تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2006-12-26, 07:05 AM
aboanas aboanas غير متواجد حالياً
عضو ذهبــي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,683

aboanas is on a distinguished road
Arrow من معــــــــــاني العيد

قد كان لأهل المدينة يومان في الجاهلية يحتفلون فيهما فأبدلهم الله تعالى بهما عيدا الإسلام: الفطر والأضحى، فليس للمسلمين عيدان سواهما.

فعن أنس أنه قال: كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان يلعبون فيهما، فلما قدم النبي قال: { كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم النحر } [رواه أبو داود والحاكم والبيهقي بسند صحيح].


استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب:

قال ابن القيم: ( كان يلبس لهما أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين ) [أخرجه ابن أبي شيبة وعبدالرزاق(3/309) بأسايد صحيحة].


الأكل قبل الخروج إلى الصلاة:

قال أنس رضي الله عنه: ( كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً.. ) [رواه البخاري].


الخروج إلى المصلى:

عن أبي سعيد الخدري قال: ( كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى.. ) [رواه البخاري].


خروج النساء والصبيان والحُيّض:

عن أم عطية قالت: ( أُمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدان الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيّض المصلى ) [متفق عليه].

ولقوله : { وجب الخروج على كل ذات نطاق في العيدين } [رواه أحمد بسند صحيح].


مخالفة الطريق:

عن جابر قال: ( كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق ) [رواه البخاري] أي يخرج عن طريق ويرجع عن طريق آخر.


لا أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة:

عن جابر بن سمرة قال: ( صليت مع رسول الله العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة ) [رواه مسلم].

قال ابن القيم: ( كان إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة لا قول: الصلاة جامعة، والسنة أن لا يفعل شي من ذلك ) انتهى.


لا صلاة قبل العيد ولا بعدها:

قال ابن عباس: ( خرج رسول الله يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما ) [رواه الجماعة].


التكبير عند الصلاة:

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ( أن النبي كبّر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة سبعاً في الأولى وخمساً في الآخرة.. ) [رواه أحمد وابن ماجه].


ما يقرأ في صلاة العيد:

عن عبيد الله بن عبدالله: أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ( ما كان يقرأ رسول الله في الأضحى والفطر؟ ) فقال: ( كان يقرأ فيهما بـ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ و اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) [رواه مسلم].

وعن النعمان بن بشير: ( أن رسول الله كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى و هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما ) [رواه النسائي وابن ماجه وعبدالرزاق وهو صحيح].


الخطبة بعد الصلاة:

عن ابن عمر قال: ( كان رسول الله وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبل الخطبة ) [رواه البخاري].


التهنئة بالعيدين:

عن جبير بن نفير قال: ( كان أصحاب رسول الله إذا التقوا في يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك ) [قال الحافظ إسناد حسن].


اللعب واللهو المباح في الأعياد:

قالت عائشة: ( إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله إذا التقوا في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت ) [رواه الشيخان وأحمد].


الإكثار من التكبير في العيد:

قال تعالى: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].

وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: ( أنه كان يكبّر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) [رواه ابن أبي شيبة2/167) بسند صحيح].

وعن الأسود قال: ( كان عبدالله يكبّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) [المصدر السابق بسند صحيح].

وعن عمر رضي الله عنه: ( أنه كان يُكبّر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق ) [المصدر السابق بسند حسن].

وعن إبراهيم النخعي قال: ( كانوا يكبرون يوم عرفة وأحدهم مستقبل القبلة في دبر كل صلاة: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) [المصدر السابق بسند صحيح].


من فاته صلاة العيد:

من لم يدرك صلاة العيد صلى أربعاً كما ثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وهو مذهب الشعبي والثوري وأحمد واسحاق.


تذكير:

احرص أخي المسلم على أن لا تفوتك فرصة صيام ستة أيام من شوال لما ثبت أن الرسول قال: { من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله } [أخرجه أحمد ومسلم والترمذي].




\\ دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع \\

  #2  
قديم 2006-12-26, 07:15 AM
aboanas aboanas غير متواجد حالياً
عضو ذهبــي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,683

aboanas is on a distinguished road
Arrow من معاني العيد \\محمد ابراهيم الحمد

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام على النعمة المُسداة، والرحمة المهداة نبينا محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

فإن العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمة، ومعانٍ جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها.

فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب، ولكنها تعتلج في سرائره رضاً واطمئناناً، وتنبلج في علانيته فرحاً وابتهاجاً، وتُسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.

والعيد في معناه الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدالةٍ من وحي السماء، عُنوانُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتوسعة.

يتجلى العيد على الغني المُترف فينسى تعلقه بالمال، وينزل من عليائِه متواضعاً للحق وللخلق، ويذكرُ أن كل من حوله إخوانه وأعوانه، فيمحو إساءة عام بإحسان يوم.

ويتجلى العيد على الفقير المُترب فيطرح همومه، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامهُ، وينسى مكاره العام ومتاعبه، وتمحو بشاشةُ العيد آثار الحقد والتبرم من نفسه، وتنهرم لديه دواعي اليأس على حين تنتصر بواعث الرجاء.

والعيد في معناه النفسي حدٌّ فاصلٌ بين تقييدٍ تخضع له النفسُ، وتَسكُنُ إليه الجوارح، وبين انطلاق تنفتح له اللهواتُ، وتتنبّه له الشهوات.

والعيد في معناه الزمني قطعةٌ من الزمن خُصصَت لنسيان الهموم، واطراح الكُلف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة.

والعيد في معناه الإجتماعي يومُ الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها، فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض.

وفي هذا كله تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء.

وفيه أروعُ ما يُضفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة.

وفيه من المغزى الاجتماعي - أيضاً - تذكير لأنباء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين؛ حتى تشملَ الفرحةُ بالعيد كل بيتٍ، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة.

وإلى هذا المعنى الاجتماعي يرمُزُ تشريعُ صدقة الفطر في عيد الفطر، أو في أيامه إطلاقاً للأيدي الخيِّرة في مجال الخير؛ فلا تشرق شمسُ العيد إلا والبسمة تعلو كل شفاهٍ، والبهجةُ تغمرُ كل قلبٍ.

في العيد يستروح الأشقياء ريح السعادة، ويتنفس المختنقون في جو من السعة، وفيه يذوق المُعدمون طيبات الرزق، ويتنعم الواجدون بأطايبه.

في العيد تسلس النفوس الجامحة قيادها إلى الخير، وتهش النفوس الكزة إلى الإحسان.

في العيد أحكام تقمع الهوى، من ورائها حكمٌ تُغَذي العقل، ومن تحتها أسرارٌ تُصَفي النفس، ومن بين يديها ذكرياتٌ تثمر التأسي في الحق والخير، وفي طيَّها عِبرٌ تُجلي الحقائق، وموازينُ تقيم العدل بين الأصناف المتفاوتة بين البشر، ومقاصدُ سديدةٌ في حفظ الوحدة، وإصلاح الشأن، ودروسٌ تطبيقيةٌ عالية في التضحية، والإيثار، والمحبة.

في العيد تظهر فضيلةُ الإخلاص مُستعلنة للجميع، ويُهدي الناسُ بعضُهم إلى بعض هدايا القلوب المُخلصةِ المُحِبة، وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.

في العيد تتسع روح الجوار وتمتد، حتى يرجع البلدُ العظيم وكأنه لأهله دارٌ واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي.

في العيد تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها.

العيد في الإسلام سكينةٌ ووقارٌ، وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار.

والعيد مع ذلك كله ميدان استباق إلى الخيرات، ومجال منافسة في المكرمات.

ومما يدل على عظم شأن العيد أن الإسلام قرن كلَّ واحدٍ من عيديه العظيمين بشعيرة من شعائره العامة التي لها جلالُها الخطير في الروحانيات، ولها خَطَرُها الجليل في الاجتماعات، ولها ريحُها الهابَّةُ بالخير والإحسان والبر والرحمة، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية التي لا تكون الأمةُ صالحة للوجود، نافعة في الوجود إلا بها.

هاتان الشعيرتان هما شهر رمضان الذي جاء عيدُ الفطر مِسك ختامِه، وكلمة الشكر على تمامه، والحجُ الذي كان عيدُ الأضحى بعض أيامه، والظرف الموعي لمعظم أحكامه.

فهذا الربط الإلهي بين العيدين. وبين هاتين الشعيرتين كاف في الحكم عليهما، وكاشفٌ عن وجه الحقيقة فيهما، وأنهما عيدان دينيان بكل ما شُرع فيهما من سنن، بل حتى ما ندب إليه الدينُ فيهما من أمور ظاهرُها أنها دنيوية كالتجمل، والتحلي، والتطيب، والتوسعة على العيال، وإلطاف الضيوف، والمرح، واختيار المناعم والأطايب، واللهو مما لا يخرج إلى حدِّ السرف، والتغالي، والتفاخر المذموم؛ فهذه الأمور المباحة داخلة في الطاعات إذا حسنت النية؛ فمن محاسن الإسلام أن المباحات إذا حسنت فيها النيةُ، وأُريد بها تحقُقُ حكمةِ الله، أو شُكرُ نعمته انقلبت قرباتٍ كما قال النبي : { حتى اللقمة تضعها في في امرأتك }.

كلا طرفي العيد في معناه الإسلامي جمال، وجلال، وتمام وكمال، وربط واتصال، وبشاشة تخالط القلوب، واطمئنان يلازم الجنوب، وبسط وانشراح، وهجر للهموم واطراح، وكأنه شبابٌ وخَطَتُه النُضرة، أو غُصنٌ عاوده الربيع، فوخَزًتهُ الخُضرةُ.

وليس السرُّ في العيد يومَهُ الذي يبتدى بطلوع الشمس وينتهي بغروبها، وإنما السرُّ فيما يعمر ذلك اليوم من أعمال، وما يغمره من إحسان وأفضال، وما يغشى النفوس المستعدة للخير فيه من سمو وكمال؛ فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في العيد لا اليومُ نفسهُ.

هذه بعض معاني العيد كما نفهمها من الإسلام، وكما يحقُقُها المسلمون الصادقون؛ فأين نحن اليوم من هذه الأعياد؟ وأين هذه الأعياد منا؟ وما نصيبنا من هذه المعاني؟ وأين آثار العبادة من آثار العادة في أعيادنا؟

إن مما يؤسف عليه أن بعض المسلمين جَرَّدوا هذه الأعياد من حِلْيتها الدينية، وعَطَّلوها عن معانيها الروحية الفوارة التي كانت تفيض على النفوس بالبهجة، مع تَجَهُّم الأحداث، وبالبشر مع شدة الأحوال؛ فأصبح بعض المسلمين - وإن شئت فقل: كثير منهم - يلقون أعيادهم بهمم فاترة، وحس بليد، وشعور بارد، وأسَرِّةٍ عابسة، حتى لكأنَّ العيد عملية تجارية تتبع الخصب والجد، وتتأثر بالعسر واليسر، والنفاق والكساد، لا صبغة روحية تؤثر ولا تتأثر.

ولئن كان من حق العيد أن نبهج به ونفرح وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني، ونطرح الهموم، ونتهادى البشائر - فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقاً وغرباً تتقاضى أن نحزن لمحنتهم ونغتم، وتُعنى بقضاياهم ونهتم؛ فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة، ويمتد شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو في العيد متماسكاً متعاوناً متراحماً، حتى ليخفق فيه كل قلب بالحب، والبر، والرحمة، ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارث والنكبات.

ولا يراد من ذلك تذراف الدموع، ولبس ثياب الحداد كما يعتكف المرزوه فقد حبيب أو قريب، ولا أن يمتنع عن الطعام كما يفعل الصائم.

وإنما يراد من ذلك أن تظهر أعيادنا بمظهر الأمة الواعية، التي تلزم الاعتدال في سرَّائها وضرَّائها؛ فلا يحول احتفاؤنا بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريقٌ من أبنائها.

ويراد من ذلك أن نقتصد في مرحنا وإنفاقنا؛ لنوفر من ذلك ما تحتاج إليه أمتنا في صراعها المرير الدامي.

ويراد من ذلك أن نقتصد في مرحنا وإنفاقاتنا؛ لنوفر من ذلك ما تحتاج إليه من أمتنا في صراعها المرير الدامي.

ويراد من ذلك - أيضاً - أن نشعر بالإخاء قوياً في أيام العيد؛ فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات إخواننا وجهادكم ما يقوي العزائم، ويشحذ الهمم، ويبسط الأيدي بالبذل، ويطلق الألسنة بالدعاء؛ فهذا هو الحزن المجدي الذي يُترجم إلى عمل واقعي.

أيها المسلم المستبشر بالعيد: لا شك أن تستعد أو قد استعددت للعيد أياً كنت أو أماً أوشاباً، أو فتاة، ولا ريب أنك قد أخذت أهبتك لكل ما يستلزمه العيد من لباس، وطعام ونحوه؛ فأضف إلى ذلك استعداداً تنال به شُكوراً، وتزداد به صحيفتك نوراً، استعداداً هو أكرم عند الله، وأجدر في نظر الأُخوَّة والمروءة.

ألا وهو استعدادك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء، والمعدمين، من جيران، أو أقربين أو نحوهم؛ فتِّش عن هؤلاء، وسَل عن حاجاتهم، وبادر في إدخال السرور إلى قلوبهم.

وإن لم يُسعِدك المال فلا أقل من أن يسعدك المقالُ بالكلمة الطيبة، والابتسامة الحانية، والخفقة الطاهرة.

وتذكّر صببيحة العيد، وأنت تقبل على والديك، وتأنس بزوجك، وإخوانك وأولادك، وأحبابك، وأقربائك، فيجتمع الشمل على الطعام اللذيذ، والشراب الطيب، تذكَّر يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة حنان الأب، وأيامى قد فقدن ابتسامة الزوج، وآباءً وأمهاتٍ حُرموا أولادهم، وجموعاً كاثرة من إخوانك شردهم الطغيان، ومزقهم كل ممزق؛ فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع، ويكتوون بالنار، ويفقدون طعم الراحة والاستقرار.

وتذكّر في العيد وأنت تأوى إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، وفراشك الوثير تذكَّر إخواناً لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء.

واستحضر أنك حين تأسو جراحهم، وتسعى لسدِّ حاجتهم أنك إنما تسد حاجتك، وتأسو جراحك وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة:71]، وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ [البقرة:272]، و مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ [فصلت:46]، و { من نفّس عن مؤمنٍ كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه } و { من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم } و { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر }.

بارك الله للمسلمين عيدهم، ومكّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.




\\\\ دار الوطن \\\\

  #3  
قديم 2006-12-26, 07:20 AM
aboanas aboanas غير متواجد حالياً
عضو ذهبــي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,683

aboanas is on a distinguished road
Arrow أفراحنا عادة أم عبادة

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى، وبعد:

فإن الزواج من أعظم نعم الله تعالى على عباده، فهو طريق المحبة، وسبيل السعادة، وعنوان الاستقرار، وهو آية من آيات الله تعالى الدالة على عظمته، قال تعالى: آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].

وهو نداء الفكرة التي فطر الله الناس عليها، وسنة من سنن الأنبياء والمرسلين، وطريق شرعي حلال لقضاء الوطر وتصريف الشهوة، وعصمة للشباب والفتيات من الفتن والانحراف، وسبيل سهل وميسر لاكتساب الأجر والمثوبة من الله عز وجل بدون تعب ولا نصب، ووسيلة لتكثير الأمة المسلمة وزيادة قوتها وتجديد شبابها وإرهاب أعدائها، وباب يتم به التعارف بين المسلمين فتنتشر المحبة والألفة بينهم.

وبالزواج أيضاً تحصل لذة النفس وسكينتها، وبقيامه تنتظم الحياة، ويحفظ الحياء، وينعم البال، ويستقيم الحال، ويتحقق العفاف، وتكون الذرية، ويسلم المجتمع من الانحلال والأمراض.

من أجل كل هذه الأمور - وغيرها كثير - شرع ربنا الزواج وحثنا عليه ورغبنا فيه، ويسر لنا سبله، فقال تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور:32]. وقال حاثاً الشباب على الزواج: { يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء } [متفق عليه].

ولا شك أن للزواج فرحته وبهجته وأن النفوس مجبولة على حب ما يدخل السرور عليها، ولذلك فقد أباح الإسلام الفرح والسرور في حدود الآداب العامة والقيود الشرعية؛ لأن ذلك مما تنشرح إليه النفوس وتشتاق إليه بحكم الفطرة.

وإذا كان من حق المسلم أن يفرح ويبتهج ويسر إذا حصّل نعمة أو تحققت له أمنية في دينه أو دنياه كالزواج مثلاً، فإن فرحه هذا يتجلى في شكر المنعم عز وجل الذي لولاه ما تحقق له فرح، أو حلت به البهجة، والشكر يحمل الشاكر على ضبط فرحه بالضوابط الشرعية، وألا يتخذ هذه النعمة وسيلة للوقوع فيما حرم الله.

ولا ينسى المسلم أثناء فرحه هذا أن هناك فرحاً حقيقياً ليس بعده فرح، هذا الفرح هو الفرح بطاعة الله تعالى والاستبشار بفضله ورحمته قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] هو فرح القلوب التي يحدوها الشوق، فتعمل لما يقربها من بلاد الأفراح في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، الفرح الذي يكون في مقابل طاعة من الطاعات أو قربة من القربات، يقول علي رضي الله عنه: ( اليوم الذي لا أعصي الله فيه فهو عيد ). أما الفرح بالدنيا وتحصيل متاعها الزائل والحصول على زخارفها الفانية فليس بفرح على الحقيقة، قال تعالى: وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ [الرعد:26].


أفراحنا عادة أم عبادة؟

المسلم مطالب أن تكون حياته كلها لله عز وجل، لا يفعل فعلاً، ولا يقول قولاً، ولا يتحرك خطوة إلا بهدي من كتاب الله وسنة رسوله مصداقاً لقول الله: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162] فهو في كل حالاته مأطور بإطار الشرع لا يتعداه، في فرحه وحزنه، يفرح كما أراد الله له أن يفرح، فلا يقول إلا ما أحله الله له، فلا يبطر ويطغى، ولا ينحرف عن الصواب، بل يعمر فرحه بذكر ربه الذي أتم عليه نعمة الزواج، ورزقه من الطيبات، وهيأ له أسباب البهجة والسرور. وعند الحزن أيضاً لا ينطق بما يسخط الله ويغضبه، ولا ييأس ويقنط من رحمة ربه، وإنما يرضى بما قدر الله له ويصبر، فهو في كل أحواله ومواقفه وسلوكه متبع لشرع الله منقاد له.

ومن تمام حكمة الله ورحمته بعباده أنه لم يتركنا هملاً، بل حدد لنا كيف نفرح وكيف نحزن؟ ولم يتركنا في أفراحنا وأحزاننا لمشاعرنا وعواطفنا، ونفرح كيفما نشاء، ونحزن كيفما نشاء، ولم يتركنا للعادات والتقاليد نتخبط فيهما كيفما نشاء ويتلاعب بنا الشيطان كيفما نشاء.

إلا أن كثيراً من الناس في هذه الأيام التي ضعف فيها الإيمان، وقل فيها الخوف من الله تعالى، وكثر الجهل بأحكام الدين، حادوا عن هدي الله ورسوله في الأفراح، فأصبحت أفراحهم تقام حسب العادات والأهواء، فكثرت فيها المخالفات والمنكرات الأخطاء، وقلت فيها الطاعات والبركات، وأصبح الزواج شؤماً، وتبدلت السعادة إلى شقاء، والحب إلى كره.

وسوف نشير فيما تبقى من هذه الرسالة إلى جملة من العادات والتقاليد التي انتشرت في أفراحنا، والتي حُدنا فيها عن شرع ربنا، وخالفنا بها هدي نبينا ، وهدفنا من هذا نصح المسلمين وتحذيرهم من هذه العادات والمخالفات حتى لا تنقلب النعمة إلى نقمة، والأفراح إلى أحزان.


عادات وتقاليد تخالف الشرع في الأفراح والأعراس

(1) اختلاط الرجال بالنساء الأجانب: وصوره كثيرة منها دخول الزوج وأقاربه وأقارب الزوجة من الرجال عند وقت المنصة، ومنها دخول عمال الفنادق وقصور الأفراح في بعض الأماكن على النساء، ومنها دخول المصورين على النساء لتصوير الحفل، إلى غير ذلك من صور الاختلاط في الأعراس، وهي - للأسف - كثيرة. ولا شك أن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب محرم، إذ هو من أكبر الوسائل الميسرة للفاحشة، وقد حذر منه النبي فقال: { إياكم والدخول على النساء }، فقال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: { الحمو الموت} [متفق عليه] ومفاسد الاختلاط على الجميع معلومة وكثيرة، نسأل الله العافية.

(2) تبرج النساء وخروجهن إلى الأفراح بكامل زينتهن: وصور التبرج في الأعراس وغيرها كثيرة أيضاً، منها لبس الملابس القصيرة أو الشفافة المظهرة للمفاتن أو الضيقة التي تجسد العورة وتحدد الجسم، ولبس العباءات المزركشة، بل قد تجاوزت كثير من النساء كل المقاييس الأخلاقية، وتجاهلن كل العادات والتقاليد الطيبة، فأصبحن كالدمى، عبثن بوجوههن، وارتدين ملابساً لا تستر إلا القليل من أجسادهن، وصبغن شعورهن بالأصفر والأحمر، ولبسن ملابس مشقوقة وشفافة تظهر العورة، ولبسن الشعور المستعارة، ونمصن شعر وجوههن، إلى غير ذلك مما هو معلوم ومشاهد في أفراحنا، فأين هؤلاء النسوة من قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59] وقوله: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] ألا يخفن من قول الرسول : { صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا } [رواه مسلم].

(3) خروج النساء من بيوتهن متطيبات متعطرات: ومرورهن على الرجال مع أن النبي قال: { أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية } [رواه أحمد وحسنه الألباني].

(4) استعمال آلات الطرب ومكبرات الصوت واستقدام المطربين والمطربات والراقصات والدقاقات حتى إن بعض الناس أصبح يتباهى بذلك ويكتب على بطاقات الدعوة يحي الحفل الفنان الفلاني أو الفنانة الفلانية، ولا شك أن هذا اللهو المقترن بآلات الطرب والمشتمل على الأغاني الخليعة، والذي يساعد على نشر الفواحش والرذائل في صفوف الشباب والشابات، ويهدم القيم ويغير السلوك، ويهيج النفوس، ويترك آثاراً سيئة في القلوب، لا شك أن هذا اللهو محرم، والأدلة على تحريمه كثيرة منها قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ [لقمان:6] ولهو الحديث كما قال ابن مسعود وغيره هو الغناء.

وقال : { ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف... } [رواه البخاري تعليقاً].

أما ما عدا ذلك من اللهو المباح الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم، والمشتمل على الكلمات الطيبة والعبارات التي تدعو إلى العفاف مع الدف لا الطبل، وبشرط أن يكون ذلك للنساء خاصة دون الرجال، وألا يحصل من وراء ذلك فتنة كظهور الأصوات للرجال، وألا يكون فيه اختلاط الرجال بالنساء، لاشك أن هذا النوع من اللهو مباح، وهو من إعلان النكاح والتفريق بينه وبين السفاح.

(5) التصوير سواء كان فوتوغرافياً أو عن طريق الفيديو وهذا من أعظم المنكرات التي تحدث في الأفراح لما يترتب عليه من مصائب جليلة لكثير من الناس، فكم من أسر مترابطة قد تشتت شملها بسبب التصوير، وكم من فتيات عفيفات قد تلطخت سمعتهن بسبب وقوع صورهن في أيدي رجال لا يخافون الله، هذا مع أن التصوير منكر بل من كبائر الذنوب، ولو لم يكن فيه إلا لعنة الرسول للمصورين وأنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة لكفى.

(6) منصة العروسين (الكوشة): حيث يجلس العريس إلى جوار العروس على المنصة أمام الناس، وهذا منكر لا يجوز، يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ( ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان وضع منصة للعروس بين النساء، وبجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات، وربما حضر معه غيره من أقاربه أو أقاربها من الرجال، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية مافي هذا العمل من الفساد الكبير، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة، فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر ) اهـ.

(7) التشريعة: وهي أن تلبس المرأة ثوباً أبيض كبيراً، وتلبس معه شراباً أبيض وقفازين أبيضين، وهي من العادات السيئة والأعراف الفاسدة التي تسربت إلى مجتمعنا من الكافرين، وفيها تشبه بالكفار، وهي عادة لا أصل لها في القرآن ولا في السنة، ولم يفعلها النبي ولا صحابته ولا سلف هذه الأمة، ولو كان فيها خيرٌ لسبقونا إليها، كما أن فيها إسرافاً وتبذيراً وبذخاً حيث تشترى التشريعة هذه بمبالغ كبيرة ولا تُلبس إلا مرة واحدة، والله عز وجل يقول: وََلا تُسْرِفُواْ إنَهُ لَا يُحِبُ اْلْمُسّرِفِينَ [الأعراف:31].

(8) الإسراف والتبذير في حفلات الأفراح: وصوره كثيرة منها الإسراف في الوليمة وتكثير الطعام بدون حاجة مما يترتب عليه إلقاء المتبقي فى النفايات مع وجود الفقراء الذين هم في حاجة ماسة لهذه الأطعمة، ومنها استئجار قصور وصالات لإقامة الحفلات بمبالغ باهظة مما يثقل كاهل الزوج، وقد يضطره ذلك إلى الاستقراض والدين، ومنها مايُعرف بـ " النثار" وهو ما يطرح من النقود والجوز واللوز والسكر والحلوى، ومنها إحضار المطربين والمطربات والدقاقات مع ما فيه من الحرام... وكل هذه الأمور أدت بكثير من الشباب إلى العزوف عن الزواج لعدم قدرتهم على دفع تكاليفه الباهظة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

(9) شهر العسل: حيث يصحب الزوج زوجته ويسافر بها قبل أو بعد الدخول بها إلى بلاد الكفر، وهو من العادات المنكرة والظواهر السيئة التى دبّت في مجتمعات المسلمين، كما أن فيه تقليداً أعمى للكفار، ناهيك على مافيه من مفاسد جمة وفتن عظيمة وآثار سلبية تعود على الزوج والزوجة معاً، فقد يتأثر الزوج بعادات الكفار وتقاليدهم فيزهد في دينه وعاداته الطيبة، وتتأثر الزوجة بالكافرات فتخلع ربقة الدين وتاج الحياء، وتزهد في أخلاق وعادات أهلها الطيبة، وتنجرف في تيار الفساد والخلاعة والتبرج.

(10) السهر إلى وقت متأخر والتأخر في الخروج من الحفل، مما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر جماعة بالنسبة للرجال، وإرهاق الجسد والإضرار بالأطفال وأهل البيت وإغضاب الزوج بالنسبة للنساء، وهذا السهر محرم كما قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.


كلمة أخيرة

رأيت أخي المسلم وأختي المسلمة بعض العادات والتقاليد التي تعج بها أفراحنا وأعراسنا، والتي تخالف شرع الله وهدي رسوله ، وكلها بسبب التقليد الأعمى لأهل الكفر والضلال، وبان لكم الجواب على سؤال: أفراحنا عادة أم عبادة؟ وأنها للأسف تسير حسب الأهواء لا حسب الشرع والدين، ثم نتساءل بعد ذلك عن سبب كثرة الخلافات الزوجية والمشاكل العائلية وكثرة وقوع الطلاق، ولم ندرِ أننا السبب في ذللك، فقد بدأنا حياتنا بالمنكرات ومخالفة الشرع ومبارزة الله بالمعاصي بل والمجاهرة بها، فكانت النتيجة فقدان الراحة النفسية والسعادة الزوجية والاستقرار العائلي.

ولا طريق للحصول على السعادة والاستقرار والبركة في الحياة كلها إلا بالتخلص من هذه العادات الدخيلة، والتقاليد الباطلة، والسير على هدي الكتاب والسنة ليس في أفراحنا فحسب بل في كل حياتنا، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:24].

نسأل الله تعالى أن يجعل أيامنا كلها فرحاً وسروراً، وأن يطهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





\\\ دار الوطن \\\

  #4  
قديم 2006-12-26, 07:34 AM
التميمي التميمي غير متواجد حالياً

 من رواد البراري

راصد ميداني متميز

 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: شـقـراء
المشاركات: 8,891
جنس العضو: ذكر
التميمي is on a distinguished road
افتراضي

غفر الله لك ابو انس وجزاك الله خير الله المستعان فتن كقطع الليل نسأل الله السلامه والعافيه ونسأل الله الثبات

  #5  
قديم 2006-12-30, 08:24 AM
aboanas aboanas غير متواجد حالياً
عضو ذهبــي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,683

aboanas is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا ايها الاخ الكريم على المرور وقراءة الموضوع ----لكم تحياتي -----

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:24 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010