وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبوراً" متفق عليه .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قضى أحدكم صلاته في المسجد فليجعل لبيته نصيبًا مِن صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً" رواه مسلم " .
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "صلوا في بيوتكم صلوا في بيوتكم" : فأمر أن يصلي في البيوت .
"فإن صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة" : فدل ذلك على أن الإنسان ينبغي له أن تكون جميع نوافله في بيته سواء الرواتب أو صلاة الضحى أو التهجد أو غير ذلك ، حتى في مكة والمدينة الأفضل أن تكون النوافل في البيت ، أفضل من كونها في المسجد ، في المسجد الحرام أو المسجد النبوي ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال هذا وهو في المدينة ، والصلاة في مسجده خير من ألف صلاة إلا المسجد الحرام .
وكثير من الناس الآن يفضل أن يصلي النافلة في المسجد الحرام دون البيت وهذا لعدم علمه ، ، الرواتب افضل في البيت
، إلا الفرائض ، فالفرائض لا بد أن تكون في المساجد ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الأحاديث ، في الحديث الأخير : "فإن الله جاعل في صلاته في بيته خيرا" : يعني أن البيت إذا صليت فيه جعل الله فيه خيرا ، جعل الله في صلاتك فيه خيرا : من هذا الخير أن أهلك إذا رأوك تصلي اقتدوا بك وألفوا الصلاة وأحبوها ولاسيما الصغار منهم . ومنها أن الصلاة في البيت أبعد من الرياء ، فإن الإنسان في المسجد يراه الناس وربما يقع في قلبه شيء من الرياء أما في البيت فإنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء . وكذلك قراءة القرآن
ومنها أن الإنسان إذا صلى في بيته وجد فيه الراحة ، راحة قلبية وطمأنينة وهذه لا شك أنها تزيد في إيمان العبد .
فالمهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نصلي في بيوتنا إلا الفرائض ، كذلك أيضا يستثنى من ذلك من النوافل قيام رمضان ، فإن الأفضل في قيام رمضان أن يكون جماعة في المساجد مع أنه سنة وليس بواجب ، لكن دلت السنة على أن قيام رمضان في المسجد أفضل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثلاث ليال أو ليلتين ثم تخلَّف وقال : "إني خشيت أن تفرض عليكم" ، والله الموفق .