المصدر : جريدة الخليج الإماراتية
( الخليج الاقتصادي )
تاريخ النشر: 11/08/2014
تضرب بلداناً يبلغ تعداد سكانها 42 مليون نسمة
موجة الـ ”نينو” تهدد المحاصيل الاستراتيجية لمزارعي أمريكا الوسطى
تتعرض أمريكا الوسطى لموجة من الجفاف، سببها ظاهرة ال"نينو" المناخية، أتت حتى الآن على ألوف رؤوس الماشية وباتت تهدد محاصيل الذرة والفاصوليا في دول تشكل الزراعة فيها مورداً أساسياً .
وقبل أيام، ذكر مسؤولون في وزارة الزراعة في غواتيمالا للصحف المحلية أن "كثيراً من المزارعين فقدوا محاصيلهم وكل ما كانوا يدخرونه لقوتهم، وكثير منهم يبكون" . ويبدو ان اكثر الدول تأثرا بظاهرة ال"نينو" المناخية هي نيكاراغوا، إذ اعتبرت حكومتها ان البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف منذ العام 1976 .
وبدأ موسم الحصاد في مايو/أيار، وهو يستمر حتى شهر أغسطس/آب، وبحسب الاتحاد الوطني للمزارعين ومربي المواشي فإن المرحلة الاولى منه لم تثمر شيئاً .
وإضافة إلى ذلك، أتى الجفاف على 2500 رأس ماشية في نيكاراغوا، فيما تعتبر 700 ألف أخرى عرضة لمصير مماثل .
في هندوراس، ينتظر السكان المطر بين منتصف مايو/أيار وآخر نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن موسم المطر جاوز نصفه ولم تهطل قطرة مياه واحدة .
وأصابت أضرار الجفاف 70% من مزروعات الذرة و45% من الفاصوليا، وهي تهدد بذلك 72 ألف عائلة تقتات على الزراعة، وهو ما دفع السلطات إلى اعلان حال الطوارئ في أجزاء من البلاد .
وتقول السلطات في السلفادور إن البلاد فقدت 10% من محاصيل الذرة، فيما تتحدث غواتيمالا عن أزمة تصيب 120 ألف عائلة وخسائر بقيمة 45 مليون دولار . في كوستاريكا، بلغت الخسائر على المزارعين حتى الآن 16 مليون دولار، وعلى مربي المواشي ثمانية ملايين .
وإلى الجنوب أكثر، تصل آثار الجفاف إلى كولومبيا التي تعاني نقصاً في المياه اسفر عن نفوق 30 الف رأس ماشية . ويعود السبب في موجة الجفاف القاسية هذه إلى ظاهرة ال"نينو" المناخية التي تؤدي إما إلى جفاف قاحل، وإما إلى فضيانات مغرقة .
وتسجل هذه الظاهرة المناخية مرة كل عامين على الأكثر، وقد لا تتكرر قبل سبعة أعوام أحياناً . وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن إمكانية وقوعها هذا العام تصل إلى 80% .
وتؤثر هذه الظاهرة بشكل كبير في المناخ العالمي، وهي تتمثل بارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط الهادئ .
والمرة الأخيرة التي سجلت فيها ظاهرة ال"نينو" كانت بين العامين 2009 و2010 . وقال لويس فرناندو الفارادو الباحث في معهد علوم الارصاد الجوية في كوستاريكا "ما نراه حالياً هو من نتائج ظاهرة ال"نينو"، وهي ظاهرة تتفاعل فيها حرارة المحيط مع الجو" . فعندما ترتفع حرارة المحيط تنتقل إلى الجو، وتسبب تغيرات في الرياح والأمطار في دول أمريكا الوسطى والساحل الغربي لأمريكا الجنوبية .
ويرجع بعض الخبراء الجفاف إلى قطع الغابات . في العام ،2011 أعلنت الأمم أن تصحر الغابات في أمريكا الوسطى انتقل خلال عشرين عاماً من 54 ألف هكتار إلى 74 ألفاً سنوياً .
واتخذت سلطات دول المنطقة إجراءات طارئة منها استيراد الذرة من الولايات المتحدة والمكسيك والفاصوليا من إثيوبيا .
وعمدت هندوراس إلى تقنين الطاقة الكهربائية، إذ إن مخزون المياه فيها في أدنى معدلاته .
وتسعى سلطات دول أمريكا الوسطى إلى التوصل لسياسة لمواجهة هذه الظاهرة التي تضرب بلداناً يعد أكثر من 60% من سكانها البالغ عددهم مجتمعين 42 مليون نسمة، تحت خط الفقر . (أ .ف .ب)