تحتضنها بريدة.. عنيزة.. والمذنب.. و"السكري" يزيح "الشقري" ويتربع على عرش السوق
"تمور القصيم".. 3.5 مليون نخلة تدر يوميا 50 مليون ريال.. و20 % الزيادة السنوية
- محمد الحربي من بريدة - 01/09/1428هـ
تقترب أسواق القصيم من إنهاء موسم من أنجح مواسم التمور التي شهدتها المنطقة على الإطلاق، من حيث الاستنفار الكامل من جميع القطاعات لخدمة التمور وتسويقها والاهتمام بجميع الخدمات المساندة لها، وشكلت بريدة محط أنظار الكثيرين من عشاق التمور، إذ شكلت سوق التمور الكبيرة فيها علامة فارقة وكرنفالية مميزة، إلى جانب المهرجان الأول لسوق محافظة المذنب.
وتستقبل أسواق التمور في القصيم إنتاج أكثر من 3.5 مليون نخلة، وتبلغ أعداد النخيل في القصيم خمسة ملايين نخلة، تدر يوميا على بريدة، عنيزة والمذنب ما يقارب 50 مليون ريال، مع توقعات لخبراء النخيل بأن تبلغ نسبة الازدياد السنوية 20 في المائة في كل عام في جميع أسواق منطقة القصيم.
سوق بريدة
تعد سوق التمور في بريدة من أهم الأسواق في السعودية وأكبرها عرضا وطلبا، إذ تصل كميات التمور فيها إلى 400 ألف عبوة تراوح أسعارها بين 70 و90 ريالا كمتوسط أسعار للسكري، الذي تبلغ نسبته 85 في المائة من حجم السوق بسعر يومي إجمالي يصل إلى 36 مليون ريال، في حين يعد حجم المبيعات خارج السوق الأكبر، إذ لا تتعدى نسبة المعروض فيها 40 في المائة من حجم إنتاج المزارع الموجودة في عموم المنطقة.
ويشير الدكتور خالد النقيدان مدير اللجان الفنية لموسم تمور القصيم في سوق بريدة الدولية، إلى أن حالة استثنائية تشهدها سوق بريدة هذا العام عبر تسويق تمور كبيرة جدا، ويرى أن وجود العديد من الشركات المتخصصة في التمور ساعدت في تسويق المنتجات بشكل سريع، مشيرا إلى أن السوق تبدأ عملها منذ الخامسة فجرا وحتى التاسعة صباحا، حيث ينهي مجموعة من الدلالين تلك الكميات بسرعة هائلة، لأن آلية البيع في السوق تعتمد على بيع الجملة عبر تسويق سيارات تحمل التمور، مبينا أن كل سيارة تعد صفقة بحد ذاتها، وتختلف الكميات ما بين سيارة وأخرى تصل في بعض السيارات إلى 100 عبوة في السيارات الصغيرة، بينما تصل إلى 600 عبوة في سيارات النقل المتوسطة.
وأوضح الدكتور النقيدان، أن عملية تنظيم السوق تبدأ في الواحدة بعد منتصف الليل، عبر تنظيم وقوف السيارات في الممرات المخصصة للبيع حتى تكتمل الساحة تماما بالسيارات لتنتظر مجموعة أخرى كبيرة في الطرق المؤدية إلى السوق وغالبا يكتمل دخول السيارات في تمام الساعة التاسعة صباحا حيث تبدأ البيع بالتجزئة في الموقع نفسه.
وأشار النقيدان إلى توجه اللجنة المنظمة للموسم إلى تجهيز إحدى الصالات لتكون خاصة بالتمور الفاخرة، التي تعرض حاليا بوضعها على الأرض بسبب قلة المعروض منها، كما تم تجهيز موقع خيمة فعاليات مصاحبة لموسم التمور بالقرب من الموقع، احتوت على قطع تاريخية تعنى بالنخلة، إضافة إلى كونها ملتقى التجار وضيوف الموسم ومنها ينطلق الإعلاميون إلى التغطيات اليومية، كما احتوت الخيمة على أنواع مختلفة من التمور، وتشارك فيها مجموعة من الشركات عبر معارض مصغرة لعرض مصنعات من التمور.
سوق عنيزة
تعد سوق محافظة عنيزة إحدى الأسواق المهمة والمعروفة بالتمور الجيدة وينطلق عادة بالتزامن مع بواكير التمور وتشهد السوق كميات كبيرة من التمور.
وأكد لـ"الاقتصادية" علي بن صالح الرميح مدير عام الجمعية التعاونية الزراعية نائب المشرف العام على المهرجان، أن مساحة سوق التمور في عنيزة تبلغ 22 ألف متر مربع تم تقسيمها إلى 150 مربعا، تبلغ مساحة المربع الواحد 145 مترا مربعا وزعت فيها أصناف التمور بحيث يفصل كل صنف على حدة، تسهيلا للدلالين وخدمة للمستهلكين، مفيدا أنه يوجد في السوق ست كاميرات مراقبة متحركة تعمل على مدار 24 ساعة وغرفة للتحكم وتسجيل جميع التحركات، كما يوجد 20 فردا ما بين رجل أمن تابع للجمعية وبمساندة من بلدية عنيزة وعدد من المراقبين السريين الذين يتابعون عمليات البيع وتحركات المستهلكين وحماية للدلالين من التلاعب في بطاقات التمر، موضحا أنه تم تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من الجمعية والبلدية وأحد خبراء التمور لمكافحة الغش، تقوم بعمل جولات على التمور ومعاينته واستبعاد كل تمر مغشوش، كما أن اللجنة أخذت تعهدات على الدلالين بعدم بيع التمر المغشوش وإعادته لصاحبه.
وأضاف الرميح، أن الجمعية وضعت بطاقات تعريفية على كل دلال يستطيع من خلالها المزارع والمستهلك والمستثمر معرفة اسم الدلال في حال ابتاع التمر ووجد أنه ليس سليما، لافتا إلى أن حالات الغش التي اكتشفت ليست بالكثيرة وذلك لمعرفة كثير من ضعفاء النفوس أن سوق عنيزة لا تقبل مثل هذه البضائع، لافتا إلى أن المهرجان سيستمر لشهر كامل صباحا على أن يتم تحويله إلى المساء وذلك في شهر رمضان، بعد أن جهزت الجمعية الساحات الخارجية للعمل فيها ليلا.
سوق المذنب
ثالث أسواق التمور في القصيم، ومن أشهر التمور التي ترد محافظة المذنب، السكرية الحمراء التي تعرف بها المذنب، ويتوقع أن تشهد المذنب خلال السنوات المقبلة منافسة قوية جدا لتدخل ضمن منافسة التمور السنوية.
أسواق التمور قديما
يحكي محمد الصالح المحسن أحد كبار السن عن سوق التمور قديما
وكيف كان يباع، فيذكر أن طريقة البيع بالوزنة (الوزنة تبلغ كيلو ونصف)، مشيرا إلى أن غالبية الجلب يتم بما يسمى الزبيل ويبلغ وزنه 70 وزنة.
ويرى المحسن أن الشقري هو أهم التمور التي تم جلبها إلى السوق، ويشير إلى أنه قبل نحو 60 عاما وصل سعر وزنة الشقري إلى أربعة فرنكات فرنسية، وهو ما يعادل 60 ريالا كأعلى سعر منذ ذلك التاريخ، موضحا أن أعداد النخيل في ذلك الوقت كانت قليلة جدا ولا تتجاوز 150 حائطا كل حائط يحتوي على ما يقارب 70 نخلة إلى 150 نخلة وتتم عملية السقي بالسواني.
ويتذكر المحسن أن عملية الري تطورت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وصلت المكائن الزراعية في حدود عام 1372هـ ورغم الاستنكار لوجود المكائن إلا أن تلك الآلات طورت الزراعة بشكل عام وزراعة النخيل بشكل خاص.
وما بين عام 1380هـ وحتى عام 1400هـ كان هناك عزوف عن التمور بسبب دخول السكر والشاي للمملكة في ذلك الوقت، وفي عام 1396هـ ظهر السكري كنوع مفضل لدى الجميع وبدأ يظهر بشكل واضح حتى تطورت زراعته وتمت زراعة كميات كبيرة من فسائل السكري في جميع مزارع القصيم، وفي عام 1398هـ وصل سعر التمرة الواحدة من السكري نحو أربعة قروش وكانت أسعار التمور في ذلك الوقت تقترب من أسعار اللحوم.
وأشار المحسن إلى أنه في عام 1402هـ لم تنزل تمور القصيم بعد نزول أمطار غزيرة في وقت تلقيح النخيل، ما أفشل عملية التلقيح وتسببت الأمطار بعدم نزول التمور ووصل سعر تنكة التمر من بيشة إلى 70 ريالا، ومنذ ذلك التاريخ والسعر في ازدياد والكميات في ازدياد حتى شاهدت السوق في الأسبوع الماضي بكميات لم أتوقع أن نصل إليها وبأشكال مختلفة.
--------------------------------------------------
https://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=94912
2007-09-12, 10:02 AM
"تمور القصيم".. 3.5 مليون نخلة تدر يوميا 50 مليون ريال.. و20 % الزيادة السنوية
العرض العادي
