خيم الحزن على الجميع ولا غرابة في ذلك ولا نقول الا ما يرضي ربنا جل
وعلا " انا لله وانا اليه راجعون " " اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا
منها يا كريم " ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك يا والدتنا
الغالية لمحزونون . تمت الصلاة عليها في جامع الراجحي بالرياض ودفنها بمقبرة
النسيم في يوم الخميس الموافق 1/3/1422هـ رحمها الله رحمة واسعة .
والحقيقة أنه مما يثلج الصدر ولله الحمد والفضل والمنة كثرة
الرؤى التي رؤيت لها من أفاضل وأخيار ولا نزكي على الله أحدا
وكان من فضل الله تعبيرها يبشر بالخير الكثير لها وأنها برحمة
الله وفضله وكرمه من الأخيار الأبرار .
نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا عز وجل .
وفاضت قريحة الابن " عبدالمجيد " والذي كان يحبها حبا جما فقال عنها هذه
الأبيات المتواضعة وقدم لها بقوله :
في فجر يوم الخميس 1/3/1422هـ الساعة " 3,15 " فجرا سمعت خبرا كالصاعقة
لم لا وأن أمي لأبي " جدتي " قد توفاها الله بعد معاناة مع مرض عضال .
وعزائي الأكبر أنها ودعت هذه الحياة وهي زاهدة فيها لله طائعة تعيش حياة
السلف في هذا العصر .
لله درها من أم ماذا أقول عنها وماذا اترك وشهادتي فيها مجروحة . لكن من
فضل الله عليها وكرمه واحسانه أننا شاهدنا ما اسرنا وخفف مصابنا فيها وذلك
ان شاء الله تعالى من عاجل بشرى المؤمن كما أخبرربذلك الصادق الأمين صلى
الله عليه وسلم .
وأنا لست بشاعر ولكن الحدث الجلل هيج مشاعري بهذه الأبيات المتواضعة :
يا أمي ودعتي الدنيا وتركتينا ********* أحزنت الكل وأبكيتينا
يا أمي القلب حزن والجسم هزل *******ياأمي ما أحد منك زعل
الدمع على فراقك نزل ********* وحنا لك بالدعاء ما نمل
ودعتينا والمسلم ماله الا الصبر ***** ومانقول الا مكتوب وقدر
عملتي للآخرة بالدعاء والشكر ****** وتركتي الدنيا وفيها الأهل
انتي فيك الطاعة في كل مقر ***** وحنا لك بالدعاء في كل سفر
وأنتي على فراش مرضك ******* ما نسيتي ذكر خالقك للأبد
يا أمي الكل بكا وأولهم أنا ****** والدنيا ممر والجنة باءذن الله لنا مقر
يا أمي مت موتت سلام ***** وروحك خذها الملك الرحمن
ودعتينا مع آذان الفجر ****** وحنا لك بالدعاء طول العمر
الله يعظم أجر أبوي حمد **** وعيالها وأهلها في موتتها
أمي مثال للبر والاحسان **** وما نأخذ منها الا العبرة وعبادة الرحمن
والله يغفر لها ويرحمها ***** ويسكنها الجنة برحمة خالقها
وختامها صلوا على النبي المختار **** وعلى آله وصحبه الأبرار
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يجمعنا بها في جنات النعيم ووالدينا وكل مسلم
كتبها | عبدالمجيد بن عبدالعزيز العميـــــــــم الساعة " 1,10 " ظهرا في 4/3/1422
وفي ختام هذه السيرة المتواضعة لحياة الوالدة رحمها الله تعالى
أقول وبالله التوفيق .
والله الذي لا اله الا هو أنني لن أنساك يا أمي الحبيبة الغالية على
قلبي مادام القلب ينبض والدم يجري في العروق .
سأبقى أدعوا لك ليلا ونهارا سرا وجهارا صباحا ومساء وفي
دبر كل فرض ونفل وأعلم أنني لن أوفيك ولا بأقل القليل فلله درك
ثم لله درك ثم لله درك من والدة حبيبة وأم رحيمة ومربية فاضلة
وموجهة غالية ودرة مكنونة وعفيفة مصونة .
كنت الأم الرؤم والأخت الحنون والقلب الحاني والبلسم الشافي
كم حزنت لمرضي وكم شقيتي لسعادتي وراحتي .
كم وكم وكم ...........................
لا لا والله لن أستطيع أن أوفيك ولو جزاء من حقك علي فسامحيني
ثم سامحيني ثم سامحيني .
وعزائي الوحيد وأملي الباقي أنك كنت راضية عني رغم كل التقصير
مني ما ذا أقول وماذا أترك .
يكفي أن أقول أنك كنت كل شيء في حياتي ويكفي أن أقول أنني لن
أنسى ما حييت دعوتك لي بأن يخلصني الله من النار عندما قمت
لك بواجب علي تجاهك ليس لي فيه فضل ولا منة .
ولكن قلبك الكبير وحبك اللا محدود جعلك تقولينها بمليء فيك
" خلصلك الله من النار كما خلصتني "
لا أملك وأنا أتذكر هذه الدعوة الا أن أدعوا لك بالمغفرة والعتق
من النار وأجهش بالبكاء كالطفل الفاقد للحنان والعطف .
اللهم أغفر لوالدتي وحبيبتي الغالية اللهم اجعل قبرها روضة من
رياض الجنة اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا
اللهم أغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم آمين ووالدي وكل مسلم
وجميع موتى المسلمين اللهم آمين.
وأنصح نفسي واخوتي الأفاضل بماورد عن الصادق المصدوق صلى الله عليه آله وسلم
لما سأله سائل قائلا: ((هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما))، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه))، وقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله سائل قائلا: ((إن أمي ماتت ولم توص أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم)). ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))
والله اعلم وأحكم وصلى الله على محمد وآله وصحبه