البراري للعالمية
2009-10-17, 04:01 PM
في مثل هذا الشهر من زمن قديم كان الناس على هذه الارض يستقبلون موسم الامطار والخير، حيث ان المطر في هذا الشهر وما بعده ليس كغيره من الشهور، وكم ينزل الله من خيرات مع الامطار فيحيي به الارض بعد موتها، ويسقي به البلاد والعباد، وكم تعيش بسببه البهائم والدواب التي تسبح الله جل وعلا وتشكره، بل حتى النفوس تتغير وتتبدل اذا نزلت الامطار وجاء الغيث من الله، فكم من مكتئب يزول همه واكتئابه حين يرى الغيث ينزل من السماء.
هذا الغيث الذي يرسله الله جل وعلا لمن يشاء من عباده لا يتحكم فيه الا الخالق، فالله الذي خلق يقدر، ومن رحمته انه جعل الامطار تنزل قطرات لا دفعة واحدة، فلو كانت دفعة واحدة لهلكت الارض ومن عليها، {وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون}.
وما نعانيه في السنين الحالية من تأخر نزول الامطار وشحها له اسباب ذكرها الله في القرآن وذكرت في السنة الشريفة، ولا يمنع صحة هذه الاسباب كثرة نزول الامطار في بلاد الكفر، لأن اولئك عجل الله لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، ولا خلاق لهم يوم القيامة، اما المسلمون فإنهم اذا استقاموا على طاعة الله وشريعته فإن الله وعدهم الخير الكثير والغيث من السماء {وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}، بل ان التقوى والخوف من الله وخشيته من اهم اسباب نزول الامطار والبركات من السماء {ولو أن أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}.
ويجب ان نعلم ان الذنوب والمعاصي سبب لتأخر نزول الامطار وكلما اقترب الناس من ربهم واستغفروا الله من ذنوبهم كلما نزل الغيث عليهم {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراً}.
ومن اعظم المعاصي التي تمنع نزول الامطار (الظلم) فظلم الناس بعضهم لبعض يحبس الامطار في السماء، حتى انك ترى السحب تمر على البلاد ولا تنزل منها قطرة، كل هذا بسبب الظلم!! قال أبو هريرة (ان الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم)، فشؤم الظلم يصل للدواب والهوام التي تتأذى مما يفعله ابن آدم.
كل المعاصي التي يجاهر الناس بها سبب لتأخر الامطار وشحها، وكل الطاعات والعبادات سبب لكثرة الامطار وتعجيلها، حتى الزكاة فإن تأخيرها ومنعها يؤخر نزول الامطار ويمنعها كما جاء في الحديث (وما منع قوم زكاة اموالهم قط الا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا) اما الغش في البيوع والتجارات وانتشار الربا والرشوة والبيوع المحرمة فهي كلها اسباب لمنع الامطار فهل نتعظ ونخاف الله لنرجو رحمته.
الاستسقاء هو طلب المطر من الله وهو سنة مشروعة فعلها الانبياء والصالحون، وفعلها نبينا صلى الله عليه وسلم وآله وسلم، سواء في خطبة الجمعة أو في صلاة مستقلة، ويستطيع كل واحد منا بدعائه ان يطلب من الله المطر وان يسقينا الله الغيث من عنده فلولا الله لما رزقنا أي قطرة مطر {أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون}.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم، اللهم ارحمنا برحمتك وانزل علينا بركتك.
نبيل العوضي
تاريخ النشر 15 / 10 / 2009 م
دار الوطن للصحافة و الطباعة و النشر
هذا الغيث الذي يرسله الله جل وعلا لمن يشاء من عباده لا يتحكم فيه الا الخالق، فالله الذي خلق يقدر، ومن رحمته انه جعل الامطار تنزل قطرات لا دفعة واحدة، فلو كانت دفعة واحدة لهلكت الارض ومن عليها، {وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون}.
وما نعانيه في السنين الحالية من تأخر نزول الامطار وشحها له اسباب ذكرها الله في القرآن وذكرت في السنة الشريفة، ولا يمنع صحة هذه الاسباب كثرة نزول الامطار في بلاد الكفر، لأن اولئك عجل الله لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، ولا خلاق لهم يوم القيامة، اما المسلمون فإنهم اذا استقاموا على طاعة الله وشريعته فإن الله وعدهم الخير الكثير والغيث من السماء {وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}، بل ان التقوى والخوف من الله وخشيته من اهم اسباب نزول الامطار والبركات من السماء {ولو أن أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}.
ويجب ان نعلم ان الذنوب والمعاصي سبب لتأخر نزول الامطار وكلما اقترب الناس من ربهم واستغفروا الله من ذنوبهم كلما نزل الغيث عليهم {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراً}.
ومن اعظم المعاصي التي تمنع نزول الامطار (الظلم) فظلم الناس بعضهم لبعض يحبس الامطار في السماء، حتى انك ترى السحب تمر على البلاد ولا تنزل منها قطرة، كل هذا بسبب الظلم!! قال أبو هريرة (ان الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم)، فشؤم الظلم يصل للدواب والهوام التي تتأذى مما يفعله ابن آدم.
كل المعاصي التي يجاهر الناس بها سبب لتأخر الامطار وشحها، وكل الطاعات والعبادات سبب لكثرة الامطار وتعجيلها، حتى الزكاة فإن تأخيرها ومنعها يؤخر نزول الامطار ويمنعها كما جاء في الحديث (وما منع قوم زكاة اموالهم قط الا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا) اما الغش في البيوع والتجارات وانتشار الربا والرشوة والبيوع المحرمة فهي كلها اسباب لمنع الامطار فهل نتعظ ونخاف الله لنرجو رحمته.
الاستسقاء هو طلب المطر من الله وهو سنة مشروعة فعلها الانبياء والصالحون، وفعلها نبينا صلى الله عليه وسلم وآله وسلم، سواء في خطبة الجمعة أو في صلاة مستقلة، ويستطيع كل واحد منا بدعائه ان يطلب من الله المطر وان يسقينا الله الغيث من عنده فلولا الله لما رزقنا أي قطرة مطر {أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون}.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم، اللهم ارحمنا برحمتك وانزل علينا بركتك.
نبيل العوضي
تاريخ النشر 15 / 10 / 2009 م
دار الوطن للصحافة و الطباعة و النشر