عرض مشاركة واحدة
  #343  
قديم 2009-10-29, 02:53 PM
سلطان ينبع سلطان ينبع غير متواجد حالياً
سلطان بن محمد السريحي الحربي
(عضو فريق Y7 لرصد ومتابعة الأمطار)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: ينبع
المشاركات: 2,023
جنس العضو: ذكر
سلطان ينبع is on a distinguished road
Thumbs down

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النايف مشاهدة المشاركة
أخواني الكرام رسالة أحببت إصالها لكم


وهي : حسن الظن بالله

إن الله عز و جل موصوفٌ بصفات الكمال ، و له جل و علا أفعال الحكمة ، و أفعال العدل ، و أفعال الرحمة و البرّ ، فهو سبحانه كاملٌ في أسمائه و صفاته و ربوبيته ، و من كماله في ربوبيته ، و في أسمائه و صفاته أنه لا يفعل الشيء إلا لحكمةٍ بالغةٍ ، و الحكمة : هي أنه جل و علا يضع الأمور في مواضعها التي توافق الغايات المحمودة منها ، و هذا دليل الكمال ، فله سبحانه صفات الكمال , و نعوت الجلال و الجمال ، فلهذا وجب لكماله جل و علا أن يُظنّ به ظنّ الحقّ ، و أن لا يُظنّ به ظنّ السوء ، و أن يُعتقد فيه ما يجب لجلاله من تمام الحكمة و كمال العدل و كمال الرحمة و كمال أسمائه و صفاته سبحانه و تعالى

الفرع الأول : أنواع الظنّ بالله :

الظنّ بالله عز وجل على نوعين ([6]) : الأول : أن يظنّ بالله خيرًا ، و الثاني : أن يظنّ بالله شرًّا ، و الأول له متعلّقان :

1_ متعلّقٌ بالنسبة لما يفعله في هذا الكون ، فهذا يجب عليك أن تحسن الظنّ بالله عز وجل فيما يفعله في هذا الكون ، و أن تعتقد أنّ ما فعله إنما هو لحكمةٍ بالغةٍ ، قد تصل العقول إليها و قد لا تصل ، و بهذا تتبيّن عظمة الله و حكمته في تقديره ، فلا يظنّ أن الله إذا فعل شيئًا في الكون فعله لإرادةٍ سيئةٍ ، حتى الحوادث و النكبات لم يحدثها الله لإرادة السوء المتعلق بفعله ، أما المتعلق بغيره بأن يحدث ما يريد به أن يسوء هذا الغير فهذا واقعٌ ، كما قال تعالى : ] قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً [ ([7]) .

2_ تعلّقٌ بالنسبة لما يفعله بك ، فهذا يجب أن تظن بالله أحسن الظنّ ، لكن بشرط أن يوجد لديك السبب الذي يوجب الظن الحسن ، و هو أن تعبد الله على مقتضى شريعته مع الإخلاص ، فإذا فعلت ذلك فعليك أن تظنّ أن الله يقبل منك ، و لا تسيء الظنّ بالله بأن تعتقد بأنه لن يقبل منك ، و كذلك إذا تاب الإنسان من الذنب ، فيحسن الظنّ بالله أنه يقبل منه ، و لا يسيء الظن بالله بأن يعتقد أنه لا يقبل منه ، و أما إن كان الإنسان مفرّطًا في الواجبات فاعلاً للمحرّمات ، وظنّ بالله ظنًّا حسنًا ، فهذا هو ظنّ المتهاون المتهالك في الأمانيّ الباطلة ، بل هو من سوء الظنّ بالله ، إذ إن حكمة الله تأبى مثل ذلك .

النوع الثاني : و هو أن يظنّ بالله سوءًا ، مثل أن يظنّ في فعله سفهًا أو ظلمًا أو نحو ذلك ، فإنه من أعظم المحرّمات و أقبح الذنوب ، كما ظنّ المنافقون و غيرهم ممن يظنّ بالله غير الحقّ .

وشكراً لكم أخترته لكم للفائدة


أستغفر الله ... استغفر الله ...استغفر الله
:70:الله يجزاك كل خير اخي الكريم والفاضل :: النايف

دائماً أستمتع بأطروحاتك الراقية
لاهنت وكثر الله من أمثالك

دمت بخير:smi71: