ابحث عن السعادة في ذاتك...

[أحمد الحربي]

يختلف مفهوم السعادة من شخص الى آخر، ولكن كلنا نتفق على ضرورة وجود السعادة في حياتنا، فهي المحفز الاكبر للمضي قدما في هذه الحياة، فالبعض يعتقد ان السعادة مسألة سهلة لا تتطلب بذل الكثير من الجهد للحصول عليها، فهي تنبع من ذات الانسان نفسه. والبعض الآخر يعتقد ان السعادة مسألة صعبة، وهو يلهث في حياته باحثا عن اسباب سعادته ولا يجدها. فالنتيجة تعتمد على طريقة نظرة الانسان الى نفسه، ولمن حوله فالسعادة ما هي الا انعكاس حقيقي لمشاعره واحاسيسه الداخلية ونظرته لذاته، لذا حاول ان تتعرف على طبيعة الحياة، فلن تشعر بحلاوة السعادة الا اذا تذوقت مرارة الالم، اذاً تقبل حياتك وحاول ان تغير عاداتك السلبية الى اخرى ايجابية. وابدأ بتحفيز عقلك وذهنك لايجاد صورة جديدة يحددها هدفك الذي تسعى الى تحقيق ذاتك من خلاله، فالاهداف العظيمة تتيح للفرد ان يتجاوز العقبات التي تعترض مسيرته في الحياة. عندها يستطيع الفرد ان ينتج وينجز اهدافه في وقت اقصر، بينما ينتجه غيره في وقت اطول، فالمرء بلا اهداف كقائد الطائرة التي تقلع وليس لديها وجهة او مكان تريد الوصول اليه. فاذا اردت ان تتخذ من السعادة رفيقا فاتخذ من الامس نصيحة ومن اليوم العمل ومن الغد الامل في مستقبل افضل وحياة امثل. ولا تنس الابتسامة فهي مفتاح السعادة، ولا تكلفك شيئا بل تجني من ورائها الكثير، وهي ان كانت تثري من يتلقاها فلا تفقر من يمنحها، فكن سخيا وامنحها للآخرين، عندها ستكسب محبتهم وتصنع سعادتك من خلالهم، فلا تنتظر ان تكون سعيدا لتبتسم بل ابتسم لتصبح سعيدا. فسر السعادة يكمن بالثبات على الهدف، لذا ضع في ذهنك هذه الاشارة «ان السعادة هي غاية لا يمكن الوصول اليها الا اذا تفوقنا على انفسنا»، وليكن هدفك ان تتفوق على نفسك، فالسعادة حلم جميل لا يتحقق الا اذا نفخ فيه المتفائلون من ارواحهم. فاسع ان تكون احد هؤلاء المتفائلين، وان تحيط نفسك بهم فكن من اصحاب الهمم العالية والاعمال المثمرة والعزائم المتقدة التي لا تعوقها الاحزان واخطاء الماضي عن التطلع الى المستقبل المشرق. كن كما تحب ان تكون، وتذكر اننا لن نستطيع الشعور بالسعادة الا اذا قررنا ذلك، واعلم انك تستطيع ان تستحوذ على قلوب الناس بابتسامة لطيفة وكلمة عذبة. فالحياة كشفت لنا اسرار السعادة الحقيقية، وهمست بهذه العبارات القيمة ان نكشف جهلنا بكل لحظة وان اليوم المفقود من حياتنا يوم لم نطور فيه انفسنا، وان الارادة ليست فكرة في ذات، بل هي انسان يتجسد على الارض، وان مفتاح النفوس هو طيب كلمة وصدق حديث وابتسامة مشرقة، وان قوة الارادة تصنع المعجزات واليأس يهدم الحياة. فازرع بذور السعادة واسقها من عزيمتك وذاتك، ولتكن ابتسامتك وسيلة تعبر بها محطات الحياة بروح قوية ونفس مطمئنة تستنهض الهمم.