تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الرحلات والسياحة والأجهزة البرية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2007-11-02, 12:11 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


صورة كواسر الطير وهي تتبع المحاربين كما تغنى بها شعراء العرب (الشامية).
صورة رقم (26)


الأطفال يقذفون اللوحات بضفع البقر, لطالما طالبت الجهة المختصة بحماية هذه الآثار أو زيارتها على الأقل وكانت صرخة في واد.
صورة رقم (27) صورة رقم (28)

يتبع

  #2  
قديم 2007-11-02, 12:12 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

يسرني أن أكمل لكم ما تبقى من بحثي "الذين جابوا الصخر بالواد

"

كتاب ثمود الخالد

قلت فيما سلف إن الواديين كتاب مفتوح تقرأ فيه خبر ثمود, إلاّ أن يحيى لم يمكننا من الوقوف فيها وقوف الدارس المتأمل, ولكنه لما اقتنع أنه ليس من السهل أن نجد كتابات تفصح عن أصحاب تلك الحضارة, كان يمهلنا أن نشاهد ونصور بعض الوقت, فبرغم اقتناعه أن الصخور المقطوعة, والجبال المنجورة, بفعل فاعل وليست بفعل الطبيعة, إلاّ أن هاجس وجود لوحات مكتوبة كان غالباً عليه, وكان يريد منا زيارة غيران سمع عنها من غير ثقة, لعلنا نجد كتابات ما, ولكني من الواديين استطعت أن أعرف الغايات التي كانت تقطع لأجلها ثمود الصخور وتنحت الجبال والقرآن الكريم اخبرنا عن إحدى غاياتهم وهو بناء البيوت, قـال جـل جـلاله: ((وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) الأعــراف وأضمر الغايات الأخرى في قوله عزّ من قائل فـــي ســورة الفـجـر: ((وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )), وظن أكثر الناس أن نحتهم الجبال بيوتاً هو المعني بالآية الأخيرة, والقرآن أدق وأبلغ من ظننا وفهمنا المحدود, ولو لم أتتبع هذه الآثار, لما دار بخلدي أن ثمود كانوا يقطعون الصخور لغايات غير السكنى, أما الآن فبإمكاني أن أسمي بعض الأغراض التي تنحت ثمود لأجلها الجبال, ولست بحاجة إلى شرح أسلوب القطع لكل غرض وسأكتفي بتقديم الصور, فالصورة تكفي لبيان الغرض من القطع وتوضيح الاختلاف الهندسي المتخذ المناسب للغرض, فمن تلك الأغراض اتخاذ البيوت من الجبال ويقول المؤرخون إن ذلك بسبب طول أعمارهم, فبيوتهم تتهدم وهم لا يزالون أحياء وأحسب أن دفئ البيوت المتخذة من الجبال شتاءً واعتدالها صيفاً, وعدم وجود الجص بأرضهم, وعدم وجود الطين إلاّ في مزارعهم وهو فيها قشرة رقيقة, وهم به ضنينون لا محالة, وما ألهمهم الله ومكنهم فيه من قطع الصخور ونحت الجبال كل تلك الأمور جعلت نحت الجبال أيسر وأقــل كـلـفـة مـن بناء البيوت, وهم يعمدون إلى الجبل أو إلى نتوء فيه, ثم ينحتونه نجراً على ما أظن, أو لعلهم يقطعونه ابتداءً ثم يكون النجر بعد ذلك, حتى يكون كالكهف, والكهف غير الغار, وحفر الجبال في حجر وادي القرى على هيئة أغوار صغيرة, لذلك قلت عن قبور النبطيين فيه حفراً لا قطعاً وبين نحت ثمود للبيوت وللوحات التي تحمل الرسومات تشابه, ولكن درجة الميول تختلف, ولجعل الكهف المنحوت بيتاً يعمدون إلى سد واجهته بجدار, وعمل باب فيه والجدار حجارة مرصوصة فوق بعضها من دون مادة لاصقة تمسك بعضها إلى بعض, ولا تزال معظم هذه البيوت الثمودية مسكونة إلى يومنا هذا وليست كقبور الحجر التي لم تسكن قط, وغير صالحة للسكنى البتة, وحاشى الله أن يقول عنها بيوتاً وهي غير ذلك, إن علينا أن نقتنع أنها ليست بيوت ثمود المذكورة في كتاب الله, لقد بينت بعض أغراض قطع ثمود للصخور وبقي ما سأذكره, والقرآن يذكر أن ثمود اتخذوا من السهول قصوراً, ولكنها لم تخلد خلود هذه البيوت المنحوته.



بيت طور الإعداد في موضع بيت ثمودي
صورة رقم (29)


بيت ثمودي حديث مسكون.
صورة رقم (30)


تحصين المواقع

يظهر هذا التحصين حول المزارع, مما يؤكد أن هذه المزارع باقية من عهد ثمود وهي مزارع مطرية, تزرع فيها الحبوب بماء المطر المتحدر عليها من الجبال المحيطة بها, والملاحظ أن كل منحدر يمكن الهبوط منه إلى المزارع, عمد الثموديون إلى قطعه, حتى صار كالجدار لا يمكن تسلقه, ومن حاول الانحدار منه لقي حتفه, ثم هم لا يبقون غير طريق واحدة تكون معروفة لديهم, ولا تزال هذه المواضع على هذه الحال إلى وقتنا الحاضر, ومن هذه الصخور المقطوعة ما يكون بارتفاع عشرات الأمتار, وهذا تلاحظه أنّى وجدت المزارع داخل جبل القهر, وقد يحسبه الزائر أول وهلة من فعل العوامل الجوية, أو أنها طبيعة تضاريس ذلك الجبل وإذا كان ذا بصر سيعرف أنها لا هذا ولا ذاك, وأنها هندسة ثمود الفائقة, ولا يمكن للعوامل الجوية أن تعمد إلى كل موقع فيه مزارع فتوعر كل ما حوله ثم لا تبقي غير طريق واحدة, هكذا في كل مرة, أقول هذا لمن يحب الجدل لذات الجدل, وإلاّ فإن آثار القطع والنحت بادية للعيان.


الصخر في الأسفل مقطوع للتحصين
صورة رقم (31)



صخر مقطوع للتحصين
صورة رقم (32)



هذه الصخرة كانت في القمة قبل القطع.
صورة رقم (33)

يتبع

  #3  
قديم 2007-11-02, 12:14 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


عقود الغلال


هذه العقود هي ما بهرني في هذه الحضارة, فهي الشيء الأهم الذي يدل على أن ثمود كان لهم علم ما, ولعل الأيام تكشف لنا عن علم محير في هذه العقود, ليست هي أكثر من نحت لصفحات الجبال على شكل عقود, مفتوحة على الوادي, والجبل من خلفها, وأمام كل عقد من هذه العقود صخرة بعيدة بعض الشيء عن قاعدته وعلى قاعدة العقد فرشت أعواد يوضع عليها الذرة أو الدخن عند حصاده مباشرة والقصب يحمل السنابل, ويترك إلى أن يجف الحب تماماً, ثم يستخرج الحب بالطرق المعروفة ويوضع في الأكياس, إلى هنا يبدوا الأمر طبيعياً, لا والله ليس طبيعياً فأمطار جبال الغور تأتي فجأة ودون انتظام, وقد تكون خفيفة ولكن الحبوب تتضرر بالمطر, لذلك نحتت ثمود تلك العقود المعجزة.
إن تلك العقود التي ترى مكشوفة لا يصيب المطر من جلس تحتها من أي جهة جاء ولو كان مصحوباً بريح عاصف, ونصفها مكشوف تماماً, ونصفها يحميه الجبل, فهو له كالجدار, والغريب أن الصخرة الموضوعة أمام العقد ترى في العراء والذي يجلس عليها لا يصيبه المطر, فإذا كان الريح عاصفاً بالغ الشدة قد يشعر الجالس فوق الصخرة برذاذ خفيف, على أي حساب عملت تلك العقود؟, هل عرفوا بأي زاوية تنحرف الرياح إذا اصطدمت بالجبل؟, فحفروا في موضع بعينه وبمقدار معين فصار الجزء المنجور في المنطقة الصفر التي لا تمر بها الريح في انحرافها من أي ناحية كان عصفها وهبوبها, وحفر هذه العقود غير غائر ولا عميق, فحافته كحافة العقد في الجدار, والموضع في العين مكشوف, والذي أثار دهشتي أن باطن العقد الضخم الذي في الواديين ليس صخرة واحدة وهو متماسك كالصخرة, فهل كانت ثمود ترش الصخور التي تقطعها بمادة تمنع تهيل تربتها, فيصير التراب والحصى والصخور متماسكة كصخرة واحدة, ليت شركات الطرق تتعلم منها فتمنع تهيل الجبال, وفي الواديين عقد آخر على يمين العقد الكبير يعلوه كثيراً وهو كذلك يمنع وصول المطر إلى قاعدته, وفي قمته الآن ثلمة, وقد سألت عنه فقيل إن الذي يجلس الآن تحته أثناء المطر إذا كان فيه ريح عاصف فإنه يصيبه رذاذ يسير ولم يكن كذلك إلى عهد قريب, فنبهتهم إلى الثلمة, فقالوا: صدقت لم تكن فيه.



عقد الغلال المثلوم "الواديين".
صورة رقم (34)



أكبر عقد غلال, إنه عمل عظيم "الواديين".
صورة رقم (35)



عقدا غلال في بقعة بن فيصل.
صورة رقم (36)

النحت للزينة والجمال

في الطريق إلى الشامية وفي تفرع الوادي, توجد ثلاثة جبال منخفضة متشابهة, شكلاً وصخوراً, لذلك عمد أصحاب تلك الحضارة إلى أوسطها فنحتوه في أشكال تُطيف به في معظم محيطه, كل نحت منها كالحزام, وهم إن لم يكن نـحـتهم له كمعلم يعرف به المتجه إلى الشامية والصادر عنها طريقه, فإنهم نحتوه للجمال ليس إلا, كما نفعل في حضارتنا الحالية من مجسمات وخلافه, ونحت هذا الجبل عمل عظيم وجهد كبير ولا أظنه مجرد عبث, وسوف يشاهد القـارئ فـي الـصـورة الـمـنـشـورة له حجراً في صفحة الجزء المنحوت, ليس من جنس تربته, كأنما طعم به, كتطعيم الحلوى بفاكهة الكرز, لا يمكن الوصول إليه بالتسلق, و أتمنى أن لا يستخدم أحد وسيلة ما للوصول إليه فيعبث به, والنحت في هذا الجبل كأنما تم البارحة, لا أثر فيه للمطر ولا للرياح ولا تهيلت تربته, أليس ذلك محيراً



جانب من الجبل المنحوت جمالياً (في الطريق إلى الشامية).
صورة رقم (37)



هل طُعِّم الجبل بهذا الحجر أم هو متخلف عن النحت؟ (في الطريق إلى الشامية).
صورة رقم (38)


يتبع

  #4  
قديم 2007-11-02, 12:16 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي



جنات وعيون ثمود

قــال تـعـالى مـخـاطـبـاً ثـمود على لسان نبي الله صالح عليه السلام في سورة الشـعراء: ((أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ {146} فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {147} وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ )), لقد ذكرت سابقاً أن مزارع القهر تسقى بماء المطر, وتزرع فيها الذرة والدخن, وهي خصبة غزيرة الإنتاج, ولم أشاهد أي مزارع في مدرجات في القهر شأن المناطق الجبلية الأخرى, وإذا ذكـر الـزرع أو الـزروع فـالمراد الحبوب " البر والشعير والذرة والدخن وغير ذلك ", وليس في جبل القهر نخل ولكن فيه الشٌَطب بضم الشين وفتحها, وهو من فصيلة النخل وثمره كالبسر, وهذا دليل على صلاحية جبل القهر لزراعة النخيل, وما دامت زراعته ممكنة وبيئة القـهـر له مناسبة فنفي أنه كان مزروعاً في زمن ما من الأزمان الغابرة ضرب من اللجج, أما العيون فلا عيون في مزارعهم في الوقت الحاضر الذي شحت فيه الأمطار, ولكن في السفح الغربي للجبل في وادي يَخْرَف, بفتح الياء وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء ثم فاء موحدة, وربما في أودية لم أزرها يسيل الغيل بغزارة ودون انقطاع, وليس بمستبعد أن يوجد الغيل أو العيون داخل الجبل إذا توفرت الأمطار, وما دمت مقتنعاً من واقع الشواهد التي لا تحصى أن ثمود كانوا بجبل القهر, فأنا مقتنع أنه كان في القهر جنات وعيون, وهذا الاقتناع واجب عليّ شرعاً, ولقد وجدت ما زادني طمأنينة.



مــزارع الـــواديين.
صورة رقم (39)



مزارع جبل القهر في الأودية.
صورة رقم (40)

عنب في صراع للبقاء وموز تنعم به القرود

لم أسمع عن فاكهة في جزيرة العرب لا تزال تنمو في البراري مع أشجار العضاه دون تدخل الإنسان, حتى وجدت ذلك في جبل القهر, ولا أدري إن كان غيري سمع عن أشجار فاكهة في بريّة, تسقى بماء السماء وتنعم بها القرود, ليست هذه الفاكهة في موضع واحد في جبل القهر, بل في موضعين متباعدين, الموضع الأول في وادي أتران حيث توجد غابة صغيرة من الموز, والموضع الثاني في بقعة بن فيصل, حيث توجد في شعبين متباعدين شجرتا عنب معمرتان قد غطتا على ما حولهما من الأشجار, حتى أن الرائي ليحسبهما غابتين صغيرتين من العنب, ولو سألت أسن من في القرية لقال لك عن أبيه عن جده عن جد أبيه عن جد جده أنه لا يعرف الزمن الذي لم تكونا فيه, وأنه ما عرف نفسه إلاّ وهما كذلك, ووعورة موقعهما وعدم وجود ما يدل أنه كان في زمن من الأزمان مزرعة, بل وعدم صلاحيته لذلك, أكبر دليل على أنهما من شجر القفر, أتمنى إذا كان لدى وزارة الزراعة وسيلة يقدر بها عمر أشجار العنب أن يعرف عمرهما, كما يوجد شجر موز في شعبين لا يستطيع الوصول إليه إلاّ شخص أو شخصين من أبناء القرية وبمشقة بالغة, وإذا قلنا قد تكون الطيور جلبت بذور العنب من مكان بعيد, فـمن جلب الموز؟, وليس للموز بذور وإذا كان وجود الموز غريباً فوجود العنب لا يخلو من غرابة, فهذا النوع نادر ولا أظنه موجوداً في أي موقع آخر من جزيرة العرب, كما أن العنب لا يزرع في تهامة لا في سهلها ولا في جبالها, لأنه لا يجود فيها لحاجته إلى الجو البارد, فأكثر مزارع العنب في السراة من صنعاء إلى الطائف, أما هذا العنب فينمو دون عناية, في جو أدفأ من السراة وبدون سقيا إلاّ ما تجود به السماء على فترات, وبرغم ذلك ينمو ويثمر وتستمتع به القرود, كل ذلك على ماء المطر والأكثر غرابة أنه ينبت في موسم إنباته في مزارعهم المخصصة للحبوب فيخلعونه وقد ينجح بعضه فلا يرونه إلاّ وقــد تــسـلـق على أقرب شجرة, فيعمدون إلى قطعه بالـفــؤوس, إنـه فـي صــــراع للــبـقـاء وهــذا يــدل عــلـى أنـه ابن البـيئة, أو أن الـبـيـئـة مـنـاســــبة له غاية المناسبة ولو أن الهيئة الملكية لتطوير فيفا, أو وزارة الزراعة, أو أي جهة حكومية تأخذ من بذره أو عُـقـَلاً من سوقه, وتزرعه في مشتل في بيئته, أو في بيئة مماثلة, ثم تقنع به الزرّاع في جبال الغور, فإنه لا شك سيتكاثر وسوف تصبح تهامة مصدرة للعنب لأول مرة, كيف لا ينمو ويجود وهو الآن ينمو بشكل جيد, دون عناية أو ريّ ويبقى السؤال: هل هذا العنب وهذا الموز منذ كانت جزيرة العرب عيون وانهار وجنات, أم هو من بقايا ثمود, فالمؤكد أنه لم تزرعه يد إنسان, لا أحد من السخف بحيث يزرع الموز في شعاب غائرة لا يصل إليها إنسان والزارع يحتاج أن يغادي زرعه ويماسيه, ويقال إن هذا العنب حلو, ولكني جئته وهو لا يزال حصرماً ولم يكن أحد من أهل الجبل يقرب ذلك العنب أو الموز, بل تستمتع به القرود, ويقال إن البعض ممن اتصل بالمدن, بدا يتجشم مشقة الوصول إليه, ويأتي بالقطف والقطفين, لقد حفظته وعورة شعابه, ولعل الله جلّ جلاله أبقاه لأمر.



عـنـب لا يـزال بـريــاً.
صورة رقم (41)



هذا العنب نادر لا يوجد منه في جزيرة العرب.
صورة رقم (42)

يتبغ

  #5  
قديم 2007-11-02, 12:35 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


ما بعد إجازة البحث


بعد أن استوفيت تصوير الآثار في جبل القهر, أو هكذا خيل إليّ, تقدمت بالبحث الآنف إلى فرع وزارة الإعلام بجدة أطلب إجازته, بصفتي أول من تعرف على تلك الآثار, وأول من وثقها وقدم لها رؤية تاريخية مؤسسة على حجج, لا ينقص قيمتها أنها جاءت من غير متخصص, ولا أحسب ذا معرفة يدير لها ظهره بسهولة ولا أظن الآثاريين سيذهبون بعيداً عما ذهبت إليه, ولكني بعد أن أجزت بحثي وجدت آثاراً ذات أهمية وإن كانت محدودة العدد, وسأذكرها تالياً, والعثور عليها يؤكد الحاجة إلى المزيد من الجهد والوقت والإمكانيات, سيما إذا عرفنا اتساع جبل القهر ولكني صرت متيقناً أن التسول على أبواب المساجد أكرم بالمرء من البحث عن ممول لأمر علمي يعود نفعه على الوطن, وبسبب قناعتي هذه فضلت أن أعمل بقدراتي التي لا تسمى وأتجرع الصاب, ولا ألتفت لما يجنيه من لا يعملون ويؤذي نفوسهم أن يعمل الآخرون, ولعمري الصاب خير من المن والسلوى تجنى بسيمياء التزلف. أولها: لوحة أكف الصبية: قبل أن أتحدث عن هذه اللوحة أود أن أذكر ملحوظة مهمة عن رسومات جبل القهر فهي تنقسم إلى قسمين, الأول يتمثل في حفر يسير جداً في الصخر لرسومات غير ملونة وأظن هذا الأسلوب كان سابقاً, والقسم الآخر يتمثل في رسومات طبعت بما يشبه الريشة ملونة باللون الزهري وتمثل مرحلة تالية تدل على تطور مدني وأجيال تالية للأولى, ولوحة أكف الصبية في الواديين من النمط الأخير الملون, بل لفت نظري وجود خطوط مرسومة بعضها صاعد وبعضها ساقط, ولم أجد مثل هذه الخطوط في أي لوحة أخرى, وهي لاشك تعبر عن شيء, كتعبير الحروف عن الكلام, وإن كان بصورة بدائية, بل أظنها أول أشكال الكتابة في جزيرة العرب, إن لم يكن في العالم, وعدد الأكف إما أربعة أو خمسة وكل كف يشي بعمر صاحبه وجميعهم أغيلمه ما بين الصبا وبواكير الشباب, وهذه الأكف والخطوط مرسومة في صخرة قد قطعت بنفس أسلوب القطع الذي يحفظ الرسومات من عوامل التعرية وأحد الأكف كأنما حمل على عصا, وأسفل من الخطوط صورة ذات ثلاث شعب استوقفتني كثيراً وتأملتها ملياً, عند رؤيتي لها أول وهلة قلت ربما تكون صورة لزهرة ترمز إلى أن الصبية ماتوا وهم في عمر الزهور, ثم عدلت عن هذا الرأي وقلت لعلها رجل طائر قتل أولئك الأطفال, وتراجعت عن هذا الرأي لأقول لعلها ترمز لكوكب ما, ثم ترجح لديّ أنها صورة للشمس ولعل تلك الأمة كانت تعبد الشمس, ووجود الشمس في اللوحة تعبير عن صعود أرواح الصبية إلى الإله الذي يعتقدون, والسؤال الأهم من هذا, ما الذي جعل أصحاب تلك القرية يخلدون هؤلاء الصبية في لوحة؟, لعل السر يكمن في حادثة موتهم, ورممهم لا تزال موجودة جماجم وبقية من عظام نخرة, وربما يكمن الجواب عن سبب موتهم في صورة الكف المحمول على العصا, وفي كتب التاريخ ذكر لمقتل أبناء قوم من ثمود وردت بصورة لا يقبلها العقل, لعل حادثة القتل صحيحة ولكن القصة تحولت إلى أسطورة مع تعاقب الأجيال, فمن المعلوم أن من آمن من ثمود ظل نسلهم يتعاقب حتى اتصل بالعرب, إن لم يكن العرب منهم, و ظلت قصة هلاك من هلك منهم تداول حتى نزل القرآن وجاء ذكرهم فيه بالسرد القرآني الموجز فمازج الرواة بين ما لديهم من أساطير وما في كتاب الله, ومن ذلك قصة قتل الصبية أو قتل الأبناء حسب ما ورد في كتب التاريخ, وسأجتزئ منها هنا اللب والخلاصة, وعلى من يريد الإستزادة أن يرجع إلى كتب التاريخ,فقد ذكر المؤرخون ومنهم الطبري أن نبي الله صالحاً حين أوحى الله إليه أن قومه سيعقرون الناقة قال لهم ذلك فقالوا: ما كنا لنفعل قال: لا تعقروها أنتم, أوشك أن يولد فيكم مولود يعقرها, قالوا ما علامة ذلك المولود فوالله لا نجده إلاّ قتلناه؟ قال: فإنه غلام أشقر أزرق أصهب أحمر, فاختاروا ثماني نسوة قوابل من القرية وجعلوا معهن شُرطاً كانوا يطوفون في القرية فإذا وجدوا المرأة تمخض نظروا ما ولدها فإن كان غلاماً قتلنه وإن كانت جارية أعرضن عنها. وفي موضع آخر عند ذكر خبر مهلك التسعة الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون حين بيتوا قتل نبي الله صالح, أن رجالاً ممن اطلع على ما عزموا عليه حين وجدوهم رضخاً رجعوا يصيحون في القرية أي عباد الله أما رضي صالح أن أمرهم أن يقتلوا أولادهم حتى قتلهم. الراجح عندي أن لهذه القصة أصل في الواقع ولكن غلب عليها الجانب الأسطوري الذي لا يقره العقل, فكون نبي الله صالح أمرهم بقتل أبنائهم أو أنهم كانوا يقتلونهم بعلمه فأمر محال يخالف خلق المرسلين, وإذا كانوا يفعلون ذلك دون علمه فأمر ينافي خلق أتباع الرسل, أما الكفار من قومه فما أطاعوه في العبادة أيطيعونه في قتل أبنائهم؟!, كما يخالف هذا الفعل الفطرة السوية وما جبل عليه البشر من حب الأبناء, وعلى أي وجهة قلبت قتل الآباء لأبنائهم فإن العقل يردها ناهيك عما فيها من قطع للذرية وسيلة بقاء الجنس البشري, ولكن إن كان لهذه القصة من أصل فقد يكون شخص أو أشخاص ما قتلوا صبية ثم ألصقوا التهمة بنبي الله صالح وأتباعه كأن يقال إن المؤمنين قتلوهم حتى لا يكون منهم عاقر الناقة الذي قال عنه نبي الله صالح يوشك أن يولد فيكم من يعقرها فإذا كان الأمر على هذا الوجه أو قريباً منه فلعل هذه اللوحة تعبر عن هؤلاء الصبية الذين غُدر بهم ليتهم بهم نبي الله صالح عليه السلام وأتباعه, وأعداء الرسل يفعلون أكبر من ذلك, والله أعلم بالحقيقة



كف على يمين الصورة (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (43)




عن ماذا تعبر هذه الخطوط (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (44)




لأيّ شيء يرمز هذا الشكل؟؟ يشبه شعار الشمس في معبد الشمس في مصر إن لم تخني الذاكرة (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (45)




رسمة كف (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (46)




كف محمول على عصا أو رمح غير واضح في الصورة (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (47)




كف لشخص في باكورة الشباب (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (48)




كــف أحـــد الصبية.
صورة رقم (49)




يتبع

  #6  
قديم 2007-11-02, 12:41 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

لوحة الراعي

لقد نوهت فيما سلف أن الرسومات في جبل القهر ليست عبثية وليست أعمال لهو ولا إظهار براعة في الرسم, بل هي تدوين لأحداث يعدُّها أصحاب تلك الحضارة أحداثاً جساماً, ولا أظن لوحة الراعي تشذ عن هذه القاعدة, وإن كان أهم ما يدل على سبب تدوينها لم يعد واضحاً حتى يقال فيها بيقين.
تقع لوحة الراعي في الشامية, وهي من الرسم القديم غير الملون, والغريب في هذا الرسم بقاؤه إلى وقتنا الحاضر, وأنا في كل مرة لا أتحسسه بيدي خشية أن أفسده لدقته, لقد تحسست في لوحة الشرقي صورة الفارسين فوجدتهما رُسِما بالحفر الغائر في صخر صلب بقدر ما لا يفسده اللمس, ولم أتحسس صور الحيوانات لأعرف هل هي رسم غائر أم بارز أم ملاط خفيف طبعت عليه الصور, خشية أن تحات الصورة بلمسي لها, وإن كنت أرجح أنه رسم بارز محفور فيه ما حول الصورة, وطبيعة الصخر الذي يميل إلى اللون الأبيض يعطي الصورة الوضوح المطلوب, وإذا كانت صور الحيوانات على هذا النحو فإن فيها إعجاز غريب, إذ لا بروز لها ظاهر, ولوحة الراعي هذه تشغل حيزاً أقدره بعشرين متراً طولاً أو أكثر وكل المساحة التي رسمت فيها اللوحة نحتت بنفس الطريقة التي نحتت بها اللوحات الأخرى, التي تحمي الرسوم من عوامل التعرية, إنها هندسة عجيبة, وليس في اللوحة غير أغنام يتبع بعضها بعضاً, وفي مقدمتها الراعي متوشحاً سيفه على عاتقه الأيمن, ولقد لفت نظري في لوحة معركة الشامية أن حملة السيوف قد علقوا الأغماد على عواتقهم الأيامن, وأظن تلك عادة الناس في توشح السيوف, فإذا حزب حامل السيف أمر سحبه بيسراه من فوق منكبه بغمده ونجاده واستله (النصل) بيمناه, إذ كيف يستل السيف من غمده وهو معلق على عاتقه الأيمن إلاّ بهذه الطريقة, أو أن يستله من فوق كتفه, وكون الراعي يسير في مقدمة أغنامه يدل على أنه في حالة رواح لا غدو, لأن الراعي إذا غدا للمرعى سار في مؤخرة أغنامه يسوقها, وإذا راح سار في مقدمتها وهي تتبعه وخلف ذلك الراعي يسير حمار عري, ويحمل الراعي فوق رأسه شيئاً غير واضح في الصورة, لقد تمعنت فيه كثيراً لكنه لم يعد واضحاً, لا أدري إن كان يحمل نتاج إحدى معيزه حديث الولادة, أو لعله وحش هاجم أغنامه فقتله وجاء به يحمله إلى المراح, فكان ذلك منه عملاً بطولياً استوجب تخليده في تلك اللوحة.



الراعي يحمل على رأسه شيئاً ما وخلفه الحمار (لوحة الراعي).
صورة رقم (50)



أحد تيوس القطيع (لوحة الراعي).
صورة رقم (51)







مجموعة من الأغنام ( لوحة الراعي).
صورة رقم (52)



صورة تيس واضحة لحيته (لوحة الرعي).
صورة رقم (53)

يتبع

  #7  
قديم 2007-11-02, 12:41 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

لوحة الراعي

لقد نوهت فيما سلف أن الرسومات في جبل القهر ليست عبثية وليست أعمال لهو ولا إظهار براعة في الرسم, بل هي تدوين لأحداث يعدُّها أصحاب تلك الحضارة أحداثاً جساماً, ولا أظن لوحة الراعي تشذ عن هذه القاعدة, وإن كان أهم ما يدل على سبب تدوينها لم يعد واضحاً حتى يقال فيها بيقين.
تقع لوحة الراعي في الشامية, وهي من الرسم القديم غير الملون, والغريب في هذا الرسم بقاؤه إلى وقتنا الحاضر, وأنا في كل مرة لا أتحسسه بيدي خشية أن أفسده لدقته, لقد تحسست في لوحة الشرقي صورة الفارسين فوجدتهما رُسِما بالحفر الغائر في صخر صلب بقدر ما لا يفسده اللمس, ولم أتحسس صور الحيوانات لأعرف هل هي رسم غائر أم بارز أم ملاط خفيف طبعت عليه الصور, خشية أن تحات الصورة بلمسي لها, وإن كنت أرجح أنه رسم بارز محفور فيه ما حول الصورة, وطبيعة الصخر الذي يميل إلى اللون الأبيض يعطي الصورة الوضوح المطلوب, وإذا كانت صور الحيوانات على هذا النحو فإن فيها إعجاز غريب, إذ لا بروز لها ظاهر, ولوحة الراعي هذه تشغل حيزاً أقدره بعشرين متراً طولاً أو أكثر وكل المساحة التي رسمت فيها اللوحة نحتت بنفس الطريقة التي نحتت بها اللوحات الأخرى, التي تحمي الرسوم من عوامل التعرية, إنها هندسة عجيبة, وليس في اللوحة غير أغنام يتبع بعضها بعضاً, وفي مقدمتها الراعي متوشحاً سيفه على عاتقه الأيمن, ولقد لفت نظري في لوحة معركة الشامية أن حملة السيوف قد علقوا الأغماد على عواتقهم الأيامن, وأظن تلك عادة الناس في توشح السيوف, فإذا حزب حامل السيف أمر سحبه بيسراه من فوق منكبه بغمده ونجاده واستله (النصل) بيمناه, إذ كيف يستل السيف من غمده وهو معلق على عاتقه الأيمن إلاّ بهذه الطريقة, أو أن يستله من فوق كتفه, وكون الراعي يسير في مقدمة أغنامه يدل على أنه في حالة رواح لا غدو, لأن الراعي إذا غدا للمرعى سار في مؤخرة أغنامه يسوقها, وإذا راح سار في مقدمتها وهي تتبعه وخلف ذلك الراعي يسير حمار عري, ويحمل الراعي فوق رأسه شيئاً غير واضح في الصورة, لقد تمعنت فيه كثيراً لكنه لم يعد واضحاً, لا أدري إن كان يحمل نتاج إحدى معيزه حديث الولادة, أو لعله وحش هاجم أغنامه فقتله وجاء به يحمله إلى المراح, فكان ذلك منه عملاً بطولياً استوجب تخليده في تلك اللوحة.



الراعي يحمل على رأسه شيئاً ما وخلفه الحمار (لوحة الراعي).
صورة رقم (50)



أحد تيوس القطيع (لوحة الراعي).
صورة رقم (51)







مجموعة من الأغنام ( لوحة الراعي).
صورة رقم (52)



صورة تيس واضحة لحيته (لوحة الرعي).
صورة رقم (53)

يتبع

  #8  
قديم 2007-11-02, 12:43 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


فرحة وترحة


مع ترددي على جبل القهر صار لي مرافق من نفس سكانه اسمه شعبان مداوي في باكورة الشباب, تحمس لفكرة البحث, فكان إذا غاب يحيى الشمراني تكفل بقيادة السيارة, وقد طلبت منه أن يفتح عينيه على كل صخرة وشعب يستطيع الوصول إليه, فإن هو رأى لوحة أو نقشاً عليه أن يتصل بي لأجيء من جدة لتصويره. لقد كان شعبان مني كأحد أبنائي, أدعوه فيجيب, وآمره فيطيع, ويقضي في صحبتي اليوم كاملاً, دون أجر أو وظيفة, بل شهامة ونبلاً, لا تزال مقاطعة جيزان بخير, وبفضل هذا الشاب عثرنا على لوحة أكف الصبية ولوحة الراعي, ولم يعثر عليهما مصادفة, بل بالبحث وسؤال المسنين من سكان الجبل, وفرصته في هذا الجانب أفضل مني, فلو أني ذهبت أسأل كبار السن في جبل القهر لأثرت ريبتهم. حين اتصل بي شعبان وأخبرني أنه وجد لوحة ومقبرة أثرية غير معروفة التاريخ توجهت إليه دون إبطاء, وصعدنا الجبل وتوجهنا إلى الشامية, وأراني لوحة الراعي التي عرفت بها فيما سلف, وبعد تصويرها عدنا أدراجنا إلى المقبرة التي أخبرني عنها, وترجلت أمشي بين القبور وشعبان وأصدقائه لم يغادروا السيارة, ولم أعرف سبب تفضيلهم عدم النزول, وقد لفت نظري في المقبرة أنها فوق الأرض وليست في باطنها, يبنى القبر بناءً مستطيلاً فيه ضلعان أطول من الآخرين, وذلك برص الحجارة فوق بعضها دون خلب لاصق, حتى إذا ارتفع القبر على قدر معين وضع الميت داخله ثم دفن بتراب أظنه يؤتى به من المزارع المجاورة, والبعض الآخر من القبور بنيت بنصب عدد من الصفا للجدارين الطوليين بدلاً من رص الحجارة فوق بعضها, ويوضع الميت بينهما فوق الأرض ثم يهال عليه التراب المجلوب, وقلت لنفسي إن الذي أملى على هذه الأمة دفن الموتى فوق الأرض كون أرضهم صخرية يصعب حفرها, ويخيل إلي أن صخور بعض القبور مقطوعة ومهيأة لتناسب البناء, وهذا ما جعلني أميل إلى قول شعبان ورفاقه إنها في غاية القدم ولا يعرف زمانها. ومن هذه القبور ما يبلغ ارتفاع بنائه المتر, وأكثرها دون ذلك, والمبني منها برص الحجارة فوق بعضها يوحي بجاه المدفون, حيث هي أكثر إحكاماً, ومنها ما كأنه بني بالأمس لولا ما يدل عليه التراب الذي بداخله من قدم. وبعد أن قمت بتصوير تلك القبور عدت إلى السيارة وسألت شعبان ورفاقه وبإلحاح شديد إن كانت تلك المقبرة حقاً قديمة, فأصروا جميعاً إنها أثرية, فعدت إلى جدة وفي نفسي من المقبرة شيء, كنت أتمنى أن تكون لثمود, وفي قرارة نفسي أنها ليست كذلك, ولكن أين موتى من خلدوا تلك الجبال المنحوتة واللوحات المرسومة في أعمال جليلة لا يقوى عليها سوى أصحاب حضارة وقدرات جسدية غير عادية وربما عقلية كذلك, إن لي ما يقارب الثلاثة أعوام أتجول في هذا الجبل, صحيح أن ما قطعته منه هو القليل, والمجاهيل المتبقية لا تحصى, ولكني زرت الأماكن التي تجاور المزارع, في الواديين والشرقي والشامية وبقعة بن فيصل, وأي أمة عاشت في جبل القهر يجب أن تكون عاشت في مطمئنات الجبل حول تلك المزارع, وطوال تجوالي لم أجد قبوراً يمكن الجزم أنها ثمودية, غير قبر الصبية في الواديين تحت لوحة الصبية, وقبري القتيلين في معركة الشامية تحت لوحة الشامية, وقبري التسعة الرهط تحت صخرة المعاهدات في الشرقي, وقبراً في الشرقي في كهف ليس جواره ما يدل على أهميته ولا يمكن الجزم أنه ثمودي, ولا أدري لم دفن منفرداً في قفر؟ وهذا القبر قريب من حفرة الحبوب التي سيرد ذكرها, لعله أحد من حفروها مات أثناء العمل فدفن غير بعيد عنها, ولم يحمل إلى المقبرة, ولهذا السبب لا يزال في ذهني سؤال عن ثمود هل كانوا يحرقون موتاهم؟, لا أظن فهم أمة أرسل لهم رسول, ولم يرد في القرآن ذكر لذلك, والرمم التي ذكرت تنفي مثل هذا الظن, أم أن لهم مقبرة في مجاهيل الجبل لم أزرها بعد, الأمر المرجح عقلاً أن يكون لهم جوار كل موقع تقوم حوله حياة ومساكن مقبرة, حتى لا يتطلب دفن الموتى سفراً, فإذا كانت هذه المقبرة التي عثرنا عليها في الشامية ثمودية فأين المقابر في الشرقي والواديين وبقعة بن فيصل, ولقد سألت شعبان هل هم الآن يدفنون موتاهم على نفس المنوال فوق الأرض فأجاب بالنفي فترجح لديّ أن تلك المقبرة موغلة في القدم, وما هي إلاّ أيام على إقامتي في جدة حتى خطر لي خاطر, لقد قلت لنفسي لا بد من العودة إلى تلك المقبرة والتأكد من قبورها هل هي موجهة للقبلة فنحكم أن موتاها مسلمون أو هي إلى غير القبلة فنحكم أن عمرها لا يقل عن ألف وخمسمائة سنة, لذلك عدت أدراجي وقد اصطحبت معي بوصلة وآلة لتحديد القبلة, وقبل وصولنا إلى المقبرة بمسافة قصيرة رأيت مقبرة تشبهها ظننتها هي, فترجلت لأعاين قبورها, ولكن شعبان هتف بي إنها ليست التي نريد, ولم أجبه بل أخذت ومعي يحيى الشمراني نعاين القبور ونحدد القبلة, وسألنا شعبان إن كانت القبلة كما تشير الآلة فأجاب بنعم فهالنا أن نجد جميع القبور غير موجهة للقبلة, ومعظمها في اتجاه واحد, فحكمت دون تردد أن عمرها أكثر من ألف وخمسمائة سنة, وقلت إن لم تكن ثمودية فهي أثرية وذات أهمية تاريخية, والله وحده يعلم كم كانت فرحتي وفرحة الإخوة المرافقين بهذا الكشف, وقلت في سري إن هذه الأمة وإن تكن غير إسلامية فإن لها اعتقاداً ما في دفن الموتى, فجميع القبور تمتد طولياُ في اتجاه واحد, ثم توجهنا إلى المقبرة الأخرى لأجبر خاطر شعبان, وإلاّ فقد اكتفى عقلي بهذه المقبرة, وفي نفس اتجاه قبور المقبرة التي عاينا وجدت قبور المقبرة الثانية, تنحرف عن القبلة في نفس الإتجاه, وسرت خطوات مع صف القبور فرأيت عدداً يسيراً من القبور تنحرف عن عامة المقبرة في اتجاه آخر, ولا تتجه إلى القبلة, وقبراً واحداً منفرداً يتجه إلى القبلة, وذهبت أفلسف الأمر فقدرت أن أصحاب المقبرتين أهل ملتين, وداخلني بعض الشك بسبب القبر المنـفرد, ورحت أسأل شعبان فكان يصر أن المقبرة سابقة للإسلام فقبورها إلى غير القبلة, ومرتفعة عن مستوى الأرض بمتر أحياناً, وبرغم هاتين الحجتين بقي في نفسي شيء ولكنه ظن وارتياب لا يدعمه دليل, وفي الطريق وجدنا شيخاً ينيف على السبعين أشار لنا أن نحمله معنا وما أن أخذ مجلسه حتى أمطرته بالأسئلة عن المقبرة لحاجتي للمعلومة اليقينية, فأكد لي قدمها, وأن لا أحد يعرف تاريخها فسألته إن كان أدرك الناس وهم يقبرون فيها فأجاب بنعم, حين كان صغيراً في سن الصبا, فتعجبت وقلت بإنكار شديد كيف والقبور موجهة لغير القبلة؟, فضحك وقال والله ما عرفنا الإسلام إلاّ من اثنتين وخمسين سنة, ومراده ما تفقهنا في الدين إلاّ منذ كيت وكيت وأردف ولقد كنا ندفن موتانا كيفما اتفق, وكان يشير بقوله هذا إلى عام 1374هـ حين أدخلت الدولة إلى جبلهم عنوة من يعلمهم ويفقههم في الدين, وكانوا في عزلة لا يدخل موطنهم غريب وأصبحوا على ما هم عليه الآن, إن الزائر ليسر من محافظتهم على الصلوات الأميّ منهم والمتعلم, ولا أظن دولة دخلت جبل القهر قبل ذلك على مر التاريخ, إنه قلعة طبيعية وحجر حصين, لذلك لم يكن الشيخ مجانباً للصواب في قوله, ولكنه أحال فرحتي بالمقبرة إلى ترحة, كم كنت أتمنى أن يثبت أنها من العصر الجاهلي على الأقل, فعدت أسأل نفسي أين مقابر ثمود؟, فكل جبال جبل القهر تشهد أن ثمود عاشت هنا, لقد ترجح لدي أن بعض قبور المقابر الحالية القريبة من المزارع والمساكن داخل الجبل ثمودية, وأن الناس في هذا الجبل توارثوا مقابر ثمود وطريقتهم في بناء القبور الآنف بيانها حتى كان عام 1374هـ فعرفوا حفر القبور ودفن الموتى وتوجيههم إلى القبلة, ولعل الآثاريين إن قدر لهم أن يزوروا جبل القهر ويشاهدوا أعظم آثار جزيرة العرب أن يجلوا لنا علامة الاستفهام هذه, إن عدم معرفة قبائل الريث بتوجيه موتاهم إلى القبلة يؤكد أن إدعاءهم أن ناقة صالح كانت بأرضهم معلومة متوارثة تناقلتها الألسن جيلاً بعد جيل, لا عن قراءة في كتاب, وهذا يزيد يقيننا أن ثمود كانت في هذا الجبل الحجر الممتنع.

مـقـبـرة الـشـامـيـة. صورة رقم (54)


أحد قبور مقبرة الشامية يقارب طوله الثلاثة أمتار. صورة رقم (55)

قبر آخر طوله ثلاثة أمتار تقريباً. صورة رقم (56)

مجموعة من قبور مقبرة الشامية. صورة رقم (57)





يتبع

  #9  
قديم 2007-11-02, 12:43 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


فرحة وترحة


مع ترددي على جبل القهر صار لي مرافق من نفس سكانه اسمه شعبان مداوي في باكورة الشباب, تحمس لفكرة البحث, فكان إذا غاب يحيى الشمراني تكفل بقيادة السيارة, وقد طلبت منه أن يفتح عينيه على كل صخرة وشعب يستطيع الوصول إليه, فإن هو رأى لوحة أو نقشاً عليه أن يتصل بي لأجيء من جدة لتصويره. لقد كان شعبان مني كأحد أبنائي, أدعوه فيجيب, وآمره فيطيع, ويقضي في صحبتي اليوم كاملاً, دون أجر أو وظيفة, بل شهامة ونبلاً, لا تزال مقاطعة جيزان بخير, وبفضل هذا الشاب عثرنا على لوحة أكف الصبية ولوحة الراعي, ولم يعثر عليهما مصادفة, بل بالبحث وسؤال المسنين من سكان الجبل, وفرصته في هذا الجانب أفضل مني, فلو أني ذهبت أسأل كبار السن في جبل القهر لأثرت ريبتهم. حين اتصل بي شعبان وأخبرني أنه وجد لوحة ومقبرة أثرية غير معروفة التاريخ توجهت إليه دون إبطاء, وصعدنا الجبل وتوجهنا إلى الشامية, وأراني لوحة الراعي التي عرفت بها فيما سلف, وبعد تصويرها عدنا أدراجنا إلى المقبرة التي أخبرني عنها, وترجلت أمشي بين القبور وشعبان وأصدقائه لم يغادروا السيارة, ولم أعرف سبب تفضيلهم عدم النزول, وقد لفت نظري في المقبرة أنها فوق الأرض وليست في باطنها, يبنى القبر بناءً مستطيلاً فيه ضلعان أطول من الآخرين, وذلك برص الحجارة فوق بعضها دون خلب لاصق, حتى إذا ارتفع القبر على قدر معين وضع الميت داخله ثم دفن بتراب أظنه يؤتى به من المزارع المجاورة, والبعض الآخر من القبور بنيت بنصب عدد من الصفا للجدارين الطوليين بدلاً من رص الحجارة فوق بعضها, ويوضع الميت بينهما فوق الأرض ثم يهال عليه التراب المجلوب, وقلت لنفسي إن الذي أملى على هذه الأمة دفن الموتى فوق الأرض كون أرضهم صخرية يصعب حفرها, ويخيل إلي أن صخور بعض القبور مقطوعة ومهيأة لتناسب البناء, وهذا ما جعلني أميل إلى قول شعبان ورفاقه إنها في غاية القدم ولا يعرف زمانها. ومن هذه القبور ما يبلغ ارتفاع بنائه المتر, وأكثرها دون ذلك, والمبني منها برص الحجارة فوق بعضها يوحي بجاه المدفون, حيث هي أكثر إحكاماً, ومنها ما كأنه بني بالأمس لولا ما يدل عليه التراب الذي بداخله من قدم. وبعد أن قمت بتصوير تلك القبور عدت إلى السيارة وسألت شعبان ورفاقه وبإلحاح شديد إن كانت تلك المقبرة حقاً قديمة, فأصروا جميعاً إنها أثرية, فعدت إلى جدة وفي نفسي من المقبرة شيء, كنت أتمنى أن تكون لثمود, وفي قرارة نفسي أنها ليست كذلك, ولكن أين موتى من خلدوا تلك الجبال المنحوتة واللوحات المرسومة في أعمال جليلة لا يقوى عليها سوى أصحاب حضارة وقدرات جسدية غير عادية وربما عقلية كذلك, إن لي ما يقارب الثلاثة أعوام أتجول في هذا الجبل, صحيح أن ما قطعته منه هو القليل, والمجاهيل المتبقية لا تحصى, ولكني زرت الأماكن التي تجاور المزارع, في الواديين والشرقي والشامية وبقعة بن فيصل, وأي أمة عاشت في جبل القهر يجب أن تكون عاشت في مطمئنات الجبل حول تلك المزارع, وطوال تجوالي لم أجد قبوراً يمكن الجزم أنها ثمودية, غير قبر الصبية في الواديين تحت لوحة الصبية, وقبري القتيلين في معركة الشامية تحت لوحة الشامية, وقبري التسعة الرهط تحت صخرة المعاهدات في الشرقي, وقبراً في الشرقي في كهف ليس جواره ما يدل على أهميته ولا يمكن الجزم أنه ثمودي, ولا أدري لم دفن منفرداً في قفر؟ وهذا القبر قريب من حفرة الحبوب التي سيرد ذكرها, لعله أحد من حفروها مات أثناء العمل فدفن غير بعيد عنها, ولم يحمل إلى المقبرة, ولهذا السبب لا يزال في ذهني سؤال عن ثمود هل كانوا يحرقون موتاهم؟, لا أظن فهم أمة أرسل لهم رسول, ولم يرد في القرآن ذكر لذلك, والرمم التي ذكرت تنفي مثل هذا الظن, أم أن لهم مقبرة في مجاهيل الجبل لم أزرها بعد, الأمر المرجح عقلاً أن يكون لهم جوار كل موقع تقوم حوله حياة ومساكن مقبرة, حتى لا يتطلب دفن الموتى سفراً, فإذا كانت هذه المقبرة التي عثرنا عليها في الشامية ثمودية فأين المقابر في الشرقي والواديين وبقعة بن فيصل, ولقد سألت شعبان هل هم الآن يدفنون موتاهم على نفس المنوال فوق الأرض فأجاب بالنفي فترجح لديّ أن تلك المقبرة موغلة في القدم, وما هي إلاّ أيام على إقامتي في جدة حتى خطر لي خاطر, لقد قلت لنفسي لا بد من العودة إلى تلك المقبرة والتأكد من قبورها هل هي موجهة للقبلة فنحكم أن موتاها مسلمون أو هي إلى غير القبلة فنحكم أن عمرها لا يقل عن ألف وخمسمائة سنة, لذلك عدت أدراجي وقد اصطحبت معي بوصلة وآلة لتحديد القبلة, وقبل وصولنا إلى المقبرة بمسافة قصيرة رأيت مقبرة تشبهها ظننتها هي, فترجلت لأعاين قبورها, ولكن شعبان هتف بي إنها ليست التي نريد, ولم أجبه بل أخذت ومعي يحيى الشمراني نعاين القبور ونحدد القبلة, وسألنا شعبان إن كانت القبلة كما تشير الآلة فأجاب بنعم فهالنا أن نجد جميع القبور غير موجهة للقبلة, ومعظمها في اتجاه واحد, فحكمت دون تردد أن عمرها أكثر من ألف وخمسمائة سنة, وقلت إن لم تكن ثمودية فهي أثرية وذات أهمية تاريخية, والله وحده يعلم كم كانت فرحتي وفرحة الإخوة المرافقين بهذا الكشف, وقلت في سري إن هذه الأمة وإن تكن غير إسلامية فإن لها اعتقاداً ما في دفن الموتى, فجميع القبور تمتد طولياُ في اتجاه واحد, ثم توجهنا إلى المقبرة الأخرى لأجبر خاطر شعبان, وإلاّ فقد اكتفى عقلي بهذه المقبرة, وفي نفس اتجاه قبور المقبرة التي عاينا وجدت قبور المقبرة الثانية, تنحرف عن القبلة في نفس الإتجاه, وسرت خطوات مع صف القبور فرأيت عدداً يسيراً من القبور تنحرف عن عامة المقبرة في اتجاه آخر, ولا تتجه إلى القبلة, وقبراً واحداً منفرداً يتجه إلى القبلة, وذهبت أفلسف الأمر فقدرت أن أصحاب المقبرتين أهل ملتين, وداخلني بعض الشك بسبب القبر المنـفرد, ورحت أسأل شعبان فكان يصر أن المقبرة سابقة للإسلام فقبورها إلى غير القبلة, ومرتفعة عن مستوى الأرض بمتر أحياناً, وبرغم هاتين الحجتين بقي في نفسي شيء ولكنه ظن وارتياب لا يدعمه دليل, وفي الطريق وجدنا شيخاً ينيف على السبعين أشار لنا أن نحمله معنا وما أن أخذ مجلسه حتى أمطرته بالأسئلة عن المقبرة لحاجتي للمعلومة اليقينية, فأكد لي قدمها, وأن لا أحد يعرف تاريخها فسألته إن كان أدرك الناس وهم يقبرون فيها فأجاب بنعم, حين كان صغيراً في سن الصبا, فتعجبت وقلت بإنكار شديد كيف والقبور موجهة لغير القبلة؟, فضحك وقال والله ما عرفنا الإسلام إلاّ من اثنتين وخمسين سنة, ومراده ما تفقهنا في الدين إلاّ منذ كيت وكيت وأردف ولقد كنا ندفن موتانا كيفما اتفق, وكان يشير بقوله هذا إلى عام 1374هـ حين أدخلت الدولة إلى جبلهم عنوة من يعلمهم ويفقههم في الدين, وكانوا في عزلة لا يدخل موطنهم غريب وأصبحوا على ما هم عليه الآن, إن الزائر ليسر من محافظتهم على الصلوات الأميّ منهم والمتعلم, ولا أظن دولة دخلت جبل القهر قبل ذلك على مر التاريخ, إنه قلعة طبيعية وحجر حصين, لذلك لم يكن الشيخ مجانباً للصواب في قوله, ولكنه أحال فرحتي بالمقبرة إلى ترحة, كم كنت أتمنى أن يثبت أنها من العصر الجاهلي على الأقل, فعدت أسأل نفسي أين مقابر ثمود؟, فكل جبال جبل القهر تشهد أن ثمود عاشت هنا, لقد ترجح لدي أن بعض قبور المقابر الحالية القريبة من المزارع والمساكن داخل الجبل ثمودية, وأن الناس في هذا الجبل توارثوا مقابر ثمود وطريقتهم في بناء القبور الآنف بيانها حتى كان عام 1374هـ فعرفوا حفر القبور ودفن الموتى وتوجيههم إلى القبلة, ولعل الآثاريين إن قدر لهم أن يزوروا جبل القهر ويشاهدوا أعظم آثار جزيرة العرب أن يجلوا لنا علامة الاستفهام هذه, إن عدم معرفة قبائل الريث بتوجيه موتاهم إلى القبلة يؤكد أن إدعاءهم أن ناقة صالح كانت بأرضهم معلومة متوارثة تناقلتها الألسن جيلاً بعد جيل, لا عن قراءة في كتاب, وهذا يزيد يقيننا أن ثمود كانت في هذا الجبل الحجر الممتنع.

مـقـبـرة الـشـامـيـة. صورة رقم (54)


أحد قبور مقبرة الشامية يقارب طوله الثلاثة أمتار. صورة رقم (55)

قبر آخر طوله ثلاثة أمتار تقريباً. صورة رقم (56)

مجموعة من قبور مقبرة الشامية. صورة رقم (57)





يتبع

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 05:18 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010