رعد الصحاري
2010-09-20, 01:09 PM
سنة الطبعة حدثت في في عام 1343هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1343%D9%87%D9%80) الموافق 1923م (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=1923%D9%85&action=edit&redlink=1)
وبالتحديد على الساحل الشرقي للجزيرة العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) ابان موسم الغوص (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9 %84%D8%BA%D9%88%D8%B5&action=edit&redlink=1)
والطبع في لغة أهل الخليج الدارجة يعني "الغرق"
فيقال ان المركب "طُبع" أي غرق.
ففي منتصف الليل هبت رياح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AD) نشطة تصاحبها أمطار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1) غزيرة،
فثار البحر وزمجر،
وتعالت امواجه وتلاطمت جوانبه ودفعت الرياح والأمطار السفن مع كل الاتجاهات،
فتلاطمت مع بعضها وتعالت اصوات خلق الله بترديد التضرع والتوسل إلى الله والالتجاء إلى رحمته،
وهم يصارعون هول هذه الليلة الليلاء الحالكة الظلمة
ويسمعون النداءات والاستغاته في كل الاتجاهات يتعالى مع صرير الالواح وتمزق الاشرعة وتلاطم الامواج ببعضها
وغرق اكثر السفن والمراكب بما فيها إلا من كتب الله له النجاة..
و بعد أنتهاء العاصفة وسكون البحر هرعت سفن الانقاذ من الموانئ القريبة
حاملة الطعام والشراب والاسعافات الأولية وبعد البحث والتقصي نتج ما يلي :
قدرت السفن والمراكب التي غرقت في البحر 80% من السفن والمراكب الموجودة في عرض البحر ابان الحادثة.
مات وفقد عديد كبير من الرجال على جميع مستويات (قيل مات 5000 شخص)
مات وفقد عديد كبير من الرجال على جميع مستويات (قيل مات 5000 نفس).
السفن التي نجت حدث بها تلفيات كبيرة.
من قصص الطبعة
يروي احد الناجين من هذا الاعصار المدمر بقوله :
أنه بعد منتصف الليل تغير علينا الجو فجاة وهبت عاصفة شديدة يصاحبها مطر غزير،
فتلاطمت الامواج وهرع كل واحد منا يغطي راسة أو يختبئ في ظهر السفينة،
وما هي الا لحظات حتى تبدد كل شي وطار كل غطاء وتدافعت كل السفن على بعضها وتعالت الاصوات
وصياح خلق الله يرددون عبارة " يا سلام سلم "
وعندما غطى الماء السفينة اقتلعت لوحا ً وسقطت به في البحر
وتمكنت من القبض عليه بشدة واشعر انني بين الامواج الهائلة مرة اعلوا ومرة يعلوني،
ولكن الله كتب لي النجاه،
فعند الفجر شاهدت البر وكانني مولود هذه اللحظة،
وحمد الله وصليت الصبح،
واذا انا على ساحل راس تنورة
ويروي صاحب كتاب " من كارم الاخلاق "
قصة رجلين ركبا لوح فصار يسبح بهما فتعلوا بهم الامواج وتهبط في عرض البحر
لا يرون سوى السماء من فوقهم والماء من تحتهم وقد اشرفا على الهلاك لما حل بهما من الكرب والشدة
فكان احدهما يلهج لسانه بذكر الله ويردد " يا كريم يا كريم ",
اما الاخر فقد استفزه الشيطان واغواه بسوء الظن بربه فقال لرفيقه : تقول يا كريم والبحر وهوامه تحتك،
وبعد لحظات بدأ بهذا الرجل التعب والضعف حتى فلتت يداه من هذا اللوح وهوى إلى البحر وغرق...
اما رفيقه الذي يلهج بذكر الله ويقول : يا كريم يا كريم "
فقد نجا ورمى به الموج على ساحل البحر فتلقاه اناس وانقذوه بماء وطعام،
وهذا من لطف الله بعباده وحسن الظن به.
ويقول اخر...
انه في ليلة كان على ظهر سفينة غوص مع مجموعة من الغواصين فهبت علينا ريح شديدة
واظلمت السماء وامطرت وتعالت الامواج حول السفينة تدور بها الرياح بشدة في وسط البحر
حتى امتلات بالماء وتقاذفنا منها يمينا ً ويسارا ً في البحر بدون شعور
فهيأ الله لي لوحا يطفوا على الماء فامسكت به وركبت عليه وكان عليَ ازار مربوط به حزام به سكين " خنجر "
فبينما انا ممسك باللوح اقترب مني سباح وحاول أن ياخذ اللوح مني فعمدت إلى السكين ووخزته بها طعنا ً
فابتعد عني وانا لا اكاد اراه من شدة الظلام ولا اعلم ما حل به،
هل مات ام نجى فبقيت على هذا اللوح وانا في حالة يرثى لها،
وقد انهارت قواي وامتلا بطني بالمياه،
ولا اعلم في أي اتجاه اسير حتى فقدت الشعور،
واذا انا بالقرب من البر في وقت الضحى فانتشلتني سفن الانقاذ إلى الساحل
فبادروني برفع ارجلي إلى أعلى وراسي إلى اسفل حتى خرج الماء من بطني
ولم افق الا بعد يومين وبقيت بعدها شهرا كاملا مريضا ً
إلى ان شفاني الله وكتب لي حياة جديدة
تحدث احد أبناء مجموعة من اهالي " مرات "
كانوا على ظهر السفينة في احد المغاصات مع احد النواخذ من البحرين
وكانوا على مغاص يقال له (جنه) يروي ذلك عن ابيه الذي قال :
بعدما بدات العاصفة ونزول الأمطار كنا نرى السفن تتلاطم مع بعضها
وكنا نرى انفسنا ندور في نفس المكان حتى قد اكثرنا وعيه وطارت الامواج بمركبنا بعيدا,
وعندما هدأت العاصفــة تفقدنا بعضنا وكنا _ اهل مرات خمسة بحارة _ من ضمن الناجين
ومركبنا تتساقط منه الحطام ونحن في ذعر شديد ولا ندري في أي مكان نحن لا نرى الا السمــاء والماء
فاتجهنا بالدعاء والاستغاثه بالله وقراءة القران...
وبعد عدة ايام من ضياعنا وعند الفجر شاهدنا على بعد أناس في مركب صغير
فاتجهنا لهم فعرفوا اننا ضائعين وانقذونا بالماء والطعام
وبدات فينا الحياة وتعجبوا من حالتنا وحالة مركبنا واخبرونا اننا عند الشواطئ العمانية ففرحنا
وبقينا في عُمان عدة ايام لإصلاح مركبنا
ثم عدنا مع النوخذه وبحارته إلى البحرين إلى ان من الله علينا بالنجاة
وكانت خاتمة البحر وتوديعه .
واورد صاحب كتاب الدلم قصة الشاعرراشد بن عبد الله بن حركان من اهالي الدلم قال :
توجه الشاعر إلى الخليج العربي يبحث عن اللؤلؤ والرزق كغيره من النجديين الذين امتهنو مهنة الغوص في البحر،
ولما كان مع صحبيته في ليلة من الليالي على ظهر مركب بحري هبت عليهم ريح عاصفــة
فماجت بهم الامواج وأصبح مركبهم في عداد الغرقى مع انه لا يزال على وجه البحر
فصاروا يتلفتون يمينا ويسارا بحثا عن منقذ ووزعوا المهام بينهم
فكان بعضهم يحافظ على رفع الناف (الساريه) التي جعلوا فوقها نارا عل من يراها من بعيد يتجه اليهم لينقذهم،
اما صاحبنا الشاعر مهمته غرف المياه التي صارت تتدفق في وسط السفينة يغرف الماء حتى لاتغرق فكتب لهم النجاة...
وفي هذه الأثناء ابحر خياله فتذكر نجد واهلها واحبيته وتذكر الطموحات والامال التي جاءت به من الدلم إلى البحر فانشــد :
يا حـظ قلبي يـــــــــــــــوم ارفع النــاف
يشــــــــــــــــــــوفه الي من بعيـد يجينا
و احذف لها حبــال يمين ومجــــــــداف
عنها يســـــــــــار وواحـــــد من يميــنا
و يا ليت منهو ما تعــــــرف بالاسيـاف
و لا مشى في ديـــــــــــــــرة المشكليـنا
و لا ركب ما شوة بينهــــــــــــــا ســاف
موج البحر قام يتلاطـــــــــــــــــم عليـنا
و يا ليت منهو ما غـــرف له بمغـــراف
في طول ليله والمـــــــــــــــلا نــايميــنا
في غــبة والنو جـــــــــــــا له تـــرزاف
غربيــــــــــــــــــــــــة هبت علينا بحينا
تمت وصلى الله على سيــد الاشــــراف
عداد من زار الحــــــــــــــــــرم حاجينا
الشاعر ناصر بن عبد الله بن كليب الكثيري من نجد من الحريق
وكان ممن يعملون بالبحر وله تجربة طويلة فيه،
وكان قلبه بحار شجاع وممن يستحبون ركوب المخاطر....
وفي يوم كان يعمل بالبحر لاستخراج الصيد فاذا البحر يُغير من هدوئه ويتحول إلى حالة من الغضب والهيجان،
وكان البحارة قد نزلوا للصيد وتعمقوا فيه وهو هادئ الامواج،
وحدث ان انقلبت القوارب فهبط إلى القاع من هبط،
ونجا بارأده الله من علم باسرار البحر واستطاع ان يُروض امواجه ويجعلها سلسة القيادة
وكان من بين الذين تمرسوا على اساليب ترويض البحر الشاعر ناصر الكثيري فاستطاع بقدرة الله ان ينجوا بعد عناء ومشقة،
فارسل إلى اخية عبد الرحمن ابياتا من الشعر يصف فيه حال البحر وصلابة رجاله الذين يعملون فيه وقدرتهم على مواجهة الصعاب -
يا راكبٍ من فـــــــــــــــوق بنت العماني
..................................... مامونة تقطع افجــــــــــــــــوج الاخبــة
ما ساقها العمــــــــال بين الســـــــواني
..................................... ولا صدرت بالغرب ماهــــــــــــا تصبــة
الصبح تسرح من ديــــــــــــار ابن ثاني
..................................... وفي يوم ثالث صلب جـــــــــــــــدي تنبه
تنصا عضيدي واخبــــــــره وش جـــاني
...................................... غطا على الموج في وســـــــــــــط غبة
الطبعـــة الخطـــــــــــرة خطرها غطاني
...................................... مـــــــــــــــــوج البحر في غبته مطلحبة
عمري إذا ميـــــــــــــــر الله اللي وقاني
...................................... كله ســــــــــــــــــــوال الي ضناها تحبه
لـــــــــــــــوا عشيري بي يصيبه اجناني
...................................... لا قيل نـــــــــاصر عاصر المـــــوج ذبه
طلب المعيشة مثل غيري حــــــــــــداني
...................................... افدا بعمــــــــــري غيص في كــــل غبه
( الموسوعه)
وبالتحديد على الساحل الشرقي للجزيرة العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) ابان موسم الغوص (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9 %84%D8%BA%D9%88%D8%B5&action=edit&redlink=1)
والطبع في لغة أهل الخليج الدارجة يعني "الغرق"
فيقال ان المركب "طُبع" أي غرق.
ففي منتصف الليل هبت رياح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AD) نشطة تصاحبها أمطار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1) غزيرة،
فثار البحر وزمجر،
وتعالت امواجه وتلاطمت جوانبه ودفعت الرياح والأمطار السفن مع كل الاتجاهات،
فتلاطمت مع بعضها وتعالت اصوات خلق الله بترديد التضرع والتوسل إلى الله والالتجاء إلى رحمته،
وهم يصارعون هول هذه الليلة الليلاء الحالكة الظلمة
ويسمعون النداءات والاستغاته في كل الاتجاهات يتعالى مع صرير الالواح وتمزق الاشرعة وتلاطم الامواج ببعضها
وغرق اكثر السفن والمراكب بما فيها إلا من كتب الله له النجاة..
و بعد أنتهاء العاصفة وسكون البحر هرعت سفن الانقاذ من الموانئ القريبة
حاملة الطعام والشراب والاسعافات الأولية وبعد البحث والتقصي نتج ما يلي :
قدرت السفن والمراكب التي غرقت في البحر 80% من السفن والمراكب الموجودة في عرض البحر ابان الحادثة.
مات وفقد عديد كبير من الرجال على جميع مستويات (قيل مات 5000 شخص)
مات وفقد عديد كبير من الرجال على جميع مستويات (قيل مات 5000 نفس).
السفن التي نجت حدث بها تلفيات كبيرة.
من قصص الطبعة
يروي احد الناجين من هذا الاعصار المدمر بقوله :
أنه بعد منتصف الليل تغير علينا الجو فجاة وهبت عاصفة شديدة يصاحبها مطر غزير،
فتلاطمت الامواج وهرع كل واحد منا يغطي راسة أو يختبئ في ظهر السفينة،
وما هي الا لحظات حتى تبدد كل شي وطار كل غطاء وتدافعت كل السفن على بعضها وتعالت الاصوات
وصياح خلق الله يرددون عبارة " يا سلام سلم "
وعندما غطى الماء السفينة اقتلعت لوحا ً وسقطت به في البحر
وتمكنت من القبض عليه بشدة واشعر انني بين الامواج الهائلة مرة اعلوا ومرة يعلوني،
ولكن الله كتب لي النجاه،
فعند الفجر شاهدت البر وكانني مولود هذه اللحظة،
وحمد الله وصليت الصبح،
واذا انا على ساحل راس تنورة
ويروي صاحب كتاب " من كارم الاخلاق "
قصة رجلين ركبا لوح فصار يسبح بهما فتعلوا بهم الامواج وتهبط في عرض البحر
لا يرون سوى السماء من فوقهم والماء من تحتهم وقد اشرفا على الهلاك لما حل بهما من الكرب والشدة
فكان احدهما يلهج لسانه بذكر الله ويردد " يا كريم يا كريم ",
اما الاخر فقد استفزه الشيطان واغواه بسوء الظن بربه فقال لرفيقه : تقول يا كريم والبحر وهوامه تحتك،
وبعد لحظات بدأ بهذا الرجل التعب والضعف حتى فلتت يداه من هذا اللوح وهوى إلى البحر وغرق...
اما رفيقه الذي يلهج بذكر الله ويقول : يا كريم يا كريم "
فقد نجا ورمى به الموج على ساحل البحر فتلقاه اناس وانقذوه بماء وطعام،
وهذا من لطف الله بعباده وحسن الظن به.
ويقول اخر...
انه في ليلة كان على ظهر سفينة غوص مع مجموعة من الغواصين فهبت علينا ريح شديدة
واظلمت السماء وامطرت وتعالت الامواج حول السفينة تدور بها الرياح بشدة في وسط البحر
حتى امتلات بالماء وتقاذفنا منها يمينا ً ويسارا ً في البحر بدون شعور
فهيأ الله لي لوحا يطفوا على الماء فامسكت به وركبت عليه وكان عليَ ازار مربوط به حزام به سكين " خنجر "
فبينما انا ممسك باللوح اقترب مني سباح وحاول أن ياخذ اللوح مني فعمدت إلى السكين ووخزته بها طعنا ً
فابتعد عني وانا لا اكاد اراه من شدة الظلام ولا اعلم ما حل به،
هل مات ام نجى فبقيت على هذا اللوح وانا في حالة يرثى لها،
وقد انهارت قواي وامتلا بطني بالمياه،
ولا اعلم في أي اتجاه اسير حتى فقدت الشعور،
واذا انا بالقرب من البر في وقت الضحى فانتشلتني سفن الانقاذ إلى الساحل
فبادروني برفع ارجلي إلى أعلى وراسي إلى اسفل حتى خرج الماء من بطني
ولم افق الا بعد يومين وبقيت بعدها شهرا كاملا مريضا ً
إلى ان شفاني الله وكتب لي حياة جديدة
تحدث احد أبناء مجموعة من اهالي " مرات "
كانوا على ظهر السفينة في احد المغاصات مع احد النواخذ من البحرين
وكانوا على مغاص يقال له (جنه) يروي ذلك عن ابيه الذي قال :
بعدما بدات العاصفة ونزول الأمطار كنا نرى السفن تتلاطم مع بعضها
وكنا نرى انفسنا ندور في نفس المكان حتى قد اكثرنا وعيه وطارت الامواج بمركبنا بعيدا,
وعندما هدأت العاصفــة تفقدنا بعضنا وكنا _ اهل مرات خمسة بحارة _ من ضمن الناجين
ومركبنا تتساقط منه الحطام ونحن في ذعر شديد ولا ندري في أي مكان نحن لا نرى الا السمــاء والماء
فاتجهنا بالدعاء والاستغاثه بالله وقراءة القران...
وبعد عدة ايام من ضياعنا وعند الفجر شاهدنا على بعد أناس في مركب صغير
فاتجهنا لهم فعرفوا اننا ضائعين وانقذونا بالماء والطعام
وبدات فينا الحياة وتعجبوا من حالتنا وحالة مركبنا واخبرونا اننا عند الشواطئ العمانية ففرحنا
وبقينا في عُمان عدة ايام لإصلاح مركبنا
ثم عدنا مع النوخذه وبحارته إلى البحرين إلى ان من الله علينا بالنجاة
وكانت خاتمة البحر وتوديعه .
واورد صاحب كتاب الدلم قصة الشاعرراشد بن عبد الله بن حركان من اهالي الدلم قال :
توجه الشاعر إلى الخليج العربي يبحث عن اللؤلؤ والرزق كغيره من النجديين الذين امتهنو مهنة الغوص في البحر،
ولما كان مع صحبيته في ليلة من الليالي على ظهر مركب بحري هبت عليهم ريح عاصفــة
فماجت بهم الامواج وأصبح مركبهم في عداد الغرقى مع انه لا يزال على وجه البحر
فصاروا يتلفتون يمينا ويسارا بحثا عن منقذ ووزعوا المهام بينهم
فكان بعضهم يحافظ على رفع الناف (الساريه) التي جعلوا فوقها نارا عل من يراها من بعيد يتجه اليهم لينقذهم،
اما صاحبنا الشاعر مهمته غرف المياه التي صارت تتدفق في وسط السفينة يغرف الماء حتى لاتغرق فكتب لهم النجاة...
وفي هذه الأثناء ابحر خياله فتذكر نجد واهلها واحبيته وتذكر الطموحات والامال التي جاءت به من الدلم إلى البحر فانشــد :
يا حـظ قلبي يـــــــــــــــوم ارفع النــاف
يشــــــــــــــــــــوفه الي من بعيـد يجينا
و احذف لها حبــال يمين ومجــــــــداف
عنها يســـــــــــار وواحـــــد من يميــنا
و يا ليت منهو ما تعــــــرف بالاسيـاف
و لا مشى في ديـــــــــــــــرة المشكليـنا
و لا ركب ما شوة بينهــــــــــــــا ســاف
موج البحر قام يتلاطـــــــــــــــــم عليـنا
و يا ليت منهو ما غـــرف له بمغـــراف
في طول ليله والمـــــــــــــــلا نــايميــنا
في غــبة والنو جـــــــــــــا له تـــرزاف
غربيــــــــــــــــــــــــة هبت علينا بحينا
تمت وصلى الله على سيــد الاشــــراف
عداد من زار الحــــــــــــــــــرم حاجينا
الشاعر ناصر بن عبد الله بن كليب الكثيري من نجد من الحريق
وكان ممن يعملون بالبحر وله تجربة طويلة فيه،
وكان قلبه بحار شجاع وممن يستحبون ركوب المخاطر....
وفي يوم كان يعمل بالبحر لاستخراج الصيد فاذا البحر يُغير من هدوئه ويتحول إلى حالة من الغضب والهيجان،
وكان البحارة قد نزلوا للصيد وتعمقوا فيه وهو هادئ الامواج،
وحدث ان انقلبت القوارب فهبط إلى القاع من هبط،
ونجا بارأده الله من علم باسرار البحر واستطاع ان يُروض امواجه ويجعلها سلسة القيادة
وكان من بين الذين تمرسوا على اساليب ترويض البحر الشاعر ناصر الكثيري فاستطاع بقدرة الله ان ينجوا بعد عناء ومشقة،
فارسل إلى اخية عبد الرحمن ابياتا من الشعر يصف فيه حال البحر وصلابة رجاله الذين يعملون فيه وقدرتهم على مواجهة الصعاب -
يا راكبٍ من فـــــــــــــــوق بنت العماني
..................................... مامونة تقطع افجــــــــــــــــوج الاخبــة
ما ساقها العمــــــــال بين الســـــــواني
..................................... ولا صدرت بالغرب ماهــــــــــــا تصبــة
الصبح تسرح من ديــــــــــــار ابن ثاني
..................................... وفي يوم ثالث صلب جـــــــــــــــدي تنبه
تنصا عضيدي واخبــــــــره وش جـــاني
...................................... غطا على الموج في وســـــــــــــط غبة
الطبعـــة الخطـــــــــــرة خطرها غطاني
...................................... مـــــــــــــــــوج البحر في غبته مطلحبة
عمري إذا ميـــــــــــــــر الله اللي وقاني
...................................... كله ســــــــــــــــــــوال الي ضناها تحبه
لـــــــــــــــوا عشيري بي يصيبه اجناني
...................................... لا قيل نـــــــــاصر عاصر المـــــوج ذبه
طلب المعيشة مثل غيري حــــــــــــداني
...................................... افدا بعمــــــــــري غيص في كــــل غبه
( الموسوعه)