معدي المرقاب
2006-06-16, 11:27 AM
تحفل كتب التراث بحيل الشعراء في استجلاب العطايا التي يمنحهم الخلفاء والولاة الأمراء لهم، وحدث مرة في زمن الخليفة أبي جعفر المنصور الذي كان حريصاً على حفظ المال العام، وقد أستفاد الأصعمي مرات عديدة من عطاياه وهو يعلم أن أبا المنصور كان يعطي على وزن القصيدة ذهباً، وأخذ حيلة يريد أخذ عطايا المنصور وكان الخليفة المنصور يحفظ القصيدة من أول مرة وعنده غلام يحفظ القصيد من مرتين وجارية تحفظ من ثلاث، فيخرج الشاعر وقد حفظها ثلاثتهم ويرجع بدون شيء.
فأخذ الأصمعي حيلة وتنكر في زي أعرابي وذهب إلى الخليفة المنصور ودخل عليه فقال له: من أين أنت؟ فقال من شعراء أعراب الموصل.. فقال له: أمن شعرك أم من شعر غيرك؟ فقال له من شعري، لأن المنصور كان من يشعر من شعره يعطيه وزنها ذهباً وأن كان من شعر غيره فلا يعطيه شيئاً فانشد الأصمعي شعره قائلاً:
صوت صفير البلبل هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت ياسيد لي وسيدي وموللي
فكم فكم يتمنى غزيل عقيقل
قطفته من وجنة من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا وقد غدا مهرول
والخود مالت طرباً من فعل هذا الرجل
فولولت وولولوت ولي ولي يا ويللي
فقلت لاتولولي وبيني اللؤلؤلي
قالت له حين كذا انهض وجد بالمقل
وفتية سقوني قهوة كالعسللي
شممتها بأنفي أزكى من القرنفل
في وسط بستان حلى بالزهر والسرور لي
والعود دندندن لي والطبل طبطب لي
طبطب طبطب طبطب طبطب طبلي
والرقص قد طاب لي والسقف قد سقسق لي
شوا شوا وشاهشو على ورق سفرجل
وغرد القمري يصيح ملل في مللي
ولو تراني راكباً على حمار أهزل
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجل
والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعكع خلفي ومن حولللي
لكن مشيت هارباً من خشية العرنقلي
إلى لقاء ملك معظم مبجل
يأمر لي بنخلة حمراء كالدم دم لي
أجر فيها ماشياً مبغدد اللذيل
أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصل
نظمت قطعاً زخرفت يعجز عنها الأدبل
أقول في مطلعها صوت صفير البلبل
فلما أنتهى الأصمعي من قصيدته متخفياً على الخليفة المنصور الذي لم يحفظ منها ولا الغلام ولا الجارية شيئاً، فقال يا أعرابي أعطينها قال منقوشة على لوح رخام على ظهر الناقة فأمر بها وأرسل معه الأجناد والخدم فوضع لوح الرخام في الميزان فأخذ كل الذهب معه، فعلم الخليفة أنها مكيده فقال له يا أعرابي ارفع اللثام وإذا به الأصمعي..
فقال له ويحك أعد المال.. فقال الأصمعي أنت تعطي الشعراء ولهم عيال اتقطع ارزاقهم، فقال الخليفة لقد قبلت الشرط أعطاه..
المصدر جريدة الرياض
فأخذ الأصمعي حيلة وتنكر في زي أعرابي وذهب إلى الخليفة المنصور ودخل عليه فقال له: من أين أنت؟ فقال من شعراء أعراب الموصل.. فقال له: أمن شعرك أم من شعر غيرك؟ فقال له من شعري، لأن المنصور كان من يشعر من شعره يعطيه وزنها ذهباً وأن كان من شعر غيره فلا يعطيه شيئاً فانشد الأصمعي شعره قائلاً:
صوت صفير البلبل هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت ياسيد لي وسيدي وموللي
فكم فكم يتمنى غزيل عقيقل
قطفته من وجنة من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا وقد غدا مهرول
والخود مالت طرباً من فعل هذا الرجل
فولولت وولولوت ولي ولي يا ويللي
فقلت لاتولولي وبيني اللؤلؤلي
قالت له حين كذا انهض وجد بالمقل
وفتية سقوني قهوة كالعسللي
شممتها بأنفي أزكى من القرنفل
في وسط بستان حلى بالزهر والسرور لي
والعود دندندن لي والطبل طبطب لي
طبطب طبطب طبطب طبطب طبلي
والرقص قد طاب لي والسقف قد سقسق لي
شوا شوا وشاهشو على ورق سفرجل
وغرد القمري يصيح ملل في مللي
ولو تراني راكباً على حمار أهزل
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجل
والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعكع خلفي ومن حولللي
لكن مشيت هارباً من خشية العرنقلي
إلى لقاء ملك معظم مبجل
يأمر لي بنخلة حمراء كالدم دم لي
أجر فيها ماشياً مبغدد اللذيل
أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصل
نظمت قطعاً زخرفت يعجز عنها الأدبل
أقول في مطلعها صوت صفير البلبل
فلما أنتهى الأصمعي من قصيدته متخفياً على الخليفة المنصور الذي لم يحفظ منها ولا الغلام ولا الجارية شيئاً، فقال يا أعرابي أعطينها قال منقوشة على لوح رخام على ظهر الناقة فأمر بها وأرسل معه الأجناد والخدم فوضع لوح الرخام في الميزان فأخذ كل الذهب معه، فعلم الخليفة أنها مكيده فقال له يا أعرابي ارفع اللثام وإذا به الأصمعي..
فقال له ويحك أعد المال.. فقال الأصمعي أنت تعطي الشعراء ولهم عيال اتقطع ارزاقهم، فقال الخليفة لقد قبلت الشرط أعطاه..
المصدر جريدة الرياض