هوجاسه 50
جمعة أيام زمااان ..
كان جدي رحمه الله ـ بعد أداء صلاة الجمعة يقف عند الباب وينادي بالقهوه ـ ولم يمر يوم جمعة قط ، مالم يجتمع الربع في مجلسه يوم الجمعة وحتى أذان العصر ، كان يوم الجمعة يوما مخصصا للسلام على كل من تقابله وتدعوه للقهوه وتبادل اخبار الأسبوع التي سمعوها ، والتقصي والسؤال عن كل من غاب .. يالها من أيام جميله فيها المودة والتواصل .
أم جمعة هذا الزمن فإنهم يأتون إلى الصلاة بعيد حضور الإمام .. وما أن ينتهي الإمام ، وكأنهم سمعوا إنفجارا أو مصيبة فإنهم يستعجلون دفعة واحدة تخرج من المسجد ، وكأن خلفهم من يجلدهم .. يخرجون وكل عينه لا تأتي بعين أحد .. كل مرخ راسه ، إنهم لا يرغبون في السلام على أي أحد .. يتفارسون الأحذية أعزكم الله وكل يذهب إلى بيته ليكمل نومه أو يتسابقون على محلات قلي الاسماك ليظفر بسمكة لزوجته التي لا تطبخ في يوم الجمعة (إجازة) ، ولا يمكن أن تزور جارا أوزميلا دونما سابق إنذار وكأنك أتيت لتتقصى أسراره أو تكتب تقريرا أمميا عن مستوى معيشته ، أو نظافة بيته الذي يعف برائحة سمك الجمعة على حد قولهم ... !
ما أبعد جمعة أجدادنا عن جمعة أولادنا ..
تحيتي