مؤسس الموقع
اسرار تكوين الغيوم وهطول الامطار لا يخفى انَّ الغيوم هي ذرّات بخار الماء، أو بتعبير اكثر دقة هي ذرات الماء التي انفصلت جزئياتها عن بعضها وتحولت الى بخار، انَّ التمعنَ في ما يخص تكوّن الرياح والامطار يكشف لنا اسراراً لطيفةً عن هاتين الظاهرتين العجيبتين منها: 1 ـ انَّ اغلبَ السوائل لا تتبخر اذا لم تصل الى درجة الغليان، إلا أنَّ الماء من السوائل المستثناة حيث يتبخر في أي درجة من الحرارة، ولولا هذه الميزة في الماء لما تبخرت قطرة واحدة من ماء البحر، ولم تتكون الغيوم، ولم ينزل المطر ولاحترقت اليابسة من الجفاف. 2 ـ وهذا ما يجدر بالاهتمام ايضاً، فاثناء عملية التبخر يتبخر الماء الصافي فقط، وتبقى الاملاح والذّرات الاخرى التي فيه في مكانها، أي أن هناك عملية تصفية طبيعية كي ينالَ البشرُ المياهَ الصالحة. 3 ـ لو لم تكن الطبقات العليا من الجو اكثر برودة من الطبقات السفلى لما امطرت الغيوم المضطربة في الجو أبداً، ولكن هذا الاختلاف في درجات الحرارة هو الذي يؤدي الى نزول الامطار، وكذلك لو كانت قدرة اشباع ذرات البخار متساوية في الهواء البارد والحار لما نزلت الامطار، ولكن بما انَّ الهواء البارد له قدرةُ اشباع ضعيفة فانّه يُنزلُ البخار الذي تحول الى ماء. 4 ـ ان الامطار اضافة الى توفيرها للماء الضروري لنمو النباتات، تقوم بغسل الارض وتحمل الاوساخ معها نحو البحار. 5 ـ انَّ الامطار تُنّظفُ الجوَّ ايضاً، وتقوم بانزال التراب والغبار والذّرات المعلَّقة في الجو التي تذوب فيها الى الارض، ولولا هطول الامطار لتلوَّثَ الجو بعد مدة قصيرة واستحالَ التنفُس على الانسان. 6 ـ انَّ الامطار تغسلُ صخور الجبال شيئاً فشيئاً، ليخرجَ منها التراب الذي يمكن استثماره، فتمتد السهول الواسعة على سطح الارض. 7 ـ انَّ الامطار تحمل معها الاتربة الغنيّة من المناطق البعيدة وتنشرها في المزارع لتقويتها، كما يجلب جريان الماء معه افضل الاسمدة الطبيعية للنباتات الى بعض المناطق (كسواحل النيل). 8 ـ انَّ الامطار لا تهبُ الحياة في المناطق الجافة فحسب، بل انَّ هطول الامطار على البحار يُعتبر مؤثراً للغاية ايضاً، وليس اقل من تأثيره في المناطق اليابسة كما يقول بعض العلماء، لأنَّ سقوط الامطار في البحر يساعد على نمو النباتات الصغيرة في وسط امواج المياه، حيث تكون طعاماً مناسباً جداً للاسماك والاحياء البحرية، وفي السنة التي يقلُّ فيها نزول الامطار يسوء فيها وضع الصيد. 9 ـ انَّ ارتفاعَ الغيوم عن سطح الارض اكثر من ارتفاع اعلى نقاط الارض ولهذا فلا تُحرم أيةُ بقعة من الاستفادة من ماء المطر. 10 ـ انَّ العديد من اشجار الغابات والاعشاب الطبيعية والغذائية تنمو على الجبال الشاهقة، وهذا يدل على انَّ الامطار تقوم بايصال الكمية اللازمة من الماء اليها، ولولا الامطار لجفَّت جميعها. 11 ـ لو تأملنا جيداً بالسدود الضخمة التي انشئَتْ في عصرنا هذا والتي تُؤمِّنُ جانباً مهماً من الطاقة الكهربائية في العالم، وتقوم بتشغيل المعامل العملاقة لوجدناها من بركات هطول الامطار على المناطق الجبلية. 12 ـ انَّ بعض ترشحات الغيوم تنزلُ الى الارض على هيئةِ جليد فتُخزَن في قمم الجبال كمصادر للمياه، وتقوم بمساعدة خزانات المياه الموجودة تحت الارض ايضاً لأنها تذوب تدريجاً وتَنْفُذُ داخل الارض، ولكن لو تساقط الجليد باستمرار بدلا من المطر فلا وجود عندئذ للكثير من المنافع التي ذُكرت اعلاه. 13 ـ الغيوم بحار معلقة في السماء، وما اعظمَ الاله الذي يُرسلُ كلَّ هذا الماء الى السماء خلافاً لقانون الجاذبية، ويقوم بنقله بسهولة من نقطة الى اخرى. 14 ـ بالاضافة الى كل هذا فانَّ للغيوم تأثيراً ملموساً في خفض درجة البرودة شتاءً وخفض درجة الحرارة صيفاً. 15 ـ انَّ الغيوم تحمل الشحنات الكهربائية المختلفة حيث تؤدي الى وقوع الرعد والبرق، وسوف نتحدث عن هاتين الظاهرتين في البحث الذي يتعلق بالرعد والبرق ان شاء الله.وعلى العموم فانَّ هاتين الظاهرتين اللّتين نعتبرهما من الامور العادية جداً نتيجة لأُنْسِنا بهما، مدهشتان ومليئتان بالاسرار، ويمكن مشاهدة آيات التوحيد العظيمة في اعماق اسرارهما، والوصول الى عظمة تلك الذات المقدسة من خلال هذه الآيات العظيمة.