المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث (ما من عام أمطر من عام ) وخطر تعلق القلب بغير الله


خالد العماني
2010-10-31, 06:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ما يصل إلى الأرض من أمطار محسوب بدقة متناهية ولا يتغير من عام إلى عام في قوله عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من عام أمطر من عام ولكن يصرفه حيث يشاء، ثم قرأ: ولقد صرفناه بينهم " (رواه الحاكم والبيهقي).
وما نستخلصه من هذا الحديث حقيقتين:- الأولى أن الكمية التي تتساقط سنوياً على الأرض من مياه الأمطار محدودة في قوله \"ما من عام أمطر من عام".
والحقيقة الثانية :- أن الله يصرفه حيث يشاء بمعنى توزيع الهطول على سطح الأرض توزيعاً حدده وقدره الله تعالى وعند الله كل شيء بمقدار (وَكُلُّ شَيْءٍ
عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) (الرعد: 8).
تبارك الله العظيم بقدرته الذي أنزل من السماء الماء بقدر معين ليسكن في الأرض وصدق الرسول الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وقول الله تعالى كذلك: (وَإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) (الحجر: 2).
وقول الله تعالى (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (الزخرف: 11).


(وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) (المؤمنون: 18)


ومما يعجز العلماء أن مجموع الكميات المتبخرة إلى السماء تساوي نفس كميه الماء


التي تهطل منها على الأرض خلال العام الواحد .


هذا الهطول وهذا التوازن صار في ما بعد يسمى علمياً التوازن الهطولي والرطوبي.


مع العلم أن كمية الماء على سطح كوكبنا الأرض كبيرة جداً وهي ما يقارب (1.38


مليار كم3) وهو ما لا نجده في الكواكب الأخرى، لذلك عُرِف بالكوكب الأزرق.


والآن إلى قوله سبحانه وتعالى ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) ( النور: 43).


وقوله سبحانه في علاه ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ... ) (الفرقان: 50).


وقوله جل وعلا :- (وَإنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) (المؤمنون: 18)
أي أن الكمية محددة ومتساوية في كل عام ولكن الاختلاف في تصريفه وتوزيعه وأنه كما هو قادر على إنزاله فهو قادر على رفعه وإزالته.


وكلنا نعرف أهمية الماء للحياة استخلاصاً لذلك من قوله تعالى:- (وجعلنا من


الماء كل شيء حي) (الأنبياء: 30).


وكما بين لنا سبحانه وتعالى عظم نعمته بخلق الماء ذكر في ما بعدها النعم


الناتجة من الماء فقال : ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) ( المؤمنون


:19) والتخصيص جاء هنا لكثرة فوائد ومنافع النخيل والأعناب ويراد به عموم


النباتات .


سبحانه وتعالى يقول http://www.g4z4.com/vb/images/smilies/sadd.gifوجعلنا من الماء كل شيء حي) (الأنبياء: 30) فيكيف يمكن


أن تكون حياة بدون ماء !؟


وهل في حكمة تصريف الماء ما يجعلنا نفكر ونضرع بالدعاء لله تعالى على أن لا


يكون انحباسه أو شحه أو تأخيره غضب علينا فعندها لا نكترث ولا نبالي!؟
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانتين

من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تعالى /
التعلق بغير الله تعالى، هذا هو المفسد الثالث الذي يذكره الإمام ابن القيم رحمه الله من مفسدات القلب الخمسة، فبعد الإشارة إلى السببين، الأول: كثرة المخالطة، والثاني: التعلق بالأماني، يؤكد ابن القيم أن هذا المفسد هو من أعظم مفسدات (القلب) على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل... قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً) (مريم:82،81)، وقال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ . لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ) (يس:75،74). فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه، أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات..".
فهذه هي مصيبة المتعلقين بغير الله، أنهم يتعلقون بزائل، وينتصرون بمهزوم، ويستقوون بضعيف، ويعتزون بذليل.. ويرجون من لا يرجى، وإذا سئل سرعان ما يملّّ أو ينسى، على قلة السائلين..
فمن تعلق بمن هذا شأنه، أو لاذ بحمى من كان هذا وصفه، حطّ ركابه في حسرات الخذلان، وقطَّع نفسه في متاهات الأحزان والأوهام.. والأدهى من ذلك أنه أحلى قلبه دار البوار، حيث الضياع والموت والفساد.. فقلب متعلق بغير الله، قلب ميت، لأنه تعلق بما يموت، أو يزول.. فموته يكمن بموت ما تعلق به، وزواله بزوال ما اتصل به.. فمن اتصل بزائل زال، ومن اتصل بخالد دام، ومن اتصل بضعيف ذليل، ضعف وذلّ حتماً.. لذا نؤكد أن أعظم القلوب حياة، وأكرمها عيشاً، وأكثرها طمأنينة، وأحسنها عطاءً.. هي القلوب التي اتصلت بالله، وتعلقت بأهدابه، وأدامت السجود بين يديه، وأحسنت التعرف به وإليه..
ويضرب الإمام لمن تعلق قلبه بغير الله مثلاً، بقوله: "ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت". إنه مثل رائع يجسد حقيقة هؤلاء القوم، حقيقة نفوسهم الخائفة المرتجفة، وأجسادهم العارية المتكشفة، وإن بدا للبعض أنها قوية مثبتة، أو كاسية عامرة.. إن حقائق الحياة تؤكد خواءها، وضعفها، وأن انتفاخها لا يعدو أن يكون ورماً وداءً قد أصابها..
إن بيت العنكبوت هو بيت من تعلق بغير الله قلبه، وهوأشد البيوت وهناً وضعفاً.. من أوى إليه، بدت سوءته، وانكشفت عورته، ولفحته الشمس ولوحته بلهيبها، ولسعه البرد بشدته وصقيعه..
ويختم الإمام حديثه عن السبب الخطير في موت القلوب وفسادها، بقوله: "وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان، كما قال تعالى: (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً). (الإسراء:22) مذموماً لا حامد لك، مخذولاً لا ناصر لك. إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل، وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل، وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة، لا محمود ولا منصور".
نعم، أردأ الأقسام، وأسوأ المنازل، هي تلك الأقسام المنازل التي يحل بها من تعلق قلبه بغير الله، فلا يحمد ولا ينصر.. وصدق الله العظيم: (ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً) (الكهف 43).

علي الحميد
2010-10-31, 06:42 PM
ماشاء الله

الله يجزاك الجنة ووالديك على هذا الطرح الرائع.

برق العارض
2010-10-31, 07:03 PM
جزاك الله خير

الراصد
2010-10-31, 08:04 PM
الله اكبر.. وسبحان مدبر الكون
انا لما اشوف فيضانات وامطار متواصله في جزء ما من العالم اخشى من نقصها علينا ولما اشاهد جفاف في جزء ما من العالم اقول ان شاء الله سيكون المطر من نصيبنا..وطبعا هذا لايسلم به..

خالد المرزوق
2010-10-31, 08:47 PM
جزاك الله خير
وبارك العلي القدير فيك

ابو طلال الفيفي
2010-10-31, 09:06 PM
جزاك الله كل خير

هواوي الغيم
2010-10-31, 09:16 PM
جزاك الله خير

ابوفهد (المدينه)
2010-11-01, 12:07 AM
جزاك الله خير

سنا برقه
2010-11-01, 02:43 AM
جزاك الله خير

ابو عبدالمجيد
2010-11-01, 05:52 AM
كلام في الصميم رعاك الله وبارك فيك



جزاك الله خيرا ورحم الله والديك

برد الطويلين
2010-11-01, 06:05 AM
بارك الله فيك واطال في عمرك على طاعته ورحم والديك

محمـد المحمـدي
2010-11-01, 07:34 AM
الله يعطيك العافية اخوي قبلة الدنيا على التذكير الطيب

والله لايحرمنا منك ومن ابداعاتك يالغالي

عبدالله العتيبي
2010-11-01, 07:42 AM
سبحان الله العظيم

جزاك الله خير

عبدالرحمن التميمي
2010-11-01, 08:32 AM
الله يبارك فيك على الموضوع
والله يرحم العباد والبلاد

ستل جناحة
2010-11-01, 09:06 AM
تسلم يا بعدحى.. نعم كلام عين الصواب والمفروض يكون تعلقنا بالله سبحانه هو الذى يضر و ينفع ..... بمان الله