
2007-11-02, 12:35 AM
|
عـضـو ذهـبـي
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124
|
|
ما بعد إجازة البحث
بعد أن استوفيت تصوير الآثار في جبل القهر, أو هكذا خيل إليّ, تقدمت بالبحث الآنف إلى فرع وزارة الإعلام بجدة أطلب إجازته, بصفتي أول من تعرف على تلك الآثار, وأول من وثقها وقدم لها رؤية تاريخية مؤسسة على حجج, لا ينقص قيمتها أنها جاءت من غير متخصص, ولا أحسب ذا معرفة يدير لها ظهره بسهولة ولا أظن الآثاريين سيذهبون بعيداً عما ذهبت إليه, ولكني بعد أن أجزت بحثي وجدت آثاراً ذات أهمية وإن كانت محدودة العدد, وسأذكرها تالياً, والعثور عليها يؤكد الحاجة إلى المزيد من الجهد والوقت والإمكانيات, سيما إذا عرفنا اتساع جبل القهر ولكني صرت متيقناً أن التسول على أبواب المساجد أكرم بالمرء من البحث عن ممول لأمر علمي يعود نفعه على الوطن, وبسبب قناعتي هذه فضلت أن أعمل بقدراتي التي لا تسمى وأتجرع الصاب, ولا ألتفت لما يجنيه من لا يعملون ويؤذي نفوسهم أن يعمل الآخرون, ولعمري الصاب خير من المن والسلوى تجنى بسيمياء التزلف. أولها: لوحة أكف الصبية: قبل أن أتحدث عن هذه اللوحة أود أن أذكر ملحوظة مهمة عن رسومات جبل القهر فهي تنقسم إلى قسمين, الأول يتمثل في حفر يسير جداً في الصخر لرسومات غير ملونة وأظن هذا الأسلوب كان سابقاً, والقسم الآخر يتمثل في رسومات طبعت بما يشبه الريشة ملونة باللون الزهري وتمثل مرحلة تالية تدل على تطور مدني وأجيال تالية للأولى, ولوحة أكف الصبية في الواديين من النمط الأخير الملون, بل لفت نظري وجود خطوط مرسومة بعضها صاعد وبعضها ساقط, ولم أجد مثل هذه الخطوط في أي لوحة أخرى, وهي لاشك تعبر عن شيء, كتعبير الحروف عن الكلام, وإن كان بصورة بدائية, بل أظنها أول أشكال الكتابة في جزيرة العرب, إن لم يكن في العالم, وعدد الأكف إما أربعة أو خمسة وكل كف يشي بعمر صاحبه وجميعهم أغيلمه ما بين الصبا وبواكير الشباب, وهذه الأكف والخطوط مرسومة في صخرة قد قطعت بنفس أسلوب القطع الذي يحفظ الرسومات من عوامل التعرية وأحد الأكف كأنما حمل على عصا, وأسفل من الخطوط صورة ذات ثلاث شعب استوقفتني كثيراً وتأملتها ملياً, عند رؤيتي لها أول وهلة قلت ربما تكون صورة لزهرة ترمز إلى أن الصبية ماتوا وهم في عمر الزهور, ثم عدلت عن هذا الرأي وقلت لعلها رجل طائر قتل أولئك الأطفال, وتراجعت عن هذا الرأي لأقول لعلها ترمز لكوكب ما, ثم ترجح لديّ أنها صورة للشمس ولعل تلك الأمة كانت تعبد الشمس, ووجود الشمس في اللوحة تعبير عن صعود أرواح الصبية إلى الإله الذي يعتقدون, والسؤال الأهم من هذا, ما الذي جعل أصحاب تلك القرية يخلدون هؤلاء الصبية في لوحة؟, لعل السر يكمن في حادثة موتهم, ورممهم لا تزال موجودة جماجم وبقية من عظام نخرة, وربما يكمن الجواب عن سبب موتهم في صورة الكف المحمول على العصا, وفي كتب التاريخ ذكر لمقتل أبناء قوم من ثمود وردت بصورة لا يقبلها العقل, لعل حادثة القتل صحيحة ولكن القصة تحولت إلى أسطورة مع تعاقب الأجيال, فمن المعلوم أن من آمن من ثمود ظل نسلهم يتعاقب حتى اتصل بالعرب, إن لم يكن العرب منهم, و ظلت قصة هلاك من هلك منهم تداول حتى نزل القرآن وجاء ذكرهم فيه بالسرد القرآني الموجز فمازج الرواة بين ما لديهم من أساطير وما في كتاب الله, ومن ذلك قصة قتل الصبية أو قتل الأبناء حسب ما ورد في كتب التاريخ, وسأجتزئ منها هنا اللب والخلاصة, وعلى من يريد الإستزادة أن يرجع إلى كتب التاريخ,فقد ذكر المؤرخون ومنهم الطبري أن نبي الله صالحاً حين أوحى الله إليه أن قومه سيعقرون الناقة قال لهم ذلك فقالوا: ما كنا لنفعل قال: لا تعقروها أنتم, أوشك أن يولد فيكم مولود يعقرها, قالوا ما علامة ذلك المولود فوالله لا نجده إلاّ قتلناه؟ قال: فإنه غلام أشقر أزرق أصهب أحمر, فاختاروا ثماني نسوة قوابل من القرية وجعلوا معهن شُرطاً كانوا يطوفون في القرية فإذا وجدوا المرأة تمخض نظروا ما ولدها فإن كان غلاماً قتلنه وإن كانت جارية أعرضن عنها. وفي موضع آخر عند ذكر خبر مهلك التسعة الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون حين بيتوا قتل نبي الله صالح, أن رجالاً ممن اطلع على ما عزموا عليه حين وجدوهم رضخاً رجعوا يصيحون في القرية أي عباد الله أما رضي صالح أن أمرهم أن يقتلوا أولادهم حتى قتلهم. الراجح عندي أن لهذه القصة أصل في الواقع ولكن غلب عليها الجانب الأسطوري الذي لا يقره العقل, فكون نبي الله صالح أمرهم بقتل أبنائهم أو أنهم كانوا يقتلونهم بعلمه فأمر محال يخالف خلق المرسلين, وإذا كانوا يفعلون ذلك دون علمه فأمر ينافي خلق أتباع الرسل, أما الكفار من قومه فما أطاعوه في العبادة أيطيعونه في قتل أبنائهم؟!, كما يخالف هذا الفعل الفطرة السوية وما جبل عليه البشر من حب الأبناء, وعلى أي وجهة قلبت قتل الآباء لأبنائهم فإن العقل يردها ناهيك عما فيها من قطع للذرية وسيلة بقاء الجنس البشري, ولكن إن كان لهذه القصة من أصل فقد يكون شخص أو أشخاص ما قتلوا صبية ثم ألصقوا التهمة بنبي الله صالح وأتباعه كأن يقال إن المؤمنين قتلوهم حتى لا يكون منهم عاقر الناقة الذي قال عنه نبي الله صالح يوشك أن يولد فيكم من يعقرها فإذا كان الأمر على هذا الوجه أو قريباً منه فلعل هذه اللوحة تعبر عن هؤلاء الصبية الذين غُدر بهم ليتهم بهم نبي الله صالح عليه السلام وأتباعه, وأعداء الرسل يفعلون أكبر من ذلك, والله أعلم بالحقيقة
كف على يمين الصورة (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (43)
عن ماذا تعبر هذه الخطوط (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (44)
لأيّ شيء يرمز هذا الشكل؟؟ يشبه شعار الشمس في معبد الشمس في مصر إن لم تخني الذاكرة (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (45)
رسمة كف (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (46)
كف محمول على عصا أو رمح غير واضح في الصورة (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (47)
كف لشخص في باكورة الشباب (لوحة الصبية في الواديين).
صورة رقم (48)
كــف أحـــد الصبية.
صورة رقم (49)
يتبع

|