تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2011-09-11, 11:16 PM
فارس الغربيه فارس الغربيه غير متواجد حالياً
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 3,222
جنس العضو: ذكر
فارس الغربيه is on a distinguished road
افتراضي الى كل من لا يعرف الداعيه عبد الرحمن السميط

عبد الرحمن السميط



دلائل النبوغ ؛ وإرهاصات التفرُّد
الولد الصغيرُ؛ يهدِّده أبوه بالحرمانِ من مصاحبته إلى السوق, لأنه كان إذا رأى صفحة جريدة أو مجلة ملقاة على الأرض ركض لالتقاطها وقراءتها أثناء المشي، وكثيرًا ما كان يصطدم بالناس بسبب عدم الانتباه إلى الشارع, وقد أمضى فترة طويلة يتردد على مكتبة حولي العامة للقراءة، وكانت تضم أمهات الكتب وتستطيع أن تطلق عليه (دودة الكتب) حسب التسمية الغربية، بسبب حبه لها وارتباطه بها. هذه القراءة فتحت عينيه على معلومات مهمة لم تكن متاحة لأقرانه.
كانت قراءاته متنوعة حيث شملت العلوم الشرعية والأديان الأخرى والسياسة والاقتصاد وغيرها، وكان من عادته إذا أمسك بكتاب مهما كانت عدد صفحاته لا يتركه حتى يُنهي قراءته. وفي بعض الأحيان كان يذهب إلى مكتبة حولي قبل موعد الدوام ليكون أول الداخلين إليها وعندما تغلق أبوابها يكون آخر الخارجين. وكانت معظم أمواله متجهة إلى شراء الكتب من المكتبات الخاصة التي كانت تأتي من مصر.
وإلى جانب ذلك كان متدينًا بطبعه منذ أن كان عمره 6 سنوات، حريصًا على الصلوات خاصة صلاة الفجر، و كان أهل الحي يطلقون عليه "المطوع".
وكان لاشتراكه في الكشافة لمدة 7 سنوات بصمات واضحة في حياته من حيث التكوين الإسلامي وتحمل المشاق والصبر على شظف الحياة. وسبب حبه للقراءة وإقباله على مطالعة الفكر المناوئ للإسلام كان بهدف البحث عن الحقيقة وتوسيع مداركه ومعارفه، وكان كلّما قرأ في النظريات اليسارية والماركسية وغيرها ترسخت في عقله ووجدانه عظمة الإسلام وازداد فخرًا وعزّةً بالانتماء إليه، لما في هذه النظريات من أفكار غثاء وخرافات وأساطير تصطدم بالفطرة الإنسانية، مما كان يدعوه إلى التمسك بالإسلام والدعوة إليه والعمل على نشره حتى أصبح من المؤمنين بأن الإسلام سبق جميع النظريات والحضارات والمدنيات في العمل التطوعي والإنساني وغيره.
***
نشأ عبد الرحمن السميط في الكويت وتعلم في مدارسها حتى المرحلة الثانوية ثم ابتُعث في يوليو عام 1972م إلى جامعة بغداد للحصول على بكالوريوس الطب والجراحة. غادر بعدها إلى جامعة ليفربول في المملكة المتحدة للحصول على دبلوم أمراض المناطق الحارة في أبريل 1974 ثم سافر إلى كندا ليتخصص في مجال الجهاز الهضميوالأمراض الباطنية.تخصص في جامعة ماكجل ـ مستشفى مونتريال العام ـ في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي كطبيب ممارس من يوليو 1974م إلى ديسمبر 1978م، ثم عمل كطبيب متخصص في مستشفى كلية الملكة في لندن من عام 1979 إلى 1980.
عاد إلى الكويت عاملًا فيها بعد سنين الخبرة في الخارج، حيث عمل إخصائيًا في مستشفى الصباح في الفترة من 1980 - 1983م، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان، كما أصدر أربعة كتب هي: لبيك أفريقيا، دمعة على أفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة، تولى منصب أمين عام جمعية مسلمي أفريقيا عام 1981م، وما زال على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في 1999م.
شارك في تأسيس جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكيةوكندا 1976م ثم رأسها بعد ذلك. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980م، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987م، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا. ورئيس مركز دراسات العمل الخيري وحتى تاريخه.
***
كان مِن مَن تشغله قضية تحري الحلال والحرام، فقد أمضى 5 سنوات في كندا و3 سنوات في بريطانيا لم يدخل أية مطاعم ولم يتناول مأكولاتها خشية الحرام حتى الجبن لا يتناوله خاصة بعد أن اكتشف أنهم يستخدمون في صناعته مادة الرنيت أحيانًا ومصدرها الخنزير، أو أبقار لم تُذبح حسب الشريعة الإسلامية. وعندما زارهم الشيخ القرضاوي سألوه عن أكل هذه الأجبان فأجازها، واحترامًا منه لرأي الشيخ وتقديرًاً لمكانته ذهب إلى السوق واشترى جبناً لأبنائه ولكنه لم يأكل منه.



مُيسَّرٌ للبرِّ من يومه!!!
...........
بدأ عبد الرحمن السميط العمل الخيري وأعمال البر منذ صغره، ففي المرحلة الثانوية أراد مع بعض أصدقائه أن يقوموا بعملٍ تطوعي، فقاموا بجمع مبلغ من المال من مصروفهم اليومي واشتروا سيارة، وكان يقوم أحد أفراد المجموعة بعد انتهاء دوامه بنقل العمال البسطاء إلى أماكن عملهم أو إلى بيوتهم دون مقابل.
***
وفي الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء الكتيبات الإسلامية ليقوم بتوزيعها على المساجد، وعندما حصل على منحة دراسية قدرها 42 دينارًا كان لا يأكل إلا وجبة واحدةً وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين معتبرا ذلك نوعا من الرفاهية!!!
***
وأثناء دراساته العليا في الغرب كان يجمع من كل طالب مسلم دولارًا شهريا ثم يقوم بطباعة الكتيبات ويقوم بتوصيلها إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا وغير ذلك من أعمال البر والتقوى.


طبيب فوق العادة؛ ورسالى عمليّة إلى كل طبيب وداعية
.............
لم يكن السميط طبيبًا عاديًّا بل طبيباً فوق العادة، إذ بعد أن ينتهي من عمله المهني، كان يتفقد أحوال المرضى، في أجنحة مستشفى الصباح - أشهر مستشفيات الكويت- ويسألهم عن ظروفهم وأحوالهم الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعى في قضاء حوائجهم، ويطمئنهم على حالاتهم الصحية.
واستمرت معه عادته وحرصه على الوقوف إلى جانب الفقراء وأصحاب الحاجة، حينما شعر صاحبها بخطر المجاعة يهدد المسلمين في أفريقيا، وأدرك انتشار حملات التبشير التي تجتاح صفوف فقرائهم في أدغال القارة السوداء، وعلى إثر ذلك آثر أن يترك عمله الطبي طواعية، ليجسد مشروعًا خيريًّارائدًا في مواجهة غول الفقر، واستقطب معه فريقًا من المخلصين، الذين انخرطوا في تدشين هذا المشروع الإنساني، الذي تتمثل معالمه في مداواة المرضى، وتضميد جراح المنكوبين، ومواساة الفقراء والمحتاجين، والمسح على رأس اليتيم، وإطعام الجائعين، وإغاثة الملهوفين.

في أفريقيا؛ وملحمةٌ من العطاء
................
كان سبب اهتمامه بأفريقيا هو دراسه ميدانية للجنة أكدت أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، وبالتالي فغالبيتهم - خاصة أطفالهم في المدارس - عُرضة لخطر التنصير، وقد نتج عن ذلك أن عشرات الآلاف في تنزانيا وملاوي ومدغشقر وجنوب السودان وكينيا والنيجر وغيرها من الدول الأفريقية صاروا ينتسبون إلى النصرانية، بينما آباؤهم وأمهاتهم من المسلمين.
كان السميط من المؤمنين بأن الإسلام سبق جميع النظريات والحضارات والمدنيات في العمل التطوعي الإجتماعي والإنساني، وتعود قصة ولعه بالعمل في أفريقيا حين عاد إلى الكويت في أعقاب استكمال دراساته العليا، حيث تكمن في داخلة طاقة خيرية هائلة أراد تفجيرها فذهب إلى وزارة الأوقاف وعرض على المسئولين رغبته في التطوع للمشاركة في الأعمال الخيرية، غير أن البيروقراطية الرسمية كادت تُحبطه وتقتل حماسه، لكنَّ الله شاء له أن يسافر إلى أفريقيا لبناء مسجد لإحدى المُحسنات الكويتيات في ملاوي، فرأى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والتخلف والمرض، وشاهد وقوع المسلمين تحت وطأة المنصرين الذين يقدمون إليهم الفتات والتعليم لأبنائهم في مدارسهم التنصيرية، ومن ثم فقد وقع حب هذه البقعة في قلبه ووجدانه وسيطرت على تفكيره.
وكان أكثر ما يؤثر في السميط إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام، وهم يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟ كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بجزء من المسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر.
****
ترك السميط حياة الراحة والدعة والحياة الرغيدة وأقام في افريقيا مع زوجته في بيت متواضع في قرية مناكارا بجوار قبائل ( الأنتيمور ) يمارسان الدعوة للإسلام بنفسيهما دعوة طابعها العمل الإنساني الخالص الذي يكرس مبدأ الرحمة فيجتذب ألوف الناس لدين الإسلام ويعيشان بين الناس في القرى والغابات ويقدمان لهم الخدمات الطبية والاجتماعية والتعليمية, قطع السميط على نفسه العهد أن يمضي بقية عمره في الدعوة إلى الله هناك, كان السميط كثيرا ما يتنقل براً ، وقد سافر بالقطار في أكثر من أربعين ساعة بفتات الخبز, كان يقوم بالزيارات التي يقطع فيها الساعات بين طرق وعرة وغابات مظلمة مخيفة وأنهار موحشة في قوارب صغيرة ومستنقعات منتنة
كان هم الدعوة إلى الله شغله الشاغل حتى في اللقمة التي يأكلها, فإذا وصل إلى قرية واجتمع أهلها قال لهم السميط : ربي الله الواحد الأحد الذي خلقني ورزقني وهو الذي يميتني ويحييني. كلمات يسيرة يدخل بها أعداد منهم إلى الإسلام, كانت طرق الدعوة كثيرة و متنوعة منها أنه كان يحمل معه ملابس ليقدمها هدية لملوك القرى تأليفاً لقلوبهم إلى الإسلام والحلوى لأطفال القرى من أجل إدخال السرور على نفوسهم.
كان السميط شخصاً ملماً بحياة القرى و القبائل الأفريقيا وعاداتهم وتقاليدهم، فالداعية الحق هو الذي يعرف طبيعة من يدعوهم, فليس كل داعية يصلح للدعوة في كل مكان, بل لابد من مواصفات معينة يسبقها العلم التام بطبيعة المدعوين وأحوالهم, تميز بمحاسبة من يعمل معه بكل دقة ويقف بنفسه حتى على طعام الأيتام, وكان يقول: أموال الناس التي دفعوها لعمل الخير لا يمكن أن أفرط في ريال واحد منها. في كل مساء عندما يرخى الليل سدوله يقف السميط على الحلقات المستديرة التي تجمع فيها أبناء الأيتام يقرأون القرآن وهو ينتقل من حلقة إلى أخرى ليطمئن على حفظهم للقرآن الكريم ويبتسم في وجوهم, فضلاً عن خروجه بعد العشاء ليطمئن عليهم هل ناموا.
كان يقول لمن يسأله عن صنعه: يا أخي نحن لا ننتظر شهادات من أحد نحن عملنا في الميدان وننتظر من الله فقط أن يتقبل منا.
يقول الدكتور السميط في حديث لصحيفة كويتية نحن نادرًا ما نقدم "كاش" للفقراء ولكن نقدم مشروعات تنموية صغيرة مثل فتح بقالات أو تقديم مكائن خياطة أو إقامة مزارع سمكية.. فهذه تدر دخلًا للناس وتنتشلهم من الفقر.. وغالبًا تترك أبلغ الأثر في نفوسهم فيهتدون إلى الإسلام.
***
ويروي السميط للصحيفة الكويتية: (( الطريف أن بعض القساوسة يأتون إلينا غاضبين ويقولون ان الكنيسة لاحظت انتشار الإسلام في مناطقهم وأنها طلبت منهم، باعتبارهم من السكان المحليين، الكتابة ضد الإسلام، وتحذير الناس من هذا الدين ويطلب بعض هؤلاء القساوسة أن نمده بالكتيبات (لكي يهاجم الإسلام!) فنقول له: أهلًا وسهلًا ونشرح له تعاليم الإسلام ونقدم له كتيبين عن الإسلام، ويذهب ليعود بعد يومين ليشهر إسلامه رغم انه قسيس !!!)).

الهجرة إلى مدغشقر
.............
وقد هاجر الدكتور عبدالرحمن السميط إلى مدغشقر مؤخراً هو وزوجته أم صهيب بشكل نهائي للتفرغ لدعوة قبائل الأنتيمور ومتابعة أنشطة جمعية العون المباشر في أفريقيا. قبل أن يستقر به المقام في مدغشقر يقول السميط : قبل فترة كنت أقضى من 10 إلى 11 شهرا في أفريقيا ولا أقضيها في بلد واحد أو مدينة واحدة إذ يندر أن أبقى أكثر من 3 أيام في مكان واحد، فطبيعة عملي تفرض علىّ أن أتنقل من مكان إلى أخر لمتابعة مشاريعنا و دعاتنا وبرامجنا لمساعدة هذه المجتمعات الفقيرة، ولهذا كنت لا أرى أولادي كثيراً، حتى أن ابني الأصغر كان يهرب منى داخل المنزل عندما أعود إلى الكويت. وبعد ذلك بدأتُ أصطحب أسرتي خلال فترة الصيف لكي يتعرفوا على أفريقيا وحياة الفقراء، ولكي أتعرف عليهم ويتعرفوا عليَّ، وننام في الغابات والصحارى، ولم أنظم برنامجًا خاصًا بهم، بل كان برنامجي هو برنامجهم.
منذ سنوات قاد حب الإستطلاع السميط لزيارة قرية نائية اسمها "مكة", ثم بدأ بحثًا علميًا موسعًا عن قبيلة الأنتيمور ذات الأصول العربية الحجازية وهي نموذج من العرب والمسلمين الضائعين في أفريقيا, مثلهم قبيلة الغبرا في شمال كينيا والبورانا في جنوب إثيوبيا وبعض السكلافا في غرب مدغشقر والفارمبا في جنوب زيمبابوي, توجب عليه إنقاذهم من الضلال والشرك واغلبهم ذوو أصول إسلامية. وشعوراً بعظم المسئولية تجاه الله - سبحانه وتعالى - فقد قرر أن يقضي أغلب وقته وأنذر ماتبقى من حياته لصالح قبيلة الأنتيمور, رغم أن الطريق ليس سهلاً. وقد استقر بينهم وبنيى بيتاً له لكي يخدم الدعوة في هذه الأصقاع. وقد عمل أمور كثيرة في خدمة هذه القبيلة من بناء مساجد وكفالة أيتام ودعوة وتعليم وصحة وحفر آبار, وإنشاء مقبرة للمسلمين حيث لا توجد واحدة هنا.

الهجوم عليه والطعن به
.............
لقد دبج بعض العلمانيين والليبراليين عشرات المقالات التي تهدف إلى قتل العمل الخيري وإغلاق مؤسسات الخير في الكويت, ممن جعلوا دأبهم الهجوم على الإسلام ومحاولة طعن في العمل الخيري على مدى سنوات طويلة, وبعد كل مرة ينشر العلمانيين والليبراليين مقالاً من هذا النوع، كان الشعب الكويتي يرد بطريقته الخاصة, إذ بدأت التبرعات بالزيادة في ردًا على هذه المقالات, وكان أهل الكويت يصوتون برفض ما كتبه هذا أو ذاك.
وكتب أحدهم مقالاً في إحدى الصحف اليومية يطفح بالكراهية وينم عن الحقد ، وجاء العشرات يحملون شيكات التبرع أو رزم التبرعات للجمعية, والكثير منهم أبدي استياءه مما كتب, وكتب أحدهم مقالاً فاض بالإتهامات الموجهة للقائمين على العمل الخيري، مما قابله زيادة في عدد المتبرعين.
وقبل مدة ظهر السميط في برنامج تلفازي حواري, فاتصل أحدهم يهاجمه بطريقة غير مؤدبة بل ويتهمه بالكذب, ومن ثم اتصل به أحد الإخوة المحسنين يعلن التزامه بالتبرع بألف دولار أمريكي يوميا, ولازال محافظاً على ذلك الالتزام.
القصص كثيرة والحوادث عديدة ، وما كانت الجمعية أن تستطيع أن تحقق ما حققته من نجاح وانتشار لولا جهد الكتاب العلمانيين والليبراليين في نشر المقالات التي أثارت سخط الشارع الكويتي وجعلته يزداد إقبالاً عليها.

التنصير أبرز التحديات

.................

وعن أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في أفريقيا يقول الدكتور عبد الرحمن: ما زال التنصير هو سيد الموقف، مشيرا إلى ما ذكره د. دافيد بارت خبير الإحصاء في العمل التنصيري بالولايات المتحدة من أن عدد المنصرين العاملين الآن في هيئات ولجان تنصيرية يزيدون على أكثر من 51 مليون منصر، ويبلغ عدد الطوائف النصرانية في العالم اليوم 35 ألف طائفة، ويملك العاملون في هذا المجال 365 ألف جهاز كمبيوتر لمتابعة الأعمال التي تقدمها الهيئات التنصيرية ولجانها العاملة، ويملكون أسطولا جويا لا يقل عن 360 طائرة تحمل المعونات والمواد التي يوزعونها والكتب التي تطير إلى مختلف أرجاء المعمورة بمعدل طائرة كل أربع دقائق على مدار الساعة، ويبلغ عدد الإذاعات التي يملكونها وتبث برامجها يوميا أكثر من 4050 إذاعة وتليفزيون، وأن حجم الأموال التي جمعت العام الماضي لأغراض الكنيسة تزيد على 300 مليار دولار، وحظ أفريقيا من النشاط التنصيري هو الأوفر...

***

ومن أمثلة تبرعات غير المسلمين للنشاط التنصيري كما يرصدها د. السميط أن تبرعات صاحب شركة مايكروسوفت بلغت في عام واحد تقريبا مليار دولار، ورجل أعمال هولندي تبرع بمبلغ 114 مليون دولار دفعة واحدة وقيل بأن هذا المبلغ كان كل ما يملكه، وفي أحد الاحتفالات التي أقامها أحد داعمي العمل التنصيري في نيويورك قرر أن يوزع نسخة من الإنجيل على كل بيت في العالم وكانت تكلفة فكرته 300 مليون دولار حتى ينفذها، ولم تمر ليلة واحدة حتى كان حصيلة ما جمعه أكثر من 41 مليون دولار.

منقول للفائده




  #2  
قديم 2011-09-11, 11:18 PM
فارس الغربيه فارس الغربيه غير متواجد حالياً
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 3,222
جنس العضو: ذكر
فارس الغربيه is on a distinguished road
افتراضي

حصيلة مشاريع العون المباشر

.............

وكانت حصيلة المشاريع التي نفذت في أفريقيا -كما يذكر د. السميط- حتى أواخر عام 2002م: بناء 1200 مسجد، دفع رواتب 3288 داعية ومعلما شهريا، رعاية 9500 يتيم، حفر 2750 بئرا ارتوازية ومئات الآبار السطحية في مناطق الجفاف التي يسكنها المسلمون، بناء 124 مستشفى ومستوصفا، توزيع 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس، توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف، طبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات أفريقية مختلفة، بناء وتشغيل 102 مركز إسلامي متكامل، عقد 1450 دورة للمعلمين وأئمة المساجد، دفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب مسلم فقير، تنفيذ وتسيير عدة مشاريع زراعية على مساحة 10 ملايين متر مربع، بناء وتشغيل 200 مركز لتدريب النساء، تنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف، إقامة عدد من المخيمات الطبية ومخيمات العيون للمحتاجين مجانا للتخفيف على الموارد الصحية القليلة في إطار برنامج مكافحة العمى، تقديم أكثر من 200 منحة دراسية للدراسات العليا في الدول الغربية (تخصصات طب، هندسة، تكنولوجيا).

وما زالت الطموحات مستمرة

.................

وأشار إلى أن طموحات جمعية العون المباشر في أفريقيا لا تتوقف عند حد معين؛ فالجهود مستمرة لإعداد الدراسات اللازمة لإنشاء كلية لتدريب المعلمين في ملاوي؛ لأن الحاجة هناك ماسة جدا لتخريج معلمين مسلمين، فرغم أن المسلمين يشكلون 50% من عدد السكان فإن عدد المدرسين المسلمين المؤهلين لا يزيد على 40 مدرسا، فضلا عن أن الدولة تفقد سنويا ما بين 12% - 13% من العاملين في التدريس بسبب مرض الإيدز المنتشر، والاستقالات والموت الطبيعي، ويبلغ تعداد المدرسين المفقودين سنويا قرابة تسعة آلاف مدرس من أصل 90 ألفا هم مجموع المدرسين العاملين في ملاوي؛ وهو ما تسبب في خلق فجوة كبيرة وعجز واضح في المدرسين المسلمين، وبالتالي فهذا الظرف فرصة كبيرة في سد هذا الفراغ التربوي بالمعلمين المسلمين، هذا بالإضافة إلى إنشاء محطات إذاعية للقرآن الكريم، بدأت بإنشاء محطة في جمهورية توجو وهناك مائة محطة يجري العمل في مراحل تنفيذها المختلفة بمناطق مختلفة من أفريقيا، وتبلغ تكلفة المحطة الواحدة عشرة آلاف دينار كويتي، تتضمن المعدات اللازمة ومصاريف التشغيل عاما كاملا.


  #3  
قديم 2011-09-11, 11:28 PM
فارس الغربيه فارس الغربيه غير متواجد حالياً
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 3,222
جنس العضو: ذكر
فارس الغربيه is on a distinguished road
افتراضي

ولم تؤثر حملة ما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب -في تقدير د. السميط- على العمل الخيري في أفريقيا مقارنة بالضغوط التي مورست على الهيئات الخيرية العاملة في جنوب شرق آسيا خاصة في أفغانستان وباكستان والجمهوريات الإسلامية المستقلة، يقول: "الضغوط التي تمارس ضد العمل الخيري ومنظماته هي جزء من مخطط كبير ضد الإسلام والمسلمين، ويجب أن نعمل ولا نتأثر بهذه الحملات، المهم أن نعمل عملا مدروسا ومؤسسيا، له كوادره ومتخصصوه، وقد دعوت جامعة الكويت والجامعات الخليجية إلى تدريس مادة إدارة العمل الخيري إلى أبنائنا لسد العجز في الكوادر المتخصصة التي تحتاجها الجمعيات الخيرية، خاصة أنها في حاجة ماسة إلى أفراد مدربين ومعدين إعدادا جيدا، يمكنهم الولوج في العمل الإداري على أسسه العلمية الصحيحة".
زكاة أثرياء المسلمين
ويرى د. السميط أن زكاة أموال أثرياء العرب تكفي لسد حاجة 250 مليون مسلم؛ إذ يبلغ حجم الأموال المستثمرة داخل وخارج البلاد العربية 2275 مليار دولار أمريكي، ولو أخرج هؤلاء الأغنياء الزكاة عن أموالهم لبلغت 56.875 مليار دولار، ولو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في العالم كله يبلغ 250 مليون فقير لكان نصيب كل فقير منهم 227 دولارا، وهو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل منتج يمكن أن يعيش على دخله.
وبعد أن وضعت الحرب الأنجلو-أمريكية أوزارها ضد العراق قام السميط بمهمة خيرية لإعانة الشعب العراقي، وكانت جمعية العون المباشر قد خصصت مليوني دولار لدعم الطلاب العراقيين الفقراء وإغاثة الأسر المتعففة، وفي تلك الأثناء تعرض رئيس الجمعية إلى حادث مروري في منطقة الكوت (160 كيلومترًا غرب بغداد) بعد أن اصطدمت السيارة التي كانت تقله ومرافقيه بشاحنة، توقفت فجأة؛ وهو ما أسفر عن إصابته بكسور وجروح متفرقة عولج خلالها في أحد مستشفيات الكوت ثم نقل إلى مستشفى الرازي بالكويت لاستكمال علاجه

عندما زرتك يا دكتور
.........
بقلم: فهد بن عبد العزيز السنيدي

سعادة الدكتور العزيز / عبد الرحمن السميط سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاسمح لي أن أسرد على كريم علمك جزءً من فصول الجمال والإبداع ومشهداً من مشاهد الحب والوفاء التي أنت فيها المعدّ والمقدم والمنتج والمخرج وذلك فضل الله عليك .. إنها قصة زيارتنا لكم في مدغشقر لتصوير برنامج ( القارة المنسية ) فبعد عزم فريق العمل السفر إلى القارة كانت المخذلات كثيرة بينما المحفزات واحدة .. المخذلات أكثر من أذكرها حتى لايتشبث بها قارئ فأكون السبب في ثني عزمه عن المسير .. أما المحفزات فهي أن الدكتور / عبد الرحمن السميط الذي هو في سن آبائنا ترك حياة الراحة والدعة وأقام في بيت متواضع في قرية مناكارا بجوار قبائل ( الأنتيمور ) وقطع على نفسه العهد أن يمضي بقية عمره في الدعوة إلى الله هناك .. ألا يكفي هذا أن يحفزنا ؟ ألا يكون هذا درساً من دروس احتقار النفس أمام أمثال الدكتور حفظه الله ؟ بلى والله ،فلقد عزمنا على السفر لتحقيق أمور عديدة سائلين الله تعالى التوفيق والإخلاص .

حطت بنا ركاب السفر في العاصمة ( أنتنانا ديقو ) ليقول لنا الأخوة هناك : إن خط سيركم سيكون عبر طريق وعر تقطعونه في أكثر من ثلاث عشرة ساعة ، أو عبر طائرة صغيرة لا تقلع إلا أحياناً وبعدد لا يتجاوز العشرة أشخاص وهي أشبه بالباص ( المكسر ) .. وهنا سألنا الإخوة : كيف يتنقل الدكتور ؟ فقالوا : الدكتور كثيرا ما يتنقل براً ، وقد سافر بالقطار في أكثر من أربعين ساعة بفتات الخبز ! فقلنا لأنفسنا هذا الاختبار الأول رسبنا فيه جزما حيث طلبنا السفر بالطائرة ؟! وعندما وصلنا إلى ( مناكارا ) استقبلنا الدكتور / عبد الرحمن بوجه مشرق ونفس راضية تحمل بين جنباتها همّاً عظيماً هو هذا الدين .. ليقول لنا : متى تريدون أن نبدأ العمل ونزور القبائل لتروا بأنفسكم أن الإسلام كان هنا ولكنه اندرس ؟ لقد تعلمت في أول ساعة معكم يا دكتور أن العمل المتواصل والبذل الدائم هو طريق النجاح .. إن الأمثلة المحفوظة والأشعار المنثورة ليست في قاموسي بشيء لأنها كانت مادة جافة أرددها دائماً عن العزم والعمل والجهد والمثابرة .. لكنها أفلست مني أو أنا أفلست منها عند أول درس عملي من الدكتور ؟

أعلم يا دكتور إني سأوقف قلمي قليلاً لأن الخطوط الحمراء التي لن ترض بخروجها .. والأعمال الكثيرة التي لا تقبل أن يعلم بها أحد لن أبوح بها .. ولكني كتبتها بقلم الذاكرة وحبر الزمن في مجلدات الوفاء .. إن لم استطع قولها للناس تحقيقاً للأمر النبوي الكريم بذم المديح وحفظ حق الإخوان في عمل السر فإني سأقولها لهم بدموع تنهمر بعد عودتي .. وعبارات أتنهد بها عندما يسألني أحد عن هذه الجهود ؟!!

ماذا عساي أن أكتب لكم عن رحلة استمرت قرابة الشهر في إفريقيا لتصوير البرنامج كان نصيب الأسد فيها للأسد السميط .. لقد تعلمنا منك أن الحياة شباب وإن كنت كبير السن .. وهذه الحياة واحة فريدة في صحراء العمر .. ولست أعني الشباب الغض الناعم ، الذي ترق عنده الحياة ، فتسحره بالنظرات المغرية . وتجمع له لذائذ الدنيا ، في لحظة مسكرة ، أو شبهة عارضة ، الشباب الذي يعيش للهوى وأحلام اليقظة ، فيبدأ تاريخ حياته بالحاء فلا يلبث أن ينتهي بالباء . ديدن حياته يقوم على هذين الحرفين في غير مكانها الصحيح، بالطبع لست أعني هذا الشباب ، وإنما أعني شبابك يا دكتور مع بياض شعرك وصعوبة حركتك .. وتثاقل أقدامك إنه الشباب الحي العامل ، الذي وضع له غاية في العيش أبعد من مجرد العيش . فهو في جهاد مع وقته ونفسه والهوى والشيطان .

وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
***
تعلمت يا دكتور أن المال الصالح في يد العبد الصالح سلاح مضاء وعدة عتيدة وقوة مكينة لا يمكن معها التقاعس أو الكسل .. فهمت منك أن الأثرياء في الأمة كثيرون ولكن النافع منهم قليل .. أولئك الذين ضعف عندهم الخلق والدين ، استخفوا بقواعد الإيمان ومبادئ الإسلام ، يأكلون كما تأكل الأنعام دون أن يؤدوا واجباً لدينهم أو مجتمعهم .. بل إنهم أصبحوا حرباً على أمتهم .. يسخرون أموالهم في العفن والفن والفجور... يؤصلون للرذيلة .. ويقيمون لها المؤسسات والأندية .. لا يتوانى الواحد منهم أن يقدم المال لكسر فضيلة .. أو قتل خلق فاضل .. بينما يستثقل أحدهم أن يبذل لعمل الخير .. ( وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ) لا يليق بالرجل القادر ، أن يرضى لنفسه ، أن يكون حملاً على كاهل المجتمع ، ثقيلاً مرذولاً ، وأن يقعد فارغاً من غير شغل ، أو أن يشتغل بما لا يعنيه ، إن هذا لمن سفه الرأي ، وسذاجة العقل، والجهل بآداب الإسلام .

تعلمت يا دكتور :أن يكون هم الدعوة إلى الله شغلي الشاغل حتى في اللقمة التي آكلها .. أتذكر تلك الزيارات التي نقطع فيها الساعات بين طرق وعرة وغابات مظلمة مخيفة وأنهار موحشة في قوارب صغيرة ومستنقعات منتنة .. فإذا وصلنا إلى القرية واجتمع أهلها قال لهم الدكتور : ربي الله الواحد الأحد الذي خلقني ورزقني وهو الذي يميتني ويحييني .. كلمات يسيرة يدخل بها أعداد منهم إلى الإسلام ..! أتذكر تلك الملابس التي تحملها معك . لماذا يا دكتور ؟ إنها هدية لملوك القرى تأليفاً لقلوبهم إلى الإسلام ! لماذا هذه الحلوى ؟ لأطفال القرى من أجل إدخال السرور على نفوسهم .

ماذا عساي أن أقول ؟ وبأي درس يمكن أن أتحدث ؟ هل يمكن أن أسطر رحلة تعلمت فيها رغم قصر مدتها بقدر ما تعلمته من سني عمري الماضية ؟ لقد نسيت معاناة السفر ومشقة الحياة وشظف العيش قهراً لنفسي لأني أرى شيخاً كبيراً مصاباً بالسكر وبه آلام في قدمه وظهره .. يكسر كل حدود الترف والتأفف أمام ميدان الدعوة إلى الله ! ألا يستحي الشباب مثلي وهم هناك من أن يتذمروا لعدم وجود الماء الصالح للشرب والاستحمام ؟ أو عدم الحصول على المناديل المعطرة ؟ أو النوم أحياناً دون عشاء ؟ إيه أيتها النفس .. كم أنت مترفة .. ومنعمة .. وبعيدة عن ميدان العمل الحقيقي ..

لقد تعلمت من لسع البعوض في تلك القرى دروساً في الصبر .. وتعلمت من شح الماء دروساً في اليقين و تعلمت من انقطاع الكهرباء أياماً دروساً في الطمأنينة ..

يا دكتور لقد منحتني شهادة عليا في هذه الرحلة لم تستطع جامعات الدنيا أن تمنحني إياها .. لقد حصلت على الدكتوراه في احتقار النفس أمام العظماء .. وتجاوزت الماجستير في العمل الحقيقي الذي كنا نعتقد أنفسنا من رواده وبكالوريوس بامتياز في معرفة رجال الأمة الحقيقيين الذين يستحقون شهادات التقدير وجوائز الشكر.. لكنهم مع ذلك يقولون كما كنت تقول لي: يا أخي نحن لا ننتظر شهادات من أحد.. نحن عملنا في الميدان .. وننتظر من الله فقط أن يتقبل منا ؟

ما زلت يا دكتور أتذكر تلك القرية التي أعلن أهلها إسلامهم وكيف كانت فرحتك العارمة .. كأننا خرجنا بأموال الدنيا . كنا نحن ننتظر مشاهد التصوير ونحسب إنجازنا بعدد ساعات التصوير كانت هذه ساحة سعينا .. وميدان بصرنا.. بينما كنت تسبح هناك .. وتنظر هناك ..

وتتأمل هناك .. الآخرة.. !

فلله درك أيها العظيم .

كنت أتعجب منك وأنت تحاسب من يعمل معك بكل دقة و تقف بنفسك حتى على طعام الأيتام .. وأقول في نفسي هو جهد زائد ينبغي أن يدفعه لغيره .. لكني فهمت متأخراً عندما قلت لي : أموال الناس التي دفعوها لعمل الخير لا يمكن أن أفرط في ريال واحد منها.

أتدري يا دكتور أن هذا البرنامج كتب سيناريو حلقاته وصمم فكرته وأخرج أطرافه عملكم المتوقد وسعيكم الدائب .. أتدري أني قرأت كل ما كتبته في مجلتكم ( الكوثر ) قبل أن أصل إليك لأجد ما كتبته عن جهود العمل ( غيض من فيض ) وعندها تذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :

( ليس راء كمن سمع ) وأكدت لنفسي ( من شاهد الحقائق ضمن الوثائق ) كنت أتنقل معك بصحبة فريق البرنامج بين القرى و القبائل لنجد منكم شخصاً ملماً بحياتهم وعاداتهم وتقاليدهم.. وهذا درس من دروس ، فالداعية الحق هو الذي يعرف طبيعة من يدعوهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل لما أرسله لليمن ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب ) إنها معلومة مهمة يراد من ورائها رسم منهج للدعوة .. فليس كل داعية يصلح للدعوة في كل مكان .. بل لابد من مواصفات معينة يسبقها العلم التام بطبيعة المدعوين وأحوالهم .

دكتور : أسعد الله مساءك بكل خير أينما كنت .. تذكرت ذلك المساء الحالم.. عندما أرخى علينا الليل سدوله بعد أن صلينا المغرب وانكمش المنعمون مثلنا من آثار البرد .. فوقفت على تلك الحلقة المستديرة التي تجمع فيها أبناؤكم الأيتام يقرأون القرآن .. وأنت تنتقل من حلقة إلى أخرى .. تطمئن على حفظهم للقرآن الكريم .. وتبتسم في وجوهم كل لحظة .. تذكرت خروجك بعد العشاء لتطمئن عليهم هل ناموا ؟ هل استقروا جميعاً في مهاجعهم ؟

تذكرت سائقك الخاص وأنت تعامله بلطف ومحبة حتى أعلن إسلامه .. تذكرت أولئك الدعاة وهم يجيبون على سؤالي في كل لقاء .. من أي مدرسة تخرجتم في الدعوة ؟ فقالوا : من مدرسة

عبد الرحمن السميط الدعوية !

تذكرت تلك الليلة الشاتية عندما عمدنا إلى جذوع الشجر لنوقد النار للتدفئة فجلست وقد أحطنا بك من كل ناحية .. تحكي لنا حكايات رائعة .. ليست عن حب وغزل .. ولا عن شعر وزجل .. بل عن دعوة وإغاثة .. عن إسلام وراحة .. عن أقوام كانوا في ضلال فأنقذهم الله بالإسلام ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) (الأنعام : 142) أيها الفاضل / اسمح لي أن أزجي سرا ً .. هذه الصور المذكورة من الجهد المتواصل ليست حكراً عليك فقط .. بل هي ديدن أسرتكم الكريمة من زوجة وأبناء حفظكم الله بحفظه .

لا أريد أن أحرق البرنامج على مشاهدينا الكرام .. فهو برنامج أسبوعي في قناة المجد بعنوان

( القارة المنسية ) فيه الغرائب والعجائب والأفراح والأتراح .. والفقر و الغنى ..

فيه صور ة إسلام منسية .. وكتاب مقدس عند أهله اسمه ( السواربي ) ومقابر لا يتم الدخول إليها إلا بدعاء يتضمن سورة الفاتحة .. برنامج أظن أن غرائبه وعجائبه ستحمله إلى المشاهدين فلن أتحدث عنه مكتوباً .

شكر الله لك أيها الدكتور الفاضل .. ورفع قدرك .. وجزاك عنا خير الجزاء وكثر الله في الأمة من أمثالك إنه جواد كريم .. وإلى اللقاء على طريق الخير والمحبة ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حوار مجلة البيان
مع د/ عبدالرحمن السـميط
حول العمل الإسلامي في إفريقيا
مجلة البيان العدد 80 ربيع الآخر1415هـ

..................


• العمل الإسلامي الخيري بأنواعه الـمـختلـفـة (الإغاثي التعليمي الدعوي... ونحوها) عمل جديد نسبياً ، ولكنه خطى خطوات متسارعة في السنوات الأخيرة.. فكيف تقومونه ، مع إيجابيات العمل وسلبياته؟
خلال الخمس عشرة سنة الماضية شهدت الـسـاحــة الإســلامـيــة نمواً كبيراً جداً للعمل الخيري ، ورغم التوفيق الذي حالف الغالبية العظمى من هذه الـمـنـظـمات بفضل من الله سبحانه وتعالى ، وذلك من خلال ما حققته من نجاح طيب في كثير من الميادين ، إلا أنني أود أن أركز هنا على نماذج من السلبيات التي حدثت والتي أتمنى أن نقوم نحن العاملين في المؤسسات الخيرية بمراجعة أنفسنا وتصحيح هذه الأوضاع الخاطئة ، ومنها على سبيل المثال:
أولا:
بدأت تبرز عـنـد البعض روح الانتماء للمنظمة التي يتبعها حتى طـغـت عـلـى روح الانـتـمـاء للإســـلام ، مما أثر على العمل الإسلامي في المناطق التي يعملون بها ، وأحياناً يحدث هذا بحسن نية ونادراً ما يحدث بصورة أخرى. ودعني أضرب لك مثالاً:
قمت بزيارة لمنطقة نائية في شمال كينيا ، واكتشفت وجود قبائل أصلها إسلامي ، ولكن لا يوجد بينهم دعوة إسلامية منظمة ، وكان يوجد شخص من المدرسين الحكوميين يقوم بتدريس مادة الدين الإســلامي في بعض المدارس الثانوية ، و كان لديه استعداد طيب ، وبدأ فعلاً في الدعوة في وســط هــذه القبائل ، وكنا بحاجة له للتفرغ للدعوة الإسلامية ، ولكن ظننا أننا لو سحبناه من الـمـــدارس ستصبح بدون مدرسين مؤهلين ، وبخاصة وأن التعيينات الآن في تلك المدارس صعبة جــــداً ، مما يعني بقاء الطلبة في المرحلة الثانوية بدون توجيه إسلامي ، فتركناه على وظيفته على أن يعمل في أيام العطل معنا في الدعوة ، وفوجئنا بإحدى المنظمات تعرض عليه راتـبــــاً خيالياً وتنقله إلى مكان آخر ، بينما كان بالإمكان تعيين أي شخص بديل له في ذلك المكان ، ومن السهل وجود أشخاص بديلين عنه هناك ، ونجم عن ذلك أن أصبحت المدارس بدون دعوة ، وكذلك القرى التي كان يزورها ويدعو الناس فيها فقدته أيضاً ، وأعتقد أن هذا التصرف ناتج من أن الأخوة لم يروا إلا من زاوية ضيقة (من وجهة نظر مصلحة المؤسسة التي يعملون بها فقط) ، ولهذا نجد تنقلات كثيرة بين المؤسسات الإسلامية أعتقد أن أشد المنظمات ضرراً على العمل الإسلامي هم أولئك الهواة الذين يأتون وفي جيوبهم كثير من المال ، ويعرضون الرواتب الخيالية في الأزمات ، ثم ينسحبون بمجرد أن تنتهي الأزمة ، ويبقى هؤلاء الموظفون مشردين بدون وظيفة ، وقد حصل هذا في المجاعة التي أصابت الصومال وشمال كينيا ، حيث يوجد عدد غير قليل ممن كانوا موظفين في الحكومة وفي غيرها ، وتم إغراؤهم برواتب خيالية فاستقالوا من وظائفهم للعمل في بعض المؤسسات ، واستغنت عنهم تلك المؤسسات بعد انتهاء المجاعة ، فأصبحوا يمدون أيديهم إلى الناس طلباً للإحسان بعد أن كانت لديهم وظيفة يستطيعون أن يخدموا الإسلام من خلالها.
ثانياً:
ومن السلبيات تدافع المنظمات للعمل في نفس المكان ، وكم كنت أتمنى لو قمنا بالابتعاد عن أي مكان توجد فيه إحدى المنظمات الإسلامية والانتقال إلى أماكن أخرى ، فالساحة تستوعب الجميع ، وما حدث في مجاعة الصومال مثال على ذلك حيث تركز عمل أغلب المنظمات الإسلامية في منطقة مقديشو وما حولها ، وها نحن نرى تدافعاً للمنظمات الإسلامية في بعض المناطق مع إهمال كامل لمناطق أخرى ، فموزمبيق مثلاً يوجد بها ست منظمات رغم محدودية العمل ورغم أن أغلب المنظمات لم تقدم شيئاً ملموساً حتى الآن لإخوانهم المسلمين ، ورغم المشاكل الإدارية التي تكتنف عمل بعض المؤسسات الإسلامية ، بينما دولة مثل غينيا الاستوائية التي فيها أعداد كبيرة من المسلمين ، ومثل نيجيريا والكميرون والكنغو لا يوجد فيها حضور حقيقي لمنظمات ميدانية تقدم عملاً خيرياً في هذه المناطق إلا ما ندر.
ثالثاً:
إصرار بعض المنظمات رغم العجز الإداري الموجود لديها على التوسع بدون حدود ، مما أوجد خلخلة في أعمالهم ، فنجد بعض العاملين يبقون أشهراً طويلة بدون رواتب وبدون تعليمات ، دعك من الزيارات الميدانية التي يفترض أن يقوم بها العاملون في المكاتب الرئيسة للاطلاع على مشاكل مكاتبهم في مختلف المناطق ، وهذا أوجد إحباطاً في نفوس إخواننا من الدعاة في هذه المناطق مما عاد بسلبيات كثيرة على العمل الخيري.
رابعاً: عدم قيام بعض المنظمات الإسلامية بتدقيق المحاسبة بشكل يضمن وصول المساعدة إلى المحتاج فعلاً ، كما قرر المتبرع ، مما أوجد فئة من الناس ممن قلت تقواهم فأصبحوا يجتهدون في هذه الأموال ، وأصبحت الحدود غير واضحة في أعينهم بين المصالح الشخصية ومصالح الإسلام وهناك سلبيات كثيرة تحتاج إلى وقت أطول ومجال أرحب.


العمل الخيري من الأعمال الشاقة المجهدة.. فما هي الصعوبات الرئيسة التي ترون أنها تواجه العمل الخيري ، وكيف يمكن تجاوزها أو التقليل من آثارها؟
• كثير من العاملين في العمل الخيري يدّعون أن المشكلة الرئيسة هي المال وأنا أعتقد أن غالبية المؤسسات الإسلامية لديها مشكلة مالية ، ولكن المشكلة ليست في قلة الأموال ولكن في تخمة الأموال التي لا تستطيع أن تضعها في موضعها الصحيح ، والمشكلة الرئيسة في نظري هي إدارة العمل الخيري حيث لا يوجد أشخاص مؤهلين للعمل في المؤسسات الخيرية الإسلامية نتيجة حداثة عهدها ، وهناك أيضاً انعدام الرقابة الميدانية عند بعض المؤسسات التي مدت جذورها بشكل كبير في وسط المتبرعين ونست الزيارات الميدانية وأهميتها في الرقابة الإدارية والمالية ، كما أن هناك صعوبة يجب أن لا نغفلها ، وهي عدم وجود الغطاء السياسي للعمل الخيري الإسلامي ، فالدول الإسلامية بصورة عامة دول ضعيفة أو دول لا تود الدخول في إشكالات سياسية لحماية العمل الخيري الذي ينبع من دولها ، بينما نجد أنه ما أن تمس مؤسسة أمريكية أو ألمانية أو إنجليزية إلا وتقوم قيامة حكومات تلك الدول وتتدخل لدى أعلى المؤسسات الحكومية في إفريقيا وجنوب شرق آسيا ، لصالح العمل الخيري الذي تقوم به المؤسسات الغربية ، بينما نحن المسلمين كالأيتام على موائد اللئام وأضرب لك مثالاً بلجنة مسلمي إفريقيا ، وهي ليست فريدة في ذلك حيث قتل العديد من دعاتنا في عدد من الدول مثل الصومال وليبيريا وسيراليون وموزمبيق وغيرها ، وإطلاق النار على مؤسساتنا شيء لم يعد يثيرنا بسبب كثرة ما يحدث ولا نستطيع أن نلجأ إلى أي جهة لتقوم بحمايتنا ، بل إنه حتى في الصومال برزت النعرات الوطنية والإقليمية بشكل مزعج ، فأنت عندما تطلب قوات لحماية الإغاثة التي تنقلها من مكان إلى آخر ، يقول لك المسؤول هناك: أنك لست تابعاً لبلدي ولا أستطيع أن أحميك ، بينما هو يقوم بحماية الإغاثة التابعة لمؤسسات نصرانية باسم الأمم المتحدة ، وكنت أتمنى أن نحس بالوحدة الإسلامية أولاً ، وبالوحدة الخليجية ثانيا في حماية المؤسسات الخيرية الخليجية بصورة خاصة ، والمؤسسات الإسلامية الأخرى بصورة عامة ، بغض النظر عن هذه الحدود المصطنعة التي وجدت بين دولنا.


التخطيط والتدريب والمتابعة.. من الدعامات الرئيسة لنجاح العمل الخيري ، فما هي مرئياتكم حيال هذا الموضوع؟
• أعتقد أن العمل الإسلامي الخيري إذا أريد له النجاح فلابد له من وضع خطة مستقبلية مع تقييم لما نفذ من هذه الخطة على مراحل ، ويكون هذا التقييم بإجراء محاسبة إدارية ومالية دقيقة في المكاتب الرئيسة ، بالإضافة إلى زيارات ميدانية دورية لأمكنة العمل ، حيث لاحظنا أن بعض المؤسسات الخيرية تعتمد على الإدارة من بعيد دون أن تعلم ماذا يحدث في الميدان حقيقة ، بل إنها تعتمد اعتماداً كلياً في اتخاذ بعض القرارات المهمة على التقارير التي تصلها. أما مشكلة التدريب ، فمع الأسف الشديد قليل من المؤسسات التي تقوم بدورات تدريبية ولكنها لا تكون على المستوى المطلوب ، وينعكس ذلك على مستوي العمل مما يجعل بعض العاملين يتحدثون عن أمور يجهلونها.

للمنظمات التنصيرية خبرات طويلة وإمكانات هائلة وجهود جبارة في العالم الإسلامي.. فمن خلال خبرتكم في إفريقيا هل لكم أن تذكروا لنا بعض الإحصائيات لحجم هذه الأنشطة ، وما هو دور المؤسسات الإسلامية في مواجهة المد التنصيري؟
• الإحصائيات موجودة في المراجع الأجنبية وبخاصة المراجع التنصيرية وأضرب مثالاً بكنيسة »المرمون« التي زاد عدد أتباعها أكثر من 16 % خلال السنوات الأربع الماضية في إفريقيا ، كما أن الكنيسة الكاثوليكية تبذل عشرات الملايين من الدولارات على العمل التنصيري في إفريقيا ، حيث ازداد عدد الكاثوليك وهم فئة من فئات النصارى ما بين عام 1980 إلى عام 1994 م من 52 مليون إلى 92 مليون ، والمعروف أن البابا الحالي زار إفريقيا لأول مرة في عام 1980 م ثم زارها بعد ذلك عشر زيارات ويوجد حالياً 55 ألف طالب يدرسون الرهبنة الكاثوليكية في إفريقيا ويوجد حالياً 20700 قسيس و 42 ألف راهبة ، يساعدهم 264 ألف مساعد ديني متفرغ للقسس في أعمالهم الدينية اليومية ، فإذا كان هذا في إفريقيا وحدها ، فما بالك في المناطق الأخرى ، ولوحظ كذلك أن رجال الكنيسة بدأوا الدخول في السياسة بدعم من الفاتيكان ، رغم أن الفاتيكان ينفي ذلك تماماً ، ولكن من الواضح جداً أنه لا يمكن أن يقوموا بما قاموا به من تدخل سياسي بدون هذا الدعم الخفي من الفاتيكان ، وكمثال على ذلك ، هناك خمس دول يرأس المجالس الوطنية أو البرلمانات بها قسس كاثوليك برتبة أسقف في غرب إفريقيا ، وقد كانت البداية في »بنين« حينما أصبح الأسقف »إيسادور ديسوزا« رئيساً للبرلمان في عام 1990 م ، ثم حدث نفس الشيء في الكنغو والغابون والتوغو وزائير ، ويرأس الحركة الانفصالية في جنوب السنغال قسيس كاثوليكي ، كما أن الكنيسة الكاثوليكية متورطة حتى آذانها في الحركة الانفصالية في جنوب السودان ويقيم »جون قرنق« أثناء زيارته إلى نيروبي نصف المدة في كنيسة كاثوليكية في ضواحي نيروبي ، والنصف الثاني في كنيسة بروتستنتية ، وبكل وضوح يقوم بهذا العمل بينما تدخلت الدول الغربية لتحريم إقامة أي حزب على أساس ديني في خمس دول ذات أغلبية إسلامية ، وهي موريتانيا ، والنيجر ، وتشاد ، والسنغال ، وغينيا كوناكري ، حتى لا يكون للإسلام صوت في السياسة ، وحسب إحصائيات المجلة الدولية لأبحاث التبشير وهي مجلة علمية أمريكية فإن ما تم جمعه خلال عام واحد لصالح الكنيسة في شمال أمريكا وغرب أوروبا بلغ 181 مليار دولار ، ويوجد لديهم 2050 محطة إذاعة وتلفزيون ، ويملكون في دولة مثل أندونيسيا 64 مطار ، ويمكن من هذا أن نقدر عدد الطائرات التي يملكونها.
صلة القارة الإفريقية بالإسلام صلة قديمة جداً ، وقد كان للغة العربية حضور مبكر في القارة ، ولكن استطاع الاستعمار استبدال اللغة العربية وحروفها باللغات الغربية والأحرف اللاتينية.. فهل لكم أن تذكروا لنا بعض تلك الجهود في ذلك؟
• الإسلام لم ينزل على إفريقيا (ببراشوت: مظلة) وإنما له جذور عميقة ، فمنذ هجرة الحبشة الأولى االتي دخل بها الإسلام إلى إفريقيا قبل أن يدخل إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وقد اكتشف قبل مدة مسجد في جزيرة »باتي« في شرق كينيا عمره 1350 سنة ، واكتشف مسجد له نفس العمر في شمال زنجبار وفي جزيرة »بمبا«. وفي زيارتي الأخيرة إلى »مدغشقر« وجدت كثيراً من الآثار الإسلامية التي يعود تاريخها لأكثر من ألف سنة ، ويذكر أحد الباحثين الغربيين أنه وجد قبراً في زيمبابوي كتب عليه:
(بسم الله الرحمن الرحيم
هذا قبر سلام صالح الذي انتقل من الدار الفانية إلى الدار الباقية عام 95 من هجرة النبي العربي )
وهناك قرائن تثبت أن العرب كانوا قد سكنوا جنوب إفريقيا قبل الرجل الأبيض ، بل قبل الرجل الأسود ، وأقصد جمهورية جنوب إ فريقيا التي كانت عنصرية ، وإلى عهد قريب جداً كان الحرف العربي هو الحرف الذي كان يستخدم في الكتابة في إفريقيا بدون منافس ، حتى جاء الاستعمار والتنصير الغربي في منتصف القرن الماضي ، وأخذ يحارب الحرف العربي لأنه ينتمي إلى لغة القرآن ، واستطاع أن يغير كثيراً من اللغات ، من أواخر اللغات التي غيرت من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني لغة »الهاوسا« في شمال نيجيريا ، واللغة الصومالية وغيرها ، وكانت اللغة العربية لغة رسمية في كينيا إلى عام 1964 م ثم ألغيت ، ومع الأسف الشديد فإن العرب لا يقدمون شيئاً للدفاع عن لغتهم ، حينما قام أحد الوزراء ذوي التوجه الإسلامي في السنغال بإلغاء اللغة الألمانية في بعض المعاهد نظراً لعدم الحاجة لها ، تدخلت ألمانيا وقطعت جميع المساعدات حتى اضطر أصحاب القرار هناك لإقالة هذا الوزير ، وفي »تشاد« تم إقرار اللغة العربية لغة رسمية ، ولكن رغم هذا لم تتقدم أي دولة عربية بإرسال مدرس واحد للغة العربية في المدارس التشادية ، ولذلك بقيت اللغة العربية لغة رسمية حبراً على ورق ، وحتى الإذاعة العربية فكانت إلى عهد قريب تبث لمدة ربع ساعة فقط ، بينما الإذاعة باللغة الفرنسية تبث لعدة ساعات نظراً لعجز الإذاعة العربية عن توفير برامج ومعدات تحتاج إليها ، وقد صدر منذ شهر قرار من تشاد بأن تكون جميع اللافتات في الدوائر الرسمية باللغة الفرنسية واللغة العربية ، ورغم هذا لم تجد أي تشجيع من الدول العربية لذلك.
كيف بدأت صلتكم الشخصية بإفريقيا ، وما هي العقبات الأولى التي واجهتكم في العمل ، وما أبرز نشاطات لجنة مسلمي إفريقيا؟
أذكر منذ كنت أعمل في كندا في السبعينات أنني ألقيت محاضرة على مجموعة من الطلبة المسلمين في أمريكا عن جهود التنصير، وتحـمــس الأخـــــوة وطلبوا مني أن نفعل شيئاً، فاقترحت في محاضرة أخرى أن يدفع كل طالب مبلغاً يتراوح ما بين نصف دولار إلى دولار شهرياً وبصورة مستمرة ، ثم يجمع ذلك المال ونطبع بـه كتباً ونوزعها في الدول المحتاجة وبخاصة في إفريقيا ، وعندما عدت إلى الكويت بعد انتهاء دراستي وتدريبي شعرت بأن العمل الطبي لا يستوعب طاقاتي ، وحصـلــت على بعض التشجيع من بعض المسؤولين ، ونحمد الله سبحانه وتعالى أن تبرعت لـنـــا إحدى المحسنات لبناء مسـجــد ، فذهبنا إلى »ملاوي« لبناء المسجد ، وما وجــدنــــاه هناك كان يدمي القلب ، وعلى إثرهـــا كنت أحد المؤسسين للجنة مسلمي إفريقيا ، وقررنا منذ البداية أن نعمل بشكل علمي بحت ، وأن لا ننظر في الحالات الـفــردية ، وأن ننظر إلى المجتمع الإسلامي ككل ونحاول أن نـنـمـيه ، فنحن لا نـسـاعـــد شـخـصـاً بذاته لأنه محتاج للمال أو لغيره ، ولكن نحاول أن نـبـنــي المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والإغاثية لهذه المجتمعات ، وأذكر أنه في أول ثلاثة اجتماعات كنا بأمس الحاجة إلى 500 دولار ولم نستطع أن نجـمـعـهـا ، ولكن بعد ذلك نحمد الله سبحانه وتعالى على أننا قد تجاوزنا الامتحان في هذا الجانب فـي الأيــام الأولـى مـــن بدايـــة عمـلـنـا حتى أصبحت الأن لجنة مسلمي إفريقيا أكبر منظمة عالمية متخصصة في العمل الإسلامي فـي إفـريقـيا حيث يغطي عملها أربعين دولة في إفريقيا ولها مكاتب متعددة هناك ولدينا 3288 داعـيــة مـتفــرغاً وهو عدد يفوق ما لدى جميع الدول العربية المشتركة ، ولدينا أكثر من نصف مليون طـالـب يدرسـون فـي 840 مدرسة تديرها لجنة مسلمي افريقيا عبر مكاتبها الميدانية ، وحفرنا 760 بئراً ، ولـديـنـــا أكثر من 200 طـالــب يدرسون الدراسات العليا وبخاصة في مجال الطب والهندسة والعلوم فـي عـــــدة جامـعـــات في الدول العربية والأجنبية ، كما قمنا بترجمة وطباعة وتوزيع أكثر من 5.6 مليون كتيب إسلامي بـ 18 لغة وبالطبع لدينا إذاعة للقرآن الكريم وهي الإذاعة الإسلامية الوحيدة التي تمتلكها منظمة إسلامية ، وتغطي 16 دولة إفريقية في غرب إفريقيا ومقرها »سيراليون« وتبث بعشر لغات ، وقد أسلمت عدة قرى ومناطق بسبب سماعها للإسلام حيث لم تكن قد وصلتها الدعوة الإسلامية من قبل ، ومع الأسف الشديد فإن هذه الإذاعة تعاني من مشاكل مالية بعد أن استمرت عشر سنوات في البث بدون انقطاع.


من أوراق الشيخ حفظه الله
............
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أخي الفاضل/ أختي الفاضلة
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته

نتحدث معكم اليوم حول ما يمر بأفريقيا من مجاعة ولسوء حظي أن كتب لي الله سبحانه وتعالى أن أشاهد هذه المجاعة التي تحدث حالياً في أفريقيا ضمن سلسلة من المجاعات التي عشتها خلال العشرين السنة الماضية، وهذه المجاعة أصابت منطقتين في أفريقيا:
المنطقة الأولى هي منطقة القرن الأفريقي وأقصد فيها أثيوبيا وأريتريا وجزء من جيبوتي
والمنطقة الثانية في الجنوب الأفريقي حيث موزمبيق وجمهورية مالاوي وزامبيا وزمبابوي وإلى حد ما في أنقولا..

سبب المجاعة هو أما عدم نزول الأمطار وموت الأعشاب والحشيش التي تعيش عليها الحيوانات وموت النباتات
وأما أن موسم الأمطار فشل، وأقصد بفشل موسم الأمطار هو إما أنه ينزل بشكل مبكر جداً أو بشكل متأخر أو أنه كمية الأمطار تنزل ويقف مدة طويلة فتموت البذور التي بدأت في النمو ثم تنزل الأمطار بعد ذلك فلا تستفيد منها الأرض
وعندما تموت الأعشاب والمراعي فإن الحيوانات تتأثر وتموت وعندما تبدأ الحيوانات في الموت فإن الناس لا يجدون الحليب الذي يشربونه ولا يجدون اللحم الذي يأكلونه لأن الحيوانات غير موجودة

ورأينا قصص كثيرة جداً من الناس الذي فقدوا أغلب ما لديهم أو كل ما لديهم
وأذكر أن رئيس قرية من القرى زرتها في أثيوبيا فقد 40 رأساً من الإبل و60 رأساً من البقر وعدد كبير من رؤوس الماعز والغنم
وعندما زرته وجدته نحيلاً جداً وقد فقد زوجته وبعض أولاده ولم يبق عنده إلا عجل ضعيف جداً مثل الهيكل العظمي وطلب مني أن آخذه وهو مبتسم قال: تستطيع أن تأخذه لأنه سيموت خلال يومين أو ثلاثة فلا يوجد علف في البادية، وطبعاً عندهم لا يوجد علف صناعي لأن أصلاً هم لا يحصلون على أكل البشر دعك من الحيوانات!
وأذكر عندما زرت هذه القرية وجدت أشكال وألوان من الأطفال وهم هياكل عظمية تمشي على قدمين بعضهم يستطيع أن يمشي وبعضهم يحبو حبواً عمره قد يكون عشر سنوات، اثنى عشر سنة ولا يستطيع المشي على قدميه، وأغلبهم لم يأكل من ثلاث أو أربع أيام وهذا الشيء عادي جداً إلى الدرجة التي أذكرها جيداً عندما ذهبت من المرات مع زوجتي وأولادي إلى إحدى القرى ودخلنا على كوخ من الأكواخ وعرفنا بعد مدة وبعد أسئلة كثيرة أن أم الكوخ ومعها أطفالها وأقاربها لم يأكلوا منذ ثلاثة أيام أي شيء على الإطلاق، حتى الحشيش الذي يؤكل غير موجود بسبب الجفاف..
من هنا شعرنا بأن هذه العائلة بحاجة إلى المساعدة وذهبت إحدى بناتي إلى السيارة لتجلب كيلوا كيس فيه كيلوا من الدقيق أو الطحين لتعطيه إياهم وفوجئنا بأن المرأة صُدمت واستغربت أن نعطيها الطحين فقالت: لماذا هذا؟!!
فقلنا لها لأنك ما أكلتِ من ثلاث أيام أنت وأولادك
قالت نحن أغنياء، الحمد الله نحن ثلاثة أيام فقط ما أكلنا..، قالوا: ورانا جيراننا العشة التي ورانا اذهبوا إليها وهؤلاء فقراء يحتاجون مساعدة أما نحن الحمد لله بخير ونعمة الذي مجرد ثلاثة أيام ما أكلنا..
ذهبنا إلى الكوخ الآخر خلف الكوخ الذي كنا فيه فوجدنا أن المرأة هناك وأهلها لم يأكلوا منذ ثمانية أيام! .. دمعة أعيننا.. وقارنّا بين وضعهم ووضعنا نحن لو غابت عنا وجبة واحدة لقلبنا الدنيا فوق تحت! ليس إذا غابت الوجبة بل إذا كان نوع الأكل الذي يقدّم قد لا يتناسب مع أذواقنا ما نكون سعيدين ونبدأ في عمل مشاكل كثيرة.. وهذا موقف مؤلم عندما نقارن بيننا وبينهم!.

أعود مرة ثانية إلى أثيوبيا إلى تلك القرية وأذكر عندما جئت كان يوم جمعة إلى مدينة دنن، تقع في منطقة الجفاف في جنوب أثيوبيا، وكان هناك طفل ميت اسمه ( ميار) مسلم ( ميار بن محمد) وهو ثالث طفل يموت في الصباح في صباح ذلك الجمعة وطبعاً المنطقة كلها متأثرة من ثلاث سنوات من الجفاف ما نزل مطر أو ينزل في غير وقته فلا تستفيد منه الأرض ولا ينمو العشب والحشيش وماتت الحيوانات ثم بدأ الناس يموتون وقضى على نسبة كبيرة من الماشية وهاجرت الأسر إلى القرى والمدن بحثاً عن الطعام..
هاجرت والدة الطفل الذي قضى يوم الجمعة اسمها (صفية) إلى قرية أو بلدة دنان مع زوجها وخمسة من الأطفال قبل خمس أشهر من الجمعة التي رأيتهم فيها.. لم يكن عليها غير الملابس التي تلبسها هي وأطفالها، ما عندهم ملابس ما عندهم شيء يملكونه.. كانت هي أسرة متوسطة الدخل يملكون 40 بقرة و50 رأس من الغنم والماعز وتدريجياً بدأ القطيع في الاحتضار عندما بدأ الجفاف يضرب المنطقة وحاولوا يبحثون في كل مكان عن أي مكان يصلح للرعي حتى يحافظوا على ما تبقى من الحيوانات ولكنهم فشلوا في ذلك فآخر حيوان مات كان حمارهم وتركوا بدون أي مال أو وسيلة معقولة يعيشون منها.. ساروا أربع أيام على أقدامهم حتى وصلوا إلى دنن لم يأكلوا شيئا لأن أصلاً ما كان عندهم شيء والأعشاب الموجودة في الصحراء بسبب الجفاف كلها أعشاب إما سامّة لا يرضى لا الحيوان ولا الإنسان أن يأكلها.. وتقول صفية إنهم كانوا جوعى وعندما نفقت كل الحيوانات اضطروا أن يأتون إلى دنن وكانت فاطمة عمرها 12 سنة أكبر بنات صفية أول من مات قبل شهرين وتبعها محمد الذي عمره سنة واحدة منذ أسبوعين فقط وأصبح الأب مريض وعاش ميار محمد معظم الأسبوعين الأخرين فاقد الوعي مع ... وحمّى والأيام الأخيرة لم يعد قادراً على تناول حتى محلول الماء والسكر وكانت أمه تغذيه.. وعندما وصلنا توفي.. تقول صفية أنها ذهبت إلى العيادة وأخبروها بالعيادة أن ما عندهم أي أدوية والأدوية الموجودة قليلة هي للبيع وهي لا تملك حتى فلس أحمر.. الزوج حمل طفله ( عمران) 6 سنوات ووراهم لي وللآخرين الذين كانوا جايين من جمعيات خيرية حتى يشوفون بعيونهم كيف أنه هذا الطفل سيموت بعد مدة بسيطة جداً وأصبح الجانب الأيسر مشلول وقعد يصرخ من الألم بينما والدها وهو يحملها قعد يتكلم لنا ويشرح لنا كيف وضعه.. فقدت أولادها كلهم ما بقى إلا الطفل ( نور) وهي بنت عمرها 9 سنوات لا تزال معافية وطبعاً معافاة ليست بالمفاهيم تبعنا بل إنما معافاة بالنسبة لمفاهيمهم هم كانت هي عبارة عن هيكل عظمي لصق عليه جلد وتتحرك بصعوبة.. !

أمثال هذه العائلة رأينا آلاف مؤلفة من العائلات التي سارت على أقدامها أيام وليالي تبحث عن لقمة العيش

من السهل جداً أن تتكلم عن موت الأطفال ولكن والله أيها الأخوة لم تعرف ألم الموت إلاّ عندما تحمل الطفل بين يديك ويموت وأنت تحمله عند ذاك لن تنس أبداً لحظات النزعة الأخيرة


لا زلت أذكر اليوم الذي رحنا فيه إلى (....) وشفنا طفل فاقد وعيه وحملته إحدى بناتي وأحضرته لي وقالت: بابا ايش فيه؟ فوجدنا فيه حرارة إذاً على الأغلب 99% يكون بسبب الملاريا، علاج الملاريا هو دواء اسمه " كلوركوين" سعر 10 حبات بعشر فلوس كويتية أو 11 - 12هللة سعودية لكن لأن العائلة ما عندها العشر فلوس أو الأحد عشر هللة ما استطاعت تعالجه! .. حاولنا أن ننقله إلى المستشفى ولكن بالطريق لفظ أنفاسه وتوفي .. الحالات مثل هذه بالمئات وبالآلاف نتيجة معايشتنا لما يحدث هناك.. عندما كنت أقضي أشهر في مخيمات اللاجئين والنازحين في السودان وفي أثيوبيا وفي كينيا وفي غيرهم من الدول كنت كل يوم أرى هذه الحالات حتى بدون أن أروح إلى بيوتهم هم يجبونهم لنا ولكن يكون متأخر جداً تدخلنا لعلاجهم مع الأسف الشديد، وأثناء محاولتنا نقدم لهم شيء من العلاج يموتون خاصة بعد أن تصل الملاريا إلى المخ وسنوياً حتى بدون المجاعة يموت في أفريقيا مليون طفل أغلبهم من المسلمين على الأقل 60 إلى 70% منهم مسلمين!

المنطقة التي أصابتها المجاعة الآن في أثيوبيا وهي أصابت مناطق كثيرة أكثر من 60% منهم من المسلمين ولا يجدون شيء يسدون فيه رمقهم، لو أكلوا وجبة واحدة قيمة هذه الوجبة 15 فلس كويتي أو 17 هللة سعودية لأغنتهم واستطاعوا أن يعيشوا من هذه الوجبة!
الوجبة هي عبارة عن خليط من الدقيق وطحين نخلطه مع سكر وزيت وأحياناً مع حليب بودرة إذا توفر أو فول صويا نطحنه ونخلطه معاهم ، نعمل مثل الشوربة نضعها في براميل مثل براميل البناء ونضع معها ماء ونضعها على النار وبعد مدة نعطي كل واحد كوب من هذا الشوربة أوالعصيدة ويسمونها هناك ( مديدة) ويشربونها وتكفيهم هذه الوجبة أن يعيشوا وأن يستردوا صحتهم لو توفرت لهم ولكن أغلبهم
لا يملكون الخمسة عشر فلس أو 17 هللة ..

  #4  
قديم 2011-09-11, 11:50 PM
الصورة الرمزية ابوفيصل
ابوفيصل ابوفيصل غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: الدمام
المشاركات: 15,084
جنس العضو: ذكر
ابوفيصل is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافيه اخي فارس الغربيه

التوقيع:
  #5  
قديم 2011-09-12, 12:12 AM
الاحمدي الاحمدي غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: جده
المشاركات: 1,217
جنس العضو: ذكر
الاحمدي is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك أخي فارس الغربية والله يوفقك دائما لطاعته .
نسأل الله ان يجزل الأجر والثواب للشيخ الداعية عبدالرحمن السميط وأن يختم لنا ولجميع المسلمين بالخاتمة الحسنة وأن يجمعنا جميعا في الجنة على سرر متقابلين . آمين .

  #6  
قديم 2011-09-12, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابو طلال الفيفي
ابو طلال الفيفي ابو طلال الفيفي غير متواجد حالياً
مراقب منتدى البيئة والحياة الفطرية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: البراري
المشاركات: 23,253
جنس العضو: ذكر
ابو طلال الفيفي is on a distinguished road
افتراضي

جمع جميل وطيب لهذا الشيخ الفاضل
بارك الله فيك اخي الفاضل فارس الغربيه

التوقيع:


" لاترفع رأسك من السجود وفي قلبك شيء لم تقوله لله عزوجل "
  #7  
قديم 2011-09-12, 02:09 PM
الصورة الرمزية محمد آلحربي
محمد آلحربي محمد آلحربي غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: المنــــــوره
المشاركات: 4,618
جنس العضو: ذكر
محمد آلحربي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير

التوقيع:
  #8  
قديم 2011-09-12, 02:13 PM
المزحمي المزحمي غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 4,408
جنس العضو: ذكر
المزحمي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرآ وبارك فيك

التوقيع:
اذا المرء افشى سره بلسانه00000ولام عليه غيره فهو احمق
///////العتيبي\\\\\\\
****************
  #9  
قديم 2011-09-12, 05:43 PM
أبو وليد الشيخ أبو وليد الشيخ غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: رابغ
المشاركات: 6,142
جنس العضو: ذكر
أبو وليد الشيخ is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير

  #10  
قديم 2011-09-12, 10:36 PM
برق العارض برق العارض غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 6,545

برق العارض is on a distinguished road
افتراضي

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:26 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010