باحثون: النجوم لا علاقة لها بالظواهر الجوية أو حالة الطقس
الباحثون أكدوا أن النجوم لا يظهر منها الا الضوء
عبدالرحمن إدريس ـ الدمام
علاقة النجوم بالظواهر الجوية أو حالة الطقس ظلت مثار تساؤلات في الفترة الأخيرة، ولا يزال علماء الفلك يتحدثون عن هذه العلاقة وهناك العديد من الدراسات والبحوث التي تطرقت الى هذه القضية التى لا تزال محل بحث ودراسة . «اليوم» ناقشت القضية مع العديد من الأكاديميين.
بداية تقول الباحثة الفلكية رباب القديحي انه لا علاقة للنجوم بالمظاهر الجوية أو حالة الطقس , فعلم الفلك ليس له علاقة بعلم الارصاد الا من ناحية التكامل، ففي الوقت الذي يكون مجال علم الفلك دراسة كل ما هو خارج الغلاف الجوي يكون الغلاف الجوي وما بداخله مجال دراسة الارصاد الجوية، والنجوم تقع على مسافات بعيدة عن الارض فلا تأثير لها في الطقس وما نراه منها هو ضوء انطلق قبل سنوات وليس بحديث، من ذلك نجم قلب العقرب الذي يبتعد عنا بـ 600 سنة ضوئية, وما ينسب للطوالع والانواء هو أشبه بالتقويم عند قدماء العرب ليس الا، وليس بسبب تلك النجوم ويعود الشتاء والصيف علاقة باتجاه اشعة الشمس على الارض وبسبب ميلان محور الارض عن مستوى دورانها حول الشمس، مع العلم أن الارض تكون أبعد ما يكون عن الشمس في صيف شمال الكرة الارضية.
أما بالنسبة للربط بما يحدث على الارض بالنجوم ما هو الا نوع من أنواع الاميّة الفلكية التي تعطي علم الفلك أكثر من تعريف وأكثر من تخصص، ربما هو يشترك معها ولكنه ليس الاساس فيها كمن يعتقد بأن الفلك والارصاد شيء واحد ولكن الحقيقة هو وجود اختلاف بينهما، كما اوضحت أن الفلك يعنى بدراسة كل ما هو خارج الغلاف الجوي والعكس صحيح بالنسبة لللارصاد، كذلك الربط بين الفلك والتنجيم فالفلك هو دراسة الاجرام من حيث حركتها ونشأتها أما التنجيم فهو الذي يربط حركة النجوم بمصير الانسان, اذ يشترك الفلك مع التنجيم في تقسيم منطقة الكوكبات النجمية الى 12 سابقا والان عند الفلكيين الى 13 ولا زال المنجمون يستخدمون تقسيم 12 وهذا شيء اصطلاحي او اختياري وهذا ليس جزءا من العلم كما انه يختلف عن تقسيم الارض مثلا الى خطوط طول ودوائر عرض.
والجانب الآخر هو معرفة الكواكب في اي برج كل يوم هي معلومات علمية، ولكن التنبؤات هي التي تكون خاطئة وبعيدة عن العلم لان العلم مبني على مبدأ اساسي يجب ان تكون الفرضية التي يطلقها أي عالم قابلة للتأكيد أو النفي وهذا يتنافى مع التنجيم الذي يستخدم العبارات المطاطة التي تكون عامة ومناسبة لجميع الناس فيعتقد كل شخص ممن يقرأ الابراج انها تناسبه متناسياً أن هنالك ملايين من البشر ولدوا معه في هذا اليوم ولم يطابق كلام البرج واقعهم.
الشهب تعرف بمكونات من الكتل الصخرية التي تسقط متجهة نحو الأرض وتحترق في الغلاف الجوي كليا قبل أن تصل كوكبنا ولهذا تظهر في السماء بشكل ومضات سريعة لثوان معدودة.وحول زخات الشهب الحالية أوضحت القديحي عدم صحة التوقعات بظهور النيازك في موسمها مماثلا للكرة النارية في سماء منطقة الرياض مؤخراً وعبرت الأجواء بسلام، وقالت ان الشهب تعرف بمكونات من الكتل الصخرية التي تسقط متجهة نحو الأرض وتحترق في الغلاف الجوي كليا قبل أن تصل كوكبنا ولهذا تظهر في السماء بشكل ومضات سريعة لثوان معدودة.
وشهب «برشاوس» التي تخرج من كوكبة برشاوس النجمية التي أطلق عليها العرب قديما «حامل رأس الغول» تنشط الليلة وتصعب مشاهدتها في ضوء القمر، بينما تستمر حتى تبلغ ذروتها فجر 14 أغسطس بـ 80 زخة كل ساعة , وهي من مخلفات مذنب «سويفت تتل» الذي يتوقع زيارته للشمس كل 130 عاما.
وحول دور المواقع في الانترنت من جانبي نشر المعرفة الفلكية وزيادة الغموض واحداث الرعب وهي تقدم اكتشافات تنذر بتصادم الكويكبات التي تهدد الارض تقول المدربة الفلكية القديحي ان المواقع في الانترنت ساهمت في نشر الوعي الفلكي ولكن الخطأ الذي يحدث دائما ويثير الرعب هو عندما ننقل عن ظاهرة طبيعية وبسيطة عن اقتران القمر بأحد الكواكب مثلاً من أحد المواقع الاجنبية ويكون هناك خطأ أو تضخيم في الترجمة لإثارة القلق لا أكثر والناس تصدق هذه المقولات وتنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتزيد عليها والبعض عند دخوله مصدر الخبر لا يجد هذا التهويل فبعض الكويكبات التي قيل إنها ستدمر الارض مرت وانتهى مرورها بسلام، ومن الترجمة الدقيقة أنها سوف تكون قريبة من مسار الارض وليس تصادما للارض، وهناك مبالغات كثيرة عن الظواهر الفلكية لجهل الناس بما يحصل في الكون واعتقادهم أن كل ظاهرة تحدث يكون معها نهاية العالم فيدب الخوف والرعب، وتضيف القديحي: ننبه أي شخص يستفسر عن ظواهر فلكية بإرسال الرابط او المصدر للتحقق من صدق أو كذب الخبر ، والواضح أن اغلب الظواهر الفلكية التي تكون مرعبة للناس تأتي بدون روابط، ومن جملة التصورات التي نتعايش معها في الواقع انك تكتشف مدى التأثيرات في التعاطي مع المعلومات غير الموثقة علميا وتلك التي تضيف تجهيلا عندما تقدم ظاهرة فلكية بالتهويل.
رأس الغول
نجم العقرب