| التعليمـــات |
| التقويم |
|
|
|||||||
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
2013-11-30, 10:35 PM
|
|||
|
|||
فوق رمال شربت المطر وتحت سماء تلفعت بالسحاب:رحلة إلى (صحراء الدهناء) 18-20 محرم 1435هـ
إخواني الكرام: أعضاء وزوار البراري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات والطاعات وأبارك للجميع ما أنعم الله به على ديارنا من الغيث والرحمة ،وارتواء الأرض، واكتسائها حلتها الخضراء في بعض النواحي. يسعدني ويسعد زملائي في فريق الرحلة أن أطرح بين أيديكم تقريراً لرحلتنا إلى [حومة النقيان] في صحراء الدهناء الفاتنة الساحرة وكانت الرحلة من يوم الخميس 1/18 إلى السبت 20-1-1435هـ الموافق 21-23 نوفمبر 2013م وقد كان الترتيب والتخطيط والاتفاق على جدولها الزمني قبل 4 أسابيع من موعدها وكانت الوجهة في الأصل إلى فياض جنوب رفحاء لكن بعد أن أنعم الله علينا بأمطار الوسم المباركة رأينا أن الدهناء هي أولى للارتحال كانت الرحلة برفقة أحبتي وأساتذتي الكرام: 1- علي الفيصل (أبو تميم) 2- عمر الحربي (أبو عبدالملك) 3- تركي العبداللطيف (أبو عبدالرحمن) (نسأل الله أن يشفي أخته نورة العبداللطيف وأن يلبسها لباس الصحة والعافية) (أرجو الدعاء لها لا حرمكم الله الأجر) 4- محدثكم:علي الشهري (أبو أحمد) كان خط سير الرحلة كالآتي: الرياض - تمير - أم رجوم - الدهناء - حومة النقيان - محير الأعصل - أم رجوم - تمير - الرياض وإجابة عن سؤال تعودت أن يردني كثيراً في تقاريري السابقة فالكاميرات التي استخدمتها في هذا التقرير اثنتان: Canon 5D lll مع عدسة كانون 16-35 و Canon 60D مع عدستين كانون 70-200 f2.8 100-400 ********************** كانت جلسة الغداء في شعيب أبا المياه على مدخل تمير ثم واصلنا المسير إلى الشعب فأم رجوم حيث كانت آثار المطر والغيث واضحة على جنبات الطريق فلله الحمد والمنة  وبعد أن تزودنا بالوقود من محطات أم رجوم قمنا بتنسيم الإطارات استعداداً للدخول في رمال صحراء الدهناء  ثم واصلنا مسرنا أملاً في إدراك مكان للمبيت قبل مغيب الشمس  وكانت الشمس متوارية في لحظات غروبها خلف السحاب في مشهد كوني مهيب   لقطة فيديو لممشانا بين أم رجوم والدهناء وأخيراً لاحت لنا كثبان الدهناء الرملية الساحرة وقد ارتوت حُمرةً من ماء السماء   وبعد أن قطعنا مسافة وغربت الشمس قرر أمير الرحلة أبو تميم النزول في هذا الموقع القريب من نقا أبو حثول والتذري بهذه الأرطاة إضافة إلى ذرى السيارة ومما يميز المكان أيضاً: توفر الأرطى اليابس بكثرة فاستفدنا منه في التدفأة لأن الجو كان بارداً وكانت الرياح شمالية وقوية   حل المساء، وأظلم الليل، وسكن الهواء وازداد لمعان السماء وتناثرت نجومها في مشهد رباني مهيب ينطق بعظمة الله وملكوته وقدرته وجبروته سبحانه وتعالى ... ما أعظمه  ها هي الثريا تتدلى في السماء كعقد بهي وقد ذكرتني بقول امريء القيس في معلقته: إذا ما الثريا في السماء تعرضت ** تَعَرُّضَ أثناء الوشاحِ المفصَّلِ  وهذه صورة مقربة بالعدسة 70-200  وفي الساعة الثامنة تقريباً أشرق القمرُ فأضفى جمالاً فوق الجمال فسبحان من خلق فأبدع وصور وجمّل  طاب السمر تلك الليلة على أعواد الأرطى اليابسة  وكان العشاء مكرونة من يدي أبي تميم وآآهٍ ثم آآهٍ.... لو جربتم طبخ أبي تميم (للمكرونة)   نمنا تلك الليلة على أحسن حال ولله الحمد والمنة ثم بزغ الفجر فصلينا وذكرنا ربنا ثم جلسنا جلسة الصباح وهي من أمتع وألذ لحظات الرحلات  ثم أشرقت الشمس فسبحان من يجريها إلى مستقر لها  ونثرت على الرمال الممطورة ضوءها الذهبي وكأنه لؤلؤٌ منثور 
|
|
#2
2013-11-30, 10:42 PM
|
|||
|
|||
|
أخذت جولة بالعدسة... فهاهو (نقا) أبو حثول والنقا هو الجبل الرملي  ومررت بهذه الأرطى الجميلة في تشكلها  ثم هذه  كان هذا اليوم مميزاً بكثافة السحاب فاجتمعت عناصر من الجمال قل أن تجتمع في الصحراء سماءٌ زرقاء وسحاب كثيف وكثبان رملية ممطورة وشمس ينسدل نورها بين قطع السحاب حيناً وينحجب أحياناً أخرى   رجعت للجلسة وتناولنا القهوة  ثم بدأت مراسم تجهيز الإفطار (كبدة حاشي)  النظرة الأخيرة قبل نثرها على الصاج والمكعبات ليست جبناً إنما هي قطع من سنام الحاشي تستخدم بدلاً من الزيت أو السمن   وأبو عبدالرحمن (متشقق) وناسة  وهو يقمر البصل على قطع من شحم السنام   دعوا الصاج والكبدة جانباً وتأملوا في حبيبات الرمل الحمراء كيف هي متشبعة بالماء   وبعد الإفطار جمعنا أغراضنا ونضفنا المكان من المخلفات ثم واصلنا المسير للاستمتاع برؤية جبال الرمل والبحث عن مكان جديد   الكشاتة هنا قليلون وأكثر ما رأيناهم على قمم النقيان  فهي فرصة هواة التطعيس  من هوى التصوير فسيتعب كثيراً  لأن لوحات الجمال هنا كثيرة فأنت أمام مشاهد لم يصنعها بشر 
|
|
#3
2013-11-30, 10:43 PM
|
|||
|
|||
|
أخبرتكم في بداية التقرير أن تخطيطنا كان صوب فياض الحجرة جنوب رفحاء لكن الأمطار الأخيرة التي سقت هذه الكثبان جعلتنا نغير الهدف ونحمد الله أن يسر لنا ذلك فجمال النفود في هذه الأوقات لا يتكرر إلا نادراً أما الربيع والخضرة فميسورة بحول الله وقوته   هذه الأحجار من الدلائل على أن طبيعة الأرض لم تكن رملية  واصلنا مسيرنا متنقلين بين هذه الجبال الرملية التي تأسرك بجمالها      لقطة تذكارية  وزاد الأرض جمالاً كثافة الغطاء النباتي وأكثره من الأرطى والعاذر    وشيئاً من النباتات الأخرى   من الأشياء الجميلة والمفرحة والمبهجة جداً آثار الوعي الذي تجلى بين الرحالة اللذين مروا من هنا فقد لاحظنا بقاء بعض الجذوع الكبيرة من الأرطى لم تحتطب رغم احتطاب شيئاً مما حولها  فهي متروكة عمداً   ما السرُّ أيها الكرام الذي جعل محتطبي الأرطى يتركون هذا الجذع السمين؟؟  دعوني أقترب لكم من هذا الجذع... هل عرفتم السر الآن؟؟ 
|
|
#4
2013-11-30, 10:46 PM
|
|||
|
|||
|
إن الذي جعل هذه الجذوع الخضراء متروكة وباقية هو (الوعي) أيها الكرام نعم.. (الوعي البيئي) الذي يتصف به كثير من الرحالة والكشاتة فالأرطى اليابسة.. قد يبست وماتت فلا مانع من الاستفادة منها حطباً أما (الخضراء) فقطعها جناية على الطبيعة وهدر للغطاء النباتي في هذه الصحراء فهي لا تزال قابلة للنمو والتمدد والتكاثر أيضاً عن طريق تناثر البذور والأزهار فأسأل الله جل وعلا أن يجزي هؤلاء الكشّاتة خيراً وأن يكثر من أمثالهم  قرر أمير الرحلة أبو تميم أن تكون الساعة 12.30 ظهراً موعداً للتوقف والنزول وكان نزولنا في هذه النقرة الرحبة الذارية   لم تكن الرياح شديدة لكنها كانت تشتد سرعتها أحياناً فتسف سطوح الكثبان الرملية حولنا كما في مقطع الفيديو التالي https://www.youtube.com/watch?v=MCVakn6_dCY تفرغت أنا لتجهيز الغداء وسأختصر لكم المراحل في هذه الصور التي تغني عن الكلام         وفي ثنايا لحظات الطبخ كنت أتحين الفرص لأخذ بعض اللقطات الجميلة      
|
|
#5
2013-11-30, 10:49 PM
|
|||
|
|||
|
أبو عبدالملك يقرأ علينا من هذا الكتاب إما في جلستنا أو في السيارة أثناء سيرنا  يا ترى ما عنوان هذا الكتاب؟؟؟  وهو كتاب شيق وممتع وثري مكون من مجلدين وهذه إحدى صفحاته  لحظات الغروب من اللحظات الجميلة في الصحراء   غابت الشمس وأقبل الليل فغشى المكان فسبحان من أقسم به (والليل إذا يغشى)  وهذه لقطة فيديو للحظات إقبال المساء https://www.youtube.com/watch?v=fIds7gdhWQM حل المساء وأظلمت السماء وللسماء في المساء رونقٌ خاص فقد بدأت تتزين بالنجوم فها هما النسران (الطائر والواقع) بُعيد الغروب يكملان المثلث مع نجم (الرِدْف) يميلان جهة الغرب إيذاناً بقرب نهاية فصل الخريف ودخول فصل الشتاء  وهنا توضيح لهذه الأنجم الثلاثة  وهاهي الثريا تمد ذراعها ومرفقها إلى ذات الكرسي  ورغم أن منطقة الكثافة الضوئية في مجرة درب التبانة قد اختفى مع اختفاء برج العقرب وأصبح تحتنا الآن إلا أن طرف المجرة الشمالي الشرقي على ضعف وضوحه أصبح هنا واضحاً جلياً للعيان فها هي المجرة تمر من فوق رؤسنا  قبل أن تنتهي في الجهة الشمالية الشرقية وكانت أمسية ماتعة فما أجمل أماسي الصحراء يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه : من نفحات الحرم ص 97 (وأنا أحلف أني على ولعي بجمال الطبيعة، وارتيادي الجبال والأودية، ووقوفي بالعيون والينابيع، ومقامي على الشواطيء وحيال الشلالات، ما رأيت منظراً أجل ولا أحفل بالعظمة والمتعة من أماسي الصحراء)  هذه النجوم الضخمة الهائلة المنتثرة زين الله بها السماء ودعانا إلى النظر إليها وأمرنا بالتفكر في ملكوت السماء فلا إله إلا الله سبحانك ما أعظمك سبحانك ما عبدناك حق عبادتك  هذه النجوم كلها تسجد لله وتخضع له وتسبح بحمده وبعض البشر..... إلى الآن!!! لم يسجد لله ولم يتلذذ بتمريغ جبهته في الأرض خضوعاً لربنا العظيم سبحانه وتعالى  ها هي الجوزاء تطل علينا في يمين الصورة من الجهة الجنوبية الشرقية  كان عشاؤنا تلك الليلة قرصاً تميمياً من صنع يدي أبي تميم وسأوضح لكم صباحاً بحول الله شيئاً عن هذا القرص   جمعنا أمتعتنا قبل النوم وأدخلناها السيارة فقد كانت السماء خالية من السحاب والجو بارد فالطل والندى سيكون كثيفاً كما قال أبو تميم: (الأرض تحلب النجوم )
|
|
#6
2013-11-30, 10:51 PM
|
|||
|
|||
|
أصبحنا وأصبح الملك لله    وبعد رشف القهوة والحليب  انهمك أبو تميم في تجهيز قرص الإفطار قرص من البر محشو بالتمر والبصل يحمى على أعواد الأرطى  ويترك حتى يتقمر من الجانبين  واشتهى أبو عبدالملك تونة محموسة مع البصل   مر بنا قطيع من الإبل فكانت هذه اللقطات    وأخذ أبو عبدالرحمن (يهيجن) فطربت الإبل لحداءه   الإبل لا ترحم براعم الأرطى الخضراء الغضة  تبللت بعض الأمتعة من طل البارحة فنشرناها لتنشف   وبعد ذلك حانت ساعة الرحيل وبدأت مراسم جمع الأغراض  وكانت هذه الصورة آخر لقطة التقطتها في هذا الموقع الجميل  وبدأ أبو عبدالرحمن في تنظيف الموقع من أي مخلفات لنقلها إلى أقرب حاوية نفايات عند خروجنا من صحراء الدهناء 
|
|
#7
2013-11-30, 10:54 PM
|
|||
|
|||
|
غادرنا الموقع وكما تشاهدون في الصورة فقد حملنا كيس النفايات -أجلكم الله- معنا لأننا على يقين أنه ليس هناك طريقة آمنة للتخلص من النفايات إلا برميها في الحاويات المخصصة لأن حرق النفايات أو دفنها مضر بالتربة وبالحياة الفطرية حولها  لا تزال المشاهد الجميلة تتكرر بين جبال الرمل     لكن هذا المشهد لم يكن جميلاً فهي نفايات أحد المخيمات التي خيمت هنا رميت كلها في هذه النقرة  واصلنا مسير العودة والاستمتاع بالمشاهد الجميلة لجبال الرمل ولاحظوا كثافة الغطاء النباتي كيف جمل الأرض وزينها     الله يبارك لك يا أبو تميم   توقفنا عند هذا النقا فلقد رأينا في سفحه الأيمن شيئاً غريباً!!!!   ثم اتضح لنا أنه قطيع من الماعز يرعى على النباتات النابتة في هذا السفح الرملي   نسأل الله أن يبارك لمالكهن  مقطع فيديو لهذا المشهد https://www.youtube.com/watch?v=pz4YHSNOD3I وقرر أبو تميم الصعود   
|
|
#8
2013-11-30, 10:57 PM
|
|||
|
|||
|
وأطل أبو عبدالرحمن من القمة فهربت الغنم خوفاً منه  فيديو لهذا المشهد https://www.youtube.com/watch?v=tklhQLyS1ms ثم صعدت باليوكن    واسمتعتنا كثيراً بالجلوس على قمة النقا فقد أضحت (حومة النقيان) تحوم حولنا بحق    ومن ذروة هذه القمة صغرت الأشياء من حولنا  وجاورنا طيور السماء   وأصبحت جبال الرمل حولنا على مد البصر     أما جبال الرمل القريبة منا فكانت على هذه الحال    
|
|
#9
2013-11-30, 11:00 PM
|
|||
|
|||
|
   فيديو لهذا المشهد المهيب https://www.youtube.com/watch?v=2DnyT1kmD1g غادرنا المكان صوب محير شعيب الأعصل فقد سمعنا أن السيل قد وصل إلى هناك الأيام الماضية وهذه المشاهدات الأخيرة قبل خروجنا من صحراء الدهناء هي (الصحرا)تقول بملء فيها**حذاري حذاري من فتكي وبطشي  ومررنا بهذا الموقع الصخري وقرر أبو عبدالملك العودة إليه مستقبلاً لأنه يصلح عنصراً أرضياً لتصوير المجرة   ومررنا بهذا الراعي ومعه هذه القطيع نسأل الله أن يبارك لمالكهن    وصلنا إلى المحير ولم يكن به إلا الكشاتة المقابلين لنا   فكانت جلستنا الأخيرة لتجهيز الغداء  كبسة حاشي مع دجاج ( تكا )   وبينما نحن جلوس: لاحظ أبو عبدالرحمن معركة بين نملتين استمرت لأكثر من نصف ساعة وانتهت بتقطيع إحداهما  يا جماعة الخير أصلحوا.. تعوذوا من الشيطان لكن بلا فائدة  مشهد فيديو لهذه المعركة https://www.youtube.com/watch?v=jFdNyK6g6rI حل المساء  وغربت الشمس إيذاناً بالرحيل وختام هذه الرحلة وهذا التقرير  ختاماً أعتذر إليكم أيها الأحبة في إطالة التقرير وأسأل الله أن أكون موفقاً مسدداً فيه وأعتذر عن كل خطأ وزلل حصل مني وأشكر لكم صبركم ومتابعتكم لأحداثه وأرجو أن تكونوا قد وجدتم فيه ما ينفع ويفيد وأرجو منكم دعوة صالحة بظهر الغيب لي ولرفقتي الكرام أسأل الله أن يجمعني بكم ووالدينا وأحبابنا وأهالينا في الفردوس الأعلى من الجنة فهناك النعيم الذي لا ينقطع واللذة التي لاتزول والأنس الذي لا يتكدر اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى يا رافع الجبال ويا منشيء السحاب وخالق الماء والبحار والرمال انصر عبادك وجندك إخواننا في سوريا اللهم عجل بفرجهم ونصرهم اللهم أهلك بشار وجنوده وأعوانه اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً اللهم صل وسلم وزد وبارك وأنعم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد محبكم دوماً: أبو أحمد ***
|
|
#10
2013-12-01, 12:25 AM
|
||||
|
||||
|
اخي الكريم
|
|
|
|
العرض العادي
