
2009-11-14, 09:28 PM
|
عـضـو ذهـبـي
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الرياض / الدرعية
المشاركات: 3,319
|
|
اللهم أغثنا لشيخ صالح عواد المغامسي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد ماتعاقب الليل والنهار وصلي على محمد ماذكره الذاكرون الأبرار وصلي على محمد عدد مكاييل البحار
اللهم أغثنا
السبت, 14 نوفمبر 2009
صالح عواد المغامسي
الاستسقاء سنة ماضية في الأمم قبلنا، قال الله تعالى عن كليمه موسى عليه السلام (وإذ استسقى موسى لقومه) وهي صلاة يراد بها الانكسار، وإظهار الفاقة إلى الله تعالى. ولهذا فإنه يخرج إليها بحال من التواضع في البدن، والتخشع في القلب، والتضرع باللسان، والتذلل في الثياب والهيئة. فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم متواضعا، متبذلا متخشعا مترسلا متضرعا ) رواه الخمسة.
أما وإنه قد دعا وليّ أمر المسلمين في هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- دعا المسلمين إلى إقامة صلاة الاستسقاء بعد غد الاثنين بإذن الله فإنه حسن بنا أن نستصحب بعض ما يلي:
على الائمة والخطباء- زادنا الله وإياهم فقهًا في دينه- ان يعلموا أن الغاية من الخطبة هي الدعاء والانكسار واظهار التضرع وليست خطبة الاستسقاء كخطبة الجمعة تعنى بموضوع له مقدماته وله خاتمته، ولهذا جاء في حديث ابن عباس يصف صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء (فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، لم يخطب خطبتكم هذه).
ويؤيده ما جاء من استسقاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام الرمادة فإنه لم يزد على الاستغفار -رضوان الله عليهم- كما يحسن للإمام والمأمومين أن يتقدموا بين يدي صلاة الاستسقاء بعمل صالح من صيام او صدقة أو بهما او غيرهما لعل ذلك أدعى لأن يقبل الدعاء وتجاب الدعوة.
فلنتأمل -معترفين بذنوبنا- ما نحن فيه منذ اعوام من جدب في الديار وقلة الأمطار، فاستدامة ذلك له صلة بلاشك بذنوب عامة لعل من أظهرها ظلم الأجراء فعلى الرغم من حرص الدولة وتوجيه الخطباء ونصح الناصحين الا اننا نلمس ظاهراً ما يقع للأجراء في القطاعات الخاصة جملة من بخسٍ أو تأخير متعمّد لحقوقهم المالية مع قلّتها اصلاً وهذا البخس والاضرار ليس وقفاً على العمالة الاجنبية فحسب بل نراه ظاهراً حتى لابناء هذا الوطن ممن يعملون في شركات ومؤسسات اهلية كما في التعليم الاهلي ومؤسسات الحراسة الأمنية وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص ولا خير في أمة لا يؤخذ للضعيف حقه من القوي الظالم.
كما ان من الذنوب الظاهرة نوعا ما الجنوح نحو قنوات الفساد في اقتنائها ومشاهدتها من الاسرة جميعاً دون حياءٍ او نكير وهذا منكر عظيم ان تجتمع أسرة منّ الله عليها بعافية في اموالها وابدانها وابنائها على مشاهد تدعو للفحشاء وتسوّغ للرذيلة.
شيوع الغش في المعاملات بيعاً وشراءً وعدم مراقبة الله تعالى في ذلك وحرص الناس على الدينار والدرهم ولو بغير حقه فلا التاجر يبالي فيما يعرضه ايليق بالمسلمين و المسلمات ان يشتروه ولا الافراد يبالون فيما يشترون ماذا اكتسوا وبم تحلّوا فارتدى الفتيان والفتيات والرجال والنساء «بعض منهم» ما يخدش الحياء ويكون سبباً في شيوع الفحشاء.
هذه بعض من ذنوب تلبّس بها المجتمع ويجب ان ندرك ان الله الذي شرع لنا ان ندعوه حرّم علينا ان نأتي اسباب موانع الاجابة ولا ريب ان البقاء على المعاصي والتمادي فيها من اعظم موانع اجابة الدعاء ولو كانت صلاة تضرع واستسقاء.
ختاماً: إن الله يقول: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)، وهذه الدولة المباركة دولة الإسلام الأولى ومعقل السنة الأجلّ، فكما أن جنودنا اليوم يقاتلون على حدودها يذودون عنها بدمائهم –أيدهم الله بنصر من عنده- فكذلك يجب على أهلها وساكنيها أن يصلحوا من أنفسهم بتقوى الله والبعد عن معاصيه وأن يتوبوا إلى ربهم توبة نصوحا وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
واللهم احفظ بلادنا وقادتنا من كل سوء، وردّ عنّا كيد الأعداء وأغثنا من عندك بغيث الإيمان في قلوبنا، وغيث السماء في أرضنا اللهم اغثنا ولا تجعلنا من القانطين.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات
https://al-madina.com/node/198353

|