عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2011-07-29, 01:55 AM
الصورة الرمزية الشيخ
الشيخ الشيخ غير متواجد حالياً

مراقب عام ومساعد المدير التنفيذي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: شبكة ومنتديات البراري
المشاركات: 5,565
جنس العضو: ذكر
الشيخ is on a distinguished road
افتراضي

وعندا الرحلات البرية انت بحاجة الى هذا
إن الكون وما فيه آية من آيات الله الكونية تدل على عظمته وقدرته وعظم صنعته وعلمه
(
صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) [النمل: 88]
قال تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ
) [آل عمران:190].



فمما يزيد الإيمان، ويقوي الإسلام، ويربط الإنسان بخالق الأكوان،
هو التفكير والتدبر في مخلوقات الله.

وإن رحلة (البر)
على ما فيها من إدخال السرور للنفس وإنعاشها ونشاطها،
إذا جعلها الإنسان فرصة للتأمل وجد ثمرة هذا التفكر والتأمل
- خصوصاً عندما يخرج لذلك المكان الفسيح الذي يرى فيه عظمة هذا الكون
صافياً من مؤثرات الحياة المستجدة ( الضوء ـ الضوضاء ـ وغير ذلك ) ونظر وأطلق بصره لتلك الآيات العظيمة،
المعجزة في دلالتها، القوية في معانيها، المؤثرة في عظمة من خلقها.

يقول أحد الأحباب:

خرجت إلى رحلة البر وعندما أظلم الليل وأسدل ستاره، استلقيت على ظهري لكي أنام،
فإذا منظر مهيب، وموقف عظيم، ارتعش له جسدي، واقشعر له بدني،
وأنا أنظر ولأول مرة منذ فترة طويلة إلى تلك السماء التي حرمت من النظر إلى صفائها وما فيها من المخلوقات العجبية،
فإذا نجوم عظيمة، وشهب تنطلق من هنا وهناك، فقلت:

ما أعظم هذا الكون! وأعظم منه مَن خلقه! فما زلت أنظر وأتأمل،
وأتذكر قول الله سبحانه وتعالى:
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ )
[آل عمران:190]، فشعرت بقلب ينبض بالإيمان، وجسد تسري فيه معاني القرآن،
فخرجت من تلك الرحلة بثمرة عظيمة وهي: ( تجدد الإيمان ).

فاجعل - أخي الحبيب -
من رحلتك هذه رحلة إلى الإيمان، ومعرفة آيات خالق الأكوان.


البر وأحكامة

لقد جاء الشرع بأحكام ينبغي للمسلم أن يسير عليها في كل مكان ويجب مراعاتها والحفاظ عليها،
والسؤال عنها، وعدم التساهل فيها، ومن أعظم الأحكام:
هي المحافظة على الواجبات وترك المحرمات في تلك الأماكن التي قد يغفل الإنسان ويتساهل فيها لبعده عن أعين الناس،
ونسي أو تناسى أن الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى،
وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء،
وأعظم هذه الأحكام خطراً:
هو ذلك الركن الركين وأصل الإسلام العظيم الذي لا يصح إسلام المرء إلا بالقيام به،
وهي: الصلاة... الصلاة... الصلاة... الصلاة... الصلاة... الصلاة... الصلاة... الصلاة...

محافظةً عليها، وأداءها في وقتها، وعدم التساهل بها، وإليك أحكامها:

اعلم - أخي الحبيب ويا صاحب
(الرحلة) - أن في المحافظة على الصلاة أجراً عظيماً في الإقامة والترحال،
وأن في المحافظة على الصلاة في تلك الأماكن (الفلاة) أجراً ذكره رسول الله في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
{ صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحدة خمساً وعشرين درجة،
فإذا صلاها بأرض فلاة فأتم وضوءها وركوعها وسجودها، بلغت صلاته خمسين درجة
} [صحيح الجامع:3824].

معرفة دخول الوقت والحرص على الصلاة في وقتها،
لما صح عنه عندما سئل عن أفضل الأعمال قال:
{ الصلاة على وقتها } ويلحق بهذا الأذان وخصوصاً في أرض الفلاة لما في ذلك من فضل
ذكره الرسول من حديث عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة:
{.. فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن، ولا إنس، ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة } [رواه أبو داود وغيره].

ولحديث عقبة بن عامر قال:
سمعت رسول الله يقول:
{ يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية جبل يؤذن بالصلاة ويصلي،
فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني،
قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة } [رواه النسائي والبيهقي وغيرهما]
ولما فيه من طرد للشيطان لحديث أبي هريرة عن النبي أنه قال:
{ إن الشيطان إذا نودي للصلاة أدبر } [رواه مسلم].

التأكد من القبلة
والاجتهاد في ذلك، فإن اجتهد وصلّى وتحرى القبلة فصلاته صحيحة،
ولو اكتشف بعد الانتهاء من الصلاة أنه صلّى إلى غير القبلة فلا يعيد وصلاته صحيحة.

الوضوء وهو شرط لصحة الصلاة،
ويحرص المسلم على إكماله وإتمامه،
فإن تعذر الماء أوخاف استعامله لمرض أو برد شديد تيمم.

وقد أجرى بعض العلماء على من خرج في رحلة أو متنزه أجرى عليها قياساً أحكام السفر من الرخص وغيرها.

فمن ذلك:
المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام بلياليهن.
ومن ذلك: قصر الصلاة وجمعها، فتقصر الرباعية ويستثنى من ذلك
(الفجر والمغرب) وتجمع الصلاتان الظهر والعصر،
والمغرب والعشاء، سواء ذلك تقديماً أو تأخيراً،
على حسب الحاجة والحال.

وتصلى الجمعة ظهراً،
وإن وجد مكاناً قريباً من قرية أو غيرها فصلاها جمعة فحسن.

التوقيع:
رد مع اقتباس