
2013-11-09, 09:06 PM
|
عضو متميـز
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: الدمام
المشاركات: 2,586
جنس العضو: أنثى
|
|
الـريـــــــــــح
قال تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ
وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [البقرة: 164] .
قال السعدي رحمه الله في قوله تعالى :( وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) :
"باردة وحارة وجنوباً وشمالاً وشرقا ودبوراً وبين ذلك، وتارة تثير السحاب وتارة تؤلف بينه
وتارة تلقحه وتارة تدره وتارة تمزقه وتزيل ضرره وتارة تكون رحمة وتارة ترسل بالعذاب" .
فتصريفها تقلُّبها بين هذه الأمور
جاء ذكر كلمة (رياح) في القرآن الكريم عشر مرات
وذكر لفظة (ريح) أربع عشرة مرة
ولفظ (ريحًا) أربع مرات.
وجاء ذكر الرياح مجموعة دائما مع الرحمة
(مبشرات, حاملات, مرسلات, ناشرات, ذاريات, لواقح).
وإن كل مرة ذكر فيها الريح مفردة
تكون مقترنة بالعذاب (عاصف, قاصف, عقيم, صرصر).
إلا في سورة يونس في قوله تعالى: {جرين بهم بريح طيبة} (الآية 22),
وسورة يوسف في قوله تعالى:
{ لما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون}(الآية 94).
الفرق بين الرياح والريح:
تستعمل كلمة ريح مع التهديد والعقاب والتخويف ومثال ذلك قوله تعالى:
((,اما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية)) سورة الحاقة
اما الرياح فتأتي كدلالة على البشرى والخير ومثال ذلك قوله تعالى:
((و هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته) 57/الأعراف
لقد ذكر الله تعالى لنا شيئاً من فوائد هذه الآية الكونية ومن ذلك
نقل السحاب إلى الأرض الميتة ..
قال تعالى :( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ
فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأعراف: 57] .
وقال :( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ) [السجدة:27] .
ومن طرق سَوْقِ الماء: نقل الريح للسحاب .
وقال:( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا
فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ *
وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ
بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [الروم: 48-50].
تلقيح النبات .
قال تعالى:( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ) [الحجر: 22] .
تلقيح النبات بالعوامل الطبيعية يكون بواسطة الحشرات، والطيور، وبواسطة المياه، وبواسطة الريح،
وهو ما يُسمَّى بالتلقيح الريحي .
والتلقيح الريحي ضروري في عملية الإخصاب، لا سيما للنباتات التي لا تنجذب إليها الحشرات،
فتنقل الريح (حبيبات اللقاح)، من العناصر الذكورية في النبات إلى العناصر الأنثوية، فيتم الإخصاب بإذن الله .
تحريك السُّفن.
قال تعالى:( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور) [الشورى: 32-33] .
حتى السفن التي تعمل بالمحركات والوقود، لابد من وجود الهواء حتى تتم عملية احتراق الوقود،
ولا يمكن لهذه الأجهزة أن تعمل بكفاءة إلا بهواء التبريد، ولا زالت هذه الأنواع من الفلك التي تجريها
الرياح مسخرة للبشر، فتبقى منة الله في الآية باقية ما بقي الليل والنهار .
تضفي على النفوس فرحاً وسروراً.
فالرياح من الآيات التي تدخل السرور على النفس، ويُستبشر بها، قال تعالى :
( وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا ) [الفرقان: 48]
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ) : فتفرح النفوس بالرياح ..
( وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ) : بالمطر الذي تحمله الرياح ..
( وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) : والفلك تحركها الرياح ..
( وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ) : بتجارة البحار التي تحرك الرياح بواخرها ..
(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ): تشكرون الله على نعمة الرياح .
والريح اليوم
تعدُّ مصدراً من مصادر الطاقة، فطواحين الهواء
استمدت فكرتها من هذه الآية الربانية الكونية
أسماء الرياح:
1 - الاعصار: الريح التي تهب من الارض الى السماء كالعمود.
2 - البليل: الريح الباردة ذات الندى.
3 - الجاملة والدروج والنووج: الريح السريعة المر.
4 - الجنوب: التي تهب من نقطة الجنوب.
5 - الحاصبة والحصباء والحاصب: التي تجيء بالحصباء.
6 - الحرجف والحرجوج: الريح الباردة الشديدة.
7 - الحرور والبارح: الريح الحارة.
8 - الحنون والمهداج: التي لها حنين «صوت».
9 - الخريق: الشديدة البرد تخترق الثياب.
10 - رادة: الريح الهوجاء التي تذهب بكل الاتجاهات.
11 - الراعفة: الشديدة المطر.
12 - الزعزاع والزعزع والزعزعان: التي تحرك اغصان الشجرة بشدة وتقتلع الاشجار.
13 - الزوبعة: التي تهب من الأرض نحو السماء مثل الإعصار.
14 - السجسج وريدة وريدانة: اللينة المعتدلة.
15 - السمهج: الريح السهلة.
16 - السموم: الريح الحارة.
17 - السينهوج والسيهج والسيهجة والسهوج والسيهوج: الريح الشديدة.
18 - الشمل والشمل والشمال: التي تهب من نقطة الشمال.
19 - الصبا: التي تهب من نقطة الشرق.
20 - الصرصر والخازم والعرية: الريح الباردة.
21 - العاصف والهيج والنيرج والنورج: الريح الشديدة.
22 - العقيم: التي لا تقلع الشجر ولا تحمل المطر.
23 - اللواقح: التي تلقح الشجر.
24 - المتناوحة: التي تهب من جهات مختلفة.
25 - المعجاج والهبوة: التي تثير الغبار.
26 - الملاح: التي تجري بها السفينة وبه سمي الملاح ملاحاً.
27 - النافخة: الريح التي تبدأ بشدة.
28 - النكباء: الريح التي وقعت بين ريحين.
29 - النسيم: الريح بنفس ضعيف.
30 - الهجوم: الشديدة التي تقتلع الخيام.
31 - الهيف والهوجاء: الحارة التي تهب من جهة اليمين.

الدعاء عند هبوب الرياح:
وقد كان للنبي - عليه الصلاة والسلام - أدعية وأذكار عند تبدّل المُناخ في الأحوال المناخية المتعددة،
فالدعاء يسن عند هبوب الرياح لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"الريح من رَوح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها واستعيذوا من شرها". صحيح ابن حبان.
فقد يكون في هذه الرياح أحياناً أضرار كثيرة، وقد تأتي بالأعاصير،
وفد تكون لقاحاً للأشجار والنباتات والزرع عموماً، ويستفيد منها الإنسان والنبات


|