عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2007-11-02, 12:16 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي



جنات وعيون ثمود

قــال تـعـالى مـخـاطـبـاً ثـمود على لسان نبي الله صالح عليه السلام في سورة الشـعراء: ((أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ {146} فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {147} وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ )), لقد ذكرت سابقاً أن مزارع القهر تسقى بماء المطر, وتزرع فيها الذرة والدخن, وهي خصبة غزيرة الإنتاج, ولم أشاهد أي مزارع في مدرجات في القهر شأن المناطق الجبلية الأخرى, وإذا ذكـر الـزرع أو الـزروع فـالمراد الحبوب " البر والشعير والذرة والدخن وغير ذلك ", وليس في جبل القهر نخل ولكن فيه الشٌَطب بضم الشين وفتحها, وهو من فصيلة النخل وثمره كالبسر, وهذا دليل على صلاحية جبل القهر لزراعة النخيل, وما دامت زراعته ممكنة وبيئة القـهـر له مناسبة فنفي أنه كان مزروعاً في زمن ما من الأزمان الغابرة ضرب من اللجج, أما العيون فلا عيون في مزارعهم في الوقت الحاضر الذي شحت فيه الأمطار, ولكن في السفح الغربي للجبل في وادي يَخْرَف, بفتح الياء وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء ثم فاء موحدة, وربما في أودية لم أزرها يسيل الغيل بغزارة ودون انقطاع, وليس بمستبعد أن يوجد الغيل أو العيون داخل الجبل إذا توفرت الأمطار, وما دمت مقتنعاً من واقع الشواهد التي لا تحصى أن ثمود كانوا بجبل القهر, فأنا مقتنع أنه كان في القهر جنات وعيون, وهذا الاقتناع واجب عليّ شرعاً, ولقد وجدت ما زادني طمأنينة.



مــزارع الـــواديين.
صورة رقم (39)



مزارع جبل القهر في الأودية.
صورة رقم (40)

عنب في صراع للبقاء وموز تنعم به القرود

لم أسمع عن فاكهة في جزيرة العرب لا تزال تنمو في البراري مع أشجار العضاه دون تدخل الإنسان, حتى وجدت ذلك في جبل القهر, ولا أدري إن كان غيري سمع عن أشجار فاكهة في بريّة, تسقى بماء السماء وتنعم بها القرود, ليست هذه الفاكهة في موضع واحد في جبل القهر, بل في موضعين متباعدين, الموضع الأول في وادي أتران حيث توجد غابة صغيرة من الموز, والموضع الثاني في بقعة بن فيصل, حيث توجد في شعبين متباعدين شجرتا عنب معمرتان قد غطتا على ما حولهما من الأشجار, حتى أن الرائي ليحسبهما غابتين صغيرتين من العنب, ولو سألت أسن من في القرية لقال لك عن أبيه عن جده عن جد أبيه عن جد جده أنه لا يعرف الزمن الذي لم تكونا فيه, وأنه ما عرف نفسه إلاّ وهما كذلك, ووعورة موقعهما وعدم وجود ما يدل أنه كان في زمن من الأزمان مزرعة, بل وعدم صلاحيته لذلك, أكبر دليل على أنهما من شجر القفر, أتمنى إذا كان لدى وزارة الزراعة وسيلة يقدر بها عمر أشجار العنب أن يعرف عمرهما, كما يوجد شجر موز في شعبين لا يستطيع الوصول إليه إلاّ شخص أو شخصين من أبناء القرية وبمشقة بالغة, وإذا قلنا قد تكون الطيور جلبت بذور العنب من مكان بعيد, فـمن جلب الموز؟, وليس للموز بذور وإذا كان وجود الموز غريباً فوجود العنب لا يخلو من غرابة, فهذا النوع نادر ولا أظنه موجوداً في أي موقع آخر من جزيرة العرب, كما أن العنب لا يزرع في تهامة لا في سهلها ولا في جبالها, لأنه لا يجود فيها لحاجته إلى الجو البارد, فأكثر مزارع العنب في السراة من صنعاء إلى الطائف, أما هذا العنب فينمو دون عناية, في جو أدفأ من السراة وبدون سقيا إلاّ ما تجود به السماء على فترات, وبرغم ذلك ينمو ويثمر وتستمتع به القرود, كل ذلك على ماء المطر والأكثر غرابة أنه ينبت في موسم إنباته في مزارعهم المخصصة للحبوب فيخلعونه وقد ينجح بعضه فلا يرونه إلاّ وقــد تــسـلـق على أقرب شجرة, فيعمدون إلى قطعه بالـفــؤوس, إنـه فـي صــــراع للــبـقـاء وهــذا يــدل عــلـى أنـه ابن البـيئة, أو أن الـبـيـئـة مـنـاســــبة له غاية المناسبة ولو أن الهيئة الملكية لتطوير فيفا, أو وزارة الزراعة, أو أي جهة حكومية تأخذ من بذره أو عُـقـَلاً من سوقه, وتزرعه في مشتل في بيئته, أو في بيئة مماثلة, ثم تقنع به الزرّاع في جبال الغور, فإنه لا شك سيتكاثر وسوف تصبح تهامة مصدرة للعنب لأول مرة, كيف لا ينمو ويجود وهو الآن ينمو بشكل جيد, دون عناية أو ريّ ويبقى السؤال: هل هذا العنب وهذا الموز منذ كانت جزيرة العرب عيون وانهار وجنات, أم هو من بقايا ثمود, فالمؤكد أنه لم تزرعه يد إنسان, لا أحد من السخف بحيث يزرع الموز في شعاب غائرة لا يصل إليها إنسان والزارع يحتاج أن يغادي زرعه ويماسيه, ويقال إن هذا العنب حلو, ولكني جئته وهو لا يزال حصرماً ولم يكن أحد من أهل الجبل يقرب ذلك العنب أو الموز, بل تستمتع به القرود, ويقال إن البعض ممن اتصل بالمدن, بدا يتجشم مشقة الوصول إليه, ويأتي بالقطف والقطفين, لقد حفظته وعورة شعابه, ولعل الله جلّ جلاله أبقاه لأمر.



عـنـب لا يـزال بـريــاً.
صورة رقم (41)



هذا العنب نادر لا يوجد منه في جزيرة العرب.
صورة رقم (42)

يتبغ