المبنى ليس به مخرج للطوارئ وخلاف مديرتي المدرستين أغلق باب الهروب
بسالة رجال "مدني حائل" وشجاعة جندي تنقذان مدرسة ابتدائية من كارثة

11
خالد السليمي– سبق– حائل: كشفت مصادر "سبق" أن المدرسة الابتدائية التي نشب بها حريق اليوم بحائل، تفتقد وسائل السلامة، وليس بها باب للطوارئ ما دفع المعلمات والطالبات للصعود على السطح وسط حالة من الخوف والهلع، فقد معها معظمهن وعيه, كما كشفت إحدى المعلمات أن الباب الذي يفصل المدرسة عن المتوسطة الثالثة للبنات كان مغلقاً بسبب خلاف بين مديرتي المدرستين، ما صعّب بدوره مهمة رجال الدفاع المدني في مباشرة الحادث الذي أدى إلى تعرض أكثر من 30 طالبة ومعلمة و 6 من أفراد الدفاع المدني وجندي بالحرس الوطني للاختناق، صباح اليوم.
وكان أكثر من 30 طالبة ومعلمة و 6 من أفراد الدفاع المدني وجندي بالحرس الوطني تعرضوا للاختناق، صباح اليوم، في حريق شبّ بالابتدائية الخامسة لتحفيظ القرآن الكريم في حي الملك عبدالله بحائل.
وعلمت "سبق" أنه تم إخلاء الطالبات والمعلمات إلى مسجد قريب من المدرسة؛ ما عطل إقامة صلاة الظهر به. وباشر الدفاع المدني الحريق وتم إخلاء الطالبات والمعلمات عن طريق سلالم الدفاع المدني، وأشارت المصادر إلى أن الحريق بدأ في "خيمة" داخل المدرسة.
وذهبت "سبق" لمستشفى الملك خالد بحائل بعد أن تم نقل جميع المصابين والمصابات إليه, حيث أكد الجندي أول يوسف مساعد الحربي، وهو من منسوبي الحرس الوطني بحائل، أنه اكتشف الحريق عند الساعة الحادية عشرة صباحاً أثناء مروره قرب المدرسة، مضيفاً أنه توجه للمدرسة مع مباشرة الدفاع المدني للحريق الذي حضر للموقع في وقت قياسي.
وقال الحربي: توجهنا في البداية للدور الأول من المدرسة إلا أننا لاحظنا أن المعلمات والطالبات صعدن لسطح المدرسة طلباً للنجاة، فبحثنا مع رجال الدفاع المدني عن سلالم الطوارئ إلا أن المعلمات أخبرننا بعدم وجود أي باب للطوارئ وأن على الدفاع المدني الاستعجال لإنقاذهم من سطح المدرسة، حيث إنه الأنسب بسبب الدخان الكثيف داخل المدرسة في الدور الأول، وفوراً خلعت السترة التي أرتديها ووضعتها على إحدى المعلمات التي كانت في حالة هلع، وفقدت بعض ملابسها نتيجة التزاحم.
وأضاف الحربي يقول: وفعلاً تم رفع سلالم الدفاع المدني وأنقذنا أكثر من أربعين طالبة ومعلمة، ولاحظنا أن معظمهن فقدن الوعي من الخوف أو الاختناق، الذي حاولت تفادي آثاره إلا أنني سقطت وبعض رجال الدفاع المدني ولم نُفق إلا في المستشفى".
وأضاف أحد رجال الدفاع المدني أنه تعرض هو وزملاؤه ومواطن آخر، للاختناق جراء البحث عن مخرج للطوارئ في بداية الحريق، ومن ثم الصعود لأعلى لإنقاذ الطالبات والمعلمات اللاتي تزاحمن عليهم، كل تريد إنقاذها أولاً.
"سبق" انتقلت أيضاً للمدرسة إلا أنها لم تتمكن من دخولها، حيث لم تسمح الجهات الأمنية بذلك, واتضح أن المدرسة لا تحتوي وسائل سلامة كافية, كما أن الباب بين الابتدائية الخامسة لتحفيظ القرآن الكريم والمتوسطة الثالثة للبنات، كان مغلقاً بسبب خلاف بين مديرتي المدرستين، بحسب إحدى المعلمات.
من جهتها، قالت والدة إحدى الطالبات: ابنتي وزميلاتها صرخن أثناء اندلاع الحريق وحاولن الهرب من البوابة الرئيسية, إلا أن تزاحم وصراخ الطالبات والمعلمات أربك الجميع, وبحثن عن مخرج وسط صراخ الطالبات عن أقرب باب ولم تكن هناك أبواب طوارئ ولا سلالم طوارئ بالمدرسة، فتوجهن للباب الذي يفصل بين المدرستين وكان مغلقاً فصاحت بهم معلمة للتوجه للسطح هرباً من الاختناق داخل الدور، وخرجن للسطح حتى وصلت آليات الدفاع المدني وأنزلتهن بالسلالم الخاصة.
ومن جهته، قدّم مساعد مدير الدفاع المدني بحائل لشؤون العمليات العقيد عبدالله بن علي العامر, شكره وتقديره للجندي يوسف مساعد الحربي الذي ضحى بنفسه من أجل إنقاذ الطالبات.