
2007-11-02, 12:56 AM
|
عـضـو ذهـبـي
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124
|
|
في بيت ثمودي
للمفسرين فيمن آمن من ثمود قولان, أحدهما أنهم خرجوا من ديارهم حين أنذر قومهم العذاب ثم عادوا إليها فيما بعد, وقول يرى أصحابه أنهم خرجوا من ديارهم ومواطنهم ولم يعودوا إليها, ولا أريد أن أناقش الرأيين برغم أن لي فيهما قول, ولكن الذي لا مرية فيه أن أبناء إسماعيل سكنوا هذا الجبل وعرفوا بيوت ثمود وسكنوها وبنوا على منوالها ما يناسب أجسامهم وحاجاتهم, لقد وجدوا جبالاً منحوتة وتحت البعض منها بيوتاً سليمة أو متهدمة فكانت لهم خير مرشد, ولا يزال البعض القليل من الناس يبني مثل هذه البيوت ويسكنها, وقال لي أحدهم إن الذباب لا يدخلها وإذا صح هذا القول فذلك يعود لهندسة النحت, ولقد تيسر لنا دخول بيت ثمودي مهجور منذ أمد بعيد, يتكون من غرفتين منفصلتين متجاورتين, يمثل الجزء المنحوت من الجبل الجدار الداخلي الخلفي لكل غرفة, كما يكون الجبل جزءاً من السقف, أما ما تبقى من السقف فمن القلام وجذوع الشجر, وإحداهما أوسع من الأخرى, يغلب على ظني أن الصغرى كانت مطبخاً والأخرى سكناً, فجدار الصغرى يضرب إلى السواد, إذ تبدو عليه ما يشبه آثار الدخان المتصاعد عن الطبخ, وبجوار الغرفتين حائط متهدم أظنه كان يستعمل زريبة للمواشي, ربما أنه كان متصلاً بذروة الجبل ليكون دافئاً للماشية في فصل الشتاء, وفي الغرفة المطبخ وجدنا رفاً موضوعاً عليه بعض الآنية غير المستعملة في وقتنا الحاضر, و لقد كانت تستعمل في الماضي القريب, وجدناها موضوعة على رف من الصخر, وهذا الرف يتكون من صفاة مثبتة في الجدار بثقل ما فوقها من الحجارة المرصوصة فوق بعضها وبقليل من الخلب, والجدار المبني فيه خلب من الداخل يسد فراغاته, وليس هو على هيئة ملاط يجعل الجدار أملس, كما نفعل بالجص والإسمنت, أما الباب فمنخفض جداً في الغرفتين يحتاج الداخل إلى الانحناء كثيراً حتى يلج فيه, وباب الغرفة التي للسكن له مصراعان, أظنهما من خشب السدر, أما باب المطبخ فمن مصراع واحد وفتحة الباب ضيقة, وهذا يدل على نحافة أجساد ساكنيه,لقد كان دخولنا الغرفتين غير مريح, بل يثير الضيق وهو لمرة واحدة, فكيف كان ساكنو هذا البيت يدخلون ويخرجون آناء الليل وآناء النهار, ومرد ضيق الأبواب في هذا البيت الثمودي فيما أظن عائد للعرف والعادة ولدفع برد الشتاء ولذوق سكانه, وإن كان يوحي بقصر قامات ساكنيه ونحافة أجسادهم, وقد رأينا بيوتاً على شاكلته أبوابها في علوّ أبوبنا أو تقل شيئاً يسيراً, وكانت رؤيتنا لها عن بعد يسير, ولقد أثار تعجبي عدم وجود أي رائحة غير مستحبة في هذا البيت المهجور, وكأن ساكنيه غادروه قبل وصولنا بأيام.
الغرفتان الثموديتان في الأعلى.
صورة رقم (65)
إحدى الغرفتين من الخارج (البناء قديم ومتقن).
صورة رقم (66)
الجدار المبني من البيت الثمودي (من الداخل).
صورة رقم (67)
مشجب من الخشب مثبت في الجدار المبني.
صورة رقم (68)
البيت الثمودي من الداخل "غرفة الطبخ" (الشامية).
" الجدار المنحوت من الجبل"
صورة رقم (69)
أخشاب السقف في البيت الثمودي.
صورة رقم (70)
القطعة البيضاء في الصورة هي مفتاح من الخشب للباب موضوع على نتوء من الجدار المنحوت من الجبل.
صورة رقم (71)
رف من الصفا مثبت في الجدار المبني من الحجارة بالخلب وبثقل الحجارة التي تعلوه.
صورة رقم (72)
سارية البيت الثمودي التي تحمل السقف المكون من القصب وأغصان الشجر.
صورة رقم (73)
آنية وجدناها في البيت الثمودي.
(ليست ثمودية كانت تستعمل إلى عهد قريب).
صورة رقم (74)
يتبع

|