إنتاج الوقود الحيوي عملية بيولوجية معاصرة أم تهديد للأمن الغذائي

إنتاج الوقود الحيوي عملية بيولوجية معاصرة أم تهديد للأمن الغذائي
يعالج علماء الطاقة والبيئة تلك الجدلية المتمثلة بتنامي الطلب على الطاقة في ظل الهدر المفرط للوقود السائل طارحين حلول بديلة منها اعتماد الوقود الحيوي الذي لن يكون بمثابة العصا السحرية التي ستنهي كوارثنا البيئية، ولكنه ربما يحل محل 10 أو 20% من استخدامنا الحالي لوقود الديزل الأحفوري، ونحن اذ نقوم بالتحول الضروري إلى مستقبل أكثر استدامة فإننا نتعلم العيش بأناقة مع القليل، وهذا ممكن تماماً، في وقت يرى البعض ان انتاج الوقود الحيوي من شأنه ان يهدد الأمن الغذائي للدول الفقيرة .
الوقود الحيوي عملية بيولوجية معاصرة
يقدم الباحث البيئي كريغ بال دراسة عن الديزل الحيوي وطاقة الرياح والحطب والطاقة الشمسية ومضخات الحرارة والسيارات الكهربائية، عبر طرح مجموعة كبيرة من المواضيع الأخرى التي ترتبط بالعيش في عالم ما بعد الاستغناء عن الوقود الأحفوري ومشتقاته من الكربون. حيث استطاع في السبعينيات من القرن الماضي ان يوفر لمنزله الطاقة دون الاعتماد الشبكة، بل من برج يعمل بطاقة الرياح يرتفع 80 قدماً على سطحه ويوفر الحاجة من الطاقة الكهربائية.
ويرى كريغ إمكانية جديدة أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام، يوفرها الديزل الحيوي لتزويد البشر بالطاقة. ويفترض أن الديزل الحيوي يمكنه أن يحل محل تلك العملية البيولوجية القديمة التي تمثلت في الضغط المزمن الذي أفضى إلى تحويل المواد العضوية تحت وطأة الزمن إلى نفط. فقد صار بالإمكان إطلاق عملية بيولوجية معاصرة: يتم فيها تحويل محاصيل فول الصويا، وبذور اللفت، وربما الطحالب، التي يزرعها فلاحو اليوم، إلى وقود ديزل بديل، يعمل بصورة جيدة في مركبات "فولكسواجن" وشاحنات "ماك"، وحافلات المدارس- وحتى في المواقد والأفران التي تعمل بوقود النفط في قبو المنزل. إنه حقاً حل رائع، يقدم سوقاً جديدة للمزارعين الذين يعانون من وطأة الضغوط، ناهيك عن أنّه بدأ يسهم في حل بعض المشاكل البيئية الأكثر إلحاحاً