عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2008-06-23, 03:30 PM
الباحث الصغير الباحث الصغير غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: دومة الجندل
المشاركات: 58

الباحث الصغير is on a distinguished road
افتراضي



لمنطقية هذا الترجيح المخالف لكل كتب الأنساب والتاريخ منذ بداية تدوين الأنساب ، فعسير هي قبيلة معروفة ورد ذكرها بإسمها في موقعها الحالي منذ أكثر من 1250عام وهذا توثيق نادر وجوده لغيرها من القبائل الحالية ، ولها ذكر في كتب الأنساب وذكر في الفتوحات الإسلاميه الأولى مما يدل على أنها قبيلة حقيقية معروفة منذ القدم بإسمها الحالي ، ولم نجد أي قول لأي مؤرخ من قدماء النسابة المعروفين يذكر أنها حلف أو اسم جبال أو مدينه كما أورد البعض ، بل لقد ذكرت عسير ونسبت إلى جدها الأعلى (عسير) وإن خالف بعض النسابة الجمهور حول نسبها ولكنهم أجمعوا أنها قبيلة حقيقيه تنتمي صليبة إلى رجل واحد اسمه عسير اجتمعت عليه معظم عنز بن وائل، وإن يكن مما لا شك فيه أن هنالك الكثير من القبائل التي حالفتها ودخلت فيها من الأزد أو من قريش أو من مذحج أو من قضاعة أو من هوازن أو من غيرها ، كما أن هنالك الكثير من الأسر التي انتقلت خلال القرنين الماضيين إلى بلاد عسير إثر التخلخل السكاني الذي وقع بها نتيجة الحروب المتكررة مع الدولة العثمانية ومع والي مصر / محمد علي باشا ، وبالمثل فإن بطون منها قد رحلت ودخلت في القبائل المجاورة مثل بللحمر وبللسمر وبني شهر وقحطان وشهران وغامد وأصبحت تعد جزء منها ، ولكن لا زالت عسير تسكن بمعظمها في مواقعها حيث ذكرها المؤرخون في الجزيرة العربية . فعسير القبيلة ذكرت في القرن الثاني للهجرة على يد النسابة الأول في الإسلام محمد بن السائب الكلبي المتوفي عام 157هـ الذي نقل عنه ابنه المتوفي عام 204هـ هشام بن محمد بن السائب الكلبي أول من دون في الأنساب نسب عسير في كتابيه جمهرة النسب وأنساب معد واليمن فقال في الجمهرة : وولد عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة : رفيدة وأراشة فولد أراشة : قناناً وعسيراً وجندلة فولد عسير : مالكاً وتيماً فولد مالك غنماً وولد تيم : سلمة وزهيراً وعمراً وولد رفيدة بن عنز : عبدالله وعامراً وربيعة ومعاوية وعمراً وحماراً فولد عمرو : شقيقاً وسلمة وتميماً وعبدالله وولد ربيعة بن رفيدة : مالكاً فولد مالك جذيمة وسلامان وتولباً فولد سلامان : حجراً منهم عامر بن ربيعة بن مالك بن حجر شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلّم وهو حليف الخطاب بن نفيل وولد عامر بن رفيدة : عبدالله وأياساً ووهباً 0

قلت ... ولا تزال أسماء بعض البطون التي ذكرها في أسماء قبائل حاليه موجودة في عسير ورفيدة والشعف مثل رفيدة ، ربيعه ، مالك ، زهير ، تميم ، عبدالله ، غنم ، شعف أراش ، إلا أنه لا شك أن هنالك الكثير من الأسماء قد استبدلت بأسماء جديده ربما لأجداد وفروع أقرب من الذين ذكروا وهذا أمر شائع في كل القبائل العربيه بل هو الغالب حيث يندر أن تجد قبيلة لا زالت بطونها بنفس أسماءها القديمه جميعاً مثل شمر ومطير و عتيبه وغيرها حيث استبدل اسم الأصل بإسم الفرع فساد على كل القبيله أو ربما كانت هذه القبائل موجودة ولكنها كانت فروع صغيرة حينها . ومما يجدر ذكره هنا أنه لا محمد بن السائب ولا ابنه هشام قد زار عسير ولكنه كان يأخذ النسب عن نسابة كل قبيله ولا شك أنه قد أخذ نسب ربيعة من نسابة ربيعة في العراق حيث كان يسكن ، وهذا دليل أن عنز ومنها عسير ثابتة النسب في ربيعه ومعروفة بذلك عند كل ربيعه منذ الجاهلية حتى خارج الجزيرة العربية . كما جاء في أنساب معد واليمن الكبير :

وهؤلاء بنو عنز بن وائل وولد عنز بن وائل:فيدة، وإراشة. فولد إراشة بن عنز:قتانا، وعشيرا، وجندلة. فولد عشير بن إراشة:مالكا. فولد مالك بن عشير:غنم. وولد تيم بن عشير:زهيرا، وسلمة، وعمرا. وولد رفيدة بن عنز:عبد الله، وعمرا، وربيعة ومعاوية، وعمرا، وحمارا. فولد عمرو بن رفيدة:شقيقا، وسلمة، وغنما، وعبد الله. وولد ربيعة بن رفيدة:مالكا. وولد مالك بن ربيعة:جذيمة، وسلامان، وتولب. فولد سلامان بن مالك:حجرا. منهم:عمر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة، شهد بدرا مع النبي ( وو حليف الخطاب بن نفيل أبي عمر بن الخطاب. وابنه عبد الله بن عامر، ولد في زمن النبي (. منهم:مالك بن زيد بن الحارث بن خديج بن إياس بن ذهل بن سعد بن غنم بن مالك بن عشير بن إراشة بن عنز، حليف الأزد بمصر. وولد عامر بن رفيدة:عبد الله، وإياسا، ووهبا. هؤلاء بنو عنز بن وائل. ومن الوضح أن اسم عسير قد ورد مصحفاً في أنساب معد واليمن فأبدلت السين شيناً ربما بسبب اعتماد التشكيل الكامل في النسخ مما خلط بين حركات التشكيل والنقط فأضيفت النقط مع الوقت أو ربما بسبب التلف في النسخة الوحيده الموجودة من المخطوطة مما أشكل معه التحقق من صحة الكلمه ، وإلا فالأمر واضح أن عسير هنا هي نفسها عسير المعنية في الجمهرة لنفس المؤلف ، فالقبائل والتسلسل هو نفسه في الجهتين وهو مطابق لما ورد عند الهمداني عندما وقف على بلاد عسير ووصفها وقبائلها ، وجزء من الأسماء المذكورة هنا موجود حالياً كبطون لعدد من قبائل عسير ورفيدة والشعف .

كما أن اسم ونسب قبيلة عسير قد ورد في كتاب الإكليل للحسن بن أحمد الهمداني المتوفي في النصف الأول من القرن الرابع كما يلي : فأولد عنز بن وائل.... رفيدة وأراشة فأولد رفيدة ربيعة ومعاوية وعامراً وعبد الله وعمراً وحماراً فأولد ربيعة مالكاً فأولد مالك حريمة وتولباً وسلمان فأولد عامر بن رفيدة عبد الله ووهباً وإياساً فأولد عمر بن رفيدة سلمة وشقيقاً وتيماً وعبد الله فأولد أراشة بن عنز بن وائل عسيراً وقناناً وجندلة فأولد عسير مالكاً وتيماً فأولد تيم زهيراً وسلمة ومنهم بنو شيبة وعضاضة وبنو اللقاح".

وهنا نجد أن عسير عند الهمداني هي نفسها التي وردت في كتاب ابن السائب الكلبي وبنفس تسلسل النسب تقريباً رغم أن الهمداني لم ينقل عن ابن السائب الكلبي بل نقل عن أحد نسابة جنب ممن يجاور عسير في السكن ، وهذا دليل على أن نسب عسير إلى عنز كان هو السائد والمتواتر بين الناس وبشكل واضح جلي بما فيهم أهل عسير أنفسهم ومجاوريهم وغيرهم داخل وخارج الجزيرة العربيه . إلا أن الهمداني قد شكك في عنزية عسير عندما ذكر في صفة جزيرة العرب أن عسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز ، ولكنه لم يورد صحة نسبها اليمني كما كان يفترض منه ، خاصةً أنه أورد نسب عسير صليبة تالد عن تالد إلى عنز بن وائل في كتاب الإكليل ، وهذا ما يجعل تشكيكه هنا عديم المعنى ، خاصةً وقد عرف بعصبيته اليمنية الهمدانيه ، فقد كان ما أورده في الإكليل نقلاً عن أحد نسابة جنب المجاورين لعسير مصداقاً لما جاء عند ابن الكلبي في العراق قبله بحوالي قرنين ومصداقاً لما ورد في أنساب الرجال الذين نسبوا إليها مثل الصحابي / عامر بن ربيعه العدوي والشاعر / ثابت بن عبدالملك العريجي ، ولو كان لعسير نسب يمني معروف لدى الهمداني لأورده .

كما ذكر عسير أبو الحسن الأشعري القرطبي المتوفي عام 550 هـ في كتابه (التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب) ونسبها إلى عك حيث جاء فيه :

نسب ولد عبد الله بن عك بن عدنان والرياسة من ولده في عبس وبولان ابنا سحارة بن غالب بن عبد الله بن عك ابن عدنان وأمهما ليلى بنت نهشل بن الشاهل . (فصل) وأما عبس بن سحارة فله أربعة أولاد ثوبان ومالك أمهما هند بنت نبت بن نهشل أخت غافق وساعدة وماتت عنده فتزوج أختها صعبة بنت نبت فأولد منها ربيعة وعسيرا . (فصل) وأما عسير بن عبس وإنما سمى عسيرا لأن أمه تمخضت به ثلاثة أيام وتعسر ولادته فسمى عسيرا فأولد عسير الحرث وعليان وعبيدا، فأولد الحوث كعبا وهرنكة وناعما وهازما وهم هزمة الساري من ساجد حسين بنو الحرث بن عسير، ومن ولد كعب حجر والجب، ومن ولد هرنكة عبلة وعباد وعيد، وأما عبيد بن عسير فأولد طيفه والجرد الأكبر، وأما عليان وثوبان بنو شهر بن عسير فأولد سبيعة والباري وأسلم وزيدا فمن ولد أسلم سهم والمغير وثوبان بنو سهم بن أسلم بن عليان بن عسير، وأما سبيعة بن عليان فأولد الجرد الأصغر وجوادم وشهرا الأصغر وزيدا ورفايا وساداتهم بنو الجرد منهم عيسى بن الغلب سيد عك في زمانه، ومن بني سرب أبو نجيح وهو غير نجيح الزيدي، وأما الثاري بن عليان فأولد قصية والديبة ابني شديد ومسكنة الوادي ضمد.

ومما ذكر نجد أن الأشعري يبرر اسم عسير بتعسر ولادته وهو ما يتنافى مع ما جاء في بعض المخطوطات المشكَّلة للكتاب والتي أوردت العين مرفوعة فأصبح ينطق (عُسير) وهذا لا يتوافق مع معنى التعسر الذي أشار له الأشعري في تبرير التسميه ، مما يدل على وجود خطأ في النقل من النساخ أو بتلف المخطوطات بفعل الزمن ومن ثم يسقط استئناس الشيخ حمد الجاسر رحمه الله بهذا النطق عندما استأنس به في رفض أن تكون عسير الحالية هي المعنية بما أورد الأشعري . ولا شك أن إيراد الأشعري لعسير كقبيلة كبرى بهذا الحجم يفصل في بطونها بما لم يفعله مع غيرها يحمل دلالات كبيرة على دور تاريخي متميز لهذه القبيلة في تلك الحقبة في جنوب الجزيرة كان له ذكر قوي وصل إلى بلاد الأندلس حيث كان يقيم الأشعري إلا أنه اختفى في الوثائق اليمنيه لأسباب لا أستطيع تأكيدها ، "ويسند ذلك ذكر ابن خلدون (الأندلسي) لها في كتاب التاريخ في معرض سرده لتاريخ الدولتين المهديه والزياديه حيث ذكر من قبائلها (العسيره) كأول قبيلة من ثلاث قبائل كبرى أشار لها في زبيد ، ويسنده ما ذكره شعيب الدوسري من إرسال الأمير /علي بن سعيد بن هشام اليزيدي عام 391هـ لجيش من عسير إلى زبيد لمساندة بني زياد فاستقر هذا الجيش هنالك وأطلق عليهم هنالك (العنزه) ، كما يسند هذا القول ما أشار له ابن حزم الاندلسي عندما نقل عن الشيباني قوله انه وقف على ديار عنز بن وائل بجهة الجند من اليمن وكان عدد محاربيهم ثلاثون ألف مما يدل على دور حربي كبير لهم في تلك المرحلة" . ومن خلال السرد يتضح أن الأشعري التهامي الذي كان يكتب عن أنساب العرب من قرطبه قد نقل معلوماته عن أحد سكان تهامة فأورد قبائل عسير في تهامة دون السراة ولعل ذلك يعلل بانقطاع التواصل بين السراة وتهامة في حينه لصعوبة التضاريس واختلاف الأجواء وهو ما جعل الأشعري ينقل عن من لا يعلم بتفاصيل وجود عسير في السراة فتجاهلها . ونلاحظ أن كثير من القبائل التهامية المذكورة لازالت تحمل نفس الأسماء وهي معدودة ضمن قبيلة عسير في تهامه حتى الآن مثل آل هازم (من قيس) ، بنو زيد (من ألمع) ، أسلم (ولد أسلم في تهامة بين قنا وخميس البحر) ، وبنوالغلب ("إم اغلبه" من قيس) "وربما كانت الغلب بها خطأ في النقل وصحتها غالب" ، ونجيح ( المنجحه "إم انجحه") وبنو شديد (قبيلة شديده) وثوبان ( ثوبان من قبائل قنا والبحر) ، ونلاحظ أن عدد القبائل التي لا زالت تحمل أسماءها كما أوردها الأشعري في تهامه كثير وهي من نوادر الأسماء ولا زالت تنتسب لعسير وتسكن حول نفس البلاد التي ذكرها الأشعري حيث أورد أن بنو ثار سكنوا الوادي ضمد وهو واد مجاور لقبائل عسير تهامه حالياً التي تسكن الفطيحه ، وهو دليل قوي على أن بطون عسير في تهامة سواءاً في رجال ألمع أو ولد أسلم أو المنجحة أو حتى في الريش ومحائل هي بطون أساسية من قبيلة عسير عرفت بعسيريتها منذ القدم ، وأن التشكيك في نسبها لم يكن إلا بعد ظهور كتاب إمتاع السامر ، الذي استبعد معظم قبائل تهامة عسير من عسيريتها وجعل بقية القبائل حلف فقط ، أما بخصوص نسبتها إلى عك فهو اجتهاد من الأشعري (القرطبي) بناه على انتشارها القوي ونشاطها العسكري في بلاد عك خلال القرنين السابقة له ولم يعلم عن مصدرها الأساسي وبداية وجودها الذي كان في بلاد السراة . كما أورد المغيري نسب قببيلة عسير في القرن الماضي في كتاب المنتخب في قبائل العرب كما يلي : من بطون الأزد بنو ماسخة بن عبد بن مالك بن نصر بن الأزد ومنهم جمحة بن الحارث ، ومن الأزد زهران بطن ، ومنهم بنو النمر بن عثمان بن النضر بن زهوان ،.......

إلى أن قال : ... ومن بطون زهوان بنو سبالة بطن، وبنو حدروج بطن، وبنو رسم بطن، وبنو عمر بطن، ومنهم بنو خثمعة بن يشكر بن عسير بن صعب بن دهمان، ومن عسير هذا، عسير القبيلة المعروفة سكان أبهاء والطور، ومن رؤسائهم آل مرعي، ومن بطون خثعمة راسب بطن، ومنهم رئيس الخوارج ويقال راسب من قضاعة .


ولكن السؤال هو : هل يوجد اسم عسير فعلاً في تسلسل نسب بنو خثمعه في أي كتب الأنساب القديمة كما ذكر المغيري في كتابه ؟ . حتى الآن لم أطلع على شيء من ذلك .... فإن ثبت ذلك فلكل مقام مقال .

ومما سبق فمن الواضح أن قبيلة عسير الحاليه بكل قبائلها في تهامة والسراة بمغيدها وعلكمها وربيعتها ورفيدتها وألمعها وأسلمها وربيعتها وآل موسى ...و...و .. إلخ هي قبيلة واحده معروفة بإسم عسير منذ القدم إنضوت حولها معظم عنز بن وائل مع التأكيد بوجود بطون وأسر متحالفة من الأزد أو مذحج أو قضاعة أو من ربيعة أو هوازن دخلت في عسير قديماً وحديثاً شأن كل القبائل العربيه مثلما أن هنالك بطون وأسر عسيرية دخلت في القبائل الأخرى ، إلا أن تعريف هذه القبائل الداخلة يحتاج إلى دليل ، وبغض النظر عن مدى صحة النسب القديم من عدمه إلا أن الثابت أن عسير كانت معدودة لدى الجميع من قبائل عنز بن وائل من ربيعه من نزار من معد من عدنان وهذا ما عليه جميع من كتب عن عسير في موقعها وعن رجال عسير وشعراءها في التاريخ القديم . وقد ظلت عسير قوة كبرى في بلاد عنز في السراة وتهامه تحتوي معظم بطون عنز بن وائل بينما دخل جزء من عنز في قبائل الأزد المجاورة كما ألمح الهمداني في كتاب الإكليل ، (قلت ربما تكون دخلت في قبائل رجال الحجر المجاورة حيث تتكرر أسماء بعض بطون عنز مثل الحجر بن سلامان وتيم بن عسير) ، واستمر الحال كذلك حتى القرن السابع حيث تعرضت ديار عنز بالسراة في نهاية القرن السادس كما ذكر المؤرخون إلى كارثة وباء الطاعون الذي أدى لموت ورحيل جزء كبير من عنز بن وائل بما فيها عسير السراة من مواطنهم القديمه إلى المناطق المجاوره ومن الطبيعي أن بعضها عادت إلى ديارها بعد انقضاء أثر المرض وبعضها ظلت هنالك وحالفت القبائل الاصلية ، بل وحتى بعض قبائل أطراف بلاد عسير قد حالفت القبائل المجاورة على أثر ضعف القبيلة الأم في تلك المرحله ونجد أسماء بطون عنز موجودة بقوة في القبائل المجاورة في شهران وفي بللحمر وفي بللسمر وفي عبيده وفي بني شهر وفي بني بشر وجزء كبير متحالف مع مذحج ونهد وخولان في قحطان ، واستمر الحال على ذلك حتى نهاية القرن الثاني عشر حيث ظهرت عسير كقوة قبلية وسياسية في المنطقة . أما بخصوص ما ذكره بعض المؤرخين الجدد عن نسب عسير فأقول : بخصوص ما ذكره الضمدي رحمه الله : لقد اجتهد الضمدي للتقريب بين الأسماء الواردة لدى الأشعري والأسماء الحالية لقبائل عسير السراة بطريقة غير دقيقه ، فقد حاول إسقاط أسماء القبائل التهامية التي وردت عند الأشعري على قبائل السراة مثل بني مالك بن عبس الذين نقلهم من الداير في تهامة شرقي ضمد إلى السراة ومثل (ولد أسلم) القبيلة العسيريه المعروفة في تهامه بين قنا وخميس البحر والتي أستبعدها تماماً من حساباته ونقل اسمها إلى بعض قبائل السراة ، وربط بعض الأسماء الموجودة في عسير السراة ممن لم يرد ما يشابه أسماءهم لدى الأشعري ببعض أسماء الأشعري ، فانفرد بإيراد أسماء مثل (علكم بن أسلم) و(مغيد بن اسلم) و(رفيدة بن سبيعة) وهو ما لا يوجد له أساس سابق مطلقاً ، والملاحظ أنه اهتم بقبائل عسير السراة وأهمل قبائل تهامه ، وكان واضحاً الأثر السياسي لأحداث تلك الفترة في عسير على كتابه خاصةً فيما يخص توتر علاقة الأمير محمد بن عائض ببعض الأسر العسيرية الطامحة للوصول للحكم وبالقبائل المجاورة لها والتي كانت تتسم بالحذر والشك ، الذي تطور إلى حرب مع إحدى هذه القبائل في تهامة ما أدى إلى ظهور أثر ذلك على كتاب عاكش الذي حاول إيجاد ترابط خاص بين بعض القبائل المحيطة بالمركز لضمان حماية الحكم ، ثم لم يورد قبائل تهامة عسير ضمن التسلسل النسبي لعسير القببلة . أما بخصوص ما جاء به شعيب الدوسري : لا شك أن شعيب الدوسري رحمه الله قد اتكأ على بعض ما جاء به الحسن بن أحمد الضمدي رغم أنه كان مختلفاً في توجهه عن الضمدي فبقدر ما كان الضمدي متحمساً لعدنانية عسير كان شعيب على العكس منه رافضاً للوجود العدناني في قبائل عسير وبشده بل وفي كل المنطقة ، لذا فقد انتقى منه بعناية ما يدعم توجهه وأكمل البقية من خياله فأفتقد للموضوعية والمصداقية في طرحه ، كما أنه كان بعيداً جداً عن المنهج العلمي في التقصي والتبرير فقد أورد أسماءاً وأنساباً لقبائل عسير لم يسبقه إليها أحد ولم يبرر هذه الأنساب مطلقاً فأورد لنا أسماء مثل مغيد بن أسلم بن عمرو بن عوف وعلكم بن أسلم ورفيدة بن عمرو وربيعة بن عمرو وذهب بمالك إلى مالك بن الكلاع وقسم ألمع إلى ألمع بن عمرو والصيق بن عمرو وذكر أنساباً وأسماءاً يفترض أن عمرها أكثر من ألفي عام انفرد بها في القرن الرابع عشر بينما لم يذكرها أحد قبله ولم يعللها !!!!!!! . ولا شك أن الوحي لم ينزل على شعيب الدوسري ، فمن أين أتى بالأنساب التي ذكرها وما هو تعليلها المنطقي ؟؟. والغريب هو أن ما ذكره شعيب رغم ابتعاده عن أي منهج علمي في تبريره قد أخذ بعض كتاب التاريخ يردده في كتبه دون أن يورد دعماً مقبولاً لما ذكر شعيب . فالإنتساب إلى الأزد هو شرف يفخر به كل من ينتمي إليه كيف لا وهي القبيلة العربية الأكبر والتي اختارها الله لنصرة رسوله (ص) وقد امتدحها الرسول صلى الله عليه وسلم بما لم يمتدح به غيرها ، ولعل هذا الحرص من بعض المؤرخين هو مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليأتين يوماً يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً ياليت أمي كانت أزديه) ، ولكن الحقيقة أولى أن نبحث عنها فالإجتهاد الضعيف والتمسك به والإعتقاد ان الآخرين قد صدّقوا ما ورد فيه هو خطأ كبير يقع فيه من يرتكبه ، وهو سبب لإستخفاف الآخرين الذين يعتبرون ذلك ضعفاً ونقصاً في المعلومه ، كما أنه أدى في النهاية إلى إسقاط عسير من وجودها القبلي كواحدة من القبائل العربيه . أما بخصوص ما اورده ابن مسفر فأقول : لقد كان ابن مسفر أكثر موضوعية من سابقيه ، فقد أورد استدلالات على صحة ما ذكره من أن عسير هي شنوءة الأزديه وهي استشهادات معقوله مقارنة بمن سبقه حيث استشهد على أن عسير هي شنوءة الأزد بوجود جبال شنوه في بني مالك عسير إلا أنه قد أخطا تماماً في تحديد موقعها عندما ذكر أنها تمتد من الموقع فوق المصنعه حتى بطن بلاد بين مالك ففي ذلك مبالغة كبيره في تعريف الجبل فالحق أن (جبل شنوه) الذي تقع به عين نابطه (ونابطه في اللغة العربية هي العين المستمرة في السريان) هو جبل محدد له قمتين في أعلاه يقع إلى الغرب من قرية العين بآل يعلى ويسمى جبل (شن) أو (شنوّه) أو قد تسمى القمتين المتجاورتين في أعلاه (الشنوّات) ويليه من الغرب كل من جبال (موبر) و(الأجرف) وهي جبال أخرى منفصلة تقع في بلاد بني مالك لكن لا علاقة لها بجبل شن ، وجبل شن ذكره الهمداني في كتاب (صفة جزيرة العرب) في السراة في معرض ذكره للجبال المشهورة في الجزيرة العربيه . كما استشهد ابن مسفر بقبر الصرد بن عبدالله الأزدي في المصنعة وهو استئناس مقبول نوعاً ما ولكنه لا يرقى لدرجة الإحتجاج به . إلا أننا كنا نتمنى أن يجد ابن مسفر رحمه الله أكثر من هذه الإستدلالات الغير واضحة المعالم فشنوة مثلاً هو بالفعل اسم قبائل من الأزد (كانت تنطق غير مهموزة في القدم) وهو مطابق لإسم الجبل العسيري ولكن هنالك أيضاً مواقع أخرى عربية تسمى شنوة فهنالك مدينة في عمان تدعى شنوة وهي قديمة جداً ذكرت في القرون المتقدمة ومن المعروف أن عمان هي إحدى مناطق انتشار قبيلة الأزد ، وأيضاً هنالك جبل شنوة في المغرب العربي ، ثم كيف لنا أن نحدث الناس بأن شنوءة التي تمثل جزء كبير من الأزد أعظم قبائل العرب بشهرتها كانت في عسير لمجرد أن لدينا جبل اسمه شنوه دون أن يشير لذلك أحد من المؤرخين ، أضف إلى ذلك أن الجبل يسمى أيضاً (جبل شن) وشن هي إحدى قبائل ربيعة التي تنتمي إليها عنز بن وائل وهم بنو شن بن أفصي يقول شاعرهم :

لقيت شن إياداً بالقناطبقاً وافق شن طبقه

قال الأشرف بن رسول : (كانت إياد في الجاهلية تسكن ما بين نجران وتهامه) ، فأين كانت تسكن شن عندما حاربتها إياد ؟؟؟ . وهنالك الكثير من الشواهد التاريخيه الأخرى على أن ربيعة كانت تسكن في منطقة عسير ، فلماذا لا يكون اسم الجبل منسوباً إلى هذه القبيلة ؟؟؟ ... في رأيي الشخصي ... كل شيء وارد . أما بخصوص قبر الصحابي الجليل فهو ليس كافياً لإسقاط الرأي الآخر حتى ولو أرفدناه بوجود جبل شنوة لأنه لا بد من دعم ذلك من الكتب القديمه بأي قرائن نستشهد بها ، وبدون ذلك فستظل استدلالات هشه تعتمد على الذاكرة المحلية فقط وستسقط سريعاً عندما نقارنها بكثرة ذكر عسير وبطونها ورجالها كإحدى قبائل عنز بن وائل وعدم ذكر أي المؤرخين لها أو لأي بطونها ضمن قبائل الأزد ما عدى ما ورد عند بعض المؤرخين عن ذكر لإسم (ألمع) مجرداً كإحدى قبائل الأزد مع اختلاف في تسلسل نسبها دون ذكر لأي بطونها أو لأي مواطنها أو حتى تاريخ استيطانها كما ورد عن البقيه ، ومن الواضح أنهم جميعاً قد نقلوا ذلك عن أبو المنذر الكلبي الذي بدأ هذا التوجه معتمداً على دخول قبائل ألمع ضمن جموع الأزد في الفتوحات الإسلاميه وهو أمر سائد على كل قبائل عنز بن وائل في تلك المرحله حيث كانت تدخل ضمن وفود القبائل الكبرى في المنطقة مثل خثعم أو الأزد فتعدّ منها ، بينما نجد أن بطون كبرى من ألمع قد ذكرت كفروع لقبيلة عسير منذ النصف الأول للقرن السادس الهجري كما أوردنا في النقل عن الأشعري ، أضف لذلك أن عدد من بطون قبيلة رجال ألمع المتجاورة لا زالت تحمل "أسماء مركبة" لبطون من قبائل مشهورة من بكر وتغلب أخويّ عنز بن وائل (جد عسير) ويحمل بعضها وثائق قديمة عن نسبها إلى تغلب أو بكر بن وائل مما يستبعد معه عامل الصدفة ومنها (بني قيس بن مسعود) وبني (جونه من بني مسعود) و(بكر بن وائل) و(بني زيد) وقد أشار لذلك الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ، بل إننا نجد أن بعض قبائل من رجال ألمع تحمل نفس الألقاب والنخوات التي تحملها قبائل عسير السراة وهو ما أشار له الأستاذ إبراهيم شحبي حيث نجد مغيد الخطأ في السراة وزيد الخطأ في ألمع ومالك الحشر في السراة وظالم الحشر في ألمع وهذا يحمل إشارة لوجود رابط أقوى من مجرد التحالف خاصةً وأن هذه القبائل تنتمي منذ القدم لقبيلة واحده وإن اختلفت المساكن ، وحتى في حالة ثبوت أزدية بعض البطون الصغيرة في ألمع أو في علكم وبني مالك ورفيده أو غيرها من الفروع فإنه لا يعني مطلقاً أن عسير في مجملها عبارة عن تحالف حيث أن وجود بطون من الازد في قبيلة عسير أمر وارد فالأزد موجودة في قبائل عسير وقحطان وشهران بدون أدنى شك وتمتد فروع منها إلى صروم قرب ظهران الجنوب وقد ذكر المؤرخون بعض بطونها في بلاد جنب مثل حماله ألتي أصبحت جزء من قبيلة بني بشر من قحطان ، بل لقد ذكر الهمداني أن بني بشر كلها قبيلة أزديه ، يقول جماعة البارقي :

تلكم الأكرمون من ولـد الأزد لغسَّـان سـادة الـسـادات والمقيمون بالحجازيـن منهـمأرغموا عنهم أنـوف العُـداة ملكوا الطَّود من سروم إلى الـطا ئف بالبأس منهم والثّبـات

ولتعليل وجود قبر الصرد في وسط قبائل عسير التي أجمعت المصادر على عنزيتها فإننا يجب أن نتنبه إلى معنى اسم قبيلة التلادة التي يوجد بها القبر والتي توجد مقسمة في علكم وربيعة ورفيده وبني مالك ، فكلمة (التلاد) تعني لغةً المال القديم وعكسه الطارف و(المجد التليد) هو ذو الأصل القديم الراسخ و(المتلد) هو ‏‏ المالك الأول كما جاء في المغرب في ترتيب المعرب ، ومنه فإن التلاده تعطي إشارة للأصيل ( المالك الأساسي) ، فلربما كانت هذه القبائل الثلاث هي بقية القبائل الأساسية التي بقيت من الأزد في هذه الأرض وامتنعت على عنز بن وائل التي خرجت من تهامه ونزلت إلى جوارها فأطلق على هذه القبائل اسم التلاده أي (الأصلاء) ، وعلى الجانب الآخر ربما أن الصرد بن عبدالله لم يكن أزدياً حقيقةً ، فقد ذكرته بعض المصادر القديمة بإسم الصرد بن عبدالله لجرشي ، وهذا مهم أن نتنبه له خاصةً إذا عرفنا أن قبائل عنز كانت تدخل ضمن وفود الأزد في الفتوحات الإسلاميه بل كانت تظل في البلاد التي تستوطنها معدودة ضمن الأكثرية الأزدية كما كان حال مالك بن زيد بن الحارث بن خديج (العنزي) الذي كان يعد من الأزد في مصر كما يقول الكلبي ، فلعل الصرد كان أزدياً في رواية ابن هشام من هذا الباب .

وأكرر أن الحديث عن نسب عسير وبطونها يجب أن يستند إلى الأخبار التاريخيه في بطون الكتب القديمه فقط أو التعليل المنطقي المبني على الاحداث التاريخيه والشعر العربي القديم والمقاربات المعقوله مع امكانية اسنادها بما تحفظه الذاكرة الشعبه بتحفظ ، ولا يمكننا الحديث عن النسب القديم بناءاً على ما ورد في الكتب الحديثة المستندة إلى كلام غير منطقي أو على الذاكرة الشعبيه فقط والتي نعلم يقيناً أنها لم تكن تعلم ما معنى كلمة عنز بن وائل أو معنى كلمة الأزد أو مذحج أو غيرها ، علماً أن الذاكرة الشعبية القديمة في عسير لا تؤيد إطلاقاً ما اورده شعيب الدوسري ، فالمتعارف عليه بين الناس في عسير وقحطان مثلاً هو قولهم عسير بن عامر وقحطان بن عامر كناية عن أنهم أبناء عمومه ، وهنالك الكثير من الأشعار من الطرفين تصب في هذا الإتجاه ، ورغم ثبوت خطأ هذه المقوله في نسب كلتا القبيلتين إلا أن هذا بعيد تماماً عما قاله شعيب وعما تم توجيه الذاكرة الشعبية له حديثاً .

وما ينطبق على عسير ينطبق على بطونها فمن له رأي يخالف السائد حول نسب أي بطن من بطون عسير إلى غير عسير فعليه أن يأتي بالدليل القاطع الذي لا يقبل الجدل من كتب التاريخ القديمة وعلينا حينها أن نحترم رأيه جميعاً . وعلى كل حال فإن النتيجة المهمة التي نستنتجها من كل ما سبق هو أن عسير قبيلة حقيقيه لها نسب خاص عرفت به منذ القدم وهو إلى جدها (((((عسير))))) كما ورد اسمه في كتب الأنساب ، وليست جبل او حلف أو تجمع من القبائل المجاورة وهذا حسب المعطيات التاريخية المتاحة ، وكل بطونها الحالية في السراة وفي تهامه تنتمي إليها منذ القدم ، وهو ما عليه كل مؤرخي عسير مثل الشيخ هاشم النعمي والمؤرخ علي عيسى عسيري رحمه الله (وإن يكن قد أخطأ في فصل ألمع) والمؤرخ الشيخ حمد الحقيل والمؤرخ عاتق البلادي وقبلهم محمد بن السائب الكلبي وهشام بن محمد بن السائب الكلبي والحسن بن أحمد الهمداني ، وأحمد بن محمد الأشعري القرطبي ، والحسن بن عاكش الضمدي ، ولا يمكن قبول غير ذلك إلا بالدليل ، ومن لديه أي دليل ثابت (وليس من أوهام امتاع السامر) على غير ذلك فليأت به . واختلاف بعض المؤرخين في العصر الحديث حول نسبها ومحاولة البعض التشكيك فيما ورد في كتب الأنساب عنها لا يعني أن هنالك خلاف حقيقي بين المؤرخين حول نسب هذه القبيله في الأساس ، بل الواضح أنه مجرد رغبة شخصية لكل كاتب لسبب من الأسباب الخاصة به ، خاصةً وأن التشكيك حتى الآن لم يبنى على أي أساس معقول يستند إليه . أما بخصوص عدم ذكر بعض بطون عسير الحالية في الكتب القديمه فإن هذا الأمر هو السائد في كل كتب التاريخ ولا يمكن أن تجد قبيلة جميع بطونها الحالية مذكورة في التاريخ القديم أو كتب الأنساب القديمة مطلقاً بل ولا حتى نصفها لأن الأسماء تتغير والفروع قد تمتد لتحتوي الأصول فيذوب الأصل في الفرع كما هو حال قبيلة مطير الغطفانيه مثلاً التي حلت محل القبيلة الأم غطفان أو شمر الطائية التي احتوت كل طي أو عنزه التي دخلت فيها كل ربيعه .... وهكذا ، ففي نفس الوقت الذي وجدنا بطون من عسير لا زالت تحمل نفس الأسماء التي ذكرت في كتب التاريخ قبل مئات السنين في السراة مثل عضاضة ومالك وغنم وفي تهامة مثل شديدة وزيد وهازم وأسلم وثوبان والمنجحه والمغلبه فإن هنالك فروع كثيرة ذكرها المؤرخون لم تعد بيننا ولا شك أنها لم تختفي ولكن أعقابهم حملوا أسماء أجداداً أقرب من أولئك المذكورين ، فأين عقب أبناء تيم بن عسير كل من : زهير ، وسلمة ، وعمرا ، وأين بقية عقب أراشة وأين عقب تولب وعمر وعبدالله وسلمه وجندله .. وغيرهم كثير ؟ ، وأين بقية الفروع التي ذكرها الأشعري في تهامه ؟ ... لا شك أن معظمهم لا زال بيننا ولكنه يحمل إسماً آخر . أدلة أخرى تجعلنا نقطع بأن قبيلة عسير الحالية بفروعها هي قبيلة حقيقيه موجودة منذ العصر الجاهلي تنتمي إلى عنز بن وائل : 1) عندما ذكر أبو عمر (يوسف بن عبد البر النمري) الصحابي الجليل عامر بن ربيعة العدوي حلفاً العنزي نسباً في كتاب (الإستيعاب في تمييز الأصحاب) فقد أورد بعض ما قيل في نسبه فقال : هو عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبد الله بن الحارث بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط‏.‏ وقيل‏:‏ عامر بن ربيعة بن عامر بن مالك بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط‏.

. ومن خلال تسلسل النسب فمن المؤكد أن هذا الصحابي الجليل ينتمي إلى رفيدة عسير فمن الواضح أن من كان ينسبه كان على علم ببطون هذه القبيلة فكان يعدد بطون قبيلة رفيدة العسيرية التي نعرفها حتى الآن ، فهو إما من ربيعة (مساكة الحرب) أو من آل الحارث وهما أكبر فرعي قبيلة رفيدة بل إن إحداها أصبحت تذكر رديفة للقبيلة الأم ، فلم يبق إلا أن يذكر ابن عبدالبر آل عاصمي والتلاده . بل أن من الملاحظ أن اسم عامر قد تكرر في اسم عامر بن ربيعه مرتين وهذا الإسم من الأسماء الشهيرة في قبيلة عسير عامة والذي يتكرر وجوده بها أكثر من غيرها ، إلا أنك لو دققت قليلاً لوجدت أن هذا الإسم نسبة حاملية شخصياً أو أسرياً في ربيعة ورفيدة بالذات يفوق بقية القبائل وحتى أعلام هذه القبيلة لا بد من وجوده فيهم مثل : الأمير/ محمد وعبدالوهاب بن (عامر) المتحمي ، الفريق / محمد بن (عامر) ، اللاعب السابق /(عامر) مانع ، ولا شك أن هنالك الكثير ولكن هذا ما حضرني الآن من المشاهير بل إن كلمة بن عامر أو آل عامر في ربيعة ورفيده تكاد تكون مكرره في كل قرية . 2) ذكر أبو علي الهجري المتوفي بداية القرن الرابع الهجري في كتاب التعليقات والنوادر ما يلي : (وقال: أنشدني شيخ من جرش لثابت بن عبد الملك العريجي. بطن من بني ملك من عنز بن وائل: " الطويل " :

ألا أيها الريح التي نسمـت لنـامن الأفق الشامي طاب نسيمهـا فقد نسمت من نحو من بات حبـهيؤرقني من مضجعي فأرومهـا لأغشم هول الأرض بيني وبينهابليل وفي عرض السماء نجومها فأشفى قلبـي مـن هـواه بلمـةفهو هوى نفس ومـا إن ألومهـا سبتنـي بميـال القـرون كأنـهعناقيد حاكي بـروى كرومهـا إلى كفل نابي المجشـي وبطنهـاكأعطاف ربط حين تبدي علومها إلى قـدم مخصـورة لاقبيحـةولما تشتيهـا بكسـورا تقومهـا أروج الضحا رعبوبة عذبة الشعانشت في غنى جـم ودام نعيمهـا وإنـي لمستسـق لأرض تحلهـاكتيمة وبلا بعـد وبـل جميمهـا تكـون نواشيـه نواغـش كلهـاإلى (عبل) أهضامها فحزومهـا على عيزأن أمست كتيمة حللـت" به " فسقى الرحمن أرضا تقيمها ألا ليت شعري أن أتاهـا مخبـرألا ثابت جـاه لنفـس حميمهـا أمسبلـة بالدمـع منهـا كظننـابها أو تعـزى نفسهـا وتلومهـا

يتبع

رد مع اقتباس