
2012-11-11, 11:57 PM
|
عضو متميـز
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: الدمام
المشاركات: 2,586
جنس العضو: أنثى
|
|
بين الحياة والموت
عامٌ تولى و انصرم، بين مولود ومفقود، وباك وضاحك،
كم استبشرنا فيه بمولود فرح به أهله وأقاربه، فمن مهنٍ ومن مهدي،
ملأ عليهم بيتهم، وغمرهم بالفرحة والأنس، فهم به فرحون، وعليه خائفون، وبتربيته قائمون.
وكم ودعنا فيه من أحبةو فقدنا فيه من أعزة أسلمناهم إلى الردى والبِلى وتركناهم في مكان موحش مظلم
ووالله كما ودَّعنا فسوف نُودَّعْ وكما بكينا فسوف يُبكى علينا وكما حَمَلْنا فسوف نُحمَل وكما تَركنا أحبتنا فسيتركوننا.
أتيتُ القبورَ فناديتُها ... أين المعظَّمُ والمحتقر!
تفانوا جميعا فما مخبرٌ ... وماتوا جميعا ومات الخبر
قال عمر بن عبد العزيز:
إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله على أهلها منها الظَّعَن- أي التحول والانتقال
والسير منها إلى غيرها-، فكم من عامرٍ موثَّقٍ عما قليل يْخرَبُ، وكم من مُقيمٍ مغتبِطٍ عما قليل يظْعَنُ
فأحسنوا رحمكم الله منها الرِّحَلة بأحسنِ ما بِحَضْرَتِكُم من النُّقْلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
أهذه هي الدنيا؟!!
قد فضحها والله الموت فأي هناء فيها ليس الموت مفسده
وأي نعيم فيها ليس الموت قاطعه؟!
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها *** منازلُكَ الأولى، وفيها الْمُخيَّم
ولكننا سبْيُّ العدوِّ؛ فهل تَرى *** نعودُ إلى أوطانِنا ونسلمُ؟!
وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأَى *** وشطَّتْ به أوطانُهُ فهو مُغْرمُ
وأيُّ اغترابٍ فوقَ غُربتِنا التي *** لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ
[flash=https://saaid.net/flash/sa127.swf]WIDTH=350 HEIGHT=400[/flash]

|