نسيت أنساك
2009-04-04, 02:01 AM
فيا عباد الله استبشروا بما رزقكم الله تعالى من هذا المطر هذا المطر الكثير الغزير الهادئ الذي من الله به علينا وعلى كثير من بلادنا استبشروا به أيها المسلمون واشكروا الله تعالى على هذه النعمة واعرفوا بها تمام قدرة الله تعالى ورحمته وإحسانه وحكمته جل وعلا واسألوا الله تعالى أن يجعله غيثاً مغيثا ينبت به الزرع ويدر به الضرع وأن لا يقطع عنا توابعه إنه جواد كريم أيها المسلمون إنه إذا نزل المطر حصل على الناس بعض المشقة في الذهاب إلى المساجد ولهذا جاءت السنة بجواز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إذا كانت المشقة في المطر قال ابن عباس رضي الله عنهما جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر فسألوه لما صنع ذلك فقال رضي الله عنه أراد أن لا يحرج أمته فمتى كان الحرج والمشقة في أداء العبادة جاء التسهيل والتيسير لأن الله عز وجل يقول حين ذكر الصيام ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)(البقرة: من الآية185) ويقول تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(الحج: من الآية78) ويقول تعالى حين ذكر الطهارة (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة: من الآية6) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن هذا الدين يسر ) فمتى وجدت المشقة في ذهاب الناس إلى المساجد في الظهرين أو العشاءين فإنه يجوز لهم الجمع لكن بشرط أن تتحقق المشقة إما بأن يكون الطريق وحلاً زلقا أو كثير المياه أو تكون السماء ممطرة فمع وجود المشقة تثبت الرخصة ولله الحمد وإن كان بعض العلماء يقول إنه لا يجوز الجمع بين الظهر والعصر من أجل المطر لأن المشقة فيه هينة فليست كمشقة الليل وهذا أمر لا شك فيه أن المشقة في الليل أشد ولكن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر فإن قوله رضي الله عنه أعني ابن عباس من غير خوف ولا مطر يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الظهرين وبين العشاءين من أجل المطر وهذا موافق للقاعدة العامة في الشريعة وهي التيسير على عباد الله فاشكروا الله تعالى على هذه النعمة على نعمته بتيسير دينكم وتسهيله ولكن لا تستغلوا هذا التسهيل والتيسير بالتلاعب به بحيث تجمعون بدون أمر يكون مسوغاً للجمع فإن الإنسان إذا جمع بدون مسوغ للجمع فإن صلاته التي قدمها عن وقتها لا تصح أيها المسلمون بلغني أن بعض الناس جمعوا بالأمس بين الظهر والعصر وقصروهما فصلوا الظهر ركعتين والعصر ركعتين وهذا خطأ بلا شك لأن القصر من خصائص السفر فلا يجوز القصر للمرض ولا للمطر ولا لغيرهما من المشقة إلا في السفر فقط والسفر يجوز فيه القصر سواء شق على الإنسان الإتمام أم لم يشق بل قال بعض العلماء كثير منهم إن القصر في السفر واجب وأن من أتم في السفر فإن صلاته باطلة وعلى هذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله ومذهب الظاهرية ولكن الذي يظهر لي وليس ذلك الظهور الكثير هو أن القصر في السفر أوكد وأن الإتمام فيه مكروه وأما الوجوب فإنني لا أميل إليه على كل حال القصر إنما يكون في السفر لا يكون في الإقامة أبداً فمن كان مقيماً في بلده فإنه لا يقصر ولو كان في أشد المرض بل عليه أن يتم أما الجمع فإنه تابع للمشقة فمتى وجددت المشقة في حضر أو في سفر جاز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فيا عباد الله احمدوا الله تعالى على هذه النعمة على ما أنعم به عليكم من هذا المطر الذي نرجو الله أن يكون غيثاً مغيثا وعلى ما أنعم به من تيسير شرائع دينكم واسألوا الله تعالى الثبات عليه إلى أن تلقوا ربكم أيها الأخوة بقي علي شئ واحد هو أن أسواقنا كما تشاهدونها مزفلتة ويكثر فيها النقع نقع الماء وبعض أهل السيارات نسأل الله لهم الهداية يأتون بالسيارات بسرعة يمرون بالناس وهم يمشون في السوق ولا يبالون إذا أصابهم هذا الماء وتأذوا به ولطخ ثيابهم وهذا أمر يجب التنبه له فإن أي أذية تلحقها بأخيك المسلم فإنك محاسب عنها يوم القيامة وكن دائماً متذكراً لقوله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (الأحزاب:58) وكن متذكراً دائماً لقول نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) أفترض أن تمر بك السيارة بسرعة حتى تلوث ثيابك بالماء وربما يكون الوقت بارداً فتبرد بذلك أترضى بهذا أن يفعل بك إذا كنت لا ترضى أن يفعل بك هذا فكيف ترضى أن تفعله بغيرك فاتق الله يا أخي بنفسك وهدئ السرعة إذا أقبلت على ماءٍ ناقع وحوله رجال فإن ذلك يضرهم بل فإن ذلك يؤذيهم وأعلموا أيها الأخوة أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرا فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً يا رب العالمين اللهم احشرنا في زمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضا عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم ارضا عن أولاده وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارضا عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في تعلم شريعتك وتعليمها وفي الذود عن بلاد المسلمين يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير أيها الأخوة ذكرني بعض الناس بما إذا جمعت العصر مع الظهر هل يجوز للإنسان أن يصلي راتبة الظهر بعد صلاة العصر المجموعة والجواب على ذلك أن هذا جائز فيجوز للإنسان أن يصلي الركعتين اللتين يصليان بعد الظهر إذا جمع العصر إليها وكان في وطنه أما المسافر فإنه من المعلوم أنه لا يصلي الراتبة للظهر ولا للمغرب ولا للعشاء عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم …
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله