواب الصحيح دائما ... دائما (..) اليوم أخاف خوفا طفوليا غبيا، خوفا أسطوري الغباء، والقلق أن أصل يوما إلى مرحلة التأكد أن عمر المرأة كله سراب في سراب، وأن عالمها، بحبها، وكرهها، ورضاها، وغضبها، وأحلامها، وابتساماتها، ودموعها، وفرسانها، وأطفالها، وخيولها، وعرائسها، وخصلاتها، وألوان شرائطها، وغلالاتها، ..سراب (..) أستاذي العجوز كان يعاملني بحنان غريب، ويسميني العربية الصحراوية ذات الضفائر ...! قال لي معابثا : سوف أعطيك علامة الامتياز في الامتحانات الشفوية دون أن أسألك أي سؤال ... لو جئت إلى الامتحان أمام اللجنة بهذه الضفائر الطويلة ...! تلبسني شيء ما فقصصت شعري عشية الامتحان ...!){ جريدة الحياة العدد 12507 في 28 / 5 / 1997م.}. يبدو أن التحرش بالطالبات، ديدن الأساتذة في الغرب، دون تعميم بطبيعة الحال، في برنامج ( مساواة)، والذي تقدمه نادين البدير،عبر القناة الأمريكية ( الحرة)، استضافت الحلقة محامية بحرينية، وباحثة اجتماعية من الإمارات، وكانت الحلقة عن التحرش بالنساء، وقد روت إحدى الضيفتين قصة، ضحكت كثيرا وهي ترويها!! حين كانت تدرس في أمريكا، كان هناك أستاذ يطلب من الطالبات الحضور إلى منزله، من أجل تقديم (الواجب المنزلي)، وقد لمحت، دون أن تصرح بما يحدث للطالبات، ولكنها ذكرت أنه حين توجب عليها أن تذهب إلى منزل الأستاذ، ذهبت إليه .. وحين فتح الباب فوجئ بها، وهي تصطحب،زوجها، وأطفالها، وخادمتها، فطلب منها الانصراف. في منتصف ضحكتها الطويلة، سألت مقدمة البرنامج : ألا يمكن حماية المرأة إلا إذا كانت بصحبة رجل؟! لم يلتفت أحد إلى سؤالها!! من العجائب في تلك الحلقة، أن سؤالا طُرح عن السن الذي تتعرض فيه المرأة للاغتصاب؟ تحدثت إحدى الضيفتين عن ذلك فأشارت إلى أن المرأة تتعرض للاغتصاب في مختلف الأعمار..الخ إلى ما فوق الثلاثين. وهنا تدخلت الأخرى لتقول :
- حتى اللي تجاوزت الأربعين يا معودة.
وتضاحكتا. يبدو أنهما نسيتا أنهما في برنامج يبث على الملاين، ولسن في جلسة ثرثرة صباحية، على فنجال قهوة!!!
إذا تركنا الغرب بثقافته المختلفة، وعدنا إلى شرقنا الحبيب، نجد أن المرأة، هنا أيضا تعاني من التحرشات، ونحن بالطبع لا نتوقع أن نجد نفس الصراحة، والإحصاءات الكثيرة، كما في الغرب، وأسباب ذلك متعددة، على رأسها أن المرأة تخاف إن اشتكت أن يتم منعها من الخروج ( لتحقق ذاتها)! فهي تفضل أن (تتحمل) من أن ( تشتكي )، في لقاء صحفي طُُلب من الدكتورة ثريا العريض، أن توجه بعض البرقيات :
(.. البرقية الثالثة توجهها إلى إحدى الكاتبات ... تصفها د. ثريا العريض بأنها كاتبة حققت حضورا متميزا على الساحة المحلية والعربية ... ورغم ذلك شكت أكثر من مرة من الخفايا الصحفية فيما يتعلق بحضور المرأة، موضحة أن (الطبطبة)، ربما تكون حدثا فعليا وليس معنويا فقط. وتضيف د. ثريا بأن هناك بعض الأقلام النسائية ترسخ المرأة في دور الأنثى الهامشية المرغوبة في همسها ... المرفوضة حين تصرخ بأوجاع الواقع ... وتستطرد مؤكدة : أن إشراع باب البروز الإعلامي لأي صوت ليس له تبرير مقبول أدبيا ... وربما يثير الكثير من التساؤلات ... والتي تدور حول دوافع الدعم){جريدة عكاظ العدد 9973 في 9 / 6 / 1414هـ = 22 / 11 / 1993م ( ملحق المرأة الأسبوعي).}.
وهذه صرخة أرسلت بها امرأة،إلى الأستاذ إبراهيم التركي:
( يا سيدي : هذه بقايا كاتبة، اشتعلت فاحترقت ومن كلماتك في ( المجلة العربية)، أردت أن أسألك :
هل هناك جريدة صادقة كل الصدق في بناء الكتاب الشباب؟ أرشدني إلى محررين لا يتحولون إلى ذئاب بمجرد أن يشعروا بحاجة الكاتبة المرأة لهم. . مؤلم جدا أن نصل إلى هذا المنحنى الخطر .. شللية واستغلال ..) ثم يعلق الكاتب :
(فقد جهرت بما أسررنا به، وصرحت بما ألمحنا إليه، ولو تجرأت كاتباتنا ( كبيرهن وصغيرهن)، على أن قدمن تجاربهن في عالم النشر الصحفي لقرأنا مزيدا من الجراح من سقوط مهني مريع يمارس باسم( الثقافة)، وتحت مظلة العلائق الفكرية){ جريدة الجزيرة العدد 8588 في 15 / 11 / 1416هـ.}. وتكتب الأستاذة ليلى العثمان، في زاويتها ( دعوني أتكلم)، عن أحد المؤتمرات .. انظري إلى تلك المرأة التي تجلس قرب الكاتب ( س ) تبدو مرتبكة ... هل تراه يعابث قدمها من التحت الطاولة ؟){ مجلة كل الأسرة العدد 148 في 29 / 3 / 1417هـ.}. يشي هذا التساؤل بأن مثل تلك التصرفات ليست غريبة في تلك المؤتمرات!!! أما الأستاذة خزيمة العطاس، فهي تشك في دوافع كثير من الرجال حين يشجعون المرأة :
( .. فهناك من أنصف المرأة احتراما وتقديرا – وهم قلة – والبعض الآخر صورها أفعى برأسين، بل بعدة رؤوس .. ولكلى الجانبين نيته وغايته والله أعلم ... قد يكون لتلك النيات والغايات أهداف مبطنة أختصرها في جملة واحدة هي ((الوصول إلى قلب أو جسد المرأة .!!){ مجلة السراج "العمانية" العدد الخامس / ذو القعدة 1412هـ. }.
لخصت الأستاذة خزيمة، أهداف بعض الرجال من دعم المرأة في الوصول إلى قلبها أو جسدها،وذلك يعيدنا إلى (الغرب) حيث لوحظت (أهداف) الرجال تلك ولكن بشكل أكثر وضوحا .. بمعنى أن الشرق والغرب (التقيا) في هذه المسألة :
( والجدير بالملاحظة أن كثيرين من الرجال كانوا يظهرون حماسا شديدا لفكرة الحرية الجنسية للمرأة تفوق ما أبدته الغالبية العظمى من النساء المتحمسات لتحرير المرأة. ولم تدرك النساء في ذلك الوقت فداحة ما سوف يتحملنه نتيجة لوضع هذه الفكرة موضع التنفيذ إلا عندما شرح أحد أشد أنصار حركة تحرير المرأة حماسا ممارساته التي قال أنها حصيلة فهمه لمعنى التحرر. فقد اعترف بأنه عشق زوجة صديق له، ولكن نظرته إلى هذه التجربة كانت مختلفة عن نظرة عشيقته، وهو ما أرجعه الرجل إلى الاختلاف في الفرص المتاحة لكل من الرجل والمرأة، ونظرة كل منهما إلى الصداقة، التي قال عنها : (( إن الصداقة بين الرجال والنساء ليست صداقة فقط، ولكنها أيضا علاقة جنسية، وهي ضرورية للصداقة، بخلاف الصداقة بين الرجل والرجل. وعندما توجد صداقة حقيقية بين رجل وامرأة فالنتيجة الطبيعية
تكون علاقة جنسية يمارسانها معا وإلى حد التخمة ... لذلك فإنني أتقرب إلى زوجات أصدقائي بدون إحساس بوخز الضمير، وذلك على خلاف ما تشعر به زوجة الصديق، فإنها بعد أن تذعن للرغبة الغريزية التي أحركها لديها، تفكر في
بقاء العلاقة بصورة مستمرة، وذلك لأن الفرص المتاحة للمرأة تكون محدودة هذا بالمقارنة مع الرجل، وهو ما يجعلها تستاء عندما أشرع في هجرها، على الرغم أنني لا أسبب لها حرجا){ ص 204 ( اغتصاب الإناث في المجتمعات القديمة والمعاصرة/ د. أحمد علي المجذوب / الدار المصرية اللبنانية/ 1413هـ/ 1993م.}. وقد اشتكت من ذلك الوضع، إحدى الغربيات، (فلويد هايد) فكتبت تقول :
( لسوء الحظ فإن الرجال الذين تدخلوا في موضوع حرية المرأة أصروا أن يتقاضوا الثمن علاقة جنسية من أجل أن يعلموا النساء ويسمحوا لهن بأن يتساوين معهم في الحركة الثورية (..) منذو أيام الهيتريات أي البغايا أو النساء المتحررات في بلاد الإغريق، طلب الرجال الثمن من أجل فتح الأبواب أمام الاهتمامات الجديدة للنساء، فالمرأة يجب أن تدفع الثمن، علاقة جنسية من أجل كل ما تتلقاه من الرجال، وأولئك النسوة الهيتريات أصبحن شاعرات وفنانات، ومشاركات في أمور السياسة، أما أخواتهن العفيفات فبقين في البيوت عبدات مجهولات ينجبن لهم الأبناء ولا يكاد أحد يدري بهن(..)والآن نجد نساء هذه الأيام ذوات العقول الراجحة ممن أصبحن مستقلات، يشعرن بجوع شديد إلى العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، ولكنهن لا يحصلن عليها إلا إذا دفعن الثمن، علاقة جنسية، وهن يدركن أنهن مرغوبات كإناث وكشريكات محتملات في علاقة جنسية أكثر منهن كائنات ذوات عقول ومواهب، وقدرات ليس لها علاقة بالجنس، وهو ما يجعلهن يواجهن اختيارا صعبا بين أن يحافظن على استقلاليتهن وحريتهن، وبين أن يضحين بهذه وتلك(..)أما الرجل فإنه خاضع لميله الفطري إلى المرأة، لا يتخلى عما يعتقد من وجوب أن تدفع له المرأة من جسدها مقابلا لكل ما يقدمه لها من خدمات، حتى ولو كان ذلك في مجال تنمية قدراتها العقلية والاجتماعية، فهو وإن أظهر تقديرا لما تحرزه في هذا الصدد فإنه لا يجد أن هذه المواهب والقدرات تشبعه بالقدر الذي يشبعه به جسدها، ولذلك فإن المرأة ستظل فريسة للرجل مهما بلغت من علم ومكانة اجتماعية، ومشاركة سياسية للهم إلا إذا كان حظها من الأنوثة معدوما، فإنها لن تحظى بأي قدر من الاهتمام، وهو ما شأنه أن يسبب لها إحساسا عميقا بالتعاسة، لأنها لا يمكن أن تعيش بدون أن يهتم بها أحد، وخاصة من الرجال){ ص 204/ 205 ( المرجع السابق).}.
هنا أقف قليلا لأفتح قوسا للحديث عن موضوع نُشر حديثا :
(الثلاثاء, 12 مايو 2009
ابتسام المبارك - المدينة المنورة :
أثارت شكاوى بعض الطبيبات والممرضات عن محاولات التحرش بهن خاصة أثناء المناوبة الليلية تساؤلات هامة عن غياب عقوبات صارمة ضد المتحرشين في ظل صعوبة إثبات ذلك حيث يعمد المتحرش إلى اختيار الوقت المناسب بعيدا عن الأعين . وفي حين تؤكد الكثير من العاملات في المجال الطبي أن 90% من الحالات لا يتم الكشف عنها خوفا من الفضيحة أو النقل من العمل يرى آخرون أهمية العمل على تكريس البيئة النظيفة في العمل من خلال الحد من الاختلاط إلا في الضرورة وتشديد العقوبات على المخالفين للأنظمة إلى حد الفصل في العمل . يأتي ذلك في الوقت الذي يتطلع فيه الكثيرون إلى النظام المزمع دراسته قريبا ويشدد على السجن عقوبة لردع المتحرشين .(..) وقال الدكتور محمود إبراهيم قمر فلاته أستاذ مساعد صحة نفسية وكيل عمادة القبول والتسجيل للشؤون التعليمية بجامعة طيبة : التحرش في المستشفيات أطرافه تتنوع فهو إضافة إلى التحرش الذي يقع على الطبيبات والممرضات من الأطباء فإن هناك أطرافا أخرى مثل تحرش الأطباء (ذكوراً وإناثاً) بالمرضى المقيمين وأيضاً تحرش المرضى الزائرين بالممرضات والطبيبات . واقترح تخصيص رقم مجاني داخل المستشفيات للاتصال به كحالة طوارئ وتخصيص وحدة (اجتماعية وأمنية) لمباشرة التحقيق في كل شكوى تصل عن طريق الرقم المجاني والمباشر.
والفصل بين العاملين في حالة عدم مباشرة العمل مع المرضى على أن ذلك مكانياً وزمانياً إن أمكن.) { جريدة المدينة عدد يوم الثلاثاء 17/5/1430هـ = 12/5/2009م}.
لابد أن أشير هنا،إلى أنني فرحت كثيرا بسلوك جديد للمرأة السعودية،حين بدأت أقرأ عن تقدمها للشكوى،حين يتم التحرش بها. لكن ذلك الفرح لم يدم طولا!! حين عدت إلى واقع المجتمع الغربي الذي أصبحنا نقتبس منه كثيرا.. الوضع لدينا لا يزال في البداية،لذلك فالمرأة مصدقة حين تقول أن رجلا تحرش بها،وربما تناولته أيدي الناس قبل أن يصل إلى الشرطة،ولكن حين يتقدم المجتمع وتترسخ فيه فكرة (القانون)،فسوف تصبح قضايا التحرش،دعوى من طرف ضد آخر،ويتحول الأمر إلى (البينة على المدعي ..) .. ثم وصف دقيق – يتطلبه التحقيق – لما حصل للمرأة ..إلخ
كي لا أطيل عليكم،أكتفي بذكر عبارة جاءت على لسان امرأة في أحد الأفلام الغربية،وهي تعمل في الشرطة. سألها زميلها إن كانت أبلغت عن عملية اغتصابها؟ فأجابت : أنا أعمل في التحقيق وأعرف الإذلال الذي تتعرض له المرأة،عند التحقيق!! وذلك حين يطلب منها أن تصف بأدق التفاصيل ما فُعل بها،ولم أن تتصورا الأمر حين يصل إلى القضاء|،ويبدأ محامي المتهم في محاولة إفشال أدلة المدعية،في تضارب أقوالها،وما يحتاجه ذلك من تفاصيل قد تجعل المرأة تفضل السكوت على التحرش،أو الاغتصاب،ولا تعرض نفسها للإذلال!!

المرأة المغتصِبة – ليس بالبناء للمجهول!!

لم يعد ( الاغتصاب) قاصرا على الرجال، فيبدو أن المرأة، قررت أن تأخذ حقها بيدها!! وربما كان من أسباب ذلك تلك التغيرات التي أصابت سلوك المرأة – ومظهرها- نتيجة اختلاطها بالرجال، أو نتيجة دخولها إلى عالم الرجال، والصراع الذي ينتج عن السعي، نحو تحصيل لقمة العيش، وقد بدأنا نقرأ عن اغتصاب النساء للرجال، والعجيب أنه في الوقت الذي تتم فيه الدعوة إلى دفع المرأة السعودية، للاختلاط،نجد صحيفة ( الرياض)، تنشر تحقيقا تحت هذا العنوان :
( اغتصاب النساء للرجال ظاهرة غريبة في مصر : الاختلاط قنبلة موقوتة والمفاهيم المستوردة من أسباب الاغتصاب : تفريط الآباء وغياب الوعي الديني والإنترنت حولت المجتمع إلى مستنقع){ جريدة الرياض العدد 12681 في 11 / 1 / 1424هـ = 14 / 3 / 2003م.}. كانت هذه عناوين الجزء الثاني من التحقيق. أما الجزء الأول، فجاءت عناوينه هكذا :
( امرأة تشهر السكين في وجه جارها وتغتصبه في غرفة نومها!! وفتاتان تخطفان شابا وتخدرانه وتمارسان معه الرذيلة عنوة!!){جريدة الرياض العدد 12680 في 10 / 1 / 1424هـ = 13 / 3 / 2003م}. وتتحفنا الصحيفة نفسها، بواقعة اغتصاب (أنثوي)، أخرى، ولكن مع التفاصيل!! :
( خمس مراهقات باكستانيات يغتصبن شابا :
في أغرب حادثة من نوعها في إقليم البنجاب الباكستاني بالقرب من مدينة كجرانوالة المحاذية لمدين( لاهور ) الأثرية، قامت خمس فتيات باغتصاب شاب من كجرانواله، وقال الشاب ويدعى سليم الرحمن أنه كان عائدا من مكان عمله نحو بيته إلا أن سيارة وقفت في طريقه و على متنها ثلاث فتيات طلبن منه الذهاب معهن لإصلاح بعض الأعطال الكهربائية في المنزل، ثم اصطحبنه معهن إلى بيت بعيد عن الأحياء السكنية حيث كان في انتظاره فتاتان . يقول الشاب أنه تم اغتصابه بشكل متوحش وأناني، من قبل الفتيات الخمس اللاتي استخدمن معه منشطات جنسية إلى أقصى حد، وقدم الشاب شكوى لدى إحدى مراكز الشرطة المحلية ودعم شكواه بتقرير طبي يفيد عن تعاطيه للمنشطات مع وجود آثار عض بالأسنان على سائر جسده وتفيد الأنباء أن الشاب طويل القامة وممتلئ الجسم وقد يكون هو السبب الذي تسبب{هكذا جاء الخبر!! ولعلها محاولة للأخذ بالثأر من قبل المرأة! فكثيرا ما يقال أن تبرجها هو سبب تحرش الرجال بها!!!!}في أن يتم اختياره كضحية تفترسه المتوحشات البنجابيات الخمس){ الرياض العدد 14111 في 23 / 1 / 1428هـ = 11 / 2 / 2007م.}. وفي الكويت : ( حكمت محكمة كويتية على امرأتين بالسجن 7 سنوات، بعد أن أدانتهما باختطاف رجل وإجباره على مواقعتهما، (..)وقالت صحيفة ( الرأي العام) أن المرأتين أدينتا بتهمة ( اغتصاب) الرجل عبر إجباره على فعل الفاحشة معهما){جريدة اليوم العدد 12246 في 5/12/1427هـ = 25/12/2006م.}.
في الهامش، نتساءل - كي لا نستنكر – عن جدوى هذه التفاصيل التي تنشرها الصحف؟!! ولنا وقفة مع ( صاحبة الجلالة)، إذا أذن الله.
تغيرات في سلوك المرأة
لقد غير خروج المرأة للعمل شكل جسدها، حيث أثبتت بعض الدراسات، أن جسدها أصبح أكثر شبها بجسم الرجل، ليس ذلك فقط، ولكن سلوك المرأة أيضا اعتراه بعض التغيير، وبدأت تميل إلى العنف أكثر، فأكثر :
( تزايدت جرائم عنف الفتيات الصغيرات في المجتمع الأمريكي وتحولت إلى ظاهرة محيرة تلعب برؤوس خبراء الأمن وعلماء الاجتماع والتربويين هناك ... فالإحصاءات الأمنية تؤكد أن جرائم العنف المرتكبة بأيدي المراهقات ارتفعت خلال الأربع السنوات الماضية بنسبة 20 % وأصبح من المألوف في ولايات عديدة أن تشاهد فتيات مقنعات صغيرات السن وضئيلات الحجم يحملن الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء ويمارسن أعنف الجرائم){مجلة أكتوبر المصرية العدد 878 في 22 / 8 / 1993م.}.
وهذه بعض الإحصاءات عن تطور جرائم النساء :
( ارتكبت المرأة في عام 1983 عدد 72 جريمة منها 22 جريمة قتل. بما يمثل 28 % من مجموع الجرائم ويرتفع الرقم عام 84 ليصل إلى 102 جريمة منها 35 جريمة قتل . ويواصل الرقم الصعود ليصل إلى 117 جريمة في عام واحد هو 1994، ازدادت الجرائم كما وكيفا حيث بلغ عدد الجرائم 117 جريمة منها 50 جريمة قتل وقد استخدمت المرأة (..) الآلات الحادة، والحرق، والشنق، والسم، والضرب المؤدي إلى القتل){جريدة الهدف الكويتية العدد 1415 في 22 / 7 / 1995م.}. بين الحين، والآخر، نقرأ عن أعمال عنف بين الفتيات،السعوديات، بلغت في إحدى المرات، حد اعتداء مجموعة من المراهقات على امرأة مسنة، في أحد المتنزهات، لأنها نصحتهن، بالحشمة. وهذا خبر،آخر، نُشر حديثا:
( أصيبت ثلاث سيدات بإصابات متفاوتة نقلن أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج وذلك بعد مضاربة دامية شاركت فيها 25 امرأة في حديقة النقبة الحمراء بالطائف المشاجرة التي بدأت بملاسنة كلامية إثر خلاف بين بعض مرتادات الحديقة سرعان ما تطورت إلى معركة دامية استخدمت فيها الأحذية والعصي والركلات وفناجيل الشاي.(..) من جهة ثانية وقعت مضاربة بين مجموعتي نساء متنزهات بكورنيش المجيدية بمحافظة القطيف (..) بدأت المضاربة بملاسنة أثر معايرة فتاتين لأخريات بالرجعية وبعدم مسايرة الموضة في الأزياء والمكياج وتطورت الملاسنة إلى شتائم بألفاظ نابية واشتباك بالأيدي وتطايرت أغطية الرؤوس في الهواء بينما تجمهر جمع من الفضوليين للتفرج على ( المصارعة النسائية) ..){جريدة عكاظ العدد 14565 في 17 / 6 / 1427هـ = 13 / 7 / 2006م.}. إذا كانت هذه الأخبار، وغيرها، تدل على تغير في سلوك المرأة السعودية، فيبدو أنها ترغب في تغيير( شكل) جسدها أيضا. فقد نشرت إحدى الصحف هذا العنوان الصارخ:

( تسع من أصل كل عشر نساء غير سعيدات بمظهرهن الخارجي)

( اجتمع في كلية عفت للبنات حشد من الطالبات والهيئة التدريسية والصحافة للمشاركة في حلقة نقاش حول مفهوم الجمال الحقيقي ترأست قائمة المتحدثين في الحلقة السيدة مضاوي الحسون من غرفة التجارة بجدة (..) ومروة عبد الجواد - الفتاة السعودية المشاركة في الحملة الإقليمية – والتي تمثل نموذجا للفتيات الجذابات{!!}اللواتي يميل المجتمع إلى وصفهن بالعاديات{!!!!!!} (..) النتائج التي وصلت إليها الدراسات المتخصصة التي شملت نساء الشرق الأوسط، حيث أظهرت الدراسة الخاصة بالسعودية أن 9 من كل 10 نساء غير سعيدات بمظهرهن الخارجي أو بشكل أجسادهن){جريدة الندوة العدد 14392 في 2 / 2 / 1427هـ = 2 / 3 / 2006م.}.
أطلت بما فيه الكفاية،لذلك فلابد أن ألجم القلم،ونكمل في الحلقة القادمة الحديث عن : (العمل المختلط .. زمالة،أم صداقة أم؟..) .. إذا أذن الله.

محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة