الموضوع
:
مصر ... وادي النيل العظيم ... والصحراء الكبرى ... رحلة بين المعالم والآثار ....
عرض مشاركة واحدة
#
2
2008-12-27, 10:41 AM
نهاية الرحلة
رحـال متميــز
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 115
جنس العضو: غير محدد
الأقصر
مقدمة
((
مدينة الأقصر جزء من مدينة طيبة القديمة التى أطلق عليها شاعر الإغريق الشهير " هوميروس " اسم المدينة ذات المائة باب لكثرة ما بها من صروح عالية وبوابات شاهقة وتطورت المدينة عبر التاريخ حتى أطلق عليها العرب اسم الأقصر – أى مدينة القصور وذلك بعد أن بهرتهم بقصورها وضخامة مبانيها
إن مدينة الأقصر ظلت مقرا للسلطة فيما بين 2100 إلى 750 قبل الميلاد ومن هنا نعرف سر الرغبة التى يحسها الزائر لهذه المدينة الخالدة بآثارها الشامخة ذات الأعمدة الشاهقة على ضفتي النيل فى مدينة الأحياء على البر الشرقي حيث مشرق الشمس مصدر الحياة والنماء وفى مدينة الأموات على البر الغربى من النيل حيث مغرب الشمس مودعة الحياة فى مدار أبدى. وعلى الضفة الشرقية للنيل معبد الأقصر – معابد الكرنك – متحف الأقصر بينما على الضفة الغربية للنيل تمثالا ممنون – مقابر وادى الملوك والملكات – المعابد الجنائزية – مقابر الأشراف – مقابر دير المدينة .. ودير البحري ..))
توجهنا من مدينة قنا نحو الجنوب عبر الطريق المحاذي للنهر من جهة الشرق قاصدين مدينة الأقصر التاريخية ... التي تحوي كما يقال ثلث آثار العالم، آثار يرجع تاريخها إلى 4000 سنة ، والجدير بالذكر أني لم أبيت زيارة تلك الآثار في رحلتي بقصد الزيارة كما يفعل البعض ... وإنما كان مروراً بها على طريق الرحلة ... لماذا ؟ تلك الآثار يطلق عليها اسم معابد وهي كما يقال كانت معابد للفراعنة وبعضها قبوراً تعبد من دون الله لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تملك لنفسها أو لأحد ضراً ولا نفعاً ، لذلك لا يجوز أن تقصد للعبادة أو الاعتقاد أو التبرك بها ... ومع الأسف الشديد رأينا حتى من الأجانب وأقصد بهم الأوربيين والروس وغيرهم ... من يعظم تلك المعتقدات.
لا شك أنها ثروة تاريخية ومورد سياحي عظيم لمصر العظيمة ... ولكن كان ينبغي على الحكومة المصرية بحكم هذا البلد مسلماً أن توضح شيء من الإرشاد والتوجيه للناس.. حتى لو كان من خلال المرشدين السياحيين ... مفاده أن ما تحكيه الروايات حول تلك المعابد ما هو إلا إرث تاريخي ... لا يسير على نهجه العقدي شعب مصر المسلم.
ذكرت هذا الكلام لأني التمست من خلال معظم الأخوان هناك وخاصة الذين يوجهون السياح "المرشد السياحي" ... أنهم ينقلون صورة عن آلهة الفراعنة المزعومة وكيف أنها تضر وتنفع وأن ذلك حقيقي في وقته ... كإله الشر وإله الخير وإله الشمس ... وغير ذلك ... وكأنهم يوحون بتعظيم هذه الآلة والمعابد عقدياً ..
نعود لسياق الحديث ....
مررنا في مدينة الأقصر بآثار كثيرة لم نتوقع أن نراها بتلك الصورة ... وركزت في تقريري هذا أن أعرض لكم ثلاثة آثار هي الأكبر والأعظم هناك .. وهي
(
معبد الكَرْنَك - ومعبد الأقصر - ووادي المملوك
)
معبد الكَرْنَك ( الحصن )
يرجع تاريخ هذا البناء الأثري إلى 2000ق.م حوالي أربعة آلف سنة ... وقد هالني ما رأيته من بناء القصر وتشييده ... قد أعجز عن وصفه الوصف المناسب ... إلا أنه يمكنني أن أقول بأني رأيت أعمدةً ومسلات صخرية ضخمة تعجز رافعاتنا اليوم عن حملها ... قد نحتت من صخور صلبة وهي قطع كبيرة تصل أقطار بعضها إلى 4م وارتفاعها إلى أكثر من 20م .. وقد صنعت نحتاً بشكل هندسي دقيق زين بحفر ورسومات تحكي لغاتٍ غايةٍ في القدم ... والإعجاز الذي حير العالم هو مصدرها وكيفية نقلها.. فلا يمكن أن تكون من أرض مصر الرسوبية.. حيث لا أثر للجبال التي نحتت منها ... والراجح كما ذكر وقيل أنها جلبت من الجنوب عبر النهر ... ربما من السودان ... لكن يبقى كيف نحتت تلك الكتل وكيف نقلت وهي تزن مئات الأطنان ... ثم كيف وصلت سالمة وركبت مع بعضها البعض لتبين هذا الشكل الهندسي العظيم.
صورة جوية لمعبد الكرنك 2000ق.م ... لاحظ دقة التخطيط وضخامة البناء
قارن بين حجم الناس وضخامة صخور البناء
انظر الأعمدة الداخلية .. كل عمود قطعة واحدة .. نقش عليه ما يوحي بأنه مبني من صخور مرصوصة
لاحظ ضخامة العمود الواحد وكيف أنه قطعة واحدة وما يحيط به نقوش تعرت مع مر الزمن
حائط صخري ضخم زين بالنقوش والرسوم الفرعونية .. دقق النظر في كتلة الحائط التي تظهر خلف الرسم
تكسر هذا البناء مع مر الزمن إثر الزلازل التي تعاقبت على الأرض
مسلة عبارة عن قطعة صخر واحدة من الجرانيت ارتفاعها 37م عامود دائري من قطعة واحدة صخرية صلبة .. نقش عليه ما نراه كالبناء
وبغض النظر عن ما كانت ترمز له هذه القطع كالمسلة وغيرها ... هناك مسلات أخرى ... إحداها كسرت إثر حدث وبقية مرمية على الأرض ... والعجيب أنك إذا اقتربت من كتل الجرانيت تلك ... تجدها مصقولة بدقة خارقة ... قد تعجز الآلات الحديثة أن تصل إليها ... وفي ذلك احتار علماء الآثار في العالم.
صورة لجزء من المسلة التي كسرت ونلاحظ دقة قطعها ونقشها
وفي إحدى ممرات القصر يوجد هذا التمثال الذي لم يبقى منه إلا نصفه السفلي ...لاحظ كيف تستطع الشمس في دقة صقله ونحته ... ومن ضخامته أن الواقف لا يصل طوله إلى نصف ساقه.
عند مدخله الغربي الذي يفتح على النيل قديماً ... نشاهد هذا التمثال العظيم الذي نحت من صخرة واحدة ... وحوله العديد من التماثيل المشابه التي قيل أنها كانت ترمز إلى القوة وبسط النفوذ
تماثيل أخرى عديدة في الفناء الداخلي
لاحظ كيف ربط المبنى من الأعلى بصخور عملاقة ... وكيف أن بعض الألوان مازالت موجودة منذ 4000 سنة
لاحظ في الخلف هندسة البناء في أعمدة السقف المصطفة على مستوى أفقي ثابت
جانب آخر من الداخل .. تتجلى فيه روعة الإبداع في البناء والنقش على هذه الكتل العملاقة
صورة توضح كيف أن هذا الحائط صخرة واحدة ... وهذه النقوش أشكال الحجارة ما هي إلا جزء من ذلك الصخر
أحد التماثيل في الفناء الداخلي
لافته وضعت عند مدخل القصر "المعبد" توضح ماهيته وعمره وعصره القديم
معبد الأقصر
أمضينا جولة ممتعة في معبد الكرنك خرجنا بعدها إلى معبد الأقصر الذي يقع جنوباً منه وهو بناء لا يقل في روعته وجماله عن سابقه .. وأترككم مع هذه الصور التي تأخذنا إلى هناك.
صورة جوية لمعبد الأقصر ... ولاحظ اقترابه من مجرى النهر
لافتة تشير إلى مدخل بناء الأقصر الذي يعاكس مواقف السيارات
محدثكم ورفيقه في عربة يجرها حصان "حنطور" وهما يلتفان من مواقف السيارات إلى المدخل
الصورة الأولى للواجهة الشمالية الشرقية من المبنى .. لاحظ ضخامة البناء وأحجام التماثيل
من أمام المدخل وتظهر الأعمدة عظيمة الحجم في الداخل
بعد الدخول نلاحظ كيف أن هذا المبنى اختفت بعض أجزائه العلوية مع مر العصور إثر الزلازل والسرقات التي تعرض لها
تقف الأبصار حائرة أمام ضخامة البناء وهندسة التصميم
بعض الأواني الحجرية التي يعجز الشخص والشخصان عن حملها
وادي الملوك
بعد أن تجولنا في معبد الأقصر المترامي الأطراف .. خرجنا منه لنتوجه نحو الضفة الغربية من النهر في مدينة الأقصر التي يطلق عليها البعض مصطلح الغرب .. لننظر إلى ما هو أعجب وأغرب من تلك المعابد .. إلى وادي الملوك
وأعود معكم للوراء قليلاً .. عندما ذكرت لكم بأن نهر النيل تحاصره من جهتي الشرق والغرب مرتفعات رسوبية عبارة عن هضبتين تنحدر نحو النهر بشدة وتتراجع في الاتجاه المعاكس ببطء حتى تضيع في مستوى السطح العام ... وهذه المرتفعات الرسوبية ما هي إلا رواسب قديمة نتجت عن إرسابات النهر أثناء فيضانات تعاقبت عليه على مر العصور والأزمان ... وهذه الإرسابات حوت كنوزاً وآثاراً قديمة تحتها ... وما نراه في وادي الملوك هو خير مثال على ذلك ... كما بدا لي ...
فوادي الملوك عبارة عن مقابر وبناء ونقش حجري يقبع تحت الأرض حتى تم اكتشافه من قبل هيئات الآثار وتم حفر مداخل تلك المواقع ليخرج ذلك الكنز المدفون المحفوظ بألوانه وروائعه القديمة التي تعود إلى ملوك الفراعنة ... وقد يعتقد البعض أن تلك الآثار صغيرة أو سطحية ... بينما ستذهل من يجتاز بواباتها بما سيشاهده وبما سيقطعه من المسافة سيراً تحت الأرض ... والتي تزيد في بعض تلك المدافن عن 100م ... والجدير بالذكر أن الحكومة لم تكتشف ولم ترفع النقاب إلا عن جزء يسير من الكنز المدفون.
ووادي الملوك عبارة عن وادي قاحل صغير يشق تلك المرتفعات الرسوبية الغربية لنهر النيل غرب مدينة الأقصر .. يعجز اللسان أن يوفي ما يحويه حق وصفه وذكره ...
وصلنا وادي الملوك عصراً وهو قريب جداً من الطرف الغربي لمدينة الأقصر ... حيث لا يبعد أكثر من 8كم ... وقد وصلنا إليه بسيارتنا ... وكان الدخول سهلاً وغير ممتنع ... فالعربي يدفع رسماً مقداره أربع جنيهات فقط ... أما الأجنبي وأقصد به غير العربي فيدفع رسماً مقداره 100 جنيه ... وفي ذلك بادرة جميلة من الحكومة المصرية ... حيث تجلت روح العروبة لديهم وأظهرت تقديم العربي على غيره من غير العرب.
ولكن ما كدر خاطري هو منع التصوير هناك
.... فعند البوابة وجب علينا وضع كاميرا الفيديو في صندوق الأمانات ... وسمح لنا بإدخال كاميرا التصوير الرقمية ... بشرط التصوير خارج المعابد وخارج الآثار ... أي تصوير المرتفعات وبطن الوادي ... الأمر الذي حز في نفسي كثيراً لا سيما وأنا قد قطعت آلاف الكيلومترات وأقف على شيء مجهول للكثير أحب أن أنقله للآخرين ... وحاولت أن أعرف السبب وقالوا : "الحكومة بدها كدا" والبعض قال : من أجل المحافظة على الألوان داخل الآثار فالفلاش قد يبهتها مع الوقت . فلما سمعت ذلك التمست لنفسي عذراً ... حيث أني أحمل كاميرا تصوير تحوي نظام التصوير الليلي المتطور ... الأمر الذي دفعني بالأخذ بقاعدة ( من كان له حيلة فليحتل ) والدمج بينها وبين قاعدة ( لا ضرر ولا ضرار ) ... ولا شك أن في ذلك مخالفة للأنظمة الصارمة التي تنص على مصادرة الآلة وغرامة مقدارها 1000 جنيه كما أخبرنا بذلك أحدهم... ولكن سألت الله التيسير والستر بعد انتفاء سبب المنع عندي ... فأبدلت شرائح الذاكرة بأخرى جديدة حتى لا يصادر منا ما سبق إذا احتدم الأمر ...
وبفضل من الله تمكنت من أخذ العديد من الصور ... في وسط شابه استغراب وتعجب من السياح الأجانب الذين هم أكثر ولعاً منا في الحصول على مثل تلك الصور ... حتى أن البعض منهم كان ينظر إلي وهو يستفهم بيديه ... كيف ... ولماذا ... مع مراعاتي الشديدة لمشاعرهم بإخفاء الآلة ... في جو يقوم فيه الزميل خالد بالتغطية باللهجة المحلية النجدية التي يعجز العربي من غير بلادنا فهمها ... مثل دير .. افهق ... اقحص ... انهج ... ...
وأعتذر عن ذلك التصرف كل الاعتذار
تلك المقابر كما تسمى أو المعابد أو المدافن ترجع في تاريخها كما ذكر ذلك المؤرخون والحكومة المصرية إلى عصر الفراعنة الذين تعاقبوا على حكم مصر وحكم أرض النيل ...
أترككم مع تلك الصور ومع بعض التعليق المختصر
صورة جوية توضح موقع وادي الملوك وسط تلك الهضبة الرسوبية .. لاحظ تلك المستطيلات التي هي بوابات الدخول لما هو تحت الأرض
بوابة الدخول حيث الرسوم وحجز آلات تصوير الفيديو
المداخل التي بنتها الحكومة بعد التنقيب عن المقابر أسفل الكتل الرسوبية .. لاحظ طبيعة الأرض التي يغلب عليها الحجر الرسوبي
صورة من جانب آخر قبيل الدخول نحو ما كان من المجهول
التوقيع:
عظمة الله تتجلى في خلقه
نهاية الرحلة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نهاية الرحلة
البحث عن كل مشاركات نهاية الرحلة