نسب قبيلة عسير وقبائلها :
النسب منقول عن الكاتب صدى تهلل بمنتديات عسير بتصرف عسير هي إحدى أشهر القبائل في الجزيرة العربيه ، بل هي القبيلة الوحيدة التي ارتبط اسمها بإسم دولة وثقت أحداثها وحروبها وتناقلت أخبارها القنصليات العالمية في الشرق الأوسط والصحف العربية والأوروبية ، وتطرق لها معظم المستشرقين الذين زاروا البلاد العربية وكتبوا عنها خلال القرن الثالث عشر كاملاً ، ودورها في العصر الحديث يكاد يكون إستثنائياً في تاريخ قبائل العرب أجمع ، فقد كان لها صولات وجولات في ميادين الحرب والنزال والشعر والعلم والملك والإمارة والمنافسة على كل مكرمه قل أن تجد من يدانيه . إلا أننا في الآونة الأخيره أصبحنا نواجه إتجاه جديد وجاد لنفي وجود عسير على الخارطة القبلية في الجزيرة العربيه ، فالبعض يحلو له أن يتحدث عن من يحمل اسم العسيري على أساس أنهم : مجموعة من سكان مدينة أبها وما حولها بالإضافة للبعض من أهل تهامه حملوا اسم المنطقة لوجودهم حول المركز ولعدم وجود البديل كقولهم الحساوي أو الجيزاني أو القصيمي ... إلخ ... ويقابله قولهم العسيري ، وقد راج هذا المفهوم حتى أن كتب الأنساب التي صدرت حديثاً قد اوردت عسير على انها مجموعة من الأسر النازحه من القبائل المجاورة وليست قبيله ، وذهب آخرون إلى الحديث عن أن عسير عبارة عن قبائل وعشائر مختلفة الأعراق قدمت من الجوار وتحالفت منذ القدم دون أن يوضحوا سبب استدلالهم هذا ، وأفضلهم لم يعترف بها كقبيله بل قال إن عسير اسم يطلق على مجموعة من القبائل أو على مجموعة من الجبال ! . ونحن وإن كنا نعتز بهذه القبائل المجاورة لنا التي تربطنا بهم علاقة الجوار والمصاهرة منذ القدم والمصير المشترك في الماضي والحاضر والمستقبل والثقافة الواحدة المشتركه ، فهي بحق من أعرق القبائل العربية وهي مصدر فخر لنا بالفعل ، ونعلم أن بيننا الكثير ممن ينتسب لهذه القبائل وهو محل احترامنا وتقديرنا ، فعسير جزء من بيئتها المحيطه وهي امتداد للقبائل المجاورة لها وهم امتداد لها منذ القدم ، ودعوى الأنساب القديمة الظنية لا يمكن أن تكون سبباً في التباعد أو التشاحن ، إلا أن الحق أولى بالإتباع ، فالإشارات إلى أننا مجرد تجمع سكاني قدم من القبائل المجاورة ولسنا قبيلة حقيقيه هو أمر مجانب للحقيقه ، يجب توضيح خطأه .
لذا أقدم هذا الموضوع التعريفي بقبيلة عسير نسباً وتاريخاً ووطن للتعريف بهذه القبيله لمن جهل وجودها على الخارطه : ديار عسير ومساكنها : تسكن قبيلة عسير في الجزء الغربي للجزيرة العربية يحدها شمالاً (من الغرب إلى الشرق) محافظة القنفذه من جهة الساحل ثم قبائل شمران ثم بني شهر ثم بارق ثم باللسمر ثم بللحمر ويحدها من الجنوب (من الغرب للشرق) مدينة بيش من جهة الساحل ثم قبائل الريث ثم قحطان ثم شهران ، ومن الشرق يحدها تخوم بلاد شهران ورفيده مابين المسقي إلى وادي مجعل حتى وادي بن هشبل ويحدها البحر الأحمر غرباً ، ولها جزء سروي وهو الواقع حوالي مدينة أبها ويمتد مابين وادي عبل شمالاً إلى القرعاء جنوباً ومن تخوم وادي تاره ووادي مجعل ووادي بن هشبل شرقاً إلى مشارف سهول تهامه غرباً ، ولها جزء تهامي وهو الممتد من جبال السروات وحتى البحر الأحمر ما بين حلي وبيش . وقد كانت عسير في بداية تكوينها إحدى بطون عنز بن وائل التي تسكن السراة مع وجود محدود لها في تهامه ، يدل على ذلك قول الهمداني في صفة جزيرة العرب : فأوطان عسير إلى رأس تيّة وهي عقبة من أشراف تهامة وهي أبها وبها قبر ذي القرنين فيما يقال عثر عليه على رأس ثلاثمئة من تاريخ الهجرة والدّارة والفتيحا واللصبة والملحة وطبب وأتانة وعبل والمغوث وجرشة والحدبة هذه أودية عسير كلها.........
إلى أن قال : والدّارة وأبها والحللة والفتيحا فحمرة وطبب فاتانة والمغوث فجرشة بالإيداع أوطان عسير من عنز وتسمى هذه أرض طود وأما أغوارها إلى ناحية أم جحدم فالذيبة والسّاقة لبني جابرة من شيبة ورأس العقبة لبني النّعمان وهي عقبة ضلع ومن جرش إلى رأس العقبة ثم إلى أسفل عقبة ضلع ثم إلى ياسبين ثم إلى سبتين ثم إلى عفرانين وإلى القوائم ثم إلى أم جحدم .
ومن الواضح أن الهمداني قد وصف بلاد عسير السراة بدقة وأورد جميع أوديتها وقراها الكبرى موزعة في بلاد بني مالك ومغيد وعلكم وربيعة ورفيده ، ولكنه كان على غير ذلك بالنسبة لبلاد عسير في تهامه حيث أشار لها إشارة عامه مع ذكر بعض المواقع جلها من بلاد بني مغيد وبني شعبه وبني زيد في تهامه مما يدل على أنه كتب عنها أثناء وجوده في السراة ، ولم يشر مطلقاً إلى بقية بلاد عسير في تهامه خاصةً الجبلية منها واكتفى بإشارة طفيفه إلى سكان الساحل عند نهاية وادي ريم وعرمرم وحلي عند مروره بتهامه . ثم جاء بعده الأشعري وذكر عسير كقبيلة كبرى في تهامه ولكنه وعلى عكس الهمداني أسهب في ذكر بطونها وفروعها التهامية التي لا زالت تسكن ما بين ضمد وحلي بن يعقوب حتى الآن وأهمل سراة عسير تماماً فلم يورد أي قبائلها ولا أشار لوجودها ، وقد أشار إلى أن أحد هذه البطون استوطن ضمد . وهنا نجد أن أوطان عسير التي أوردها الهمداني في السراة لا زالت كما هي تقريباً ، بينما في تهامة ذكر أنها كانت تمتد حتى القوائم وأم جحدم فقط وهما في أسفل الدرب بقرب البحر الأحمر ، بينما نجد عسير في تهامة أكبر من ذلك بكثير عند الأشعري المتوفي في منتصف القرن السادس حيث تحتوي على قبائل تمتد ما بين حلي وزبيد ، ومن ذلك يتضح أن عسير قد امتدت خلال الفترة الواقعة ما بين القرن الرابع وحتى منتصف السادس شمالا وجنوباًَ على المناطق التهامية الممتدة ما بين حلي وضمد ووصلت في بعض المراحل إلى زبيد ، وهذا يدل على وجود نشاط حربي قوي لهذه القبيلة في منطقة تهامه يدعمه تواجداً عددياً كبيراً خلال تلك المرحله ، ويتضح ذلك أكثر من خلال ذكر ابن خلدون في كتاب التاريخ لقبيلة عسير في معرض حديثه عن تاريخ الدولة المهديه والزيادية في اليمن حيث قال : (ولمـا ملـك الغـز اليمـن أخـذ يحيـى أخـو عيسـى أسيـراً وسيـق إلـى العراق فحاول عليه عيسـى فتخلصـه من الأسر. ورجع إلى اليمن فقتل أخاه عيسى وولي مكانه المهجم من أعمال زبيـد علـى ثلاثـة مراحل عليها وعربها من العسيرة من حكم وجغفر قبيلتين منهم. ويجلب منها الزنجبيل.)
والعجيب عدم وجود أي إشارة لها في كتاب المفيد في أخبار صنعاء وزبيد (الذي حققه الأكوع) وهو الكتاب الذي نقل عنه ابن خلدون كل حديثه عن اليمن بما فيه إشارته إلى اسم عسير مصحفاً ، وللمعلومية فإسم عسير يرد دائماً مصحفاً بحيث يضاف له غالباً أل التعريف حتى في المؤلفات الحديثه كما فعل الجبرتي وبوركهارت والشوكاني ، وقد يضاف له الهاء في آخره أيضاً كما فعل ابن خلدون .
وهنالك بطون من قبيلة عسير متفرقة في الدول العربيه في شمال أفريقيا والشام والعراق وبلاد فارس ينطق إسمها بلهجات مختلفه مثل (العسران) كما في الشرقية في مصر أو (العسيرات) كما في صعيد مصر أو (عسير) كما في بلاد فارس ، او عنز بن وائل كما في الكوفة ، وأسماء بطونها هنالك هي نفسها الموجودة في بلاد عسير إلا أنها تنطق بلهجات مختلفه .
النسب : ألنسب القديم يظل أمر ظني دائماً لا يمكن القطع بصحة ما ورد فيه من تسلسل قديم ، إلا أننا يمكن أن نستجلي من التواتر لدى المؤرخين والاحداث وأسماء الرجال والمقاربات بين الأسماء والاحداث ما يمكِّننا من معرفة المستفيض والمتعارف عليه من نسب قبيلة ما في العهود القديمة والإعتماد عليه في تحقيق النسب ومن ثم استجلاء المزيد من المعرفة عن التاريخ واحداثه ورجاله ، وعندما نحقق النسب فإن المصادر التي يمكن أن نستقي منها النسب يجب أن تكون من كتب الأنساب القديمه والتي كتبت فيما قبل العصر الحديث حيث كان الناس أقرب إلى معرفة أصولهم أو معرفة المتواتر عن نسبهم لديهم ولدى الآخرين والذي بنى عليه المؤرخون الحديث عن أنساب الرجال والقبائل حيث الإهتمام بالنسب كان من أهم العلوم التي يهتم بها العرب في تلك المرحله ، وعندما يتعذر علينا الحصول على مصدر في كتب النسب عن هذه القبيلة أو تلك فإن المصدر الآخر المقبول هو الشعر العربي القديم والإشارات التاريخية إلى رجال القبيلة (وربما كان المصدر الأخير أوثق في بعض الحالات) ، أو البحث في بطون القبائل المشابهة في المسمى أو المتقاربة معها فإذا وجدنا البطون متشابهة في قبيلتين بشكل يجعلنا نستبعد عامل الصدفه فإننا يمكن أن نستند إلى ذلك في إعتبار أي منهما هي الأم للأخرى أو أنهما قبيلة واحده ومن ثم يمكن استنتاج النسب الصحيح بدراسة ما يرد لدى الفرعين من أسماء وأخبار ومن ثم الإجتهاد والمقاربة مع ما في الكتب القديمة من أخبار وأنساب وأشعار بطريقة منطقيه ، أما غير ذلك فلا يمكننا أن نركن إلى مؤرخ في العصر الحديث يقوم بتركيب أنساب ما أنزل الله بها من سلطان ولم نجد لها أي أثر في كتب التاريخ والأنساب ثم نعتبر ما قاله هو الحقيقه لمجرد رغبتنا في ذلك ، لأننا حتى وإن أصررنا على ذلك فإن الآخرين لن يصدقوا ما قلناه وإن صدقونا الآن فإن الحقيقة ستنكشف غداً بعد أن نكون قد بنينا عليها جبالاً من الأساطير التي ستكون مخجلة لنا حينها ، وكما يقول المثل الصيني (تستطيع أن تكذب على البعض كل الوقت أو على الكل بعض الوقت ولكنك لا تستطيع الكذب على الكل كل الوقت) ، وقد لاحظت أن جميع من وضع مشجرات لقبائل الأزد من النسابة والمؤرخين من خارج عسير لم يضع عسير ضمنها رغم الزخم الكبير الذي أوردته الكتب العسيريه الحديثة حول أزديتها ورغم القصائد العسيرية المشهوره التي افتخر شعراءها بالأزد كأصل تفخر به عسير ما عدا ما كان كتبه الجاسر قديماً في كتاب غامد وزهران ثم عدل فيه كثيراً في الطبعات الاخيره ثم رجع عن رأيه فيه حول نسب عسير لاحقاً كما يقول هاشم النعمي ، أو ما كتبه الدكتور عمر بن غرامة العمروي حفظه الله والذي لم يسانده أحد من البقيه حتى من قبيلته رجال الحجر كالأسمري مثلاً ، بل وجد الكثير من النقد حول ذلك ، فكل ما نفعله في حالة استمرارنا على هذا النهج هو أننا سنقطع صلتنا ولو مؤقتاً بالأصول المعروفة في كتب النسب وبتاريخ المنطقة ورجالها ، فيما لن يقر لنا الآخرون بالأنساب الجديدة التي اخترناها رغبة لا حقيقةً ، وهو ما لاحظته من خلال إصرار البعض على إتباع ما قاله شعيب الدوسري عن نسب قبيلة عسير والذي أخذ الكثير من كتابنا ومؤلفينا يرددونه في كتبهم ثم أخذوا قول امتاع السامر حرفياً حول أنساب فروع عسير دون أي تمحيص أو بيان
يتبع