البرد والغبار يجمدان المياه بالقصيم ويشلان مطار نجران ويرفعان الأحمال بالشرقية
شلال صناعي تجمدت مياهه بسبب موجة البرد التي تشهدها محافظة المذنب
نجران، بريدة، حفر الباطن: مراسلو "الوطن"
تأخرت الموجة القطبية الباردة التي توقعتها هيئة الأرصاد في بعض المناطق اعتباراً من الخميس الماضي قبل أن تتحدث عن نفسها بقوة أمس. ففي القصيم تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المحافظات وسجلت المذنب 3 تحت الصفر حيث تجمدت المياه وغطى الجليد الطرق وأوراق الأشجار. وفي حفر الباطن سجلت الحرارة 2 تحت الصفر وتوقع موقع الأرصاد الإلكتروني أن يستمر الهبوط إلى 5 و6 تحت الصفر. وفي نجران تسببت موجة غبار كثيفة في إصابة المطار بشلل كامل حيث ألغيت الرحلات القادمة من الرياض وجدة.
وتزامن ذلك مع هبوط درجات الحرارة إلى 8 درجات.
وفي الشرقية أدت موجة البرد إلى رفع استهلاك الكهرباء بنسبة 30% حيث عمدت شركة الكهرباء لرفع طاقة الأحمال الاحتياطية.
اضطرت موجة البرد التي اجتاحت شمال وشمال شرق المملكة وأجزاء من منطقة القصيم معظم مواطني هذه المناطق إلى البقاء في منازلهم أمس حيث تغيب أغلب طلاب المدارس وعدد من الموظفين لصعوبة الدوام خاصة أن المياه تجمدت في المواسير وتعذر الحصول عليها إلا منتصف النهار إن لم تكن الثلوج قد أعطبت المواسير نفسها.
وكانت موجة الصقيع التي تسببت في تكسر عدد من مواسير المياه في الشمالية والشرقية ومحافظة المذنب في منطقة القصيم أدت إلى زيادة الإقبال على محلات بيع مواد السباكة وعلى السباكين، كما لوحظ إقبال عمال من مهن أخرى لامتهان السباكة نظرا لنشاطها الملحوظ إثر موجة البرد.
الموجة تلزم المواطنين مساكنهم
ففي الحدود الشمالية تجمدت الحياة أمس إثر توقف جريان المياه وتكسر المواسير، بعد أن صدقت تحذيرات خبراء الأرصاد، وعصفت موجة برد قارس بالمناطق الشمالية ألزمت الناس مساكنهم يومي الخميس والجمعة وحرمتهم من الرحلات البرية.
وباتت موجة البرد التي تجتاح منطقة الحدود الشمالية هذه الأيام هي أبرز اهتمامات المواطن في المنطقة، فبعد أن اشتد البرد وانخفضت درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، زاد حرص الناس على معرفة أحوال الطقس ودرجات الحرارة يومياً واستعانوا بمواقع الأرصاد العالمية التي أصبحت الصفحات الرئيسية التي يزورونها يومياً ولعدة مرات، كما حظيت النشرات الجوية بنصيبٍ من المشاهدة، ولم تخل أحاديث المجالس من سيطرة الطقس ودرجات الحرارة والتوقعات القادمة والتي يطلقها خبراء الأرصاد.
شتاء هذا العام أكثر قسوة
ورغم أن التوقعات كانت تقول إن شتاء العام الماضي كان قاسياً، إلا أن واقع الحال يقول إن شتاء هذا العالم هو الأقسى والأعنف، فقد زادت أعداد المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية بالمنطقة الشمالية وزادت مبيعات الألبسة الشتوية وأجهزة التدفئة، وارتفعت أسعار الحطب، وارتفعت الأحمال الكهربائية.
وأكدت مصادر مطلعة في مكتب شركة الكهرباء برفحاء لـ"الوطن" أن أحمال الكهرباء تجاوزت أعلى المستويات التي بلغتها في شتاء العام الماضي حيث وصلت الأحمال خلال هذا الشتاء إلى 65.4 ميجاوات ، في حين أنها وصلت في شتاء العام الماضي إلى 58.8 ميجاوات.
وكان عدد من أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس خوفاً عليهم من البرد، الذي أخذ يشتد يوماً بعد يوم، والذي لا يزال يعصف بالمنطقة، وتساءل أحد أولياء الأمور:" كيف أجعل ابني يذهب إلى المدرسة وحتى وقت الدوام المياه لا تصب في منزلنا".
وأدت موجة البرد إلى تجمد المياه التي لا تنساب من المواسير إلا عندما ينتصف النهار هذا إن لم تكن قد تكسرت بفعل التجمد.
وفي صباح كل يوم لا يفكر أي مواطن في المنطقة الشمالية سوى بمواسير المنزل والبحث عما انكسر منها لإصلاحه لتعود المياه إلى مجاريها وتعود الحياة إلى وضعها، حيث زاد الصقيع من الإقبال على محال بيع المواد الصحية والسباكة، ورفع أجور السباكين، وتحول الكثير من أصحاب المهن الأخرى إلى سباكين طمعا بالرزق الوفير.
ولم يقتصر تجمد المياه وتكسر المواسير على المنازل بل تعداها إلى بعض المدارس في محافظة رفحاء التي تجمدت المياه في مواسيرها حتى تكسرت.
وفي منطقة القصيم عاش المواطنون مساء أول من أمس وأمس السبت أجواءً باردة تدنت فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المحافظات, ففي حين ضربت موجة البرد القارس مدينة بريدة مساء أول من أمس سجلت محافظة المذنب أمس السبت 3 درجات تحت الصفر.
وكانت الأمطار قد هطلت على بعض مدن ومحافظات القصيم مساء الخميس الماضي تلتها موجة برد شديدة عمت أرجاء القصيم حيث تجمدت المياه في محافظة المذنب واكتست الأشجار في الطرق والمزارع بالجليد, ما دعا الكثير من مدارس المحافظة إلى إلغاء الطابور الصباحي.
استنفار لطوارئ المستشفيات
من جهته شهد مستشفى قبة العام تزاحما ً شديداً من قبل المراجعين من جميع الفئات العمرية بسبب موجة البرد القارس التي سادت الجهات الشرقية الشمالية من منطقة القصيم. حيث ذكر مدير مستشفى قبة العام سعد بن عوض الحربي أن مستشفى قبة العام شهد إقبالا متزايداً خلال اليومين الماضيين نتيجة موجة البرد القارس وبين أن هناك أكثر من ألفي مراجع لمستشفى قبة خلال اليومين الماضيين تم استقبالهم في قسم الطوارئ وكذلك في العيادات الخارجية.
وفي حفر الباطن، تدنت درجات الحرارة في حفر الباطن إلى " 2" تحت الصفر مسجلة أعلى مستويات البرودة هذا العام بعد هبوب رياح شمالية منذ يوم الخميس الماضي.
وفوجئ المواطنون صباح اليوم بعدم سريان المياه بالمواسير واقتنعوا أن انخفاض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر المئوي أدى إلى تجمدها وقد سجلت مقاييس حرارة الجو في السيارات "2" تحت الصفر فيما ذكر موقع الأرصاد بمركز القيصومة 18كيلومتراً شرق حفرالباطن أن درجة الحرارة وصلت في أدنى مستوى لها "1" تحت الصفر وأن توقعات اليوم الأحد تبلغ 6 تحت الصفر حسبما ذكر الموقع على شبكة الإنترنت.
ودفعت هذه الأجواء الباردة أولياء أمور الطلبة بمرافقة أولادهم الصغار في الصفوف الأولية إلى المدارس للاطمئنان على وصولهم لفصولهم سالمين.
من جانبها استنفرت أقسام الطوارئ بمستشفى الملك خالد العام كامل طاقتها لاستقبال الأعداد المتزايدة من المرضى، وذلك حسب ما ذكر مدير الشؤون الصحية مطلق الخمعلي وأن القسم حظي بدعم إضافي كما شدد الخمعلي على دور الأسرة في تجنب الأطفال للبرد وتهيئة أجواء دافئة لهم في المنازل حتى عند ممارسة الألعاب لأن أغلب الحالات التي تصل إلى المستشفى هي عبارة عن نزلات برد وأغلبهم أطفال.
وقالت المواطنة حصة المطيري إنها ذهبت بأبنائها الثلاثة تركي وغادة ومحمد إلى مستشفى القيصومة لعلاجهم من البرد، إلا أن المستشفى كان مزدحما وخصوصاً بالأطفال، مشيرة إلى أنها بعد طول انتظار،قررت المجيء إلى المجمع الأهلي وتحمل تكاليف العلاج الذي لم تستطع الحصول عليه بالمستشفى الحكومي.
الموجة تستمر اليوم
وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تظل درجات الحرارة الصغرى تحت الصفر المئوي ليلة أمس مع احتمال تكون الصقيع خلال ساعات الليل والصباح الباكر اليوم على شمال وشمال شرق المملكة وتوالي درجات الحرارة انخفاضها هذا اليوم على شرق وجنوب المملكة بصحبة رياح نشطة تحد من مدى الرؤية الأفقية على شرق المملكة وتظهر العوالق الترابية على أجزاء من غرب المملكة وتتواجد السحب المنخفضة والمتوسطة على وسط وشرق المملكة وتظهر السحب الركامية في فترة ما بعد الظهيرة على المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية.
وأشارت في موقعها على الإنترنت إلى أن الرياح السطحية تهب شمالية إلى شمالية شرقية على الشرق وأجزاء من وسط وجنوب المملكة وجنوبية شرقية إلى جنوبية على الأجزاء الداخلية من غرب وشمال وجنوب غرب المملكة ومن المحتمل تكون الضباب في ساعات الليل والصباح الباكر على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية.
اجتاحت موجة غبار أمس منطقة نجران وتسببت في تدني مستوى الرؤية الأفقية وأصابت مطار نجران بشلل كامل، حيث تعطلت رحلات الخطوط السعودية القادمة والمغادرة من وإلى المطار وألغيت رحلات السعودية القادمة من مطاري الملك خالد بالرياض والملك عبدالعزيز بجدة.
وأوضح مدير محطة الخطوط السعودية بمطار نجران حسين آل حرفش إن حركة الملاحة الجوية متوقفة بمطار منطقة نجران منذ صباح أمس بسبب تدني مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلو لكثافة الأتربة العالقة في طبقات الجو المصاحبة لموجة الغبار التي هبت على المنطقة منذ مساء أول من أمس.
وأشار حرفش إلى أن الخطوط السعودية استضافت جميع الركاب المسافرين على الرحلات المغادرة من محطة نجران بسبب توقف الرحلات بسبب سوء الأحوال الجوية حيث تم تأمين محل الإقامة وجميع ما يحتاجونه بالإضافة إلى إعطاء الركاب مشاهد رسمية تثبت لهم تأخرهم بسبب توقف حركة الرحلات بمطار نجران.
وأضاف حرفش أنه سيتم استقبال الرحلات إلى محطة نجران عند تحسن الرؤية الأفقية بالمنطقة وإعادة حركة الملاحة الجوية بالمطار.
ومع موجة الغبار التي غطت نجران الساعة العاشرة من مساء أول أمس تشهد منطقة نجران هذه الأيام موجة باردة حيث بدأت درجات الحرارة في الانخفاض حتى وصلت أمس إلى 8 درجات مئوية, فيما أشار خبراء الأرصاد الجوية إلى أن درجات الحرارة ستشهد انخفاضات أخرى تصل إلى درجتين أو أدنى خاصة مع أوقات الصباح الباكر.
من جانبه أوضح لـ"الوطن" مدير أرصاد نجران جابر بن سعيد آل ذيبان أن المنطقة تأثرت بالموجة الهوائية القادمة من شرق أوروبا والتي أثرت على شمال المملكة وأدت إلى انخفاض في درجات الحرارة، مشيراً إلى أن المنطقة تأثرت بهذه الموجة ليلة أول من أمس، حيث كانت مصحوبة بنشاط للرياح السطحية أدى إلى إثارة الأتربة ونتيجة لذلك حصل تدني مدى الرؤية إلى أقل من 1 كلم.