رغم المنع مازال المخالفون يحتطبون

[النايف]

مع اشتداد حرارة الصيف وجفاف الأشجار ورغم المنع مازال المخالفون يحتطبون:
الحطابون يدمرون بيئتنا الصحراوية

بقعاء - فهد الشيحان:

يعتبر الاحتطاب الجائر من العمليات الخطيرة على البيئة وسلبياتها كثيرة ومترابطة بأشياء أخرى لاحقة وجميعها تخل بالتوازن البيئي وإهمال للبيئة وانتهاك طبيعتها وسحرها الجذاب.. وقد تعرضت الأشجار الطبيعية بالمتنزهات البرية التي يرتادها المواطنون للتنزه فيها إلى احتطاب جائر وبصفة مستمرة مما جعلها مهددة بالانقراض أذا لم يتدارك الأمر ووقف هؤلاء العابثون عن ممارساتهم واعتداءاتهم التي أضرت بالمتنزهات الطبيعية.

وفيما يلي أخذنا رأي عدد من المواطنين والمسئولين عن هذا الموضوع..

ورشة عمل عن الاحتطاب

نشير إلى أن الادارة العامة لشئون الزراعة بمنطقة حائل عقدت ورشة عمل عن الاحتطاب الجائر تحت عنوان (المشكلات والحلول المقترحة) تحدث مدير عام الزراعة بمنطقة حائل المهندس سلمان جارالله الصوينع وقال: إن الاحتطاب الجائر هو كارثة بيئية تحاربها الدولة وشيء مخل بالبيئة ومحتوياتها الطبيعية وقد وجهت وزارة الزراعة بمتابعة هذا الموضوع وايقاف العبث بالأشجار،وتحدثنا فيها أن منطقة حائل من أفضل البيئات بالمملكة التي تتميز بوجود مساحات شاسعة من أراضي المراعي الطبيعية، حيث تشكل أراضي المراعي والغابات فيها حوالي 70 في المائة من مساحة المنطقة التي تنقسم تضاريسها بين الجبال والسهول والأودية والنفود والحرات، ودائما نجد اهتمام وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل وسمو نائبه بالمحافظة على البيئة وكذلك حرص معالي وزير الزراعة على إقامة هذه الورشة للخروج بتوصيات للمحافظة على البيئة من الاحتطاب الجائر.

الاحتطاب بالقرب من البدو

ويقول أحد أبناء البادية إن بائعي الحطب بدأوا يحتطبون بالقرب من بيوتنا ولا يحترموننا وهذا الاحتطاب هو تدمير البيئة بالتصحر علما بأن عملية الاحتطاب غير مرتبطة بوقت معين أو فصل من فصول السنة وتمارس بشكل شبه يومي يقوم خلالها الحطابون بقطع الأشجار بصورة جائرة تسبب الضرر للبيئة وتقلص الرقعة الخضراء وزيادة وتيرة التصحر في بلادنا من اجل المتاجرة بجذوع وفروع الأشجار بعد تجفيفها وتحويلها إلى حطب حيث يعتمد الحطابون على هذه التجارة في كسب الرزق والبحث عن لقمة العيش بصورة لم يقتصروا فيها على الأشجار الميتة واليابسة بل أصبحوا يعتدون على الأشجار الخضراء وتقطيعها ومن ثم تجفيفها لفترات طويلة حتى تجف ثم تصدر إلى السوق بشحنات لتزويد أسواق الحطب بما تحتاج إليه لمواجهة الطلب المتزايد عليه بعد أن أصبح يستخدم في العديد من الأغراض غير التدفئة.

مخالفة للتعليمات

وقال الشاب مطلق البقعاوي أن الاحتطاب الجائر من عوامل فقدان البيئة طبيعتها التي حباها الله حيث نرى عددا من الشباب يقومون بتقطيع الأشجار وهي خضراء ولاسيما في الأودية التي نرتادها شمال بقعاء وهذا فيه إجحاف بحق البيئة وطبيعتها الجميلة ومع مرور الأيام نرى الشعاب والأودية تفقد الأشجار لذا يجب على الشباب عدم تقطيع الأشجار والعبث بها.

ويقول الشاب وليد الصالح أنه لايؤيد الاحتطاب الجائر خصوصا من أشجار الطلح وغيره حيث إن عددا من الشباب يقومون بتقطيع الأشجار وهي خضراء وهذا يخالف التعليمات والأنظمة لدى الدولة، أما نحن فعندما نخرج إلى البراري فاننا نستخدم الأشجار اليابسة المرمية على الأرض حيث نقوم بتقصيصها إلى قطع صغيرة ونستخدمها في اشعال النار لأنها يابسة وليس لها جدوى.

ويرى الشاب أحمد الشمري أن الاحتطاب الجائر يهدد البيئة ولانقرّه ويجب التقيّد بضوابطه حفاظا على البيئة من التصحّر، وفي المقابل يجب أن نعرف أن هناك مواطنين يعتبر الاحتطاب هو مصدر رزقهم ويعيشون عليه بعد الله من خلال جهدهم وعرقهم، ولكن يجب أن يكون بحدود المعقول وبعيدا عن احتطاب الأشجار الخضراء.

عمالة وافدة

وقال المواطن فرحان الشمري: إن الاحتطاب أصبح الآن تجارة حيث إنه ومن موقعنا بإحدى القرى المحاذية للنفود نشاهد أن الاحتطاب مستمر خصوصا من العمالة الوافدة حيث يقوم عدد من العمال بتوفير سيارات نقل كبيرة (دينا) أو شاحنة ثم يتم ايقافها بالقرب من النفود ثم يقومون بالدخول إلى النفود بسيارات صغيرة (داتسون) ويقومون بتقطيع اشجار الأرطى ثم نقلها إلى السيارات الكبيرة حتى تحميلها نهائيا وهذا شيء متكرر ولانعلم هل هو من هؤلا ء العمال أم أن لهم كفلاء سعوديين يديرونهم على هذا النهج.

ويقول المواطن سلمان العبيد: إننا نشاهد عددا من الناس يقومون بتقطيع الأشجار وهي خضراء في الصحراء وتسبب في تدهور المراعي الطبيعية وفقدان التوازن البيئي للكائنات الحية في مناطق المملكة لذا يجب تنظيم الاحتطاب باستخراج تصاريح لها وبشروط ومقاييس ومعايير حتى يكون هناك تنظيم لهذه الطريقة بدلا من العشوائية التي تجعله يبقى على وجود الأشجار بعد الاحتطاب منها دون اقتلاعها كليا، وقد شاهدنا تقطيع الاشجار وهي خضراء وبالسؤال عن ذلك أوضحوا أن تقطيعها وهي خضراء أسهل بالمنشار ويتم تجفيفها للعام القادم وهكذا. وقد استوقفنا أحد بائعي حطب الأرطى (عبدالله الشمري) وسألناه عن الاحتطاب الجائر وقال: هذا مصدر رزقنا فماذا تريدون منا؟

نحن لانعرف نقرأ ولانكتب وليس لنا مصدر رزق سوى الاحتطاب بعرقنا وجهدنا داخل النفود متكبدين المشقة والعناء حتى نبيعه بمبلغ نسد به حاجات أولادنا، أما من ناحية إصدار تراخيص لنا من قبل بعض الجهات الحكومية فهذا لايتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها، ووجود رخصة تحمل مسمى (فحام) فليس مناسبا لنا اطلاقا ولن نستخرجها مهما كلفنا الأمر شيئا وهي لاتعدو كونها اجتهادات من عدد من المسئولين في الوزارات ولايعرفون عاداتنا في هذه المناطق.

رأي أستاذ علم الغابات

وعن الاحتطاب في هذا الوقت، فقد سبق أن أوضح أستاذ علم الغابات في كلية العلوم والأغذية بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم الزراعية الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد عارف بقوله: لقد أصبح استهلاك الحطب هذا الوقت كبيراً جداً بشكل مخيف، ورغم أن هناك دراسات قليلة في هذا المجال ولكن هنالك عشرات الهكتارات من الغابات والشجيرات اختفت تماماً بسبب قطع الأشجار والاحتطاب. ويكفي أن نسأل أحد كبار السن المعاصرين لإحدى الروض أو الغابات عما قبل عدة سنوات وعن حالها الآن لنكتشف الفرق المهول.

ففي السابق كان الاحتطاب يقتصر على الحاجة الضرورية والعوز له وبشكل محدود في القرى والتجمعات الحضرية الصغيرة، وإن كان فهو باحترام الشجرة بقطع ما يناسب حتى تعود للنمو والاستفادة منها مستقبلاً ولكن الآن وفي وجود المدن الكبرى أصبح هنالك طلب هائل عليه، وبالتالي فكانت النتيجة الاحتطاب الجائر واقتلاع الأشجار من جذورها حتى وهي خضراء وجذورها رطبة بالماء! كل هذا جشع وطمع في مكاسب سريعة.

ويؤكد د. إبراهيم على خطورة الاحتطاب في حديثه ويقول: إن أوديتنا كانت سابقاً مغطاة وبشكل طبيعي وكثيف ولكن ومع تدخلات الإنسان وباستخدام الآلات الحديثة في الاحتطاب ونزع الأشجار أصبحت مكشوفة، وكثير من الأودية شبه خالية من تلك الشجيرات، خصوصاً السمر لكونها الشجرة الأكثر حظوظاً التي تنمو في بيئتنا القاسية وتستحمل المعيشة دون أمطار وتعمر من 30 إلى 40 سنة بالإضافة إلى مزاياها التي طبع عليها المستهلكون، هذا أدى إلى انتقاصها بشكل كبير جداً ومن الصعب تعويضها طبيعياً.

وحول سؤال (الجزيرة) عن الحلول الواقعية لمعالجة هذا الوضع المتأزم قال:

نحتاج أولاً إلى توعية إعلامية دائمة، وإلى حملات توعوية في المدارس للمراحل الابتدائية حتى الثانوية بأسلوب مختلف ومحفز لهم لينقلوا ذلك الوعي إلى أهاليهم، وبالتالي ينمو هذا الحس أكثر في المواطنين وعلى مدى عدة سنين ينقلب الحال من وضع مأساوي نعايشه الآن إلى نتيجة إيجابية مطلوبة، فنحن مقصرون في هذه الناحية، ولا أدل على ذلك من أننا على أبواب استقبال الأسبوع الثالث والثلاثين لأسبوع الشجرة وما زلنا نعاني من انتهاك حرمة البيئة من أشجار وحياة!.

وبخصوص الإجراء المناسب الذي يراه الدكتور للحد من الاحتطاب خصوصاً مع قرار وزارة الزراعة في منع الاحتطاب الذي صدر أواخر العام الماضي الذي للأسف لم نشهد له أثرا؟، يقول الدكتور عارف: المنع مطلوب وضروري، ولكن أيضا لابد لنا من إظهار البديل المناسب أولاً، فحينما نمنع غرضا ما عليه طلب كبير وكثير يجب أن نظهر بديلا مناسبا يفعل قرار المنع، وإلا فالنتيجة كما نراها من عدم اكتراث وتعدٍ خطير على البيئة، والبديل الذي ننشده هو إعادة استزراع أشجار مخصصة للحطب، وهذا من الممكن والمنطقي وبتكلفة لا تقارن.

ويشدد الدكتور عارف على قضية التخطيط البيئي، فهو كما يقول: إننا نفتقد ونفتقر إلى التخطيط البيئي، فلم نرعه في التخطيطات العمرانية رغم أهميته القصوى، فالبناء في بطون أودية أو في وسط ممرات طبيعية للسيول هو خطأ فادح لابد ان ندفع ثمنه، وللأسف لقد دفعنا ثمناً باهظا نتيجة ذلك الإهمال. ونوه إلى أهمية استزراع الاودية من جديد وإلى فرض أحزمة وقائية حول الأودية والمدن حيث تساهم تلك الأحزمة في تقليل سرعة الرياح والمياه والأتربة وزحف الرمال.

وحول التصحر وخطورته وكيفية التعامل معه، أجاب: التصحر ظاهرة خطيرة جداً، فهي تعني انعدام الغطاء النباتي على الأرض مما يترك الرمال تتحرك بحرية وبسرعة كبيرة لتخلق مشاكل حقيقية من غزو الأتربة للمدن ودفنها للطرق السريعة وتغيير معالم الأرض، وللتصحر أسباب متعددة، منها زيادة الحمولة الرعوية للماشية، فالآن الغطاء النباتي على مستوى المملكة استهلك بشكل مخيف أو استنفاد كبير بسبب زيادة الرعي الجائر وازدياد عدد الحيوانات التي تفوق الغطاء النباتي، فيحدث الخلل في التوازن، على سبيل المثال الغطاء النباتي الذي كان في منطقة الشمال لأهل الشمال خاصة، ولكن مع السيارات وسرعة الانتقال من مكان إلى مكان، تصبح عملية القضاء على النبات والرعي يستغرق وقتاً قصيراً جداً مقارنة مع السابق. وقس على ذلك بقية المناطق حيث يقضى على الغطاء النباتي بالرعي والاحتطاب بالتوالي.

وأيضا من أسباب التصحر الجفاف، فله دور خلال 20 سنة الماضية، إذ لا توجد أجيال جديدة من النباتات، فنحن استهلكنا حالياً ما قدر لعشرات السنين مقبلة.

اما من ناحية التعامل معه فللأسف نحن نقف محل المتفرج، فلا يوجد عندنا برنامج وطني لاستزراع الأشجار وتأهيل الغابات والأودية والفياض والروضات، فنحن نحتاج لبرنامج وطني مثل أي دولة من دول العالم.

منقول

الرابط
https://www.al-jazirah.com.sa/20100703/th1d.htm

[جبل البراري]

لاحول ولاقوة إلا بالله
يجب ردعهم بالعقوبه الشديده
مشكور

[شعيب جاري]

الله المستعان على هؤلاء

[مهب الهيف]

بارك الله فيك أخي النايف
ونقل موفق وطرح جميل من صاحب الموضوع
ولكن لاحياة لمن تنادي سيئتي يوم نتمنى شجره
لنستضل بها وليس تشائم مني بل هذا المتوقع
في ضل هذا الأحتطاب الجائر والجائر بعزم وأصرار وتحدي للأنظمه المشرعه وهذا جهل كبير
ستتحمله الأجيال القادمه والتي ليس لها السبب في ذلك
نتمنى رفع مستوى الوعى وتكثيف المنشورات
وزيادة الرقابه على الشعاب لحفظ ماتبقى حفظه
لكي يستمر التوازن البيئي
أشكرك أخي النايف
والكلم يطول في هذا الجانب
لاهنت

[أبوعوض]

لاحول ولاقوة إلا بالله

[محمد النجيبان]

نقل موفق أخي النايف
وياليت يكون شعار الجميع
يداً بيد لحماية البيئة