الغضا قصيدة العشق التي يغنيها كل أهل عنيزة ، وهم يعرفون جوادها – جمع جادة أي طريق – وكثبانها ونقرها – جمع نقرة –
ورث أسماء الأماكن البرية فحافظوا عليها ...
المصفر والخبيبة والغميس والشقيقة وصعافيق هي عناوين رئيسة ..
أما في العناوين الفرعية فستجد :
العرقوب ، القويد – شمالي وجنوبي - ، دعدوس ، بطن الحصان ، الجراحية ، نقرة الجن ، الرايسية ، بلاد القسيم ، ضلع التكروني ، مهرة ومهيرة ... وعشرات الأسماء ... قد تكون مثار استغرابك ، لكن أهل عنيزة – صغارهم كما كبارهم – يعرفون أكثر مما يعرف أحدنا شارع منزله ... هم يعشقون الغضا ؛ ولذا يكررون في كشتاتهم : لا تقربْ الرطب ... جمَّعْ اليابس .. ، ويسمون واحدة الغضا ( غضاة ) كما يقولون نخلة ، فالغضا والنخل ثنائية عشق وليست مجرد شجر كباقي الأشجار ...
وعندما ينزل الغيث ، وتنزل معه البركة – بفضل الله – تلبس براري عنيزة أجمل حللها ، وتزدان بألوان الأزهار ، ويتحول الغضا طوال موسم الربيع إلى مدينة صحراوية متكاملة الخدمات ، وتتسابق الجهات الحكومية في عنيزة إلى تقديم خدماتها للمتنزهين ، وتنتشر المخيمات منها ما هو خاص ، ومنها ما هو معدٌّ للإيجار...
ومهرجان الغضا تحول إلى احتفالية عنيزاوية مميزة ، بدأ منذ أكثر من ربع قرن بمخيم للبلدية تقدم فيه الخدمات الضرورية للمكاشيت من ماء وحطب ، وإقامة بعض المسابقات الرياضية نهارًا ، وجلسات السمر والترفيه مساءً ، ولا أنسى تشريف والدنا سماحة الشيخ العلامة ( ابن عثيمين ) - رحمه الله - لبعض ليالي المخيم ، ومشاركته ببساطته وعفويته ، ولا زلتُ أذكر طرحه أسئلة فقهية على الحاضرين ، وتسليمه الجوائز للمجيبين ، ولم تكن الجائزة الكبرى سوى ( تيس ) ... ومن المسابقات المميزة ( أفضل مخيم ) ومن جوائزها ماطور ، خيمة .. ولازلتُ أتذكر شروط المسابقة : النظافة ، عدم وجود عامل ، عدم وجود محرمات ، الترتيب ... إلخ
دعنا من الماضي الأجمل ، ولنعد للحاضر الجميل ..
هذا العام ( 1431 ) موسم ربيعي مميز بحمد الله وفضله ، وهاكم صورًا لغضا عنيزة ، الخميس 20/2/1431 .
أولا : مقطع فيديو لربيع عنيزة 1431
أو على الصورة أسفل
والصور تتبع إن شاء الله ، فآمل عدم الرد . وفقكم الله