عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2011-08-18, 03:37 AM
أم فهد أم فهد غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: الدمام
المشاركات: 2,586
جنس العضو: أنثى
أم فهد is on a distinguished road
افتراضي



كارثة الصومال

ما أشد قسوة البشر وهم يشاهدون صور ذلك ثابتة ومتحركة!
وتنقل إليهم قصصه ومآسيه فلا تتحرك قلوبهم! كيف يهنؤون بنوم؟
وكيف يتلذذون بطعام؟ لولا موت الإحساس وقسوة القلوب؟
وتصيح امرأة منهم فتقول: نحن نموت جوعا، أين هو العالم الإسلامي؟! أرجوكم ساعدونا.
وذكر أحد من زارهم أن المرضى يتركون في العراء بانتظار الموت بلا أي رعاية صحية، ويموت في أحد المخيمات التي زارها
ستون طفلاً على الأقل بشكل يومي نتيجة الجوع، وسوء التغذية، وانتشار المرض.
ونحن -يا عباد الله-
في شهر الإنفاق، وإطعام الطعام، وبذل الإحسان، وكان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أجود ما يكون في رمضان،
وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، فتأسوا به في الجود، وضاعفوا جودكم في رمضان، ولا سيما أنه صادف هذا العام
مسغبة شديدة في الصومال، وقد خص الله تعالى الإطعام في المسغبة بالذكر فيما ينجي من العذاب:
(فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) [البلد:11-14]
وقد دخلت النار عجوز في هرة، حبَسَتْها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض، فكيف ببني آدم؟!
وكيف بمسلم له حرمة وولاء وأخوة ونصرة؟!.
وتأمَّلوا مصير بعض طغاة العصر في هوانه وذله بعد أن جوَّع أهل غزة بجدار حديدي تحت الأرض، حتى مات أطفالهم من الجوع،
ماذا فعل الله تعالى به في لمح البصر، وهو شديد المحال!.
فخافوا الله تعالى أن يسلب نعمكم، ويرفع أمنكم إن أنتم تخاذلتم عن إطعام إخوانكم، وإغاثتهم بفضول أموالكم،
واحتسبوا الأجر من الله تعالى في هذا الشهر الكريم، وكونوا كمن وصف الله تعالى بقوله:
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) [الإنسان:7-10].

التوقيع: