جدب خلف مياه السد

[فاغر]

الحمد لله وحده
في ثادق أجدبت الارض فاستغاث المسلمون وابتهلوا إلى الله بصادق الدعاء وخالص الرجاء أن يبدل حالهم ويغيث بلادهم خرجوا من بيوتهم في الصباح الباكر والبرد الشديد إلى المصلى البعيد يرجون رحمة الله, تكرر هذا المشهد مرات ومرات في هذا العام فما أقساه على الكبير الذي خارت قواه والصغير الذي لازال في ا لضعف ينشأ .

في كل جمعه يستغيث الخطباء وترتفع ايدي المؤمنين الى رب السماء يؤمنون على الدعاء بصوت مرتفع تلحظه عن بقية مايدعوا به الامام في مشهد طريف وما ذلك منهم الا لعظيم الحاجه

مرت الأيام تلو الأيام وحال البلاد عجة على اثرها عجه ازكمت الانوف وكتمت الانفاس وعانا منها الناس ولله في ذلك حكمه

ثم أذن الله بالفرج ونشأ السحاب وثار ومازال حتى اظلمت السماءفي وضح النهار او كادت وانهمر المطروكان عبيثران اوفر حظا واغزر مطرا فتدفق سيله نحو البلد التي طالما تمنته في مشهد مهيب وحشد غفيرمن الاهالى وموكب لا تراه حتى مع الامراء وذوي السلطان تعلوهم البسمة والفرح ويحدوهم الأمل بان يروا نخيلهم وغرس اجدادهم الباسقات

وحيث النخيل الباسقات كأنها
خواصـر حورٍ رقَّصتها النسائمُ


تميـل يمينـاً ثم تلتــفُّ يســرةً
فيستـرُّ منهـا والهُ القلب ساقمُ


سُعيفـاتُهـا شعـرٌ تمـاوجَ رقــةً
تنادي حبيب الروح أن لايقاومُ


وحطَّـت بأذنيها رطـائب زينـةٍ
فأذهلتَ العشاق فالقلب هائـمُ


نخيلاتنـا ماأهنأَ العيـش قيظـةً
إذا عرقت سيقاننـا والجمـاجمُ


إذا عطشت أكبادنا جئنا نرتوي
مياه قروفٍ أنتجتهــا الميــاسمُ

بان يروها وقد فاض منها السيل واجتاز الى الغير بعد عام جاف وايام عجاف وما إن وصل حاجز البركه الذي اسموه سدا حتى كانت المعابر دونه محكمة الاغلاق فتحطمت امالهم وخابت وتكسرت النصال على النصال سيحير الماء في ارضه الصلبة الايام الطوال ويكون مرتعا خصبا للبعوض ومنشأ للامراض ولن ينقصه الا هجير السموم ولهيب شمس الصيف الحارقه يقول الشاعر
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
و نقول
كنخيل ثادق يهلكها الظمأ
والماء في سدها محجوز




قدوم طويل الغيبه






النهاية مستنقع ضخم بأشراف حكومي



ايها السيل دونك الاغلال لن تجتازها بضعفك



طريقك ليس لك سواه فاعبره بقوتك



كأنما نذروا الاتخرج من هاهنا قطر ولعل مايظهر من وبل المطر



هل رأت الوديان سكارى غيرنا
مزرعة تمتد بطول السد لا يفصلها عنه سوى امتار قليلة وهذه اشجارها تقابل عباراته بكل تحد والمجرى يضيق نحوها شيئا فشيئا ولا غرابة فمفاتيح العبارات بيدي صاحبها



لهيب الهجير وحر الشمس كفيلان بانقاصك



حتما لم يكن في نية من شيد هذا الصرح ان يضر نخيل هذا البلد والا لكان دكهن بالمدافع اهون عليه

احداث السيل جرت يوم الخميس 1430/4/13هـ