التعليمـــات |
التقويم |
![]() |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
|
#2
|
|||
|
|||
![]()
الفساد والإفساد عندما أتحدث عن الفساد عامة ، فإنني أتطرق إلى عالم بأكمله، فلا يوجد على وجه هذه المعمورة منطقة لا يوجد بها هذا الداء . فهو موجود في حياتنا في كافة مجالات التعامل الشخصية والاجتماعية والإدارية . منذ بدء الخليقة ونحن نحارب الفساد ، فها هو أبونا آدم عليه السلام قد سمح للشيطان أن يفسد عليه عيشته الرضية في الجنة ، وبها بدأت قصة كفاح طويل بين بني آدم وبني الشيطان . لننظر لواقعنا الأليم ، هل توجد في مؤسساتنا ( إلا ما رحم الله ) جهة لم يستشرِ فيها الفساد ؟ هل يوجد بيت لم تتغلغل به خيوط الشيطان من فتن داخلية وخارجية ؟ فهذا واقع ولا بد من رؤيته بكل وضوح، والاعتراف به بكل صدق. أما الإفساد فهذا موضوع آخر وأخطر من الأول ، فالإفساد هو وجود النية للتخريب المقصود للآخر ، وهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع ، وهم المفسدون . وهنا الحديث يطول ويتشعب، وأعني وبكل صراحة قنوات التلفزة العربية التي بعضها تبث من قبل بعض أبناء وطننا لإفساد أبناء الوطن العربي وعمولتهم ، عندما أتأمل هذه القنوات أشعر وكأنهم يتسابقون على من يقدم الأقبح ، والأفظع ، والأجرأ . ونحن لا نحرك ساكنا نتشرب الفساد مثل إسفنج البحر بدون تعليق . . . من المسؤول عن إفساد مجتمعاتنا الإسلامية والعربية؟ فها هنا يوجد فارق شاسع بين أن تبث أفلاما خليعة وبرامج سفيهة ، ومسلسلات فاسقة عبر قنوات أصحابها مسلمون متعلمون ، معروفون اجتماعيا ، لهم مواقعهم في المجتمع الدولي ، ويتحملون مسؤولية فساد مجتمعات إسلامية بأكملها وأجيال ناشئة وصاعدة حول العالم ، بل أجيال سابقة لم تكن ترى وتسمع وتعي بأن يوجد في هذا العالم فساد أكبر من استيعابهم للأمور ، فهي مفسدة للدين والدنيا ، وبين قنوات يهودية أمريكية مبدأها وعيشتها وواقعها هو الفساد بكل ألوانه وأطيافه . تخيل عزيزي القارئ أن رجلا في أعلى جبال تهامة ، لا يعرف من الدنيا إلا جبله وربه وعمله . . في الخلاء يتعرض لمشاهدة ما تبثه هذه القنوات من أفلام ومسلسلات وبرامج تهيج شهوات لم تكن لديه ولم يعرف بوجودها ، تخيلي عزيزتي القارئة الزوجة والأم والأخت أو الابنة أن تتعلم مبادئ حياتها من المشاهد الساخنة والمبادئ المبتذلة والعادات الفاجرة ومشاهداتها البذيئة لهذه القنوات ، التي تعتبر في مجتمعاتنا الآن شرا لا بد من وجوده، تخيل أن بكبسة زر تنتقل من رقص وخلاعة إلى قناة دين تابعة لنفس المالك ؟ فهذا دليل على الازدواجية وتمرير رسائل إفسادية للمسلمين بان تقدر أن تكون فاسدا ومفسدا ومتدينا في وقت واحد. صدق الرسول الكريم حين قال: إن الإسلام بدأ غريبا ، وسينتهي غريبا . وللأسف يوجد انفصام بين قناعاتنا وأفعالنا، فقناعتنا هي بالدار الآخرة، لكن أفعالنا أكثرها للدنيا ولم يكن عند أسلافنا هذا الانفصام ، فقناعاتهم كانت للآخرة وعملهم كان لها، ويرون أن ذلك عين العقل والحكمة ، قال مالك بن دينار: لو كانت الدنيا ذهبا يفنى، وكانت الآخرة خزفا يبقى لوجب على العاقل أن يختار الخزف الباقي على الذهب الفاني ، كيف إذا كانت الدنيا هي الخزف الفاني والآخرة هي الذهب الباقي ، بهذه النظرة الصحيحة إلى الدنيا والآخرة صلح حال أسلافنا فصلحت لهم الدنيا وانقادت لهم الأمم .
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد لا اله غيره غافر الذنب وقابل التوب هو الأول بلا ابتداء والأخر بلا انتهاء والصلاة والسلام على سيد ولد أدم محمد صلى الله عليه وسلم أيها الغارقون في الذنوب وبحور والمعاصي أما أنا الأوان للوقوف مع النفس والعقل لحظة تأمل يا أيها المذنبون كفا كم ذنوب لأنّها تحدث في الأرض أنواعا من الفساد في المياه والهواء والزّرع والثّمار والمساكن قال تعالى : ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون [ سورة الرّوم : 41 ] . قال مجاهد : إذا ولي الظّالم سعى بالظّلم والفساد فيحبس اللّه بذلك القطر فيهلك الحرث والنّسل واللّه لا يحبّ الفساد ثمّ قرأ : ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون [ سورة الرّوم : 41 ] . ثمّ قال : أما واللّه ما هو بحركم هذا ولكن كلّ قرية على ماء جار فهو بحر وقال عكرمة : ظهر الفساد في البرّ والبحر أما إنّي لا أقول لكم : بحركم هذا ولكن كلّ قرية على ماء . وقال قتادة : أمّا البرّ فأهل العمود وأمّا البحر فأهل القرى والرّيف قلت : وقد سمّى اللّه تعالى الماء العذب بحرا فقال : وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج [ سورة فاطر : 12 ] . وليس في العالم بحر حلو واقف وإنّما هي الأنهار الجارية والبحر المالح هو السّاكن فسمّى القرى الّتي عليها المياه الجارية باسم تلك المياه . وقال ابن زيد :ظهر الفساد في البرّ والبحر قال : الذّنوب . قلت : أراد أنّ الذّنوب سبب الفساد الّذي ظهر وإن أراد أنّ الفساد الّذي ظهر هو الذّنوب نفسها فتكون اللّام في قوله : ليذيقهم بعض الّذي عملوا لام العاقبة والتّعليل وعلى الأوّل فالمراد بالفساد : النّقص والشّرّ والآلام الّتي يحدثها اللّه في الأرض عند معاصي العباد فكلّما أحدثوا ذنبا أحدث اللّه لهم عقوبة كما قال بعض السّلف : كلّما أحدثتم ذنبا أحدث اللّه لكم من سلطانه عقوبة . والظّاهر - واللّه أعلم أنّ الفساد المراد به الذّنوب وموجباتها ويدلّ عليه قوله تعالى : ليذيقهم بعض الّذي عملوا فهذا حالنا وإنّما أذاقنا الشّيء اليسير من أعمالنا ولو أذاقنا كلّ أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابّة. المعاصي سبب الخسف والزّلازل ومن تأثير معاصي اللّه في الأرض ما يحلّ بها من الخسف والزّلازل ويمحق بركتها وقد مرّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - على ديار ثمود فمنعهم من دخول ديارهم إلّا وهم باكون ومن شرب مياههم ومن الاستسقاء من آبارهم حتّى أمر أن لا يعلف العجين الّذي عجن بمياههم للنّواضح لتأثير شؤم المعصية في الماء وكذلك شؤم تأثير الذّنوب في نقص الثّمار وما ترى به من الآفات . وقد ذكر الإمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال : وجدت في خزائن بعض بني أميّة حنطة الحبّة بقدر نواة التّمرة وهي في صرّة مكتوب عليها : كان هذا ينبت في زمن من العدل وكثير من هذه الآفات أحدثها اللّه سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذّنوب . وأخبرني جماعة من شيوخ الصّحراء أنّهم كانوا يعهدون الثّمار أكبر ممّا هي الآن وكثير من هذه الآفات الّتي تصيبها لم يكونوا يعرفونها وإنّما حدثت من قرب . تأثير الذّنوب في الصّور وأمّا تأثير الذّنوب في الصّور والخلق فقد روى التّرمذيّ في جامعه عنه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أنّه قال : خلق اللّه آدم وطوله في السّماء ستّون ذراعا ولم يزل الخلق ينقص حتّى الآن . فإذا أراد اللّه أن يطهّر الأرض من الظّلمة والخونة والفجرة يخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا ويقتل المسيح اليهود والنّصارى ويقيم الدّين الّذي بعث اللّه به رسوله وتخرج الأرض بركاتها وتعود كما كانت حتّى إنّ العصابة من النّاس ليأكلون الرّمّانة ويستظلّون بقحفها ويكون العنقود من العنب وقر بعير ولبن اللّقحة الواحدة لتكفي الفئام من النّاس وهذه لأنّ الأرض لمّا طهرت من المعاصي ظهرت فيها آثار البركة من اللّه تعالى الّتي محقتها الذّنوب والكفر ولا ريب أنّ العقوبات الّتي أنزلها اللّه في الأرض بقيت آثارها سارية في الأرض تطلب ما يشاكلها من الذّنوب الّتي هي آثار تلك الجرائم الّتي عذّبت بها الأمم فهذه الآثار في الأرض من آثار تلك العقوبات كما أنّ هذه المعاصي من آثار تلك الجرائم فتناسبت كلمة اللّه وحكمه الكونيّ أوّلا وآخرا وكان العظيم من العقوبة للعظيم من الجناية والأخفّ للأخفّ وهكذا يحكم سبحانه بين خلقه في دارالبرزخ ودار الجزاء . وتأمّل مقارنة الشّيطان ومحلّه وداره فإنّه لمّا قارن العبد واستولى عليه نزعت البركة من عمره وعمله وقوله ورزقه ولمّا أثّرت طاعته في الأرض ما أثّرت ونزعت البركة من كلّ محلّ ظهرت فيه طاعته وكذلك مسكنه لمّا كان الجحيم لم يكن هناك شيء من الرّوح والرّحمة والبركة . أحبكم في الله
|
#4
|
||||
|
||||
![]() أحبك الله الذي أحببتني من أجله قال الله تعالى :{من يعمل من الصالحات من ذَكَرٍ أو أنثى و هو مؤمنٌ فلنحيينَّه حياةً طيبة } هذه الآية الكريمة دليل على أنه يُشْتَرطُ لقبول الأعمال الصالحة عند الله الإيمان ، فلا يَقْبَلُ الله عمل كافر حتى و لو كان ذلك العمل لمصلحة المسلمين ، فقد جاء رجلٌ مشرك إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله أقاتل أو أُسلم ؟ قال : أسلم ثم قاتل ، وذلك لأنه لو قاتل قبل أن يُسلم لم ينفعه شيئًا مخاطرته بنفسه ، الجهاد الذي فيه أعظم مخاطرة بالنفس لم يكن له فيه ثواب لو لم يقدم إسلامه ، فلذلك كلُّ الأعمال لا تُقْبل إلا بعد معرفة الله و رسوله ، بعد الإيمان بالله و رسوله ، لأن الإيمان بالله و رسوله اعظم عند الله من كل عمل يعمله الإنسان ، مهما أكثر من الحسنات مع الناس إن لم يعتقد الإيمان ليس له ثواب و لو أحسن إلى أهله و أقاربه ووصل رحمَه ووزّع العطايا و عمل الخير مع الغرباء أيضًا و صار له ذكر كبير عند الناس بالكرم و العطاء الزائد و قضاء حاجة الناس ، فإن كل ذلك لا ينفعه إذا لم يكن يؤمن بالله و رسول و اليوم الآخر . فمعرفة الله و معرفة رسوله هي أساس الدين ، لأن من عرف الله و رسوله ومات على ذلك متجنبًا الكفر لا بد أن يدخل الجنة إما بعد عذاب على ذنوبه و إما من دون أن يعذب . معرفة الله عبارة عن اعتقاد أن الله موجود لا يشبه الموجودات ، لا يُشَبّه بشىء لا بالإنسان و لا بالملائكة و لا بالنور و لا بغير ذلك لأنه خالق كل شىء ، و يعتقد أنه ليس له مكان لأنه موجود بلا مكان ، و كذلك لا يعتقد التطور و التغير لله تعالى ، هو يغير العالم من حال إلى حال بعلمه و مشيئته و قدرته ، و أنّه تعالى أزلي أبدي موصوف بكل صفات الكمال التي تليق به منزه عن كل صفات النقصان ، قال الله تعالى : { ولله المثل الأعلى } ، أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره . و أما معرفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو أن يعتقد الإنسان أن سيدنا محمداً صلى الله عليه و سلم أرسله الله تعالى ليُبَشّرَ من آمن به بالجنة في الآخرة و يُنْذر من كذّبه بعذاب الآخرة ، و أنه صادق أمين يجب اتباعه بما أمر ، فقد وصفه الله تبارك و تعالى بقوله : { و ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى }
|
#5
|
|||
|
|||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: قال الله تعالى آمراً نبيه ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : " : تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة " رواه مسلم احبتى فى اللة موضوع هذا الاسبوع بعد اذن اخى احمد عن: الصدقةما هي الصدقة أحبتي ؟ حكم الصدقة أنواع الصدقات فضائل وفوائد الصدقة آداب الصدقة لا تحقرن من المعروف شيئا فاحصد الأجور وأدفع عن نفسك البلاء لنتصدق ونحث غيرنا على الصدقة شعارنا هذا الاسبوع مع خالص مودتى لى عودة الى الموضوع
|
#6
|
||||
|
||||
![]() صدقة السر تطفي غضب الرب
|
#7
|
|||
|
|||
![]()
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين ، الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها، فقال: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ .. [البقرة:262] وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : " : تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة " رواه مسلم ما هي الصدقة أحبتي ؟ الصدقة هي النفقة التي يطلب بها الأجر وتطلق على الفرض والنفل إلا أن عرف الاستعمال في الشرع جرى في الفرض بلفظ الزكاة، وفي النفل بلفظ الصدقة. معنى تسميتها صدقة : وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد . الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، وقد حث الشرع على الصدقة وجعل لها آداباً وشروطا قال تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:262] وقال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد:11] فكيف لا نتصدق إذا كان ما نتصدقه قرض نقرضه للغني والوفي والمحسن كيف لا وربما توعدنا أنه سينميها ويربيها لنا حتى تصير أضعافا مضاعفة فيالها من بشارة !! حكم الصدقة : عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { على كل مسلم صدقة قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قال : قيل له : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يأمر بالمعروف أو الخير قال : أرأيت ؟ إن لم يفعل قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة .. وفي الصحيحين { عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال : قلت : فإن لم أفعل قال : تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك .. ففي هذا الحديث أنه أوجب الصدقة على كل مسلم وجعلها خمس مراتب على البدل : الأولى الصدقة بماله فإن لم يجد اكتسب المال فنفع وتصدق . وفيه دليل وجوب الكسب ; فإن لم يستطع فيعين المحتاج ببدنه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يفعل فيكف عن الشر . فالأوليان تقع بمال إما بموجود أو بمكسوب والأخريان تقع ببدن إما بيد وإما بلسان. وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى .. ففي هذا الحديث أنه جعل الصدقة الكلمات الأربع . والأمر والنهي وركعتا الضحى كافيتان . ومن أنواع الصدقات : * الكلمة الطيبة * عون الرجل أخاه على الشيء * الشربة من الماء يسقيها * إماطة الأذى عن الطريق * الإنفاق على الأهل وهو يحتسبها * كل قرض صدقة، القرض يجري مجرى شطر الصدقة * المنفق على الخيل في سبيل الله * ما أطعم زوجته، ما أطعم ولده * تسليمه على من لقيه * التهليلة، التكبيرة، التحميدة، التسبيحة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر * إتيان شهوته بالحلال * التبسم في وجه أخيه المسلم * إرشاد الرجل في أرض الضلال إذا تاه رجل وضل الطريق * ما أطعم خادمه، ما أطعم نفسه * إفراغه من دلوه في دلو أخيه * الضيافة فوق ثلاثة أيام * إعانة ذي الحاجة الملهوف * الإمساك عن الشر * قول: أستغفر الله * هداية الأعمى، إسماع الأصم والأبكم حتى يفقه، * ما أعطيته امرأتك * الزرع الذي يأكل منه الطير أو الإنسان أو الدابة * ما سرق منه فهو صدقة * وما أكله السبع فهو صدقة * إنظار المعسر بكل يومٍ له صدقة * الصباح وما يحلم في المساء
|
#8
|
|||
|
|||
![]()
فضائل وفوائد الصدقة أولاً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى .. صحيح الترغيب. ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار .. صحيح الترغيب. عَنْ كَعبِ بْنِ عُجرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " يَا كَعْبُ بْنِ عجرةَ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَلاَ دَمٌ نَبَتَا عَلَى سُحْتٍ ، النَّارُ أَوْلى بِهِ ، يَا كَعْبُ بن عَجرةَ النَّاسُ غَادِيَانِ ، فَغَادٍ في فَكَاكِ نَفْسِهِ فَمُعْتِقُهَا ، وَغَادٍ فَمُوثِقُهَا ، يَا كَعْبُ بن عجرةَ ، الصَّلاةُ قُرْبَانٌ ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِيءُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يَذْهَبُ الْجَلِيدُ عَلى الصَّفَا " . أخرجه ابن حبان في صحيحه ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة... رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس ... قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .. في الصحيحين . خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة ... يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) صحيح الترغيب سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم .. رواه أحمد سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه. ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ .. آل عمران:92 تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً .. في الصحيحين عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال .. في صحيح مسلم الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ.. [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: {بقي كلها غير كتفها .. في صحيح مسلم الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم..ٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.. البقرة5 الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان .. قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم .. في الصحيحين الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام وإتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ .. قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ .. قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ .. قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة .. رواه مسلم الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ .. الحشر:9 السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. .. الحديث. السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار ..، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله. الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ.. [التوبة:111] التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان .. رواه مسلم العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة .. رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع
|
#9
|
|||
|
|||
![]()
وللصدقة آداب تتمثل في : * أن تكون من مالٍ طيب لا رديء ولا خبيث * أن تخرج طيبةً بها نفس المتصدق يبتغي بها مرضات الله * ألا يمن بها ولا يؤذي
|
#10
|
|||
|
|||
![]() فتاوي عن الصدقة
|
![]() |
|
|